هناك جوانب كثيرة في الموضوع تستحق التعليق ولكن لضيق الوقت سأبدا فقط بهذا الرد:
لا أعرف كيف تقيسون الأمور، فعندما يريد إنسان أن يأتي بدليل أو استدلال لنقض نظرية ما أو دعوى ما فما العلاقة بين هذا وبين مجيئه ببديل، إذ من الإجحاف بمكان أن تجعل عدم معرفة البديل هو الدليل على إثبات المتوفر أو الموجود. هذا أولا
أما ثانيا: دائما نقض النظرية أسهل وأيسر من بنائها لأن هدم الظرية أو القانون يحتاج فقط إلى تطبيق واحد لا تنطبق عليه النظرية أو القانون، بمعنى لو وجدت ثغرة واحدة فإن القانون يسقط.
بينما لو أردت أن تكتشف قانونا أو تبني نظرية كان عليك لزاما أن تحصنها بسد جميع الثغرات أو إثبات أن جميع المصاديق تنطبق عليها النظرية أو القانون.
فكيف يطلب صاحب المقال ممن يناقش اللادينيين أن يطالب بالبديل ، ليس بالضرورة، فكل شيء بحسبه، ما دام قد توفر الدليل على نقض القانون أو الدعوى تنتهي المسألة ، نعم تبتدئ مرحلة ثانية لمن يرى أن لا بد من وجود بديل في البحث عنه وإيجاده.
ثم إن الكثير من اللادينيين يرون أن الحياة في تغير وكل شيء في حركة فلا داعي لأن يأتي بشيء ثابت يفرضه على كل العصور أو الأزمان القادمة هو يقول لك: هذا ما توصلت إليه الآن، قد يكون مناسبا لمنطقة دون أخرى أو لزمن دون آخر، (وهو عين العقل حسب ما أرى مع الأخذ بنظر الأعتبار الثبات النسبي للأخلاق الإنسانية وأحكام الضمير العامة التي يشترك بها عقلاء الناس)
للعلم - تعريفا بنفسي- أنا مؤمن بوجود الله وبنشأة أخرى للحساب وبأحكام الضمير وديني هو الإنسانية، كنت سابقا مسلما حتى هداني الله - بعد صراع طويل وتفكير عميق وسنين طويلة من البحث- هداني إلى أن أكون إنسانا إنسانا قبل كل وصف، أن أجعل عقلي أولا قبل كل شيء، فعلمت أن الأديان من صنع البشر، والدين الحق الذي أعطاك إياه خالقك هو عقلك وضميرك، فعلى قدرهما تحاسب.
دين الإنسانية يوحد البشر، بينما بيقية الأديان تفرقهم أشتاتا.
ولا يعني هذا أني أرفض كل ما جاءت به الأديان، بل أقيـّم كل شيء بحسبه فهناك الكثير من القضايا الإسلامية مؤمن بها (ولكن بحد ذاتها دون الاعتقاد بكونها نازلة من السماء) أي بما هي فكرة أتعقلها وأقتنع بها بحد ذاتها.
هذا وتقبلوا تحياتي
Bookmarks