النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: من أسباب عزة المسلمين

  1. #1

    افتراضي من أسباب عزة المسلمين

    بسم الله الرحمن الرحيم


    من أسباب عزة المسلمين (*)

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين وبعد:

    فإن الناظر بعين الاعتبار إلى أحوال الناس قبل ظهور الإسلام يرى عجائب وغرائب، من الجهالات والظلمات التي أضلت الكثير عن طريق الهداية والرشاد، فالأصنام ُتدعى وُترجى، ومجالس الخمر معمورة صباح مساء ، والظلم مرفوعة رايته وقد تلوثت في أوحاله أقدام الكثيرين.

    إن حياتهم لم تزل في ظلمات الجهل والفوضى حتى بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم ،فأخرجهم الله به من الظلمات إلى النور، ومن الذل والمهانة إلى العزة والمكانة، فأمسكوا بزمام الأمور ، وتوالت الفتوحات والانتصارات، ولم يزالوا في رفعة وعزة بسبب تمسكهم بدينهم.

    ومع تقادم الزمن بدأ الضعف يدب إليهم بسبب بعدهم عن دينهم ، ويزداد ضعفهم بقدر ابتعادهم عن دينهم، وهذه بعض الأسباب التي أدت إلى ضعف أمة الإسلام، وانهزامها بين الأمم:

    * الإعراض عن حكم الله والجهل بأحكام الدين.
    * الإعجاب والتبعية المطلقة لأعداء الإسلام.
    * العصبية الجاهلية لجنس أو لون أو لسان.
    * اليأس والقنوط.
    * وتعطيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

    _ فما هي الأسباب التي ترتفع بها الأمة ، وتأخذ مكانها اللائق بها؟

    السبب الأول:التمسك بالكتاب والسنة:

    منهجاً وعقيدة ، ففي ذلك الفلاح كله والخير كله، فلا فلاح إلا بالأخذ بهما معاً،وتحكيمها في جميع مجالات الحياة (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون)[آل عمران:132]،(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)[آل عمران:31].

    وقال صلى الله عليه وسلم:"تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما:كتاب الله،وسنتي".

    والنصوص في هذا الموضوع كثيرة جداً.

    وبكل حال فالتمسك بالكتاب والسنة من أعظم أسباب الفلاح في الدين والدنيا، ويتبع التمسك بهما-أو أو من لازم التمسك بهما- محاربة البدع والتحذير منها، وعدم الغفلة أو التهوين من شأنها مهما صغرت ، فإن البدع إذا غفل عنها زاد انتشارها فكيف إذا أقرها من علمها أو هون من شأنها؟ لاشك أن هذا من الجهالة بمكان ، بل هو أعظم أسباب الهزيمه النفسية، ويلقى أكثر حمل هذا على من زعم الإصلاح بخلاف ماكان عليه منهج سلف الأمة وقدوتها.

    السبب الثاني:الالتفاف حول العلماء:

    الالتفاف حول علماء الأمة الراسخين في العلم ، المعروفين بصلاح المعتقد ، وسلامة المنهج، فالقرب من أولئك والاستئناس بآرائهم والصدور عن رأيهم فيه مصلحة عظيمة للأمة وشبابها .فعلماء السنة أدرى الناس بمعالجة قضايا الأمة ، وهم أبصر الناس بمجاراة واقعها وإيجاد الحلول الناجعة لها،
    فأولئك الثلة من العلماء لاتصدر آراؤهم إلا بعد النظر في النصوص الشرعية، فثوابهم مضاعف مأجور وخطؤهم غير مأزور بل ماجور، قال صلى الله عليه وسلم:"إذا اجتهد الحاكم فحكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فحكم فأخطاء فله أجر واحد".

    السبب الثالث:قراءة التاريخ الإسلامي:

    إعادة النظر في تاريخ المسلمين المجيد التليد، لا من باب التسلية والمواساة والتواكل، بل من باب شحذ الهمم وبعث العزائم ، وكيف كان تمسكهم بدينهم واعتزازهم به حتى دانت له الأمم ، وخضعت لهم الأعداء، ونصروا الله فنصرهم وأعزوا الإسلام فأعزهم الله تعالى به.

    السبب الرابع:التفاؤل بأن النصر للإسلام:

    التفاؤل والقطع بأن النصر للاسلام وأهله، كما جاءت بذلك النصوص الكثيرة التي تدل دلالة واضحة على ذلك من ذلك قوله تعالى: {وهو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}[التوبة:33]، وقد ذكر بعض المفسرين عند هذة الآيه عدداً من الأحاديث النبوية المبشرة بظهور الإسلام وعزتة، فمن ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه عن عائشة - رضي الله عنها تعالى-قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"لا يذهب الليل و النهار حتى تعبد اللات والعزى" فقالت عائشة- رضي الله تعالى عنها - : يارسول الله ، إن كنت لأظن حين أنزل الله{وهو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}، أن ذلك تام، فقال صلى الله عليه وسلم :"إنه سيكون من ذلك ماشاء الله".

    وعن ثوبان- رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن أمتي ملكها مازوى لي منها" أخرجة الإمام مسلم.

    ومن ذلك أيضاً قوله صلى الله علية وسلم:" ليبلغن هذا الأمر مابلغ الليل والنهار ، ولايترك الله بيت مدرٍ ولاوبرٍ إلاأدخلة الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل ، عزاً يعز الله به الإسلام وأهله، وذلاً يذل به الكفر " أخرجة الإمام أحمد وغيرة عن تميم الداري - رضي الله تعالى عنه -،ثم قال تميم -رضي الله عنه - بعد أن ساق الحديث : قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز ، ولقد أصاب من كان كافراً منهم الذل والصغار والجزية.

    السبب الخامس:الحذر من اليأس والقنوط:

    وقتل الهمم والعزائم لكثرة مايرى ويسمع من مصاب الإسلام في أي مكان أو زمان ، فعلى المسلم أن يغلق عن نفسة باب اليأس والقنوط بأحكام الأقفال وأوثقها ، وأن يحسن الظن بالله - تعالى - ، وأن يستشعر معاني الآيات المحذرة والمرهبة من اليأس، كقوله تعالى:{لا تقنطوا من رحمة الله ....}[الزمر:53] وقوله تعالى:{ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون}[الحجر:15]، وقوله تعالى:{ولاتيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون}[يوسف:87].

    وعلى المسلم أيضاً في الوقت نفسه أن يتذكر النصوص المبشرة والداله على حصول اليسر بعد العسر، كما في قوله- تعالى-:{حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب}[البقرة:214]، وكقوله - تعالى -:{حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين}[يوسف:110] إلى غير ذلك من النصوص والأخبار التي تذكي العزائم وتشحذ الهمم.

    السبب السادس:استشعار المسئولية:

    من كل فرد من أفراد المجتمع ، وذلك أن يشعر كل واحد من المسلمين مهما كان موقعه وشأنه أنه مسؤول ومساءل، فيبدأ بإصلاح نفسة وبيته، ثم تتسع دائرة الإصلاح حتى تشمل جلساءة وجيرانه ومجتمعة،وليعلم كل واحد منا أنه على ثغر من ثغور الإسلام ، فليحذر أن يؤتي الإسلام من قبله.

    فعلى الكاتب منا أن يسخر قلمه لخدمة الإسلام ونصرته، وعلى التاجر أن يراعي أولاً حق الله من زكاة ونفقة ، ثم عليه أن يجعل من ماله نصيباً في دعم الإسلام والمسلمين، وليعلم أنه مهما بالغ في الانفاق فإن ذلك خير وأنفع سبيلاً{وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً}[المزمل:20].

    وقال صلى الله علية وسلم:"ما نقصت صدقة من مال" أخرجه مسلم .

    إن على كل واحد أن يستشعر أنه على ثغر من ثغور الإسلام، فيؤدي مايقدر عليه من دعم الإسلام والمسلمين مهما كان حجم الدعم، ولو كان يسيراً في نظرة أو نظر الآخرين، فربما يكون ذلك اليسير عظيماً حيناً من الدهر،قال صلى الله علية وسلم:"لا تحقرن من المعروف شيئاً...".

    السبب السابع:عدم الأغترار:

    بل الحذر من الاغترار بالكثرة، والعجب بالعدة والعتاد، فالكثرة لا تنفع أصحابها شيئاً إذا كانت النفوس صغاراً.

    وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام فالتفاخر بكثرة العدد مذموم شرعاً، بل في غالب أمرة يؤدي بأصحابه إلى العجب ثم الإنهزامية، وقد جاءت نصوص تبين ذم الكثرةالعددية في غالب أحوالها ، كما في قوله تعالى:

    1-{وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله }[الأنعام:116] .
    2-{وما يؤمن أكثرهم بالله إلاوهم مشركون}[يوسف:106].
    3-{وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين}[يوسف:103].
    4-{كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله}[البقرة:249].
    5-{اعملوا آل داوود شكراً وقليل من عبادي الشكور}[سبأ:13].
    6-{وإن كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ٌماهم}[ص:24]، إلى غير ذلك من الأيات.

    وأما السنة:فعن ثوبان- رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكله على قصعتها"قال:قلنا: يارسول الله،أمن قلة بنا يومئذ؟ قال:"أنتم كثير، ولكن تكونون غثاءً كــغثاء السيل، ينتزع المهابه من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن"قال:قلنا:وماالوهن؟قال:"حب الحياة، وكراهية الموت"[رواه الإمام أحمد وغيره].

    السبب الثامن:اجتناب المعاصي:

    والحذر والتحذير منها، فالمعاصي مفتاح كل شر، ومغلاق لكل خير ، وبسببها يتصدع كيان الأمة وتزول هيبتها، وتكون مقودة بعد أن كانت قائدة ، قال -صلى الله عليه وسلم-:"إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتم بالزرع،واتبعتم أذناب البقر،وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعة عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم".

    السبب التاسع:التنبه لمكائد الأعداء:

    والحذر منها؛ لأنها تتنامى وتزداد بحسب تجاهلها وعدم إلقاء البال لها، وفي الوقت نفسة تتبلد أحاسيس كثير من الناس تجاهها ،ومن ثم يستمرئونها ويتأقلمون عليها.
    إن كيد شياطين الإنس والجن مستمر في شره واستفحاله ، والواجب على كل مسلم أن يحذر ويحذّرمن الخداع ببريقة.

    السبب العاشر:عدم التهويل من شأن العدو:

    إلى حد إدخال الرعب في قلوب ضعاف الأيمان واليقين، وذلك بذكر عدد العدو، وعدته, وعتاده بصورة تظهرة بمظهر الغالب الذي لا يغلب ، فهذا مما يعين على فقدان الشعور ، بل مجرد التفكير بالنصر.
    ولا شك ولاريب أن هذا من الخطورة بمكان، إذ أن الهزيمة النفسية أعظم من الهزيمة الحسية ، فالهزيمة الحسية، مؤقتة بوقت نزول بزواله ، أما المعنوية فتبقى ملازمة أصحابها أمداً طويلاً.

    وبكل حال: فالحذر الحذر من التضخيم والمبالغة في إظهار العدو ، بل الأولى بالمسلم أن يكون سبباً في شحذ الهمم والعزائم ، وحث النفوس على حسن الظن بالله تعالى ، وكذلك على فعل مايستطاع من الأسباب والوسائل التي تكون عوناً- بعد الله تعالى - في هزيمة العدو وكسر شوكتة قال الله تعالى {وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم... }[الأنفال:60].

    اللهم أعز الإسلام والمسلمين ،وأذل الشرك والمشركين، اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إلى دينهم رداً جميلاً.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصبحه وسلم.

    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتة،،،،
    __________________________________________________ ___
    (*)المصدر: دار القاسم.

    www.Dar-alqassem.com .

  2. #2

    افتراضي

    اضحكتني حين قرأت عنوان الموضوع : " اسباب عزة المسلمين " !!!! أي عزة هذا ؟

    و الان , اذا كان التقدم و العزة والرخاء و.... الخ , بالاسلام ..
    ان كان حقيقي ان الاسلام هو الحل ..
    لكانت المملكه السعوديه تنافس النظام الاقتصادي لأمريكا .. وصادرات الصين .. و صناعات اليابان !!!!!!!!
    ولكننا نجدها في اسفل سافلين , تعتمد علي البترول والسياحه الدينيه لتشتري به كل ما تريد .

    وهي الدوله التي سكانها 100 % مسلمون لا يوجد بها مسيحي واحد او غير مسلم .!
    وهي الدوله التي تتمسك بشرع الله في جميع تشريعاتها .. وهذا معروف

  3. #3

    افتراضي

    الزميل اللاديني زنجي:
    اضحكتني حين قرأت عنوان الموضوع : " اسباب عزة المسلمين " !!!! أي عزة هذا ؟
    بل أنت الذي اضحكتني جداً وجعلت من نفسك مضحكه، فقبل ان تأتي وتتفلسف وتستهزء ، كان الاولى لك ان تد رس التاريخ والحضارة الاسلامية والتي كانت أقوى الحضارات في العالم والحضارة التي وصلت حتى قلب اوروبا في فينا عندما دقت حصونها ، والعز ة الاسلامية والتي حولت الاندلس في اوروبا الى أكبر منارة للعلم ، الاسلام الذي حول اوروبا من قارة مظلمة الى قارة منيرة ، والاسلام الذي وصل حتى ارجاء اسيا ، العزة الاسلامية والتي اظهرت الكثير من العلوم والكتشافات في حين كانت كل الحضارات الاخرى غارقة في الجهل ، والحضارة الاسلامية والتي رفعت من شأن العلماء وجعلتهم رواد في العلم، في حين أن الحضارة الاسلامية هي الوحيدة الحضارة التي حكمت بالدين الاسلامي واعطت العلم حقة، وذلك لم يتوفر في حضارة في التاريخ، كانت الحضارة الاسلامية اقوى امه في التاريخ آنذاك ،و اللغه العربية كانت الغة الرسمية الدولية، ولكن عندما تنرك المسلمون شرع الله ، وجروا وراء ملذات الحياة ،ضعفت وانهارت، ولكن بأذن الله سيعود الاسلام مرة اخرى عزيزاً ، ولتعلم أن العزة لله ورسوله صلى الله علية وسلم والمسلمين.

    كما أن اعداد المسلمين في زيادة ، وهي أسرع الديانات إنتشاراً في العالم، المسلمين الان عددهم مليارو نصف المليار مسلم، كم عدد الادينين أمثالكم؟؟؟؟؟

    والان من الذي يضحك؟؟؟

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ولله العزه ولرسوله وللمسلمين

    من اعتز بغير الله ذل ومن استهدى بغير الله ضل
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    هذا لا يعرف معنى العزة .. ولا يعرف سبب شدة اعتزاز المسلم بدينه
    ليسمع قصة عبد الله بن حذافة السهمي الأسير في بلاط ملك الروم

    حشد الخليفة الصديق أبو بكر رضي الله عنه خيرة صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم في جيوش الفتح التي وجهها إلى الشام ومن أؤلئك الصحابة الأبرار عبد الله بن حذافة السهمي رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى .
    وفي إحدى المعارك التي خاضها جيش الإسلام على مشارف ((قيسارية)) تكاثرت من حول عبد الله بن حذافة صناديد الروم فاقتادوه أسيراً إلى معسكرهم ، وجيء به وقد أثقلته القيود بين يدي ملك الروم .

    قال الملك وقد عرف مكانة عبد الله في المسلمين :يا عبد الله هل لك أن تتنصر فأقربك مني وأزوجك ابنتي ..؟
    فيجيبه الصحابي المؤمن : فإن لم أفعل ..؟
    قال الملك : الآن ترى .
    وأمر به فصلب وأمر أحد رماته المهرة فرماه بسهمين أحاطا برأسه عن يمين وعن شمال .
    ثم اقترب الملك من عبد الله وقال :أفلا تجيبني إلى ما دعوتك فتنجو بنفسك ..؟
    فيجيبه عبد الله : فإن لم أفعل ..؟
    فيتمعر وجه الملك غضباً ويقول : الآن ترى .
    ويأمر بقدر يغلي فيه الماء حتى يفور ، ثم يؤمر بأسير فيقذف في القدر فإذا عظامه تلوح ، ثم يقترب من عبد الله بن حذافة فيقول :
    أفلا تجيبني إلى ما دعوتك فتنجو بنفسك ..؟
    فيجيبه عبد الله فإن لم أفعل ..؟
    فيشتط الغضب بملك الروم ويأمر بقذفه في الماء المغلي فيقتاده الجند فيبكي عبد الله فتنفرج أسارير الملك عن بسمة شامتة وقد ظن أن عبد الله يبكي جزعاً من الموت ، فيصيح الملك في جنده أن يردوه .
    ويسأله شامتاً : أما كنت في غنى عن كل هذا لو أنك أجبتني إلى ما عرضته عليك..؟
    فيجيبه الصحابي المؤمن : كأنك أيها الملك ظننتني بكيت جزعاً من الموت ، لا والله ما بكيت جزعاً من الموت ولكنني تذكرت أن ليس لي إلا نفس واحدة أموت بها هذه الميتة في سبيل الله وقد كنت أتمنى أن تكون لي ألف نفس تموت هذه الميتة في سبيل الله لا كما ظننت .
    ويعجب الملك بشجاعة عبد الله ويميل إلى أن يطلق سراحه فيقول له :
    أتقبل رأسي وأطلق سراحك ..؟
    فيجيب الصحابي المؤمن : لا أفعل.
    فيقول الملك : وأطلق معك ثمانين أسيراً من قومك ..؟
    ويطرق الصحابي هنيهة ، فلا يرى بأساً أن يقبل رأس ملك الروم إذا كان في ذلك فك أسار إخوانه من الأسرى ، فيقول للملك :
    أما هذه فنعم ويتقدم منه ويقبل رأسه .
    ويعود عبد الله بن حذافة السهمي والأسرى إلى المدينة ، وقدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وأخبره خبره ، فسر به الفاروق أعظم السرور ، ولما نظر إلى الأسرى قال : حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة .. وأنا أبدأ بذلك... ثم قام وقبل رأسه ...
    وكان أصحاب رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يمازحون عبد الله فيقولون له : تقبل رأس علج يا عبد الله ..؟
    فيجيبهم : ما ضرني ما فعلت وقد أطلق الله بتلك القبلة ثمانين أسيراً من المسلمين .
    رضي الله عن عبد الله بن حذافة وأرضاه.
    التعديل الأخير تم 02-08-2008 الساعة 12:20 AM
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أسباب السعادة...
    بواسطة طريق السعادة في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-29-2014, 01:03 PM
  2. من المسلمين الأمازيغ للعرب المسلمين إخواننا ..
    بواسطة طالبة علم و تقوى في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 33
    آخر مشاركة: 04-06-2013, 11:53 PM
  3. سؤال: أسباب الإتفاق و أسباب الإختلاف بين الناس
    بواسطة أمةُ الله في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 11-06-2012, 08:21 AM
  4. إعلان: منتدى رابطة المسلمين العرب (ساحة للحوار بين المسلمين وغيرهم)
    بواسطة Averroès في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-03-2010, 06:19 PM
  5. ملاحظات على بعض الأعضاء المسلمين وغير المسلمين
    بواسطة الصادقة في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 10-07-2009, 01:15 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء