بارك الله فيك أستاذ حسام الدين حامد
لاحظ معي, فأنا لا أدعي أن النظرية السيكولوجية في تحليل التدافع بين الكنيسة و العلمانية كافية لفهم حقيقة ما حدث, بل قلت بشكل واضح أن الشبهات و الجهل و الهوى و غير ذلك من العوامل لعبت أيضا دورا مهما فيما حصل عند الطرفين, و هذا حدث مع الدين المؤسساتي الشيوعي في الاتحاد السوفيتي, و يمكن أن يحدث مع أي دين مؤسس, في واقع إجتماعي ثقافي متدهور تعلب فيه المؤسسة الدينية دوار معينا, مع العلم بوجود فوارق كبيرة تعود لطبيعة هذا أو ذاك الدين (كما بينت أعلاه), فليس من الضروري أن يحدث ذلك بالتساوي و بنفس التفاصيل و التأثير, إلا إذا كنت تريد أن تدعي أنه لا وجود لعالمانيين في العالم الاسلامي يدعون أن بلدانهم "تطبق" الإسلام (؟؟) و أن الحالة التي هم فيها هي بسبب هذا الدين المؤسساتي, نفس الشيء مع معتنقي الملل الأخرى و الإسلام الهوياتي الثقافي. من طبيعة الحال هذا موقف نفسي !!
اقتباس:
العقل الصحيح لا يمكن أن يحتم الإيمان بملةٍ فيها متناقضات لم تثبت ربانية مصدرها رأسًا، فكيف إذا ثبت أنّها ليست ربانية؟!
معك حق شرط أن يكون ردك هذا على كلام آخر غير ما قلت. فأنا لم أقل:
((بل العقل الصحيح يحتم عليك أن تؤمن بالنصرانية رغم التناقضات التي فيها على أساس رهان باسكال Pascal's Wager.))
بل قلت:
((بل العقل الصحيح يحتم عليك أن تؤمن بالنصرانية رغم التناقضات التي فيها ما دام أنك لم تسمع بما هو أحسن أو لم يصلك ما هو أحسن و هذا على أساس رهان باسكال Pascal's Wager.))
إذا كنت في مجتمع لا يعرف إلا النصرانية و الإلحاد, فالنصرانية أحسن.
مجتمع لا يعرف إلا نصرانية تقول ثالث ثلاثة, و نصرانية تقول الله واحد, و إلحاد, فالنصرانية الثانية أحسن.
ليس هناك مشكلة في الواحد و الواحد و الواحد واحد إذا وضعنا هذه أمام "ليس هناك رب"!!!!
لكن أن تضعها مع عقائد أخرى, فالميزان هنا يختلف!
أخي الحبيب
هناك فرق شاسع بين الربوبية deism و الحنيفية, أرجوك لا تخلط لي الأوراق. و هناك فرق بين الربوبية deism و الألوهية theism, فالألوهية ليست فيها إعتراف بالرب فقط, بل فيها نوع من الإعجاب بالرب أي فيها عبودية على مستويات مختلفة من حيث أشكال العبادة في تقديم الحمد للرب و تمجيده و تسبيحه.
و هل تجد أي عامل مشترك بين ربوبية توامس بين مثلا, و هذا الكلام (إذا صح عن زيد بن عمرو بن نفيل):
أربا واحــداً أم ألــف رب أدين إذا تقـســمت الامــور
عزلت اللات والعزى جمــيـعاً كذلك يفعل الجـلـد الـصـبور
فلا عزى أدين ولا ابنــتيها ولا صـنـمـي بني عـمـرو أزور
ولا غنما أديــن وكان ربـاً لنا في في الدهر إذ حلمي يسير
عجبت في الليــالي معـجبــاً تـوفي الأيـام يـعرفها البصير
بـأن الله قـد أفنى رجــــالا كـثـيراً كـان شــأنهم الفجور
وأبقــى آخــرين بــبر قوم فـيربـل مـنـهم الطفل الصغير
وبينا المرء يعثر ثاب يوما كـمـا تـروح الـغـصـن المطير
ولكن أعـبــد الـرحـمن ربى لـيـغـفـر ذنبي الرب الغفور
فتقوى الله ربكم احـفـظـوها متى مـا تحـفـظـوها لا تبوروا
ترى الأبرار دارهم جـنــان ولـلـكـفـار حـامـيـة سـعير
وخزي في الحياة وأن يمـوتـوا يـلاقـوا ما تضيق به الصدور
؟؟