سلسلة التوحيد العملى – المقالة العاشرة – "أُلوهية الهوى"

المقاله تم نشرها بجريدة الراى الكويتيه ...............وهى استكمال لمقالاتى فى السلسلهفى المنتدى
سلسلة التوحيد العملى – المقالة العاشرة – "أُلوهية الهوى"
الهوى إله قاهر , أمره رعد قاصف , وقضاءه برق خاطف , وبطشه سيل جارف... سيفه بتار للحق والعقل. وهوصانع الآلهه فكل الآلهه التى على الارض صنعها الهوى , صنع آلهه من البقر والحجر والشجر ومن المال والجمال والزعماء والرؤساء والحكماء والعلماء...بل صنع كل الملل والنحل والفرق والبدع والاختلافات والجماعات والنزاعات ... كم حرك من جيوش جراره وقتل ودمر وشرد واباد ...وشر إله عُبد من دون الله فى الارض الهوى0لست عن هوى العشاق أحدثك فما ضر هوى العاشق إلا نفسه أو معشوقه وقد لا يضر , إنما أحدثك عن هوى العقائد والأفكار والرياسه والزعامه والعباده فهذا هو الشر الاعظم ,. والهوى جاء فى القرآن على انه – الظلم – الضلال – الضياع – التردى – الشرك - تكذيب –إله معبود -صد عن الحق – عمى – صمم- فتنة عن الحق والعدل - باطل وزور – زيغ – فساد وإفساد – طريق الظالمين – سوء عمل وحيره - شهوة النفس – أعظم الضلال - بسببه طُبع على القلوب وقُتل الأنبياء. وتامل معى جزء من الايات القرانيه 0 قتل الانبياء "أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ" 0الوهية الهوى "أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) الفرقان أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23)الجاثيه 0الظلم "فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا" 0الغفله والضياع "وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا" 0 الضلال والصد "يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ"0التكذيب والشرك والفساد " وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ الانعام 150 "وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ" القمر (3) "وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ" المؤمنون 71 0قمة الضلال والظلم " فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)القصص
وقد ذكر الهوى بمشتقاتة والباطل بمشتقاته فى القرآن بالتساوى 36 مرة
وفى الاثار « ما تحت ظل السماء إله بصير أعظم عند الله من هوى متبع »« أخوف ما أخاف عليكم : شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ، ومضلات الهوى » « الفتنة ترسل مع الهوى ، فمن اتبع الهوى كانت فتنته سوداء »" جاهدوا أهواءكم، كما تجاهدون أعداءكم " وكان عمر بن الخطاب إذا خطب الناس يقول:"أفلح منكم من حفظ من الهوى والطمع والغضب " وقال ابن عباس: " الهوى إله معبود " وقرأ " أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه " وقال « الهوى كله ضلالة » 0وقالوا عن الهوى ..ملك عسوف وسلطان ظالم دانت له القلوب وانقادت له النفوس ... الهوى هوان ...الهوى شريك العمى... العقل صديق مقطوع، والهوى عدو متبوع ...من أطاع هواه أعطى عدوه مناه. أكثر الصواب في مخالفة الهوى... أشجع الناس أقهرهم لهواه... من قوي هواه ضعف رأيه... عين الهوى لا تصدق... كم من عقلٍ كبيرٍ أسيرٍ عند هوىً حقيرٍ... أكثر الناس افتضاحاً أكثرهم في هواه جماحاً... الطريق واضح ولكن الهوى فاضح0 اخى الحبيب ان تحقيق نصف كلمة التوحيد عمليا لا يتم الا بعد ان تحطم كل الهة الهوى تحت قدمك رافعا يد النصر عليها صارخا بقلبك " لا إله" واما تحقيق النصف الثانى " إلا الله " فرحلة طويله وصراع مرير فى القلب والعقل مع الهوى والشيطان والنفس , إن الخطب جليل والخطر عظيم فقد جمع الهوى الكفر والشرك والضلال والظلم وكل القبائح ولا يجتمع هواك وتقواك ولا هوى وهدى ولا ينجو احد من الهوى إلا من عصمة الله واستغاث بربه وصدق فى اتباع الحق وترك هواه وإلا اصبح " لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ" اصبح يلبس الحق بالباطل ويرى المعروف منكرا والمنكر معروفا , والنفس لا تخبوا والقلب لايثبت ونحن نتقلب بين الهوى والهدى , والايام سجال فيها عثرات وشطحات وهفوات وخطيئات ومن بدأ الرحله برفع راية الجهاد على الاهواء حاز غنائم التوحيد فى الدنيا وفاز بالجنة فى الاخرة " وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى" 0
عبد الحميد طنطاوى داعية اسلامى ومهندس استشارى بوزارة الاوقاف