المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عبد البر الصغير
أيها السادة كيفية تعيين الخليفة ليس فيها نص قطعي حتى ترفضوا كل وسيلة أخرى تحقق غرضا شرعيا، والإمامة ليست من قواعد العقائد حتى يعادى في سبيلها كل مجتهد، إنما هي من فروع الدين فتنبهوا وليس في هذا خلاف بين أهل السنة والجماعة، والناس تتحدث عن الإمامة وكأنها عقيدة من عقائد أهل السنة فرويدا يا إخوة وحرروا المنزع واطلعوا على عقائد أهل السنة . هي مطلب شرعي ضروري لكنها تظل آلة من آلات الدين، وقد قلنا بأن المسألة في وقتنا ضرورة، والضرورات تبيح حتى المحظورات فما بالك بأدناها ؟ وحضراتكم لو تأملتم كتابا في أصول الفقه وقواعده لأغناكم ذلك عن نقاش الموضوع جملة وتفصيلا .
الشريعة كانت منحية قبل الإخوان وغيرهم ، والناس حينما تقول بالتدرج فإنها تتبع فلسفة التشريع وسياسة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا أعرف أحد طلبة العلم من الإخوان وقريب من القيادات وقال لي صراحة : [ لا تأخذ تصريحاتنا على محمل الجد فإن لنا تقية نلاعب بها الكفار ]، وقلتها قبلا بأن الإخوان في تصريحاتهم يأخذون بالتقية وقد أباحها الشارع مع المشركين لكنهم باجتهادتهم وسعوا شروطها قد نختلف معهم وقد نوافقهم . وحركة مباركة خرجت جيلا من المتدينين ولها تراث مداره على تحكيم الشريعة وتوحيد الحاكمية لا تتصور أنها ستتقاعس في شيء إنما هم يؤخرون بعض الأشياء ويقدمون أخرى حسب واقع الحال وفقه المآل .
ثم ما الحل في نظرك علماً بأنه لو ترك الإسلاميون ساحة النضال السياسي فإن الحاكم العلماني سيقيد الدعوة وسيسجن أهل الفضل وسيكبت العلماء ؟ لو قام مرسي من أول يوم وطبق الشريعة جملة وتفصيلا فستجد في اليوم الموالي جيوش العالم أجمع تدق أبوابه ولعزله المشير أو السيسي من الساعات الأولي لبدء تطبيقها . ونحن نرى تجارب المجاهدين في تطبيق الشريعة قد أفشلت بفعل تدخل الجيوش الأجنبية . أفيدونا ما الحل أفادكم الله ؟ نقعد ونبكي حالنا لا الجهاد في ظل عدم تحقيق أسبابه نافع ولا النضال الحركي السياسي تريدونه ؟
قولوا لنا وبشرونا بالحل ؟
في الأخير إن تأملتَ فستجد أن للإخوان وجاهة نظر كما جل الإسلاميين في الساحة .. قد نختلف معهم في وسائل تطبيقها أو في اجتهادات التقييم أو في تأخير هذا أو ذالك أو في استجلاب المصلحة الفلانية أو درء المفسدة العلانية، لكننا نحترم نضالهم وسياستهم ونقول بأنهم إخواننا لهم ما لنا وعليهم ما علينا ننصرهم ونشد عضدهم وفي الأزمات نقف معهم ضد أعداء الدين والأمة، وأن بيعتنا لهم فوق أعناقنا مستحضرين قول النبي صلى الله عليه وسلم [ لكل غادر لواء يعرف بقدر غدرته وإن أكبر الغدر غدر أمير عامة ] ... [ من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع .. ] وفي حديث آخر [ لا نبي بعدي وستكون خلفاء فيكثرون، قالوا فما تأمرنا يا رسول الله ؟ فقال : فوا ببيعة الأول فالأول فأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم ] وقال عليه السلام [ اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم ]
ونحن نقول لكم قال الله وقال رسوله أيها الكرام، وندعوكم إلى استحضار قواعد أصول الفقه المعتبرة، كما استحضار أدلة طاعة الإمام، كما وجوب نصرة الحاكم المسلم ضد مؤامرات العلمانيين والغرب، ووجوب نصرة المسلم وعدم خذلانه، فإن تحققتم من ذلك وبان لكم أن الأمر يُراد له ابتعاث رئيس علماني جديد، وأن مرسي ما قام العالم العلماني عليه كما الغربي إلا لأنه على طريق صحيح، وأنه يشكل خطرا على مشروعهم ومصالحهم . فاعلموا أن إخواننا المعتصمين هم في جهاد عظيم .
وإن لم تظهر لكم فاسألوا ـنفسكم، لماذا قامت القيامة على مرسي ؟ ولماذا عاداه الليبراليون والعلمانيون من أول ساعة من تنصيبه ؟