القضاء والقدر وتساؤلاته .
القضاء و القدر أكثر المسائل تناقضا مع مقتضيات الحساب و العقاب
فالقدر - فى الإسلام - هو ما قدره الله على عباده قبل خلق السماوات و الأرض (فهو تقدير الله فى الأزل لما سيكون)
و أما القضاء فهو وقوع ما قدره الله فى الأزل حين يأتى أجل وقوعه
فمثلا من القدر انه سيحدث بعد 7 سنوات زلزال عنيف - فى ذلك الموعد حين يحدث الزلزال يكون ذلك قضاءاً
فأى المصيبتين أعظم القضاء أم القدر؟
(أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فقال يا رب وما أكتب قال اكتب القدر فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة)
و يذهب البعض الى نطق "أول" منصوبة فتكون ظرفاً بمعنى (عندما) ليس هذا موضوعنا
(أحتج أدم و موسى فقال له موسى : "أنت أبونا خيّبتنا، أخرجتنا ونفسك من الجنة" فقال له آدم : "أتلومني على شيء قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني؟ " ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "فحج آدم موسى، فحج آدم موسى") أى غلبه بالحُجة
حول القدر أختلفت مذاهب و كفر كثيرون و تزندق أخرين و طارت رقاب الكثير
و جل الإختلافات كانت حول مدى التخيير و الجبر فى أفعالنا اليومية
تاركين الحديث حول الإختيار الأول و هو أختيار الوجود
************************************************** ***
من أكثر المواضيع التى حيرتنى (هو أنى لم أخير قبل أن أُخلق)
إذن فالإجبار يشمل وجودى نفسه قبل أن يشمل تصرفاتي و أفعالي التى قدرها الله قبل خلق الكون
و لأن وجودي سابق على تصرفاتي و أفعالي و لازم لها
تكون كل تلك الأفعال مشمولة بالإجبار
فكما قال عمر الخيام
لو أنني خيرت أو كان لي
مفتاح باب القدر المقفل
لاخترت عن دنيا الأسى
أنني لم أهبط الدنيا ولم أرحل
**********************************************
###
مسألة الأطفال الذي يموتون مبكرا وقبل أن يبلغوا لا سن التكليف أو سن الإدراك فما مصيرهم؟
لو كانوا هؤلاء الأطفال سيدخلون الجنة فسيكون الله ظلم هؤلاء من تركهم أحياء ولم يميتهم وهم أطفال وتركهم يدخلون هذا الاختبار الصعب الذي ستكون نتيجته إما جنة أو نار بينما أدخل هؤلاء الأطفال إلى الجنة بدون اختبار، فهذا تمييز واضح لا مبرر له، وغنى عن البيان مدى الظلم لو قلنا أنهم سيدخلون النار.
أما لو قيل "الله اعلم بما كانوا سيعملون" (صحيح البخارى 6224)
###، فهو في تلك الحالة سيحاسبهم على ما لم يفعلوه
هذا القول عبارة عن وجهة نظر فكأننا نقول (إنه يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون وما كان ليكون لو لم يكن لما كان مكتوب أن يكون)
فهو هنا ليس مجرد عالما لما سيكون أي موت الطفل الصغير بل هو عالما أيضا بما كان سيحدث لو لم يموت الطفل الصغير.
فتلك الوجهة تعنى أن الله سيحاسبهم ليس على ما فعلوه بل على ما كانوا سيفعلونه لو لم يُميتهم ##
ولو صحت هذه الوجهة لما كان لهذا الوجود لنا في تلك الحياة الدنيا التي ما هي إلا دار بلاء واختبار أي معنى وكان ليحاسب الناس جميعا بنفس ذلك المنطق دون اجتياز ذلك الاختبار فالنتيجة معروفة مسبقا لدى الله و هو بغير حاجة إلى أن نقوم بتنفيذ المخطط الذي رسمه لنا ليقوم بحسابنا على ما قدره
لكنه جعل تلك الحياة وذاك الاختبار حتى لا يكون للناس على الله حجة يوم القيامة
إذن سيكون لهؤلاء الأطفال على الله حجة أنه يحاسبهم على أشياء لم يفعلوها ##
إذن سيكون ظلما لو دخلوا النار دون حساب ولا اختبار (ظلما لهؤلاء الأطفال)، وسيكون ظلما لو دخلوا الجنة دون حساب ولا اختبار ( ظلم لمن دخلوا الاختبار)، وسيكون ظلما لو دخلوا الجنة أو النار بعد أن يحاسبوا على ما كانوا سيفعلونه، ولو قلنا أنهم لن يدخلوا الجنة أو النار مطلقا لا بحساب ولا بدون حساب كأن يكونوا ترابا أو أي شئ أخر فهذا يمثل ظلما أيضا لمن تم اختبارهم وكانت نتيجة الاختبار هي دخول النار فلماذا لم يكونوا هم مثل هؤلاء الأطفال، تلك المشكلة كلها ما كانت لتكون لو لم يقضى هذا الإله المحيى المميت بموت هؤلاء الأطفال دون اختبار.
أسف على عدم ترابط الموضوع
## في المرة المقبلة عليك احترام قوانين المنتدى في عدم الاساءة لمقدسات المسلمين الذين أتيت لتناقشهم سواء أكان هذا الموضوع لك ام كنت ناقلا له #
متابعة اشرافية