حقوق الإنسان هي قضية ميتافيزيقية بحتة فقولك أن البشر متساوون هذا ممكن فقط إذا كان الإنسان مخلوقا لله فالمساواة بين البشر هي خصوصية أخلاقية وليست حقيقة طبيعية أو مادية أو عقلية فالناس من المنظور المادي أو الطبيعي أو العقلي هم وبلا شك غير متساوين وتأسيسا على الدين فقط يستطيع الضعفاء المطالبة بالمساواة
فهؤلاء الضعفاء والفقراء في المال والصحة والعقل والمُستبعدين من موائد الإحتفالات في العالم الذين ليس لديهم ما يعرضونه أو يبرهنون عليه ليس لديهم إلا مدخل الدين وحسب الذي يبرهنون من خلاله أنهم متساوون بل ربما أحسن حالا عند الله من الأصحاء وهذا فيه برهان متكرر لقيمة الدين في المساواة ومدى سذاجة الحسابات المادية أو العقلية في تقييم الناس
فالعالم المادي بطبيعته يدخر كُل المجاملة للأذكياء والأقوياء وكُل السخرية للضعفاء والبسطاء فإذا لم تكن توجد أرواح إنسانية فإن الضعفاء والبسطاء والعجزة هم أقل شيء نحتـاج إليه في هذا العالم
Bookmarks