بسم الله الرحمن الرحيم،
والحمد لله رب العلمين،،
لا أقصد بالنقد لنظرية التطور تلك الملاحظات ومجموع الدراسات التي تهدف إلى التوسع المعرفي والإستقصاء المعملي؛ ولكن أقصد به الإستنتاجات التعسفية التي تُبنى على "أمنيات" أكثر منها فرضيات. وقد يتساءل البعض أليس ما يُعرف بنظرية التطور يُدرس في جامعات مشهود لها بينما "نظرية الخلق" تغيب تماما عن المنافسة؟.
في الحقيقة الإستفسار في السؤال السابق - أو بالأصح السؤال نفسه هو ناتج عن سوء فهم لطبيعة العلم والدراسة العلمية. وتكمن الإجابة في أن "الخلق" لا يمكن أن يدخل المعمل أبدًا، وطالما الأمر كذكلك فإنه يبقى خارج نطاق العلم - نفيًا وإثباتا. نظرية التطور كبديل وحيد تحقق الشرط - بالإفتراض - ومع ذلك فهي لا تحقق أهم شرط إلا وهو وجوب تكرار النتيجة للتجارب المعملية (وهذا وحده يكفي لهدمها).
وهنا وجب التأكيد على أمرين -
أولهما: نفي البديل الوحيد (التطور) هو تأكيد سلبي للبديل الأخر (الخلق)،
ثانيهما: أن دليل النفي لا يشترط التعدد، ويكفي دليل نفي واحد للطعن في النظرية.
ومحور مقالتي المتواضعة هذه هو النقطة الثانية؛ مع التنبيه على أن أدلة النفي (الطعن) كثيرة جدًا إلا أنني سأكتفي بمادة عنوان الموضوع:"غشاء البكارة"، حتى لا يتشعب الموضوع مع التأكيد بعدم التنازل عما سواه من أدلة طعن.
إختياري لهذه الحجة بالذات له أكثر من بعد؛ ولعله من المفارقات وجوب أن يتفق معنا التطوريون أن ذلك المكان أو بالأدق وجودنا (ولادتنا) تعني بالضرورة غياب ذلك الغشاء؛ وبهذا تكون النقطة المشتركة هي البداية المشتركة للجميع - أي الخلق!. ولكن بالترتيب ...
لنضع السؤال: ما هي الحكمة التطورية والآلية التطورية التي سببت في ظهور وإستمرار غشاء البكارة؟
أ) من ناحية الحكمة التطورية فهي ليست فقط معدومة ولكنها أيضًا غير منظقية حيث تعمل بشكل مضاد، كيف؟
لو نظرنا إلى المجتماعات الإنسانية (وبغض النظر عن المجتماعات الدينية؛ وذلك بغرض التعميم) فإن وجود الغشاء يسبب في تأخر الفتيات في إتخاذ القرار بالدخول إلى الحياة الجنسية! وبالتالي نقص الولادات وعليه نقص عينات "القطيع" التي يفترض أنها تتقلص بأعداد الصفات الغير مرغوب فيها. إذًا الحكمة غير منطقية من هذا الجانب.
ب) من ناحية الآلية التطورية فالأمر أيضًا مضحك؛ لأن حدوث الولادة يتطلب عدم وجود هذا الغشاء (والإستثناء هو الغشاء المطاطي الذي يذهب مع أول ولادة - وبدون الدخول في التفاصيل فإن هذا لا يغير حقيقة الموضوع لهذا سيُهمل في البحث). وبالتالي اللآتي يحافظن على غشاء البكارة لن يستطيعن أن يورثن هذه الصفة! إذًا من شروط حدوث التطور هو عدم وجود غشاء البكارة!
والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا الموضع هو: كيف للتطوريين الحيارى أن يفسروا وجود غشاء البكارة؟
سأترك هذا السؤال الإستدلالي (الجدلي) كمفارقة لننتهي من حيث البدء. وقولي أن السؤال "إستدلالي (جدلي)" أقصد به حقيقة أن الإجابة عن هذا السؤال غير مكنة أو غير مطلوبة لوضوحها.
وسأترك غياب الإجابة دليلا على الوصف. وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.
Bookmarks