تساؤل لطيف لابن القيم له صلة بالتطور.
قد لا يكون هذا التساؤل جديداً بالنسبة للبعض لا سيما مع تطور العلوم وتقدمها، إلا أن الشيء الجميل هو تفكير ابن القيم بهذه الطريقة قبل قرون عدة، والتي تنم عن تأمل عميق في الكائنات، فهو يقول رحمه الله عن مبدأ التنوع variation في البشر:"من أين للطبيعة هذا الاختلاف والفرق الحاصل في النوع الإنساني بين صورهم؟ فقل أن يرى اثنان متشابهان من كل وجه ، وذلك من أندر ما في العالم بخلاف أصناف الحيوان كالنعم والوحوش والطير وسائر الدواب ، فإنك ترى السرب من الظباء والثلة من الغنم والذود من الإبل و الصوار من البقر تتشابه حتى لا يفرق بين واحد منها وبين الآخر إلا بعد طول تأمل أو بعلامة ظاهرة ، والناس مختلفة صورهم وخلقتهم ، فلا يكاد اثنان منهم يجتمعان في صفة واحدة وخلقة واحدة بل ولا صوت واحد وحنجرة واحدة ".
[مفتاح دار السعادة: جــ2 / ص ، 734 ، ط. ابن حزم]