النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: ما هو افضل رد على من يدعي ان طاعة النبي في حياته فقط ويتبع المتواتر فقط

  1. #1

    افتراضي ما هو افضل رد على من يدعي ان طاعة النبي في حياته فقط ويتبع المتواتر فقط

    ماهو الرد على شخص يدعى

    1-ان طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته فقط

    2-وانه يتبع فقط الاحاديث المتواترة التي تبلغ 309 حديث
    وجزاكم الله خيرا

    =========
    اقتباس من شخص يدعى نهرو طنطاوي

    أما عن ما يسمى بالسنة فسوف أنقل بعض الفقرات من كتاباتي التي كتبتها منذ أكثر من ثلاثة أعوام في كتابي (قراءة للإسلام من جديد)، وفي مقالي: (طاعة الرسول واجبة في حياته وليست بعد وفاته). وما ذكرته في كتاباتي هذه هو ما علمته وما أوقن به وأومن من خلال فهمي وإدراكي الشخصي لما يسمى بالسنة:

    السنة في لسان قوم الرسول هي: الطريقة والمثال.

    السنة في اصطلاح الفقهاء هي: كل قول أو فعل أو تقرير للرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى ذلك رأى الفقهاء وجوب اتباع الرسول في كل فعل أو قول أو تقرير نسب إليه عليه الصلاة والسلام.

    إن مصطلح السنة بهذه الطريقة التي اصطلح عليها الفقهاء لم يرد له ذكر في القرآن وليست له أية شرعية قرآنية (وأعني هنا وجوب اتباع كل فعل أو قول أو تقرير للرسول صلى الله عليه وسلم), فلم يرد في القرآن وجوب أتباع كل ما يصدر عن الرسول من قول أو فعل أو تقرير هكذا على وجه العموم، أو جعله مصدرا ثانيا للتشريع ومساويا للمصدر الوحيد الذي هو القرآن الكريم.

    إن كل ما ورد عن الرسول بطريق متواتر (أي لا خلاف عليه) كالقرآن وكيفية أداء الصلاة والصيام والزكاة والحج، والعمرة والأذان والإقامة والطهارة ومواقيت الصلاة وغير ذلك من الأفعال المتواترة التي لم يختلف عليها اثنان من المسلمين سنة كانوا أو شيعة أو أي مذهب آخر من المذاهب الإسلامية منذ كان الرسول حيا وإلى يومنا هذا، كل هذا هو وحي من عند الله مساو للقرآن تماما، وقد اتفق أهل ملة الإسلام قاطبة بلا استثناء على وجوبه وشرعيته.



    إذاً ما تواتر عن الرسول صلى الله عليه وسلم في كيفية أداء العبادات إنما هو بوحي الله إلى رسوله، ليريه كيف يصلي وكيف يحج وكيف يتطهر وغيرها من الأفعال والأقوال المتواترة، وهذا لا اختلاف فيه مع أحد في أنه شرع ودين ووحي أوحاه الله إلى رسوله صلي الله عليه وسلم ولا خلاف بين أمة الإسلام بجميع طوائفهم وفرقهم في هذا.

    إلا أن هذه العبادات وكيفيتها ليست هي السنة التي يقصدها الفقهاء، فما يقصده الفقهاء هو ما جاء في البخاري ومسلم والترمذي وبن ماجة وأبو داود ومسند أحمد وغيرها من كتب الأحاديث، فأوجبوا على المسلمون اتباع كل ما جاء في هذه الكتب دون مناقشة أو اعتراض، وإلا كفرنا وارتددنا عن الإسلام.

    أما الحقيقة التي أعلمها بإدراكي الشخصي فهي أن كل ما نسب للرسول من أحاديث غير متواترة وغير متفق عليها بين أمة الإسلام أو ما يسميه الفقهاء بأحاديث الآحاد ، كل هذه الأحاديث يرفضها القرآن في الحالات التالية:

    في حالة إضافة أحكام على ما جاء في القرآن.

    في حالة إضافة محرمات على ما حرمه الله في القرآن.

    في حالة مصادمة أو مناقضة لما جاء في القرآن.



    حديث الآحاد:

    [ خبر الآحاد هو كل خبر يرويه الواحد أو الاثنان أو الأكثر عن الرسول ولا يتوافر فيه شرط المتواتر.

    أما عدد أحاديث الآحاد فمجموعه يزيد على 599 ألف حديث أي الغالبية العظمى من الأحاديث التي نسبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه الأحاديث قال عنها جمهور العلماء أنها أحاديث ظنية بمعنى ليست قطعية في ثبوتها عن الرسول أي مشكوك في نسبتها للرسول، وهذا ليس قولي بل هو قول جمهور علماء السنة، وأذكر شيئا مما قيل عن أحاديث الآحاد مما خطته أيدي العلماء أنفسهم:

    قال الأستاذ المرحوم الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه "أصول الفقه" عن حكم حديث الآحاد:

    (حديث الآحاد يفيد العلم الظني الراجح, ولا يفيد العلم القطعي, إذ الاتصال بالنبي فيه شبهة. ويقول صاحب كشف الأسرار فيه: الاتصال فيه شبهة صورة ومعنى, أما ثبوت الشبهة فيه صورة, فلأن الاتصال بالرسول لم يثبت قطعا (أي بصورة قطعية), وأما معنى، فلأن الأمة تلقته بالقبول "أي في الطبقة التي تلي التابعين").

    ويقول الشيخ أبو زهرة: (ولهذه الشبهة في إسناد الحديث بالرسول قالوا إنه يجب العمل به إن لم يعارضه معارض, ولكن لا يؤخذ به في الاعتقاد, لأن الأمور الاعتقادية تبنى على الجزم واليقين, ولا تبنى على الظن, ولو كان راجحا, لأن الظن في الاعتقاد لا يغني عن الحق شيئا).

    وأين دليل الشيخ أبو زهرة على أن حديث الآحاد يؤخذ به في غير الاعتقاد؟.

    هل كل قول أو فعل أو تقرير للرسول بوحي من الله؟:

    قال تعالى في سورة النجم: (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى). يعتقد البعض أن كل كلمة نطق بها الرسول وكل فكرة خطرت له وكل خطوة خطاها هي بوحي من الله، وهذا فهم خاطئ للآية الكريمة، ومخالف لنصوص القرآن ووقائع السيرة، فقد عرضت على الرسول أسئلة كثيرة من المسلمين وغير المسلمين، فلم يكن لدى رسول الله جوابا عليها حتى يتنزل عليه القرآن بالإجابة، وكانت هناك اجتهادات للرسول كثيرة في بعض المواقف، فكان القرآن ينزل بخلافها ويعارضها، وسياق الآيات القرآنية نفسها يشهد بذلك وسياق السيرة كذلك، وليس هنا محلا لحصرها فهي كثيرة، فالمقصود من عدم نطق الرسول إلا بوحي وفق إدراكي هو ما نطق به الرسول من قرآن، أو توجيه الله لرسوله في بعض المواقف. وكان للوحي دورا أيضا مع الرسول في غير القرآن، كتوجيه الرسول في قيادة المسلمين والحكم بينهم بما أراه الله لقوله تعالى: (فاحكم بينهم بما أراك الله) وكان للوحي دورا أيضا أثناء خوضه صلى الله عليه وسلم للمعارك ضد أعدائه، وكان دور الوحي أيضا للرسول في غير القرآن يكمن في تثبيت الرسول والذين أمنوا معه بإنزال السكينة والطمأنينة في قلوبهم.



    تكرار القرآن وتأكيده على طاعة الرسول كان للذين عاصروه في حياته:

    إن ورود عشرات الآيات التي تأمر وتحض على طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في القرآن، إنما تنم عن تثبيت الله لأهمية طاعته صلى الله عليه وسلم في نفوس أصحابه وعدم مخالفة أمره، وأراد الله أيضا أن يعلمهم أن طاعته صلى الله عليه وسلم هي بإذن من الله، وهي طاعة لله، وأن ما ينطق به من قرآن ودين هو وحي من الله، وليس عن هوى أو اجتهاد شخصي، أيضا إن التكرار الكثير والتأكيد الصارم على طاعة الرسول إنما ينم عن عدة أمور هامة وهي كالتالي:

    - تصديقه صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه من القرآن العظيم وتثبيت ذلك في نفوس المسلمين, فالمسلمون وقتها كانوا حديثي عهد بالإسلام، وكانوا أيضا خارجون لتوهم من الجاهلية بعاداتها وتقاليدها وأعرافها وحميتها للقبيلة والنسب, فالتكرار والتأكيد في ذلك الوقت على طاعة الرسول وأن طاعته من طاعة الله يثبت في نفوس المسلمين عدم تحيز رسول الله فيما يقوله أو يأمر به أو يفعله إلى فئة ما أو قبيلة ما أو عصبية ما، بل إن ما يقوله ويفعله من أمور الدين هو بإذن من الله وتوجيه منه سبحانه لرسوله – صلى الله عليه وسلم – وليس من عند نفسه.

    - كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقتها يؤسس لأمة ويؤسس لدين سيكون أتباعه يوما ما عددهم بالملايين وهذا شيء ليس بالسهل ولا اليسير, وذلك مما جعل القرآن يؤكد دائما علي طاعة الرسول وعدم الخروج عن حكمه وقضائه وأمره، وأن أي شك في رسول الله هو بمثابة شك في القرآن, لأن رسول الله –صلى الله عليه وسلم– لو عمد إلى التحيز أو الخطأ أو الكذب، لكان أدعى لأتباعه أن يشكوا في القرآن وما جاء فيه من أحكام وأوامر ونواهي، فكان لابد من التأكيد الدائم والتذكير المستمر بطاعة الرسول، لأنه حينئذ يؤسس ويبني أمة جديدة على العالم وعلى أتباعها.



    إذن فتكرار القرآن وتأكيده على طاعة الرسول مرات كثيرة لم يكن لمجرد التكرار أو لمجرد التذكير بطاعته وحسب، ولم يكن ذلك التأكيد وذلك التكرار للذين يأتوا من بعده كما يزعم الفقهاء، بل كان للذين معه وللذين عاصروه في حياته على وجه التحديد، والدليل على ذلك أنه كانت هناك أسباب كبيرة وخطيرة تقف وراء هذا التكرار والتأكيد، حتى يكاد ينطق بها القرآن ويقرأها المرء في سياق النصوص التي جاءت تأكد على طاعة الرسول وتحذر وتنذر من معصيته.

    وأما ما نسب إلى رسول الله من أحاديث، فيجب أن يوضع في ميزان القرآن فما وافق منه القرآن، فلنأخذ به، وما خالف منها القرآن، أو وضع أحكاما لم يأت بها القرآن، أو أحل حراما، أو حرم حلالا، لم يأت ذكره في القرآن، فيجب تركه وعدم العمل به.



    طاعة الرسول بعد وفاته :

    أما طاعتنا للرسول بعد وفاته ففيما جاء به من قرآن، وفي بيانه لكيفية عبادة الله من صلاة وزكاة وصيام وحج وطهارة وغيرها من عبادات، وطاعته صلى الله عليه وسلم والتأسي به، وكيف أنه كان يطيع الله ويعبده ويتبع ما أوحي إليه. والتأسي به صلى الله عليه وسلم في خلقه العظيم، والطاعة في هذا واجبة على جميع المسلمين سواء في حياة الرسول أو بعد مماته، ووجوب طاعة الرسول في ما جاء به من قرآن للأسباب التالية:

    - القرآن هو الإسلام وهو الدين وهو الشريعة.

    – القرآن وصل إلينا بالتواتر عن جمع غفير من المسلمين أحالت العادة دون تواطؤهم على الكذب.

    – القرآن ذكر للعالمين في حياة الرسول وبعد مماته.

    إذن فطاعته صلى الله عليه وسلم بعد وفاته تكون في الإيمان بما جاء به من قرآن والعمل به، لأن ما جاء به الرسول وبلغه عن ربه من قرآن وعبادات هو كلام الله وهو الإسلام، وشرعه ودينه وحكمه وأمره للناس، فليس لمسلم مؤمن بدين الإسلام أن يرده أو يعارضه ما دام أنه رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد –صلى الله عليه وسلم– رسولاً, ولا سبيل لمسلم إلا أن يعمل بما جاء فيه من أحكام ما استطاع إلى ذلك سبيلا.



    هذا نتيجة بحثي وإدراكي الشخصي وما أوقن به منذ سنوات حول ما ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام من أقوال وأفعال من غير القرآن، فأنا لا أنكر كل ما ورد عن الرسول ولا يمكنني ذلك، ولا أقبله كله كذلك، وإنما أضعه في ميزان القرآن والعقل والبحث العلمي، فما رجحه القرآن والعقل والبحث العلمي أعتمده كدين ووحي من عند الله، وقد جئت بتلك المقتطفات من كتاباتي التي كتبتها منذ سنوات وهي منشورة على الكثير من المواقع، حتى لا يزايد أحد علي في هذه المسألة، وحتى لا يظن أحد أنني أتبع ذلك الفكر المبتور الأعور الذي يسمى بـ (فكر القرآنيين).



    ومن هنا أطالب جميع المهتمين بالفكر الديني الإسلامي في كافة مواقعهم، أن يعتمدوا القرآن الكريم كمرجعية وحيدة للحكم على ما جاء فيما يسمى بالسنة من أحكام تشريعية ودينية وتحريمية، وكذلك على الاجتهادات الفقهية لكل من تصدر للفتوى والاجتهاد، وألا نحكم بالسنة على القرآن في الجانب التشريعي الأحكامي، بل العكس هو الصحيح، ولنعلم أنه لن يستقيم الدين باستقلال البعض بأحدهما وإعفاء الآخر، ولنعلم كذلك أن ما نسب إلى الرسول قد يحمل في جزء ليس بقليل منه، الكثير من التنبؤات الغيبية المستقبلية، وقد تحقق جزء كبير منها، وهي بالتأكيد من الوحي الذي أوحى الله به إلى خاتم النبيين محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، وبدون ذلك سيظل الباب مفتوحا على مصراعيه للاختلاف والتناقض والتضارب في أحكام الدين.



    ومما أعلمه وأوقن به كذلك من خلال إدراكي ودراستي الشخصية لهذا الموضوع، أن كل ما ورد عن الرسول في كتب السنن كالبخاري ومسلم ومسند أحمد وغيرها من كتب التراث والتاريخ، لا أكذبه كله ولا أصدقه كله، ومع ذلك أرى أنه قد يكون هناك الكثير مما ورد في هذه الكتب من أقوال وأفعال تنسب إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام كحياته الشخصية وصفاته وأقواله وأفعاله وأوامره ونواهيه واجتهاداته، قد تكون صدرت عنه بالفعل، وقد تكون صحيحة في نسبتها إليه عليه الصلاة والسلام، فليس من المنطق ولا من العقل ولا من البحث العلمي الجاد أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام لم يتكلم بكلمة واحدة في فترة تبليغه للرسالة والتي مكثت نحو ثلاثة وعشرون عاما إلا بالقرآن فقط، فهذا محال ولا يقول به من ليس لديه أدنى مسكة من عقل.



    إن بعض السذج من الذين لا يعلمون والذين لا يبصرون، ممن ابتلي الإسلام بانتمائهم إليه، لا يفرقون بين النصوص الدينية التي أوحى الله بها في القرآن وغير القرآن، وبين التطبيق الفعلي العملي لتلك النصوص، ولا بين تأثير الواقع وثقله في تحديده وفرضه لكيفية تطبيق النصوص، فهناك فرق لائح بين النص، وبين طرق وكيفية تطبيقه والتي يفرضها الواقع ويحددها، فالنص كما هو لا يتغير إنما الواقع هو من يتغير ويتبدل، وتبدل الواقع وتغيره المستمر يفرض على الشخص أو الجماعة التي تريد تطبيق النصوص، سلوك سبل أخرى أو طرق مختلفة لذلك التطبيق عن الذين مضوا، وذلك وفق ما تقتضيه الظروف وما يمليه الواقع، فتطبيق النصوص هو طاعة لله وفق ظروف وواقع
    التعديل الأخير تم 02-21-2008 الساعة 07:00 PM

  2. #2

    افتراضي

    الدليل على طاعة النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته

    =====

    وجوب طاعته بعد وفاته :

    كما وجب على الصحابة بأمر الله في القرآن اتباع الرسول وطاعته في حياته ، وجب عليهم وعلى من بعدهم من المسلمين اتباع سنته بعد وفاته ، لأن النصوص التي أوجبت طاعته عامة لم تقيد ذلك بزمن حياته ، ولا بصحابته دون غيرهم ، ولأن العلة جامعة بينهم وبين من بعدهم ، وهي انهم أتباع لرسول أمر الله باتباعه وطاعته ، ولأن العلة أيضاً جامعة بين حياته ووفاته ، إذ كان قوله وحكمه وفعله ناشئاً عن مُشرع معصوم أمر الله بامتثال أمره ،فلا يختلف الحال بين أن يكون حياً أو بعد وفاته ، وقد ارشد صلى الله عليه وسلم وجوب اتباع سنته حيث يغيب المسلم عنه حيث بعث معاذ بن جبل إلى اليمن ، فقال له : [ كيف تقضي إذا عرض لك القضاء ؟ ] قال : أقضي بكتاب الله ، قال : [ فإن لم يكن في كتاب الله ؟ ] قال : فبسنّة رسول الله ، قال : [ فإن لم يكن في سنة رسول الله ؟ ] قال : أجتهد رأي ولا آلو ، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدره ، وقال : [ الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله ] (أخرجه أحمد ، وأبو داود ، والدارمي ، والترمذي ، والبيهقي في المدخل ، وابن سعد في الطبقات ، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله) .
    كما حث على وجوب العمل بسنته بعد وفاته في أحاديث كثيرة جداً بلغت حد التواتر المعنوي ، منها ما رواه الحاكم وابن عبد البر عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي] (جامع العلم والبيان وفضله 2/42) (وأخرجه أيضاً البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه ، وأخرج البخاري والحاكم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ] قالوا يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال : [ من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى] وأخرج أبو عبد الله الحاكم عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبة الوداع : [ إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم ولكن رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم فاحذروا ، إني قد تركت فيكم ما أن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً : كتاب الله وسنة نبيه ] وأخرج ابن عبد البر عن عرباض بن سارية قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ، فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقيل : يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا ، قال : [ عليكم بالسمع والطاعة وإن كان عبداً حبشياً ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهتدين ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ] .
    من أ جل هذا عني الصحابة رضوان الله عليهم بتبليغ السنة لأنها أمانة الرسول عندهم إلى الأجيال المتلاحقة من بعدهم ، وقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبليغ العلم عنه إلى من بعده بقوله : [ رحم الله امرءاً سمع مقالتي فأداها كما سمعها ، ورب مبلّغ أوعى من سامع ] .

    من كتاب السنة ومكانتها في التشريع

  3. #3

    افتراضي

    طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم

    1- وجوب طاعة الرسول في حياته

    كان الصحابة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفيدون أحكام الشرع من القرآن الكريم الذي يتلقونه عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكثيراً ما كانت تنـزل آيات القرآن مجملة غير مفصلة ، أو مطلقة غير مقيدة ، كالأمر بالصلاة ، جاء مجملاً لم يبين في القرآن عدد ركعاتها ولا هيئتها ولا أوقاتها ، وكالأمر بالزكاة ، جاء مطلقاً لم يقيد بالحد الأدنى الذي تجب فيه الزكاة ، ولم تبين مقاديرها ولا شروطها ، وكذلك كثير من الأحكام التي لا يمكن تنفيذها دون الوقوف على شرح ما يتصل بها من شروط وأركان ومفسدات ، فكان لا بد لهم من الرجوع إلى رسول صلى الله عليه وسلم لمعرفة الأحكام معرفة تفصيلية واضحة .
    وكذلك كانت تقع لهم كثير من الحوادث التي لم ينص عليها في القرآن ، فلا بد من بيان حكمها عن طريق عليه الصلاة والسلام ، وهو مبلَّغ عن ربه ، وأدرى الخلق بمقاصد شريعة الله ونهجها ومراميها .
    وقد أخبر الله في كتابه الكريم عن مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم بالنسبة للقرآن أنه مبين له وموضح لمراميه وآياته ، حيث يقول الله تعالى في كتابه : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزّل إليهم ولعلهم يتفكرون ) (سورة النحل : 44) ، كما بين أن مهمته إيضاح الحق حين يختلف فيه الناس : ( وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) ( سورة النحل: 64) .
    وأوجب النـزول على حكمه في كل خلاف : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما ) ( سورة النساء : 65) .
    وأخبر أنه أوتي القرآن والحكمة ليعلم الناس أحكام دينهم فقال : ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) (سورة آل عمران : 164) .
    وقد ذهب جمهور العلماء والمحققين إلى أن الحكمة شيء آخر غير القرآن ، هي ما أطلعه الله عليه من أسرار دينه وأحكام شريعته ، ويعبر العلماء عنها بالسنة ، قال الشافعي رحمه الله : ( فذكر الله الكتاب وهو القرآن ، وذكر الحكمة فسمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول : الحكمة سنة رسول الله ، وهذا يشبه ما قال والله أعلم ، لأن القرآن ذكر واتبعته الحكمة ، وذكر الله منّة على خلقه بتعليمهم الكتاب والحكمة ، فلم يجز - و الله أعلم - أن يقال الحكمة هنا إلا سنة رسول الله ، وذلك أنها مقرونة مع الكتاب ، وأن الله افترض طاعة رسوله ، وحتم على الناس اتباع أمره ، فلا يجوز أن يقال لقول فُرضَ إلا لكتاب الله وسنة رسوله لما وصفناه من أن ا لله جعل الإيمان برسوله مقروناً بالإيمان به .
    وواضح مما ذكره الشافعي هنا رحمه الله أنه يجزم بأن الحكمة هي السنة ، لأن الله عطفها على الكتاب ، وذلك يقتضي المغايرة ، ولا يصح أن تكون شيئاً غير السنة ، لأنها في معرض المنة من الله علينا بتعليمنا إياها ، ولا يمن إلا بما هو حق وصواب ، فتكون الحكمة واجبة الاتباع كالقرآن ، ولم يوجب علينا إلا اتباع القرآن والرسول ، فتعين أن تكون الحكمة هي ما صدر عن الرسول من أحكام وأقوال في معرض التشريع .
    وإذا كان كذلك ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوتي القرآن وشيئاً آخر معه يجب اتباعه فيه ، وقد جاء ذلك مصرحاً في قوله تعالى في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم ( يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ) (سورة الأعراف : 156) ، وما دام اللفظ عاماً فهو شامل لما يحله ويحرمه مما مصدره القرآن ، أو مصدره وحي يوحيه الله إليه ، وقد روى أبو داود عن المقدام ابن معد يكرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : ( ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ) .
    ويدل على ذلك أن الله أ وجب على المسلمين فيما يأمر وينهي فقال : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ( سورة الحشر : 7) .وقرن طاعة الرسول بطاعته في آيات كثيرة من القرآن فقال : (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون) (سورة آل عمران : 132) وحث على الاستجابة لما يدعو ، فقال : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذ دعاكم لما يحييكم ) (سورة الأنفال : 34) واعتبر طاعته طاعة لله واتباعه حباً لله : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) (سورة النساء :180) وقال أيضاً : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) (سورة آل عمران : 31) .

    من كتاب السنة ومكانتها في التشريع

  4. #4

    افتراضي

    حجيَّة أحاديثِ الآحاد في العقائد والأحكام

    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...3990#post83990

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    مــــــصـــــــــر
    المشاركات
    1,178
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فى عمرك بحث رائع بإذن الله اكمل الرابط لأكمل الفائدة
    جزاكِ ربى عنّا خيرا

  6. افتراضي

    بسم الله الرمن الرحيم
    والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد
    فان النبى صلى الله عليه وسلم هو القائد الأعظم الذى يجب علينا جميعا أن نطيعه لأن أمره نافذا علينا ذاللك بنص القرأن الكريم حيث قال الله تعالى فى كتابه العزيز وأطيوا الله وأطيعوا الرسول لذالك كانت طاعته صلى الله عليه وسلم واجبة علينا وهذا ما أقره اجماع المسلمين ماضيهم وحاضرهم واذا نظرنا الى اوامر النبى صلى الله عليه وسلم من زاوية خاصة نجد أن كلامه ليس هباءا أولغوا وانما هو وحى من الله تعالى وذلك بنص القرآن أيضا حيث قال الله تعالى وما ينطق عن الهوى وعندما نقف على رواية زيد بن ثابت حينما كان جالسنا مع النبى صلى الله عليه وسلم فنزل الوحى على النبى صلى الله عليه وسلم وكانت فخذالنبى على فخذ زيد ابن ثابت فشعر زيد بألم شديد بسبب ثقل الوحى هذا النسبة الى وحى النبى وعندنا رواية تدل على أن السنة وحى وهى أن امرأة من نساء المؤمنين كانت ذو جثة كبيرة فكانت معروفة فخرجت ذات يوم لكى تقضى حاجتها فى الخلاء فقابلها عمرفعرفها لحجمها فقال لها عمر انك لا تخفين علينا فذهبت واشتكت عمر الى النبى صلى الله عليه وسلم فنزل عليه الوحى ثم رفع عنه فقال قد أذن لكن فى قضاء حوائجكن ومن المعروف أن هذا ليس بقرآن ومع ذلك نزل الوحى

  7. #7

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبيدة مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرمن الرحيم
    والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد
    فان النبى صلى الله عليه وسلم هو القائد الأعظم الذى يجب علينا جميعا أن نطيعه لأن أمره نافذا علينا ذاللك بنص القرأن الكريم حيث قال الله تعالى فى كتابه العزيز وأطيوا الله وأطيعوا الرسول لذالك كانت طاعته صلى الله عليه وسلم واجبة علينا وهذا ما أقره اجماع المسلمين ماضيهم وحاضرهم واذا نظرنا الى اوامر النبى صلى الله عليه وسلم من زاوية خاصة نجد أن كلامه ليس هباءا أولغوا وانما هو وحى من الله تعالى وذلك بنص القرآن أيضا حيث قال الله تعالى وما ينطق عن الهوى وعندما نقف على رواية زيد بن ثابت حينما كان جالسنا مع النبى صلى الله عليه وسلم فنزل الوحى على النبى صلى الله عليه وسلم وكانت فخذالنبى على فخذ زيد ابن ثابت فشعر زيد بألم شديد بسبب ثقل الوحى هذا النسبة الى وحى النبى وعندنا رواية تدل على أن السنة وحى وهى أن امرأة من نساء المؤمنين كانت ذو جثة كبيرة فكانت معروفة فخرجت ذات يوم لكى تقضى حاجتها فى الخلاء فقابلها عمرفعرفها لحجمها فقال لها عمر انك لا تخفين علينا فذهبت واشتكت عمر الى النبى صلى الله عليه وسلم فنزل عليه الوحى ثم رفع عنه فقال قد أذن لكن فى قضاء حوائجكن ومن المعروف أن هذا ليس بقرآن ومع ذلك نزل الوحى
    هل هذا حديث

    اين الاسناد


    وهى أن امرأة من نساء المؤمنين كانت ذو جثة كبيرة فكانت معروفة فخرجت ذات يوم لكى تقضى حاجتها فى الخلاء فقابلها عمرفعرفها لحجمها فقال لها عمر انك لا تخفين علينا فذهبت واشتكت عمر الى النبى صلى الله عليه وسلم فنزل عليه الوحى ثم رفع عنه فقال قد أذن لكن فى قضاء حوائجكن ومن المعروف أن هذا ليس بقرآن ومع ذلك نزل الوحى[/quote]

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    هي أم المؤمنين سوده بنت زمعة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم.
    والحديث متفق عليه رواه الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها قالت:
    (بينما سودة رضي الله عنها -وكانت امرأةً بدينة، طويلة، خرجت تقضي حاجتها إذ رآها عمر ، فقال: يا سودة ..انظري كيف تخرجين.. فوالله ما تخفين علينا. فغضبت ورجعت إلى النبي عليه الصلاة والسلام تشتكي عمر -وكان في بيت عائشة رضي الله عنها- فدخلت فقالت: يا رسول الله.. أرأيت إلى عمر ، يقول كذا وكذا. قالت عائشة رضي الله عنها: وكان في يديه عرق يتعرقه -الرجل الأمامية للشاة، الرسول عليه الصلاة والسلام يأكل اللحمة الملتصقة بالعظم- إذ أوحي إليه، قالت: (فأخذه ما يأخذه من الوحي، ثم سري عنه، فقال لها: إن الله قد أذن لكن في قضاء حوائجكن)


    قال عليه الصلاة والسلام: (إني أوتيت القرآن ومثله) مثل القرآن السنة التي هي بيان القرآن
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  9. #9

    افتراضي

    جواب عدد الأحاديث المتواترة / الحديث المتواتر / فيصل القلاف

    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...329#post136329

  10. #10

    افتراضي

    التشريع في الاسلام

    يكون التشريع من الله و تشريع من الرسول صلى الله عليه وسلم الدليل

    قال تعالى

    وَمَا ءاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ الحشر7

    و هذا تفويض من الله للنبي صلى الله عليه وسلم للتشريع و في نفس الوقت امر من الله للمسلمين باتباع التشريع الذي اتى به النبي صلى الله عليه وسلم
    قال تعالى وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ النحل 44

    اذا فقد فوض الله النبي بالتشريع وامر المسلمين باتباعه

    ومن دلائل النبوة هو التنبا بظهور منكري السنة
    لذلك ورد حديث عن ذلك في اثبات السنة والحض على اتباعها والانكار على مخالفها

    قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "لا ألفين أحدكم متكئًا على أريكته، يأتيه الأمر مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول: بيننا وبينكم هذا القرآن، فما وجدنا فيه من حلال حللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا إني أوتيت القرآن (الكتاب) ومثله معه". {أخرجه الترمذي ح2663}

    صدق النبي صلى الله وسلم حيث انه تنبا بظهور اناس من الضالين الذين يكذبون سنة النبي صلى الله عليه وسلم وقد وقع ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم من انكار النسة ويحض المسلمين على التمسك بالسنة واتباع النبي صلى الله عليه وسلم

    =======================

    وجوب اتباع السنة:


    أمر الله تعالى بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في نحو أربعين موضعًا من كتاب الله، كقوله تعالى: قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين {: 32}. وقوله: وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله {النساء: 64}. وقوله: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما {النساء: 65}.
    وهذه النصوص وغيرها تؤكد وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأن طاعته من طاعة الله، وقد نهى الله تعالى المؤمنين عن التقديم بين يدي الله ورسوله فقال: يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم {الحجرات: 1}.
    قال مجاهد : لا تقدموا بين يدي الله ورسوله {الحجرات: 1}، لا تفتاتوا عليه بشيء حتى يقضيه الله على لسان رسوله، قال شيخ الإسلام فعلى كل مؤمن أن لا يتكلم في شيء من الدين إلا تبعًا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يتقدم بين يديه، بل ينظر ما قال فيكون قوله تبعًا لقوله وعمله تبعًا لأمره، فهكذا كان الصحابة ومن سلك سبيلهم من التابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين. {مجموع الفتاوى: ج13}.
    وفي قوله تعالى: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا {الحشر: 7}.
    نجد أن السنة كلها مندرجة تحت هذه الآية الكريمة، أي أنها ملزمة للمسلمين للعمل بالسنة النبوية فيكون الأخذ بالسنة أخذًا بكتاب الله، ومصداق ذلك قوله تعالى: وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحي يوحى {النجم:3، 4}.
    والواقع أن العمل بهذه الآية الكريمة: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا هو من لوازم نطق المسلم بالشهادتين؛ لأن قوله: أشهد أن لا إله إلا الله، اعتراف لله تعالى بالألوهية وبمستلزماتها، ومنها إرسال الرسل إلى خلقه وإنزال كتبه.
    وقوله: أشهد أن محمدًا رسول الله، إعلام من الله لخلقه برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا يستلزم الأخذ بكل ما جاء به هذا الرسول الكريم عن الله سبحانه وتعالى، ولا يجوز أن يعبد الله إلا بما جاء به رسول الله، ولا يحق له أن يعصي الله بما نهاه عنه رسول الله. {أضواء البيان}.
    وأما الأدلة من السنة على وجوب اتباعها فكثيرة، منها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله". {متفق عليه}.
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "كل أمتي يدخلون الجنة إلاَّ من يأبى". قيل: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى". {البخاري}
    وقد اتفق السلف على أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم يجب اتباعها مطلقًا، لا فرق في ذلك بين السنة الموافقة أو المبينة للكتاب وبين السنة الزائدة على ما في الكتاب.
    قال عبد الرحمن بن مهدي: والزنادقة والخوارج وضعوا ذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : "ما أتاكم عني فاعرضوه على كتاب الله فإن وافق كتاب الله فأنا قلته، وإن خالف كتاب الله فلم أقله، وإنما أنا موافق كتاب الله وبه هداني الله".
    وقد عارض أهل العلم هذا الحديث وقالوا: نحن نعرض هذا الحديث على كتاب الله قبل كل شيء ونعتمد على ذلك، قالوا: فلما عرضناه على كتاب الله وجدناه مخالفًا لكتاب الله لأنا لم نجد في كتاب الله ألاَّ يقبل من حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلا ما وافق كتاب الله، بل وجدنا كتاب الله يطلق التأسي، والأمر بطاعته، ويحذر المخالفة عن أمره.
    {جامع بيان العلم وفضله}
    وقال ابن القيم: فما كان من السنة زائدًا على القرآن فهو تشريع مبتدأ من النبي صلى الله عليه وسلم تجب طاعته فيه ولا تحل معصيته، أمَّا إذا قيل أنه لا تجب طاعته إلاَّ فيما وافق القرآن لا فيما زاد عليه لم يكن له طاعة خاصة تختص به، وقد قال تعالى: من يطع الرسول فقد أطاع الله {النساء:80} {معالم أصول الفقه للجيزاني، التأسيس: مصطفى سلامة}
    وفي الحديث، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "لا ألفين أحدكم متكئًا على أريكته، يأتيه الأمر مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول: بيننا وبينكم هذا القرآن، فما وجدنا فيه من حلال حللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا إني أوتيت القرآن (الكتاب) ومثله معه". {أخرجه الترمذي ح2663}
    فطريقة أهل السنة والجماعة اتباع آثار الرسول صلى الله عليه وسلم باطنًا وظاهرًا واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، واتباع وصية الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة". ويعلمون أن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، ويؤثرون كلام الله على كلام غيره من كلام أصناف الناس، ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل أحد، وبهذا سموا أهل الكتاب والسنة. {فتاوى ابن تيمية: ج3}
    وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: "من يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيما".
    {خطبة الحاجة للألباني}
    وقال صلى الله عليه وسلم : "لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان".
    {صحيح الجامع 7406}
    ففي الطاعة قرن اسم الرسول باسمه بحرف الواو، وفي المشيئة: أمر أن يجعل ذلك بحرف ثم، وذلك لأن طاعة الرسول طاعة لله، بخلاف المشيئة، فليست مشيئة أحد من العباد مشيئة لله، ولا مشيئة الله مستلزمة لمشيئة العباد، بل ما شاء الله كان وإن لم يشأ الناس، وما شاء الناس لم يكن إن لم يشأ الله.
    أمثلة من اتباع السلف الصالح لسنة النبي صلى الله عليه وسلم :
    - لما خلع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نعليه في الصلاة (وذلك عندما أخبره جبريل عليه السلام أن فيهما أذى) خلع الصحابة كلهم نعالهم، فلما انتهى صلى الله عليه وسلم سألهم عن خلعهم نعالهم؟ قالوا: رأيناك فعلت ففعلنا!
    فبمجرد رؤيتهم النبي صلى الله عليه وسلم يفعل فعلوا بدون تفكير مع أنهم لم يعلموا الحكم قبل إخباره إياهم.
    وعن عابس بن ربيعة قال: رأيت عمر بن الخطاب يقبل الحجر الأسود ويقول: إني أعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر، ولولا أني رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك. {متفق عليه}
    وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: لست تاركًا شيئًا كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به، إني أخشى إن تركت شيئًا من أمره أن أزيغ.
    {الإبداع في مضار الابتداع: علي محفوظ}
    وكان السلف يشددون النكير على كل من يشعرون أنه خالف السنة أو آثر رأيه عليها حتى كانوا يهجرون لذلك:
    فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا أستاذنّكم إليها".
    فقال بلال بن عبد الله: والله لنمنعهن. فأقبل عليه عبد الله فسبَّه سبًا سيئًا، وقال: أُخبرك عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وتقول: والله لنمنعهن؟ {مسلم}
    - وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أنه رأى قريبًا له يخذف- أي يرمي حصاة بالسبابة والإبهام- فنهاه، وقال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف، وقال: إنها لا يصادُ به صيدًا ولا ينكأ به عدوًا ولكنها قد تكسر السن وتفقأ العين، ثم عاد (إلى الخذف مرة ثانية)، فقال: أحدثك أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف)، ثم عدت تخذف، لا أكلمك أبدًا. {متفق عليه}
    - وقيل لأبي حنيفة: إذا قلت قولاً وكتاب الله يخالفه، قال: اتركوا قولي بكتاب الله، فقيل: إذا كان خبر رسول اللَّه يخالفه! قال: اتركوا قولي بخبر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فقيل: إذا كان قول الصحابة يخالفه، قال: اتركوا قولي بقولهم.
    وقال مالك: كل أحدٍ يؤخذ من قوله ويرد إلاَّ صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم . يعني: رسول الله.
    وقال الشافعي: إذا صحَّ الحديث، فاضربوا بقولي عرض الحائط.
    وقال أحمد: لا تقلدوني، ولا تقلدوا مالكًا، ولا الشافعي، ولا الأوزاعي، ولا الثوري، وخذوا من حيث أخذوا. {صقل الأفهام الجلية: مصطفى سلامة}
    وقد اشتد الشافعي على رجل أعرض عن السنة وأراد رأي الشافعي، فعن البخاري قال: سمعت الحميدي يقول: كنا عند الشافعي رحمه الله فأتاه رجل فسأله عن مسألة، فقال: قضى فيها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بكذا، فقال رجل للشافعي: ما تقول أنت؟ فقال: سبحان الله! تراني في كنيسة! تراني في بيعة! تراني على وسطي زنار! أقول لك: قضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، وأنت تقول: ما تقول أنت؟
    {شرح الطحاوية}
    التعديل الأخير تم 07-31-2009 الساعة 07:03 AM

  11. #11

    افتراضي

    تفنيد زعم القرآنيين بأنه لا طاعة للنبي
    ممدوح أحمد فؤاد حسين

    يستند منكري السنة النبوية المطهرة في عدم العمل بالأحاديث النبوية الشريفة والاكتفاء بالقرآن الكريم وحده مصدرا للتشريع إلى أن القرآن الكريم جاء خاليا من ذكر آية واحدة تأمر بطاعة النبي, ويقولون أن الطاعة للرسول فقط, أما النبي فلا طاعة له, ويفرقون بين الرسالة والنبوة فمحمد صلى الله عليه وسلم حين يقرأ القرآن يكون رسولا, أما في سائر أقواله وأفعاله فهو نبيا, وأن أقواله وأفعاله مناسبة للعصر الذي قيل فيه فقط وأنها توجيه وتعليم.
    وما وقعوا فيه من إنكار لحجية أحاديث النبي صلي الله وسلم ناتج عن أمرين:
    الأول: سوء فهمهم لمدلول (الطاعة – الأتباع) والفرق بينهما.
    الثاني: تجاهلهم الآيات التي تأمر باتباع النبي.
    وفي هذا المقال أوضح الفرق بين الطاعة والاتباع ولماذا أمر الله سبحانه وتعالى بطاعة الرسل ولم يأمر صراحة بطاعة الأنبياء, ثم أبين وجود الأمر بطاعة النبي ضمنيا في القرآن الكريم, ثم تشريفه بما هو فوق الطاعة وهو الأمر باتباعه. وسوف ألتزم في هذا المقال بأمرين الأول: أن أجادلهم بالقرآن الكريم فقط. والثاني أن أسلم لهم فيما ذهبوا إليه من التفريق بين الرسالة والنبوة.
    * مفهوم الطاعة:
    الطاعة ليست دليل حب فقد يأتي الإنسان بالطاعة وهو كاره كما في قوله تعالى (وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ) التوبة : 54 (أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ) هود: 28.
    الإنفاق في سبيل الله طاعة والالتزام بما أمر الله طاعة, فهل يقبل الله طاعة العبد وهو كاره لها؟!!
    وبتدبر آيات الطاعة نجد أنها جاءت في حق من لهم القوة والسلطان, مثال ذلك قوله تعالى:
    (قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ) آل عمران : 32 .
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) النساء : 59 .
    * مفهوم الأتباع :
    الأتباع دليل حب, تأمل قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) محمد: 28. لاحظ التضاد بين (اتبعوا – كرهوا).
    * مثال أخر للفرق بين الطاعة والاتباع:
    1) إن الله سبحانه تعالى أمر بطاعة أولي الأمر لأنهم أصحاب سلطان, ولم يأمر باتباعهم لأنهم قد يكونوا ظالمين غير متبعين لهديه سبحانه وتعالى فنكرههم.
    2) إن الشيطان له أتباع وهو مذموم ومنهي عنه قال تعالى : (وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) البقرة : 168. وليس له طاعة لانه لا سلطان له (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) الحجر: 42. وفي قوله تعالي (إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ) إدانة للعاصين والكافرين لأنهم غير مجبورين علي المعصية أو الكفر فهم فعلوا ذلك اتباعا وليس طاعة للشيطان .
    وقد يقول قائل : ما دام الاتباع هو الطاعة الناتجة عن الحب فهل أحد يحب الشيطان؟
    بالطبع لا أحد يحب الشيطان ولكن العاصين والكافرين يحبون الشهوات التي هي من خطوات الشيطان (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ ) آل عمران: 14 .
    * سلطان الله للرسل دون الأنبياء:
    شاءت إرادة الله تعالي ألا يؤيد الأنبياء بسلطانه القهار بدليل قوله تعالي: (وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ) آل عمران: 112. وقوله تعالي (وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ) آل عمران: 181. وقوله تعالي (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ) البقرة: 61 . وقوله تعالي (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ) آل عمران: 21.
    أما الرسل فرغم أنه يجوز أن يسري عليهم القتل لكونهم بشر (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم) آل عمران:144. إلا إن إرادة الله قد شاءت أن يحميهم بسلطانه القهار فحين ألقي إبراهيم عليه السلام في النار (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) الأنبياء 69 . وعندما تأمر اليهود علي قتل عيسي عليه السلام (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ) النساء : 157 . وعندما تأمر مشركوا مكة علي قتل سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ) الأنفال : 30. أنجاهم الله جميعا لأنهم محفوظون برعايته. لذلك جاء الأمر صراحة بطاعة الرسل ولم يأتي صراحة بطاعة الأنبياء.
    الأمر بطاعة النبي ضمنيا:
    هناك آيات خاطبت الرسول فهي خاصة بالرسول مثل قوله تعالي: (يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول) النساء:42. وهناك آيات خاطبت النبي فهي خاصة بالنبي مثل قوله تعالي: (ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له) الأحزاب:38. وهناك آيات جاءت عامة لم تخصص للرسول أو للنبي, وبالتالي لا يجوز أن نخصص ما عممه الله مثل قوله تعالي: (ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا) النحل:123. ومثل (اتبع ما يوحي إليك من ربك) الأنعام:106
    ومن هذه الآيات آية تأمر بالطاعة وهي قوله تعالي: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ) الشعراء : 215 و 216 . لاحظ قوله تعالي (فَإِنْ عَصَوْكَ ) أليست المعصية مضادة الطاعة؟. في هذه الآية يأمر الله تعالى نبييه ورسوله بالتبرأ ممن يعصوه وهي دليل على براءة الرسول والنبي من منكري السنة, ولو كانوا قرآنيون بحق لأتبعوا النبي أي أطاعوه وأحبوه أمتثالا لأمر القرآن الكريم الذي يزعمون أنهم متمسكون به.
    طاعة الله والرسل وحدها لا تكفي::
    لأن الطاعة قد تكون عن كراهية, ولأن الاتباع دليل حب, والحب يولد الطاعة (المحب لمن أحب مطيع) لم يكتفي الله سبحانه وتعالى بطاعة عباده بل أمرهم بالاتباع كما في قوله : (وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الأعراف : 157 . (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم ) الزمر : 55 .
    - وأمر باتباع رسله . (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ) الأعراف : 157 (وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ) يس : 20 – 21.
    - وبذلك يقترن في قلب المؤمن الخشية من الله والحب لله . ولا يصح للمؤمن أن يخشي الله بدون حبه أو يحبه دون أن يخشاه .
    الأمر باتباع النبي:
    من العرض السابق تبين أن الأتباع أشمل وأعم من الطاعة وأن الأتباع هو طاعة ناتجة عن الحب وقد أمر الله سبحانه وتعالي باتباع نبيه كما في قوله تعالي : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) الأنفال: 64 . وقوله تعالىقُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) آل عمران: 31. وغير ذلك من الآيات.
    وختاما قال تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) الأحزاب: 6. فالمؤمن الحق يحب النبي, ويضحي بحياته فداء لحياة النبي. أيقدم المؤمن حياة النبي على حياته وحب النبي على حب نفسه ثم بعد ذلك لا يطيعه؟!
    بعد هذا العرض هل يصح أن يزعم الزاعمون إن الطاعة واجبة للرسول أما النبي فكلامه توجيه وتعليم ومناسب للعصر الذي قيل فيه وفقط!!
    وأخيرا كذب من قال : لا طاعة للنبي.
    انتهى
    محرك بحث منتدى الدفاع عن السنة لتسهيل الحصول على الردود على الشبهات

    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=14624

  12. #12

    افتراضي

    اتباع النبي


    الإيمان بالنبي e شرط للدخول في الإسلام:

    قال تعالى: {واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخره إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون. الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراه والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون. قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون}. [الأعراف/ 156- 158].

    بل خصصت آية سورة "محمد" اسم نبينا الجليل تصريحا لا تلويحا في قوله تعالى: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم. والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم. ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم}. [محمد/ 1-3]. فجعل الحق تعالى من لم يؤمن بمحمد e كافرا صادا عن سبيل الله، وأنه اتبع الباطل. فكانت الحكمة من تخصيص اسم النبي e في هذه الآية - كما في أربعة مواضع من القرآن، خلافا لما عود الله تعالى عليه نبيه من خطابه بالرسول والنبي تعظيما له وتشريفا - التخصيص بسيدنا محمد بن عبد الله النبي الخاتم e وعلى آله لمن قد يتبادر لذهنه أن غيره من الرسل يشمله في المعنى( ).

    وهذا خلافا لما يزعمه بعض جهلة العلمانيين المعاصرين من أن الحق تعالى أورد في القرآن الكريم موسى وعيسى عليهما السلام أكثر من "محمد" e، مستدلين بذلك على عدم التفريق بين اليهود والنصارى والمسلمين، غافلين أن القرآن كله خطاب للنبي e، وتأريخ لسيرته، وتبيين لشريعته، وثناء عليه، وتصبير له، وتحفيز له، وحض على اتباعه والاقتداء به e. وقد استدل العلماء بقوله تعالى في معرض ذكر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}. [الأنعام/ 90]، بأنه e حاز جميع فضائلهم وجمعها، فصار له من الفضل ما تفرق فيهم منة من الحق تعالى( ).

    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...DF%CA%C7%E4%ED
    محرك بحث منتدى الدفاع عن السنة لتسهيل الحصول على الردود على الشبهات

    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=14624

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. هل كان النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ و يكتب في آخر حياته ؟
    بواسطة مالك مناع في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 12-18-2014, 12:33 PM
  2. [ طاعة الرسول من طاعة الله ] فكيف تكونُ طاعةُ الرسول ؟؟
    بواسطة أهل الحديث في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 03-18-2012, 06:03 AM
  3. افضل شرح لسيرة النبى شرح الرحيق المختوم
    بواسطة فدائى مرتقب في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-12-2012, 09:59 PM
  4. المتواتر
    بواسطة الباحثة في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 10-25-2008, 08:19 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء