عصمة الله لمحمد صلى الله عليه وسلم من كل محاولات القتل

بسم الله الرحمن الرحيم
من برنامج علماء يشهدون
لقد تبين لكل من عاصر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه معصوم بالله -تعالى- من كل محاولات القتل، حتى إن الرجل ليأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- ليقتله، فيرجع إلى قومه مسلمًا داعيًا إلى الله.
يقول القرطبي في تفسير قوله تعالى {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} (المائدة 67) هذا دليل على نبوته -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن الله -عز وجل- أخبر أنه -صلى الله عليه وسلم- معصوم ، ومن ضمن -سبحانه- العصمة له فلا يجوز أن يكون قد ترك شيئًا مما أمره الله به .
وما كان رد النبي -صلى الله عليه وسلم- على محاولة عمير بن وهب إلا بقوله -صلى الله عليه وسلم-: " والله حائل بينك وبين ذلك " ولما أوحى الله للنبي -صلى الله عليه وسلم- بما كان ينوي عليه عمير بن وهب وأخبره النبي -صلى الله عليه وسلم- بما ينوي عليه تفصيلاً أسلم -رضي الله عنه-، ورجع إلى قومه مسلمًا داعيًا إلى الله -تعالى-. وما كان رد النبي -صلى الله عليه وسلم- على محاولة غورث بن الحارث الذي سلَّ السيف في وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأيقظه قائلاً من يمنعك مني؟ ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الله " فسقط السيف من يده، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم بعد أن أخذ السيف-: من يمنعك مني؟ (ثم من عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ) وخلى سبيله .
ولما انطلق سراقة بن مالك في إثر النبي -صلى الله عليه وسلم- ليقتله غاص فرسه في الرمال، وهو ينادي : يا محمد ادع الله لي، ولك أن أرد عنك الطلب (أي طلب قريش للنبي في هجرته) فلما دعا له الرسول -صلى الله عليه وسلم- عاد ليطلبه -صلى الله عليه وسلم- مرة أخرى حتى قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ارجع يا سراقة ولك سوارا كسرى" !!
وبعد سنين وسنين ، وخلالها أكرم الله سراقة -رضي الله عنه- بالإسلام ، وبعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ووفاة أبي بكر -رضي الله عنه- فتح الله بالمسلمين بلاد فارس، وأمكن للمسلمين كنوزها، ونادى عمر -رضي الله عنه-: أين سراقة بن مالك؟ أعطيه ما وعده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (الله أكبر) ارتجَّت بها أطراف المدينة من تكبير الناس. (1)
{ وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} ( يوسف: 21 )
وروى مسلم في صحيحه عندما أقسم أبو جهل باللات والعزى لئن رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي في الكعبة ليطأن على رقبته الشريفة ، ثم عندما أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي ليطأ على رقبته فما فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيْه، ويتقي بيده فقيل له: ما لك؟ ، قال: إن بيني وبينه خندقا من نار وهولاً وأجنحة ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم – بعد صلاته – "لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوًا عضوًا ".
{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ } (غافر: 51).

• وبعد ..
ليس أمام الذين يعقلون كلام الله إلا أن يعبدوا الله :
{وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ }.. نعم {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ }
{وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }
فلا نؤلِّه أو نتجه إلا لله تعالى، وكل معنى من معاني العبادة - مما علمنا ربنا سبحانه أنه عبادة – من دعاء ونذر وذبح أو احتكام في تحليل أو تحريم .. إلخ ، فلا نصرفه إلا لله ربنا خالقنا وخالق كل شيء.

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

ذكرنى موضوع عصمة الله لمحمد صلى الله عليه وسلم
بما قرأته من عصمة بولس الذى يسمونه بالرسول
مع الفارق الكبير
فقد عصم الله محمدا صلى الله عليه وسلم
وقتل الله بولس رغم ادعاءه بأن المسيح وهو الله فى زعمه قال له:
(منقذا إياك من الشعب ومن الأمم الذين أنا الآن أرسلك إليهم)
مصدر هذه العبارة الكاذبة (أعمال الرسل/26/17)
ولماذا هى كاذبة؟
لأن بولس مات مقتولا
فلم يعصمه الله من الشعب والأمم
ولم يعصمه المسيح من الشعب والأمم
ولو كان المسيح قال هذا لصدق قوله وعصمه الله
وهذه المقابلة المزعومة ترجع أهميتها
فى تكليف بولس المزعوم بالرسالة من المسيح الذى ادعى بولس ألوهيته
وأضل بلايين البشر
لمن كان له عقل ليدرك
وبصيرة ليبصر
وقلب سليم ليهتدى للحق

أعتذر لكسر القاعدة لأن هنا الحوار عن الإسلام
ولكن لا يقال ما قلته إلا إلى جانب ما قاله أخى أبو عبد الرحمن الشهرى
لبيان الفرق بين الحق والباطل
وهو تثبيت للحق فى الإسلام
وكشف للباطل عند أهل تعدد الأقانيم

جزاك الله خيرا أخي سيف الكلمة على المرور والمشاركة

عندى تساؤل حول هذه النقطة :

كيف نجمع بين عصمة الله للنبى وبين حادثة اليهودية التى وضعت السم للرسول فى الشاه ؟وقول بعض العلماء ان من اسباب موت النبى السم وبهذا مات الرسول شهيداً .

بسم الله الرجمن الرحيم
أشرك على مرورك ومشاركتك
ويجاب علي التسأل بمايلي:
يثير أعداء الإسلام شبهة بأن محمد صلى الله عليه وسلم بالسم .
وينقلون عن تفسير البيضاوى:
أنه لما فتحت خيبر واطمأن الناس سألت زينب بنت الحارس - وهى امرأة سلام بن مشكم (اليهودى) عن أى الشاة أحب إلى محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فقيل لها: إنه يحب الذراع لأنه أبعدها عن الأذى
فعمدت إلى عنزة لها فذبحتها ثم عمدت إلى سمّ لا يلبث أن يقتل لساعته فسمَّت به الشاة ، وذهبت بها جارية لها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقالت له: يا محمد هذه هدية أهديها إليك.
وتناول محمد الذراع فنهش منها.. فقال صلى الله عليه وسلم: ارفعوا أيديكم فإن هذه الذراع والكتف تخبرنى بأنها مسمومة ؛ ثم سار إلى اليهودية فسألها لم فعلت ذلك ؟ قالت: نلت من قومى ما نلت …
وكان ذلك بعد فتح " خيبر " أحد أكبر حصون اليهود فى المدينة وأنه صلى الله عليه وسلم قد عفا عنها.
ثم يفصحون عن تفسير البيضاوى: أنه صلى الله عليه وسلم لما اقترب موته قال لعائشة ـ رضى الله عنها ـ يا عائشة هذا أوان انقطاع أبهرى (1).
فليس فى موته صلى الله عليه وسلم بعد سنوات متأثرًا بذلك السُّم إلا أن جمع الله له بين الحسنيين ، أنه لم يسلط عليه من يقتله مباشرة وعصمه من الناس وأيضًا كتب له النجاة من كيد الكائدين وكذلك كتب له الشهادة ليكتب مع الشهداء عند ربهم وما أعظم أجر الشهيد.
وأيضًا.. لا شك أن عدم موته بالسم فور أكله للشاة المسمومة وحياته بعد ذلك سنوات يُعد معجزة من معجزاته ، وعَلَمًا من أعلام نبوته يبرهن على صدقه ، وعلى أنه رسول من عند الله حقًا ويقينًا.
وقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يموت فى الأجل الذى أجله له رغم تأثره بالسم من لحظة أكله للشاة
المسمومة حتى موته بعد ذلك بسنوات.
ـــــــــــــــــ
(1) الأبهران عرقان متصلان بالقلب وإذا قطعا كانت الوفاة.

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

الحمى مرض يصيب البشر
وقد مات صلى الله عليه وسلم بالحمى
البيضاوى لم يحقق كل ما جاء به
ولا يؤخذ منه على علاته

لم يقل محمد صلى الله عليه وسلم أن السم سيتسبب فى موته
وإنما هى اجتهادات من بعض المصاحبين له
قد تصيب وقد تخطىء

لم يعرف أن سما قتل رجلا بعد تناوله بعدة سنوات
والعقل يرفض ذلك

كان مع محمد صحابيا قتل بسم الشاة لأنه أكل قبل إخبار الكتف للرسول بأنها مسمومة

هناك رواية أخرى بأن الرسول صلى الله عليه وسلم مج ما بفمه بعد إخبار كتف الشاة له

قالت اليهودية فى ردها على الرسول ما معناه قلت إن كنت نبيا فسيحفظك الله وإن كنت كاذبا أراحنا الله منك

اقتص منها محمد صلى الله عليه وسلم بقتلها للصحابى وليس بمحاولتها قتله

لا أستطيع القول بأن محمدا صلى الله عليه وسلم مات مسموما
لتعارض ذلك مع وقت موته وفعل السم الشديد
وتعارضه مع ما علمناه من مرض موته
ولتعارضه مع النص القرآنى بعصمة محمد من الناس
والقرآن حق
والبيضاوى لا يعول عليه فى تحقيق الأخبار
والله أعلم

بسم الله الرحمن الرحيم
اخي سيف الكلمة جزاك الله خيرا على المشاركة والتفاعل وأنا احترم رأيك .
ولكن موت الرسول صلى الله عليه وسلم بالسم ثابت بأحديث صحيحة .
ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول في مرضه الذي مات فيه: ”يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر , فهذا أوان وجدت انقطاع أبْهَري من ذلك السم“.
وقد عاش صلّى الله عليه وسلّم بعد أكله من الشاة المسمومة بخيبر ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي قُبض فيه وقد ذُكِرَ أن المرأة التي أعطته الشاة المسمومة أسلمت حينما قالت: من أخبرك؛ فأخبر صلّى الله عليه وسلّم أن الشاة المسمومة أخبرته, وأسلمت وعفى عنها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أولاً ثم قتلها بعد ذلك قصاصاً ببشر بن البراءة بعد أن مات رضي الله عنه وقد ثبت الحديث متصلاً أن سبب موته صلّى الله عليه وسلّم هو السم, فعن أبي سلمة قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقبل ولا يأكل الصدقة فأهدت له يهودية بخيبر شاة مصلية سمَّتها, فأكل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منها وأكل القول فقال: ”ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها مسمومة“ فمات بشر بن البراء معرور الأنصاري, فأرسل إلى اليهودية: ”ما حملك على الذي صنعت“؟ قالت: إن كنت نبيّاً لم يضرك الذي صنعت, وإن كنت ملكاً أرحت الناس منك ”فأمر بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقتلت“ ثم قال في وجعه الذي مات فيه: ”ما زلت أجد من الأكلة التي أكلت بخيبر فهذا أوان انقطاع أبهري“ . وقالت أم بشر للنبي صلّى الله عليه وسلّم في مرضه الذي مات فيه: ما يتهم بك يا رسول الله؟ فإني لا أتهم بابني إلا الشاة المسمومة التي أكل معك بخيبر. وفي سنن أبي داوود وحسنه الألباني قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: ”وأنا لا أنهم بنفسي إلا ذلك فهذا أوان انقطاع أبهري“ .
وقد جزم ابن كثير رحمه الله تعالى في البداية والنهاية أن النبي صلّى الله عليه وسلّم مات شهيداً, ونقل: ”وإن كان المسلمون ليرون أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مات شهيداً مع ما أكرمه الله به من النبوة“( ).

وهذا ليس فيه ما يقدح في عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم من القتل وأما كونك تعتبرأن العقل يرفض أن يموت شخص بعد عدة سنوات فإن هذا يد على أنه معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم .

اخى ابو عبد الرحمن الشهرى واخى سيف الكلمة شكرا على توضيحكما ولو انى اميل الى راى اخونا ابو عبد الرحمن . فنقطة اعتراض الاخ سيف الكلمة كما قال : لم يعرف أن سما قتل رجلا بعد تناوله بعدة سنوات
والعقل يرفض ذلك .
ولى تعقيب لو سمح لى الاخ سيف وهو اننا لا نحاكم هذه الاخبار بالعقل طالما ثبتت بالنقل ###.
ويجب ايضا الا نقارن بين ما يتعرض له البشر وما يتعرض له الانبياء فشتان بين الاثنين
والله اعلم .
الأخ الفاضل بلال وهل يناقض العقل الصريح النقل الصحيح
متابعة إشرافية
مشرف 1

أشكرك أخي بلال على المرور والمشاركة
وأشكر أخينا سيف الكلمة أيضا فإن مداخلتكما أثرت الموضوع وأوضحت جوانب فيه بسب تعدد الأراء وكلنا يطلب الحق حفظكما الله جميعا .

مشرفنا الفاضل لم اقصد ان العقل يخالف النقل ولكن مقصدى ان بعض الامور التى وردت الينا نقليا من معجزات وافعال لله هى مدهشة وغريبة ولكن هذا لم يجعلها مستحيلة فما يحدث وقت المعجزة هو مخالف لكل نواميس الكون ولهذا اقول للزميل الا يقيس ما حدث مع النبى بما يحدث مع اى فرد اخر
هذا هو مقصدى واعتذر اليك لو ان فى كلامى ما لمح عكس ذلك ولو انى مخطىء فارجو توجيهى
والله اعلم

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين

أخى أبا عبد الرحمن
سكر الله لك
أعترف بقصورى فى عدم تعلم القدر الكافى من الحديث وعلوم الحديث
وأحاول مؤخرا قدر المستطاع سد هذا النقص عندى
وجزاك الله خيرا
حاولت الفهم من خلال تطبيق قاعدة معلومة لى
من خلال حديث للرسول صلى الله عليه وسلم بترك ما تعارض مع نص من القرآن
ورأيت تعارضا مع النص بالعصمة من الناس والقتل بيد واحدة منهم
ولم أر فى النص أى استثناء
فتركت ما عدا ذلك
وما زلت مستريحا لذلك
قد أكون غير موفق فى الفهم
وقد أكون على صواب
وأتقبل المزيد من الإيضاح
عن متى يكون للحديث تفضيل على نص قرآنى إن كان هذا ممكنا
ما قلتم به يمكن قبوله لو كان فى النص مواربة لم أنتبه إليها
الإستفسار مطروح لأهل العلم بعلوم الحديث
بغرض التعلم أو التأييد
جزاكم الله خيرا