من الشك الي اليقين
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم
اما بعد:
الكفر ملل ونحل, فلسفات ومناهج ,دساتير وعقائد يدين بها افراد ودول وجماعات وكله عبارة عن مصادمة للعقول السليمة والفطر المستقيمة والوحي المنزل علي خاتم الانبياء والمرسلين صلي الله عليه وسلم وكم مرة قرأنا عن اسلام يهودي او نصراني او ملحد او شيوعي منهم من كان يبحث عن الحق ويقارن بين الاديان ومنهم من كان يريد مهاجمة الاسلام ومنهم من سمع آية او شاهد سنة كونية ................... وكل هذا لا يُتعجب له
فالاسلام هو دين الفطرة (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (الروم : 30 ))"
وكل مولود يولد علي الفطرة فأبواه يهودانه اوينصرانه او يمجسانه "وربنا جل وعلا خلق عباده حنفاء وانهم اتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما احل الله لهم وامرتهم ان يشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا .
ومن شأن الشرك والكفر ان يحدث اضطرابا للنفس لمعارضته كل المعاني السوية (حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (الحج : 31 )
ولذلك تجد مستشفيات الامراض العقلية والمصحات النفسية في السويد والنرويج مليئة بالنزلاء رغم ارتفاع مستوي المعيشة ولا سبب لذلك الا خواء القلب من الايمان.
بل انظر الي شعر ايليا ابو ماضي الذي يتغني به الناس وهو يقول جئت من اين ولكني اتيت ولقد ابصرت قدامي طريقا فمشيت ................ وهو تعبير عن طائفة اللاأدرية فهو لا يدري من ربه الذي خلقه ولماذا خلقه والي اين المصير أي انه لا يدري شيئا عن شيء فهو في حيرة شديدة من شأنها ان تورث الخبل والجنون وما خرجت الا من قلوب منتكسة مظلمة وعقول مرتكسة وقريب من هذا منهج الملاحدة الشيوعيين او الدهريين الذين يقولون (ارحام تدفع وارض تبلع,ولا اله,والحياه مادة)
قال تعالي(وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (الجاثية : 24 )
ويستخدمون كلمة الطبيعة بدلا من الله فالطبيعة عندهم هي التي منحت ومنعت ولا يقل هذا عن الخبل والجنون ما يطلق عليه منهج الشك لديكارت فالشك عنده هو المقدمة للوصول الي اليقين ولابد من شك في كل الموجودات والمحسوسات شك في النفس وفي خالق الكون.............. انا افكر اذاَ انا موجود!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وتخيل الاستطراد وعل مثل هذا النحو في البديهيات والمسلمات عل تحتمله عقول البشر وهل من العجيب ان يصاب الانسان معه بلوثة عقلية اويتم ايداعه لمصحة نفسية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ولو خرجت مثل هذه المناهج والافكار وما يطلقون عليه اسم نظريات ممن عنده وسواس قهري لقلنا انسان مغلوب علي عقله ومعذور في فعله اما ان يستجلب الانسان الشك علي نفسه في المسلمات والبديهيات ويحدث الانبهار بها ويتم تدريس هذا الخراب والدمار للمسلمين دون تحصينهم وتوعيتهم فهذا هو الهدم للبلاد والعباد ,ان لكل مقدمة نتيجة ةلكل عقيدة تأثير وفساد النهاية نابع من فساد البداية والعبد اذا فسدت بدايته فسدت نهايته وتكون هذه رحلة ايمان عبد بدأ بالشك ونقول له الحمد لله علي العافية والتائب من الذنب كمن لا ذنب له
(قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ (الأنفال : 38 )

فالايات فتحت ابواب الرجاء لمن قال ان الله ثالث ثلاثة يقبل توبة العبد ما لم يغرغر وتقبل توبة العبد مالم تطلع الشمس من مغربها والذي لا نقبله ان يتم التأصيل لهذا الكفر والضياع بحيث تصبح مقدمات الشك منهج حياة لبلوغ اليقين فهذا عبث وكفران ونحن قوم لا نستبدل الذي هو ادني بالذي هو خير فمنهجنا هو منهج الانبياء والمرسلين ومدخلنا في دعوة الخلائق (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ (الأعراف : 65 )
(فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (الزخرف : 63 )
قالها نبي الله نوح وصالح وهود وموسى وعيسي والنبي .
اما قضية الايمان بوجود الله وهو ما يطلق عليه توحيد الربوبية وان الله هو الخالق الرازق المحيي المميت فهذه قضية راسخة ومستقرة في عقول وقلوب جميع البشر حتي وان تظاهر بعضهم بالجحودوالانكار
(وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (الزمر : 38 )
(قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (84 ) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85 ) قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86 ) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87 ) قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (88 ) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89) بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ(90) (المؤمنون 90:84)

واقربذلك اليهود والنصاري ومشركو العرب فهؤلاء لا ينكرون وجود الله ولما سئل الاعرابي البسيط عن ذلك قال العرة تدل علي البعير والسير يدل علي المسير وارض ذات فجاج وبحارذات امواج وسماء ذات ابراج افلا يدل علي اللطيف الخبير واذا كانت الصنعة تدل علي صانعها فالخلق يدل علي خالقه
(وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ َوفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (الذاريات : 22,21 )
( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (الطور : 35 )
و
فرعون في ادعاءه الربوبية والالوهية كان في قرارة نفسه معترفا بذلك
قال تعالي (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (النمل : 14 )
وكذلك قال له نبي الله موسى (قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُوراً (الإسراء : 102 )
وقد اعلن فرعون ايمانه بالله عندما ادركه الغرق وقال (قالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (يونس : 90 )
ولكنه ايمان لا يتفع لانه بعد تردد الروح في الحلقوم ولذلك قيل له (آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (يونس : 91 )َ
(فالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (يونس : 92 )
ولما كان الايمان بوجود الله من الحقائق الراسخة والناصعة ومن المسلمات والبديهيات في حياة البشر انصرفت دعوة الرسل والانبياء لتعبيد الخلائق لله رب العالمين (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (الأنبياء : 25 )
فكانت هذه وظيفة ومهمة الانبياء واتباعهم التي انشغلوا بها في حيلتهم وعند مماتهم قال تعالي(وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20 ) اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ (21 ) وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22 )(يس 22:20)
ولكن ديكارت وامثاله من الفلاسفة يأبون الا مصادمة الوحي والعقل والفطرة بمناهج مفلسفات من شانها ان تدمر البلاد والعباد.
واذا كان الشيوعيون قد رفضوا العلوم الغربية اللبرالية وذلك في سبيل ايجاد اجيال مركسية فكيف نسمح بتلويث عقول المسلمين ودعوتنا دعوة عالمية ونحن نرفض فلسفة ابن سينا والكندي والفارابي فكيف نقبل فلسفة ديكارت وفرويد ووسارتر ودور كايم ........واما علومهم الطبية والرياضية فهي مقبولة منهم ومن كل من افلح فيها والحق ما وافق الكتاب والسنة والباطل ما خالف ذلك .
فالحمد لله الذي تجاوز لهذه الامة عما حدثت به نفسها ما لم تتكلم او تعمل به فاللهم اتمم لنا نورنا واغفر لنا انك علي كل شيء قدير .

المصدر: فضيلة الشيخ الدكتور سعيد عبد العظيم
سلسلة معا علي طريق الجنة