الله يعزك بالإسلام ويرفع قدرك أختي المكرمة
عرض للطباعة
فهمت بارك الله فيك أستاذي الحبيب
سأنتهي من الكتاب اليوم وغداً أذهب لشراء الثاني بمشيئة الله تعالى
هناك كتاب "التذهيب" للإمام سعد الدين التفتازاني
ويدرس للفرقة الأولى بكلية أصول الدين جامعة الأزهر
كنت قد بدأت فيه بتقدم بطيء لتعقيده حتى مع الشرح في الحواشي
ما رأيك في الكتاب أستاذ أبا القاسم؟ وهل هناك أفضل منه لطالب العلم؟
لا ينبغي دراسة المنطق على المتكلمين من أمثال التفتازاني لأنهم يخلطون به بدعهم الكلامية ، مع التنبيه أن المنطق ليس علما شرعيًا أصلًا (ولكن حين يصفى من الشوائب ، هو علم لترتيب الأفكار والمقدمات وما ينبني عليها من نتائج مع المبالغة في العناية بالتعاريف) ولكن يدرس أساسًا لأجل فهم مصلطحات ترد في كتب أصول الفقه وغيرها حيث اشتهر حين تأثر مع الأسف مجموعة من العلماء بالكلام والفلسفة ، ولعلي أدلك على من تدرسه إن شاء الله تعالى
بالنسبة للسؤال الثامن أظن تم الجواب عليه فأرجو مراجعة ما اجيب من قبل ..
هذه الكلمة المنسوبة لابن عباس رضي الله عنهما معناها : أن الأمور الشرعية المتعلقة وبخاصة المتعلقة بعرفان الرب سبحانه لا يتوصل إليها في الأصل بالأقيسة العقلية كما هو حال المتكلمين الذين جعلوا عقولهم قاضية على النصوص ، وقوله( ظاعنا في اعوجاج) : يعني سائرا في طريق معوجة ، والظعن هو السفر والذهاب والارتحال ونحوه كما قال تعالى (يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ) ولكن يعرف الله تعالى بخبر منه سبحانه أو من رسوله صلى الله عليه وسلماقتباس:
س9. ص43
سئل ابن عباس : بم عرفت ربك ؟ قال : من طلب دينه بالقياس لم يزل دهر في التباس ظاعنا في الاعوجاج زائغا عن المنهج أعرفه بما عرّف به نفسه وأصفه بما وصف به نفسه "
لم أفهم هذا
بارك الله فيكم شيخنا ..
-- الذين نفوا رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة وأوّلوها .. في آية " إلى ربها ناظرة " أليست هذه قطعية الدلالة !؟اقتباس:
س10. ما القسم العملي للفلسفة ؟
- ص 201
"يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون " قال أنه ورد في الصحيحين ما يفسر هذه الآية من حديث أبي سعيد الخدري : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ... "
الساق في الآية لم تنسب إلى الله يعني لم يأت في الآية :يوم يكشف عن ساق الله .. فكيف اعتبر حديث أبي سعيد مفسرا للآية
وأيضا ذكر أن ابن عباس فسر كشف الساق بمعنى شدة الأمر وأن ابن مسعود قال المقصود بها أن ربنا يكشف عن ساقه
أليس كلاهما تلقيا التفسير من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ خاصة أن هذه مسألة في العقيدة
لعل مقصوده ما يتعلق بالأخلاق والسلوك ومخرجات التنظير الفلسفي بعامة ، تطبيقا على الواقع ..اقتباس:
س10. ما القسم العملي للفلسفة ؟
بلى هي قطعية ولكن أهل الزيغ لا يتورعون عن مخالفة القطعي ولو بأوهى سبب ..لأن النظر إذا عدي بإلى لم يحتمل إلا الرؤية البصرية ، ولأن الآية في مقام بيان امتنان الله تعالى على المؤمنين ، والانتظار ضد هذا المعنى ! وأي منّة فيه ؟ ولأن النضارة في وجوههم هي من اجل نظرهم إلى القدوس العلي ..وغير ذلك من الوجوهاقتباس:
- الذين نفوا رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة وأوّلوها .. في آية " إلى ربها ناظرة " أليست هذه قطعية الدلالة !؟
لو لم يرد الحديث ، لكان تفسير المعنى بأنه عن هول وشدة معتبرا صحيحا بلا إشكال لأنها كما قلتِ لم تضف إلى الله عز وجل ، لكن ورد بذلك الحديث في البخاري ، وأما التفسير فلم يتلقياه من النبي (ص) لاسيما ابن عباس ..والنبي(ص) لم يعقد مجالس للتفسير يفسر به القرآن آية آية، لأن القران كان جليا لهم ،ولأنه كان يفسره بعموم سنته القولية والفعلية ، وكذلك ما أشكل عليهم كانوا يسألون عنه فيجيبهم عليه الصلاة والسلام ، ..وهذا ما يسمى بالتفسير النبوياقتباس:
- ص 201
"يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون " قال أنه ورد في الصحيحين ما يفسر هذه الآية من حديث أبي سعيد الخدري : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ... "
الساق في الآية لم تنسب إلى الله يعني لم يأت في الآية :يوم يكشف عن ساق الله .. فكيف اعتبر حديث أبي سعيد مفسرا للآية
وأيضا ذكر أن ابن عباس فسر كشف الساق بمعنى شدة الأمر وأن ابن مسعود قال المقصود بها أن ربنا يكشف عن ساقه
أليس كلاهما تلقيا التفسير من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ خاصة أن هذه مسألة في العقيدة
شيخنا- حفظك الله - أثقلت عليكم .. لازال عندي بضعة أسئلة سأضعها
- ص 209
قال من الأدلة على أن الله في السماء فوق عباده النصوص الدالة على أن بعض مخلوقاته عنده
كقوله : " إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته "
لم أفهم كيف استدل بها على أن الله جل وعلا في السماء
- ص 231
قال : ومن ذلك المنتقم لم يأت في القرآن الا مضافا إلى ( ذو ) كقوله " والله عزيز ذو انتقام " أو
مقيدا بالمجرمين " إنا من المجرمين منتقمون "
ما الفرق بين ( منتقم ) و ( ذو انتقام )
- ص242
" يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما " فقوله يحيطون فعل مضارع والفعل الصناعي الذي
يسمى بالفعل المضارع وفعل الأمر والفعل الماضي ينحلّ عند النحويين عن ( مصدر و زمن )
وقد حرر علماء البلاغة في بحث الاستعارة التبعية أنه ينحلّ عن ( مصدر وزمن ونسبة ) ....
إلى قوله : فيصير المعنى : لا إحاطة للعلم البشري برب السموات والأرض
لم أفهم هذه الفقرة
وجه الاستدلال أن هذه المخلوقات ورد أنها فوق العالم كما في قول النبي (ص) : لما قضى الله الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي ، ومعلوم أن العرش فوق المخلوقات ..اقتباس:
- ص 209
قال من الأدلة على أن الله في السماء فوق عباده النصوص الدالة على أن بعض مخلوقاته عنده
كقوله : " إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته "
لم أفهم كيف استدل بها على أن الله جل وعلا في السماء
المنتقم : تدل على أن الصفة ألصق بصاحبها ، بخلاف ذو انتقام :فهي تدل على أن من شأنه أن ينتقم إذا شاء ..ولهذا ليس من أسماء الله على الصحيح اسم المنتقم ..فهي لم ترد إلا مقيدة ..اقتباس:
- ص 231
قال : ومن ذلك المنتقم لم يأت في القرآن الا مضافا إلى ( ذو ) كقوله " والله عزيز ذو انتقام " أو
مقيدا بالمجرمين " إنا من المجرمين منتقمون "
ما الفرق بين ( منتقم ) و ( ذو انتقام )
المصدر هو الفعل نفسه مجردا من الدلالة على الزمن : مثل الجهاد والحب والتوكل والمسارعة والترجيح إلخ ..فهذه تدل على حقيقة الفعل نفسه من حيث هو فعل أي لغة لا اصطلاحا وهو الحدث نفسه..وأما الفعل الصناعي-أي في اصطلاح النحويين (ماض، مضارع ، أمر)- فبالإضافة إلى الحدث فإنه يحمل الدلالة على الزمان ..كما لو قلت :كتبَ :تدل على حدث الكتابة وعلى زمن ماضٍ..اقتباس:
- ص242
" يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما " فقوله يحيطون فعل مضارع والفعل الصناعي الذي
يسمى بالفعل المضارع وفعل الأمر والفعل الماضي ينحلّ عند النحويين عن ( مصدر و زمن )
وقد حرر علماء البلاغة في بحث الاستعارة التبعية أنه ينحلّ عن ( مصدر وزمن ونسبة ) ....
إلى قوله : فيصير المعنى : لا إحاطة للعلم البشري برب السموات والأرض
مثال :
-(اعدلوا هو أقرب للتقوى ) : قوله (هو) راجع إلى العدل الذي هو المصدر ، مع كونه عبر بالفعل فقال (اعدلوا ) ، لأن الفعل ينحل عند النحويين من :فعل حقيقي (الحدث) وهو المصدر "العدل" ، ومن الزمن "إيقاع العدل مستقبلا"..فجاز إرجاع الضمير إلى أحدهما ..
مثال عودته للزمان :
-(ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد ) .."ذلك" : إشارة إلى الزمن الذي حدث فيه النفخ ..
ص77 يقول : " مهما طالت الأسباب الممكنة سواء أفراضت متناهية أو غير متناهية " ..وقوله : " إن لم يكن لها مبدأ ذو وجود مستقل "
هل المقصود بالأسباب الممكنة هي أسباب خلق الكون؟
متناهية تعني لها نهاية وعدد محدد ولا متناهية لا نهاية لها ؟
مبدأ ذو وجود مستقل هل يعني أنها قادرة على خلق نفسها بنفسها دون الحاجة لخالق؟
حياك الله يا أختي أم عبد الله ..
نعم ، والمراد أن لكل مسبَّب :سببًا ..قانون السببية نفسه يمتنع معه أن تكون متسلسة إلى ما لا نهاية له بإجماع العقلاء ، بل لابد عقلا من وجود مسبِّب أعلى ينتهي عنده تفسير حقائق الأشياء ..اقتباس:
هل المقصود بالأسباب الممكنة هي أسباب خلق الكون؟
صحيح..اقتباس:
متناهية تعني لها نهاية وعدد محدد ولا متناهية لا نهاية لها ؟
على عكس ما قلت : معناها أنها لابد لها من خالق ، فهو الغني وهو الذي وجوده مستقل لأنه سبحانه أزلي قائم بنفسه لم يلد ولم يولد وهو الأول وليس قبله شيء..اقتباس:
مبدأ ذو وجود مستقل هل يعني أنها قادرة على خلق نفسها بنفسها دون الحاجة لخالق؟
إلى جميع من تتلمذ هنا على كتاب الشيخ عمر الأشقر أقول أحسن الله عزائي وعزاءكم ومن حقه علينا نشر علمه والدعاء له ..وأرجو متابعة هذين المقطعين :
1-قبل موته بأيام ..صوره تلميذه الشيخ إحسان العتيبي وفقه الله تعالى
http://www.youtube.com/watch?v=DKcKyos95Uc
2-وهذه نبذة عنه في تقرير للجزيرة :
http://www.youtube.com/watch?v=2xSLJF7GEWs
ومما لا يعرفه الكثير عن هذا العالم الجليل السلفي أنه أحد كبار مؤسسي حركة حماس المجاهدة في فلسطين ، وممن تتلمذ عليه :المجاهد خالد مشعل ، وكنت أود أن أكتب هذا في حينه حين توفي في العشر الأواخر لكن تعلمون أن الموقع..، وحري بالقول أنه له كتبا لم تر النور بعد ومن أهمها كتابه في التفسير وصل فيه إلى الجزء الثامن عشر ثم وافته المنية ، رحمه الله رحمة واسعة وجعل مثواه الفردوس الأعلى فقد كان -نحسبه والله حسيبه - عالما عاملا مجاهدا صحيح المعتقد سلفيا فقيها ..وإنا لله وإنا إليه راجعون
رحمه الله رحمة واسعة , فقدت الأمة عالماً جليلاً فقيهاً سلفياً نحسبه كذلك
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
رحم الله تعالى الشيخ رحمة ًواسعة ....
هي أسرة مباركة نحسبهم كذلك والله حسيبهم ...
وأظن أن تميز كتبهم في العصر الحديث في شتى مسالك الدين خير شاهد على ذلك ..
اللهم ألحقهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين .. ونحن معهم يا كريم يا منان ..
وأشهد شهادة صدق أخي الحبيب أبا القاسم :
أن موضوعك هنا - ودروسك الشرعية بعامة هنا في المنتدى - هي من أجلّ ما كتب وأنفعه ..
بارك الله في جهدك المبارك ...
ورزقك بكل حرف ٍتكتبه خيرا ًتحبه ...
اللهم آمين ...
عظّم الله أجركم أخانا ابا القاسم المقدسى
نسأل الله أن يربط على قلوبكم وقلوب الموحدين جميعا
لكن هذا هو حال الدنيا لقاء وفراق
ولعل أحد العلماء يكمل ما لم يكمله الشيخ رحمه الله
فى حفظ الله
لا حولَ ولا قوَّةَ إلاّ بالله ، إنَّا لله وإنا إليهِ راجعون ،
رحمهُ الله رحمةً واسعة وعفا عنهُ وتجاوَز وتقبَّل صالح عمله وكتبَه من عبادِهِ المُخلِصين المُخْلَصين ..
عظَّم الله أجرَ ذويه وتلاميذه ومُحبيه ،
مازلتُ في سلسلتِهِ هذه ولا أفكر بالإنتقال لكتاب شرعي آخر قبلَ الفراغ منها إن شاء الله ، لما لمستُ فيها من وضوحٍ وشمولٍ وتركيز ،
نسأل الله أن يجعل مؤلفاته صدقةً جاريةً له ، وأسألُ اللهَ التَيْسير .
هذا المقطع الأوَّل مهيب جدًا ، رحمه الله ورحمنا .
هاهُنا وقْفَةٌ للمُسوِّفين!اقتباس:
وحري بالقول أنه له كتبا لم تر النور بعد ومن أهمها كتابه في التفسير وصل فيه إلى الجزء الثامن عشر ثم وافته المنية
اللهم إنِّي خرجْتُ من حولي وقوتي والتجأتُ إلى حولك وقوتك ياقوِيُّ ياعزيز ياحيُّ ياقيُّوم .