لم يحدد القرآن وجه الإعجاز المتحدى به ، وبالتالي فالإعجاز العددي ( الترتيب والتنظيم ) هو جزء من معنى الإعجاز بمفهومه الشامل . لا يمكن فصله عن الجانب اللغوي .. الإعجاز العددي يدخل في معنى : ( بمثل هذا القرءان )
بعبارة أخرى : إذا كان الإعجاز البلاغي مثلا متحقق في السورة ، فالإعجاز العددي هو جزء من ذلك الإعجاز غير مفصول عنه . اللغة والترتيب وجهان لإعجاز القرآن لا فصل بينهما ، وما زالت الدراسات – في إعجاز القرآن – تتجاهل جانب الترتيب مع أنه جزء من موضوع البحث سواء أكان آية أو سورة .
فالسورة – كلمات وحروف – وترتيب رياضي .
وهذا مما يميز كلام الله سبحانه عن كلامنا ، فكل كلمة وكل حرف فيه بحساب ونظام .سواء اكتشفنا ذلك أم لم نكتشفه .
أخي الكريم :
بالنسبة لي ، فقد أمضيت عمرا في تدبر ترتيب سور القرآن وآياته ، بالدرجة الأولى .. ووجدت أن هناك أكثر من نظام يحكم ترتيب سور القرآن كلها .
وهناك نظام خاص بالسورة الواحدة ..
وهناك نظام خاص بمجموعة من السور .
وهناك نظام خاص بالآية ..وبالكلمة ..
فماذا تتوقع مني ؟ أن أدرس كل آية وكل سورة ؟
باستطاعتي أن أدرس بعض سور القرآن وبعض آياته، وليس كلها .
دراسة ظاهرة الترتيب في سورة القلم تحتاج إلى عام . أحيانا قد أعد كلمات القرآن كلها للتحقق من معلومة صغيرة ، معلومة واحدة قد تأخذ أشهرا ..يتم تسجيلها في سطر أو اثنين .. فالمسألة ليست بسيطة .
دراسة الإعجاز العددي تحتاج إلى فريق ومؤسسة ، وليس ذلك بمقدور فرد . وحينما يتم ذلك يمكننا حسم الخلاف في كثير من المسائل ، وطرح الإعجاز العددي بصورة واضحة محددة قادرة على مواجهة التساؤلات .
Bookmarks