جزاكم الله خيراً أخي ناصر على هذا الرد الوافي.
الزميلة باحثة , من العبث ان أسايرك في دراسة تجريبية لأمور غيبية, لذلك تحديتك ان تثبتي علمياً عدم صحة الحديث بغض النظر عن فهمك للنص.. لكنك لم تستطيعي ( الدليل على كلامي تجديه في الردود على تعقيباتك). لكن قبل ذلك هناك سؤال يطرح نفسه لماذا يا ترى انتقدت فقط ذهاب الشمس و لم تنتقدي سجودها؟ رغم ان السجود و الذهاب كلاهما -في مفهومنا- عبارة عن حركات. لماذا يا ترى هذه الإنتقائية؟ لان مناقشة (كيفية السجود) يهدم الشبهة بكل بساطة.
السجود حركة و الذهاب حركة .. ما تفترضينه في الأول يسرى على الثاني. أما ان تفهمي الشق الأول من الحديث بمعيار و الشق الثاني بمعيار مختلف فهذا لا يمكن أن نستنتج منه سوى رغبتك في التدليس. لذلك دائماً ما نرى هذا الحديث يُنتقد في منتدى الملاحدة بالتطرق فقط لكيفية الذهاب و لا يطرحون نفس السؤال عن كيفية السجود. وبديهي انهم لم يغفلوا عن السؤال الثاني لكنهم يعلمون أن إثارته يخل بمعاييرهم لفهم الحديث و يحبط كيدهم.
إذاً التحدي الآخر يا باحثة, سأقبل منك جدلاً أي فهم تشطحين به بشرط ان تلتزمي بنفس الفهم عند الحديث عن السجود.
فإن افترضت ان سجود الشمس والشجر هي حركة لا ندركها.. كذلك عليك ان تفترضي ان ذهاب الشمس للسجود هي حركة لا ندركها
وإن إفترضت ان سجود الشمس والشجر هو فعل لا حركة فيزيائية فيه.. كذلك عليك ان تفترضي نفس الشيء بخصوص ذهاب الشمس.
إذا صدقت مع نفسك والتزمت بما سبق.. تنتهي الشبهة.
اقتباس:
سأفترض معك أن هناك أبعاد كثيرة لا نعلم عنها و أن الشمس فعلاً تذهب تحت العرش لتسجد في و نحن لا نرصد ذلك بسبب اختلاف الأبعاد، و لن أدخل في نقاش هذه الفكرة على الأطلاق و سأقبلها.
لن تستطيعي رفضها فلا توهمي القارئ انك تنازلت جدلاً و قبلت تلك الفكرة. الحقيقة ان الفيزياء الحديثة تقبل وجود 6-7 أبعاد أخرى على الأقل غير مدركة لدينا. وبالتالي لن يجرؤ ملحد ان يسخر من قول المسلمين ان هناك عوالم أخرى أو أحداث لا ندركها و يقبل في نفس الوقت وجود أبعاد غير مدركة إذا قرأها في مرجع لجامع غربية.
انت الآن تقولين أنك ستسلمي جدلاً أن هناك أحداث في الكون لا ندركها.. و أنا سأذكرك انك لن تلتزمي بهذا التسليم.
اقتباس:
في الفرض الأول تناقض مع الحديث، لأنه يقول صراحة أن الشمس حين تغيب تذهب إلى العرش، و لكن الشمس تغيب في كل لحظة فعليها أن تذهب إلى العرش لتستأذن في كل لحظة و بالتالي لا يمكن إلا أن تكون الشمس تحت العرش باستمرار و هذا ينقلنا إلى الفرض الثاني.
مهلاً, هذا لا ينقلك إلى أي فرض. من قال لك أن الشمس ليست تحت العرش باستمرار؟ السماء الأولى تحت الثانية التي بدورها تحت الثالث .. و السبع سماوات كلها تحت عرش الرحمن.
في ما يلي ستتراجعين عما سلمت به في بداية كلامك:
اقتباس:
إذا كانت الشمس ساجدة تحت العرش بشكل دائم فهذا يعني أن استخدام الرسول في الحديث: (تذهب و ارجعي من حيث جئتي ) غير دقيق أبداً، فكيف يذهب الشيء لمكان هو فيه أصلاً و كيف ترجع الشمس من حيث جاءت و هي في حالة غروب دائمة و عليها أن تستأذن من الله بعد كل غروب؟
هنا إرتكبت عدة أخطاء, أولها انك تجادلين وتحللين طبيعة -ذهاب وسجود الشمس تحت العرش- من خلال حركة الشمس المدركة .. بذلك افترضت أن السجود هو ضمن المـُدرك.. وهكذا لم تستطيعي الإلتزام بما سلمت به من قبل.. وطبعاً أطلقت لخيالك العنان فكان خيالك لكيفية ذهاب الشمس و عودتها مخالف للعلم الذي نفسه يقر بوجود اللامدرك! الخطأ الثاني في إفتراضك أن "تحت العرش" هو مكان صغير لا يسع الشمس أن تذهب وتعود فيه.
وحتى أصحح تصورك يكفي ان أذكرك بقول النبي (ص) (يا أبا ذر ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة و فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة ) . أبـــــا ذر نفس الصحابي الجليل الذي تدعين انه لم يفهم كلام النبي حسب كلامك هذا:
اقتباس:
كيف فهم أبو ذر كلام الرسول؟ هل فهمه بأن الشمس تذهب لتسجد في بعد آخر؟ أم أن الشمس تغيب ثم تذهب لتسجد طوال الليل ثم تعود في الصباح الباكر لتشرق؟ لماذا ترك الرسول أبي ذر ليفهم الحديث بشكل خاطئ؟
إثبتي أولاً ما هو فهم الصحابي ثم نتناقش.
اقتباس:
كما أن هذا الكلام يتناقض مع قول القرآن:والشمس تجري لمستقر لها فهذه الآية تقول أن شمس تجري حتى تصل إلى مستقر (صحح لي إن أخطأت في التفسير) أين المستقر بعد الجريان إذا كانت الشمس ساجدة باستمرار دون توقف؟
وهذا خطأ آخر, لان جريان الشمس لمستقر لها لا يتناقض مع دورانها حول المجرة مثلاً ولا مع سجودها تحت الشمس.. هل يمكنك ان تخبريني عن ذلك القانون الرياضي - الغير موجود- الذي يقول ان جريان جسم الى جهة معينة (أي تغير على مستوى بُعد معين) يتنافى مع حركات اخرى على مستوى أبعاد أخرى. وتذكرني ان هنا أيضاً لم تلتزمي بما سلمت به في أول المداخلة.
اقتباس:
لماذا لم يقل له: أن الشمس في حالة سجود دائم و هذا لا يظهر لنا، خصوصاً أن في الآيات ما يقول ذات هذا الكلام و لم يستغربه أحد من الصحابة:
" ألم تر ان الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فماله من مكرم إن الله يفعل ما يشاء"
سبحن الله, تجيبين على نفسك دون ان تدري. هل تدركين كيفية سجود وتسبيح الشمس والشجر؟ الجواب لا .
إذاً إذا كان سجود الشمس غير مدرك لنا فكذلك ذهابها للسجود غير مدرك, فلا يمكنك ان تقبلي نصف الحديث على انه غيب و النصف الآخر تحلليه فيزيائياً. ألم يكن أولى لك أن تحللي "فيزيائياً" قوله تعالى وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ .
وأكرر ما ذكرته في أول المداخلة, ربما تقولي الذهاب يختلف عن السجود. أقول لك لا يختلف لان كلاهما عبارة عن حركات في مفهومنا.
فإن افترضت ان سجود الشمس والشجر هي حركة لا ندركها.. كذلك عليك ان تفترضي ان ذهاب الشمس للسجود هي حركة لا ندركها.
وإن إفترضت ان سجود الشمس والشجر هو فعل لا حركة فيزيائية فيه.. كذلك عليك ان تفترضي نفس الشيء بخصوص ذهاب الشمس.
ما زال التحدي قائم, هل يستطيع أي ملحد ان يثبت - علمياً و دون ازدواجية في المعايير - خطأ الحديث؟