بَدَأت بخرافة وانتَهَت بخرافة.
قال الملحد: الدين خرافة؟ ، قلت: هل أنت متأكد؟ قال: نعم، قلت: هل للخرافة وجود أم هي وهم؟ قال: بل هي وهم، قلت: أأنت متأكد؟ قال: نعم؟ قلت: الوهم، موجود أم معدوم؟ قال: موجود قلت: أين؟ قال: في ذهن الآدمي، في رأسه فقط قلت: كيف عرفت؟ قال: هذا معروف ؟ قلت: معروف عند من ؟ قال: عند كل الناس، كل الناس يعرفون أن الوهم لاوجود له إلا في دماغ ابن آدم !، قلت: كيف عرفت أن "كل الناس" يعرفون هذا، أأحصيتهم؟ قال: لا.
قلت: أما قولك: "هذا معروف" فادعاء بلا دليل علمي مادي، إذ يُمكن تفسير كل شيء مادياً عندك ولكنك لم تفعل، وأما قولك: كل الناس يعرفون، فأيضاً إدّعاء بلا دليل، فلا أنت أحصيتهم كلهم ولا أنت قدّمت دليلاً علمياً مادياً على أنهم كلهم يعرفون...اصفرّ وجهه وسكت برهة، ثم أردفت فقلت: الخرافة هي التصديق بشيء لا دليل عليه، ما رأيك في هذا التعريف؟ قال (وهو يتململ): جيد، مقبول !، قلت: حسناً، فقولك "الدين خرافة" خرافة.