ميكانيكا الكم.. والساحر.. والأرنب

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

مشكلة الانسان الكبرى هى الجهل ومنة الله العظمى عليه هى العلم به سبحانه وتعالى فقد يسر الله للانسان فى

معرفة العلوم الدينية ما لم ييسره له فى باقى العلوم قال تعالى

( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ *خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ *اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ *الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يعْلَمْ )

وقال تعالى (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر )

ولذلك لا عجب أن يصل الانسان العامى البسيط الى الايمان واليقين بسهولة ويبقى أكبر الفلاسفة والعباقرة فى حيرة

من أمرهم لأن العامى يتبع فطرته ويتبع أدلة القرآن والآخر يأبى تلك الطرق ويعتمد على غيرها والله يقول

(قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى )

ولكى لا أطيل عليكم...... فقد قدر الله علينا فى هذه الدنيا الابتلاء والامتحان وأخبرنا أن النجاة فى الاعتصام به

والاستهداء بآياته ولن نغلب الباطل الا بهذه الطريقة فقد قال الله لسيدنا موسى قبل مواجهة فرعون والسحرة

(بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ)

والسحر هى الشيء الخفى ....ولذلك كان الباطل دائما متخفى لضعفه وكانت مشكلة الانسان دائما مع الباطل جهل الانسان بالشيء الخفى

والسحر ليس فقط فى الحبال و العصى لكن فى كل باطل متخفى فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم (ان من البيان لسحر )أو كما قال ...

فبالتلاعب بالألفاظ يمكن أن تخفى الباطل وراء ثوب الحق فيضنه الجاهل حق وهو ليس بحق

فلو أن ساحر جاء امامنا وأخرج من قبعته أرنب فهنا تظهر مشكلة الانسان الكبرى وهى الجهل فهو لا يعرف ماذا

حدث ولا كيف فعل الساحر هذا فهل يجب عليه تعلم السحر ليبطل هذا الباطل ؟؟؟

بالطبع لا

فقد رحمنا الله بآياته التى جعلها فى فطرنا وفى الكون من حولنا وفى كتبه المنزلة التى نرد اليها كل ما أشكل علينا

فيزول سحر السحرة ويظهر الباطل على حقيقته وكلما أخلص المرء فى الاعتصام بالله كلما جاءه الغوث من ربه

( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ)

فالذى يعلم ما غاب عن الانسان من العلوم هو الله والذى يعلم ما غاب فى نفس الانسان من شبهات هو الله والذى يملك القذائف التى تنسف هذه الشبهات الظاهرة والباطنة هو الله سبحانه وتعالى

والآن نعود الى الساحر والأرنب فنحن نرى بأعيننا أرنب خرج من القبعة ولكن نعلم بآيات الله أن هذا كذب لأنه لا

خالق الا الله فهذا دليل اجمالى يكفينا وهناك دليل تفصيلى يليه وهو

أننا نعلم بآيات الله لوازم هذا الذى حدث فلوازم الايجاد من العدم هى تمام القدرة والعلم فلا يمكن أن يوجد هذا الساحر

هذا الأرنب من العدم الا اذا كان يقدر على كل شيء وكان لا يحتاج الى أسباب فهو لم يحتاج لأب ولا لأم لهذا الأرنب

وهذا يلهمنا أن نطلب من هذا الساحر طلب فنقول له اخرج لنا أرنب له أجنحة وأعطه لنا لنأكله فهنا سيظهر بطلان

السحر لأنه اذا كان هذا الأرنب سرقه جنى للساحر ووضعه فى القبعة فلن يستطيع الجنى أن يسرق له أرنب مجنح

لأنه ليس هناك أرنب بأجنحة وان كان هذا سحر للعيون فلن يستطيع أن يعطيه لنا لنأكله لأنه ليس هناك شيء موجود

وقد لا نصل الى هذا الاقتراح من أول مرة لكن فى النهاية لا يستطيع الساحر أن يقول أنا لا أستطيع الا أن آتيكم

بالأرانب العادية وعدم قدرتى على المجيء بالأرانب المجنحة ليس دليل على أننى لم آتيكم بالأرانب العادية ولقد رأيتم

ذلك بأعينكم...

فهذا هو الشاهد من الكلام أن الذى سيبطل حجته فى النهاية ويظهر أنه لم يأتى فى الحقيقة بشيء هى الحجة

المعلومة بالفطرة بأن من لوازم الايجاد من عدم الذى يدعيه هذا الساحر تمام القدرة والعلم فلا يمكن أن يستثنى

شيء بعد ذلك .............ما علاقة هذا الكلام وهذه الأرانب بميكانيكا الكم ؟؟؟

يتبع ان شاء الله

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

ميكانيكا الكم هى الساحر الذى يقف ممسكا بيده الأرنب

هناك علل كبيرة فى ميكانيكا الكم مثل عدم معرفة أحد الى الآن كيف تنهار الدالة او تنقسم (على حسب ما تتبناه كل نظرية )
فى لحظة القياس ولكن هناك فلسفة خرجت من ميكانيكا الكم تقول أن فى العالم الكمى (الأشياء دون الذرية) هناك أشياء تكسر مبدأ السببية

وبالنسبة لغير المتخصص مثلى الذى لا يستطيع الجدال التفصيلى يمكنه أن يقطع أن هذا باطل ولا يمكن أن يكون

هناك شيء فعل فعل بدون أن يمتلك أسبابه ولا شيء حدث بدون اسباب فكيف ذلك؟

المشكلة فى الأسماء الباطلة وهذا منهج ابليس دوما فهو الذى سمى الشجرة لسيدنا آدم (شجرة الخلد )وهو الذى

سمى الأصنام الأحجار آلهة وما الى ذلك ......المهم أن نعلم ما معنى سبب ولماذا نرى فى عالمنا كل شيء يقع بسبب ؟

فلا شك أن الأسباب هى التقدير الذى جعله الله لكل مخلوق لكن بالنسبة للكلام مع هؤلاء فما هى الأسباب؟

لو كان له تعريفا لكان( الخصائص التى وجدت عليها كل ذات فلا يمكن التعامل معها الا بناء على تلك الخصائص )

فلا يمكن لشيء أن يكسر الماء فى حالته السائلة مهما عظمت قدرة هذا الشيء أوضعفت

ولا يمكن أن أدمر النار بالحرارة مهما كانت عظمت تلك الحرارة

ما اعنيه أن الأسباب هى تلك الخصائص لذات معينة التى يمتعن على أى شيء التعامل مع تلك الذات الا من خلال خصائصها

فما هو كسر الاسباب ؟

هو التعامل مع تلك الذوات بصرف النظر عن خصائصها هى

فلو ان شيء فعل هذا مرة واحدة لعرفنا انه ليس كأى شيء آخر مما نعلم فى هذا الكون ولعرفنا أنه غير محتاج

للأسباب لأنه يتعامل مع الأشياء باسلوبه هو لا بخصائصها

فما الذى سيمنعه من فعل كل شيء وأى شيء فى آى ذات ؟؟

لا مانع لأن مرد الأمر له وليس مرتبط بخصائص الأشياء التى يتعامل معها فلن يختلف الأمر من ذات لأخرى

اذا نحن نتحدث عن شيء على كل شيء قدير (عياذا بالله ) وكأنه الاه اخر مع الله

اذا سيتدخل فى كل شيء

اذا سيفسد كل شيء لوجود قوانين متغيرة فى الكون

كما قال تعالى (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ )

وهذا لم يقع اذا لم يخرج شيء عن السببية ولن يخرج

ولذلك كثيرا ما يقرن الله فى القرآن اسم الواحد مع القهار لأن القهار الذى قهر كل شيء وجعل لكل شيء قدرا لابد أن يكون واحد

اذا لوكان شيء خرج عن السببية فلا تطالبونا باسقاط السببية من أذهاننا بل نحن نطالبكم بأثر ذلك فى الواقع الذى لم يحدث وهو فساد السموات والأرض وسقوط السببية من الواقع المشاهد

ملاحظة :
أصحاب هذه الفلسفة لا ينكرون السببية ولا الدليل العقلى فى العالم المشاهد انما ينكرونه فقط فى العالم الكمى الذرى
وهذه هى المغالطة اذ لو سقطت السببية مرة واحدة فى اى عالم لسقطت تماما ونهائيا فى كل مكان لأن الشيء الذى أسقطها لن يتعامل مع الأشياء حسب خصائصها فيتغير من شيء الى آخر ومن مكان الى آخر بل معنى اسقاط السببية أنه لا يتعامل حسب خصائص الشئ الذى يتعامل معه فالكل سواء اذا .... وهذا هو لزام قولهم
ولذلك ضربت لهم مثل الساحر الذى ادعى أنه أخرج الأرنب من العدم فلزام قوله أنه يقدر على كل شيء بعد ذلك ...
فان قال لا أستطيع اخراج أرنب بأجنحة لتأكلوه علمنا أنه كاذب فى ادعائه الأول وأن هناك خدعة
والله أعلى وأعلم

للرفع رفع الله قدرك