النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الاستنســـــاخ .. مقالاتٌ و بحوث .

  1. افتراضي الاستنســـــاخ .. مقالاتٌ و بحوث .

    قرار مجمع الفقه الإسلامي رقم ( 200 / 2 / د10 ) بشـأن " الاستنساخ البشري "

    بسم الله الرحمن الرحيم .


    الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد خاتم النبيين و على آله و صحبه :

    إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره العاشر بجدة بالمملكة العربية السعودية خلال الفترة من 23 إلى 28 صفر 1418 الموافق 28 يونيو – 3 يوليو 1997 :

    بعد اطلاعه على البحوث المقدمة في موضوع الاستنساخ البشري و الدراسات و البحوث و التوصيات الصادرة عن الندوة الفقهية الطبية التاسعة التي عقدتها المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالتعاون مع المجمع و جهات أخرى ، في الدار البيضاء بالمملكة المغربية في الفترة من 9 – 12 صفر 1418 الموافق 14-17 يونيو 1997 م و استماعه للمناقشات التي دارت حول الموضوع بمشاركة الفقهاء و الأطباء انتهى إلى ما يلي :

    مقدمة :


    لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم ، و كرمه غاية التكريم فقال عز من قائل (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) [الإسراء : 70] ، زينه بالعقل ، و شرفه بالتكليف و جعله خليفة في الأرض و استعمره فيها ، و أكرمه بحمل رسالته التي تنسجم مع فطرته بل هي الفطرة بعينها لقوله سبحانه (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) [الروم : 30]

    و قد حرص الإسلام على الحفاظ على فطرة الإنسان سوية من خلال المحافظة على المقاصد الكلية الخمسة " الدين و النفس و العقل و النسل و المال " و صونها من كل تغيير يفسدها سواء من حيث السبب أو النتيجة ، يدل على ذلك الحديث القدسي الذي رواه مسلم " إني خلقت عبادي حنفاء كلهم ، و إن الشياطين أتتهم فاجتالتهم عن دينهم " إلى قوله " و أمرَتهم أن يغيروا خلقي " .

    و قد علم الله الإنسان ما لم يكن يعلم و أمره بالبحث و النظر و التفكر و التدبر مخاطبًا إياه في آيات عديدة (أَفَلَا يَرَوْنَ ) [الأنبياء : 44] (أَفَلَا يَنظُرُونَ ) [الغاشية : 17] (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ ) [يس : 77] (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) [الرعد : 3] (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) [الرعد : 4] (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ)[الزمر : 21] (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) [العلق : 1].

    و الإسلام لا يضع حِجرًا و لا قيدًا على حرية البحث العلمي ، إذ هو من باب استكناه سنة الله في خلقه ، و لكن الإسلام يقضي كذلك بأن لا يترك الباب مفتوحًا بدون ضوابط أمام دخول تطبيقات البحث العلمي إلى الساحة العامة بغير أن تمر على مصفاة الشريعة ، لتمرر المباح و تحجز الحرام ، فلا يسمح بتنفيذ شيء لمجرد أنه قابل للتنفيذ بل لابد أن يكون علمًا نافعًا جالبًا لمصالح العباد و دارئًا لمفاسدهم ، و لابد أن يحافظ هذا العلم على كرامة الإنسان و مكانته و الغاية التي خلقه الله من أجلها ، فلا يتخذ حقلًا للتجريب ، و لا يعتدي على ذاتية الفرد و خصوصيته و تميزه ، و لا يؤدي إلى خلخلة الهيكل الاجتماعي المستقر أو يعصف بأسس القرابات و الأنساب و صلات الأرحام و الهياكل الأسرية المتعارف عليها على مدى التاريخ الإنساني في ظلال شرع الله و على أساس وطيد من أحكامه .


    و قد كان مما استجد للناس من علم في هذا العصر ما ضجت به وسائل الإعلام في العالم كله باسم الاستنساخ و كان لابد من بيان حكم الشرع فيه بعد عرض تفاصيله من قبل نخبة من خبراء المسلمين و علمائهم في هذا المجال .

    تعريف الاستنساخ :


    من المعلوم أن سنة الله في الخلق أن ينشأ المخلوق البشري من اجتماع نطفتين اثنتين تشتمل نواة كل منهما على عدد من الصبغيات " الكروموسومات " يبلغ نصف عدد الصبغيات التي في الخلايا الجسدية للإنسان ، فإذا اتحدت نطفة الأب " الزوج " التي تسمى الحيوان المنوي بنطفة الأم " الزوجة " التي تسمى البويضة تحولتا معًا إلى نطفة أمشاج أو لقيحة تشتمل على حقيبة وراثية كاملة و تمتلك طاقة التكاثر ، فإذا انغرست في رحم الأم تنامت و تكاملت و ولدت مخلوقًا مكتملًا بإذن الله ، و هي في مسيرتها تلك تتضاعف فتصير خليتين متماثلتين فأربعًا فثمانيًا ، ثم تواصل تضاعفها حتى تبلغ مرحلة تبدأ عندها بالتمايز و التخصص .

    فإذا انشطرت إحدى خلايا اللقيحة في مرحلة ما قبل التمايز إلى شطرين متماثلين تولد منهما توأمان متماثلان .

    و قد أمكن في الحيوان إجراء فصل اصطناعي لأمثال هذه اللقائح فتولدت منها توائم متماثلة ، و لم يبلغ بعد عن حدوث مثل ذلك في الإنسان ، و قد عد ذلك نوعًا من الاستنساخ أو التنسيل لأنه يولد نسخًا أو نسائل متماثلة ، و أطلق عليه اسم الاستنساخ بالتشطير .

    و ثمة طريقة أخرى لاستنساخ مخلوق كامل تقوم على أخذ الحقيبة الوراثية الكاملة على شكل نواة من خلية من الخلايا الجسدية و إيداعها في خلية بويضة منزوعة النواة فتتألف بذلك لقيحة تشتمل على حقيبة وراثية كاملة و هي في الوقت نفسه تمتلك طالقة التكاثر ، فإذا غرست في الرحم تنامت و تكاملت و ولدت مخلوقًا مكتملًا بإذن الله ، و هذا النمط من الاستنساخ الذي يعرف باسم " النقل النووي " أو " الإحلال النووي للخلية البويضية " ، و هو الذي يفهم من كلمة الاستنساخ إذا أطلقت و هو الذي حدث في النعجة دوللي ، على أن هذا المخلوق الجديد ليس نسخة طبق الأصل لأن بويضة الأم المنزوعة النواة تظل مشتملة على بقايا نووية في الجزء الذي يحيط بالنواة المنزوعة و لهذه البقايا أثر ملحوظ في تحوير الصفات التي ورثت من الخلية الجسدية ، و لم يبلغ أيضًا عن حدوث ذلك في الإنسان .

    فالاستنساخ إذن هو :


    توليد كائن حي أو أكثر إما بنقل النواة من خلية جسدية إلى بويضة منزوعة النواة ، و إما بتشطير بويضة مخصبة في مرحلة تسبق تمايز الأنسجة و الأعضاء ، و لا يخفى أن هذه العمليات و أمثالها لا تمثِّل خلقًا أو بعض خلق .

    قال الله عز و جل (أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) [الرعد : 16]

    و قوله تعالى (أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ ، أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ، نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ، عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ ، وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذكَّرُونَ ) [الواقعة : 58 - 62 ]

    و قوله تعالى (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ، قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ، الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ ، أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ، إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) [يس : 77 - 82]


    و قوله تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) [المؤمنون : 12 – 14 ]

    و بناء على ما سبق من البحوث و المناقشات و المبادئ الشرعية التي طرحت على مجلس المجمع ، قرر ما يلي :


    أولًا : تحريم الاستنساخ البشري بطريقتيه المذكورتين أو بأي طريقة أخرى تؤدي إلى التكاثر البشري .

    ثانيا : إذا حصل تجاوز للحكم الشرعي المبين في الفقرة " أولًا " فإن آثار تلك الحالات تعرض لبيان أحكامها الشرعية .

    ثالثًا : تحريم كل الحالات التي يقحم فيها طرف ثالث على العلاقة الزوجية سواء أكان رحمًا أم بويضة أم حيوانًا منويا أم خلية جسدية للاستنساخ .

    رابعًا : يجوز شرعًا الأخذ بتقنيات الاستنساخ و الهندسة الوراثية في مجالات الجراثيم و سائر الأحياء الدقيقة و النبات و الحيوان في حدود الضوابط الشرعية بما يحقق المصالح و يدرأ المفاسد .

    خامسًا : مناشدة الدول الإسلامية إصدار القوانين و الأنظمة اللازمة لغلق الأبواب المباشرة و غير المباشرة أمام الجهات المحلية أو الأجنبية و المؤسسات البحثية و الخبراء الأجانب للحيلولة دون اتخاذ البلاء الإسلامية ميدانًا لتجارب الاستنساخ البشري و الترويج لها .

    سادسًا : المتابعة المشتركة من قِبل كل من مجمع الفقه الإسلامي و المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية لموضوع الاستنساخ و مستجداته العلمية و ضبط مصطلحاته و عقد الندوات و اللقاءات اللازمة لبيان الأحكام الشرعية المتعلقة به .

    سابعًا : الدعوة إلى تشكيل لجان متخصصة تضم الخبراء و علماء الشريعة لوضع الضوابط الخلقية في مجال بحوث علم الأحياء " البيولوجيا " لاعتمادهم في الدول الإسلامية .

    ثامنُا : الدعوة إلى إنشاء و دعم المعاهد و المؤسسات العلمية التي تقوم بإجراء البحوث في مجال علوم الأحياء " البيولوجيا " و الهندسة الوراثية في غير مجال الاستنساخ البشري ، وفق الضوابط الشرعية ، حتى لا يظل العالم الإسلامي عالة على غيره و تبعًا في هذا المجال .

    تاسعًا : تأصيل التعامل مع المستجدات العلمية بنظرة إسلامية ، و دعوة أجهزة الإعلام لاعتماد النظرة الإيمانية في التعامل في هذه القضايا ، و تجنب توظيفها بما يناقض الإسلام ، وتوعية الرأي العام للتثبت قبل اتخاذ أي موقف ، استجابة لقول الله تعالى (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) [النساء : 83] و الله أعلم .

    ( فتاوى الطب و التداوي ، جمعه : أبو أنس صلاح الدين محمود السعيد ، صفحة 151 فما بعدها )
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  2. افتراضي

    الاستنساخ .. أكذوبة .. أم فتنة ؟!
    بقلم : جمال سعد حاتم .


    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و آله و صحبه و من والاه ،و بعدُ :

    فإن استخدام العقل البشري فيما لا يفيد ليس هو العمل الأول الذي يدخل فيه العلم " دائرة الغرور و الإفساد " بالرغم من الحقيقة التي لا تقبل الشك و هي تشجيع الإسلام لاستخدام العقل في العلم النافع بل الحث عليه ، و إن التجارب العلمية لم توجد للعبث بحياة البشرية و إهدار كرامتها و لكن العلم يجب أن يسخر لخدمة الإنسان .

    تعريف الاستنساخ :


    أولًا : لغةً :

    نسخ الشيء ينسخه نسخًا و انتسخه و استنسخه : اكتتبه عن معارضة .
    التهذيب : النسخ اكتتابك كتابًا عن كتاب حرفًا بحرف ،و الأصل نسخة و المكتوب عنه نسخة لأنه قام مقامه ،و الكاتب ناسخ و منتسخ .

    و الاستنساخ : كتب كتاب من كتاب ، و في التنزيل ( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) [الجاثية : 29] أي نستنسخ ما تكتب الحفظة فيثبت عند الله .
    و في التهذيب : أي نأمر بنسخه و إثباته . ( اللسان " نسخ " 14 / 121 )

    ثانيا : عند علماء الطب يكون كالآتي :

    إن الثابت علميا أن أية خلية بشرية تتكون من نواة يحيط بها سائل يطلق عليه السيتوبلازم و داخل نواة كل خلية بشرية يوجد 46 كروموسوم و هو عدد ثابت عند جميع البشر ، و الخلية الوحيدة التي تحوي نصف هذا العدد فقط هي خلايا الإخصاب ، و هي الحيوانات المنوية عند الذكر و البويضة عند الأنثى ، و تلك حكمة إلهية عظيمة حتى يحدث الإنجاب بالطريق الطبيعي عند التقاء الحيوان المنوي بالبويضة فيصبح عدد الكروموسومات (46) و تنتج الخلية الأولى التي تصبح جنينًا بعد ذلك .

    و أولى خطوات الاستنساخ هي أخذ خلية بشرية من أي عضو من أعضاء الشخص المطلوب استنساخه بطريقة معملية بسيطة جدًّا ، و الخطوة الثانية في التجربة هي تفريغ خلية بويضة أنثوية من نواتها ، فلا يبقى إلا جدار الخلية و السائل الداخلي الذي نسميه " السيتوبلازم " حيث يتم زرع الخلية البشرية داخل هذه البويضة .

    و بعد تعريض الخلية البشرية و خلية البويضة لشرارة كهربية عالية الجهد تلتصق الخلية بجدار البويضة ، و تبدأ عملية الانقسام بشكل طبيعي ، فيتم زرع البويضة المنقسمة في جدار الرحم لتبدأ مرحلة حمل طبيعي ثم ولادة طفل عبارة عن صورة طبق الأصل من الخلية الأولى التي أخذت من الشخص المراد استنساخه .

    و لا توجد أية بيئة صالحة لعملية النمو إلا الرحم حيث لم يتوصل العلم حتى الآن لإنتاج ما يشبه الرحم ، و كل ما فعلوه هو إعداد مكان يتوفر فيه جو الرحم للجنين و لكن لمدة أربعة أو خمسة أيام فقط .

    و على هذا يمكن أن تتم هذه العملية بين امرأة و امرأة أخرى دون الحاجة إلى زواج أو زوج !! بل تتم هذه العملية بين امرأة و نفسها !! و بينها و بين رجل أجنبي !! بل و أعظم و أدهى من ذلك أن تتم بين حيوان و أنثى الإنسان !!

    و الاستنساخ بهذه الصورة يجرد الإنسان من خاصيته الإنسانية التي تتمثل في العواطف الطيبة و الدوافع النبيلة لتحمل مسئولياته في الحياة ، و ينتكس به إلى الحيوانية بل و أدنى من ذلك .

    قال تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) [الإسراء : 70]

    الاستنساخ و انعكاساته القبيحة !!


    إن طريقة إنتاج نسخة بشرية بالاستنساخ لها انعكاسات سيئة نفسية و اجتماعية و صحية ، فهذا المنتج مقطوع الجذر عن مجتمعه ، فهو غريب فيه ، و ليس له نسب ، مما يصيبه نفسيًّا بالاغتراب عن كل ما حوله ، و لا يجدي معه علاج لإزالة هذه الانعكاسات و ما يترتب عليها من تصرفات شاذة و ضارة !!

    إن الادعاء باستنساخ عباقرة :

    أمر مردود عليه بأن النسخ عملية تخص الشكل و الملامح و الصفات المادية و العبقرية شيء آخر لا علاقة له بالشكل و الملامح الجسدية ، إذ العبقرية من أسرار النفوس و كرامتها ، و هي أسرار غير قابلة للنسخ و لا وجود لها في الجينات ، و الإنسان ليس نتاج تركيبة واحدة ، و إنما هو نتاج التفاعل بين الموروثات " الجينات " مع البيئة و المؤثرات المحيطة به ، فحجة استنساخ العباقرة فيها خلط و مغالطة كما جاء في بيان مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف .

    الشطحات العلمية :


    إن التساؤلات حول حدود البحث العلمي بدأت من الولايات المتحدة نفسها التي تخلو من أية تشريعات تحظر القيام بأبحاث تهدف إلى إنتاج أجنة باستخدام تقنيات علمية مختلفة ، بعد أن نجحت إحدى الشركات الأمريكية في نوفمبر سنة 1998 م في إنتاج جنين باستخدام خلية بشرية و بويضة بقرة تم تفريغ نواتها إلا أن هذه التجربة لم يكتب لها استمرار النجاح ، و لم تنته التجارب حتى الآن رغم كافة الانتقادات الموجهة لهذه النوعية من الأبحاث ليس لأسباب دينية و أخلاقية فحسب ، و إنما لأسباب علمية ، فالمعروف أن تجارب الاستنساخ في مجال الحيوانات حققت نسبة نجاح منخفضة للغاية ، فالنعجة دوللي مثلًا ظهر عليها أعراض شيخوخة مبكرة و هو أمر للإنذار بالخطر .

    صور الاستنساخ المرفوض و المقبول :


    هناك أكثر من حالة للاستنساخ البشري يجب التمييز بين كل منها و ألا تأخذ جميعها نفس الحكم الشرعي ، فهناك ست صور للاستنساخ البشري ، يمكن الفتوى في أربع منها بالتحريم القاطع في حين أن حالتين منها ينبغي التوقف بشأنها ، و عدم الفتوى بالتحريم أو الإباحة لحين معرفة النتائج التي سيتحدد بها القول بالإباحة أو التحريم .

    و للاستنساخ صور منها :

    - الصورة الأولى : هي أن يكون الاستنساخ بأخذ نواة خلية من أنثى لتوضع في بويضة أنثى أخرى بعد نزع نواتها ثم الزرع النهائي في الرحم .

    و هذه الحالة من الاستنساخ البشري محرمة تمامًا وفقًا لعدة قواعد أصولية و فقهية ، أولها : قاعدة القياس على حرمة
    الاستمتاع الجنسي بين أفراد النوع الواحد – السحاق بين الإناث و اللواط بين الذكور – فإذا كان الاستمتاع الجنسي بين أفراد النوع الواحد حرامًا فالإنجاب أولى بالحرمة ، و كذلك سدًّا للذرائع لأنها لو شاعت بين النساء لأدت إلى انتشار الرذيلة ، و كذلك منعًا للضرر النفسي و الاجتماعي الذي سيقع على المولود .

    - الصورة الثانية : هي أخذ نواة من خلية امرأة لتوضع في بويضة نفس المرأة و هي حرام كالحالة السابقة و أدلة التحريم هي نفس الأدلة .

    - الصورة الثالثة : هي أن تكون النواة من خلية ذكر حيواني في بويضة امرأة و الحكم فيها هو التحريم القاطع ، لأنه عبث و تشويه لخلق الله ، إذ سينتج ذلك مخلوقًا جديدًا بالمرة .

    - الصورة الرابعة : هي أن تكون النواة من خلية ذكر إنسان و لكن ليس زوجًا للمرأة صاحبة البويضة ، و الحكم فيها التحريم أيضًا لأنه في معنى الزنا ، و إن كان ليس زنا حيًّا لعدم توافر أركانه و لكنه يؤدي إلى ما يؤدي إليه الزنا من اختلاط الأنساب و من ثم ينطبق عليه نفس الحكم .

    أما الصور الأربع السابقة فقد ذهب الدكتور رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية إلى تحريمها تحريمًا قطعيًّا متفقًا مع إجماع العلماء في تحريم الاستنساخ البشري ، لكن هناك صورتان يرى التوقف فيهما و لايذهب إلى ما ذهب إليه جمهور العلماء بالتحريم :

    الصورة الأولى : تكون فيها النواة التي تحمل المادة الوراثية من خلية ذكر إنسان " زوج " توضع في بويضة امرأة " زوجته " بشرط أن يكون مازال حيًّا ( الإنجاب اللاجنسي بين الزوجين ) .

    فهو يفتي بالقول بالتوقف في هذه الحالة دون القول بالتحريم أو بالإباحة انتظارًا لنتائج الأبحاث و التجارب في مجال الاستنساخ ، فإذا كان الناتج طفلًا مشوهًا غير سوي في أي من جوانب التكوين الجسمي و النفسي و الاجتماعي فيكون الحكم هو التحريم القاطع ، أما إذا كان الطفل المولود بهذه الطريقة طبيعيًّا لا تشوبه شائبة فيصبح الحكم في هذه الحالة محل مناقشة العلماء من كل النواحي العلمية و الإنسانية و الفقهية ، حيث يبدو ساعتها أن الزوج الذي لا يستطيع الإنجاب بالطريق الطبيعي " الجنسي " صاحب حق في اللجوء إلى الاستنساخ البشري وفق هذه الطريقة .

    أما الصورة الثانية : فهي المعروفة بالتوأم المتطابق و هي صورة للاستنساخ البشري لا يُستغني فيها عن الحيوان المنوي كما في الحالات السابقة ، و إنما هي محاولات لولادة أكثر من مولود يشتركون في نفس الصفات الوراثية كالتوائم ، و تتم عن طريق تخصيب البويضة بالحيوان المنوي في طبق خارج الرحم و تقسيم الخلية الناتجة عن هذا التلقيح لأكثر من خلية تتطابق جميعها و تحمل نفس الصفات الوراثية ، و هو يتوقف في الفتوى فيها دون القول بالتحريم أو بالإباحة انتظارًا لنتائج تجارب الاستنساخ و ما ستسفر عنه .

    ليست دعوة للاستنساخ

    و ليست هذه دعوة أو فتوى للاستنساخ البشري و إنما هو اتباع لمنهج علماء السلف في الفقه الإسلامي في توقع الحوادث و افتراض قضايا لم تحدث ثم الاجتهاد في بيان أحكامها " أو ما يعرف بالفقه الفرضي " ، فهو على قناعة بأنه بالرغم من تشديد القوانين و التشريعات الدولية على تجريم و تحريم الاستنساخ البشري فإن ذلك لن يمنع حدوث استنساخ بشري بسبب سهولة هذا النوع من العمليات التي يستطيع أي مركز أطفال أنابيب إجراءها بعيدًا عن الرقابة ، فهي ليست أصعب جهدًا أو أكثر تكلفة من القنبلة الذرية التي لا يتوقف تصنيعها بالرغم من الحظر و ارتفاع التكلفة خاصة في ظل تراجع الوازع الأخلاقي و الديني و انتشار العبث مع ضعف الرقابة .

    إطلاق العنان للعلم :

    و من ثم يؤكد الدكتور رأفت عثمان أن فتواه مرتبطة بوقوع المحظور و حدوث استنساخ .
    فإطلاق العنان للعلم فيما يختص بالتجريب على الإنسان أمر غير مقبول خلقيًّا أو علميًّا ، و قضية الاستنساخ تعد من نوازل العصر و تلبيس الحق بالباطل ، و تشكيك الناس في دينهم الذي أمرهم أن يعبدوا ربا خالقًا رازقًا ، مدبرًا للكون لا يشركون به شيئًا .

    المحافظة على النسل !!


    إن الاستنساخ في مجال البشر غير جائز كما ورد في فتوى مجمع البحوث الإسلامية ، و محاولة استنساخ بشر من آخر على طريقة النعجة دوللي بحيث يمكننا أن نستنسخ من الشخص الواحد عشرات أو مئات مثله بدون حاجة إلى أبوين و لا زواج و لا أسرة ، بل يكفينا أحد الجنسين من الذكور أو الإناث و نستغني عن الجنس الآخر ، و بهذا تستطيع البشرية أن تستنسخ من الأشخاص الأذكياء عقلًا و الأقوياء جسمًا و الأصحاء نفسًا بوهم المحافظة على النسل .

    و المحافظة على النسل تقوم على إيجاد النسل بتحقيق المصالح و دفع المفاسد ، فشرع الله سبحانه الزواج حفاظًا على النسل البشري ، فهو سنة الله في خلقه ، قال تعالى " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا " [الروم : 21] ، فخلق الله الزوجين و ركب فيهما آلات التناسل ، و غرس الشهوة و الميل إلى الآخر ، كما يميل بفطرته إلى الطعام و الشراب .

    و العبد و هو يقضي شهوته يتقرب إلى الله بأربع :
    1- محبة الله بالسعي في تحصيل الولد و إبقاء الجنس البشري .
    2- محبة النبي صلى الله عليه و سلم في تكثير من يباهي بهم ، قال صلى الله عليه و سلم " إني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة " .
    3- الانتفاع بدعاء الولد الصالح .
    4- الشفاعة بموت الصغير إذا مات قبل أبويه .

    و في كل هذه القربات تجد المنافع الكثيرة التي تتبع ذلك من التحصن بدفع الشهوة و غض البصر و ترويح النفس : ( ...... لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً " [الروم : 21].

    و على كل حال فإنه ثبت عقلًا و شرعًا أن الزواج هو الطريق الوحيد لبقاء النسل و المحافظة عليه و لا سبيل لتكوين أسرة قوية إلا بالزواج الصحيح و ليس بالاستنساخ !!

    حفظ النسل بدفع المفاسد !!


    و حفظ النسل يكون بدفع المفاسد ، فقد سد الإسلام كل الطرق المؤدية إلى فساد النسل ، قال تعالى (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ) [الإسراء : 32] ، فبلاغة اللفظ عظيمة تبين عظم جريمة الزنا للبعد عن إفساد النسل ، و كذلك قال عمر رضي الله عنه كما في الصحيحين ( لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل : لا نجد الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ، ألا و إن الرجم حق على من زنى و قد أحصن إذا قامت البينة أو كان الحمل أو الاعتراف ، ألا و قد رجم رسول الله صلى الله عليه و سلم و رجمنا بعده ) " خ 6829 "

    هل الاستنساخ خلق من دون الله ؟!


    إن الاستنساخ ليس خلقًا ، إنما هو استعمال سيء لخلق الله كما أراد الشيطان (وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً ) [النساء : 119].

    قال تعالى (أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) [الرعد : 16]

    و قال (أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ ، أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ) و قال (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ )

    فالله خلق آدم من تراب ، و خلق منه حواء ، و خلق عيسى من أنثى بلا ذكر (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) [الذاريات : 49] ، فالله تعالى له الخلق المطلق و القدرة التامة (أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ ، فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ، إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ ، فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ) [المرسلات : 20 – 23 ]

    و هذه النطفة المخلقة لو لم يشأ الله لم تخلق ، فكل شيء بمشيئته ، كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو الصادق المصدوق " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح " .

    و مما تقدم نستطيع القول : إن كل مولود له بأبيه صلة و هو الحيوان المنوي تكوينًا و وراثة ، و له بأمه صلتان : البويضة و الحمل و الولادة و الرضاعة ، فإذا اختلفت هذه الصلات كان الإنجاب محرمًا ، فالنطفة المحترمة هي التي جاءت من نتاج الزوجين ، و لهذا قال الله سبحانه و تعالى (فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً ..... ) [الأعراف : 189] ، و قال (مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً ) [مريم : 28] و قال تعالى (إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ) [المجادلة : 2] ، فهذا المولود هو الذي يكتسب الأبوة و الأمومة الشرعية و يترتب عليه أحكام المولود .

    و الإنسان إذا لم يضبط نفسه بميزان الشرع ضل و أهلكه الله ، قال تعالى (وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ ) [المائدة : 49]

    اللهم فقهنا في ديننا و أحسن أعمالنا و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

    ( مجلة التوحيد ، السنة 31 العدد 12 ، كلمة التحرير )
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  3. افتراضي

    أحسن الله إليكم

    أتت بما يشفي الغليل

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مقالاتٌ مختارة
    بواسطة ابن عبد البر الصغير في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 12-10-2012, 06:21 PM
  2. ملف: جواز المظاهرات، بحوث مؤصلة.
    بواسطة فخر الدين المناظر في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 39
    آخر مشاركة: 01-06-2012, 03:00 AM
  3. إعلان: من له غيرة على بيوت الله ؟
    بواسطة سعيد المغربي في المنتدى المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-02-2011, 06:59 PM
  4. ( اليوتيوب النقي )( بيئة نظيفة ومشاهدة مفيدة )
    بواسطة memainzin في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-31-2010, 10:47 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء