حل معادلة من الدرجة الأولى بين المؤمنين ، والماديين

(ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد)
-حسب الماديين ، ما ثَم إلا المحسوسات ، والعقل ليس غير مرآة لها ..وإذًا : لا يمكن إثبات وجود الله تعالى لأنه خارج الحس ..
-المؤمنون : غلط ، بل العقل يمكنه أن يتوصل إلى ما غيب عن حسه ، بما فيه من خاصة إدراكية استدلالية مركبة فيه من الله تعالى ، وأي احتمال آخر يلزم منه التناقض . وسأضرب مثلا بالمعادلة اليسيرة : س+1= 2 .

الماديون :
الحس يدرك أشكال: (س) و (+) و (1) و (=) و (2) وألوانها [فقط ]..وعلى حسب الماديين ..لا يمكن حل المعادلة إلا بالمرور على جميع الاحتمالات لـ(س)
وهذه الاحتمالات : لا نهائية ..إذن لا يمكن حلها إلا مصادفة بأن يتفق أن تكون آلة إنتاج الأرقام العشوائية أخرجت العدد (1) في أحد الاحتمالات ..ولكن أين المفر من معضلة :
-من أين جزم العقل بأن هذا الاحتمال هو الحق ؟
-ومن أين أدرك العقل أن الأعداد لا تنتهي وهو لم يمر عليها كلها ؟ ..

المؤمنون : أودع الله في العقل خاصة معرفة المجهول بدلالة المعلوم ..والمجهول هنا (س) ، والجواب هو بالقطع : س =2-1 =1، وليس هناك أي احتمال آخر ..لاستقلال العقل بقدرة على الاستدلال ، فليس هو مجرد مرآة تعكس الحس ..

إشكال وجوابه: : قد ينبري ملحد ليقول :الآلة الحاسبة تقوم بحساب هذه المعادلة وما هو أعقد منها ، وهذا دليل لنا ان المسألة مادية بحتة .
الجواب : العقل الذي صنع الآلة هو الذي وضع فيها أن هذا النمط من المعادلات يكون حله بطرح الحدود المجموعة إلى (س) من الطرف الآخر للمعادلة ..فهذه محاكاة لحاصل النتيجة الذهنية المستدل بها أساسا عبر خاصة العقل ، لا أن ما عملته الحاسبة في ذاته : هو نفس العملية العقلية ..فإذا عرفت هذا ، تبين أن إثبات الغيبيات كوجود الله تعالى وثبوت النبوة إنما يتوصل إليه من جنس هذا الطريق ..وزيادة ، فإذا كان ممكنا مثلا إثبات صدق النبي (ص) ، ثبتت بالنتيجة : صحة النبوة ..فثبت الإسلام ، والحمد لله رب العالمين