-
انشقاق القمر
بقلم: زغـلول النجـار
قال الله تعالى (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)
(القمر 1)
هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في مطلع سورة القمر, وهي سورة مكية, يدور محورها حول قضية الإيمان بوحي السماء الذي أنزله ربنا( تبارك وتعالي) علي فترة من الرسل, وأتمه وأكمله, وحفظه في الوحي الخاتم المنزل علي الرسول الخاتم( صلي الله عليه وسلم); ولذلك تحمل السورة علي المكذبين ببعثته الشريفة, وبالآيات التي أيده الله( تعالي) بها, وفي مقدمتها القرآن الكريم, وذلك انطلاقا من غرورهم, وكبرهم, وغطرستهم, وصلفهم, وتتوعدهم الآيات بالشقاء في الدنيا وبالمصير المخزي في الآخرة كما حدث مع الذين كذبوا بالرسالات السابقة.
وتطالب سورة القمر رسول الله( صلي الله عليه وسلم) بالإعراض عن هؤلاء الكافرين, وإمهالهم إلي يوم البعث العظيم, يوم يخرجون من قبورهم كأنهم جراد منتشر... وهو يوم الفزع الأكبر, والهول الأكبر الذي نسأل الله( تعالي) أن يجيرنا من فزعه وأهواله... اللهم آمين.
وقد ابتدأت سورة القمر بالتحذير من اقتراب وقت الساعة, ومن الثابت عن رسول الله( صلي الله عليه وسلم) قوله الشريف: بعثت أنا والساعة هكذا وأشار بإصبعيه السبابة والوسطي.
ثم تابعت السورة بذكر تلك المعجزة الحسية ـ معجزة انشقاق القمرـ التي أجراها ربنا( تبارك وتعالي) تأييدا لخاتم أنبيائه ورسله في مواجهة تكذيب مشركي قريش لنبوته ولرسالته, وعلي الرغم من وقوع المعجزة ـ التي لم ينكرها أحد منهم ـ فإنهم بدلا من أن يؤمنوا بها اتهموا رسول الله( صلي الله عليه وسلم) بالسحر, وهم الذين لم يشهدوا عليه كذبا أبدا, وذلك انطلاقا من كبرهم وعنادهم واتباعهم لأهوائهم, ولم تزجرهم عن ذلك الأنباء, ولم تغنهم النذر...!!
ومن قبيل تذكير هؤلاء الكافرين بمصائرهم استعرضت سورة القمر مصارع المكذبين في عدد من الأمم السابقة ومنهم أقوام نوح, وعاد, وثمود, ولوط, وفرعون, مؤكدة أن كفار قريش لم يكونوا بأقوي ولا بأشد من تلك الأمم السابقة عليهم( والخطاب هنا يشمل المتجبرين من الكفار والمشركين في زماننا, وفي كل زمان من أمثال الصهاينة المجرمين وإبادتهم المستمرة لشعب فلسطين, والأمريكان وأعوانهم من المتجبرين علي شعب أفغانستان وغيره من شعوب العالمين العربي والإسلامي, وكل من الروس, والهندوس, والبوذيين واستباحتهم لأراضي كل من الشيشان, وكشمير, وأراكان, وجنوب الفلبين, وغيرهم ممن يستبيح أراضي الصومال, والسودان, وسبتة ومليلية والجزر المحيطة بهما, أو يقوم بمحاصرة العديد من الدول المسلمة مثل العراق, وليبيا, والسودان).
وفي نهاية كل خبر من أخبار الأمم البائدة تدعو السورة الكريمة كفار قريش ـ كما تدعو الكفار والمشركين في زماننا وفي كل زمان ومكانـ إلي الاعتبار والتذكر وذلك بقول الحق( تبارك وتعالي):
ولقد تركناها آية فهل من مدكر؟
(القمر:15).
أو بقوله( عز من قائل): فكيف كان عذابي ونذر( القمر:30,21,16).
وقد تكررت هذه الآية الكريمة ثلاث مرات في سياق السورة.
وبين كل خبر من أخبار تلك الأمم الهالكة والذي يليه تنبه سورة القمر إلي حقيقة أن القرآن الكريم ميسر لكل من يطلبه, ويطلب العظة والاعتبار منه, ولذلك تكرر في ثنايا هذه السورة المباركة أربع مرات قول الحق( تبارك وتعالي): ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر( القمر:40,32,22,17).
وبعد هذا الاستعراض التاريخي المعجز عاودت سورة القمر توجيه الحديث إلي كفار قريش ـ كما توجهه إلي كفار اليوم وإلي كفار كل يوم حتي قيام الساعةـ محذرة إياهم من مصير كمصائر المكذبين السابقين أو أشد وأنكي, في الدنيا قبل الآخرة, ومذكرة إياهم بمواقف الذل والمهانة التي سوف يتعرضون لها في الآخرة, وفي ذلك يقول الحق( تبارك وتعالي):
أكفاركم خير من أولائكم أم لكم براءة في الزبر, أم يقولون نحن جميع منتصر, سيهزم الجمع ويولون الدبر, بل الساعة موعدهم والساعة أدهي وأمر, إن المجرمين في ضلال وسعر, يوم يسحبون في النار علي وجوههم ذوقوا مس سقر( القمر:43 ـ48).
وبعد تأكيد أن الله( تعالي) هو خالق كل شيء بتقدير دقيق, وحكمة بالغة, وأن أمره سبحانه( واحدة كلمح بالبصر), وأن الاعتبار بهلاك الأمم البائدة من صميم التعقل ومن حسن الاستفادة بدروس التاريخ, وأن كل ما فعلته تلك الأمم, ويفعله غيرهم من الخلق مدون, ومسطر, ومسجل عليهم, وأنهم سوف يواجهون به, ويحاسبون عليه يوم القيامة.
بعد استعراض ذلك كله ختمت سورة القمر ببيان منازل التكريم التي أعدت للمتقين من عباد الله الصالحين والتي ختمها الحق( تبارك وتعالي) بقوله( عز من قائل):
إن المتقين في جنات ونهر, في مقعد صدق عند مليك مقتدر( القمر:55,54).
وجوانب الإعجاز في سورة القمر تشمل إثبات حقيقة انشقاق القمر, ومواقف كفار قريش منها, ووصف خروج الناس من قبورهم كأنهم جراد منتشر, وتشمل الإعجاز التاريخي بذكر عدد من الأمم السابقة, وذكر مواقفهم من أنبيائهم ورسلهم, ومن وحي الله( تعالي) إليهم, وذكر ما أصابهم من مختلف صور العذاب جزاء استكبارهم وصلفهم, وإنكار رسالة السماء إليهم, ثم جاءت الكشوف العلمية والأثرية في القرن العشرين مؤكدة صدق كل ما جاء في هذه السورة المباركة, وفي غيرها من سور القرآن الكريم عن تلك الأمم البائدة.
وسوف يتم التركيز هنا علي قضية انشقاق القمر, وهي معجزة خارقة, لا يكاد العقل البشري أن يتصورها, ولكن من رحمة الله بنا أن أبقي لنا في صخور القمر من الشواهد الحسية ما يؤكد وقوعها...!! وأعان الإنسان علي الوصول إلي تلك الشواهد حتي تقوم الحجة البالغة علي الناس في عصر العلم والتقنية الذي نعيشه بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق, وأن النبي الخاتم والرسول الخاتم الذي تلقاه كان موصولا بالوحي, ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض, وقبل الحديث عن معجزة انشقاق القمر لابد من استعراض لأقوال عدد من المفسرين في شرح هذه الآية القرآنية الكريمة.
من أقوال المفسرين
في تفسير قوله تعالي: اقتربت الساعة وانشق القمر( القمر:1)..
* ذكر بن كثير( يرحمه الله) ما نصه: يخبر تعالي عن اقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها, كما قال تعالي:( أتي أمر الله فلا تستعجلوه), وقال:( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون), وقد وردت الأحاديث بذلك... وهذا أمر متفق عليه بين العلماء أن انشقاق القمر قد وقع في زمان النبي( صلي الله عليه وسلم), وأنه كان إحدي المعجزات الباهرات.
* وجاء في تفسير الجلالين( رحم الله كاتبيه برحمته الواسعة) ما نصه:( اقتربت الساعة) قربت القيامة( وانشق القمر) انفلق فلقتين علي جبلي أبي قبيس وقعيقعان, آية له صلي الله عليه وسلم, وقد سئلها[ أي: سأله أهل مكة أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر] فقال:( اشهدوا) رواه الشيخان.
* وذكر صاحب الظلال( رحمه الله رحمة واسعة) ما نصه: مطلع باهر مثير, علي حادث كوني كبير, وإرهاص بحادث أكبر, لا يقاس إليه ذلك الحدث الكوني الكبير: اقتربت الساعة وانشق القمر فياله من إرهاص! وياله من خبر, ولقد رأوا الحدث الأول فلم يبق إلا أن ينتظروا الحدث الأكبر; والروايات عن انشقاق القمر ورؤية العرب له في حالة انشقاقه أخبار متواترة, تتفق كلها في إثبات وقوع الحادث....
وبعد استعراض لعدد من الروايات أضاف صاحب الظلال( يرحمه الله): فهذه روايات متواترة من طرق شتي عن وقوع هذا الحادث, وتحديد مكانه في مكة ـ باستثناء رواية لم نذكرها عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه, أنه كان في منيـ وتحديد زمانه في عهد النبي( صلي الله عليه وسلم) قبل الهجرة, وتحديد هيئته ـ في معظم الروايات أنه انشق فلقتين, وفي رواية واحدة أنه كسف( أي خسف).. فالحادث ثابت من هذه الروايات المتواترة المحددة للمكان والزمان والهيئة.
وهو حادث واجه به القرآن المشركين في حينه, ولم يرو عنهم تكذيب لوقوعه, فلابد أن يكون قد وقع فعلا بصورة يتعذر معها التكذيب, ولو علي سبيل المراء الذي كانوا يمارونه في الآيات, لو وجدوا منفذا للتكذيب. وكل ما روي عنهم أنهم قالوا: سحرنا! ولكنهم هم أنفسهم اختبروا الأمر, فعرفوا أنه ليس بسحر; فلئن كان قد سحرهم فإنه لا يسحر المسافرين خارج مكة الذين رأوا الحادث وشهدوا به حين سئلوا عنه.
وأضاف( يرحمه الله): بقيت لنا كلمة في الرواية التي تقول: إن المشركين سألوا النبي( صلي الله عليه وسلم) آية, فانشق القمر. فإن هذه الرواية تصطدم مع مفهوم نص قرآني مدلوله أن الرسول( صلي الله عليه وسلم) لم يرسل بخوارق من نوع الخوارق التي جاءت مع الرسل قبله, لسبب معين: وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون... فمفهوم هذه الآية أن حكمة الله اقتضت منع الآيات ـ أي الخوارق ـ لما كان من تكذيب الأولين بها... فالقول بأن انشقاق القمر كان استجابة لطلب المشركين آية ـ أي خارقةـ يبدو بعيدا عن مفهوم النصوص القرآنية, وعن اتجاه هذه الرسالة الأخيرة إلي مخاطبة القلب البشري بالقرآن وحده, وما فيه من إعجاز ظاهر, ثم توجيه هذا القلب ـ عن طريق القرآن ـ إلي آيات الله القائمة في الأنفس والآفاق, وفي أحداث التاريخ سواء... فأما ما وقع فعلا للرسول( صلي الله عليه وسلم) من خوارق شهدت بها روايات صحيحة فكان إكراما من الله لعبده, لا دليلا لإثبات رسالته... ومن ثم نثبت الحادث ـ حادث انشقاق القمر ـ بالنص القرآني وبالروايات المتواترة التي تحدد مكان الحادث وزمانه وهيئته, ونتوقف في تعليله الذي ذكرته بعض الروايات, ونكتفي بإشارة القرآن إليه مع الإشارة إلي اقتراب الساعة, باعتبار هذه الإشارة لمسة للقلب البشري ليستيقظ ويستجيب....
* وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن( رحم الله كاتبه رحمة واسعة) ما نصه:( اقتربت الساعة) قربت القيامة جدا.( وانشق القمر) وانفلق فلقتين معجزة له صلي الله عليه وسلم وهو بمكة قبل الهجرة بنحو خمس سنين, حين سأله أهل مكة أن يريهم آية تدل علي صدقه, فأراهم القمر فلقتين حتي رأوا جبل حراء بينهما, فقال صلي الله عليه وسلم: اشهدوا!! وقد رآه كثير من الناس; والأحاديث الصحيحة في هذه المعجزة كثيرة. وقيل: اقتربت الساعة, فإذا جاءت انشق القمر بعد النفخة الثانية.
* وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم( جزاهم الله خيرا) ما نصه: دنت القيامة وسينشق القمر لا محالة.
* وجاء في صفوة التفاسير( جزي الله كاتبها خيرا) ما نصه:... أي دنت القيامة وقد انشق القمر.
واقعة انشقاق القمر في التراث الإسلامي
رويت واقعة انشقاق القمر عن طريق عدد كبير من صحابة رسول الله( صلي الله عليه وسلم) منهم عبدالله بن مسعود, وعبدالله بن عباس, وعبدالله بن عمر, وأنس بن مالك, وجبير بن مطعم وغيرهم( رضي الله تبارك وتعالي عنا وعنهم أجمعين).
* فقد روي الإمام البخاري في صحيحه وأخرج الإمام أحمد في مسنده, وروي كل من الإمامين أبي داود والبيهقي عن عبدالله بن مسعود( رضي الله عنه) قوله: انشق القمر علي عهد رسول الله( صلي الله عليه وسلم) فقالت قريش: هذا سحر بن أبي كبشة, قال: فقالوا: انظروا ما يأتيكم به السفار, فإن محمدا لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم, قال: فجاء السفار فقالوا ذلك. وفي لفظ انظروا السفار, فإن كانوا رأوا ما رأيتم فقد صدق, وإن كانوا لم يروا مثل ما رأيتم فهو سحر سحركم به, قال: فسئل السفار, قال: وقدموا من كل جهة, فقالوا: رأينا, فأنزل الله عز وجل:( اقتربت الساعة وانشق القمر). وروي عنه أيضا قوله: انشق القمر علي عهد رسول الله( صلي الله عليه وسلم) فرقتين: فرقة فوق الجبل, وفرقة دونه, فقال رسول الله( صلي الله عليه وسلم): اشهدوا.
* كذلك روي كل من الإمامين البخاري وأحمد عن أنس بن مالك( رضي الله عنه) أنه قال: إن أهل مكة سألوا رسول الله( صلي الله عليه وسلم) أن يريهم آية, فأراهم انشقاق القمر.
* وروي الإمام البيهقي, كما أخرج كل من الأئمة البخاري ومسلم والترمذي( جزاهم الله خيرا) عن عبدالله بن عمر( رضي الله عنهما) قوله:... وقد كان ذلك علي عهد رسول الله( صلي الله عليه وسلم), انشق فلقتين, فلقة من دون الجبل, وفلقة من خلف الجبل, فقال النبي( صلي الله عليه وسلم): اللهم اشهد.
* وروي كل من الإمامين البخاري ومسلم( رحمهما الله) عن عبدالله بن عباس( رضي الله عنهما) قوله: انشق القمر في زمان النبي( صلي الله عليه وسلم). كذلك روي ابن جرير عن ابن عباس قوله:... قد مضي ذلك, كان قبل الهجرة, انشق القمر حتي رأوا شقيه.
* وروي الإمام أحمد عن جبير بن مطعم( رضي الله عنه) قوله: انشق القمر علي عهد رسول الله( صلي الله عليه وسلم) فصار فرقتين فرقة علي هذا الجبل, وفرقة علي هذا الجبل, فقالوا: سحرنا محمد, وقال غيرهم: إن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم.
* وروي الإمام ليث عن مجاهد( رضي الله عنه) قوله: انشق القمر علي عهد رسول الله( صلي الله عليه وسلم) فصار فرقتين, فقال النبي( صلي الله عليه وسلم) لأبي بكر( رضي الله عنه): اشهد يا أبا بكر, فقال الكافرون: سحر القمر حتي انشق.
* وفي إحدي المخطوطات الهندية القديمة والمحفوظة في مكتبة المركز الهندي بمدينة لندن( تحت رقم152/2807 ـ173) ذكر المفكر الإسلامي الكبير الأستاذ الدكتور محمد حميد الله في كتابه المعنون محمد رسول الله أن أحد ملوك ماليبار( وهي إحدي مقاطعات جنوب غربي الهند) وكان اسمه شاكرواتي فارماس(ChakarawatiFarmas) شاهد انشقاق القمر علي عهد رسول الله( صلي الله عليه وسلم) وأخذ يحدث الناس بذلك.
وحدث أن مر عدد من التجار المسلمين بولاية ماليبار, وهم في طريقهم إلي الصين, وسمعوا حديث الملك شاكرواتي فارماس عن انشقاق القمر فأخبروه أنهم أيضا قد رأوا ذلك, وأفهموه أن انشقاق القمر معجزة أجراها ربنا( تبارك وتعالي) تأييدا لخاتم أنبيائه ورسله( صلي الله عليه وسلم) في مواجهة تكذيب مشركي قريش لنبوته ولرسالته. فأمر الملك بتنصيب ابنه وولي عهده قائما بأعمال مملكة ماليبار وتوجه إلي الجزيرة العربية لمقابلة المصطفي( صلي الله عليه وسلم). وبالفعل وصل الملك الماليباري إلي مكة المكرمة وأعلن إسلامه أمام رسول الله( صلي الله عليه وسلم), وتعلم ركائز الدين الأساسية, وأفل راجعا, ولكن شاءت إرادة الله( تعالي) أن ينتهي أجله قبل مغادرته أرض الجزيرة العربية فمات ودفن في أرض ظفار, وحين وصل الخبر إلي ماليبار كان ذلك حافزا لدخول أهلها الإسلام زرافات ووحدانا.
شاهد من عصرنا علي انشقاق القمر
عقب محاضرة لي عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ألقيت باللغة الإنجليزية في كلية الطب بجامعة كاردف عاصمة مقاطعة ويلز في غربي الجزر البريطانية, دار حوار ممتع مع جمهور الحضور من المسلمين وغير المسلمين, ومن جملة الأسئلة التي أثيرت من أحد الحضور سؤال عن واقعة انشقاق القمر كما جاء ذكرها في مطلع سورة القمر, وهل تمثل لمحة من لمحات الإعجاز العلمي في كتاب الله؟
وعلي الفور أجبت بأنها معجزة من المعجزات الحسية العديدة التي حدثت تأييدا لرسول الله( صلي الله عليه وسلم) في مواجهة تكذيب كفار قريش لبعثته الشريفة, وأن المعجزات هي خوارق للسنن والقوانين الحاكمة للكون, فلا يستطيع العلم الكسبي تفسيرها, ولو استطاع تفسيرها ما كانت معجزة.
وأضفت أن المعجزات الحسية التي جاء ذكرها في كتاب الله, أو في سنة رسوله( صلي الله عليه وسلم) هي حجج علي من شاهدها من الخلق, وبما أننا لم نشاهدها فهي ليست حجة علينا, ولكننا نؤمن بوقوعها لورود ذكرها في كتاب الله أو في الأقوال الصحيحة المنسوبة إلي رسول الله( صلي الله عليه وسلم), وكتاب الله كله حق مطلق, لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, ورسول الله( صلي الله عليه وسلم) يصفه القرآن الكريم بقول الحق( تبارك وتعالي): وما ينطق عن الهوي, إن هو إلا وحي يوحي, علمه شديد القوي( النجم:3 ـ5).
وحادثة انشقاق القمر جاء ذكرها في مطلع سورة القمر, علي أنها قد وقعت بالفعل تحديا لكفار ومشركي قريش, وتأييدا لرسول الله( صلي الله عليه وسلم) في مواجهة تكذيبهم لنبوته ولرسالته, ولم يرو عن أحد منهم تكذيب تلك الواقعة التي نسبوها تارة لتعرضهم هم لعملية سحر, وتارة أخري لتعرض القمر للسحر, حتي هيئ لهم أنه قد انشق بالفعل مما يفهم منه تأييدهم لوقوع تلك المعجزة, وإن حاولوا التقليل من شأنها بنسبتها إلي السحر...!!, ثم عاودوا نفي فرية السحر بأنفسهم وذلك بقول نفر من عقلائهم ـكما جاء في روايات الواقعة ـ: لئن كان قد سحرنا فإنه لا يمكن أن يكون قد سحر معنا المسافرين خارج مكة; فتسارعوا إلي مداخل المدينة في انتظار الركبان القادمين من السفر, وعند سؤالهم شهدوا بأنهم في الليلة نفسها التي شاهد فيها أهل مكة تلك الواقعة رأوا هم كذلك انشقاق القمر إلي فلقتين تباعدتا عن بعضهما البعض لعدة ساعات ثم التحمتا, فآمن من آمن وكفر من كفر. ولذلك تقول الآيات في مطلع سورة القمر:
اقتربت الساعة وانشق القمر* وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر*وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر* ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر* حكمة بالغة فما تغني النذر( القمر:1 ـ5).
كذلك روي حادثة انشقاق القمر بصورة متواترة عدد غير قليل من كبار صحابة رسول الله( صلي الله عليه وسلم) من أمثال عبدالله بن عباس, وعبدالله بن عمر, وعبدالله بن مسعود, وأنس بن مالك, وجبير بن مطعم( رضي الله تبارك وتعالي عنا وعنهم أجمعين), ولا يمكن أن تجتمع كلمة هؤلاء جميعا علي باطل, وهم من أهل التقي والورع( ولا نزكي علي الله أحدا). وقد حقق أحاديث انشقاق القمر عدد كبير من أئمة علماء الحديث في مقدمتهم البخاري, ومسلم, وأبو داود, والترمذي, والنسائي, وبن ماجة, وأحمد, والبيهقي, وغيرهم كثير مما يجزم بوقوعها, ومن هنا فإننا نرفض قول بعض المفسرين إن الحادثة من إرهاصات الآخرة انطلاقا من استهلال السورة بقول الحق( تبارك وتعالي):
اقتربت الساعة وانشق القمر; وهؤلاء قد لا يعلمون أن عمر الأرض التي نحيا عليها يقدر بنحو خمسة آلاف مليون سنة( علي أقل تقدير), وأن عمر مادة كل من الأرض والكون المحيط بها يقدر بنحو عشرة آلاف مليون سنة( علي أقل تقدير), وأن بعثة المصطفي( صلي الله عليه وسلم) كانت منذ أربعة عشر قرنا فقط, ونسبة هذا التاريخ إلي ملايين السنين التي مضت من عمر كل من الأرض والكون يؤكد قرب نهاية العالم. ولذلك يروي عنه( عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم) قوله الشريف: بعثت أنا والساعة هكذا وأشار بإصبعيه السبابة والوسطي. وهي قولة حق خالص, وإعجاز علمي صادق لأنه لم يكن لأحد في زمانه( صلي الله عليه وسلم) أدني تصور عن قدم الأرض إلي مثل تلك الآماد الموغلة في القدم; وهذا كاف للرد علي الذين قالوا إن في استهلال سورة القمر بالقرار الإلهي اقتربت الساعة وانشق القمر إيحاء بأن انشقاق القمر مرتبط باقتراب الساعة, بمعني أنها إذا جاءت انشق القمر, لأن المعجزة قد وقعت فعلا علي زمن رسول الله( صلي الله عليه وسلم). وقد يشير إلي ذلك وجود شق كبير بالقرب من القطب الجنوبي للقمر علي الوجه الذي لا يري من فوق سطح الأرض يزيد طوله علي225 كيلو مترا ويدعمه عدم تماثل نصفي القمر الحالي, ويؤكده وصف القرآن الكريم لنهاية القمر بابتلاع الشمس له( لا بانشقاقه) وذلك كما جاء في قوله( تعالي):
فإذا برق البصر, وخسف القمر, وجمع الشمس والقمر( القيامة:7 ـ9).
ويأتي العلم في قمة من قممه مؤكدا تباعد القمر عن الأرض بمعدل ثلاثة سنتيمترات في كل سنة مما يشير إلي حتمية دخوله في مجال جاذبية الشمس فتبتلعه, وإن كان ذلك ـ كغيره من إرهاصات الآخرة سوف يتم بالأمر الإلهي: كن فيكون, وليس بالسنن الدنيوية التي يبقيها لنا ربنا( تبارك وتعالي) لإثبات إمكان وقوع الآخرة; بل حتميتها.
وبعد فراغي من الإجابة علي سؤال السائل الكريم وقف بريطاني مسلم عرف نفسه باسم داود موسي بيدكوك
(DavidMusaPidcock)
وبمنصبه كرئيس للحزب الإسلامي البريطاني, واستأذن في إمكان إضافة شيء إلي ما قلته في إجابتي فأذنت له بذلك فقال: إن هذه الآية كانت مدخلي لقبول الإسلام دينا, فقد شغفت بعلم مقارنة الأديان, وأهداني صديق مسلم نسخة من ترجمة معاني القرآن الكريم فأخذتها منه شاكرا وتوجهت بها إلي مسكني, وعند تصفحها لأول مرة فوجئت بسورة القمر فقرأت: اقتربت الساعة وانشق القمر ثم توقفت متسائلا: كيف يمكن للقمر أن ينشق ثم يعود ليلتحم؟ وما هي القوة القادرة علي إعادته إلي سيرته الأولي؟ فتوقفت عن القراءة وكأن هذه الآية الكريمة قد صدتني عن الاستمرار في ذلك...!!
ولكن لعلم الله( تعالي) بمدي إخلاصي في البحث عن الحقيقة أجلسني أمام التلفاز لأشاهد حوارا بين مذيع بريطاني يعمل بقناة التليفزيون البريطاني
B.B.C
واسمه جيمس بيرك
(JamesBurck)
وثلاثة من علماء الفضاء الأمريكيين, وجري عتاب علي الإسراف المخل في الإنفاق علي رحلات الفضاء في الوقت الذي تتعرض جماعات بشرية عديدة لأخطار المجاعات, والأمراض, وانتشار الأمية بين البالغين, ولمختلف صور التخلف العمراني والعلمي والتقني.
ووقف علماء الفضاء مدافعين عن مهنتهم بأن الإنفاق علي رحلات الفضاء ليس مالا مهدرا لأنه يعين علي تطوير تقنيات تطبق في مختلف المجالات الطبية والصناعية والزراعية, ويمكن أن تعود بمردودات مادية وعلمية كبيرة, وفي غمرة هذا الحوار جاء ذكر رحلة إنزال رجل علي سطح القمر علي أنها كانت من أكثر هذه الرحلات كلفة فقد تكلفت عشرات المليارات من الدولارات. فسأل المحاور: هل كان كل ذلك لمجرد وضع العلم الأمريكي علي سطح القمر؟ وجاءت الإجابة بالنفي, وبأن الهدف كان دراسة علمية لأقرب أجرام السماء إلينا; فسأل المحاور: ألم يكن من الأجدي إنفاق تلك المبالغ الطائلة علي عمارة الأرض؟ وجاء الجواب بأن الرحلة أوصلتنا إلي حقيقة علمية لو أنفقنا أضعاف هذا المبلغ لإقناع الناس بها ما صدقنا أحد...!!
فسأل المحاور: وما هذه الحقيقة العلمية؟ فكان الجواب أن هذا القمر كان قد انشق في يوم من الأيام ثم التحم بدليل وجود تمزقات طويلة جدا وغائرة في جسم القمر, تتراوح أعماقها بين عدة مئات من الأمتار وأكثر من الكيلو متر وأعراضها بين نصف الكيلو متر وخمسة كيلو مترات وتمتد إلي مئات من الكيلو مترات في خطوط مستقيمة أو متعرجة. وتمر هذه الشقوق الطولية الهائلة بالعديد من الحفر التي يزيد عمق الواحدة منها علي تسعة كيلو مترات, ويزيد قطرها علي الألف كيلو متر, ومن أمثلتها الحفرة العميقة المعروفة باسم بحر الشرق
(MareOrientalis).
وقد فسرت هذه الحفر العميقة باصطدام أجرام سماوية بحجم الكويكبات
(ImpactofAsteroid-SizedObjects)
أما الشقوق التي تعرف باسم شقوق القمر
(RimaeorLunarRilles)
فقد فسرت علي أنها شروخ ناتجة عن الشد الجانبي
(TensionalCracks)
أو متداخلات نارية علي هيئة الجدد القاطعة, ولكن أمثال هذه الأشكال علي الأرض لا تصل إلي تلك الأعماق الغائرة, ومن هنا فقد فسرت علي أنها من آثار انشقاق القمر وإعادة التحامه.
يقول السيد بيدكوك: حين سمعت هذا الكلام انتفضت من فوق الكرسي الذي كنت أجلس عليه أمام التلفاز, وتساءلت: معجزة تحدث لمحمد( صلي الله عليه وسلم) من قبل ألف وأربعمائة سنة يثبتها العلم في زمن التقنية الذي نعيشه بهذه البساطة, وبهذا الوضوح الذي لا يخفي علي عالم في مجال علم الفلك اليوم, فلابد أن يكون القرآن حقا مطلقا وصادقا صدقا كاملا في كل خبر جاء به; وعلي الفور عاودت القراءة في ترجمة معاني القرآن الكريم, وكانت هذه الآية التي صدتني في بادئ الأمر عن الاستمرار في قراءة هذا الكتاب المجيد هي مدخلي لقبول الإسلام دينا.
ولا أستطيع أن أصف لكم وقع هذه الكلمات, ووقع النبرة الصادقة التي قيلت بها علي كل الحضور من المسلمين وغير المسلمين فقد هزت القلوب والعقول, وأثارت المشاعر والأفكار, ولم أجد ما أقوله أبلغ من أن أردد قول الحق( تبارك وتعالي):
سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه علي كل شيء شهيد( فصلت:53).
http://www.elnaggarzr.com/Test_fre/I...rv=2&Data=678
-
أحاديث نبوية شريفة عن هوان الأمة
1- " يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت"
2- " يأتي على الناس زمان، الصابر فيهم على دينه، كالقابض على الجمر"
لقد تحقق صدق هذين الحديثين وخاصة في زماننا هذا . فكيف عرف نبي الله ما سيكون؟
-
دعوته صلى الله عليه وسلم لوالدة أبي هريرة :radia:
عن أبي هريرة :radia: إنه قال " كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة. فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره. فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي.
قلت: يا رسول الله! إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي. فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره. فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم! اهد أم أبي هريرة" فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم.
فلما جئت فصرت إلى الباب. فإذا هو مجاف. فسمعت أمي خشف قدمي. فقالت: مكانك! يا أبا هريرة! وسمعت خضخضة الماء. قال فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها. ففتحت الباب. ثم قالت: يا أبا هريرة! أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته وأنا أبكي من الفرح.
قال قلت: يا رسول الله! أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة.
فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا.
قال قلت: يا رسول الله! ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عبادة المؤمنين، ويحببهم إلينا.
قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم! حبب عبيدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين. وحبب إليهم المؤمنين" فما خلق مؤمن يسمع بي، ولا يراني، إلا أحبني.
-
الفرق الضالة
عن حذيفة بن اليمان :radia: قال: كان الناس يسألون رسول الله ( ص ) عن الخير، وكنت أساله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر ؟
قال: نعم
فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير ؟
قال نعم، وفيه دخن
قال: قلت: وما دخنه ؟
قال: قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر
فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر ؟
قال: نعم: دعاة على أبواب جهنم . من أجابهم إليها قذفوه فيها فقلت: يا رسول الله، صفهم لنا ؟
قال: نعم، قوم من جلدتنا، يتكلمون بألسنتا، قلت يا رسول الله، فما ترى إذا أدركني ذلك ؟
قال: تلزم جماعة المسلمين، وإمامهم
فقلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟
قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك
-
سرعة الفرس البطيء
فزع الناس، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا لأبي طلحة بطيئا، ثم خرج يركض وحده، فركب الناس يركضون خلفه، فقال: ((لم تراعوا، إنه لبحر). فما سبق بعد ذلك اليوم.
-
أصنام الكعبة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان حول البيت ستون وثلاثمائة صنم مثبتة الأرجل بالرصاص في الحجارة، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد عام الفتح، جعل يشير بقضيب في يده إليها ولا يمسها ويقول جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، فما أشار إلى وجه صنم إلا وقع لقفاه، ولا لقفاه إلا وقع لوجهه حتى ما بقي منها صنم.
-
الجحر الصحي :
قال عليه الصلاة والسلام عن الطاعون : (إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه) . هذا هو الحجر الصحي الذي أمرنا به رسولنا عليه الصلاة والسلام، والذي لم تعرفه أوروبا إلا سنة 1370م عندما بدأت مدينة (البندقية) بإيطاليا تنفيذ الحجر الصحي، هذا الذي لم تعرفه أوروبا من قبل ، والذي نفذه المسلمون قبلهم بمئات السنين . هذه أيها الأخ القارئ بعض أمثلة قليلة لما ظهر اليوم من إعجاز علمي للقرآن الكريم، والحديث الشريف في عصر العلم والتقدم العلمي ، تصديقاً لوعد الله القائل :
﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾[فصلت: 53] .
-
معجزة الطعام القليل يشبع العدد الكثير :-
1- ذبح جابر رضي الله عنه شاة وطبخها وثرد في جفنة. وأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكل القوم، وكان عليه الصلاة والسلام يقول لهم: كلوا ولا تكسروا عظماً. ثم إنه صلى الله عليه وسلم جمع العظام ووضع يده عليها ثم تكلم بكلام فإذا الشاة قامت تنفض ذنبها.
2- عن جابر رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستطعمه، فاستطعمه شطر وسق شعير، فما زال يأكل منه وامرأته وضيفه حتى كاله، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره. فقال لو لم تكله لأكلتم منه ولقام بكم.
3- عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أطعم ثمانين رجلاً من أقراص من شعير، جاء بها أنس تحت يده أي أبطه.
4- وقال جابر بن عبدالله : (( أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق من صاع شعير وعناق ( الانثى من أولاد المعز ) ألف رجل حتى تركوا وانحرفوا ( مالوا عن الطعام ) ، وإن البرمة لتغط كما هي وان العجين ليخبر ))
5- عن أبي أيوب رضي الله عنه إنه صنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر زهاء ما يكفيهما فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ادع ثلاثين من أشراف الأنصار فدعاهم فأكلوا حتى تركوا، ثم قال: ادع ستين فكان مثل ذلك، ثم قال: ادع ستعين فأكلوا حتى تركوه. وما خرج منهم أحد حتى أسلم وبايع. قال أبو أيوب رضي الله عنه: فأكل من طعامي مائة وثمانون رجلاً.
6- عن سمرة بن جندب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بقصعة فيها لحم فتعاقبوها من غدوة حتى الليل، يقوم قوم ويقعد آخرون.
7- عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين ومائة. وذكر في الحديث إنه عجن صاع من طعام وصنعت شاة فشوى سواد بطنها. وقال وأيم الله ما من الثلاثين ومائة إلا قد حز له حزة، ثم جعل منها قصعتين فأكلنا أجمعون وفضل في القصعتين فحملته على البعير.
8- عن سلمة بن الأكوع وأبي هريرة وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم فذكروا مخمصة أصابت الناس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فدعا ببقية الأزواد، فجاء الرجل بالحثية من الطعام وفوق ذلك، وأعلاهم الذي يأتي بالصاع من التمر فجمع على نطع وقال: سلمة فحززته كربضة العنز، ثم دعا الناس بأوعيتهم فما بقي في الجيش وعاء إلا ماؤه وبقي منه.
9- قال أبو هريرة رضي الله عنه ، (( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسير قال فنفدت أزواد القوم _ أي نفد زادهم واحتاجوا إلى طعام _ قال حتى هم بنحر بعض حمائلهم قال فقال عمر يا رسول الله لو جمعت ما بقي من أزواد القوم فدعوت الله عليها ؟ ( أي بقاياه ) قال ففعل قال فجاء ذو البر ببره وذو التمر بتمره قال وقال مجاهد وذو النواة بنواه قلت وما كانوا يصنعون بالنوى قال كانوا يمصونه ويشربون عليه الماء قال فدعا عليها حتى ملأ القوم أزودتهم قال فقال عند ذلك : أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة
10- عن انس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم حين ابتنى بزينب، أمره أن يدعو له قوماً سماهم حتى امتلأ البيت والحجرة، فقدم لهم توراً فيه قدر من تمر جعل حيساً، فوضعه وغمس ثلاث أصابعه، وجعل القوم يتغدون ويخرجون، وبقي التور نحواً مما كان.
11- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن فاطمة طبخت قدراً لغدائهما، ووجهت علياً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليتغذى معهما، فأمرها فغرفت لجميع نسائه صحفة صحفة، ثم له عليه السلام، ثم لعلي، ثم لها ثم رفعت القدر وإنها لتفيض. قالت: فأكلنا منها ما شاء الله.
12- عن جابر رضي الله عنه في دين أبيه بعد موته، وقد كان بذل لغرماء أبيه أصل ما له فلم يقبلوه، ولم يكن في ثمرها كفاف دينهم، فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أمره بجذها وجعلها بيادر في أصولها، فمشى فيها ودعا. فأوفى منه جابر غرماءه وفضل مثل ما كانوا يجدون كل سنة.
13- قال أبو هريرة رضي الله عنه أصاب الناس مخمصة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل من شيء؟ فقلت: نعم شيء من التمر في المزود. قال، فآتى به. فأدخل يده فأخرج قبضة فبسطها ودعا بالبركة. ثم قال: ادع عشرة فأكلوا حتى شبعوا، ثم عشرة كذلك حتى أطعم الجيش كلهم وشبعوا. وقال: خذ ما جئت به وأدخل يدك واقبض منه ولا تكبه، فقبضت على أكثر ما جئت به فأكلت منه وأطعمت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر إلى أن قتل عثمان فانتهب مني فذهب.
14- أن أبا هريرة كان يقول: آلله الذي لا إله إلا هو، إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبو بكر، فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي عمر، فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، فتبسم حين رآني، وعرف ما في نفسي وما في وجهي، ثم قال: (يا أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (الحق). ومضى فاتبعته، فدخل، فأستأذن، فأذن لي، فدخل، فوجد لبنا في قدح، فقال: (من أين هذا اللبن). قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة، قال: (أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي). قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام، لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة، كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاء أمرني، فكنت أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بد، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا، فاستأذنوا فأذن لهم، وأخذوا مجالسهم من البيت، قال: (يا أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (خذ فأعطهم). قال: فأخذت القدح، فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده، فنظر إلي فتبسم، فقال: (أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (بقيت أنا وأنت). قلت: صدقت يا رسول الله، قال: (اقعد فاشرب). فقعدت فشربت، فقال: (اشرب). فشربت، فما زال يقول: (اشرب). حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق، ما أجد له مسلكا، قال: (فأرني). فأعطيته القدح، فحمد الله وسمى وشرب الفضلة.
-
معجزة تكثيره ( ص ) السمن لأم سليم :
عن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال:-
كانت لأمي ،أم سليم شاة فجمعت من سمنها في عكة فملأت العكة ثم بعثت بها ربيبة ،فقالت :يا ربيبة أبلغي هذا العكة رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتدم بها ،فانطلقت بها ربيبة حتى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله هذه عكة سمن بعثت بها إليك أم سُليم قال :- (أفرغوا لها عكتها ) فأفرغت العكة ودفعت إليها قالت :- فانطلقت بها ، وجئت وأم سليم ليست في البيت ،فعلقت العكة على وتد ،فجاءت أم سليم فرأت العكة ممتلئه تقطر فقالت :يا ربيبة أليس أمرتك أن تنطلقي بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت :- بلى قد فعلت فإن لم تصدقيني فانطلقي فسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت ومعها ربيية ،فقالت يا رسول الله إني بعثت معها إليك بعكة فيها سمن قال :- (قد فعلت ،قد جاءت ) قالت :والذي بعثك بالحق ،ودين الحق إنها لممتلئه تقطر سمناً ، قال أنس : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( يا أم سليم أتعجبين إن كان الله أطعمك كما أطعمت نبيه كلي وأطعمي) قالت فجئت إلى البيت فقسمت في قعب لنا ،وتركت فيها ما أئتد منا به شهراً أو شهرين .
-
معجزة انقياد الشجر له صلى الله عليه وسلم :-
1- روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال :-
سهرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا وادياً أفيح (أي واسعاً رحباً) فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته ،فأتبعتُه بإداوةٍ فيها ماء ، فنظر فلم ير شيئاً يستتر به ،وإذ شجرتان بشاطئ الوادي ،فانطلق إلى إحداهما فأخذ ببعض من أغصانها ،وقال :- (إنقادي علي بأذن الله ) فأنقادت معه كالبعير المخشوش (الذي جعل في أنفه الخشائش وهو العود ، يجعل في عظم أنف الجمل لينقاد ) الذي يُصانع قائدة ،حتى أتى الشجرة الأخرى ،فأخذ بعضاً من أغصإنها وقال:- (إنقادي علي بأذن الله ) فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يُصانع قائدة ،حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما لاءم أي جمعهما ،وقال :- (التئما إلي علي بأذن الله ) فالتأمتا ،قال جابر :- فخرجت أحضر (أي أعدو بشدة ) مخافة أن يحس بقربي منه فيبعد ،فجلست أحدث نفسي ،فحانت مني التفاته ،فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل وإذا الشجرتان قد افترقتا .
2- عن ابن عباس ، رضي الله عنه ، قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : بم أعرف أنك رسول الله ؟ قال : (( أرأيت إن دعوت هذا العذق من الشجرة تشهد أني رسول الله ؟ )) قال : نعم . قال : فدعا العذق ، فجعل العذق ينزل من النخلة حتى سقط إلى الأرض ينقز ، فأقبل إليه ، وهو يسجد ويرفع ويمجد ويرفع حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال له : (( ارجع )) فرجع إلى مكانه ، فقال الاعرابي : والله لا أكذبك بشيىء تقوله بعدها أبداً ، أنا أشهد أنك رسول الله ، وآمن .
3- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فدنا منه أعرابي فقال: يا أعرابي أين تريد قال أهلي قال: هل لك إلى خير؟ قال: وما هو ؟ قال أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله. قال: من يشهد لك على ما تقول؟ قال: هذه الشجرة السمرة، وهي بشاطئ الوادي، فأقبلت تخد الأرض حتى قامت بين يديه فاستشهدها ثلاثاً. فشهدت إنه كما قال ثم رجعت إلى مكانها.
-
بركة دعائه صلى الله عليه وسلم لخادمه:-
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قالت أمي يا رسول الله خادمك أنس أُدع الله له.
فقال ( ص ) : اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما آتيته.
قال أنس :radia: : فوالله إن مالي لكثير وإن ولدي وولد ولدي ليعدون اليوم على نحو المائة.
-
حُسن إسلام سهيل بن عمرو
قوله صلى الله عليه وسلم في سُهيل بن عمرو :- (عسى أن يقوم مقاماً يسرك يا عمر )
وذلك يوم صلح الحديبية حيث غضب عمر رضي الله عنه من تعنت سُهيل وكان ممثلاً لقريش يومئذ فقال له صلى الله عليه وسلم :- (عسى أن يقوم مقاماً يسرك يا عمر )
وكان الأمر كما أخبر صلى الله عليه وسلم إذ مات الرسول صلى الله عليه وسلم واضطربت البلاد ونجم الكفر ووقف سهيل بن عمرو رضي الله عنه بباب الكعبة بمكة فخطب فثبت أهل مكة وقوى بصائرهم فحفظهم الله من الردة بسببه وهو موقف سر عمر والمؤمنين رضي الله عنهم أجمعين
وصدق عليه الصلاة والسلام.
-
طلب الغيث ثم رفعه بدعائه ( ص ) :-
روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك :radia: قال:
أصابت الناس سنة (جدب) على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يوم الجمعة فقام أعرابي فقال: يا رسول الله هلك المال، وجاع العيال، فادع الله أن يسقينا، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وما رأينا في السماء قزعة (قطعة سحاب) فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار (انتشر) سحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر (يتقاطر) على لحيته
قال :radia: : فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد ومن بعد الغد والذي يليه إلى الجمعة الأخرى، فقام ذلك الأعرابي أو قال غيره، فقال:
يا رسول الله تهدم البناء، وغرق المال فادع الله لنا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال: اللهم حوالينا ولا علينا قال: فما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا فرجت حتى صارت المدينة في مثل الجوبة (أي حتى صارت السحب والغيوم محيطة بالمدينة) في السحاب، وسال الوادي قناة شهرا، ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود.
-
معجزة تحول جذل الحطب سيفاً :-
الجذل :هو عود غليظ من أصل الشجرة
انكسر سيف عكاشة بن محصن :radia: يوم بدر فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم جذل حطب فقال له :-
( اضرب به ) فأنقلب في يده سيفاً صارماً طويلاً أبيضاً شديد المتن ، فقاتل به ، ثم لم يزل عنده يشهد به المواقف إلى أن استشهد عكاشة :radia: في قتال أهل الردة ، وبعدما قتل بلعت الأرض ذلك السيف 0
-
معجزة نطق الغزالة ووفاؤها له صلى الله عليه وسلم :-
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
مَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قوم قد اصطادوا ظبية ،فشدوها على عمود فسطاط ،فقالت :يا رسول الله إني أُخذت ولي خِشفان (الولد الصغير ) فاستئذن لي أرضعهما وأعود إليهم ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أين صاحب هذه ؟) فقال القوم نحن يا رسول الله قال :- (خلوا عنها حتى تأتي خشفيها ترضعهما وترجع إليكم ) فقالوا من لنا بذلك ؟ قال :- (أنا) فأطلقوها ،فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت إليهم ،فأوثقوها فمر بهم صلى الله عليه وسلم فقال :- (أين صاحب هذه؟) فقالوا :-هذا يا رسول الله فقال (تبيعونها؟) فقالوا :- هي لك يا رسول الله ، فقال :- (خلو عنها فأطلقوها) فذهبت .