ماذا عن الموت؟!
اتحدث مع صديق لي وبعد عدة ساعات اذهب اليه واسأل عنه فيقول لي الجار الله يرحمه
بتقول ايه ؟ مش مصدق مش مستوعب الكلمة ؟
بسهوله كده
الانسان ده بكل حياته وجسمه وعقله وطيبته وتدينه وعلاقته الطيبة بالناس من حوله واخلاصه في عملة الذي عاينته من
ووجدته فيه اشد الاخلاص وبيته وعائلته والمحور القائم علي وجوده ممن حوله من اصدقاء ومن عملاء عنده واب وام
وكل هذه الحياه فجأة !!!
ترك كل شيء بكلمة بسيطة " مات " ثلاثة حروف مات وفقط
مات وفقط معناها ايه مات ترك الدنيا وترك كوكب الارض ترك المعاناه والتعب والامتحان ترك الابتلاء ترك الاختبار
الذي من اجله وجد وولد وخلق من اجل تلك الفترة القصيرة التي هي الدنيا ليختبر فقط
معناها ايه يختبر يعني يمتحن امام خالقه
بس الله عارف هو ايه من قبل ما يخلقه وعارف مصيرة من قبل ما يوجده
لكن المخلوق نفسه لم يعرف نفسه فكانت الدنيا مخلوقة ومقدره من اجل ذلك الاختبار
فكما اختبر ادم بالشجرة وزل واعترف بزلته فتاب الله عليه وتاب ادم عليه السلام
كما اختبر من قبل ذلك ابليس وهو كان من هو كان من الجن ولكنه عاش مع الملائكة ولكن الله يعلم ذات كل مخلوق
وما يدور بنفسه وخباياها فكان ذلك الاختبار بالامر الالهي للملائكة كلهم اجمعون وكان معهم ابليس جاء ذلك الامر الالهي
بالسجود لادم تكريما لادم عليه السلام فاطاعت الملائكة الامر وسجدت طاعة لله الواحد القهار وسقط ابليس في الاختبار
لانه شعر بانه افضل من ادم بل زاد في التكبر والرد علي رب العالمين بتبجح وفجور وتكبر لم يسبق له مثيل
قائلا ردا الامر علي الله جل وعلا " انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين "
وتلاها اختبار ادم بالشجرة كما سبق وزل وتاب الله عليه
كما قال بعض المفسرين معصية ادم معصية شهوة ومعصية ابليس معصية كبر وعجب وغرور
وكان لابد من اختبار ذرية ادم عليه السلام
فكانت الدنيا التي نعيش فيها لنعلم وتعرف من نحن واي درجة نستحق ان نكون فيها " هل حب الله في قلوبنا اكبر واشد
ام ذلك الجسد الذي نتلبسه بقدرة الله وتلك الشهوات المركبة فينا من طعام وشراب وجنس وحب تملك وحب الشهرة
والاموال كما قال الله في القرآن الكريم " زين للناس حب الشهوات من ........."
فكان ذلك التزين لنا ليعرف كل منا نفسه هل هذه الشهوات نتبعها ام نتبع حب ربنا في قلوبنا
فمنا من يسقط في حب شهوة وشهوة لا يسقط فيها واخر يسقط في بعضها وبعضها لا ومنا من يسقط في جميعها علي
مدار عمرة شهوة شهوة
المهم من منا يتذكر حب الله في قلبه ولا يتعدي السقوط في الشهوات حد طمس الفطرة بالجحود والكفر او الشرك تبعا
لميل نفسه او لوجودة في مجتمع ملحد او مشرك ويتبع ما وجده
مع وصول القران اليه وعلمه عن الرسول وعن الانبياء جميعا
وتكون نتيجة الاختبار يعلمها الانسان بنفسة اثناء حياته انه من هو واين هو من معاصي ربه ونواهيه واي درجة يستحق
ويكون الموت مفارقة تلك النفس لذلك الجسد الذي تلبست به فترة من الزمن محدده لا تزيد ولا تقل طرفه عين عما حدد
الخالق لهذه النفس وبذلك تكون النفس عرفت نفسها وعرفت اين هي من رب العالمين وساعة خروج الروح من الجسد
وهي مفارقة النفس بسرها الذي لا يعلمه لا الخالق الحكيم تري وتسمع الي اين هي ذاهبه الي حب الله الذي استقر في
قلبها ورحمته وان كانت اخطأت وزلت فهي الي الله راجعة وامرها موكول اليه وهو اعلم بها
ام هي ذاهبة الي حيث لا تريد من غضب الخالق لنسيانها اياه ونسيان عهدها معه ووعدها له ان لا تشرك به شيئا او
تكفره وتجحده بغرور الدنيا وما فيها
هكذا هي الحياة
هكذا هي الارض " لماذا كوكب الارض هو الوحيد المجهز لنا للعيش فيه "
للعيش فيه ايام معدودة نتعرف فيها علي انفسنا ولكن هذا التعرف يكون بامر ونهي وفطرة مغروسة في قلوبنا لنعلم نحن
من نحن واي مكان نستحق ونعلم ان الله اكرم الاكرمين وان الله خلاق عليم وان الله حكم عدل وانه ارحم الراحمين
فنحن لن نعرف كرم الله الا عندما نجد انفسنا في الدنيا بكل هذه النعم من غير ومن قبل ان نسأل ومن قبل ان نعرف
كيف نسأل كما يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله
فنأتي للدنيا فنجد الدنيا ونجد اننا نبصر ونسمع ونشعر ونترحك ونبطش ونعمل ونفكر ونعقل ونتفكر ونندم ونحب ونكره و.................
كل هذه المواهب والنعم بلا مقابل نعطيه لربنا بلا اجر يطلبه منا ربنا الا ؟!!!! ان لا ننكره ان لا نتنكر له ان لا نجحده
ان لا نشرك به خلقا من خلقه فكل ما في الوجود خلقه وكل الوجود عبد له
فلا يكون العرفان بالجمبل منا وقد اعطانا كل شيء ان لا نشكره وننسي شكره بل نجحده ونكفره وننكره ونشرك به
اي نفوس هذه اي قلوب جاحده لنعم ربها هذه ولم هذا الجحود من اجل دنيا صنعت لنختبر فيها ايام معدوده ونظن انها
لن تنتهي او انها لا تفني او اننا لن نموت وننسي الموت تماما وهو احق حقيقة بعد الله في الدنيا فكما ننسي الله بنعمه
ننسي الموت لانه يذكرنا بالمصير والجزاء
يا ليت حديثي هذا يكون حجة لي يوم اللقاء لا حجة علي
اللهم اجعل كلامي هذا شاهدا لي لا شاهدا علي