أسهل ما علي أن أجيبك، وأن أطلب من الإدارة بقية موضوعك فأجيبك عليه وأضع لك الجواب، بل ستجد أن معظم ما جئت به قد سبق جوابه هنا في المنتدى، لكن القضية في طريقة تناولك للأمور، وليس في طريقة عرضها .. ولذلك لا أستعجل الجواب بقدر ما أحاول تسليط الضوء على الخلل في التلقي لديك لعلك تلاحظه فتتعاهده بالإصلاح!
فأنت مثلًا عندما ذكرت أنهم يقولون إن أبقراط قال كذا، رددت عليك، ولم أطلب منك مصدرًا لكلام أبقراط ولم أعنتك بإثبات حدوث الاقتباس، لأنك كنت سائلًا، لكن عندما تقول إن الجنين يتحدد جنسه عند 49 يومًا، عندها أسألك عن المصدر، وأنت عندها مطالب بذكر المصدر العلمي حتى لو كنت سائلًا، فلعلك تلاحظ الفرق بين الأمرين، وتعي أن المسألة ليست مناظرة بقدر ما هي أبجديات التواصل!
ولعلك تلاحظ أيضًا أنه بطريقتك هذه يستحيل أن تثبت حقًّا أو تنفي باطلًا، في أية قضية وفي أي مجال وفي أي علم وفي أي بحث، فعندما أقول لك (تتحدد ذكورة الجنين من أنوثته بعد الأسبوع السادس)، فلا تفهم من هذه العبارة أنني أقول إن تمايز الجنس يكون بعد الأسبوع السادس، بل تفهم منها أنني اقتبست من أبقراط، لأن أبقراط ذكر في طيات معلومة خطأ رقم 42، وتفهم أنني لا أقصد تحديد جنس المولود، فماذا أقول لك لتفهم أني أتكلم عن معلومة طبية ثابتة؟!!! وعلى هذا النهج فإن أي كلام يكون مقتبسًا عن أخطاء الأقدمين لأنهم – بالتأكيد – استعملوا ألفاظًا مثل التي نستعملها!!
وها أنت ترى أنك تدفعنا إلى العبث، بطرح مزيد من القضايا بينما القضية السابقة مازلت فيها على نفس قولك لم تغير شيئًا، وعندما أقول لك إن أبقراط يتكلم عن تكون الأطراف، ويفرق بين الذكر والأنثى في ذلك، ويجعل تمام ذلك في الأنثى 42 يومًا، وفي الذكر 30 يومًا، وكل هذا الكلام خطأ، تجعل هذا مثل قول من يقول إنه لا تتحدد الذكورة والأنوثة إلا بعد 42 يومًا!! فإن كان هذا منطقك في تناول الأمور فما معنى أن تنتظر جوابًا لن يستعصي عليك من خلال طريقتك الغريبة أن تحوله إلى شبهة هو الآخر!!
إن نظرة أبقراط للأجنة نظرة مختلفة تمامًا عما ورد في الشرع وفي علم الأجنة الحديث، وليس هذا موضع التفصيل لكن لننظر إلى هذه القضية بعينها!
أبقراط يتكلم عن تكون الأطراف والنبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر تكون الأطراف..
أبقراط يتكلم عن ذكر وأنثى في الأسابيع الست الأولى والنبي صلى الله عليه وسلم يقول الفرق بين الذكر والأنثى يكون بعد ستة أسابيع.
أبقراط يجعل تكون الأطراف بعد 42 يومًا في الأنثى و30 يومًا في الذكر .. والنبي صلى الله عليه وسلم لم يأت على ذكر الأطراف أصلًا، والذي ذكر حدوثه بعد 42 يومًا لا يفرق فيه بين ذكر وأنثى.
أبقراط يذكر رقم 42 فتجعل ذلك حجة على أن النبي صلى الله عليه وسلم اقتبس منه!!
ألا ترى أن هذا الذي تقوله من التكلف والتحكم والإصرار على الباطل لا غير؟!!
الخلاصة : هل تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم اقتبس من أبقراط؟؟ وما دليلك في هذا القول إن كنت تقول به؟؟ فإن لم تكن تقول بحدوث الاقتباس أجبتك عن باقي ما طرحت.