السلام على من إتبع الهدى
أما بعد ، فيظهر أن منتدى التوحيد ، منتدى أسود الحق و حراس العقيدة قد أصبح محط رحال بعض رفاق الثورة المغدورة ، و بما أن أسود الحق قد زأروا في وجوهم زأرة جعلتهم يفرون و يدورون حول أنفسهم ، و بيان ذلك أن أهل الحق لم يستقبلوهم بالورود و القبلات ، بل بالحجج الماحقة الساحقة ، و لكن الرفاق لم يستطيعوا أن يدخلوا في أي تحدي أو أن يجيبوا عن أي سؤال ، فكلام الإخوة كالدكتور أبو مريم ، الدكتور ناصر التوحيد ، عبد الواحد .... كلام أقوى من أن تتحمله ثقافة هؤلاء ، و لذلك ، سآخذ الإذن من أساتذتي الكرام و إخوتي في الله ، و أخاطب الرفاق بكلام يفهمونه على قدر عقولهم ، يعني هذا تحدي من إنسان بسيط لإنسان ( أو لنقل قرد متطور للدقة العلمية ) بسيط ، و هذا التحدي بسيط جدا ، بل حتى الطفل يفهمه ، فلا مندوحة عن الإجابة ، و الله الهادي إلى سبيل الرشاد
تمهيد :
و هذا التمهيد لازم ، حتى يعرف القارئ الكريم قيمة قوانين الديالكتيك في بناء الماركسية ، فالحكم فرع عن التصور ، لذلك سأحاول أن أعطي تصور و لو بسيط ، حتى يكون الحكم سديدا ، فمن لا يعرف الديالكتيك أو علاقته بالماركسية ، يستوي عنده نفي كلامي و إثباته
من المعلوم بداية أن أركان الديالكتيك و قوانينه ، قد وضعت على يد الفيلسوف المثالي " هيغل " ، و قد جاء على إثره " ماركس " ليزاوج بين ديالكتيك " هيغل " و مادية " فيورباخ " ، فأسس ما يعتبره فلسفة علمية و سماها بعد ذلك : المادية الجدلية
أي أن المادية الجدلية هي أساس الماركسية ، فالماركسية قائمة على المادية الجدلية ، لتأسس مقولاتها الخاصة بها ، فالماركسية أعم من المادية الجدلية ، و لكن بدون مادية جدلية لا يمكننا الحديث عن ماركسية
و تعتبر الماركسية قوانين المادية الجدلية أهم القوانين في هذا الكون لتفسيره و بالتالي لتغييره على ضوء هذه القوانين ، فهذه القوانين على زعمها هي أساس كل القوانين العلمية ، و هي ترى أن هذه القوانين قد أكتشفت على يد " هيغل " ( و لو أنها إعتبرته قد وضع الديالكتيك منكسا على رأسه ) ، والماركسية لا تعتبر أن هذه القوانين إختراع ، بل هي قوانين موجودة قبل أن يوجد الإنسان أي الوعي ، فهي إكتشاف و ليست إختراع و بينهما فرق كبير ، و إلا لألزمناهم بالقول أن المادة لم تكن خاضعة لقوانين الديالكتيك قبل " هيغل " ، و هذه لا يقولها ماركسي يعي ما يقول
تمهيد للإشكالية :
بداية ، سأبدأ بطرح الموضوع حبة حبة ، يعني من بداية البداية ، حتى نقطع تعلل المعترضين
و لذلك سأسأل الشيوعي : هل قوانين المادية الجدلية ، موجودة أم لا ؟؟؟؟
فإن قال لا ، فقد هدم مذهبه ، و إعترف بعدم وجود قوانين المادية الجدلية ، و بالتالي هدم ماركسيته
و لا بد من قول نعم ، و بالتالي إذا كانت موجودة ، فحسب الماركسية ستكون هذه القوانين إما مادة أو نتاج مادة ، يعني فكرة
لأن البديهية الماركسية تقول لا يوجد سوى مادة أو نتاج مادة ، أي فكر ، أي لا يوجد في الكون الآن سوى مادة و فكر ، أو المادة و الوعي ، واحد معطى أول و آخر معطى ثاني نتاج الأول
و من يخالف هذه البديهية الماركسية ، فهو مخالف لكل الماركسية ، لأن هذا الأساس أي مادية الكون ، أي أن الكون فيه الآن مادة و فكر نتاج المادة ، يترتب عليه باقي مستلزمات الماركسية ، و إلا لو سلمنا جدلا ببطلان هذا الأساس ، لاضطربت كل الماركسية ، فما بني على باطل فهو باطل
و كمثال بسيط ، فإن تفسيرات ماركس للإقتصاد و الوعي و الطبقية و حتمية الشيوعية ، ستنهار ، لأن ما بناه ماركس قائم ، على نفي أي شيء موجود بخلاف المادة و الفكر ، و إلا لأمكننا التفسير من جديد بإدخال عوامل أخرى غفل عنها ماركس ، و لن نضطر للحديث عن حتمية ، و عن وعي عبارة عن إنعكاس للواقع فقط....
يعني سنتجاوز تفسيرات الماركسية من أساسها !!!!!!!!!!!!
هذا مع التنبيه ، على أن تحطيم هذا الأساس يبطل الماركسية تباعا ، و لا يبطل لوازمها ، طبقا للقاعدة العقلية التي تقول : عدم اللازم الحقيقي يلزم منه عدم الملزوم ، و لكن عدم الملزوم لا يلزم منه عدم اللازم ، يعني سسنسف الماركسية كبناء ، لكن مستلزماتها تناقش واحدة واحدة ، فلا يلزم من بطلان الماركسية بطلان مقولاتها و مستلزماتها
الإشكالية الأصلية :
و الآن سننتقل للب الموضوع و قلب التحدي ، و سنسأل السؤال المعجز للماركسيين أولهم عن آخرهم : هل قوانين الديالكتيك مادة أم فكرة ؟؟؟
و لكي نبسط القضية ، و لكي لا نجد إجابات متهورة هنا و هناك ، سأبسط القضية ، و أطرح فروض و إحتمالات للإجابة ، مع التنويه على أنها ليست مصادرات ، فمن يملك خلاف هذا فليتقدم :
الفرض الأول : أن تكون القوانين فكرة
و هذا إحتمال لا يقول به عاقل ، لأن الفكرة حسب نفس القوانين ، أي قوانين الديالكتيك ، نتاج المادة المحكومة بهذه القوانين ، أي أن قوانين وحدة و صراع الأضداد ، التراكم الكمي يأدي إلى تغير نوعي و قانون نفي النفي ، هي التي تأدي لوجود الفكر ، فالتناقض الموجود في صلب المادة ، هو الباعث على التطور ، و لكن هذا التطور ، لا يتم بطريقة إعتباطية ، بل مضبوط بقوانين ، هي قوانين الديالكتيك ، فكيف يكون نتاج هذه القوانين فكرة ؟؟؟ و في نفس الوقت هذا النتاج أي الفكر هو نفس هذه القوانين التي أدت لإنتاج نفسه ، و هذا تناقض مبين ، لا يحيده ، سوى أن يقول الماركسي : أن قوانين الديالكتيك فكرة على شرط أن تكون هذه الفكرة موجودة من غير مادة ، أي ليست نتاج مادة !!
و بالتالي خالف الماركسية من أوسع الأبواب ، و لا وجود لهروب من هذا الإلزام
و تبسيط ذلك أن نسأل كيف نتجت هذه القوانين التي فرضنا أنها فكرة أو أفكار ؟؟؟
أي ماهي القوانين التي جعلت هذه الفكرة ( قوانين الديالكتيك في هذه الحالة ) تنتج من المادة ؟؟؟
و إن لم تنتج هذه الفكرة من المادة ، فنتيجة ماذا إذا ؟؟؟؟
و بالتالي القول بأن هذه القوانين فكرة أو أفكار إحتمال متناقض ، لأن الفكرة نتاج مادة ، و هذا النتاج يكون وفق آلية معينة هي قوانين الديالكتيك
يعني ، لا بد أن نقول أن قوانين الديالكتيك سابقة على الفكرة الناتجة ، و إلا لما وجد لدينا أفكار أصلا
و كما قلت هذا الإحتمال بعيد ، و يأدي للتناقض ، لأن القانون سيكون موجود و غير موجود في نفس اللحظة
و توضيح ذلك :
القانون موجود في لحظة تفاعل المادة لإنتاج الفكر
و في نفس الوقت الفكر ( الذي هو القانون في هذه الحالة ) لم يوجد بعد
أي أن المادة تخضع للقانون ، الموجود حاليا ، لتنتج الفكرة ، الموجودة لاحقا ، فلو كان القانون فكرة ، لكان موجودا و غير موجود في نفس اللحظة ، و هذا تناقض
أي أن نجمع نفي و إثبات في نفس الجملة مع مراعاة جميع المتغيرات البعدية
و لا يوجد تحييد لهذا التناقض ، إلا بمخالفة الماركسية رأسا ، أي أن تقول أن القانون فكرة و لكنه ليس نتاج مادة ، و هذا خرط القتاد
الفرض الثاني : أن تكون القوانين هي نفسها مادة
و هذا إحتمال بعيد كذلك ، لأن المادة مضبوطة بهذه القوانين لتوجه عملية التطور الناتج عن التناقض ، و بالتالي لو كانت القوانين هي مادة ، فمن يضبط من ؟؟؟؟
أي أن القانون لو كان مادة ، فمن يضبط هذه المادة بقوانين أخرى ؟؟؟ لأن المادة لا بد أن تكون محكومة بقوانين كما تنص الماركسية ، و إلا لما وجد شيء آخر بخلاف المادة الأولى ، لأن المادة في تطور دائم ، فلا بد إذا من وجود قوانين ، و خلاف هذا غير معقول
و القول بأن القوانين مادة يأدي للتسلسل ، لأننا سنسأل دائما ماهي القوانين التي تضبط هذه المادة ؟؟؟ فإن قلت قوانين أخرى ، سأقول لك وماهي هذه القوانين ، و ستضطر للقول بأنها مادة أخرى و هكذا ......
يتسلسل الأمر ، و نقع في محال عقلي ، لأن التسلسل ممتنع ، لأننا سنصل لنتيجة مفادها عدم وجود قوانين لو أصررنا على إعتبار القانون مادة ، و لكن الماركسية تقول بوجود القوانين
يعني نحن ملزمون بالإعتراف بوجود قانون ليس بمادة ، و إلا سقطنا في التسلسل ، و نفينا وجود القانون كنتيجة للتسلسل
و هذا إحتمال مرفوض ماركسيا ، لأن الماركسية تقول قوانين تطور المادة ، فتفصل بين المادة و قوانينها ، و إلا لكان من العبث الحديث عن قوانين تضبط تطور المادة ، و نقول من ناحية أخرى أن هذه القوانين مادة ، و سينتج عندنا تناقض لأن الفاعل سيكون هو الفعل في نفس الوقت ، أي أن القوانين هي التي توجه عملية تطور المادة من ناحية ، و هي مادة من ناحية أخرى ، و سيذهب مذهب الهوية في البحر ، أي أن يكون الشيء غيره لا نفسه
و على كل حال لا يقول هذا الفرض ماركسي ، لأن الماركسية تميز بين المادة و قوانينها ، فتفصل بينهما في كتاباتها ، و إلا لكان تفريقها بين المادة و قوانينها ، كلام فارغ
و لذلك سننتقل من هذه النتيجة إلى الإحتمال الثالث ، الذي هو خروج من مأزق الإحتمال الثاني ، أي أن نقول القوانين مادة و لكن متطورة ، و ليست المادة التي تحدثنا عنها في الفرض الثاني ، المعطى الأول ، و لكن هذا الإحتمال يوقعنا في تناقض الإحتمال الأول ، لأن هذه المادة هي نتاج المادة الأولى ، و سنناقشها بالتفصيل أسفله
الفرض الثالث : و هو أن القوانين ، ليست مادة و ليست فكرة ، أي هي شيء آخر و لكنها مادية في الأخير ، أي هي نتاج مادة
و هذا الفرض الوحيد الذي يمكن أن يتعلق به الشيوعي و سأقوم بنسفه كما ترون
إن القول بأن القوانين نتاج مادة يفتح التسائل التالي : كيف نتجت هذه القوانين ، أي ماهي القوانين التي إستعملت لتعطينا المادة قوانين الديالكتيك ؟؟؟
و لا بد من الإقرار بوجود قوانين قبل المادة لكي تحكم المادة ، فيستحيل أن تكون القوانين نتاج مادة من ناحية ، و من ناحية أخرى تكون هي الموجهة و الضابطة لتطور المادة ، لأننا نقع في التناقض ، لأن القوانين ستكون نتاج و ضابطة في وقت واحد ، فقبل أن تنتج هذه القوانين ، ماذا يحكم تطور المادة ؟؟ أي أننا لو فرضنا المادة معطى أول ، لبقيت هكذا دون أن تتطور ، و لكن الماركسية تقول أن المادة تتطور منذ الأزل ، و لكن المشكل العويص هو كيف نشأت هذه القوانين ؟؟
فلا بد أن تكون سابقة و مغايرة للمادة و إلا لوقعنا في التناقض
و كما قلت ، هذا الفرض يوقعنا في تناقض الفرض الأول ، لأن الفكر نتاج المادة ، فكل ما يكون نتاج المادة يكون محكوما بالنتيجة التي وصلنا إليها في الفكر
الخلاصة :
الشيوعي ملزم بالإجابة عن السؤال : هل قوانين الديالكتيك مادة أم فكرة ؟؟؟؟
و عليه فإما أن يختار أحد الأجوبة التي إقترحتها ، أو أن يأتينا بفروض أخرى ، لكي لا يتهمنا بالمصادرات
هذا إلزامي و أنا أتحدى ، لاحظ يا شيوعي أتحدى ، أن تأتيني بجواب على كلامي
و هذا الإلزام ، لم أدخل فيه أي من العناصر التي لا يسلم معي بها الشيوعي ، نتاج ، مادة ، فكرة ، مادية ، ديالكتيك ، قوانين الديالكتيك ....
و لاحظوا أيها الرفاق أني لم أستعمل أيا من القوانين العلمية ، بل قوانين الديالكتيك فقط ، و ذلك حتى أقطع عليكم أي تعلل ، فقد جربت الحديث معكم ، و لاحظت أن الكثير منكم لا يعرف معنى قوانين علمية ، و كأني أحدثه عن الباذنجان ، و بالتالي هذه قوانين الديالكتيك أمامكم ، فإن رفضتموها رفضتم ماركسيتكم تباعا ، و لا إنفكاك لهذا اللزوم
و أرى أنه من الأجدر أن يقوم الرفيق " النجم الأحمر " بالرد فهو الذي دخل متحديا ، أو كما قال في منتداهم ، سيعرف بالفكر التقدمي أي الشيوعية ، و سينقد الرجعية ، و أنا يا رفيق لا أطلب منك نقد ما تسميه الرجعية ، أنا فقط أطالبك بتوضيح هذه المشكلة ، فمن غير المعقول أن تأتي لكي تعرفنا بفكرك ( و كأنك تعرفه أكثر منا ) و لا توضح لنا الإشكالات التي تعترض أفهامنا الضيقة ، فرد علينا و جد علينا بشرح و لا تتأخر
أفلست أنت الذي قلت أنك متواجد على المسنجر خمس ساعات في اليوم لتجيب عن أسئلة الرفاق حول الشيوعية ؟؟؟
فنحن بإنتظاركم ، و إن عدتم عدنا
ماشي ؟؟؟
ملاحظة :
الرد من قبل أي رفيق يكون بعد القراءة ، لا كما عودتمونا ، فرجاء أخير كلام علمي مفهوم و دعونا من الرغي بدون فائدة
1ـ يعني يمكن للرفيق أن يجيب بالطريقة التالية : قوانين المادية الجدلية هي مادة و ذلك لأن ....................
2ـ أو يقول : قوانين المادية الجدلية هي فكرة و ذلك لأن.............
3ـ أو أن يختار الصياغة التالية : قوانين المادية الجدلية شيء آخر و لكنها نتاج مادة ، و ليست نتاج شيء آخر، و توضيح ذلك أن ..........
4ـ أو أن تختار الطريقة السهلة : لا أعرف الإجابة و ليست قوانين الماركسية سوى تحكمات بشرية ، و لذلك تكون المفاهيم غير مكتملة أو غير دقيقة ، و ماركس أو هيغل ماهو إلا بشر ........
فهذا الخطأ ليس نهاية الدنيا و لا يأثر في مضمون الماركسية
و هنا سأسأل السؤال البريء التالي : هل ستقوم للماركسية قائمة بعد نسف القوانين التي تقوم عليها ؟؟؟؟؟
ركزوا ركزوا و لا تتسرعوا ، المهم جواب على كلامي لا على كلام الجيران ، و لا تحاولوا الهروب بتعللات واهية
و ليكن في علمكم أن الموضوع سأنقله بعد ذلك لمنتداكم ، فإن تجاهلتموه هنا فلن تقدروا على ذلك هناك ، هناك يا رفاق الثورة المغدورة ، هناك............
اللهم بك أصول و أجول
Bookmarks