صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 23 من 23

الموضوع: الرد على شبهات حول أبي هريرة / أبوهريرة رضي الله عنه

  1. #16

    افتراضي

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين رسولنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وعلى

    اصحابه الغر الميامين الكرام البررة العدول رضي الله عنهم وارضاهم وبعد.

    يستنكر الجويهل على أبي هريرة رضي الله عنه، انه روى 5374 حديث فقط ولا يستنكر على رواة الحديث الكذابين عنده

    الذين رووى اضعاف مضاعفة لما رواه أبوهريرة رضي الله عنه، ونصفعه على قفاه لكي يعرف قدره الجويهل.

    فهذا عالم الشيعة في الجرح و التعديل أبو العباس النجاشي يروي في رجاله المعروف برجال النجاشي أن الراوي أبان بن

    تغلب روى عن الإمام جعفر الصادق (30) ألف حديث!! .

    قال صاحب المراجعات في مراجعاته المكذوبة ما نصه فمنهم أبو سعيد أبان بن تغلب رباح الجريري القارىء الفقيه

    المحدث المفسر الأصولي اللغوي المشهور،كان من أوثق الناس ، لقى الأئمة الثلاثة فروى عنهم علوماً جمة و أحاديث

    كثيرة ، وحسبك أنه روى عن الصادق خاصة ثلاثين ألف حديث!! كما أخرجه الميرزا محمد في ترجمة أبان من كتاب

    منتهى المقال بالإسناد إلى أبان بن عثمان عن الصادق(ع)...) .

    وقال هذا الكذاب : ( قال الصادق لأبان بن عثمان: إن أبان بن تغلب روى عني ثلاثين ألف حديث!! فاروها عني).

    بل أكثر رواتهم الموثقين يروون أضعاف أضعاف هذا العدد .

    محمد بن مسلم بن رباح:

    فهذا عمدتهم في الرجال يذكر أحد رواتهم ويُدعى محمد بن مسلم بن رباح فيقول أنه : سأل الباقر عن ثلاثين ألف حديث!!

    و سأل الصادق عن ستة عشر ألف حديث!! .

    جابر بن يزيد الجعفي:

    ومن المكثرين المفرطين جابر بن يزيد الجعفي ،كان يجيش في صدره كثرة أحاديث المعصومين حتى يأخذه الجنون، فكان

    يذهب إلى المقبرة ويدفن أحاديثهم ‍‍‍‍‍‍!!

    روى الكشي عن جابر الجعفي قال حدثني أبو جعفر بسبعين ألف حديث!! لم أحدث بها أحداً قط ولا أحدث بها أحد أبدا ،

    قال جابر فقلت لأبي جعفر جعلت فداك أنك قد حملتني وقراً عظيماً بما حدثتني به من سرّكم!! الذي لا أحدث به أحداً!! ،

    فربما جاش في صدري حتى يأخذني منه الجنون !! قال يا جابر فإذا كان ذلك فاخرج إلى الجبانة فاحفر حفيرة ودل رأسك

    ثم قل حدثني محمد بن علي بكذا وكذا .

    وأخرج الكشي بإسناده عن جابر الجعفي قال : رويت خمسين ألف حديث ما سمعه أحد مني .

    قال الحر العاملي في خاتمة الوسائل ما نصه : " أنه روى سبعين ألف حديث!! عن الباقر وروى مائة وأربعين ألف

    حديث!! ، والظاهر أنه ما روى أحد بطريق المشافهة عن الأئمة أكثر مما روى جابر .

    ما شاء الله،كل هذا ويستنكر على صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم راوية الاسلام أبوهريرة رضي الله عنه انه روى

    5000 حديث فقط، اقول رمتني بدائها وانسلت.

    كثرة حديثه وأسبابها :

    كان أبو هريرة رضي الله عنه يبين أسباب كثرة حديثه فيقول : إنكم لتقولون أكثر أبوهريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

    ، والله الموعد ، ويقولون : ما للمهاجرين لا يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الأحاديث ، وإن

    أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم أرضوهم والقيام عليها ، وإني كنت امرءاً مسكيناً :" ألزم رسول الله صلى الله عليه

    وسلم على ملء بطني " وكنت أكثر مجالسة رسول الله، أحضر إذا غابوا ، وأحفظ إذا نسوا ، وإن النبي صلى الله عليه

    وآله وسلم حدثنا يوماً فقال: " من يبسط ثوبه حتى أفرغ فيه من حديثي ، ثم يقبضه إليه فلا ينسى شيئاً سمعه مني أبداً "

    فبسطت ثوبي - أو قال نمرتي - فحدثني ثم قبضته إلىّ ، فوالله ما كنت نسيت شيئاً سمعته منه .

    وكان يقول: وأيم الله.. لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبداً، ثم يتلوا: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَــتِ

    وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّــنَّهُ لِلنَّاسِ فىِ الْكِتَـبِ أُوْلئِــكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّــعِنُونَ }. وكان يدعو الناس إلى نشر العلم،

    وعدم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من ذلك ما يرويه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أنه قال: " من

    سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار يوم القيامة " وعنه أيضاً : " ومن كذب علىّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" متفق

    عليه .

    وقد شهد له إخوانه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثرة سماعه وأخذه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،

    وهذه الشهادات تدفع كل ريب أو ظن حول كثرة حديثه ، حتى إن بعض الصحابة رضي الله عنهم رووا عنه لأنه سمع من

    النبي الكريم ولم يسمعوا ، ومن هذا أن رجلا جاء إلى طلحة ابن عبيد الله، فقال: يا أبا محمد، أرأيت هذا اليماني- يعني أبا

    هريرة - أهو أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منكم ؟ نسمع منه أشياء لا نسمعها منكم ، أم هو يقول عن

    رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ؟ قال : أما أن يكون سمع ما لم نسمع ، فلا أشك ، سأحدثك عن ذلك : إنا كنا

    أهل بيوتات وغنم وعمل ، كنا نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفى النهار ، وكان مسكيناً ضيفاً على باب رسول

    الله صلى الله عليه وسلم يده مع يده ، فلا نشك أنه سمع ما لم نسمع ، ولا تجد أحداً فيه خير يقول عن رسول الله صلى الله

    عليه وسلم ما لم يقل وقال في رواية : " قد سمعنا كما سمع ، ولكنه حفظ ونسينا " .

    وروى أشعث بن سليم عن أبيه قال : سمعت أبا أيوب " الأنصاري " يحدّث عن أبي هريرة فقيل له : أنت صاحب رسول

    الله صلى الله عليه وسلم وتحدّث عن أبي هريرة رضي الله عنه ؟ فقال: إن أبا هريرة قد سمع ما لم نسمع ، وإني أن أحدث

    عنه أحبّ إليّ من أن أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - يعني ما لم أسمعه منه .

    ثم إن جرأة أبى هريرة رضي الله عنه في سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم أتاحت له أن يعرف كثيراً مما لم يعـرفه

    أصحابه ، فـكان لا يتأخر عن أن يسأله عن كل ما يعرض لـه، حيث كان غيره لا يفعل ذلك ، قال أٌبي بن كعب : كان

    أبو هريرة رضي الله عنه جريئاً على النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن أشياء لا نسأله عنها .

    كما كان يسأل الصحابة الذين سبقوه إلى الإسلام ، فكان لا يتأخر عن طلب العلم ، بل كان يسعى إليه في حياة الرسول

    صلى الله عليه وسلم ، وبعد وفاته .

    وهو الذي يروى عنه : " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" .

    وقد رأينا أبا هريرة رضي الله عنه يحب الخير ويعمل من أجله ، فما أظنه يتأخر عن خير من هذا النوع، وهو الذي

    صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لكلمة يعلمه إياها، ولحكمة يعظه بها




    بعد أن حاول أعداء السنة التشكيك في عدالة الصحابة ، كخطوة أولى لتمهيد السبيل ، وفتح الباب للطعن والتشكيك في

    أفرادهم وآحادهم - طالما أن عدالتهم وديانتهم قد سقطت - ، جاءوا إلى بعض الصحابة الذين عرفوا بكثرة الحديث

    والرواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجهوا سهام النقد إليهم ، ورموهم بكل نقيصة ، سعياً منهم إلى نزع الثقة

    فيهم ، وبالتالي إهدار جميع مروياتهم ، وعدم اعتبار أي قيمة لكتب السنة التي أخرجت هذه الأحاديث ، وأجمعت الأمة

    على تلقيها بالقبول ، وهذا هو ما يريدون التوصل إليه .

    ولا يوجد أحد من الصحابة تعرض لحملات جائرة مسعورة ، بمثل ما تعرض له الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله

    عنه ، وهي حملات ليست جديدة في الحقيقة ، فقد أطلق بعض أهل الأهواء ألسنتهم فيه منذ القدم لتسويغ بدعتهم وانحرافهم

    ، فنقل الإمام ابن قتيبة في كتابه " تأويل مختلف الحديث " ، الكثير مما رمي به أبو هريرة في القديم من قبل النظَّام و

    الإسكافي وأمثالهما من أهل البدع والأهواء الذين لهم مواقف معروفه من أكثر الصحابة ، حتى جاء بعض المستشرقين من

    أمثال " جولد زيهر " ، فوقعوا على أقوال المتحاملين فأخذوا وزادوا ، وأبدؤوا وأعادوا ، ثم طلعوا علينا بآراء مبتسرة

    وأحكام جائرة ، تلقفها بعض أبناء جلدتنا فأعادوا صياغتها وتعليبها ، وقدَّموها للناس على أنها حقائق علمية ، ونتائج

    موضوعية لم يسبق التوصل إليها .

    فأما " أحمد أمين " فقد وزع طعونه على أبي هريرة في مواضع متفرقة من " فجر الإسلام " ، وكان حديثه عنه حديث

    المحترس المتلطَّف المحاذر من أن يجهر في حقه بما يعتقده من سوء ، ولكن أسلوبه ، وتحريفه لبعض الحقائق في تاريخ

    أبي هريرة ، وحرصه على التشكيك في صدقه ، وادعاء شك الصحابة فيه ، والتركيز على عرض الأمور التي يسيء

    ظاهرها لأبي هريرة ، وإغفال الجوانب الأخرى التي تبين مكانته بين الصحابة والتابعين ، وأئمة الحديث ، وثناءهم عليه ،

    وإقرارهم له بالصدق والحفظ والإتقان ، مما هو ألصق وأشد تعلقاً بموضوع البحث أكثر من أي شيء آخر ، كل ذلك أبان

    قصده ، وكشف الستار عن مراده .

    وأما " أ بو رية " - عامله الله بما يستحق - فقد كان أفحش ، وأسوأ أدباً من كل من تكلم في حق أبي هريرة من المعتزلة

    والرافضة ، والمستشرقين قديماً وحديثاً ، مما يدل على سوء نية وخبث طوية ، حيث عرض لترجمته في كتابه " أضواء

    على السنة المحمدية " ، فيما يربو على خمسين صفحة لم يدع منقصة ، ولا مذمة إلا ألصقها به ، وألف كتاباً مستقلاً ضمنه

    كل إفك وبهتان ، وملأه بكل جارح من القول ، وتهجم فيه على أبي هريرة وغيره من الصحابة ، ورماهم بالكذب

    والاختلاق ، وسمى كتابه " شيخ المضيرة أبو هريرة " ، وهو عنوان يقطر حقداً وسخرية وتنقصاً لصحابة رسول الله -

    صلى الله عليه وسلم - ، وهذا الكتاب يرجع إليه ويعتمد عليه كل من لا خلاق له ممن يطعن في الصحابة ويسبهم ، وتدور

    مطاعنه ، في احتقاره ، وازدراء شخصيته ، واتهامه بعدم الإخلاص في إسلامه ، وعدم الصدق في حديثه عن رسول الله -

    صلى الله عليه وسلم - وحبه لبطنه وللمال ، وتشيعه لبني أمية إلى غير ذلك من الإفك والبهتان .

    وسنعرض لشيء من هذه المطاعن على جهة الإشارة ، لا على جهة الحصر والاستقصاء ، والوقوف عند التفصيلات

    والأمثلة ، فذلك أمر يطول ، وقد كفانا مؤنة ذلك الأئمة والعلماء الذين قيضهم الله عز وجل للدفاع عن هذا الصحابي الجليل

    ، فردوا كل ما قيل في حقة من مطاعن وافتراءات ، وكشفوا نوايا هؤلاء المغرضين ، وبينوا الحق من الباطل ، وميزوا

    الطيب من الخبيث ، في بحوث ودراسات علمية معروفة ومتداولة ، قائمة على النزاهة في البحث ، بعيدة كل البعد عن

    الهوى والعصبية ، ويمكن لكل طالب حق أن يرجع إليها ، ليعرف شهادة التاريخ الصادق ، ورأي صحابة رسول الله ،

    وعلماء التابعين ، وأئمة المسلمين ، في هذا الصحابي الجليل ، ويقارن بعد ذلك بين هذه الصورة المشرقة ، وبين الصورة

    التي أراد هؤلاء أن يظهروه بها .

    فقد غضوا من شأنه ، وطعنوا في أصله ونسبه ، مدعين أنه لم يكن معروفاً في أوساط الصحابة ، وأنه كان غامض الحسب

    ، مغمور النسب ، ولم يعرف إلا بكنيته ، بدلالة أن الناس اختلفوا في اسمه واسم أبيه اختلافاً كثيراً ، مع أن الخلاف لا

    يتجاوز عند التحقيق ثلاثة أقوال كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ، ونحن نجد عشرات الصحابة اختلف في أسمائهم إلى

    أكثر من ذلك ، وكثير منهم إنما اشتهروا بكناهم لا بأسمائهم ، فلماذا هذا التشويش بالذات على أبي هريرة رضي الله عنه ،

    ومتى كان الاختلاف في اسم الرجل يشينه أو يسقط من عدالته ؟؟.

    وزعموا أنه كان مغموراً ، لم يذكر في طبقات الصحابة ، وليست له أي فضيلة أو منقبة ، مع أن المعروف من ترجمته أنه

    كان ممن هاجر بين الحديبية والفتح في العام السابع من الهجرة ، وأنه صاحَب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ،

    ولازمه ما يربو على ثلاث سنين ، ويكفيه ذلك فضلاً وشرفاً، وقد دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - له ولأمه أن يحببهما

    إلى عباده المؤمنين كما في الصحيح ، وكان عريف أهل الصفة ، وهم أضياف الإسلام ، وأحباب النبي عليه الصلاة

    والسلام ، وقد ذكره الإمام مسلم فيمن لهم فضائل من الصحابة ، وعقد له الإمام النووي باباً في شرحه على مسلم ، وذكر

    الحاكم في مستدركه جملة صالحة من مناقبه استغرقت بضع صفحات ، وأما البخاري فهو وإن لم يعقد له ترجمة خاصة ،

    لكنه ذكر فضائله ضمن أبواب كتابه ، ومنها كتاب العلم .

    وطعنوا في صدقه وديانته ، وأنه إنما أسلم حباً في الدنيا لا رغبة في الدين ، وهي دعوى يكذبها كل من يطالع سيرته

    وترجمته ، وما كان عليه رضي الله عنه ، من التقشف والانقطاع إلى العلم والعبادة ، وتبليغ أحاديثه - صلى الله عليه وسلم

    - .

    ثم بحثوا عن كل عيب يمكن إلصاقه به ، حتى ولو كان من الأمور التي لا يعاب المسلم بها ، ولا تعلق لها بالحديث

    والرواية .

    فعيروه بفقره وجوعه ، ومتى كان الفقر عيباً يعير به الإنسان إلا في منطق المتعالين المتكبرين ؟!

    وعيروه بأميته ، وهل كانت أمية الصحابي سبباً للطعن فيه في أي عصر من عصور الإسلام ؟!حتى تذكر من جملة

    المطاعن ، ونحن نعلم أن الكتبة من الصحابة قليل لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة .

    وجعلوا من لطافة أخلاقه ، وطيب معشره مدخلاً للنيل منه ، فوصفوه بأنه كان مزاحاً مهذاراً ، مع أنه خلق أكرمه الله به ،

    وحببه به إلى الناس ، ومتى كان المزاح المباح ، والتلطف إلى الناس والتودد إليهم خلقاً معيباً عند كرام الناس ، وقد كان

    النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس خلقاً ، ومع ذلك كان يمازح أصحابه ولا يقول إلا حقاً ، وكذلك كان الصحابة

    رضي الله عنهم ، فما هو الحرج في المزاح إذا كان مباحاً لا إسفاف فيه ، ولا إيذاء لأحد ، وفيه من المعاريض التي تدعو

    إلى إعمال الفكر والنظر ، وكل الذي ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه ، إنما هو من هذا القبيل ، وأما المزاح الساقط ،

    المشتمل على المجازفة ورديء القول والفعل ، فحاشا وكلا أن يكون أبو هريرة مما عرف به .

    ثم لماذا يركز على هذا الجانب فقط من ترجمة أبي هريرة ، وتغفل الجوانب الأخرى التي عرف واشتهر بها بين الناس

    ورواها كل من ترجم له ، أين هي أخبار عبادته وصيامه وقيامه ، وتسبيحه وأوراده ؟!، أين هي أخبار كرمه وجوده ،

    وزهده وتقشفه وإعراضه عن الدنيا ؟! ، لماذا لا تذكر هذه الأمور عند التعرض له ، لا شك أن وراء الأكمة ما وراءها .

    ورموه أيضاً بعدم الفقه وقلة الفهم ، وهو محض افتراء على التاريخ ، والواقع أنه كان من فقهاء الصحابة ، ومن كبار أئمة

    الفتوى ، كما يذكر ذلك أهل التراجم والطبقات فقد ذكره ابن سعد أنه ممن كانوا يفتون بالمدينة منذ مقتل عثمان إلى أن

    توفي رحمه الله ، وهذا يعني أنه مكث يفتي الناس على ملأ من الصحابة والتابعين ثلاثة وعشرين عاماً ، وكان يعارض

    أجلاء الصحابة كابن عباس في بعض المسائل ، وعده ابن حزم في فقهاء الصحابة ، وكذا الحافظ بن حجر في الإصابة ،

    وجمع تقي الدين السبكي جزءاً في فتاوى أبي هريرة ، وقال الإمام الذهبي في " تذكرة الحفاظ " : أبو هريرة الدوسي

    اليماني ، الحافظ الفقيه ، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان من أوعية العلم ، ومن كبار أئمة الفتوى ، مع

    الجلالة والعبادة والتواضع " أهـ ، وعندما ذكر ابن القيم في " إعلام الموقعين " المفتين من الصحابة ، وأنهم كانوا بين

    مكثر ومقل ومتوسط ، ذكر أبا هريرة من المتوسطين مع أبي بكر الصديق ، و أبي موسى الأشعري ، و معاذ بن جبل ، و

    جابر بن عبد الله ، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ، فمن زعم بعد ذلك أن أبا هريرة غير فقيه فهو العاري

    عن الفقه .

    وقالوا : إنه لم يكن يكتب الحديث ، بل كان يحدث من ذاكرته ، مع أن ذلك شيء لم ينفرد به أبو هريرة رضي الله عنه ،

    بل هو صنيع كل من روى الحديث من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عدا عبد الله بن عمرو بن العاص فقد

    كانت له صحيفة يكتب فيها .

    وادعوا كذلك أنه ، لم يكن يقتصر في تحديثه على ما سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مباشرة ، بل كان

    يحدث عنه ، بما أخبره به غيره ، واعتبروا ذلك منه تدليساً ، مع أن المعروف عند أهل العلم أن رواية الصحابي عن

    الصحابي وإسناده إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تسمى تدليساً ، بل تسمى إرسالاً ، وقد أجمع أهل العلم على

    الاحتجاج بمرسل الصحابي وقبوله ، وأن حكمه حكم المرفوع ، لأن الصحابي لا يروي إلا عن صحابي مثله ، والصحابة

    كلهم عدول ، فكون أبي هريرة يرسل بعض الأحاديث التي سمعها من غيره من الصحابة هذا أمر لا يعيبه ولا ينقص من

    قدره ، ولا يختص به وحده ، فقد كان ذلك شأن كثير من الصحابة الذين لم يحضروا بعض مجالسه - صلى الله عليه وسلم

    - إما لاشتغالهم ببعض أمور المعاش ، وإما لحداثة أسنانهم كابن عباس وغيره ، وإما لتأخر إسلامهم ، ويؤيد ذلك قول أنس

    بن مالك رضي الله عنه : " ما كل ما نحدثكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمعناه ولكن لم يكذب بعضنا بعضاً

    " ، كما أن الأحاديث التي أرسلها هي شيء يسير مقارنة بما سمعه مباشرة بدون واسطة ، وقد تتبع الحافظ العراقي ما رواه

    عن غيره فجمع عشرين حديثاً فيها ما لا يصح .

    وانتقدوا أيضاً كثرة أحاديثه - التي بلغت كما جاء في مسند بقي بن مخلد 5374- ، مع تأخر إسلامه حيث إنه لم يصحب

    النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا ثلاث سنين ، مدعين أن بعض الصحابة قد انتقدوه على إكثاره ، وشكوا فيه .

    وكل باحث متجرد يجزم بأن سبب هذه الكثرة إنما هي طول ملازمته للرسول - صلى الله عليه وسلم - في جميع أحواله ،

    خلال هذه الفترة ، مع ما حباه الله من قوة الحفظ والذاكرة ، ببركة دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، أضف إلى ذلك

    تفرغه التام من الشواغل والصوارف ، فقد كان من فقراء الصحابة ومن أهل الصفة ، ليس له أهل ولا ولد ولا مال ، وكان

    يلازم النبي - صلى الله عليه وسلم - على ما يقيم به صلبه ، ولا شك أن المتفرغ للشيء ، المهتم به ، المتتبع له ، يجتمع

    له من أخباره ، والعلم به في زمن يسير ، ما لا يجتمع لمن لم يكن كذلك .

    وبعد أن تفرق الصحابة في الأمصار على عهد الخلفاء الراشدين ، رأى أن من الواجب عليه ، أن يبلغ ما حفظه عن النبي

    - صلى الله عليه وسلم - إلى أمته ، وخاف عاقبة الكتمان إن هو امتنع عن التحديث ، فتفرغ للعلم والرواية والتحديث ،

    وكان من الطبيعي أن يثير إكثار أبي هريرة من الحديث استغراب بعض التابعين ، ولكن ما أن يبين لهم سبب ذلك ، حتى

    يزول هذا الاستغراب والدهشة ، فقد جاء في الصحيحين عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : يقولون

    : إن أبا هريرة قد أكثر ، والله الموعد ، ويقولون ما بال المهاجرين والأنصار لا يتحدثون مثل أحاديثه ، وسأخبركم عن

    ذلك : إن إخواني من الأنصار كان يشغلهم عمل أَرَضيهم ، وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق ،

    وكنت ألزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ملء بطني ، فأشهد إذا غابوا ، وأحفظ إذا نسوا ، ولقد قال رسول الله

    - صلى الله عليه وسلم - يوما : ( أيكم يبسط ثوبه فيأخذ من حديثي هذا ثم يجمعه إلى صدره فإنه لم ينس شيئا سمعه ) ،

    فبسطت بردة علي ، حتى فرغ من حديثه ، ثم جمعتها إلى صدري ، فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئا حدثني به ، ولولا آيتان

    أنزلهما الله في كتابه ما حدثت شيئا أبدا : {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب

    أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون *إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم }( البقرة

    159- 160) .

    ولا يوجد أبداً نص ثابت يفيد بأن الصحابة رضي الله عنهم شكوا فيه ، أو صرحوا بكذبه ، أو منعوا من الاستماع إليه ، بل

    نصوص التاريخ الثابتة ، كلها تقطع بإقرار الصحابة له بالحفظ ، واعترافهم بأنه كان أكثرهم اطلاعاً على الحديث ، وربما

    استغرب أحدهم بعض أحاديثه ، ولكنه لا يلبث إلا أن يسلم له ، ويقبل منه ، ويعترف بإحاطته وحفظه .

    ذكر ابن سعد في الطبقات أن أبا هريرة رضي الله عنه حدَّث ذات مرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بحديث ( من

    شهد جنازة فله قيراط ) ، فقال ابن عمر : " انظر ما تحدث به يا أبا هريرة فإنك تكثر الحديث عن النبي - صلى الله عليه

    وسلم - فأخذ بيده فذهب به إلى عائشة ، فقال : أخبريه كيف سمعتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ، فصدَّقَت

    أبا هريرة ، فقال أبو هريرة : يا أبا عبد الرحمن والله ما كان يشغلني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - غرس الوَدِيِّ ،

    ولا الصفق بالأسواق ، فقال: ابن عمر : " أنت أعلمنا يا أبا هريرة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأحفظنا لحديثه "

    وأصله في الصحيح .

    وأخرج ابن كثير في تاريخه عن أبي اليسر عن أبي عامر قال : كنت عند طلحة بن عبيد الله ، إذ دخل رجل فقال : يا أبا

    محمد ، والله ما ندرى هذا اليماني أعلم برسول الله منكم ؟ أم يقول على رسول الله ما لم يسمع ، أو ما لم يقل ، فقال طلحة

    : " والله ما نشك أنه قد سمع من رسول الله ما لم نسمع ، وعلم ما لم نعلم ، إنا كنا قوماً أغنياء ، لنا بيوتات وأهلون ، وكنا

    نأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرفي النهار ثم نرجع ، وكان هو مسكيناً لا مال له ولا أهل ، وإنما كانت يده

    مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان يدور معه حيث دار ، فما نشك أنه قد علم ما لم نعلم ، وسمع ما لم نسمع "

    وقد رواه الترمذى أيضاً .

    كل ذلك يؤكد على أن صدق أبي هريرة لم يكن أبداً محل نزاع أو شك عند الصحابة ولا من بعدهم من التابعين .

    وأما ما ورد من أن عمر نهاه عن التحديث ، وقال له : " لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس " ، فإنه

    على افتراض صحة هذه الرواية ، فقد كان ذلك في ظرف معين ، فعندما رأى أبو هريرة رضي الله عنه أن من الواجب

    عليه أن يحدث الناس بما سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خروجاً من إثم كتمان العلم ، ألجأه ذلك إلى أن

    يكثر من رواية الحديث ، فربما سرد في المجلس الواحد الكثير من الأحاديث ، وكان عمر رضي الله عنه ، يرى أن يشتغل

    الناس بالقرآن ، وأن يقلوا الرواية عن رسول الله في غير أحاديث العمل ، وأن لا يحدث الناس بأحاديث الرخص لئلا

    يتكلوا عليها ، إلى غير ذلك من الأمور ، ومن أجل ذلك قال لأبي هريرة ما قال ، لأنه كان أكثر الصحابة رواية للأحاديث

    ، فلم يقل ذلك تكذيباً له ولا شكاً في حديثه - وقد ذكر هذا التوجيه الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية - ، كما

    ذكر أنه أذن له في التحديث بعد ذلك . انظر سير أعلام النبلاء (2/601).

    وهذا التوجيه إنما هو على فرض صحة هذه الرواية وثبوتها ، ولكن دون ذلك - كما قال المعلمي في الأنوار الكاشفة -

    مفاوز وقفار تنقطع فيها أعناق المطي ، وقد ذكر ما يثبت عدم صحة الخبر .

    وأما ما يروونه من أن عمر رضي الله عنه ضربه بالدرة ، وقال له : " أكثرت يا أبا هريرة من الرواية ، وأَحْرِ بك أن

    تكون كاذباً على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فكل ذلك كذب مفضوح ، لا يوجد في أي مصدر معتمد ، وإنما هي

    أخبار مستقاة من مصادر أقل ما يقال عنها ، إنها مصادر غير معتمدة في البحث العلمي ، ككتب الأدب التي تروي التالف

    والساقط من الأخبار ، أو كتب أهل الأهواء التي عرف أصحابها ببغض أبي هريرة والافتراء عليه ، وليس لها أي قيمة

    علمية .

    إذاً فإكثار أبي هريرة من الرواية كان مرجعه إلى طول الملازمة ، وعدم الشواغل ، والتفرغ للعلم والتعليم والفتيا ، وتأخر

    الوفاة ، وعدم الاشتغال بشؤون الحكم والولاية ، فهل يجوز بعد ذلك أن تتخذ كثرة روايته ، وحفظه للحديث مجالاً للطعن

    في صدقه وأمانته ؟!.

    ولم تقف مطاعنهم عند هذا الحد ، فقد افتروا عليه بأنه كان متشيعاً لبني أمية ، يأخذ من معاوية الأعطيات من أجل وضع

    الأحاديث في ذم علي رضي الله عنه ، مع أن التاريخ والروايات والأخبار كلها تشهد بأن أبا هريرة رضي الله عنه كان

    محباً لآل البيت ، يعرف قدرهم ومكانتهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يناصبهم العداء قط ، وهو الذي

    روى الكثير في مناقبهم وفضائلهم ، وبوجه خاص فضائل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ، ومن أشهرها حديث الراية

    يوم خيبر ، وروى في فضائل الحسن و الحسين أكثر من حديث ، وهو الذي كشف عن بطن الحسن رضي الله عنه ، وقال

    : أرني أقبل منك حيث رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم يقبل - ، وكان أبو هريرة رضي الله عنه ممن نصر

    عثمان يوم الدار كما نصره علي وابنه الحسن و الحسين .

    بل إن الروايات التاريخية الصحيحة تدل على أنه رضي الله عنه كانت له مواقف صلبة مع بعض الولاة من بني أمية كما

    في موقفه مع مروان بن الحكم - الذي كان والي المدينة آنذاك ، فقد اصطدم معه حين تدخل مروان في منع دفن الحسن

    عند الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأغلظ له في الكلام قائلاً : " تدَخَّلُ فيما لا يعنيك " ، ولما أراد أن يتخذ مروان من

    إكثار أبي هريرة للحديث ، سبيلاً إلى إسكاته أجابه بجواب صريح قوي ، حتى تمنى مروان أنه لم يكن أثاره ، وكانت

    بينهما وحشة استمرت إلى قرب وفاة أبي هريرة ، وكان مما قاله : " إنى أسلمت وهاجرت اختياراً وطوعاً ، وأحببت

    رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حباً شديداً ، وأنتم أهل الدار ، وموضع الدعوة ، أخرجتم الداعى من أرضه ،

    وآذيتموه وأصحابه ، وتأخر إسلامكم عن إسلامي إلى الوقت المكروه إليكم ، فندم مروان على كلامه له واتقاه " .

    وروى البخاري عن عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد قال أخبرني جدي قال : كنت جالسا مع أبي هريرة في

    مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة ومعنا مروان قال أبو هريرة : سمعت الصادق المصدوق يقول : ( هلاك

    أمتي على يدي غلمة من قريش ) وفي رواية ( غلمة سفهاء ) ، فقال أبو هريرة : " لو شئت أن أقول بني فلان ، وبني

    فلان لفعلت ، وكان ذلك كما قال الحافظ في الفتح في زمن معاوية رضي الله عنه ، وفي ذلك تعريض ببعض أمراء بني

    أمية .

    بل روي عنه ما هو أصرح من ذلك مما يدل على شجاعته ، وعدم مداهنته ، فثبت عنه أنه كان يتعوذ بالله من رأس

    الستين وإمارة الصبيان ، ويشير إلى خلافة يزيد بن معاوية لأنها كانت سنة ستين للهجرة ، واستجاب الله دعاء أبي هريرة

    فمات قبلها بسنة ، كما ذكر ذلك الحافظ بن حجر في الفتح .

    ولكنه مع ذلك كله كان منصرفاً إلى بث السنة وخدمة العلم ، أبى أن يخوض في الفتنة التي وقعت بين علي و معاوية

    رضي الله عنهما ، كما أبى أن يخوضها عدد من كبار الصحابة ، اجتهاداً منهم بأن هذا هو الموقف الأسلم ، والأبرأ للذمة .

    فهل هذه مواقف رجل متهم في دينه وإسلامه ، متشيع لبني أمية كما يريد أن يصوره الأفاكون المبطلون ، عليهم من الله ما

    يستحقون .

    ومما شغب به أهل الأهواء على أبي هريرة حديث الوعائين ، وهو حديث أخرجه البخاري عنه وفيه يقول : " حفظت من

    رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم ".
    فقالوا لو صح لترتب عليه أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قد كتم شيئاً من الوحي عن جميع الصحابة سوى أبي

    هريرة وهذا لا يجوز بإجماع المسلمين ، وكيف يخص أبا هريرة بعلم ، دون سائر الصحابة ممن هم أرفع منه منزلة وقدراً

    .

    وقد أجاب أهل العلم عن المقصود بهذا الحديث فقالوا : المراد بالوعائين نوعان من الأحاديث التي تلقاها عن النبي - صلى

    الله عليه وسلم- ، فأما النوع الأول : فهو ما يتعلق بأحاديث الأحكام والآداب والمواعظ ، وهذا هو الذي بلَّغه خشية إثم

    الكتمان ، وأما الآخر فهو ما يتعلق بالفتن والملاحم وأشراط الساعة ، وما سيقع للناس ، والإشارة إلى ولاة السوء ، مما لا

    يتوقف عليه شيء من أصول الدين أو فروعه ، فهذا هو الذي آثر ألا يذكر الكثير منه حتى لا يكون فتنة للسامع ، أو

    يسبب له التحديث به ضرراً في نفسه أو ولده أو ماله .

    ولعل مما يؤكد ذلك رواية ابن سعد في الطبقات والتي يقول فيها : " لو حدَّثتكم بكل ما في جوفي لرميتموني بالبعر ، فقال

    الحسن : " صدق والله ، لو أخبرنا أن بيت الله يهدم ويحرق ما صدقه الناس " .

    وهذا هو الذي ذكره أهل العلم في توجيه هذا الأثر ، قال الإمام ابن كثير في " البداية والنهاية " : " وهذا الوعاء الذي كان

    لا يتظاهر به ، هو الفتن والملاحم ، وما وقع بين الناس من الحروب والقتال ، وما سيقع ، التي لو أخبر بها قبل كونها ،

    لبادر كثير من الناس إلى تكذيبه ، وردوا ما أخبر به من الحق " أهـ .

    وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " : " وحمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين

    أسامي أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم ، وقد كان أبو هريرة يكنى عن بعضه ولا يصرح به ، خوفا على نفسه منهم ، كقوله

    : " أعوذ بالله من رأس الستين وإمارة الصبيان " ، يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية ، لأنها كانت سنة ستين من الهجرة ،

    واستجاب الله دعاء أبي هريرة فمات قبلها بسنة ..... ثم قال : " ويؤيد ذلك أن الأحاديث المكتومة ، لو كانت من الأحكام

    الشرعية ما وسعه كتمانها ، لما ذكره في الحديث الأول من الآية الدالة على ذم من كتم العلم ، وقال غيره : " يحتمل أن

    يكون أراد مع الصنف المذكور ما يتعلق بأشراط الساعة ، وتغير الأحوال والملاحم في آخر الزمان ، فينكر ذلك من لم يألفه

    ، ويعترض عليه من لا شعور له به " أهـ .
    وأيا كان تأويل الحديث فليس فيه ما يدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خصه بشيء من ذلك دون غيره من

    الصحابة .

    كل ذلك نموذج لما قيل في هذا الصحابي الجليل ، وهو يكاد يرجع في أصوله ومعناه إلى ما قاله الأقدمون من أهل الأهواء

    ، بفارق واحد كما قال العلامة " أحمد شاكر " أن أولئك الأقدمين - زائغين كانوا أو ملحدين - كانوا علماء مطلعين ،

    أكثرهم ممن أضله الله على علم ، وأما هؤلاء المعاصرون فليس إلا الجهل والجرأة وترديد ألفاظ لا يفهمونها ، بل هم فيها

    مقلدون متبعون لكل ناعق .

    وقد تعرض الحاكم رحمه الله في المستدرك لكل من تكلم في أبي هريرة رضي الله عنه ، وجعلهم أصنافاً ، وكأنما يرد على

    هؤلاء المعاصرين فقال رحمه الله : " وإنما يتكلم في أبي هريرة لدفع أخباره من قد أعمى الله قلوبهم ، فلا يفهمون معاني

    الأخبار ، إما معطل جهمي يسمع أخباره التي يرونها خلاف مذهبهم - الذي هو كفر - فيشتمون أبا هريرة ويرمونه بما الله

    تعالى قد نزهه عنه ، تمويهاً على الرعاع والسفل ، أن أخباره لا تثبت بها الحجة .

    وإما خارجي يرى السيف على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا يرى طاعة خليفة ولا إمام ، إذا سمع أخبار أبي

    هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خلاف مذهبهم الذي هو ضلال ، لم يجد حيلة في دفع أخباره

    بحجة وبرهان ، كان مفزعه الوقيعة في أبي هريرة .

    أو قدري اعتزل الإسلام وأهله ، وكفَّر أهل الإسلام الذين يتبعون الأقدار الماضية التي قدرها الله تعالى وقضاها قبل كسب

    العباد لها ، إذا نظر إلى أخبار أبي هريرة التي قد رواها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في إثبات القدر لم يجد بحجة

    يريد صحة مقالته التي هي كفر وشرك ، كانت حجته عند نفسه : أن أخبار أبي هريرة لا يجوز الاحتجاج بها .

    أو جاهل يتعاطى الفقه ويطلبه من غير مظانه ، إذا سمع أخبار أبي هريرة فيما يخالف مذهب من قد اجتبى مذهبه وأخباره

    ، تقليداً بلا حجة ولا برهان ، تكلم في أبي هريرة ، ودفع أخباره التي تخالف مذهبه ، ويحتج بأخباره على مخالفيه ، إذا

    كانت أخباره موافقة لمذهبه .

    وقد أنكر بعض هذه الفرق على أبي هريرة أخباراً لم يفهموا معناها ، أنا ذاكر بعضها بمشيئة الله تعالى " أهـ .

    ثم أخذ الحاكم يذكر بعض الأحاديث التي استشكلت من أحاديث أبي هريرة ويجيب عنها .

    فهذه كلمة الحق في رواية الإسلام أبي هريرة رضي الله عنه ، وهذا هو ما ذهب إليه أئمة الهدى ، وأعلام التقى ، وكبار

    فقهاء الإسلام ومحدثيه ، وإن صحابياً يظل يحدث الناس سبعاً وأربعين سنة بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - على

    مرأى ومسمع من كبار الصحابة والتابعين ، ويبلغ الآخذون عنه ثمانمائة من أهل العلم ، لا يعرف أن أحداً من الصحابة

    بلغ مبلغه في الآخذين عنه ، وكلهم يجمع على جلالته والثقة به ، وينطوي على ذلك تاريخ الإسلام أربعة عشر قرناً من

    الزمان ، وكلها شهادات حق وصدق في أحاديثه وأخباره ، ليأتي اليوم من يشكك فيه ، ويزعم أن المسلمين جميعاً أئمة

    وأصحاباً وتابعين ومحدثين كانوا مخدوعين فيه ، ولم يعرفوه على حقيقته ، وأنه كان يكذب ويفتري في الواقع ، فأي إزراء

    واستخفاف بعقول هذه الأمة وعلومها ودينها أعظم من هذا ، وصدق الله : { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي

    في الصدور }( الحج 46) .

    _______________

    المراجع :
    - السنة ومكانتها في التشريع د.مصطفى السباعي .
    - دفاع عن السنة د. محمد أبو شهبة .
    - أبو هريرة راوية الإسلام د. محمد عجاج الخطيب .
    - موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية ، الأمين الصادق الأمين .
    - الحديث والمحدثون محمد أبو زهو .
    - المستشرقون والحديث النبوي د. محمد بهاء الدين .
    - الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني .

    الحمد لله على الاسلام والسنة.




    وبعد ان بينا بالأدله اسباب رواية ابو هريره لخمسة آلاف حديث
    و ذكرنا للجويهل ان بعض رواتهم وصلت عدد رواياته الى سبعين الف حديث


    نعيد الاسئله

    هل يستطيع احد من بني البشر رواية سبعين الف حديث؟؟؟؟؟؟؟؟

    اذا كانت الاجابه بنعم



    فما بالنا بشخص روى فقط خمسة آلاف حديث

    وان كانت الاجابه بلا

    فأذهبوا الى كتبكم ونقحوا ماروي عنهم كذبا وبهتانا

    والحمد لله على نعمة العقل والاسلام والبصيره

  2. #17

    افتراضي

    هذا رد علمي على الشبهات والضلالات التي سطرها الكاتب الرافضي عدنان الجنيد في صحيفة المستقلة حول الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه.

    وقد كتب الرد أخوان فاضلان من مدينة تعز التي ينتمي أليها الرافضي عدنان، وهو عبارة عن كتيب من حوالي عشرين صفحة، وأترككم مع الرد الذي يحوي الكثير من الفوائد والنقولات القيمة:

    القسم الأول:

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ثم أما بعد فإن كراهية الشيعة الرافضة لصحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليست وليدة اليوم بل هي كراهية عميقة وتمتد من زمن بعيد ولهذا روى الكليني الرافضي عن أبي جعفر قال : كان الناس أهل ردة بعد النبي إلا ثلاثة المقداد بن الأسود وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري؟روضة الكافي 8/246 /إن أصحاب محمد هم أكثر الناس تعرضاً لسب الشيعة ولعنهم وطعنهم وبالذات أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة زوجتا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك كان الخميني يدعو كل يوم بعد صلاة الصبح ( اللهم العن صنمي قريش – أبو بكر وعمر – وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما – عائشة وحفصة ... الخ وهو دعاء منصوص عليه في كتب الشيعة المعتبرة راجع (لله ثم للتاريخ ) ص87 ولو سألنا اليهود : من هم أفضل الناس في ملتكم ؟ لقالوا : إنهم أصحاب موسى ولو سألنا النصارى : من هم أفضل الناس في أمتكم ؟ لقالوا إنهم حواريو عيسى ولو سألنا الشيعة : من هم أسوأ الناس في نظركم وعقيدتكم ؟ لقالوا : إنهم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم
    فهكذا تطعن الرافضة في خير الخلق بعد الأنبياء الذين وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعوته وجهاده وضحوا بأموالهم وأولادهم وأنفسهم وديارهم أليس هذا دليل على صدق إيمانهم وجهادهم وإخلاصهم ، ولهذا مدحهم الله في كتابه الكريم وأثنى عليهم وكذلك رسوله صلى الله عليه وآله وسلم في سنته المباركة وجاء النهي عن سبهم والطعن فيهم والحقد عليهم ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ) وقال صلى الله عليه وآله وسلم ( لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) رواه الشيخان عن أبي سعيد ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم ( من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) رواه الطبراني عن ابن عباس
    وبعد :- فقد ظهر في مدينتنا – حرسها الله – بعض أفراخ الرافضة الطاعنين في صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبينما الأمة ما زالت مجروحةً لما حدث من الغرب الكافر من الإستهزاء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإذا بنا نفاجأ بمن يطعن في أحباب رسول الله وأنصاره ليزيد الأمة جرحاً إلى جرحها وألماً إلى آلامها – فحسبنا الله ونعم الوكيل ومن ذلك ما طالعتنا به جريدة المستقلة في أحد أعدادها وهو العدد رقم 18 ( 15 فبراير 2006 م ) من مقال لأحد أفراخ الشيعة الرافضة المدعو عدنان بن أحمد يحيى الجنيد – المدرس في مدرسة الفاروق في مدينة تعــز – والذي سلط فيه حقده وأنزل كامل خبثه وكيده على الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه راوية الإسلام وحافظ السنة النبوية فجمع في مقاله السب والشتم وقلة الأدب والبذاءة والألفاظ التي يتنزه عنها أبناء الشوارع والسوقة وصبها على هذا الصحابي الجليل بل وزاد على ذلك الكذب والافتراء والبتر وإنزال النصوص في غير موضعها ، وانطلاقاً من قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ) رواه أحمد عن أبي الدرداء
    ودفاعاً عن صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ووفاء له عليه الصلاة والسلام ولصحابته وحاملي سنته كان هذا الرد الذي نسأل الله أن يرزقنا فيه الإخلاص وأن ينفع به وقبل أن ندخل في تفاصيل الرد على الجنيد الآثم نريد أن نعرف من هو أبو هريرة ؟
    ترجمة موجزة لأبي هريرة رضي الله عنه
    الأشهر أن اسمه عبد الرحمن بن صخر وهو من الأزد ثم من دوس من اليمن وذكر ابن كثير أن رسول الله كناه بأبي هريرة فقد ثبت في الصحيح أن رسول الله قال له : يا أبا هر ) وثبت أنه قال ( يا أبا هريرة ) وروى أبو هريرة عن رسول الله الكثير الطيب وكان من حفاظ الصحابة قال البخاري روى عنه نحو من ثمانمائة رجل أو أكثر من أهل العلم من الصحابة والتابعين وغيرهم قال عمرو بن على الفلاس : كان ينزل المدينة وكان إسلامه سنة خيبر وفي البخاري ومسلم عن أبي العالية عن أبي هريرة قال : لما أسلمت قال رسول الله ممن أنت ؟ فقلت : من دوس فوضع يده على جبهته وقال ( ما كنت أرى أن في دوس رجلاً فيه خير ) . وقد لزم أبو هريرة رسول الله بعد إسلامه فلم يفارقه في حضر ولا سفر وكان أحرص شيء على سماع الحديث منه وتفقه وكان يلزمه على شبع بطنه . وقد جاء في مسند أحمد عن أبي كثير عن أبي هريرة قال : والله ما خلق الله مؤمناً يسمع بي ولا يراني إلا أحبني قلت : وما علمك بذلك يا أبا هريرة ؟ قال : بعد أن ذكر قصته مع أمه قلت : يا رسول الله أدعوا الله أن يحببني وأمي لعباده المؤمنين فقال : اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين وحببهم إليهما ) قال أبو هريرة فما خلق الله من مؤمن يسمع بي ولا يراني أو يرى أمي إلا وهو يحبني قال ابن كثير معلقاً : وقد رواه مسلم من حديث عكرمة عن عمار نحوه وهذا الحديث من دلائل النبوة فإن أبا هريرة محبب إلى جميع الناس( ) وقد شهر الله ذكره بما قدره أن يكون من روايته من إيراد هذا الخير عنه على رؤوس الناس في الجوامع المتعددة في سائر الأقاليم في الإنصات يوم الجمعة بين يدي الخطبة والإمام على المنبر وهذا من تقدير الله العزيز العليم ومحبة الناس له رضي الله عنه وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: قلت يا رسول الله إني أسمع منك حديثاً كثيراً فأنساه فقال : ابسط ردائك فبسطته ثم قال : ضمه فضممته فما نسيت حديثاً بعد ) وقد شهد له النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحرصه على الحديث كما في البخاري أنه قال قلت لرسول الله يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أوَّل منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال : لا إله إلا الله خالصاً من قبل نفسه)
    قال أبو صالح كان أبو هريرة من أحفظ أصحاب رسول الله ولم يكن بأفضلهم وقال الإمام الشافعي : أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره . وقال ابن كثير : 8 / 95 : وقد كان أبو هريرة من الصدق والحفظ والديانة والعبادة والزهادة والعمل الصالح على جانب عظيم .
    وعن أبي عثمان النهدي قال : كان ابو هريرة يقوم ثلث الليل وامرأته بثلثه وابنته ثلثه يقوم هذا ثم يوقظ هذا هذا وكان يقول : إني أجزئ الليل ثلاثة أجزاء فجزءاً لقراءة القرآن وجزءاً أنام فيه وجزءاً أتذكر فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال عكرمة كان أبو هريرة يسبح كل ليلة اثنتي عشرة ألف تسبيحه يقول : أسبح على قدر ديتي ولما حضره الموت بكى فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال : ما أبكي على دنياكم هذه ولكن أبكي على بعد سفري وقلة زادي وإني أصبحت في صعود ومهبط على جنة ونار لا أدري إلى أيهما يؤخذ بي . ودخل مروان على أبي هريرة في مرضه الذي مات فيه فقال : شفاك الله يا أبا هريرة قال أبو هريرة : اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي فما بلغ مروان أصحاب القطن حتى مات أبو هريرة وتوفى رضي الله عنه سنة تسع وخمسين عن ثمان وسبعين سنة .
    ومن هذا الإيجاز في هذه الترجمة يتبين لنا ما كان عليه أبو هريرة رضي الله عنه من الزهد والورع والحفظ والصلاح والعلم مما يجعله أبعد الناس عن الكذب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
    الفرية الأولى: وبعد هذا آن الأوان لأن نقف مع أكاذيب الجنيد وخزعبلاته التافهة وشبهاته الخاوية لينكشف الستار ويظهر العوار ويستبين كل مسلم الإفك المفترى والكذب المختلق
    (السبب في كثرة أحاديث أبي هريرة ) :
    بدأ الجنيد في بداية مقاله الآثم يشكك في رواية أبي هريرة رضي الله عنه لتلك الأحاديث الكثيرة التي يرويها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله ( وأنى لأبي هريرة أن يروي ذلك الكم الهائل من الأحاديث وهو لم يسلم إلا في السنة السابعة من الهجرة ولم يمكث مع رسول الله غير ثلاث سنوات ).
    يبين لنا أبو هريرة بنفسه السبب الذي من أجله كان أكثر الصحابة حديثاً وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فقد روى الإمام مسلم في صحيحة عن أبي هريرة أنه قال : إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله والله الموعد كنت رجلاً مسكيناً أخدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ملئ بطني وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم وقال رسول الله من يبسط ثوبه فلن ينسى شيئاً سمعه مني؟ فبسطت ثوبي حتى قضى حديثه ثم ضممته إليّ فما نسيت شيئاً سمعته منه . قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( جـ 4 / 39 ) رحمه الله : فقد بين أن سبب حفظه ملازمة النبي وقطع العلائق ودعاؤه له ) وها هو طلحة بن عبيد الله الصحابي الجليل يبين لنا كذلك هذا الأمر فقد جاء رجل إلى طلحة بن عبيد الله فقال : يا أبا محمد أرأيت هذا اليماني يعني أبا هريرة أهو أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منكم نسمع منه أشياء لا نسمعها منكم أم هو يقول على رسول الله ما لم يقل؟ فقال له طلحه : أما أن يكون سمع ما لم نسمع فلا أشك سأحدثك عن ذلك إنا كنا أهل بيوتات وغنم وعمل كنا نأتي رسول الله طرفي النهار وكان مسكيناً ضيفاً على باب رسول الله يده مع يده فلا نشك أنه سمع ما لم نسمع ولا تجد أحداً فيه خير يقول على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لم يقل 1.هـ رواه الحاكم في المستدرك ( 3 / 512 ) ومعلوم ولا شك أن المتفرغ والملازم مع اجتهاده يحصل على ما لم يحصل عليه غيره قال : العلامة ابن الوزير رحمه الله تعالى في العواصم ج2: وقد كانت لإكثار أبي هريرة من الرواية أسباب واضحة قد أجاب بها على من اعترضه في إكثاره أحدها : أنه كان فقيراً لا مال له ولا أهل وكان يلازم النبي على الدوام ولا يشغله عنه شاغل من مال ولا أهل ولا تجارة .
    ثانيها : أنه طال عمره فإنه توفي سنة تسع وخمسين وقد كانت تقل الرواية وتكثر بحسب طول المدة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك كانت رواية عمر أكثر من رواية أبي بكر .
    ثالثها : أنه كان فارغاً لطلب العلم قريباً لطيفاً حسن الأخلاق غير مهيب ولا بعيد .
    رابعها : دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم له بالحفظ 1.هـ .
    وقد حدث أبو أيوب( ) (1) وهو من كبار الصحابة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقيل له في ذلك فقال : إن أبا هريرة قد سمع ما لم نسمع ) راجع الأنوار الكاشفة للعلمي صـ 148 ، وقال له ابن عمر أنت يا أبا هريرة كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأعلمنا بحديثه وقال لعائشة : إني والله ما كانت تشغلني عنه المكحلة والخضاب ولكني أرى ذلك شغلك عما استكثرتِ من حديثي قالت : لعله) راجع الأنوار الكاشفة صـ 148 . فهذا اعتراف كبار الصحابة ومحدثيهم لأبي هريرة بأنه سمع ما لم يسمعوا وذلك لتفرغه وملازمته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
    فهل بعد هذا يأتينا مشكك أفاك فيقول من أين جاء أبو هريرة بهذا الكم الهائل من الأحاديث ؟ أخسأ – يا عدو صحابة رسول الله – فلن تعدو قدرك
    وبعد هذا دأب الجنيد جاهداً ليثبت ( أن أبا هريرة ينقص ويزيد ويتزلف لبعض الحكام بأحاديث ترضيهم ليشبع بطنه الجائعة ويكسي جسده بالديباج ويسكن القصر الذي طالما كان محروماً منه ) فبكل هذه الجرأة وبمنتهى الوقاحة يلصق مثل هذه الافتراءات بهذا الصحابي الفاضل . وراح يذكر بعض الأحاديث ليدلل على مقالته الآثمة وافتراءاته الإجرامية فوقع فيما رمى به غيره من الكذب والزيادة والنقصان وإليك برهان ذلك .
    الفرية الثانية: ذكر الجنيد في معرض ذكره لبعض الشبهات ليدعم بنيانه الهش حديثاً رواه مسلم في صحيحه عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقص يقول : في قصصه ( من أدركه الفجر جنباً فلا يصم ) فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن الحارث ( لأبيه ) فأنكر ذلك فانطلق عبد الرحمن وانطلقت معه حتى دخلنا على عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما فسألهما عبد الرحمن عن ذلك قال : فكلتاهما قالت كان النبي يصبح جنباً من غير حُلم ثم يصوم قال : فانطلقنا حتى دخلنا على مروان فذكر ذلك له عبد الرحمن فقال : مروان عزمت عليك إلا ما ذهبت إلى أبي هريرة فرددت عليه ما يقول : قال فجئنا أبا هريرة ... فذكر له عبد الرحمن فقال أبو هريرة : أهما قالتاه لك قال : نعم قال : هما أعلم ثم رد أبو هريرة ما كان يقول في ذلك إلى الفضل بن عباس فقال أبو هريرة سمعت ذلك من الفضل ولم أسمعه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : فرجع أبو هريرة عما كان يقول : في ذلك . وبسياق الحديث بتمامه يتبين لك من الذي يزيد وينقص ويكذب ويفتري وذلك من وجوه
    أولاً : قول الجنيد ( قلت فانظر إلى قوله هذا في البداية يعزي قوله للنبي ويقول بأنه سمع منه ذلك ) فأين في الحديث أن أبا هريرة ذكر أنه سمعه من رسول الله وإنما قال الراوي ( سمعت أبا هريرة يقص يقول في قصصه ) ولم يقل أنه سمع هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
    ثانياً : هذا من مراسيل الصحابة ومراسيل الصحابة مقبولة موصولة قال العلامة ابن الصلاح : أما مراسيل الصحابة كابن عباس وأمثاله ففي حكم الموصول لأنهم إنما يروون عن الصحابة وكلهم عدول فجهالتهم لا تضر ) وقال السيوطي في التدريب صـ 71 وفي الصحيحين من ذلك ما لا يحصى – يعني من مراسيل الصحابة – لأن أكثر رواياتهم عن الصحابة وكلهم عدول ورواياتهم عن غيرهم نادرة وإذا رووها بينوها بل أكثر ما رواه الصحابة عن التابعين ليس أحاديث مرفوعة بل إسرائيليات أو حكايات أو موقوفات قال الشيخ أحمد شاكر معلقاً : وهذا هو الحق ؟ "راجع الباعث الحثيث" قسم المرسل.
    قال ابن الوزير في العواصم ج2 صــ 62 إن أبا هريرة إنما روى الحديث الذي احتج به في الإبتداء مرسلاً ثم بين الواسطة بعد وبين أنه الفضل بن عباس لأن عادة كثير من أهل العلم خصوصاً أهل ذلك العصر هي الإرسال حتى يعرض سبب يوجب الإسناد فمن ذلك أن يكون الراوي غير شاك في صحة ما عنده لأنه لا يعرف معارضاً فحين يعرف ما يعارض روايته يقوي الداعي إلى بيان مستنده وكذلك فعل الحبر عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حيث كان يفتي أنه لا ربا إلا في النسيئة ، فلما أخبر بتحريم الربا في الصرف قال : أخبرني بذلك أسامة بن زيد والحديث في مسلم ( 1596 ، باب المساقاه ) ثم رجع إلى ما صح له عن غير أسامه ممن روايته أخص وأنص في المعنى أو متأخرة في التاريخ فقد يكون الرجوع على جهة اعتقاد التخصيص والبيان للمجملات وقد يكون على جهة اعتقاد النسخ للمنصوص وليس يستلزم كذب الراوي الأول على كل تقدير 1.هـ بتصرف . وكثير من الأحاديث رواها أبو هريرة وابن عباس وعائشة من هذا القبيل سمعوها من بعض الصحابة فأضافوها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من غير ذكر الواسطة ومنه حديث عائشة في بدء نزول الوحي ، ولعل علامة زمانه وفقيه عصره عدنان الجنيد لا يعرف ما معنى مرسل الصحابي فأتى من جهله .
    ثالثاً : الإمام النووي رحمه الله وهو شارح صحيح مسلم لم يفهم الفهم السقيم الذي فهمه الجنيد ولم يتطاول على أبي هريرة كتطاول الجنيد إنما بين ووضح كلام أهل العلم حول حديث أبي هريرة ومما نقله جواب ابن المنذر فقال ( 7 / 199) ( جواب ابن المنذر فيما رواه عن البيهقي أن حديث أبي هريرة منسوخ وأنه كان في أول الأمر حين كان الجماع محرماً في الليل بعد النوم كما كان الطعام والشراب محرماً ثم نسخ ذلك ولم يعلمه أبو هريرة فكان يفتي بما علمه حتى بلغه الناسخ فرجع إليه قال ابن المنذر : هذا أحسن ما سمعت فيه والله أعلم ) فبدلاً من الجهل والسفسطة وضرب الأدلة بعضها ببعض والإصطياد في الماء العكر كان ينبغي للجنيد أن يكتفي بما نقله أهل العلم وبينوه حول هذا الحديث وما حاله إلا كما قال القائل
    وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تأت به الأوائل
    وأنى له ذلك
    رابعاً : إن الجنيد لم يسق الحديث بتمامه لعلمه أنه سيفتضح ويستبين كذبه وبتره ففي الحديث تراجع أبي هريرة عما كان يقول ) وهذه المنقبة التي أغفل ذكرها عدنان الجنيد
    قال ابن حجر في الفتح ( وفيه فضيلة لأبي هريرة لاعترافه بالحق ورجوعه إليه وفيه إستعمال السلف من الصحابة والتابعين الإرسال 1.هـ .
    الفرية الثالثة : قال الجنيد متابعاً إفكه وضلاله ( ومن الأحاديث الدالة على عدم حفظه وكثرة نسيانه ما رواه أبو داوود الطيالسي صـ 215 عن مكحول قيل لعائشة إن أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : الشؤم في ثلاث في الدار والمرأة والفرس ) فقالت عائشة لم يحفظ أبو هريرة. دخل أبو هريرة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول قاتل الله اليهود يقولون ... الحديث.
    قال ابن حجر رحمه الله تعالى الفتح ج6 : ( وقد جاء عن عائشة أنها أنكرت هذا الحديث فقد روى الطيالسي في مسنده عن محمد بن راشد عن مكحول ... الحديث قال ابن حجر : ومكحول لم يسمع من عائشة فهو منقطع – ومحمد بن راشد المكحولي ضعيف كما ذكر الحافظ في التقريب لكن روى أحمد وابن خزيمة والحاكم من طريق قتادة عن أبي حسان ( دخل رجلان من بني عامر على عائشة فقالا : إن أبا هريرة قال إن رسول الله قال : الطيرة في ... الحديث قال ابن حجر ولا معنى لإنكار ذلك على أبي هريرة مع موافقة من ذكرنا من الصحابة له في ذلك 1.هـ .
    والحديث في البخاري ومسلم وعند أبي داوود عن عدد من الصحابة منهم عبد الله بن عمر وسهل بن سعد الساعدي وجابر بن عبد الله وسعد بن ابي وقاص فلم يكن أبو هريرة رضي الله عنه المنفرد الوحيد بهذا الحديث وهذا مما يزيد الثقة بأبي هريرة ويقوي الاعتماد على روايته قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الصحيحة المجلد الأول ( ولعل الخطأ الذي أنكرته السيدة عائشة هو من الراوي عن أبي هريرة وليست من أبي هريرة نفسه )

  3. #18

    افتراضي

    لقسم الثاني:

    الفرية الرابعة : قال الجنيد ( وهذا ابن عمر يتهم أبا هريرة في الزيادة في الحديث فقد روى مسلم في صحيحه ( 10/ 24 بشرح النووي ) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من اتخذ كلباً إلا كلب ماشية أو صيد أو زرع انتقص من أجره كل يوم قيراط ) فذكر لابن عمر قول أبي هريرة فقال : يرحم الله أبا هريرة كان صاحب زرع ) فهنا يتهمه بزيادة كلب زرع إيثاراً لمصلحته ) .
    قاتل الله الكذابيين والمفترين على صحابة النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم – وإنا لله وإنا إليه راجعون فأما قول ابن عمر ( يرحم الله أبا هريرة كان صاحب زرع ) قال الإمام النووي شرح مسلم ( 10 / 191 ) ( قال العلماء : ليس هذا توهيناً لرواية أبي هريرة ولا شكا فيها بل معناه أنه لما كان صاحب زرع وحرث اعتنى بذلك وحفظه وأتقنه والعادة أن المبتلى بشيء يتقنه ما لا يتقنه غيره ويتعرف من أحكامه ما لا يعرفه غيره ) 1 . هـ .
    ثم لو كان ابن عمر يتهم أبا هريرة بالزيادة في الحديث إيثاراً لمصلحته كما يدعي الجنيد لما دعا له بالرحمة وقال ( يرحم الله أبا هريرة ) وتكلم عنه بمثل هذا اللطف ، ولو كانت هذه الزيادة مكذوبة على رسول الله لما سكت عبد الله بن عمر بل لبين ووضح فتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز – ولكن يأبى أهل الضلال إلا الكذب والافتراء والتعسف .
    ثانياً : قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : وقد ذكر هذه الزيادة وهي اتخاذه للزرع من رواية ابن المغفل ومن رواية سفيان بن أبي زهير ومن رواية ابن عمر رضي الله عنهم فيحتمل أن ابن عمر لما سمعها من أبي هريرة وتحققها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رواها عنه بعد ذلك( ) وزادها في حديثه الذي كان يرويه بدونها ويحتمل أنه تذكر في وقت أنه سمعها من النبي فرواها ونسيها في وقت فتركها والحاصل أن أبا هريرة ليس منفرداً بهذه الزيادة بل وافقه جماعة من الصحابة في روايتها عن النبي ولو انفرد بها لكانت مقبولة مرضية مكرمة أ.هـ
    ثالثاً : ومما يبين كذب هذا الرجل ليس على أبي هريرة فحسب بل وعلى ابن عمر رضي الله عنهما بقوله أن ابن عمر كان يتهم أبا هريرة – مما يكشف مدى الزور والبهتان الذي يتحلى به عدنان الجنيد – ما جاء عن ابن عمر من مدح وثناء وشهادة لأبي هريرة بحفظ الحديث فقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية 8 / 94 ( عن نافع قال كنت في جنازة أبي هريرة وهو يمشي أمامها ويكثر الترحم عليه ويقول كان ممن يحفظ حديث رسول الله على المسلمين ) وفي مسند أحمد أن ابن عمر قال لأبي هريرة : أنت يا ابا هريرة كنت ألزمنا لرسول الله وأعلمنا بحديثه) وفي سير أعلام النبلاء للذهبي ( قيل لابن عمر هل تنكر مما يحدث به أبو هريرة شيئاً ؟ قال : لا ولكنه اجترأ وجبنا فقال أبو هريرة : فما ذنبي إن كنت حفظت ونسوه )
    فماذا بعد الحق إلا الضلال وبعد الصدق إلا الكذب والإفتراء قال صلى الله عليه وآله وسلم ( ومن قال في مؤمن ما ليس فيه سقاه الله من ردغة الخبال قيل وما ردغة الخبال : قال : عصارة أهل النار )
    الفرية الخامسة : قال الجنيد : ( وأزيدك على ما مر آنفاً ما رواه أبو داوود الطيالسي في مسنده صـ 199 بسند صحيح على شرط مسلم عن علقمة قال : كنا عند عائشة فدخل عليها أبو هريرة فقالت : يا أبا هريرة أنت الذي تحدث أن امرأة عذبت في هرة لها ربطتها لم تطعمها ولم تسقها فقال أبو هريرة سمعته من النبي فقالت عائشة أتدري ما كانت المرأة ؟ قال : لا قالت إن المرأة مع ما فعلت كانت كافرة إن المؤمن أكرم على الله من أن يعذبه في هره فإذا حدثت عن رسول الله فانظر كيف تحدث ، قلت : لعل أبا هريرة تفانى في محبة هرته حتى وضع لها حديثاً ) فبهذا أخرج الجنيد مخبؤه وأبان حقده الدفين ووصلت به الجرأة والإثم إلى إتهام أبي هريرة بالوضع في الحديث والكذب على رسول الله قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ( فلا يعرف من الصحابة من كان يتعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإن كان فيهم من له ذنوب لكن هذا الباب مما عصمهم الله فيه ) وقال ابن الوزير في العواصم ج2: وذكر المحققون أن الكذب على رسول الله لم يكن في زمن الصحابة ولا في زمن التابعين لا من برهم ولا من فاجرهم وإنما كان ذلك في أيام بني العباس ) . قال النووي في التقريب : الصحابة كلهم عدول من لابس الفتن وغيرهم بإجماع من يعتد به . وقال شاه ولي الله الدهلوي : وبالتتبع وجدنا أن جميع الصحابة يعتقدون أن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشد الذنوب ويحترزون عنه غاية الإحتراز .
    فما كان لصحابة النبي الكذب عليه ولا سيما من شهد له بالخيرية ودعا له بالمحبة بين الناس ألا شلت يده وخرست لسانه من يتهم الصحابة بما ليس فيهم . وقد أعمى الله بصر الجنيد – مع عمى بصيرته . فالمتأمل في الحديث يرى أن عائشة لم تكذب أبا هريرة بدليل قولها أتدري ما كانت المرأة ؟ وقولها إن المرأة مع ما فعلت ...الخ فدل هذا على اعترافها بصحة الحديث وعدالة أبي هريرة في نقله وإنما كلامها كان متعلقاً بتأويل الحديث وتفسيره ولا غرابة فكم اختلف العلماء سابقاً ولاحقاً في فهم النص مع اتفاقهم على ثبوته عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأي حجة في سياق الجنيد لكلام عائشة رضي الله عنها – ولكن الله خذله وانقلب السحر على الساحر وكذلك قد جاء هذا الحديث من رواية عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في مسلم وجاء كذلك عن أسماء بنت أبي بكر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهل كان لابن عمر وأسماء هرة كذلك فوضعوا لها حديثاً ؟ أم أنهم تعاونوا مع أبي هريرة في وضع الحديث ؟ فنبئنا بعلم إن كنت من الصادقين .
    إن انضمام عدد من الصحابة إلى أبي هريرة في رواية هذه الأحاديث ليجعلنا أشد ثقة وأعظم اطمئناناً له رضي الله عنه وإن لم يكن فهو كذلك الثقة الحافظ الجبل الشامخ والبحر الزاخر
    فما ضر نهر الفرات يوماً إذا بال بعض الكلاب فيه
    الفرية السادسة : وقال الجنيد ( بل وتراه يحدث بما لم يره ولم يسمعه ويدعي مع ذلك الرؤية والسماع وإليك شاهد على ذلك روى الحاكم في مستدركه ( 4 / 252 برقم 6854 ) عن أبي هريرة قال : دخلت على رقية بنت رسول الله امرأة عثمان وبيدها مشط فقالت خرج رسول الله من عندي آنفاً رجلت رأسه ... الحديث فقال : من المعلوم قطعاً أن رقية بنت رسول الله ماتت سنة ثلاث من الهجرة وأبو هريرة إنما أسلم في السنة السابعة بعد فتح خيبر فكيف يدعي أنه دخل على رقية ورأى بيدها المشط وهو يومئذ في كفره في اليمن ولم يكن له وجود في المدينة).
    قوله : عن أبي هريرة ( يحدث بما لم يره ولم يسمعه ) هذه كذبة قد فرغنا من ردها فيما تقدم من بيان أن الصحابة من أبعد الناس عن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأما قوله ( وإليك الشاهد ) فنقول ثبت عرشك ثم أنقش ولا تبني على هش فما ذكرته من شاهد على ما تدعيه من كذب أبي هريرة هو شاهد على جهلك فإن ما كان بهذه الصفة يسميه أهل العلم رحمهم الله منكر المتن وإن صح السند ، لكن الجنيد حمل عهدة نكارته على أبي هريرة خلافاً لما جرى عليه المحدثون ، وقد قال عنه الحاكم : صحيح الإسناد واهي المتن فإن رقية ماتت سنة ثلاث من الهجرة عند فتح بدر وأبو هريرة إنما أسلم بعد خيبر والله أعلم وحكم عليه كذلك الذهبي بنكارة المتن وقد جاء الحديث من طريق أخرى ولكن في سنده عبد المنعم بن أدريس قال عنه البخاري : ذاهب الحديث وقال ابن حبان يضع الحديث على أبيه وعلى غيره فأنت ترى أن الحديث لا يصح منكر المتن وفي إسناده الآخر وضاع كذاب فهكذا يجمع الجنيد كل غث وسمين وهمه الطعن في أبي هريرة ملئ الحقد قلبه – ألا قاتل الله الحاقدين. ومع هذا يقول الحاكم رحمه الله : لا شك أن أبا هريرة رضي الله عنه روى هذا الحديث عن متقدم من الصحابة أنه دخل على رقية رضي الله عنها . لكني قد طلبته جهدي فلم أجده في الوقت).
    الفرية السابعة : قوله ( إن أبا هريرة أكثر من الخلط والنسيان وأكثر من القصص والحكايات التي كان يتلقاها من كعب الأحبار فهو من تلامذته المبرزين ) أما قوله ( أكثر من الخلط والنسيان ) فهذا كذب مفضوح وإفتراء مكشوف وقد تقدم نقضه من أساسه وسيأتي كذلك بل الذي أكثر من الخلط والخبط والكذب ( والخرط ) هو عدنان الجنيد كما هو واضح بين .
    وأما قوله : ( وأكثر من القصص والحكايات التي كان يتلقاها من كعب الأحبار ... الخ وقد تقدم معنا قول السيوطي كما في التدريب صــ71 وهو يتحدث عن مرسل الصحابي وقبوله ( لأن أكثر رواياتهم عن الصحابة وكلهم عدول ورواياتهم عن غيرهم نادرة وإذا رووها بينوها بل أكثر ما رواه الصحابة عن التابعين ليس أحاديث مرفوعة بل إسرائيليات أو حكايات أو موقوفات ) وقال ابن حجر : رواية الصحابة عن التابعين قليلة نادرة قد تُتبعت وهذه حالة نادرة والنادر لا حكم له). فنستلخص من كلام الإمام السيوطي والعسقلاني رحمهما الله أموراً مهمة :
    أولاً : أن رواية الصحابة أكثرها عن صحابة مثلهم .
    ثانياً : روايات الصحابة رضوان الله عليهم عن التابعين – ومنهم كعب الأحبار – نادرة والنادر لا حكم له .
    ثالثاً : ومع هذا فقد تُتبعت وجُمعت – فلا يحق لشانئ مثل الجنيد أن يطلق ويعمم ما دام أنها قد حصرت .
    رابعاً : بيان الصحابة أنفسهم لما رووها عن التابعين وحاشاهم أن يُضيفوه إلى رسول الله ويتقولوا عليه .
    خامساً : أن أكثر مارواه الصحابة عن التابعين ليس أحاديث عن رسول الله بل إسرائيليات أو حكايات أو موقوفات .
    ففات بهذا البيان على الجنيد ما أراده من الطعن في أبي هريرة ومروياته بحجة أنه يروي عن كعب الأحبار ، وأما عن كعب فقد روى عنه من الصحابة غير أبي هريرة ومنهم عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وابن مسعود وأنس بن مالك وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير راجع فتح المغيث للسخاوي صـ405 قال العلامة المعلمي ( ومع ذلك فإنك لا تجد لهؤلاء عن كعب إلا الحرف الحرفين ونحوهما ) الأنوار الكاشفة صـ126 وقال صـ 105 ) إنما كان كعب يعرف الكتب القديمة فكان يحدث عنها بآداب وأشياء في الزهد والورع أو بقصص وحكايات تناسب أشياء في القرآن أو السنة فما وافق الحق قبلوه – أي الصحابة – وما رأوه باطلاً قالوا : من أكاذيب أهل الكتاب وما رأوه محتملاً أخذوه على الإحتمال كما أمرهم نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم ) وهكذا كانوا رضي الله عنهم تجاه مرويات كعب ومنهم أبو هريرة رضي الله عنه .
    وقال العلامة المعلمي اليماني ( ولم يرو عنه – أي كعب الأحبار – أحد من الصحابة إلا ما كان من هذا القبيل ) أي ما وافق الكتاب والسنة وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا القسم من الإسرائيليات ( حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) وقد جاء من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري وعبد الله بن عمرو وقال العلامة المعلمي صــ124 ( وهو يرد على أبي ريه قوله وأبو هريرة وابن عمر من تلاميذ كعب الأحبار).
    أقول لم يتعلما شيئا وإنما سمعا منه شيئاً من الحكايات ظنا أو جوزا صحتها فنقلاها والذي يصح عنهما من ذلك يسير ).
    ومع هذا تحدى الإمام المعلمي أبا رية أن يأتي بعشرة أحاديث رواها أبو هريرة عن كعب الأحبار وقال رحمه الله تعالى ( أما ما رواه كعب ووهب عن النبي فقليل جداً وهو مرسل لأنهما لم يدركاه والمرسل ليس بحجة( ) وقد كان الصحابة ربما توقف بعضهم عن قبول خبر بعض إخوانه من الصحابة حتى يستثبت فما بالك بما يرسله كعب ) الأنوار الكاشفة صـ98
    الفرية الثامنة: وعلى عادة الجنيد في تعسفاته وتخبطاته قال : "ولذلك لم يكن ثقة عند الصحابة بل كانوا يشكون في أحاديثه: يروى أن عمر قال له لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس أو أرض القردة" أخرجه ابن عساكر برقم "4885".
    وحال الجنيد كما قيل : اسمع جعجعه ولا أرى طحناً. والناظر في كلامه على علم وبصيرة يتضح له جهل الرجل فيجمع بين النصين ويخبط بين روايتين وربما ركبها من عنده فقوله عن عمر أنه قال لأبي هريرة: أو لألحقنك بأرض دوس أو أرض القردة.
    ذكر هذا الأثر الذهبي في سير أعلام النبلاء ج3 ص 303 وابن كثير في البداية والنهاية ج8 ص 93 ، وليس فيه قول عمر لأبي هريرة : "أو أرض القردة" فانظر كيف يزيد وينقص وحاله كما قيل رمتني بدائها وأنسلت.
    وهذه اللفظة إنما قالها عمر  لكعب الأحبار وليس لأبي هريرة ، وقال ابن الوزير رحمه الله تعالى: "هذا لا يصح ولو صح لم يكن فيه حجة على جرح أبي هريرة لأنه سوء ظن مستنده إكثار أبي هريرة من الرواية والإكثار دليل على الحفظ لا دليل على الكذب ، وقد قال : أبو هريرة وما ذنبي إن حفظت ونسوا".
    ومع هذا كان هذا مذهب لعمر  في التثبت وليس مع أبي هريرة فحسب كما يوهم عدنان الجنيد.
    قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى ج3 ص 303 : "هكذا هو كان عمر  يقول : أقلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وزجر غير واحد من الصحابة عن بث الحديث وهذا مذهب لعمر وغيره".
    وقال أبو زرعه: "وهذا محمول من عمر على أنه خشي من الأحاديث التي قد تضعها الناس على غير مواضعها وأنهم يتكلون على ما فيها من أحاديث الرخص البداية والنهاية ج8 ص 93".
    وقال شيخ الإسلام ابن تيميه: "كان عمر بن الخطاب يستدعي الحديث من أبي هريرة ويسأله عنه ولم ينهه عن رواية ما يحتاج إليه من العلم الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا توعده على ذلك ولكن كان عمر يحب التثبت في الرواية حتى لا يجترئ الناس فيزاد في الحديث ولهذا طلب من أبي موسى الأشعري من يوافقه على حديث الاستئذان مع أن أبا موسى من كبار الصحابة وثقاتهم باتفاق الأئمة"أ.هـ
    وهذا مما يدلنا على أنه مذهب لعمر  مع أبي هريرة ومع غير أبي هريرة فلماذا الجنيد يصطاد في الماء العكر ويكيل بمكيالين ومع هذا فقد جاء عن عمر بعد ذلك الأذن له بالتحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما سيأتي معنا.
    وأما قوله عن أبي هريرة  : "لم يكن ثقة عند الصحابة ..." فهذا يضاف إلى كذباته وبهتانه وزوره وهذيانه وإلا فقد تقدم وسيأتي كذلك ما يدل على كذب هذه الفرية ونتحداه أن يأتي لي بصحابي واحد كذب أبا هريرة وأتهمه بالوضع بنص صريح فصيح صادق في نقله غير كاذب أو باتر أو مزيد أو منقص كما هو فعله وديدنه.
    وأنى له ذلك وكبار الصحابة هم من يروي عن أبي هريرة  كما سيأتي بل وعمر نفسه  ممن كان يسأل أبا هريرة عن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على. البداية والنهاية ج8 ص 94 .
    الفرية التاسعة: قال له عمر أيضاً عندما عزله عن البحرين : يا عدوا الله وعدو كتابه سرقت مال الله؟ ... ذكره ابن عبد ربه في العقد الفريد وابن سعد في طبقاته.
    لقد ذهلنا حقيقة من كثرة أكاذيبه وبتوراته وفيما ينقله من نصوص ليغرر بها على القراء.
    فما ذكره عن عمر في عزله لأبي هريرة عن البحرين ذكر منه ما يروق له وما يرى أنه يؤيد ضلاله وإفكه وإليك القصة بتمامها.
    قال عبدالرزاق حدثنا معمر عن أيوب بن سيرين: أن عمر استعمل أبا هريرة على البحرين فقدم بعشرة آلاف فقال له عمر استأثرت بهذه الأموال أي عدو الله وعدو كتابه؟ فقال: أبو هريرة لست بعدو الله ولا عدو كتابه ولكن عدو من عاداهما فقال: فمن أين هي لك؟ قال: خيل نتجت وغلة ورقيق لي وأعطية تتابعت علي فنظروا فوجدوه كما قال: فلما كان بعد ذلك دعاه عمر ليستعمله فأبى أن يعمل له. البداية والنهاية ج8 ص 99.
    فلو كان أبو هريرة كما يدعي الجنيد ليس له اعتبار هل كان عمر سيطلبه بعد ذلك للولاية والإمرة.
    وقد ذكر القصة ابن كثير في البداية والنهاية ج8 ص 98 والذهبي في السير وابن حجر في الإصابة وليس عند أحد منهم أن عمر عزل أبا هريرة كما يذكر الجنيد ، وكذلك ليست عند ابن سعد في طبقاته. ثم إن العزل من الإمارة ليس دليلاً على الطعن في الشخص فقد عزل عمر سعد بن أبي وقاص من إمارة الكوفة وعزل خالداً من إمرة إحدى المعارك وولي بدلاً منه أبا عبيده بن الجراح وعمر  كان معروفاً بشدته في محاسبة ولاته ومتابعتهم فهو صاحب العدل والصرامة في الحق.
    وقد استفسر عمر أبا هريرة عن ذلك المال الذي قدم به فلما ذكر له أنها من تجارة كان يتجر بها كما في الروايات الأخرى وأعطيات أعطيت له وهذا أمر حلال في شريعة الله تعالى بدليل أن عمر طلبه للولاية بعد ذلك فلو كان متهماً أبا هريرة كما يزعم الجنيد لما دعاه للولاية مرة أخرى فإن صرامة عمر في الحق معروفة وإنما هذا يدل على زيادة ثقته بأبي هريرة وأمانته فما كان له توليه خائن عديم الأمانة كما يزعم الأفاك فقاتل الله الكذابين.
    وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل
    وأبو هريرة سيدنا وصاحب سيدنا صلى الله عليه وآله وسلم وهو من المعتبرين الثقات الأمناء الاتقياء وإنما الذي ليس له اعتبار هو من يطعن في صحابة نبينا ويريد أن يشتهر على حساب الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
    الفرية العاشرة: قال: ولقد كذبته عائشة عندما روى أن الكلب والمرأة والحمار تقطع الصلاة فقالت: رأيت رسول الله يصلي وسط السرير وأنا على السرير معترضة بينه وبين القبلة. رواه البخاري
    إن الجنيد يضع شبه على ما يريد لم يأت بها أسلافه الأولين .. أما الحديث المذكور عن أبي هريرة فقد جاء عن أبي ذر في مسلم وعند أبي داود عن ابن عباس وعند ابن ماجه عن عبدالله بن مغفل وحديث ابن عباس فيه المرأة الحائض.
    أما حديث عائشة رضي الله عنها فقد رواه البخاري ولم تذكر عائشة أبا هريرة في حديثها لا من قريب أو بعيد ، وهذه تضاف إلى سجلات أكاذيب الجنيد وملف افتراءته وفي رواية الطحاوي أنها قالت: يا أهل العراق قد عدلتمونا بالحُمر والكلاب ، فخطابها كان لأهل العراق وأبو هريرة عاش ومات في المدينة ولم يكن من أهل العراق فهل بعد هذا يصح قولك كذبته عائشة أيه الكذاب.
    والجنيد كأنه لا يعلم طرق الجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض ولا يفقه هذا وأسفي على من يغتر به فيسميه – العلامة – وراجع فتح الباري ج1 ص 702 لترى الجمع بين الحديثين.

  4. #19

    افتراضي

    القسم الثالث:

    الفرية الحادية عشر : قال الجنيد ( ونرى عمر في موقف آخر يستدعيه فيقول له : أكنت معنا يوم كذا في بيت فلان فيقول أبو هريرة : نعم وإن رسول الله قال يومئذ ( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ... الحديث
    أيه الجنيد لا تظنن أن جميع الذين تخاطبهم جهال وأتباع رعاع سينقادون لكلامك ويذعنون لنقلك فهذا من الغباء وعدم التوفيق وإليك أيه القارئ قصة عمر هذه مع أبي هريرة
    جاء في البداية والنهاية ج8 صــ 93 قال أبو هريرة : بلغ عمر حديثي فأرسل إليّ فقال : كنت معنا يوم كنا مع رسول الله في بيت فلان ؟ قال قلت : نعم : وقد علمت لم تسألني عن ذلك قال : ولم سألتك ؟ قلت : إن رسول الله قال يومئذ ( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعدة من النار ) قال : أما إذاً فاذهب فحدث )
    إن الجنيد أراد أن يستدل بهذه القصة على أن عمر يتهم أبا هريرة بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا قمة الكذب والافتراء التي تدللنا على تدني هذا الرجل إلى هذا الحد من الكذب والبهتان على صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن الرجل عديم الأمانة غائر في الخيانة لا يخاف الله ولا يخشاه في نقله وفتواه . إن في هذا الأثر الذي نقله الجنيد – ليدلل على مكره وكيده – فيه توثيق لأبي هريرة ومنقبة عظيمة شهد له بها عمر رضي الله عنه إذ برءه من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأعطاه الثقة فقال : أما إذاً فاذهب فحدث ). وإن هذا الأثر ينقض ما يستدل به الجنيد عن عمر في أبي هريرة من محاولة ليه لما جاء عن عمر للطعن في أبي هريرة وأنى له ذلك .
    الفرية الثانية عشر : ذكر الجنيد من شبهه استدعاء عائشة لأبي هريرة وقولها له : ما هذه الأحاديث التي تحدث بها عن رسول الله هل سمعت إلا ما سمعنا ؟ ورأيت إلا ما رأينا ؟ ... الحديث
    وكعادته لا يكمل النص ويخون الأمانة العلمية وعند ابن كثير في البداية والنهاية وابن حجر في الإصابة أن أبا هريرة دخل على عائشة فقالت له أكثرت يا أبا هريرة عن رسول الله قال أي والله يا أماه ما كانت تشغلني عنه المرأة والمكحلة ولا الدهن قالت : لعله
    وجاء كذلك في البداية والنهاية وسير الذهبي كان أبو هريرة يجلس إلى حجرة عائشة فيحدث ثم يقول يا صاحبة الحجرة أتنكرين مما أقول شيئاً فلما قضت صلاتها لم تنكر ما رواه ولكن قالت : لم يكن رسول الله يسرد الحديث سردكم ؟
    فعائشة أنكرت عليه صفة أداءه للحديث ولم تنكر عليه التحديث عن رسول الله قال شيخ الإسلام ابن تيمية ج4 صــ535 أن أحداً من الصحابة لم يطعن في شيء رواه أبو هريرة بحيث قال : أنه أخطأ في الحديث لا عمر ولا غيره ثم ذكر قصة عائشة السابقة وقال : إن عائشة أنكرت صفة الأداء لا ما أداه 1.هـ فهذا كلام عالم مستقرئ بحر خضم شهد له العدو قبل الصديق فرحمه الله تعالى .
    الفرية الثالثة عشر : قوله: وهذا حبر الأمة عبدالله بن عباس يرد خبر أبي هريرة صراحة الذي يرويه عن رسول الله بأنه قال: من حمل جنازة فليتوضأ ، فيقول ابن عباس: لا يلزمنا الوضوء من حمل عيدان يابسة انظر فجر الإسلام لأحمد أمين ص 259.
    أما صاحب فجر الإسلام فهو حاقد مثلك على صحابي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن كان كذلك فليس بثقة ولا معتبر. وأما ابن عباس فعلاقته بأبي هريرة علاقة إجلال واحترام فعند الذهبي في السير ج3 ص 306 عن معاوية بن أبي عياش أنه كان جالساً عند ابن الزبير فجاء محمد بن أياس فسأل عن رجل طلق ثلاثاً قبل الدخول فبعثه إلى أبي هريرة وابن عباس وكانا عند عائشة فذهب فسألهما فقال ابن عباس لأبي هريرة إفته يا أبا هريرة فقد جاءتك معضلة فقال الواحد تبينها والثلاث تحرمها وقال ابن عباس مثله.
    وأرسل ابن عباس إلى أبي هريرة وعائشة وغيرهما يستفتيهم في قصة مداواته لعينيه فلم يرخصوا له فترك ذلك رواه ابن أبي شيبه.
    قال ابن الوزير عقب هذه الرواية (فيه أن أبا هريرة مجتهد عند ابن عباس) نعم وهو كذلك فلو لم يكن مجتهداً عند ابن عباس لما استفتاه في المعضلات.
    وحديث أبي هريرة في الوضوء من حمل الجنازة عمل به عمر بن الخطاب وغيره من الصحابة والتابعين كما ذكر ذلك ابن حزم في المحلى وجاء الحديث كذلك من رواية سعد بن أبي وقاص.
    لا يضر البحر أمسى زاخراً إن رمى فيه سفيه بحجر
    الفرية الرابعة عشر: قال الجنيد: أما سيدنا علي فقد كان سيء الرأي في أبي هريرة ذكر عبدالله بن مسلم المعروف بابن قتيبة في كتابه تأويل مختلف الحديث؟ بأن أبا هريرة كان يقول : حدثني خليلي ورأيت خليلي وقال لي خليلي فبلغ علياً ذلك فقال له: متى كان النبي خليك يا أبا هريرة ؟ يعني أنه أنكر عليه ذلك.
    ودوماً يعنون الجنيد بالعناوين الضخمة ثم تأتي فتنظر فإذا العنوان في وادي والاستدلال في وادي آخر. أما ذكر الأثر عن علي  وإحالته إلى ابن قتيبة موهماً القارئ عن ابن قتيبة ذكره في كتابه ذكراً مجرداً فهذا من خيانته العلمية المعهودة منه.
    وإنما ذكره ابن قتيبة من شبه النظام الذي طعن في عدد من الصحابة ومنهم أبو هريرة. ونجعل ابن قتيبة رحمه الله كما في كتابه المذكور ص 49 يرد على الجنيد باستدلاله هذا قال: فلما سمع – علي – أبا هريرة يقول: قال خليلي وسمعت خليلي قال متى كان خليلك يذهب إلى الخلة التي لم يتخذ رسول الله من جهتها خليلاً وأنه لو فعل ذلك بأحد لفعله بأبي بكر وذهب أبو هريرة إلى الخلة التي جعلها الله بين المؤمنين والولاية فإن رسول الله من هذه الجهة خليل كل مؤمن وولي كل مسلم ... الخ.
    هذا هو الجواب الشافي وبكل سهولة فلا تحتاج إلى الطعن والتعسفات والى إنزال كلام الأئمة في غير منزله. وهل مجرد إنكار علي على أبي هريرة في هذا الأمر يعني أنه سيء الرأي فيه إنه لا يقول بهذا إلا أصحاب العقول السقيمة من أمثالك.
    الفرية الخامسة عشر: وقال الجنيد: ولذلك نرى أبا هريرة وقف مع الخط المعاكس للإمام علي بن أبي طالب فكان لسان بني أمية يروي لهم الأحاديث من كيسه بما يرضيهم ويوافق أهواءهم وكيف لا يفعل ذلك وهم الذين أشبعوا بطنه الجائعة وكسوه بأنواع الثياب وبنوا له قصراً لم يكن يحلم به انظر كتب التراجم والتاريخ كيف كانت معاملة بني أمية له. نعم يا عدنان الجنيد نظرنا في كتب التاريخ والتراجم فوجدنا أن أبا هريرة بريء مما تكيله من التهم وأنه بريء منها كبراءة الذئب من دم يوسف وستقف يوم القيامة خصماً لصحابي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويا لها من مصيبة يوم أن يكون خصمك خيرة الناس وأشرافهم إن أبا هريرة  كان شجاعاً في قول الحق مع بني أمية ومع غيرهم ولم يكن مداهناً كما يزعم الجنيد.
    فقد جاء في البداية والنهارية لابن كثير 8/94 عن الوليد بن رباح قال: سمعت أبا هريرة يقول لمروان: والله ما أنت بوالٍ – وإن الوالي لغيرك فدعه يعني حين أرادوا يدفنوا الحسن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - ولكنك تدخل فيما لا يعنيك إنما تريد إرضاء من هو غائب عنك يعني معاوية. فها هو أبو هريرة يدافع عن الحسن  ويصدع بالحق في وجه مروان بن الحكم. فهل يروق للجنيد بعد هذا أن يتهم أبا هريرة بالمداهنة لبني أمية ويتهمه غيره وربما رموه أيضاً بمعاداة أهل البيت وفي موقف آخر لأبي هريرة أنه قال لمروان إني أسلمت اختياراً وطوعاً وأحببت رسول الله حباً شديداً وأنتم أهل الدار وموضع الدعوة أخرجتم الداعي من أرضه وآذيتموه وأصحابه وتأخر إسلامكم عن إسلامي إلى الوقت المكروه إليكم وكان مروان بعد ذلك يتقي أبا هريرة ويخافه ويخاف جوابه بل إن التاريخ يثبت أن أبا هريرة  كان محباً لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد روى عدداً من الأحاديث في فضائل علي والحسن والحسين وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين وراجع كتب الحديث ترى صدق ما ذكرناه( ).
    الفرية السادسة عشر: وأما قوله أن أبا هريرة وقف مع الخط المعاكس لعلي  فهذه تضاف إلى كذباته وما أكثرها وقوله وكيف لا يفعل وهم الذين أشبعوا بطنه... الخ ، فمعلوم مما تقدم في قصة أبي هريرة مع عمر عند قدومه من البحرين ما كان من مال مع أبي هريرة أتجر به من حلال فأين عهد عمر من عهد بني أمية. وأما قوله : ذكر ابن أبي الحديد المعتزلي في كتابه شرح نهج البلاغة المجلد الأول 4/358 ما نصه ذكر أبو جعفر الإسكافي رحمه الله أن معاية وضع قوماً من الصحابة وقوماً من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي عليه السلام ... منهم أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ...
    إن ما ذكره ليس له خطام ولا زمام وإدعاء أدعاه الإسكافي بلا سند وهي فرية لا شك فيها والإسكافي هذا رجل شيعي رافضي متهم في عقديته راجع ترجمته في البداية والنهاية.
    وقد تقدم معنا عدالة الصحابة واستحالة كذبهم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهنا ما اكتفى الجنيد بالسب والطعن في أبي هريرة حتى أضاف معاوية وعمرو والمغيرة رضي الله عنهم أجمعين والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين). رواه الطبراني عن ابن عباس.
    الرواة عن أبي هريرة من الصحابة وكبار التابعين: الحسن البصري حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب وحفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك وزرارة بن أوفى وزيد بن أسلم وسالم بن عبدالله بن عمر وسعيد المقبري وابن المسيب وسعيد بن يسار وسلمان الأغر وطاؤوس بن كيسان وعامر بن سعد بن أبي وقاص وعبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر وعبدالله بن عتبه بن معسود وعبيد الله بن أبي رافع وعكرمة مولى ابن عباس وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ومجاهد بن جبر ومحمد بن سيرين ، ونافع مولى عبدالله بن عمر وهمام بن منبه وواثلة بن الأسقع وأبو إدريس الخولاني وأبو عثمان النهدي قال البخاري روى عنه نحو من ثمان مئة رجل أو أكثر من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتابعين وغيرهم.
    وقد أفصح الجنيد في آخر مقاله المشئوم عن مكنون صدره وما يخفيه بأنه مع أولئك القرآنين الشُذذ الذين يردون السنة ولا يأخذون إلا بالقرآن ... زعموا ..
    وذلك بقوله : والمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لم يأت إلا بالقرآن.
    قال الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي في "مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة" إن مما فاح ريحه في هذا الزمان – أي القرن العاشر من الهجرة – وكان دارساً – أي مُحي وانقضى – بحمد الله منذُ أزمان هو أن قائلاً رافضياً زنديقاً أكثر في كلامه أن السنة النبوية والأحاديث المروية – زادها الله علواً وشرفاً – لا يحتج بها وأن الحجة في القرآن خاصة.
    ثم قال : وأصل هذا الرأي الفاسد أن الزنادقة وطائفة من غلاه الرافضة ذهبوا إلى إنكار الاحتجاج بالسنة والاقتصار على القرآن وهم في ذلك مختلفوا المقاصد. وقال سبحانه وتعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ). (آل عمران:164) قال الإمام الشافعي رحمه الله: فذكر الله الكتاب وهو القرآن وذكر الحكمة فسمعت من أرضاه من أهل العلم بالقرآن يقول الحكمة سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وكذلك قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: الكتب القرآن والحكمة السنة.
    وقال تعالى: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم * فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ )(النساء: من الآية59) يعني إلى ما قال الله والرسول.
    قال العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله في الفتاوى ج1 ص 218 : رداً على من طعن في السنة ، وكيف يمكن طاعته ورد ما تنازع فيه الناس إلى الكتاب والسنة إذا كانت سنته لا يحتج بها أو كانت كلها غير محفوظة وعلى هذا القول يكون الله قد أحال عباده إلى شيء لا وجود له وهذا من أبطل الباطل ومن أعظم الكفر بالله وسوء ظن به. أ.هـ
    قال صلى الله عليه وآله وسلم : (لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته يأتيه الأمر من أمري يقول: لا ندري ما وجدناه في كتاب الله اتبعناه ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه) رواه أحمد وأبو داود وغيرهم.
    إذن السنة النبوية هي الأصل الثاني من أصول التشريع وهي خادمة للقرآن وشارحة له.
    قال الإمام أحمد رحمه الله: إن السنة تفسر الكتاب وتبينه ، وقال العلامة: ابن عثيمين رحمه الله : إذا صحت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت بمنزله القرآن تماماً في تصديق الخبر والعمل بالحكم. كما قال تعالى: (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) (النساء: من الآية113) أ.هـ شرح الواسطية ، عن أيوب السختياني قال: "إذا حدثت الرجل بسنة فقال: دعنا من هذا وأنبئنا عن القرآن فاعلم أنه ضال" أخرجه البيهقي. أ.هـ
    وبعد هذا فليست هذه أول ولا آخر طعونات عدنان الجنيد وحزبه في صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو ومن زمن معروف عنه ومشهور طعنه في أبي بكر وعمر وعائشة وسمرة بن جندب وعمرو بن العاص ومعاوية والمغيرة بن شعبة وغيرهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد خاض معارك مع بعض المدرسين والطلاب في مدرسة الفاروق في تعز المدرسة التي يدرس فيها والتي نطالب وزارة التربية والتعليم النظر في شأن هذا الرجل الذي بفكره هذا يصادم المنهج الذي وضع لطلاب المدارس ويجعل الطلاب يعيشون في حيرة بين ما يلقيه عليهم وبين ما يدرسونه وهو مسطر في مناهجهم وليعلم ولاة الأمر وفقهم الله – أن هذه الأفكار التي يحملها هذا الرجل أفكار تدعو إلى الطائفية والعصبية فهي نفس الأفكار التي حملها من قبل الحوثي وأدت إلى ما أدت من فتنة شعواء في بلدنا حرسها الله فلابد من إخماد الفتنة في مهدها قبل أن يستفحل الشر ويتسع الخرق على الراقع. وقد قال الرئيس/ علي عبدالله صالح وفقه الله في أحد خطاباته (لا أرضى أن يسب الصحابة في عهدي) ، ثم لابد من رقابة صارمة على تلك الصحف التي تطعن في ثوابت الأمة وتشكك الناس في عقيدتها وأصول دينها ومن ذلك صحيفة المستقلة التي جمعت كل غث وسمين حتى أن متكلمة فيها تقول: أن الذي يقول بتعدد الزوجات رجل غير عاقل والله تعالى يقول : (فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) ، ويقول آخر وهو يتحدث عن أحاديث الرسول في الطب النبوي هذه أحاديث لها زمنها وكلام النبي قابل للخطأ والصواب والله تعالى يقول: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) وغير ذلك كثير فنعوذ بالله من الخذلان ، ويجب على المسلمين أن يستقوا منهجهم من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وألا يركنوا إلى الذين ظلموا أنفسهم بمثل هذه العقائد الفاسدة وبعد هذا وذاك فهي أمانة ومسئولية في عنق كل مسلم ومسلمة للدفاع عن صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإن المنافقين في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرادوا أن يطعنوا في رسول الله فما تمكنوا من ذلك فعمدوا إلى الطعن في صحابته وعرضه الشريف صلى الله عليه وآله وسلم فاتهموا عائشة بالفاحشة كما يفعله منافقوا اليوم ، وقالوا : ما رأينا مثل قرأنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء فأنزل الله قوله : ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ).
    فسمى الله تعالى طعن المنافقين في الصحابة بقولهم ما رأينا مثل قرآننا هؤلاء ... الخ ، سماه استهزأ بالله وآياته ورسوله.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ..

  5. #20

    افتراضي

    أبو هريرة إمام الرواة وزعيم الحفاظ رغم أنف كل جاهل ومخالف

    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...DE%ED%C7%E3%C9

  6. افتراضي

    اللهم إنى أشهدك أنى أحب أبا هريرة
    هل هناك من الأخوة من له شرح لهذا الحديث للمساعدة فى الرد على الطاعنين على السنة
    [ 3327 ] أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد المزكي بمرو حدثنا عبد الله بن روح المدايني حدثنا يزيد بن هارون أنبأ هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال لي عمر يا عدو الله وعدو الإسلام خنت مال الله قال قلت لست عدو الله ولا عدو الإسلام ولكني عدو من عاداهما ولم أخن مال الله ولكنها أثمان أبلي وسهام اجتمعت قال فأعادها علي وأعدت عليه هذا الكلام قال فغرمني اثني عشر ألفا قال فقمت في صلاة الغداة فقلت اللهم اغفر لأمير المؤمنين فلما كان بعد ذلك أرادني على العمل فأبيت عليه فقال ولم وقد سأل يوسف العمل وكان خيرا منك فقلت أن يوسف نبي بن نبي بن نبي بن نبي وأنا بن أميمة وأنا أخاف ثلاثا واثنتين قال أولا تقول خمسا قلت لا قال فما هن قلت أخاف أن أقول بغير علم وأن أفتي بغير علم وأن يضرب ظهري وأن يشتم عرضي وأن يؤخذ مالي بالضرب هذا حديث بإسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

    إبن سعد - الطبقات الكبرى - طبقات البدريين من الأنصار
    5336 - قال : ، أخبرنا : عمرو بن الهيثم قال : ، حدثنا : أبو هلال ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة قال : كنت عاملاً بالبحرين ، فقدمت على عمر بن الخطاب فقال : عدواً لله وللإسلام ، أو قال : عدواً لله ولكتابه ، سرقت مال الله ؟ ، قلت : لا ، ولكني عدو من عاداهما ، خيل لي تناتجت وسهام لي إجتمعت ، فأخذ مني إثني عشر الفاً ، قال : ثم أرسل إلي بعد : أن إلاّ تعمل ، قلت : لا ، قال : لم أليس قد عمل يوسف ؟ ، قلت : يوسف نبي إبن نبي ، فأخشى من عملكم ثلاثاً أو إثنتين ، قال : أفلا تقول : خمساً ؟ ، قلت : لا ، أخاف أن يشتموا عرضي ويأخذوا مالي ويضربوا ظهري ، وأخاف أن أقول بغير حلم وأقضي بغير علم.

    جامع معمر بن راشد - باب الإمام راع - لا أخشى أن أقول بغير علم
    1268 - أخبرنا : عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن إبن سيرين ، أن عمر بن الخطاب إستعمل أبا هريرة على البحرين ، فقدم بعشرة الآف ، فقال له عمر : إستأثرت بهذه الأموال يا عدو الله ، وعدو كتابه ، قال أبو هريرة : لست عدو الله ، ولا عدو كتابه ، ولكني عدو من عاداهما ، قال : فمن أين هي لك ؟ ، قال : خيل لي تناتجت ، وغلة رقيق لي ، وأعطية تتابعت علي فنظروه ، فوجدوه كما قال : قال : فلما كان بعد ذلك ، دعاه عمر ليستعمله ، فأبى أن يعمل له ، فقال : أتكره العمل وقد طلب العمل من كان خيراًً منك يوسف ؟ ، قال : إن يوسف نبي إبن نبي إبن نبي ، وأنا أبو هريرة إبن أميمة أخشى ثلاثاً وإثنين ، قال له عمر : أفلا ، قلت : خمساً ؟ ، قال : لا ، أخشى أن أقول بغير علم ، وأقضي بغير حكم ، ويضرب ظهري ، وينتزع مالي ، ويشتم عرضي.

    عبدالرزاق الصنعاني - المصنف - الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 323 )
    - ( 20659 ) - أخبرنا : عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن إبن سيرين : أن عمر بن الخطاب إستعمل أبا هريرة على البحرين ، فقدم بعشرة الآف ، فقال له عمر : إستأثرت بهذه الأموال يا عدو الله وعدو كتابه ! قال أبو هريرة : لست عدو الله ولا عدو كتابه ، ولكني عدو من عاداهما ، قال : فمن أين هي لك ؟ ، قال : خيل لي تناتجت ، وغلة رقيق لي ، وأعطية تتابعت علي ، فنظروه فوجدوه كما قال : قال : فلما كان بعد ذلك دعاه عمر ليستعمله ، فأبى أن يعمل له ، فقال : أتكره العمل وقد طلب العمل من كان خيراًً منك يوسف ؟ ، قال : إن يوسف نبي إبن نبي إبن نبي ، وأنا أبو هريرة بن أميمة ، أخشى ثلاثاً وإثنين ، قال له عمر : أفلا ، قلت خمساً ؟ ، قال : لا ، أخشى أن أقول بغير علم ، وأقضي بغير حكم ، ويضرب ظهري ، وينتزع مالي ، ويشتم عرضي.

    إبن عساكر - تاريخ مدينة دمشق - الجزء : ( 67 ) - رقم الصفحة : ( 371 )
    - أخبرنا : أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا : أبو علي بن المسلمة : ، أنا : أبو الحسن بن الحمامى ، أنا : أبو علي بن الصواف ، أنا : الحسن بن علي القطان ، نا : إسماعيل بن عيسى ، أنا : أبو حذيفة إسحاق بن بشر بن غياث ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة قال : لما قدمت من البحرين قال عمر : يا عدو الله وعدو الإسلام خنت مال الله ، قال : لست بعدو الله ولا عدو الإسلام ولكني عدو من عاداهما ولم أخن مال الله ولكنها أثمان خيل لي تناتجت عندي وسهام لي إجتمعت ، قال : فكرر ذلك على ثلاث مرات فكل ذلك أرد عليه فأغرمني إثني عشر ألف درهماً قال : فقمت في صلاة الغداة فقلت : اللهم إغفر لأمير المؤمنين فأرادني بعد ذلك على العمل ، فقلت : لا أعمل لك قال : أو ليس يوسف كان خيراًً منك وقد سأل العمل قلت : إن يوسف نبي وأبن نبي وأنا إبن أميمة وإني أخاف ثلاثاً وإثنتين قال : لا تقول خمساً قلت : لا أخاف أن أقول بغير حكم وأقضي بغير علم وأن يضرب ظهري ويشتم عرضي ويؤخذ مالى.

    الحديث واضح أن عمر رجع عن بداية قوله وأراد إعادة ولاية أبى هريرة

    ولكن أريد الإفادة لأنى لم أقف على شرح لهذا الحيث عند أحد من أهل العلم

    بارك الله فيكم وجعلكم حصناً لهذا الدين
    التعديل الأخير تم 08-02-2010 الساعة 05:48 PM

  7. #22

    افتراضي



    ابومهند طالع الرابط ادناه


    عدالـة الصحابـة في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية و دفع الشبهات / عماد الشربيني


    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...C8%CD%D1%ED%E4

  8. افتراضي

    يا أخى
    بارك الله فيك
    إنما أردت شرحاً للحديث
    وجزاك الله خيراً
    اللهم احشرنا مع النبى صلى الله عليه وسلم وصحابته

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إعلان: كيف يشهد أبو هريرة لأبي هريرة ؟!!
    بواسطة أبو حب الله في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-14-2010, 02:24 PM
  2. إعلان: الرد على عبد الحسين الموسوي في انتقاداته لأبي هريرة
    بواسطة أبو حب الله في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-09-2010, 09:34 AM
  3. ماذا تعرف عن أبي هريرة -رضي الله عنه- ؟!
    بواسطة ماكـولا في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 06-02-2010, 03:30 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء