الدولة العلمانية مثال للتعصب الأعمى وكبت الحريات .. موضوع هام للباحثين عن عالم أفضل !
الدولة العلمانية مثال للتعصب الأعمى وكبت الحريات ..
أولا: هل تسمح الدولة العلمانية لأصحاب الأديان باتخاذ العقيدة أساسا للإنتماء والولاء والبراء ؟؟؟ أم أنها لا تقيم لعقيدة المتدينين وزنا بل تقدم عليها رابطة الدم والعنصرية ورابطة حبة الطين وحبة الرمل ....؟؟؟؟؟؟
ثانيا : هل تقبل الدولة العلمانية بتطبيق ما توجبه الشريعة الإسلاميه على أبنائها من النزول على حكم الله ورسوله والتسليم لهما أم أنها ستقوم بعملية مسخ لكل مظاهر الحياة وتكبت حريات المتدينين في ممارسة شعائرهم التي يقدسونها ..؟؟؟؟
ثالثا : هل سيكون في الدولة العلمانية مسألة كمسالة الجزية في الدولة الإسلامية أم أنها ستجبر جميع المواطنين على الدفاع عنها حتى من لا يؤمن بمبادئها؟؟؟؟ هل ستأخذ مالا مقابل الدفاع عن المسلمين وحمايتهم أم أنها ستشترط عليهم أن يدافعوا عن أفكار لا يؤمنون بها .. تشترط عليهم أن يقدموا أرواحهم فداء لعقيدة لا يعترفون بها …..؟؟؟؟
إلى متى ستظل أمريكا تجبر المسلمين على الانضمام إلى جيشها وأن يقدموا أرواحهم في حروبها ..إلى متى ستظل أمريكا تجبر إخواننا المسلمين على الدفاع عن أفكار لا يؤمنون بها بل وقتال إخوانهم في بلاد الأرض متى ستطبق الحل الإسلامي في أمور خطيرة مثل هذه وتحترم معتقدات مواطنيها؟؟؟؟؟
رابعا : هل ستقيم الدولة العلمانية حد الردة أم أنها ستترك البلاد لفتنة المجاهرة بالكفر وفتنة تغيير الأديان وما أدراكم ما فتنة تغيير الأديان أم أنها ستطبق تعاليم الدولة المسلمة وتقيم حد الردة فمن أراد أن يكفر فليكفر في بيته لكن لو أظهر كفره فهذا يجر من الفتن واستشراء القتل والحقد والتباغض بين البشر ما الله به عليم وما إلى ذلك من الفتن نتيجة ترك المرتد لدينه ...؟؟؟
خامسا : هل ستقيم الدولة العلمانية حد للاغتصاب أم أنها ستترك البلاد للعبث والمجون وتنتهك حرمات النساء الشريفات .. وما عدد الشهود هل شاهد واحد يكفي في الدولة العلمانية وكل من هب ودب يتهم النساء ويقع في أعراضهن أم أن الدولة العلمانية ستضطر إلى اللجوء إلى التشريع الإسلامي الذي يعاقب الزاني وفي نفس الوقت يجعل عدد الشهود اربعا حتى لا تكون حرمات النساء لعبة في يد كل ماجن ...؟؟؟؟؟
سادسا : هل للدولة العلمانية اتجاه واحد أم أنها تيارات ينهش كل تيار في التيار الذي يليه وتتلاعن التيارات فيما بينها وكما قال مكسيم رودسون الكاتب الماركسي الشهير عندما قال الحقيقة أن هناك ماركسيات كثيرة بالعشرات والمئات ولقد قال ماركس أشياء كثيرة حتى الشيطان يستطيع أن يجد فيه نصوصا تؤيد ضلالته .. أم أن الدولة العلمانية لها قسم يمثل الثبات والخلود كما الدولة الإسلامية وقسم يمثل المرونة والتطور ..؟؟
ففي الكون أشياء ثابتة من أرض وسماء وأشياء فرعية تتطور من جزر تنشأ وبحيرات تجف وكل نظم الكون والحياة بهذه الصيغة أمور ثابتة وأمور تتطور كما الإسلام لكن العلمانية كل يوم بدين وكل يوم بمنطق وهذا يبعث على الخوف والقلق ......!!!!!
والآن لنذهب إلى مزيد تفصيل بخصوص الأمور التي أنا ذكرتها آنفا ونحاول أن نلقي الضوء على الرؤية الإسلامية لهذه الأمور وكيف أن الدولة الإسلامية هي الوحيدة التي شهد لها العالم بالمثالية هي الوحيدة التي مثلت حرية الفكر حرية البحث العلمي حرية التصور حرية الفهم .. بشرط ان هذه الحريات لا تطغى على حريات الآخرين ..
أولا : في حرية تطبيق الأديان نجد الدولة المسلمة تسمح لكل صاحب ديانة أن يطبق ديانته في كنف الدولة المسلمة ويبلغ من احترام الحرية الدينية عند المسلمين أن يقبلوا زواج المجوسي من ابنته ما دامت شريعته تبيح له ذلك .. وفي المغني ( وهو من أكبر كتب الفقه ) في هذا الكتاب توجد هذه المسألة : مجوسي تزوج ابنته فأولدها بنتا ثم مات عنهما فلهما الثلثان ..
إن الإسلام لم يقم البتة على اضطهاد مخالفيه أو مصادرة حقوقهم أو إرغامهم على تقييد طقوسهم بمعابدهم كما تفعل الدولة العلمانية الديكتاتورية ..
انظروا ماذا يفعلون في أخواتنا المسلمات في فرنسا إنهم يصرون على خلع حجابهن بأي دين في الدنيا كلها بل وبأي إلحاد تستطيع حكومة أن تتدخل في الطقوس الدينية لمجموعة من البشر ... مالكم أنت ومال أخواتنا المسلمات العفيفات ... ما دخلكم بزيهن ؟؟؟؟ فرنسا صاحبة أكبر معرض للتقليعات والأزياء في الدنيا كلها تعارض حجاب أخواتنا الطاهرات بأي دخل هذه الحكومة العلمانية القذرة تتدخل هذا التدخل السافر وتجبر أخواتنا الطاهرت على التعري ....
ثانيا : مسالة الجزية من مسائل الرحمة في الدولة الإسلامية .. فقد أوجب الإسلام على أبنائه (الخدمة العسكرية) وناط بهم واجب الدفاع عن الدولة، وأعفى من ذلك غير المسلمين، وإن كانوا يعيشون في ظل دولته.ذلك أن الدولة الإسلامية دولة(أيديولوجية) أي أنها دولة تقوم على مبدأ وفكرة، ومثل هذه الدولة لا يقاتل دفاعًا عنها إلا الذين يؤمنون بصحة مبدئها وسلامة فكرتها . . وليس من المعقول أن يؤخذ شخص ليضع رأسه على كفه، ويسفك دمه من أجل فكرة يعتقد ببطلانها، وفي سبيل دين لا يؤمن به فكانت الجزية مقابل الدفاع عنه وحمايته .. وها هو أبو عبيدة حين أبلغه نوابه عن مدن الشام، بتجمع جحافل الروم، فكتب إليهم أن يردوا الجزية عمن أخذوها منه، وأمرهم أن يعلنوهم بهذا البلاغ: "إنما رددنا عليكم أموالكم، لأنه قد بلغنا ما جُمع لنا من الجموع، وإنكم اشترطتم علينا أن نمنعكم (أي نحميكم) وإنا لا نقدر على ذلك . وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم، ونحن لكم على الشروط، وما كتبنا بيننا وبينكم، إن نصرنا الله عليهم"
ويقول الدكتور نبيل لوقا بباوي في كتابه انتشار الإسلام بالسيف بين الحقيقة والافتراء : إن الجزية كانت تأتي أيضاً نظير التمتع بالخدمات العامة التي تقدمها الدولة للمواطنين مسلمين وغير مسلمين ، والتي ينفق عليها من أموال الزكاة التي يدفعها المسلمون بصفتها ركناً من أركان الإسلام ، وهذه الجزية لا تمثل إلا قدرا ضئيلا متواضعاً لو قورنت بالضرائب الباهظة التي كانت تفرضها الدولة الرومانية على المسيحيين في مصر ، ولا يعفى منها أحد ، في حيث أن أكثر من 70% من الأقباط الأرثوذكس كانوا يعفون من دفع هذه الجزية ، فقد كان يعفى من دفعها: القُصّر والنساء والشيوخ والعجزة وأصحاب الأمراض والرهبان.
فمتى تتعلم الدولة العلمانية هذه المبادىء السامية متى ترقى إلى هذا الفكر الرائع ....
ثالثا : حد الردة ..والردة عن الإسلام ليست مجرد موقف عقلي ، بل هي أيضاً تغير للولاء وتبديل للهوية وتحويل للانتماء. فالمرتد ينقل ولاءه وانتماءه من أمة إلى أمة أخرى فهو يخلع نفسه من أمة الإسلام التي كان عضواً في جسدها وينتقل بعقله وقلبه وإرادته إلى خصومها ويعبر عن ذلك الحديث النبوي بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه: [ التارك لدينه المفارق للجماعة ] [ رواه مسلم ] ، وكلمة المفارق للجماعة وصف كاشف لا منشئ ، فكل مرتد عن دينه مفارق للجماعة والمفارقة للجماعه في أي أمة من الأمم تعد خيانة عظمى عقوبتها القتل لما في ذلك من الفتن العظيمة وتهييج الرأي العام ونشر التباغض والطائفيات بين أصحاب الأديان المختلفة . فمن أراد أن يكفر فليكفر في بيته لكن أن يظهر كفره أو تركه لدينه أمام الناس فإن هذا يفتح باب فتنة لا يعلم عواقبها إلا الله سبحانه ..
فالردة تعامل معاملة تهمة الخيانة العظمى التى تعاقب عليها الدول بالقتل. فقتل المرتد في الشريعة الإسلامية ليس لأنه ارتد فقط ولكن لإثارته الفتنة والبلبلة وتعكير النظام العام في الدولة الإسلامية. تحول الإنسان من دين إلى دين كفيل بفتنة عظيمة لا يعلم مداها إلا الله وليس أقرب من حالة الفتاه المصرية زوجة الكاهن التي أعلنت إسلامها منذ شهور فقامت الدنيا ولم تقعد وخرجت مظاهرات النصارى تملأ شوارع مصر وحدث شغب وفساد عظيم ؟؟؟فتنة كهذه لا يعلم مداها إلا الله وإلى اليوم الفتاه لا يعرف عنها أحد وقد اختفت تماما .. ولو ظهرت مرة أخرى ستعود الفتنه إلى أوجها وسيموت فيها خلق كثير .. لذلك من مقاصد الإسلام الأساسية منع الفتن والفتنة أشد من القتل ولو أراد أحدهم أن يترك دينه فليتركه في بيته لماذا يدعو وينادي أنه ترك دينه ويتباهى بذلك هل هذا يريد إلا الفتنه؟؟ يريد إلا الخيانة لمن معه ؟؟؟
هل ستسمح الدولة العلمانية بفتنة كتلك أم ستقبع الفتنة قبل ظهورها وتطبق الحل الإسلامي..؟؟؟
رابعا : الإسلام بطبيعته بما أنه الدين الذي ختم الله به الشرائع والرسالات فقد أودع الله فيه عنصر الثبات والخلود وعنصر المرونة والتطور وهذا من روائع الدين عند تطبيقه فهي آيه من آيات عمومه وخلوده وصلاحيته لكل زمان ولكل مكان .. الثبات على الأصول والكليات والمرونة في الفروع والجزئيات .. الثبات على القيم الدينية والأخلاقية والمرونة في الشئون الدنيوية والعلمية فقد جاء الإسلام ليتسق مع طبيعة الحياة الإنسانية نفسها ففيها عناصر ثابتة باقية ما بقي الإنسان وعناصر مرنة قابلة للتطور والتغير وهي الأمور الخاصة بمراعاة اقتضاء المصلحة كالتعزيرات وغيرها ...
هذا هو الإسلام وهذه هي دولته ولكن ما هي دولة العلمانية ؟؟؟ هل لها أصول ثابتة أم أن الأمر كما يقول الأستاذ ثاوني: إن الاشتراكية، كغيرها من التعبيرات المختلفة للقوى السياسية المركبة، كلمة لا تختلف في مدلولها من جيل إلى جيل فحسب، بل من حقبة إلى حقبة. أم كما يقول مكسيم لوروا" في كتابه "رادة الاشتراكية الفرنسية" يقول: "لاشك في أن هناك اشتراكيات متعددة، فاشتراكية بابون، تختلف أكبر الاختلاف عن اشتراكية برودون، واشتراكيتا سان سيمون وبرودون، تتميزان عن اشتراكية بلانكي، وهذه كلها لا تتمشى مع أفكار لويس بلان، وكابيه وفورييه، وبيكور :eek: ، وإنك لا تجد داخل كل فرقة أو شعبة إلا خصومات عنيفة، تحفل بالأسى والمرارة.....
هذه هي دولة الإسلام دولة حفظ الحريات دولة المبادىء المعروفة .. وهذه هي الدولة العلمانية دولة كبت الحريات دولة المبادىء المجهولة .....
أنا في هذا الموضوع بحثت في نقطة واحدة فقط وهي نقطة الحريات في الدولة العلمانية وهي أكبر حجة يتفاخر بها الملاحدة واستطعت أن أبين كذب هذه الدعوى وقمت بطرح الحل الإسلامي كحل وحيد وأقول وحيد لأنه لا يوجد حل حتى يشبهه أو يدانيه فالواقع المؤسف فيما حفظته الدنيا من حروب التعصب وغارات الإبادة والتجني وقتل 55 مليون إنسان في حروب عشوائية قذرة وراء دعاوى غبية في الحرب العالمية الثانية بإسم العنصرية والتعصب للجنس الآري الهتلري من مخلفات دارون وأتباعه وغيرها وغيرها الكثير كل هذا يجعلنا لا نشطح مع التمني ونسرح مع الخيال ونظن أن هناك حل يشبه الحل الإسلامي والحروب باسم العلمانية التي عرفها التاريخ الأوربي دلالات يخزى لها أولو الضمائر ..
كل هذا في موضوع واحد ناقشت فيه مسألة الحرية بين الدولة الإسلامية والدولة العلمانية …!!! فما بالنا لو فتحت موضوع وناقشت فيه الأخلاق بين الدولة الإسلامية والدولة العلمانية :mad: ..؟؟؟ اقسم بالله سيندى الجبين ويظهر خزي الملحدين .. يا ســادة يا ســادة يوجد على الأرض ألف مليون مسلم لا يتعاطون المسكرات .. ألف مليون مسلم لا يرتكبون فاحشة الزنا بفضل تعاليم هذا الدين في المقابل تحولت أوربا وأمريكا إلى بيت دعارة كبير لممارسة جميع أنواع الشذوذ الجنسي والشذوذ الفكري والنفسي :204: .. أي علاقة هذه بين الثرى والثريا أي علاقة هذه بين العزة والشرف والحرية والطهر الإسلامي وبين الحقارة والتدني العلماني ..
ماذا لو فتحت شريط عن الجانب الأدبي والإنساني عند الدولة الإسلامية والدولة العلمانية .. يا ســادة يا ســادة ملايين الأطنان من القمح تلقيها أمريكا في المحيط حتى لا تنخفض أسعار القمح في حين أنه يوجد ملايين ملايين يموتون جوعا كل عام :204: ماذا لو قارنا بين هذا الفعل الوقح اللاإنساني وبين عصر عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه عندما فاضت الأموال فوضع الجزية وزوج الشباب وسدد عن المعسرين وفتح الله به باب خير كثير ..
{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (50) سورة المائدة
للإستزادة:- الإسلام والعمانية وجها وجه للشيخ القرضاوي حفظه الله ..
http://www.qaradawi.net/site/topics/...0&parent_id=12
غير المسلمين في المجتمع الإسلامي ..
http://www.qaradawi.net/site/topics/...3&parent_id=12
رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا :hearts:
توضيح نقطة هامة ..........
توضيح لنقطة هامة ........
أي إسلام يريد المسلمون تطبيقه في الدولة الإسلامية هل هو إسلام الإخوان المسلمون أم إسلام الجماعات الإسلامية أم إسلام دعاة الإصلاح ؟؟؟؟
هذا السؤال كثيرا ما يطرحه الذين لا يعرفون منبع التلقي عند أمة الإسلام ... والرد على هذه الشبهة هو كالتالي
إن النص الإلهي لا يفسر نفسه بنفسه، ولا يطبق نفسه بنفسه، وإنما يفسره البشر ويطبقونه، وفي عملية التفسير والتطبيق البشري هذه، تتدخل كل أهواء البشر ومصالحهم وتحيزاتهم، ففي عصر الرسول وصحابته فقط، كان التشريع إلهيا، وكان التفسير والتطبيق بدوره إلهيا، لأن المكلف بالتفسير والتطبيق كان مبعوثا من عند الله. أما في جميع العصور اللاحقة، فقد دخل البشر، بكل ما يتصفون به من ضعف وهوى ولم يعد النص الشرعي الإلهي يتحول إلى واقع متحقق، إلا من خلالهم. وهذا هو التعليل الوحيد للتباين بين أنظمة متعددة، يقسم كل منها بأغلظ الإيمان أنه هو الذي يطبق الشريعة، كما ينبغي أن يكون التطبيق
فكل ما في الأمر هو أنه على دعاة الحل الإسلامي الذين تتملكهم رغبة حقيقية في الإصلاح، يريدون أن يتخلصوا من ضعف البشر وتخبطهم بالالتجاء إلى حكم إلهي .... فقط هذا كل ما في الامر تخليص النفس من الأهواء .... وليس أدل على ذلك من عصر عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وكلما ذكرنا لملحد من دعاة العلمانية عصر عمر ابن الخطاب فإنه يقول لنا إن عمر بن الخطاب شخصية فذة فريدة، ظهرت مرة واحدة، ولن تتكرر؟! وإذا كانت تجارب القرون العديدة، وكذلك تجارب العصر الحاضر، قد أخفقت كلها في الإتيان بحاكم يداني عمر بن الخطاب، فلماذا يداعبون أتباعهم بالأمل المستحيل في عودة عصر عمر بن الخطاب؟!
إن هذا القول ينطوي على أغلاط أو مغالطات :-
أول هذه الأغلاط أو المغالطات، هو اختزال عهد الراشدين كله إلى عهد عمر وحده، متجاهلين عهد أبي بكر (رضي الله عنه)، وما فيه من إنجازات هائلة، رغم قصره، حتى قال د. محمد حسين هيكل، في كتابه "الصديق أبو بكر": أليست هذه بعض معجزات التاريخ؟! في سنتين وثلاثة أشهر، تطمئن أمم ثائرة، وتصبح أمة متحدة قوية، مرهوبة الكلمة، عزيزة الجانب، حتى لتغزو الامبراطوريتين العظيمتين، اللتين تحكمان العالم، وتوجهان حضارته، لتنهض بعبء الحضارة في العالم قرونا بعد ذلك.ومتجاهلين ـ كذلك ـ السنوات الأولى في عهد عثمان (رضي الله عنه) وما حققت من رخاء ورفاهية في الداخل، وفتوحات وانتصارات في الخارج، كما يشهد بذلك التاريخ.
والغلط الثاني أو المغالطة الثانية، هي الإدعاء بأن عمر كان فلتة لا تتكرر، فهو قول يكذبه الواقع التاريخي، فقد رأينا النموذج العمري بتكرر في صور مختلفة، وفي عصور مختلفة.
رأيناه في سميه عمر بن عبد العزيز، الذي أقام العدل، وأحيا ما مات من سننه، ورد المظالم، ومكن لدين الله في الأرض، وأعاد الحكم إلى نهج الخلافة الراشدة، حتى سماه المسلمون "خامس الراشدين". ورغم قصر مدته، استطاع أن يبث الأمن والرخاء والاستقرار في أنحاء دار الإسلام، حتى روى البيهقي في الدلائل عن عمر بن أسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، قال: "إنما ولى عمر بن عبد العزيز ثلاثين شهرا، لا والله، ما مات، حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم، فيقول: اجعلوا هذا، حيث ترون في الفقراء، فما يبرح حتى يرجع بماله، يتذاكر من يضعه فيه، فلا يجده، فأغنى الناس عمر".
رأيناه ـ بعد ذلك ـ في مثل نور الدين محمود الشهيد، الذي كانوا يشبهونه بالراشدين في سيرته، وعدله، وجهاده للغزاة الصليبيين، وتصميمه على تطهير المجتمع من الظلم والفساد.
رأيناه في مثل صلاح الدين الأيوبي، الذي شهد له خصومه قبل أنصاره، شهد له الصليبيون الغربيون، الذين حاربهم وحاربوه، كما شهد له المسلمون.
وهارون الرشيد كان يحج عاما ويجاهد عاما ... هذا هو تاريخنا وهذا هو شرفنا وهذه هي دولتنا الإسلامية عندما قامت شاهدة عليكم :emrose:
فأين هي الدولة العلمانية دولة كبت الحريات والإرغام على اعتناق فكرها والحرب من أجلها أين الحرية يا دعاة الحرية الزائفة ..
وفد نصراني بين يدي السلطان العثماني يطلب منه أن ياتي ليفتح بلاده
وفد نصراني بين يدي السلطان العثماني يطلب منه أن ياتي ليفتح بلاده .. سبحان الله العظيم .......
فتح السلطان العثماني مراد الثاني مدينة سلانيك عام 1431 م وهزم البندقيين شر هزيمة ودخل المدينة منتصراً- أعلم الحاجب السلطان أن وفداً من مدينة (يانيا) قد حضر، وهم يرجون المثول بين يديه لأمر هام... تعجب السلطان من هذا الخبر، إذ لم تكن له أي علاقة بهذه المدينة التي كانت آنذاك تحت حكم إيطاليا.
أمر السلطان مراد رئيس حجّابه بالسماح للوفد بالدخول عليه، ثم قال لرئيس الوفد بواسطة الترجمان: أهلاً بكم، ماذا أتى بكم إلى هنا؟ وماذا تبغون؟ قال رئيس الوفد: أيها السلطان العظيم، جئنا نلتمس منكم العون، فلا تخيب رجاءنا .
– وكيف أستطيع معاونتكم؟ - يا مولاي، إن أمراءنا يظلموننا، ويستخدموننا كالعبيد، ويغتصبون أموالنا ثم يسوقوننا للحرب.
- وماذا أستطيع أن أفعل لكم؟ إن هذه مشكلة بينكم وبين أمرائكم.
- نحن أيها السلطان لسنا بمسلمين، بل نحن نصارى، ولكننا سمعنا كثيراً عن عدالة المسلمين، وأنهم لا يظلمون الرعية، ولا يكرهون أحداً على اعتناق دينهم، وإن لكل ذي حق حقه لديهم... لقد سمعنا هذا من السيّاح، ومن التجّار الذين زاروا مملكتكم، لذا فإننا نرجو أن تشملنا برعايتكم وبعطفكم، وأن تحكموا بلدنا لتخلصونا من حكامنا الظالمين. ثم قدّموا له مفتاح المدينة الذهبي... واستجاب السلطان لرجاء أهل مدينة (يانيا)، وأرسل أحد قواده على رأس جيش إلى هذه المدينة، وتم فتحها فعلاً في السنة نفسها، أي في سنة 1431 م.
هذه القصة تصور الرؤية النقية للإسلام وللحكم الإسلامي .....
بل ونظرة سريعة للتاريخ تضع لنا ألغازا عجيبة ... فماذا مثلا عسى أن يصنع أربعة آلاف رجل في قطر كمصر أمام عشرات الآف من جنود الرومان ومشايعيهم .. وهب أنهم جن في الوغى وخصومهم هباء ما الذي جعل جماهير الشعب تسالم الوافدين ثم تشرح صدرا بعقائدهم ...!!!! :hearts: ثم تهب هي لنصرتها بعد ما اعتنقتها !!! إنها طبيعة الحق عندما يحسن عرضه وتنزاح العوائق أمام الرغبة فيه ....
بل لقد كانت أجهزة الدولة الإسلامية في القرن الأول ترقب التحول الرهيب للأمم والشعوب وسواد الناس إلى الإسلام وهي دهشة :hearts: فها هي مباديء الإسلام تنساب إلى القلوب من تلقاء نفسها لأنها الفطرة .. ها هي تعاليم الإسلام تنساق إلى العقول كما تنساق البديهيات التي يلقاها الفكر بالتسليم ولا يستطيع أمامها مراء
إن الإنسانية الآن بحاجة إلى دين يشبع جوعها الروحي وتألقها الذهني .. بحاجة إلى الدين الذي تعاون النبيون جميعا على إبلاغ أصوله وتوطيد أركانه ثم جاء صاحب الرسالة الخاتمة فأعطاه صورته النهائية المقنعة المشبعة :hearts:
الوجه الحقيقي للغرب وأمريكا ... وشجرة الكراهية
الوجه الحقيقي للغرب وأمريكا ... وشجرة الكراهية
--------------------
شجرة الكراهية. . من الذي زرعها , ومن الذي يسقيها؟!
-------------------
حسب جريدة (الحياة) عدد 15529 الجمعة 7/9/1426هـ , قال جورج بوش - تعالى الله عما يقول علواً كبيراً- : " إن الله أمره أن يخوض الحرب في أفغانستان والعراق"، وقال : "إنه يشعر بكلمات الله تصل إليه وهي تقول: اذهب، وأعط الفلسطينيين دولتهم واحصل للإسرائيليين على أمنهم، وأقم السلام في الشرق الأوسط، وأقسم أنه سيفعل ذلك. إلا أنه تراجع عن قسمه، وحنث بيمينه عندما تخلى عن تعهده بإقامة دولة فلسطينية قبل نهاية ولايته، كما ورد في جريدة (الجزيرة) عدد السبت 19/9/1426هـ.
والأمر الذي يستوقف المتابع لمتعلقات الحراك الأمريكي ليست هذه الوعود أو النكوص والتراجع عنها؛ فتلك أمور مألوفة ومعتادة عند هؤلاء القوم، وإنما ما يهمنا هنا هذا الادعاء والتقوّل على الله بأن ما فعلته وما تفعله أمريكا استجابة وتنفيذ لأمر إلهي تلقاه جورج بوش من الله سبحانه وتعالى عما يقول.
وإنك لتأخذك الحيرة بتفسير مثل هذه الأقوال، وتتساءل وأنت غارق في حيرتك: أحقاً أن هذه الدولة العظيمة القوية والمهيمنة تُقاد وتُسيّر بمثل هذه التصورات، وتتعامل مع الآخرين من هذا المنطلق الخطر؟! وهي التي تدعي أنها الأكثر علمية وعقلانية وتثبتاً بهذا العالم!!
ولمحاولة فهم هذه الأقوال واستيعابها أرى أننا أمام أحد تفسيرين أو كليهما معاً:
التفسير الأول- فإما أن تكون أمريكا تسعى من وراء هذا الادعاء لإقناع ذاتها ومواطنيها بنزاهة وعدالة خطها، وبشرعية أفعالها لكي تتجاوز بهذه القناعة وخز الضمير من بشاعة الأفعال التي ترتكبها إن كان هناك وخز أو كان هناك ضمير. وهذا التفسير أشار إليه (ماكس ليرنر) في كتابه (أمريكا كحضارة) ترجمة الدكتور راشد البراوي، وهو يرد ذلك الوخز إلى عبادة المال والنجاح.
التفسير الآخر- أو أن أمريكا تسعى من خلال ما تدعيه إلى إقناع الآخرين بأن نهجها وخط سيرها توجيه إلهي ورسالة مقدسة لا يصح الاعتراض عليها. وأن الهيمنة الأمريكية قدر أمام شعوب العالم لا مفر منه.
ومن هنا -ولكون القوم صدقوا أنفسهم بما يدّعونه- فهم يتساءلون مستنكرين ومستغربين كراهية الآخرين لهم "لماذا يكرهوننا.؟!"، وكأنهم لم يقرؤوا تاريخ بلادهم، ولا واقعها الحاضر والمشاهد، وعلى كل الأصعدة الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية!!
والإقرار والتصديق لهذا التصور، وهذا المفهوم الغيبي الذي يدّعونه يصلح أن يكون تفسيراً لكثير من الممارسات والسياسات غير المسوّغة وغير المنطقية التي تجترحها الإدارة الأمريكية بكل هذا القدر من العنف والصلف والهياج الثوري نسبة إلى الثور، وليس إلى الثورة، والذي يبدو وكأنه تطبيق واقعي وعملي لما يدور في أفلام رعاة البقر السينمائية، وهنا تكمن الخطورة.
غير أنك وعندما تقرأ في تاريخ هذه الدولة ستجد أن ما ادّعاه جورج بوش لم يكن حصراً على هذا الرجل، ولم يكن أمراً محدثاً تفرّد به هذا الرئيس، واخترعه من بنات أفكاره بل إنك ستجد كثيراً من النخب والزعامات والمنظرين الذين يزخر بهم التاريخ الأمريكي سبقوه إلى ذلك، ابتداء من جورج واشنطن المؤسس ومتابعة على أثره من عدد غير محدود من رجالات الفكر والسياسة الأمريكية.
يقول الدكتور فهد العرابي الحارثي في كتابه (أمريكا التي تعلمنا الديمقراطية والعدل) صفحة (311): " إن الرئيس الأمريكي (ويليام ماكينلي) عندما أمر بغزو الفلبين عام 1898م وقف يخطب في شعبه علناً، ويقول: نحن لم نذهب إلى الفلبين بهدف احتلالها, لكن المسألة أن السيد المسيح زارني في المنام، وطلب مني أن نتصرف كأمريكيين ونذهب إلى الفلبين لكي نجعل شعبها يتمتع بالحضارة. ويذكر -والكلام مازال للدكتور الحارثي- أن رونالد ريغان أعلن ذات يوم أن ثراء ورخاء الولايات المتحدة يرجع لكونها (أمة مباركة من الله)، وهذه مغالطة غير مقبولة، كما يقول روجيه غارودي؛ لأن هذا الثراء يرجع إلى استغلال العالم، وخاصة العالم الثالث عبر فرض المنتجات الأمريكية بالقوة، وعبر غزو رؤوس الأموال الأمريكية للدول التي تنخفض فيها المرتبات، وعبر الفوائد الاستغلالية للقروض. ويقود كل ذلك ويباركه علامة الصليب على أسنة السيوف كصنم يمثل الذهب والموت كما يقول غارودي.
ومع كل هذه الهرطقات المكشوفة وغير المنطقية، والادعاءات الباطلة بإلوهية التوجّه الأمريكي -والتي إن قبلها وأقر بها الآخرون- فإن العقلية القرآنية، والمنطق الإيماني الذي يتحلى به المسلم حتى في أدنى مراتبه الثقافية والعلمية يرفض قبول هذا المنطق والتصديق به.
مع هذا كله نرى واحداً من مثقفينا يستحي من هؤلاء الذين هذا منطقهم، ويدعونا إلى الخجل والاستحياء من القول بأن ما أصاب أمريكا من أعاصير مدمرة قد يكون غضباً إلهياً أرسله الله على هؤلاء القوم.
وإنه لمن حقنا -كمتلقين وكقراء (لمثل هكذا كتابات)- أن نتساءل: عمن هو الأجدر بأن يكون مثيراً للخجل والضحك؟ أهو هذا المنتصر - كما يسميه بعض إخواننا الكتاب - والذي يدّعي أحدهم بأن الله يقول له: اذهب، وحارب الآخرين، ودمر ديارهم، وسق الذرائع كل الذرائع حتى وإن كانت كاذبة، حتى وإن قتلت المدنيين، حتى وإن عارضك العالم كله. أمضي إلى كل ذلك بأمر إلهي مباشر من الله. أهذا الذي يقول مثل هذا القول، ويبني عليه كل هذا الفعل المتوحش المشين أجدر بأن يكون مثيراً للاستهجان والاستنكار؟ ولا أقول للضحك إلا إذا كان ضحكاً كالبكاء كما يقول المتنبي، وشر البلية ما يضحك!!
أم أن هؤلاء القائلين بأن أعاصير كاترينا وريتا قد تكون عقاباً إلهياً حل على أمريكا لقاء استكبارها وجرمها هم من يثير الخجل والضحك؟ ولا أعتقد بأن هناك مقارنة بين ما ادّعاه بوش مما لا يقبله عقل ولا منطق وهو الرجل الأخطر الذي يملك زمام أقوى قوى الحرب والتدمير في العالم؟
وبين ما قال به هؤلاء الذين لا يملكون سوى كلام لا يقتل أحداً، ولا يدمر بيوتاً، والذين يُكال لهم بتعالم واستعلاء ظاهر كل صفات التحقير والتسفيه والسذاجة، وهو الذي يدعو إلى احترام الآخرين. علماً أن ما قالوه لا يستدعي كل هذا التشنج والاستخفاف والخجل، لا لكون هذا التهجم أسلوباً متدنياً للنقاش والمحاورة فحسب، بل لكون ما يقولون به رأي له مايسنده من الدين، كما وأن له ما يبرره من الواقع والتاريخ الأمريكيين.
وإن كنا نرى كمسلمين أن ليس لأحد الحق بأن يجزم بتفسير ظواهر الكون وكوارث الطبيعة تفسيراً يتقول به على الله فيما لا يعلم، ولكننا -وفي الوقت ذاته- نعلم أيضاً أن الله سبحانه وتعالى قد أهلك أقواماً بكوارث مناخيه كان من بينها الريح الصرصر العاتية كما وطوفان المياه وخسف الأرض، وقد كان كل ذلك عقاباً إلهياً لأفعال مشينة ومعاصٍ ترتكب أمريكا المعاصرة أمثالها، بل وعلى مستوى الدولة وكنظم وقوانين تبيح المحرمات كالشذوذ والزنا والاستكبار في الأرض، وأكل أموال الناس بالباطل، بل وتدافع عن كل ذلك وتسعى لفرضه على الآخرين كقيم أمريكية راقية وحضارية. حتى وإن عارضه هؤلاء الآخرون، وعارضته عقائدهم ودياناتهم وقيمهم الحضارية، كما حدث ذلك عندما تدخلت لما تسميه حماية حقوق المثليين (الشواذ) في مصر المسلمة على سبيل المثال.
إن ممارسات أمريكا عبر تاريخها منذ التأسيس وحتى اليوم هي وحدها ما يدعو لكراهيتها والتوجس منها بدليل أن هذه الكراهية، وهذا التوجس لم ينسحبا على بلاد كالصين واليابان وكوريا مثلاً، فليست العبرة بالاختلاف والتغاير في المعتقد والمفاهيم بل العبرة بالممارسات والأفعال والوقائع.
وتعالوا معنا نقلب صفحات الواقع والتاريخ الأمريكيين: حديثه وقديمه علنا لنرى الصورة بوضوح.
أما واقع اليوم فأمريكا تقول وعلى لسان جورج دبليو بوش: " إن من ليس معنا فهو ضدنا" وهذا عين الكراهية، وعين الإطاحة وإقصاء الآخر. وهي تسوق العالم بكل وسائل القوة والتهديد والابتزاز لغرض الهيمنة والتعالي والاستكبار على هذا الآخر. لا تلتفت في هذه السبيل لاعتبارات الحق والعدل، ولا للشرائع والمواثيق الدولية، ولا تقيم وزناً واحتراماً لخصوصيات الآخرين. وأقرب الأمثلة على ذلك وأوضحها هو ما فعلته وما تفعله في العراق وفي أفغانستان، وتباركه وتدعمه وتدافع عنه من أعمال إسرائيل بفلسطين من القتل والتدمير واحتلال الأراضي ومصادرتها والتشريد والقهر للإنسان الفلسطيني على مدى أكثر من خمسين عاماً خلت وحتى اليوم.
أما التاريخ كشاهد على تنامي كراهية أمريكا لدى الآخرين، وليس لدينا وحدنا فحدث ولا حرج، ابتداءً من حرب الاستقلال "كما يسمونها" والتي هي في حقيقتها حرب استئصال، ومحو لأهل البلاد الأصليين؛ حيث تعرض الهنود الحمر لعملية إبادة متوحشة يندى لها جبين الإنسانية جمعاء، ولا يمكن للتاريخ الأمريكي أن يتخلص من عارها.
يقول نعوم تشو مسكي في تواريخ الانشقاق، وهي حوارات أُجريت معه وطُبعت في كتاب ترجمه محمد نجار يقول: " الولايات المتحدة وُجدت وأُسست على دمار السكان الأصليين للبلاد. فقبل أن يكتشف كولومبس أمريكا، فقد قدر السكان الذين كانوا يعيشون شمال (ريوجراند) من (12-15) مليون نسمة إلا أنهم تقلصوا مع بداية هذا القرن –يعني القرن العشرين- إلى مائتي ألف نسمه فقط" وكتب جورج واشنطن في إحدى رسائله إلى المفوض للشؤون الهندية يقول: " إن طرد الهنود من أوطانهم بقوة السلاح لا يختلف عن طرد الوحوش المفترسة من غاباتها"، وسن الكونغرس عام 1830م قانون ترحيل الهنود بالقوة من شرق المسيسبي إلى غربه، فصار من حق كل مستوطن أن يطرد الهندي من بيته وأرضه، وأن يقتله إذا لم يستجب لصوت العقل"، وقد استخدم الأمريكيون لإبادة سكان البلاد الأصليين بالإضافة إلى القتل وهدم المدن والقرى استخدموا وسائل أكثر وحشية وحقداً؛ فقد قاموا بنشر وباء الجدري بين قبائل الهنود بوساطة التلويث المتعمد بجراثيم هذا الوباء للأغطية التي أُرسلت لهم، كما اعترف بذلك (وليم براد فور) حاكم ولاية بليموت الذي يرى أن نشر الجدري بين الهنود يدخل السرور والبهجة على قلب الله!! راجع كتاب الدكتور الحارثي. ولم يحصل بقايا هؤلاء الهنود الحمر على الجنسية الأمريكية إلا عام 1924م وفي عام 1976م فقط أقر الكونغرس للهنود الحمر بحق ممارسة دياناتهم الخاصة بهم.
وفي أواخر القرن التاسع عشر اجتاحت القوات الأمريكية الفلبين وارتكبت أبشع الفظائع هناك. يقول أحد أعضاء الكونغرس ضمن تقرير له على إثر زيارة قام بها للفلبين: " إن الجنود الأمريكيين قتلوا كل رجل وامرأة، وكل سجين وأسير، وكل مشتبه به ابتداءً من سن العاشرة، وهم أي الجنود الأمريكيون يعتقدون أن الفلبيني ليس أفضل كثيراً من كلبه وخصوصاً أن الأوامر الصادرة لهم من قائدهم فرانكين قالت لهم: " لا أريد أسرى، ولا أريد سجلات مكتوبة". والجنرال (جاكوب سميث) أمر بذبح (8249) طفلاً وَ (2714) امرأة، وَ (420) رجلاً في جزيرة ساما أيام الاحتلال الأمريكي للفلبين. راجع كتاب أمريكا التي تعلمنا الديمقراطية والعدل.
وفي ألمانيا وبعد انهيار قوات الرايخ أسفر القصف الجوي العشوائي الأمريكي على المدنيين عن خمسمائة وسبعين ألف قتيل، وثمانمائة ألف جريح.
وفي هيروشيما باليابان قُتل مئات الآلاف من المدنيين بالقنبلة النووية، وبعد ثلاثة أيام من ذلك الحدث أُلقيت على ناجازاكي قنبلة أخرى مماثلة، ولم يكن لفظاعة قنبلة هيروشيما وما نجم عنها من أهوال وفواجع، لم يكن لذلك رادع من ضمير عن تكرار ذلك العمل الرهيب؛ مما يعني الإصرار على القتل والتدمير، وبدم بارد كما يُقال، علماً بأن إمبراطور اليابان قد اقترح قبل ذلك أي قبل إلقاء القنابل الدخول في مفاوضات الاستسلام.
أما حرب فيتنام فقد بلغت ضحاياها أكثر من مليون نسمة، استخدمت لقتلهم كل الوسائل -بما في ذلك الأسلحة المحرمة- وقد كان الجنود الأمريكيون يقتلون كل ذي روح. يقول (روبرت كرش) وهو أحد المشاركين بمذبحة (ماي لاي) يقول: إنه تنفيذاً لأمر رئيسهم الذي قال لا أريد أسرى، أريد إحصاء للجثث، إننا كنا نعد كل من هو فوق الثانية عشرة مشروع جثة، وكانوا يحرقون القرى والبيوت والأكواخ بمن فيها من البشر، ويحرقون الشجر والجواميس وكل ماله روح. وقال (هيومانكه) رئيس قسم المتطوعين الدوليين أمام الكونغرس: " إننا سنحل مشكلتهم كما فعلنا مع الهنود"، ويعني بذلك الفيتناميين. كتاب الدكتور الحارثي.
هذه صور وملامح مختصرة مأخوذة من حاضر أمريكا، ومن تاريخها القريب والبعيد. من أراد الاستزادة فإن المكتبة العربية غنية بذلك. فأمريكا اليوم هي شاغلة الدنيا وشاغلة الصحافة والإذاعة المرئية والمسموعة، وشاغلة الكتَّاب والدارسين والمفكرين، غير أنها لا تملك أن تحمل الآخرين على حبّها وعلى القبول بها واتخاذها أنموذجاً يُحتذى متى كان هؤلاء الآخرون يرفلون بعافيتهم الروحية والأخلاقية والحضارية، ومتى كانوا كذلك يعرفون حاضر أمريكا وتاريخها.
إن من يسقي شجرة الكراهية هو من يسفك الدماء، وينتهك الأعراض، ويحتل البلاد، وينهب ثروات الشعوب، ثم هو بعد ذلك تعالياً واستكباراً يطالب ضحاياه بأن يحبوه ولا يكرهوه...!!
سليمان بن عبد العزيز العتيق
-----
الحرب الأمريكية الإرهابية و"العظمة العسكرية الاجرامية والوحشية "
حرّم الله قتل النفس بغير حق مشروع، وذهب إلى أبعد من ذلك فجعل قتل هذه النفس بغير حق مثل قتل الناس جميعًا، ولو كانت "نفسًا واحدةً"؟!
استحضرت هذا المعنى العظيم ونحن نسمع مرارًا وتكرارًا نبرة الرعب والتهديد التي تثيرها الولايات المتحدة في المنطقة، ورموز البنتاجون وهم يحركون القوّات، ويكثّفون الانتشار، ويستعرضون القوّة، ويوظّفون كل معطيات "العظمة العسكرية الأمريكية" التي يقول عنها بوش: إنها تعني استخدام الولايات المتحدة لجميع قواتها العسكرية في الحرب على "الإرهاب"!!
هذه "العظمة العسكرية" كم أزهقت من "الأنفس".. وكم دمرت .. وكم اهلكت ... ؟!
"العظمة العسكرية" لا تعني سحق الأنفس، ولا المبادأة بالظلم، ولا "تعميم" العقوبة.. وإذا تجاوزت هذه "العظمة" المدى، وبلغت المنتهى في المحاسبة والمعاقبة متى تشاء ومع من تريد.. عندئذ تُردّ على أعقابها خاسرة، وتقع عليها سنة الله في البغي والطغيان والبطش والاستكبار، ولن تجد لسنة الله تبديلاً.
د. محمد بن سعود البشر
نُخبٌ أشدُّ نكوصاً من إبليس!!
ما يشهده مسرح الأحداث في العالم الإسلامي اليوم هو مواجهة شاملة بين الأمة بعقيدتها وإيمانها، وبين الأجنبي المحتل بجنوده وفكره وثقافته.. هي امتداد للمسير المواجهي الطويل الذي بدأ في المدينة المنورة، وفصّلت مشاهده وحقائقه سورة (آل عمران)..
نراه اليوم يتكرر، باختلاف في الوسائل والأدوات، وثبات في الأهداف والغايات.
هذه المواجهة (العامة) يبذل فيها الأجنبي كل جهد، ومكر، ومكيدة، ليُلبس الحق بالباطل، ويبث الشكوك في المعتقد والثوابت.
إذا اضطُر إلى السلم والمهادنة وجه النهار، فإنه يكفر بذلك آخره، وإذا اضطُر أن يلوي لسانه بما ظاهره الخير (للإنسان) فإنه يضمر الشر والضرر، والقوس الواحدة التي يرمي بها الأجنبي وأعوانه هدفها الإصابة المتفق عليها.
هذه سنة الله في الصراع بين الحق والباطل ليستفيد منها المسلمون دروساً تتجدّد صورها وتبقى أصولها.
ومن الدروس المؤلمة صور للنخب التي كانت أشدّ علينا في هذه المواجهة العامة من إبليس يوم بدر، أعلن إبليس يوم بدر إجارته للعدو ونصرته إياه، فما لبث أن نكص على عقبيه، فخذله، وتركه يلاقي مصيره وحده (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ...)[لأنفال: من الآية48].
أما النخب المهزومة في مواجهة اليوم فلم تكتف بالذل والحياد المستلب للقيمة والهُوِيّة، وإنما استوت في صف العدو، واتخذته مؤيداً وظهيراً، وهُرِعت إليه زرافات ووحداناً، فهو نكوص وانحياز.. نكوص عن الأمة، وانحياز للعدو!!
كم هي المسافة شاسعة والمفارقة كبيرة بين هؤلاء وبين من قال الله تعالى عنهم:
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) [آل عمران:173].
صور تتجدّد، وأصول تبقى، ليعلم الله والمؤمنون: مَن يتبع الرسول مِمّن ينقلب على عقبيه!!
د. محمد بن سعود البشر