القلوب التي في الصدور

السلام عليكم ايها الاخوة المومنون الافاضل

هذه اول مشاركة لي في هذا المنتدى الطيب ان شاء الله

فارجو ان استفيد و افيد

و كنت قد كتبت مقالا عن موضوع القلوب التي في الصدور و لم اجد خيرا من هذا المنتدى لنشره

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسل الله
هذه خواطر حول موضوع

القلب في القران

الحمد لله الذي خلق فسوى و قدر فهدى
الذي احسن كل شيء خلقه و بدا خلق الانسان من طين
اما بعد
يظن البعض ان القلب المادي هو اداة للتفكير

والحقيقة ان هذا تصور مشكل
وعلم الفيزيولوجيا هو العلم المهتم بدراسة الاعضاء
ولمعرفة دور كل عضو
نقوم بتدميره ثم نرى نتائج ذلك
و نستدل بالتالي على دوره
فلو دمرنا العين لفقد البصر فدل ان لها دورا في البصر
وهكذا مع كل عضو
وقد قال الجاحظ
ان العقل في الراس و دليله ان الانسان اذا ضرب راسه لا يعقل
هذا فهم حسن و منطقي

فالدماغ اذا هو مركز التفكير
وهو ايضا مركز الادراك

هذا ما تقوله التجربة
ونحن لا نكذب القران استنادا للتجربة
ولكن نقول ان الطبيعة صنع الله
و صنع الله لا يناقض قوله تعالى
فوجب التدبر في الطبيعة و القران معا

قال تعالى
و في انفسكم افلا تبصرون
قال تعالى
افلا يتدبرون القران ام على قلوب اقفالها

فتدبر القران واجب و ان فضل البعض الاكتفاء بالتقليد

ولقد تفطن الامام الغزالي رحمه الله ان القلب ليس المقصود به قطعة اللحم
فهذه موجودة عند البهائم
ولكن المقصود لطيفة خلقها الله تعالى و هي مرتبطة بالقلب الذي في الصدر

وهذا فهم صحيح عودنا على مثله الامام الغزالي
ولكن الامام جعل هذه اللطيفة اداة التفكير
وجعل الدماغ مستقبلا حسيا و مخزنا للمعلومات
وجعل التفكير و هو استخراج معرفة من معرفتين من خصوصيا هذه اللطيفة

ونقول
ان التفكير خاص بالدماغ حسب التجارب
و للقلب دور اخر لعل هذا البحث يقودنا باذن الله و هدايته لمعرفة جزء منه

قال تعالى
في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا
اي ان القلوب هنا مريضة فدل انه ليس يعني القلب المادي فالكثير من الكفار و المنافقين لا يعانون اي مرض مادي
و الله اعلم
قال رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم
ان قلب احدكم بين اصبعين من اصابع الرحمان يقلبه كيف يشاء

و من هنا نستدل انه ليس القلب المادي
لان الانسان اذا ارتد لا يصبح قلبه متجها لليمين بعد ان كان لليسار

يقول تعالى
ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع و هو شهيد
و في لسان العرب
والقَلْبُ: مُضْغةٌ من الفُؤَاد مُعَلَّقةٌ بالنِّياطِ. ابن سيده: القَلْبُ الفُؤَاد، مُذَكَّر، صَرَّح بذلك اللحياني، والجمع: أَقْلُبٌ وقُلوبٌ، الأُولى عن اللحياني. وقوله تعالى: نَزَلَ به الرُّوحُ الأَمِينُ على قَلْبك؛ قال الزجاج: معناه نَزَلَ به جبريلُ، عليه السلام، عليك، فَوَعاه قَلْبُك، وثَبَتَ فلا تَنْساه أَبداً. وقد يعبر بالقَلْبِ عن العَقْل، قال الفراءُ في قوله تعالى: إِن في ذلك لَذِكْرى لمن كان له قَلْبٌ؛ أَي عَقْلٌ. قال الفراءُ: وجائزٌ في العربية أَن تقولَ: ما لَكَ قَلْبٌ، وما قَلْبُك معك؛ تقول: ما عَقْلُكَ معكَ، وأَين ذَهَبَ قَلْبُك? أَي أَين ذهب عَقْلُكَ? وقال غيره: لمن كان له قَلْبٌ أَي تَفَهُّمٌ وتَدَبُّرٌ
والدليل ان الايه تتحدث عن العقل هنا
قوله تعالى
كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون

فهولاء ليس لهم قلب من جهة
وعلى قلوبهم الران وفيها مرض
فدل ان القلب في الايه الاولى يختلف عنه في الثانية
لان الغير موجود لا يمكن ان يكون عليه ران او مريض
والله اعلم

نستدل من هذا ان القلب يمكن ان يعني العقل
ويمكن ان يعني العضو المادي

و لكن قوله تعالى
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ

يتحدث عن قلب في الصدر
وعن عمى لهذا القلب

ونقول
انه كما قال الغزالي
يتحدث عن لطيفة
في هذا القلب الجسماني
وجائز في لغة العرب التعبير عن عاقل بمكانه
قال تعالى
واسال القرية التي كنا فيها و العير التي اقبلنا فيها

فعمى القلب الذي في الصدر إذا حقيقة
حيث إن ذكر الصدر يقطع علينا باب التأويل بالدماغ
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ
الحج46
ونلخص أن للقلب او الفواد معان ثلاثة
-القلب المادي الذي يضخ الدم
-القلب بمعنى العقل
-القلب الذي يصيبه العمى و هو في الصدر
ونقول ان الايه تتحدث عن عمى
فوجب علينا معرفة العمى اولا

تلتقط العين الاشارات الضوئية فتحولها الى اشارات كهربائية ترسل في عصب العين و تنتهي الى مركز الاسقاط البصري في الدماغ ثم يتعامل معها مركز الادراك البصري
فلو فسد ت العين كان العمى
ولوفسد العصب او مركز الاسقاط كان العمى ايضا
و لو فسد مركز الادراك يري الانسان صورا لا يفهمها

فهذا مفهوم العمى اذا
ويقول تعالى في سورة الناس
من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس

وروي عن النبي صلى الله عليه و اله و سلم
{إن للملك لمة، وإن للشيطان لمة، فلمة الملك تصديق بالحق ووعد بالخير، ولمة الشيطان تكذيب بالحق وإيعاد بالشر } الترمزي النسائي

الملك عليه السلام و الشيطان نعوذ بالله منه كلاهما من عالم الغيب
و الاية تقول ان الوسوسة في الصدر
اي في القلب الذي الصدر
و نقيس ان لمة الملك في الصدر
فهناك اذا اشارات من عالم الغيب
يلتقطها القلب الذي في الصدر
فيحولها الى اشارات يفهما الانسان و يدركها و هي الخواطر
فالقلب الذي في الصدر اذا يرسل هذه الاشارات الغيبية عبر مسالك غيبية الى الدماغ فتكون على شكل خواطر
هذه الخواطر اما ان يعمل فيها الانسان فكره فتصبح افكارا
واما ان يتجاهلها

اذا عمى القلب الذي في الصدر هو عجزه عن
-تلقي لمة الملك الواعد بالخير و المصدق بالحق
فلا يدركها الدماغ

وهذا القلب ايضا محل الايمان و الكفر
قال تعالى
فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام

ولهذا القلب طريقان
طريق من عالم الغيب كما بينا
وهو ايضا يتعامل مع عالم الشهاده
و هذا واضح في قوله تعالى
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ
فقد تحدث عن القلب الذي يعقل و هذا بمعنى التفكر و التدبر
و تحدث عن الاذن و هي اداة في السمع و ادراك الاصوات التي تحمل المعلومات
ثم تحدث عن القلب الذي في الصدر و هو مقر الايمان
فيمكن لهذا القلب ايضا ان يعمى عن تحويل النتائج العقلية المنطقية الى ايمان كما تعجز العين عن تحويل الضوئيات الى سياله عصبية
وكما ان الصورة يمكن ان توجد بدون عين
حيث يتم ايجاد الاشارة العصبية مباشرة في مركز الابصار
كما يحدث مثلا في المنام
فان الايمان يمكن ايضا ان يوجد في القلب مباشرة دون سبب من عالم الغيب او الشهاده
فالله يخلقه في الانسان
مومنا بفطرته
يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام (مامن مولود إلا يولد على الفطره فيهودانه آبائه أو ينصرانه أو يمجسانه

وبالمثال يتضح المقال
فالذي يرى عيسى صلوات الله و سلامه عليه يحيي ميتا
فيفكر قائلا ان هذه الافعال لا يقوم بها الا الله
فهو صادق اذا في ما ادعاه ان الله ارسله
هذه المعلومة التي توصل اليها العقل
المفروض ان القلب الذي في الصدر سيحولها الى ايمان لو كان سليما
ولكن هناك من في قلبه مرض فلا يستطيع تحويل هذه المعلومات الى ايمان

وبالمثل
يمكن للانسان ان يمر امام منظر سماوي بديع
فتاتيه لمة الملك بان يتدبر
فيرى قلبه هذه اللمة و يحولها الى خاطر
فيعمل اداة الفكر اي الدماغ فيه

اما الغافل الذي حجب قلبه
فلا ياتيه الا وساوس الشيطان
ولا يحول قلبه استنتاجاته العقلية الى ايمان
فهو اعمى عن ادراك ما ياتي من عالم الغيب و من عالم الشهادة
نسال الله العافية و الهداية و نعوذ به من مرض القلوب و عماها

وخلاصة وجهة النظر
ان القلب ثلاثة انواع
-قلب مادي من لحم يضخ الدم-قلب بمعنى العقل و مجاله الخطا و الصواب و هو في الراس
لقوله تعالى
كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية
ناصية كاذبة خاطئة
والناصية مقدمة الراس
-قلب في الصدر و هو مناط بالكفر و الايمان وتلقي الاشارات من عالم الغيب
قال تعالى
اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان

فهذه الاية تتحدث عن تثبيت الذين امنوا عبر الملائكة
وتتحدث عن رعب الكفار يلقى في القلب
ويمكن ان يكون القلب الذي في الصدر حيث يجعلها الله تعالى تدرك اشارات من الملائكة تتحول الى افكار مرعبة في الدماغ تاثر على القلب ايضا عبر مادة الادرينالين
فالرعب هنا القي من عالم الغيب
او لعله القي من عالم الشهادة بعد وصول الفكر الى نتيجة حتمية ان هولاء المومنين المتوحيدن لا يمكن هزيمتهم فيكون القاء الرعب من عالم الشهادة
والله اعلم


و نواصل تطبيق وجهة النظر

قوله تعالى
واصبح فؤاد ام موسى فارغا ان كادت لتبدي به لو لا ان ربطنا على قلبها لتكون من المومنين

الفؤاد في هذه الايه هو العقل
فقد شغلت تفكيرها بموسى صلى الله عليه و سلم
و خافت عليه
فاستغل الشيطان هذا
فوسوس لها في قلبها الذي في الصدر
ولكن الله تعالى ربط على هذا القلب فلم يسمح للشيطان بالوسوسة بالاشارات الغيبية
ودعمها بتصديق الملك
فكانت نتيحة الربط على القلب ايمانها
و الله اعلم

قوله تعالى

و قالوا لو لا نزل عليه القران جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك و رتلناه ترتيلا
و لا ياتونك بمثل الا جئناك بالحق و احسن تفسيرا

الفؤاد هنا ان كان العقل لان النبي عليه الصلاة و السلام كان يقوم بجدال الكفار
و الجدال وسيلته التفكير و العقل
وكان القران ياتي بالبراهين
و تثبيت الفؤاد كي لا يحمل النبي عليه الصلاة و السلام هم البحث و استقصاء الححج كما يفعل علم الكلام
ولكن الله تكفل بالرد عبر نزول القران منجما مرتلا
ويمكن ان يكون الفواد الذي في الصدر
لانه كما قلنا ان القلب الذي في الصدر ان كان سليما تقبل الحجج العقلية و حولها الى ايمان
وقلبه عليه الصلاة و السلام اسلم قلب
والقران حججه قاطعة

و الله اعلم

قال تعالى
بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم وما يجحد باياتنا الا الظالمون
لا يعني هذا ان الصدر هو مركز الذاكرة
والدليل ان الكثير من الذين لم يوتوا العلم يحفظون القران
ولكن ايه يمكن ان تعني دليل
فهو يمكن ان يكون في ادمغة العلماء و غيرهم
ولكنه ايه في صدور الذين اوتوا العلم
اصحاب القلوب السليمة من العمى
التي يمكن ان تتدبر القران و تحوله الى ايمان
اما الظالمون فلا يصل الى صدورهم
اما لعطب في عقلهم الذي لا يقدم الاستنتاج الصحيح
او لعمى في صدورهم التي لا تحول المعلومات المنطقيه الى ايمان
والله اعلم
قال تعالى
افلا يتدبرون القران ام على قلوب اقفالها

هذه الاية تتحدث عن القلب الذي في الصدر
وهي سوال استنكاري عن سبب الكفر
فالكفر هو عدم وجود الايمان في القلب
وهذا اما لعدم استعمال الة التفكير و هي الدماغ
او ان هذه الالة يتم استعمالها و تاتي بنتائج صحيحة لكن القلوب مقفله لا تحول هذه النتائج الى ايمان
قال تعالى "قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فانهم لا يكذبونك و لكن الظالمين بايات الله يجحدون"
وهذه الاية تدلنا ان عقولهم وصلت الى انه صادق
و ان قلوبهم رفضت الايمان
والاية في سورة العلق تدل ان ناصيتهم و هي مركز اتخاذ القرار كاذبة و خاطئة
فدماغهم فكر فاستنتج انه صادق
و اتخذ قرارا بعدم التصديق
فدماغه اظهر ضد ما يعتقد
فهو اذا كاذب
و كذبه هذا قرار خاطئ لانه يظلم نفسه
والقلب الذي في الصدر اعمى مريض لم يحول تصديق الدماغ الى ايمان
فالدماغ مصدق و لكنه كاذب
و هو بذلك ارتكب خطا فهو خاطئ
والقلب محجوب عن ادراك الحق
بسبب
الكبر الذي اسقمه فاعماه
فالكبر و الحسد يقطعان الرابط الذي يربط بين الدماغ و القلب الذي في الصدر
ويحرمان الانسان من لمة الملك
نعوذ بالله من هذا الحال
والله اعلم

قال تعالى
ولقد ذرانا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون

القلب في هذه الاية قرن مع العين و الاذن
فكان دوره في الفقه هو دور العين في البصر و الاذن في السمع
و واضح ان الاية تتحدث عن ابصار ما يجعل الانسان يومن
و سمع ما يجعله يومن
و التفقه في ما يجعله يومن
وبما ان الانسان هو الذي بارادته اعرض عن سماع القران و عن رؤية الايات الكونية
فنستدل ان القلب هنا بمعنى العقل
لان الانسان يملك ظاهريا تسخيره في التفكر

ويمكن ايضا ان يكون يمعنى القلب الذي في الصدر
فكما ان العين تلتقط الصورة فتنقلها الى الدماغ ليتدبر فيها
والاذن تلتقط المعلومة الصوتية فتنقلها الى الدماغ فيتدبر فيها
فالقلب يمكن ان يلتقط اشارات غيبية من الملك تجعله يتدبر
فان تامل في عالم الحيوان مثلا
الهمه الملك ان يربط بين هذا التناسق و بين عظمة الله
وهذا فرق بين من يتامل للبحث العلمي
وبين من يتدبر في خلق السماوات و الارض
والله اعلم

اعتراضات

ربما يقول قائل
كيف تقول ان الايمان مركزه القلب الذي في الصدر و نحن نرى انسانا كان عاقلا فجن فكفر او تلفظ بالكفر

نقول
ان الانسان اذا كانت عينه سليمة و فسد مركز الابصار في الدماغ
فلن يرى شيئا رغم ان عينه سليمة
وبعد الموت سترى الروح في عالم البرزخ باسباب اخرى

كذلك فمن كان قلبه سليما بالايمان و يرى اشارات الملك الغيبية
ثم جن ففسد مركز الوعي و التفكير عنده بمرض عقلي
فهذا لا يعني ان الايمان قد نزع منه
ولكنه فقط لا يدركه
لان القلب الذي في الصدر يحول الاشارات الغيبية الى خواطر يتعامل معها الدماغ
وقد فسد الدماغ
فان مات ادرك ايمانه باسباب اخرى كما يدرك من عمي في الدنيا و عينه سليمة
والله اعلم

وقد يقال
لو ان انسان نزع قلبه و زرع له قلب انسان اخر هل يتغير ايمانه

لا اظن ذلك
فالقلب المادي الذي في الصدر هو فقط مجال لتلك اللطيفة التي تعمى
وهي من عالم الغيب
فلا يعدو الامر تغيير جمجمة بالنسبة للدماغ او مسكن بالنسبة لانسان
و الله اعلم

هل للقلب الذي في الصدر دور في المشاعر

لا اظن ذلك
بل اظن مركز المشاعر في الدماغ
ولكن المشاعر تاثر على القلب الجسماني
فاصبحت علاقة تلازمية
اذا حزن شعر بضيق في صدره
واذا سعد شعر بانشراح
و اذا خاف تسارعت دقات قلبه
والله اعلم

اين الروح في كل هذا
يقول تعالى
ويسالونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا
فلا نعلم عنها شيئا
وفي هذا الموضوع الحديث كان عن الالات
الة للتفكير و هي الدماغ
اله للبصر و هي العين
الة لادراك الاشارات الغيبية...
اما الروح فهي التي بخروجها تبطل كل هذه الالات
وتدخل عالما اخر تستغني فيه عنها
والله اعلم
كانت هذه مجرد خواطر و انا ارحب بنقدكم لكي نحسنها و نقلل فيها الاخطاء
والله يغفر لي زللي و يثيبني ان احسنت
فان اخطانا فمن انفسنا
وان احسنا فمنه سبحانه
كريم يعطي النعمة ثم يجزي عليه
والحمد لله رب العالمين
والصلاة و السلام على محمد و اله الطاهرين

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أخي ما ذكرته فيه نظر ظاهر، وخلاصة القول أن العقل له علاقة بالقلب والدماغ، فالقلب محله، والدماغ حافظته، وليس العقل هو أبعاض عضلة القلب، ولكنه مرتبط بالقلب ارتباط الحال بالمحل، وكما أن الطمأنينة والريب في القلب، فكذلك العقل.

ومثالهما كمثال المصباح الموصول بمولد للطاقة، فالنور في المصباح، ولكنه لا يعمل بدون مولد الطاقة، فكذلك العقل هو في القلب، ولكن لا يعمل العقل بدون اتصاله بالدماغ.

وقد كثر النقاش كثيرا في هذه المسألة في المنتدى فلتراجع تلك النقاشات في مواضعها هنا .

بارك الله فيك

والذي ذكرته يشبه ما قلت و لكن يختلف عنه

فخلاصة ما قلت ان القلب الذي في الصدر هو محل عين غيبية تتلقى اشارات غيبية من الملك و اخرى تتلقى اشارات غيبية من الشيطان

وكما ان العين تحول الاشارات الضوئية الى سيالة عصبية يفهمها الدماغ
فعين القلب الغيبية تتلقى الاشارات الغيبية و تحولها الى خواطر يفهمها الدماغ

فالعقل و التفكير و الوعي مرتبط بالدماغ و القلب الذي في الصدر هو محل الايمان و محل تلقي الاشارات الغيبية

وعماه اما يكون بعجزه عن تحويل اشارات الملك الغيبية الى خواطر في الدماغ
او لعجزه عن تحويل الاستنتاجات العقلية الى ايمان

اشكرك على مرورك اخي الحبيب

لا اخفي اسفي من وضع الموضوع في هذا القسم

ولكن ارجو ان يستفيد منه القراء