حتى الانتخاب الطبيعي عشوائي...

(قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) ( 29 ) غافر

هذه الآية تصف حال الملحدين في الصميم... أقصد العرب منهم على وجه الخصوص أو عوامهم بشكل أعم بل حتى بعض علمائهم...
تريد أن تقارعه بالحجة فيقول لك: "ولكن العلماء يقولون غير ذلك"
سبحان الله يعلقون معتقدهم بمعتقد العلماء...

فإن سألته يقول لست أدري... ولكن إتفق العلماء على مبدأ يسمى مثلا "الإنتخاب الطبيعي" ودرسناه في المدرسة... لذلك فهو قانون مقدس لأنه صدر عن مقدس بغض النظر عن حقيقته... والأعجب من ذلك، وقبل أن تطعن حتى بقدسية العلماء، فتريد أن تناقشه بالعقل يقول لك: " أنت لا تفهم نظرية داروين جيدا... أن تقرأها من مصادر غير علمية تبتغي الطعن في النظرية"...


قرأت موضوع الأستاذ عبد الواحد...
http://www.eltwhed.com/vb/showthread...E6%DF%ED%E4%D2

حقيقة هو صعب الفهم... خاصة لمن لا يملك الماما كبيرا ببعض المقومات التي تساعده على الفهم...
لذلك اخترت التبسيط هنا... أو بالأحرى اخترت أن أعرض فهمي له... ومحاولة إسقاط النقطة التي اثارها على ظاهرة أخرى...

مع العلم: هذا الموضوع هو نوع من التفكير الذي خطر ببالي ولا أزعم أنه غير قابل للتفنيد.. لذا لا أجد حرجا في إبداء انتقاداتكم عساه يخرج بقالب أفضل...

تناقشت مع أحد الملاحدة منذ يوم أو أكثر...
كان يقول لي بما معناه:
(مجموعة من الطفرات العشوائية أدت وبشكل تدريجي إلى ظهور أعضاء أكثر تعقيدا... فالطفرات هذه ليست بالضرورة مفيدة بل neutral ولكن الإنتخاب الطبيعي لم يختزلها من الصراع كونها لا تضر ولا تنفع... وبعد تراكم هذه الطفرات أصبح عندنا عضو ذات فائدة كبيرة)

أي أن جانح الطير مثلا لم يبدأ جانحا ولكنه بدأ تشوها "غير مضر" في الوظيفة الأصلية للعضو الذي تطور منه...
فأصبح الكائن الإنتقالي الذي بدأ يخسر من خواص الزواحف ليربح خواص الطيور بشك تدريجي... وهو بذلك غير كامل الخلقة... imperfect!

لكن زميلنا اغفل أمرا هاما...
لماذا يثبت الإنتخاب الأعمى (غير العشوائي كما يحلو لهم تسميته) هذه الأعضاء غير النافعة ولا يعرضها للزوال؟؟...
ليس لأنها خسرت الصراع... ولكن لأنها دون فائدة... فإن تعرضت للأذى لن يضر ذلك في الكائن الذي يحملها...
سأوضح الصورة عن كثب...
انظروا إلى هذه اللعبة! (المشاركة التالية)
اللاعب هنا عنده عقل... هناك غاية يريد الوصول إليها...
عندما يجد نقطة خضراء يعلم أن الرقم موقعه صحيح... في حين ان النقطة الصفراء تدل على خطأ الموقع...
فماذا يفعل؟
يثبت الرقم الذي وقع عليه اللون الأخضر ويبدأ بالعبث العشوائي بالأرقام الأخرى...
هذه القدرة لا توجد لدى الإنتخاب الطبيعي...
فالنقطة الخضراء بالنسبة لها هو كل زيادة مفيدة وليست neutral...
أما ال- neutral فلا يجب تثبيتها... لأن الزيادة المفيدة تجلب الإستقرار... في حين أن ال-neutral وجودها من عدمه لا يؤثر...
لذلك فالطفرة القادمة ليست شرطا أن تؤدي إلى معلومة neutral جديدة...
بل قد تضرب المعلومة التي سبق استحداثها لانها لم تثبت وتهدم ما بدأت به وبدل أن تتقدم نحو الهدف ترجع خطوات...
فالحديث في الحقيقة ليس عبارة عن تراكم في الصدفات... ولكن إن حصلت الصدفة التي تشكل الحجرة الأولى نحو التقدم...
لماذا تعصمها الطبيعة من أن يحدث لها طفرات وتؤدي إلى زوالها؟... لماذا تثبث وتعمل على استحداث طفرات أخرى لا تصبها بسوء؟...
وكأنها تعلم أن هذه الطفرة إلى جانبها نقطة خضراء!!!!
مستحيل...

ملاحظة: هذا رأي خاص لا ألزم به أحدا... فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي

ملف مرفق 1297

انتظر التعليقات والانتقادات قبل ان ادلي بدلو ما اظن به حول محاولة في حل هذه المعضلة, اقصد:
1- neutral theory
2- exaptation

وفقكم الله و أعانكم و أرجو من الأخوة المتابعة للأسف الآن لا أستطيع لكن قد أعود في وقت لاحق إن شاء الله

قد يبدو للبعض اني اتحدث عن غير فني...
ولكني كما أشرت احببت ان أشارككم افكاري...
عساها تكون في موطن ولو بسيط مفتاحا لدحض الداروينية...
أو على الاقل ان تهدوا لي عور نهجي أعلاه حتى لا اقع به في الحوارات...
وعليه سأضيف الآن تتمة خواطري لاني سأبدأ غدا ان شاء الله الجامعة وسيصعب علي الدخول المتكرر إلى المنتدى!
اتفقنا- أو بالاحرى زعمت- أعلاه ان تراكم الصدف ال neutral لا يحكمها الثبات... فهي معرضة للزوال...
هذا الادعاء يخرقه نظريتان تعرفت عليهما خلال هذين اليومين ...ولم يتطرأ لهما الشيخ عبد الواحد في شريطه...
1- exaptation
فإن ثبات الطفرة يقتضي ان تكون ذات منفعة ما يسهم في انتخابها طبيعيا... ولعل نظرية exaptation تشير إليها
وتعريفهـا :

" Exaptation, co-option, and preadaptation are related terms referring to shifts in the function of a trait during evolution. For example, a trait can evolve because it served one particular function, but subsequently it may come to serve another"

ومثال على ذلك:

Bird feathers are a classic example: initially these may have evolved for temperature regulation, but later were adapted for flight

http://en.wikipedia.org/wiki/Exaptation

ولكن هل تكفي هذه النظرية لشرح كامل مسار التحول من العضو أو ال phenotype A إلى العضو أو ال phenotype Z!
لا اظن...

يتبع

وهكذا كأن البعض يقول أن التطور يبنى على الطفرات المفيدة دون ال neutral أو المؤذية...
فالانتقال من حالة A إلى حالة Z يتوجب عليه أن يحمل الطريق كله وظيفة جديدة نافعة فتصبح ال B- وال- C و نافعة!!!!
أعتقد أن هذا من الهذيان...
فتصبح لدينا بحسب ذلك القاعدة التالية...
إن أردت أن اكتب بشكل عشوائي كلمة computer!
لو بدأت بحرف H لاعتبرناها غير مفيدة مصيرها أن تكون مضرة أو neutral معرضة للضرر!
ولو بدأت بحرف C لكانت مفيدة تستحق الثبات! فهل يدعي احدهم أن ال- C هكذا لها أي معنى مفيد!
ومن ورائها co ف com ....

فأقل القليل ان نقول انه ثمة تداخل بين الطفرات النافعة وال neutral! وطالما دخلت ال neutral على الخط نعاود السؤال الذي سألناه أعلاه...
ما الذي يضمن ثبات ال neutral؟
يتبع

2- لذلك كان لا بد من نظرية أخرى... Neutral Theory! وهي بزعمهم تعمل بموازاة الانتخاب الطبيعي... الاولى تبقي على الطفرات ال neutral وتعمل على ثباتها... في حين ان الثانية تعمل على انتخاب الطفرات المفيدة...
ولعل في النظرية الاولى ضرب من المنطقية... فلون العيون مثلا وهو neutral - ان كان نتيجة الطفرات- أو أي allele يمكن ان يثبت في ال population!
هذه بعض التعريفات قبل التتمة:

The neutral theory of molecular evolution states that the vast majority of evolutionary changes at the molecular level are caused by random drift of selectively neutral mutants (not affecting fitness).[1]

Kimura, Motoo. 1983. The neutral theory of molecular evolution. Cambridge (page xi
http://en.wikipedia.org/wiki/Neutral...ular_evolution

Neutral theory does not contradict natural selection, nor does it deny that selection occurs. Hughes writes: "Evolutionary biologists typically distinguish two main types of natural selection: purifying selection, which acts to eliminate deleterious mutations; and positive (Darwinian) selection, which favors advantageous mutations. Positive selection can, in turn, be further subdivided into directional selection, which tends toward fixation of an advantageous allele, and balancing selection, which maintains a polymorphism. The neutral theory of molecular evolution predicts that purifying selection is ubiquitous, but that both forms of positive selection are rare, whereas not denying the importance of positive selection in the origin of adaptations."[6] In another essay, Hughes writes: "Purifying selection is the norm in the evolution of protein coding genes. Positive selection is a relative rarity — but of great interest, precisely because it represents a departure from the norm."[7]
http://en.wikipedia.org/wiki/Neutral...ular_evolution

وهناك حسابات معينة تبين كيف يثبت ال allele أو يندثر تبعا لعدة ظروف...
ولولا أخشى الاطالة لنقلتها إلى هنا...
ومن يريد الاستزادة يمكن الدخول إلى هذا الرابط:

http://en.wikipedia.org/wiki/Genetic...t_and_fixation

القضية لا علاقة لها بالاختيار حسب الأنفع...
مسألة مختلفة مطلقا...
يزعمون انها تؤدي إلى ثبات في الطفرات ال neutral ! فهل حلت قضيتهم؟!
هيهات... بل زادتها تعقيدا إلى تعقيدها...
لماذا اختارت الطبيعة العمياء... ولا منفعة مرجوة...يعني لا شأن للانتخاب الذي صموا آذاننا به هاتفين انه غير عشوائي...
لماذا اختارت الطبيعة العمياء العشوائية ان تثبت الطفرات ال neutral التي تساعد في المضي قدما نحو العضو الجديد المنشود ولم تختر تلك ال neutral التي لا تقدم ولا تأخر؟؟!!!!
ما هذه الصدفة التي تضاف إلى صدفة نشوء الطفرة ال neutral (التي ستفيد مستقبلا )؟ صدفة على صدفة!
الصدفة الاولى: حصول طفرة neutral بذاتها مفيدة مستقبلا ...
الصدفة الثانية: تثبيتها في الطبيعة...
ولا تنسوا... وداعا للانتخاب هنا! يعني تثبيتها محض مصادفة عشوائية لا اكثر...

صدفتان تراكميتان...
حصول الطفرة... ثم التثبيت... وعلى شكل متكرر... ودون انتخاب!!!!!!!
لكم التعليق...

????!!!!!