الرد على (اقوال عمر رضى الله عنه سبقت القراّن)
بسم الله الرحمن الرحيم
نجد بين الحين والآخر انه قد تظهر بعض الأفكار الهدامة والتخرصات المفسده - وان كانت مقتبسه وملزوقه كالعاده -, لكنها فى واقع الامر لا تعدو الا ان تكون اقوالا لا تصدر الا من الحمقى والمغفلين الذين يظنون انهم كما يقولو ( جابو الديب من ديله بالفهلوة )
يقول الملحد الجهبز
لو أثبتنا من البشر انه جاء بمثل القراّن الكريم فيكون القراّن قد افتراه الرسول من عنده والفه من كلامه هو , وفى ذلك بطلان للتحدى الذى دعا اليه القراّن من الاتيان بمثله او باّيه منه او أياّت منه ,
فمن هو البشرى الذى استشهد به الملحد العبقرى انه جاء بمثل القراّن
انه عمر بن الخطاب رضى الله عنه
يقول المعتوه
عمر بن الخطاب قد أوتى من البلاغة والفصاحه ما جعل القراّن يقتبس منه اّيات قبل نزولها ومجموعها اطول من سورة الكوثر فبذلك قد سقط تحدى القراّن وهى ما يكون تفصيله
عن أنس قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث، قلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى؟ فنزلت: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى. البقرة:125 وقلت يا رسول الله أن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن؟ فنزلت آية الحجـاب، واجتمع على رسول الله نساؤه في الغيرة، فقلت لهن:عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن.التحريم:5 فنزلت كذلك. رواه البخاري برقم (4483)
وعن أنس قال: قال عمر: وافقت ربي – أو وافقني ربي – في أربع، نزلت هذه الآية: ولقد خلقنا الإنسان من سللة من طين (المؤمنون:1) الآية، فلما نزلت قلت أنا: “فتبارك الله أحسن الخالقين” فنزلت: فتبارك الله أحسن الخالقين (المؤمنون:14) أخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر كما في الدر
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن يهودياً لقي عمر بن الخطاب فقال: إن جبريل الذي يذكر صاحبكم عدوٌ لنا، فقال عمر: من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدوٌ للكافرين. البقرة:98) قال نزلت على لسان عمر. رواه ابن المنذر وابن أبي حاتم كما في الدر 1/ / 224والطبري في تفسيره 1 / 435
الرد المختصر على البلاهه والسخافه
أولا اذا كان القراّن الكريم به بعض ما نطق به الناس وورد على ألسنتهم وألفاظهم هل هذا يعد خرقا للقاعده واتيان بمثل القران كذبت والله ففى القراّن يوجد مواضع مما تحدث به الناس المسلمون والمشركون والشياطين والجن والملائكه ايضا فالقراّن لم ينزل ليحكم الملائكة بل نزل للبشر بأقوالهم والفاظهم ومعانيهم
قال أبو جهل بن هشام قال : ( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) ( وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب ) ، ( وقالوا اساطير الأولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة وأصيلا) ( ويقولون هو أذن) (قالوا ينوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا) ( امسك عليك زوجك واتقى الله) ( ويقولون امنا بالله وبالرسول وأطعنا) ( وقال نوح رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا) ... وغير ذلك فهل يعد ذلك اقتباس القراّن من كلام الناس ؟ , بل هو موافقات لا تعدو كونها توارد للالفاظ والا لكان هؤلاء الناس رسلا وأنبياء يوحى اليهم قياساَ بهذا الفكر الابله
ثانيا كان الواجب على الرسول ( ص ) -قياسا على هذا المنطق- أن يقتصر على إتِّباع رأي عمر في أموره الخاصة، ولا يورد ذلك في القرآن، فإنه لا يترتّب على نصيحة عمر عبادةٌ ولا حكمٌ
ثالثا قال السيوطي في الإتقان: هو في الحقيقة نوع من أسباب النزول والأصل فيه موافقات عمر
رابعا يذكر السيوطى -الذى استشهد به الملحد- فى الاتقان ( يقرب من هذا ما ورد في القرآن على لسان غير الصحابة كالنبي عليه الصلاة والسلام وجبريل والملائكة غير مصرح بإضافته إليهم ولا محكي بالقول كقوله: قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ [سورة الأنعام آية: ١٠٤] الآية. فإن هذا وارد على لسانه صلّى الله عليه وسلم لقوله آخرها: وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ. وقوله: أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً [سورة مريم آية: ١١٤] فإنه وارد أيضا على لسانه. وقوله: وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ [سورة مريم آية: ٦٤]. وارد على لسان جبريل، وقوله: وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ (١٦٤) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (١٦٥) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ [سورة الصافات آية: ١٦٤ - ١٦٦] وارد على لسان الملائكة، وكذا إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [سورة الفاتحة آية: ٥] وارد على ألسنة العباد. إلا أنه يمكن هنا تقدير القول: أي قولوا، وكذا الآيتان الأوليان يصح أن يقدر فيهما «قل» بخلاف الثالثة والرابعة. اه. من الإتقان)
خامسا اقوال عمر رضى الله عنه لا ترقى ان تكون ايه واحده فى القران , بل هى توارد مقتطفات من الايه.ولذلك لو لم تأتى الاّية بمثل ما قال عمر رضى الله عنه بل جاءت خلاف لكلامه لكان كلام عمر لا ينبنى عليه حكم ولا يؤخذ به
.
سادسا هذه الرواية تكذب ما يقول الملحد (ثم قمت فدخلت الخوخة التي دخلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فاستقبلني فقال : يا ابن الخطاب ، ألا أقرئك آيات أنزلت علي قبل ؟ قلت : بلى . قال : فقرأ : " ( قل من كان عدوا لجبريل فإنه ) الآية حتى بلغ : ( وما يكفر بها إلا الفاسقون ) " . قلت : والذي بعثك بالحق نبيا ما جئت إلا أخبرك بقول اليهود ، فإذا اللطيف الخبير قد سبقني بالخبر . قال عمر : فلقد رأيتني أشد في دين الله من حجر
سابعا
فى واقعة أسرى بدر قال عمر بن الخطاب للرسول قبل نزول الآية ( فقال رسول الله ﷺ: "ما ترى يا ابن الخطاب؟". قال: قلت: والله ما أرى ما رأى أبو بكر، ولكن أرى أن تمكننى من فلان قريب لعمر فأضرب عنقه، وتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست فى قلوبنا هوادة للمشركين، وهؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم) ثم نزلت اأية { مَا كَانَ لِنَبِى أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِى الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ } [الأنفال: 67]
هل يوجد من الفاظ عمر رضى الله عنه ما هو موجود فى ألفاظ الآية ؟؟؟
