إن التسليم لله هو الطريقة الإنسانية الوحيدة للخروج من ظروف الحيـاة المأساوية التي لا حَل لها ولا معنى
الإعتراف بالقَدَر هو استجابة مُثيرة للقضية الإنسانية الكُبرى التي تنطوي في جوهرها على المعاناة التي لابد منها .. الإيمان بالله والتسليم له والإعتراف بالقَدَريُعطي قوة جديدة وطُمأنينة جديدة
بدون الإيمان بالقَدر يمتليء المكان بالتشاؤم والإنهزامية واليأس والإحباط وترتفع شعارات كئيبة مثل :- ( كُل هَم الإنسان إلى بطنه ذاهب .. ما فائدة العمل في هذا الجسد الفاني المتحلل )
ولا يعني الإيمان بالقَدَر نوعـا من الإنهزامية أو السلبية أو الإتكالية فكما قال إمرسون :- (لا يعني التسليم لله نوع من الإتكالية فكل السلالات البطولية كانوا من المؤمنين بالقَدَر ).
يقول الأُستاذ علي عزت رئيس جمهورية البوسنة والهرسك سابقا :- ( وكلما نمت معرفتنا عن العالم تزايد ادراكنا بأننا لا يمكن ان نكون اسياد مصائرنا فنحن بين ان نكون متشائمين او مسَلمين لله ..)
فالتسليم لله هو نهاية قصة المصير الإنساني سواءً شئنا أم أبينا .. بينما التمرد الذي يبدأ بالقنوط ثم العدمية وينتهي بالإنتحـار هو عَين المُخالفة للحِكمة الإنسانية
إن الإسلام لم يأخذ اسمه من قوانينه ولا نظامه ولا مُحرماته وإنما من شيء يشمل هذا كله ويسمو عليه :- من لحظة فارقة تنقدح فيها شرارة وعي باطني .. من قوة النفس في مواجهة مِحن الزمن بالرضا والقناعة .. من التهيؤ لإحتمال كل ما ياتي به الوجود .. من حقيقة التسليم لله .إنه استسلام لله .. والإسم إسلام
Bookmarks