بداية حبذا لو ميزتَ كلامي عن كلامك باستخدام خاصية الاقتباس التي في المنتدى .. فهذا يجعله مميزًا أكثر من وضعه بين خطين وكتابة كلمة اقتباس كما تفعل أنت الآن .. مجرد تمييز أكثر فقط.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد محمد حامد
لم يكن انا الذي بدأ باللف والدوران واستقصاء الفروع, ولك ان ترجع الى المداخلات حتى تستيقن من بدأ ذلك ايها الاخ الكريم .. كان الاخ مجدي قد لمّح الى الكتب التسعة فاشرت اليها فلا ادري لم علّقت وبالغت في تعليقك حتى جعلتها قضية اساسية واردت ان تظهرني كمن يخادع القارىء فيما يكتب ....
فرقٌ بين استقصاء الفروع اللازمة لتوضيح الأصل .. وهذا ما فعلتُه أنا بكلامي عن النظر في واقع الصحابة والنظر في طريقة المحدثين في قبول المرويات .. إلخ.
فهذا لا إشكال فيه .. بل هو من لزوميات البحث وضروراته لمن كان عارفًا بطرق البحث واستنباط الأحكام.
لكن ماذا فعلتَ أنت؟ وما هي فروعك؟ في كل مرة كنتُ أتحدث عن شيءٍ تترك الموضوع الأصلي وتستحدث سؤالا عن فرعٍ جديدٍ وهكذا .. والمشاركات أعلاه شاهدة.
بدأنا معًا بالنعلين ثم انتلقتَ إلى الفقهاء ثم ابن حزم ..وماذا بعدُ؟! لن ننته .. وبعد هذا تتهمني باللف والدوران.
للأسف الشديد أنت لا تعرف معنى اللف والدوران ولا معنى البحث الصحيح وما هي الفروع الواجب تناولها أثناء الكلام ولا التي يحسن إهمالها في أثناء ذلك... ومشاركتك هذه أكبر دليل على هذا حيث تقول فيها:
اقتباس:
ثم انك تريد منى ان آت بشيء جديد بالنسبة للنعلين, وهل اجبت انت عن القديم حتى آتيك بالجديد؟
لقد سبق وأجبتُك .. ويمكن للقارئ أن يرجع للخلف ليرى بنفسه .. ثم أنك نفسك استرسلتَ في الحديث معي بما يعني رضاك بالجواب السابق .. لكنك الآن وبعد عدد من المشاركات تضع لنا ما يمكن أن نسميه عدم فهم أو أن لديك من الوقت الفارغ الكثير وتود تسلية وقتك لا أكثر.
كان عليك أن تتمعن في الأجوبة السابقة .. وأن تسأل عما تجهله .. لا أن تسكت وتمررها ثم تأتي الآن وبعد كل هذه المشاركات لتقول هذا الكلام الذي يدل على أنك لا تعي المكتوب أو أنك تتعامى عن الكلام وتتكلم من أجل الجدال والكلام وفقط.
وأكبر مثال على أنك لا تعي المكتوب أعلاه أو أنك تتعامى عنه وتتغابى عنه إن كنتَ قد فهمتَه أصلا هو قولك:
اقتباس:
جلّ ما قلته في النعلين ان الرسول قد فعلها مرة واحدة ثم أكّدت لنا ان الرسول لن يعيدها مرة اخرى وما اعادها مرة اخرى وعلى ذلك فلا يكون ارسال النعلين سنّة .. قول عجيب لا ادري على ماذا استندت في ان الفعل اذا علمنا ان الرسول فعله مرة واحدة لا يدلّ على سنيّته ...
وهذا تقويل لي بما لم أقله .. وتدليس صريح لأنه لم يصدر مني هذا المعنى .. يعني لم أقل أنه فعل ذلك مرة ولم يفعلها ثانية ولكنه ليس سنة .. هكذا مجردًا .. بل هناك شواهد وضوابط ذكرتُ بعضها فيما مضى .. وهذه الشواهد والضوابط هي حيثيات الوصول إلى الحكم ولا يصح لك أبدًا أن تفصلها عن كلامي .. ولا أن تتخيل أحكامًا من عندك لم تسبق في كلامي أصلا.
فرقٌ شاسع عند من يفهم ما يُكْتب ويقال بين أن نقول: فعله مرة لكنه ليس سنة بدليل كذا وكذا.. وبين أن نقول إن ما فعله مرة واحدة فقط لا يمكن أن نعده سنة.
نحن نتكلم عن واقعة معينة فُعِلَتْ لم يكن المقصود منها أن تُسَنّ للناس على الدوام.. ولسنا نتكلم عن هل الفعل إذا حصل مرة واحدة يعتبر سنة أم لا؟
ولدينا الوصال .. فقد واصل النبي صلى الله عليه وسلم .. وليس لنا بسنة بأدلة معروفة .. كما فعل أشياء كثيرة جدًا وليست لنا بسنة .
بل وأزيدك أنه لم يفعل أشياء وهي لنا سنة !!! مثل قوله صلى الله عليه وسلم في صيام عاشوراء: (لو عشت إلى قابل -[يقصد العام القادم]- لأصومن التاسع والعاشر) فمات صلى الله عليه وسلم قبل أن يمر العام .. ومع هذا فإن من السنة أن نصوم التاسع والعاشر.
فسُنِّيَّة العمل تثبت بأدلة كثيرة جدًا .. منها الفِعْل أو التشريع .. لكن مجرد الفِعْل لا يعني أن يكون المفعول سنَّةً.. فقد يكون من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم .. أو.... إلخ.
أرجو أن يكون كلامي الآن واضحًا.
كما أرجو من أراد أن يتكلم في مثل هذه الأمور أن يتعلم كيف يتكلم بل وكيف يفهم ما يُقال أيضًا .. والأكثر من ذلك أن يجمع كل أدلة الباب .. وينظر في أدلة الشرع حتى يمكنه الوصول لنتيجة صحيحة ومثمرة ومفيدة.
اقتباس:
وقد ربطّت عدم ارسال النعلين مرة اخرى بأن النبي قد اتخذ خاتما, فقلت لك ان اتخاذ الخاتم انما كان قبل هذه الحادثة .. ثم تعجبت وقلت أنى لنا ان نعرف ذلك, واقول لك الان: ان الرسول قد اتتخذ خاتما عند ارساله الرسائل الى الملوك وكان ذلك في عام ست ام اسلام ابي هريرة فكان عام غزوة خيبر اي سنة سبع ... فكان الخاتم موجودا اثناء ذلك ..
هذا كلام مغلوط .. وأنا أجبتُك عليه فيما مضى .. فمن يفزع ويمشى سريعًا من وسط أصحابه لن يحمل معه أدوات كتابة أو غيره حتى لو افترضنا جدلا بصحة هذا الكلام.. وقد سبق وأجبتُك عليه.. فلماذا لم تذكر هذا وتخطيته؟!
هل سيختم له في الهواء؟ على فرض صحة وجود الخاتم معه؟! (وسأتكلم عن هذا فيما بعدُ أيضًا).
اقتباس:
ثم عدت لتقول ان الرسول قد فعل ذلك لانه لم يجد شيئا يدفعه الى ابي هريرة, وبهذا انت تعود الى تأكيد ما نفيته سابقا من عدم سنيّة ارسال النعلين, اي ان الرسول قد يعود الى ارسالهما مجددا ان لم يجد شيئا يرسله ...
هذا كلام مغلوط .. لأنه لا مجال لدينا أبدًا في الشريعة لهذا الكلام .. ليس لدينا : (قد يعود إلى) لأنه لم يعد هناك احتمال للعودة .. فقد مات النبي صلى الله عليه وسلم وانتهى الأمر .. والأحكام إنما تُبْنَى على الموجود لا على الافتراضات الذهنية الفارغة: قد يعود؟ وقد لا يعود؟
هذا لا يصلح لأنه لم يعد وانتهى الأمر .. فلا مجال لمثل هذه الاحتمالات في البحث الآن.
اقتباس:
ايها الاخ الكريم, ان النعلين فيهما اهانة للمرسل والمرسل اليه .. وفيها اهانة لخلق الرسول الكريم .... لا اعلم ماذا تريد ان تثبت من هذا الارسال .. ثم قل لي بالله عليك ماذا يضيف هذا الحديث الى الاسلام؟
المشكلة أنك تفهم ما تشاء بنظارتك أنت لا كما ينبغي أن يكون.
كون النعلين إهانة هذه مشكلتك أنت ورؤيتك الخاصة .. لكن هل كان هذا الأمر إهانة في زمن الواقعة؟ هذا ما كان ينبغي عليك النظر فيه .. لأن الواقع جزءٌ من الواقعة .. والعُرْف ضرورة لفهم ما وقع داخل هذا العُرْف.
وسأضرب لك مثلا يظهر منه مدى فداحة الأخطاء التي ترتكبها في كلامك .. فعلى كلامك الذي يأخذ بالشبه في الأشياء فإن سباق الخيل مباح؟
مع أننا نعلم أن سباق الخيل الآن حرام.. رغم أنه كان مباحًا زمن النبي صلى الله عليه وسلم . لأنه لم يكن قائمًا على القمار وغيره مما يتوفر الآن في سباق الخيل ... فهنا اختلف حكم المسألة بناء على العرف والواقع المحيط بها.
مشكلتك أنك تسلخ النص من واقعه .. وتفهمه بواقعك أنت .. ومعذرة ليست لدينا نصوص بهذا الشكل .. فيمكنك أن تبحث عن نصٍّ آخر تفهمه كما تريد .. أما نصوص الشريعة فلابد من فهمها من خلال واقعها الذي حدثت فيه ... ولدينا علم كبير لدى المسلمين اسمه: علم أسباب النزول .. ومهمته الأصلية بيان سبب نزول الآية أو الحديث ..
وأنت للأسف الشديد لم تفطن لكل هذا فلعلك تراجع معلوماتك وتدع مسألة الحديث جانبًا الآن لحين دراستك لها حسب قواعد البحث والدراسة الإسلامي.
اقتباس:
هل ان المؤمن يدخل الجنة بدون عمل؟ ذلك لا يستقيم مع القرآن الكريم ولا مع احاديث كثيرة اخرى
هل ان المؤمن يدخل الجنة اذا عمل صالحا؟ القرآن الكريم يخبرنا ذلك وكذلك احاديث اخرى
هل ان المؤمن يدخل الجنة (بدون اضافة قيود اخرى على الحديث)؟ القرآن يقول لنا ان المؤمن يدخل الجنة اذا عمل صالحا وكذلك احاديث اخرى ... اما دخول المؤمن الجنة بدون العمل الصالح فقد اجاب الاخ معاذ وابدع ...
هل وصلتَ إلى درجة عدم فهم ما تكتبه أنت أيضًا؟
عدم فهمك لكلامي ربما نقول معذور.
لكن كيف لم تفهم ما كتبته ونقلتَه أنت نفسك؟
ألم تنقل في داخل الحديث (مستيقنًا بها قلبه) فهذا هو القيد الذي من شهد بالشهادة مستيقنًا بها قلبه دخل الجنة.
أنت نفسك كتبتَ الحديث فيما سبق وفيه هذه الجملة الجميلة.
ألم تسمع أن (مستيقنًا بها قلبه) تعني: اعتقاد القلب اعتقادًا جازمًا بها .. فهذا عمل القلب .. الذي هو جزءٌ أصيلٌ من أجزاء الإيمان.
ثم إن هذا العمل القلبي وهو الاستيقان بالشهادتين لا يكون إلا بالاستيقان بكل ما تدل عليه الشهادتان من وجوب الطاعة لله عز وجل ثم لرسوله صلى الله عليه وسلم في كل أمرٍ ونهيٍ . إلى آخر ما تدل عليه من دلالات ومعاني مشروحة في كتب أهل العلم المطولة.
وهذه كلها أعمال .. وأعمال صالحة كما ترى.
فالرجاء أن تتعلم فهم ما تنقله قبل أن تنقله رجاءً .. ثم بعدها اكتب ما تشاء.
أما دخول المؤمن الجنة بدون عمل صالح التي تشير إليها فلم أطالع كلام (معاذ) الذي تصفه بالإبداع .. ولن أطيل في هذه المسالة لخروجها عن الموضوع .. غير أني أؤكد على ضرورة العمل الصالح .. وقد دل عليه القرآن والسنة معًا .. فلابد منه.. بل هو ثمرة الإيمان التي لابد منها لنيل رضا الله عز وجل وكسب ثوابه.
اقتباس:
فهل من اضافة في هذا الحديث الى الرسول الكريم وسنته سوى اعطاء النعلين لابي هريرة؟
هذا منطق عجيب جدًا .. يعني كل ما لا يضيف جديد نحذفه من وجهة نظرك؟
ليس شرطًا في قبول الحديث ورده أن يضيف لنا شيئًا متفردًا لم نره في بقية الأحاديث .. وعندك عشرات الآيات في القرآن الكريم تأمر بالإيمان وعمل الصالحات وعشرات الأحاديث مثلها .. ولا يعني هذا أن نتركها لأنه من وجهة نظرك ستكون مكررة تتكلم في موضوع واحد.
لابد أن تعلم أن التكرار هنا إنما هو للظاهر فقط لا لحقيقة الحال .. فقد يكون المقصود بالتكرار التأكيد .. وقد يكون المقصود به التفصيل أو البيان .. إلى آخر المعاني المقصود من تكرار بعض الآيات أو الأحاديث أو تواردها على موضوع ومعنًى واحدٍ.
وليس هذا مجال إطالة في هذا لأمر لكن حسبنا الإشارة إلى خطأ هذا الفهم الذي يسأل : فهل من إضافة في هذا الحديث؟
لأنه سواء أضاف أو لم يضف فإنه ليس شرطًا فيه أن يأتي كل حديثٍ بحكم جديدٍ .. بل قد يكون المراد به البيان والتفصيل لحكم سابق أو نحو هذه الأغراض المعلومة لدى أهل العلم .. والتي يظهر من مشاركاتك أنك لا تسمع عن شيءٍ منها.
وربما كان من الأليق الآن أن تعيد صياغة أبحاثك بناء على ما ينبغي عليك أن تتعلمه أولا.
تمنياتي للجميع بنهاية سعيدة :emrose: