ومن ثمَّ نشأت حركات إسلامية تدعو إلى الرجوع إلى هوية الأمة الإسلامية، وحدث بين هذه الحركات خلاف في الأسلوب الأمثل في التعامل مع الوضع القائم، فمنهم من دخل في مواجهات عسكرية مع الأنظمة، بل ربما مع الشعوب؛ لدفعها فيما يتوهمون إلى الخروج على الأنظمة، ومنهم من قرر مزاحمة هذه الأنظمة سياسيا على أساس أن هذه الأنظمة تتبنى -ولو نظريا- نظرية تداول السلطة وفق المنظور الغربي.
ومنهم من رأى التركيز على الجوانب الفردية في التشريع الإسلامي، والإنكار على المنكرات الفردية، وكلما اتسع المنكر وعم، وأخذ صفة العموم؛ قلَّ حظه من الإرشاد والبيان تجنبا للصدام مع الأنظمة في ظنهم.
ومنهم من توسط فجعل قضيته تجلية حقائق هذا الدين وما أتى به من تشريعات على المستويين الفردي والجماعي، ودعوة الجميع إلى العمل بأحكام هذا الدين حتى تحصل إعادة صياغة لما يسميه علماء الاجتماع بالعقل الجمعي للأمة، وهو أمر ممكن وحصل مرارا عبر التاريخ لمناهج باطلة غير مؤيدة بنصر الله فما بالك بأمة الإسلام.
حماس وفقه إدارة الصراع
واقعنا وواقعهم