الأحمدية القاديانية والدجال
الأحمدية القاديانية والدجال
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، اما بعد:
إن من اكبر المصائب التي ابتليت بها الأمة في العصر الحديث هو ظهور طوائف من المسلمين أنكرت كثيرا من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجة انها تخالف العقل أو أولت هذه الأحاديث تأويلا يفرغها من مضمونها ، فحكموا العقل في كثير من الأمور النقلية و الغيبية ونسوا وتناسوا أن النقل مقدم على العقل لأنه وحي من الله وليس معنى هذا الكلام أننا ننكر دور العقل وأهميته، بل لقد اهتم الإسلام بالعقل وكثيرا ما يخاطبنا القرآن بألفاظ من مثل (أفلا تعقلون) (أفلا تتفكرون) ومع ذلك فإن للعقل حدوداً لا يتعداها ، ومواطنَ ينتهي إليها ، ولا سبيل له إلى إدراك كل مطلوب ، ولهذا أنزل الله الكتب وأرسل الرسل ، فلولا الرسالة لما اهتدى العقل إلى معرفة تفاصيل أركان الإيمان ، وشرائع الإسلام ، وما يتعلق بالساعة والمعاد والبعث والحساب والجزاء وغير ذلك من أمور الغيب .
وبهذا يجب على كل مسلم أن يؤمن بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم كلها - إن صحت عنه - وألا يرد شيئاً منها ؛ لأن أحاديثه وسنته صلى الله عليه وسلم وحي من الله ، والذي يرد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رد الوحي من الله .
وفى صحيح مسلم عنه من حديث جابر أنه قال في خطبة الوداع : " وقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده كتاب الله تعالى " ( وللحاكم : " كتاب الله وسنتي " صححه الألباني في صحيح الجامع 2937 ) فيجب الاعتصام بالكتاب والسنة حتى لا نقع في الضلال.
وبعد هذه المقدمة ننتقل إلى موضوعنا وهو الأحمدية القاديانية ومعتقدها في المسيح الدجال ، تبدأ القصة عندما ظهر غلام أحمد القادياني فادعى النبوة وادعى انه المسيح الموعود النازل في آخر الزمان فأنكر عليه المسلمون ذلك وتصدى له العلماء وكان من جملة الأمور التي ناقشوه بها أن الأحاديث النبوية تتحدث عن أن المسيح النازل في آخر الزمان يقتل المسيح الدجال فوقع غلام أحمد والقاديانية في مأزق من جملة مآزق وقعوا فيها ،فلم يخرج الدجال في زمن غلام احمد والقاديانية ، فلجأوا إلى تأويل أحاديث المسيح الدجال وقالوا أن الدجال ليس (رجل) وقالوا ان أحاديث الدجال تحتاج إلى تأويل وفسروا الدجال بأنه (الحضارة الغربية) وما أنتجته (من سيارة وطيارة وقطار ...) دون دليل على ذلك، وجعلوا من ذلك عقيدة عند أتباعهم.
والأحمدية القاديانية تزعم انها تعطي دورا كبيرا للعقل في تفسير النصوص الدينية ، لهذا سوف نعرض بعض الأحاديث التي تتحدث عن الدجال ونعطي دورا للعقل في تفسير هذه الأحاديث :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واصفا المسيح الدجال :" انه شاب قطط عينه طافئة كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن". رواه مسلم
ما هي أوصاف المسيح الدجال في هذا الحديث ؟ انه (شاب) (عينه طافئة) (يشبه عبد العزة بن قطن)
اليست هذه صفات رجل؟
حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم :" اني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا‘ إن مسيح الدجال رجل قصير أفحج جعد اعور مطموس العين ليس بناتئة ولا حجراء فإن البس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور" رواه أبو داوود
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (خشيت عليكم ألا تعقلوا) فحكموا عقولكم أيها القرأء
انه (رجل) (قصير) (أفحج) (جعد) (أعور) (يدعي الألوهية) كل هذه الصفات صفات ( رجل)
هل يمكن لنا أن نقول عن الحضارة الغربية والطائرة والسيارة والقطار أنها رجل قصير أفحج جعد اعور تدعي الألوهية .
حديث آخر كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يظن ان ابن صياد هو المسيح الدجال وقال : دعني يا رسول الله اضرب عنقه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن يكنه فلن تسلط عليه وان لم يكنه فلا خير لك في قتله" رواه ابو داود .
اذن المسيح الدجال رجل بدليل ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينكر على عمر انه كان يعتقد أن الدجال رجل
حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فمن أدركه منكم فليقرا عليه فواتح سورة الكهف" رواه مسلم
هل تقبل عقولكم أن نقرا فواتح سورة الكهف على الحضارة الغربية والسيارة والطيارة والقطار...
واكتفي بهذه الأحاديث لان حديث واحد فقط من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ينسف معتقد القاديانية في المسيح الدجال .
واختم كلامي بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا وإنه سيكون من بعدكم قوم يكذبون بالرجم ، وبالدجال ، وبالشفاعة ، وبعذاب القبر ) رواه أحمد بسند صحيح .
هاني أمين
