صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 20

الموضوع: الملقبين بشيخ الإسلام

  1. #1

    افتراضي الملقبين بشيخ الإسلام

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    من هم العلماء الكبار الذين لقبوا ب "شيخ الإسلام" و هل عندك ترجمتهم ؟

    الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    المغرب ـ> مراكش
    المشاركات
    343
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله

    أرجو ان يفيدك هذا الموضوع المطروح في منتدى المنهج
    http://www.almanhaj.net/vb/showthread.php?t=4317

    وأيضا
    http://www.sharee3a.com/vb/showthread.php?t=3242


    تقبل مروري المتواضع

  3. #3

    افتراضي

    جزاك الله خير أخي الحبيب القلم الصارم و لكن أريد مزيد من المعلومات إن شاء الله !
    الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,636
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    فعلا أيها الفاضل سؤال جميل، لأن العديد من الإخوة خاصة متأخري الحنابلة يقولون "قال شيخ الإسلام" دون ذكر ماذا يقصدون بهذا اللقب، لظنهم أن المعنى واضح، وظنهم أن شخصا واحدا هو من اشتهر به وهو "ابن تيمية" رحمه الله .. لذا وجب التقييد فقد عرف المالكية والشافعية والأحناف والحنابلة عدة شيوخ بهذا اللقب كالإمام بن عبد البر الأندلسي، والإمام أبي الوليد الباجي، والإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمان الصابوني، والإمام أبو إسماعيل بن محمد الأنصاري الهروي، والإمام سراج الدين البلقيني، والإمام شرف الدين يحيى بن محمد المناوي، والإمام أبو يحيى زكرياء بن محمد الأنصاري، والإمام ابن العربي العلوي السجلماسي .. وأما من وُصف به في غير اشتهار فأكثر من أن يحصى.
    كما أنه أيام الدولة العثمانية بتركيا أيضا كانت تعتمد هذا اللقب، وذلك لتمييز منصب رئيس العلماء بـ "دار الحكمة" في اسطنبول، على غرار "شيخ الأزهر" بمصر، ومن أشهر شيوخ الإسلام بالدولة العثمانية : العلامة مصطفى صبري رحمه الله.

    وكذلك القول ، "قال إمام أهل السنة" وهم يقصدون أحمد بن حنبل رحمه الله، ولكن من اتصف بذلك الوصف كثيرون كالأئمة الأربعة،، فالإمام مالك هو المؤسس الأول- على المستوى المذهبي الاجتماعي- لمدرسة " أهل السنة والجماعة" فقها وعقيدة.
    فوجب التنبه لمثل هذه المسائل خاصة .
    {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}

    وكيف يعرف فرق ما بين حق الذمام وثواب الكفاية من لا يعرف طبقات الحق في مراتبه، ولا يفصل بين طبقات الباطل في منازله‏. [ الجاحظ ]

  5. #5

    افتراضي

    السلام عليكم و رحمة الله
    بارك الله فيكم أخي في الله فخر الدين و جزاك الله خير

    ___
    الإمام ابن تيمية
    الإمام بن عبد البر الأندلسي
    الإمام أبي الوليد الباجي
    الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمان الصابوني
    الإمام أبو إسماعيل بن محمد الأنصاري الهروي
    الإمام سراج الدين البلقيني
    الإمام شرف الدين يحيى بن محمد المناوي
    الإمام أبو يحيى زكرياء بن محمد الأنصاري
    الإمام ابن العربي العلوي السجلماسي
    العلامة مصطفى صبري رحمه الله

    سوف أبحث عن ترجمتهم إن شاء الله
    الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    4,556
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    موضوع مثالى بالنسبة للقسم العام ومفيد ومثمر جدا وهذه النوعية من الأسئلة مما يتداول بين كبار الباحثين واهل العلم فى جلساتهم الخاصة .
    أشكر صاحب السؤال الأخ يحيى زكريا وأشكر الدكتور فخر الدين على هذه الفائدة القيمة وفى انتظار الترجمات وأرشد الأخ يحيى إلى كتاب قيم جدا وهو الأعلام للزركلى وهو رجل معاصر ومن المعلوم أنه كلما كان مرجع الترجمة متأخرا كلما كان أكثر إحاطة وإنما يستفاد من المراجع المتقدمة فيما يتعلق بالتراجم فى التوثيق العلمى الخاص بالأبحاث الأكاديمية .
    قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ

  7. #7

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي الكريم د. أبو مريم
    نعم, أريد أبحث عن ترجمة شيوخ الإسلام و مؤلفاتهم لمطالعة أكبر قدر ممكن من كتبهم .. بعد أن قرأت سيرة الحافظ إبن حجر العسقلاني الشافعي -رحمه الله- بقيت أتساءل لماذا لم يلقبوه بشيخ الإسلام؟؟

    سوف أبحث إن شاء الله عن الأعلام للزركلى , جزاكم الله خيرا.

    و السلام عليكم
    الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!

  8. #8

    افتراضي

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    كثيرا ما أقرأ في الكتب قال ابن عبد البر, فهل يقصدون شيخ الاسلام ابن عبد البر الأندلسي رحمه الله أم هناك ابن عبد البر آخر ؟؟ نعم لأنهم لا يكتبون شيخ الاسلام و لكن ابن عبد البر فقط.
    الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,636
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    كثيرا ما أقرأ في الكتب قال ابن عبد البر, فهل يقصدون شيخ الاسلام ابن عبد البر الأندلسي رحمه الله أم هناك ابن عبد البر آخر ؟؟ نعم لأنهم لا يكتبون شيخ الاسلام و لكن ابن عبد البر فقط.
    يقصدونه هو في الغالب، ولا يُشترط عند ذكره أن يقال قال شيخ الإسلام بن عبد البر، ولا يشترط ذكر هذا اللقب حين يُذكر أي شيخ من شيوخ الإسلام، فلهذا ترى بعضهم يكتب قال شيخ الإسلام الفلاني او يقول اسمه مجردا.

    ترجمة شيخ الإسلام بن عبد البر الأندلسي
    قال الذهبي عنه :
    الإمام العلامة ، حافظ المغرب ، شيخ الإسلام أبو عمر ، يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري الأندلسي ، القرطبي ، المالكي ، صاحب التصانيف الفائقة.
    مولده في سنة ثمان وستين وثلاث مائة في شهر ربيع الآخر . وقيل : في جمادى الأولى . فاختلفت الروايات في الشهر عنه .
    وطلب العلم بعد التسعين وثلاث مائة ، وأدرك الكبار ، وطال عمره ، وعلا سنده ، وتكاثر عليه الطلبة ، وجمع وصنف ، ووثق وضعف ، وسارت بتصانيفه الركبان ، وخضع لعلمه علماء الزمان ، وفاته السماع من أبيه الإمام أبي محمد فإنه مات قديما في سنة ثمانين وثلاث مائة فكان فقيها عابدا متهجدا ، عاش خمسين سنة ، وكان قد تفقه على التجيبي وسمع من أحمد بن مطرف ، وأبي عمر بن حزم المؤرخ .
    نعم وابنه صاحب الترجمة أبو عمر . سمع من : أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن "سنن" أبي داود ، بروايته عن ابن داسة وحدثه أيضا عن إسماعيل بن محمد الصفار ، وحدثه بـ "الناسخ والمنسوخ" لأبي داود ، عن أبي بكر النجاد ، وناوله "مسند" أحمد بن حنبل بروايته عن القطيعي ، نعم ، وسمع من المعمر محمد بن عبد الملك بن ضيفون أحاديث الزعفراني بسماعه من ابن الأعرابي عنه، وقرأ عليه "تفسير" محمد بن سنجر في مجلدات ، وقرأ على أبي القاسم عبد الوارث بن سفيان "موطأ" ابن وهب بروايته عن قاسم بن أصبغ ، عن ابن وضاح ، عن سحنون ، وغيره ، عنه . وسمع من سعيد بن نصر - مولى الناصر لدين الله - "الموطأ" وأحاديث وكيع ; يرويها عن قاسم بن أصبغ ، عن القصار ، عنه . وسمع منه في سنة تسعين وثلاث مائة كتاب "المشكل" لابن قتيبة ، وقرأ عليه "مسند" الحميدي وأشياء . وسمع من أبي عمر أحمد بن محمد بن أحمد بن الجسور "المدونة" . وسمع من خلف بن القاسم بن سهل الحافظ تصنيف عبد الله بن عبد الحكم ، وسمع من الحسين بن يعقوب البجاني . وقرأ على عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الوهراني "موطأ" ابن القاسم ، وقرأ على أبي عمر الطلمنكي أشياء ، وقرأ على الحافظ أبي الوليد بن الفرضي "مسند" مالك ، وسمع من يحيى بن عبد الرحمن بن وجه الجنة ، ومحمد بن رشيق المكتب وأبي المطرف عبد الرحمن بن مروان القنازعي ، وأحمد بن فتح بن الرسان ، وأبي عمر أحمد بن عبد الله بن محمد بن الباجي ، وأبي عمر أحمد بن عبد الملك بن المكوي ، وأحمد بن القاسم التاهرتي ، وعبد الله بن محمد بن أسد الجهني ، وأبي حفص عمر بن حسين بن نابل ، ومحمد بن خليفة الإمام ، وعدة .
    حدث عنه : أبو محمد بن حزم ، وأبو العباس بن دلهاث الدلائي ، وأبو محمد بن أبي قحافة ، وأبو الحسن بن مفوز ، والحافظ أبو علي الغساني ، والحافظ أبو عبد الله الحميدي ، وأبو بحر سفيان بن العاص ، ومحمد بن فتوح الأنصاري ، وأبو داود سليمان بن أبي القاسم نجاح ، وأبو عمران موسى بن أبي تليد ، وطائفة سواهم . وقد أجاز له من ديار مصر أبو الفتح بن سيبخت صاحب البغوي ، وعبد الغني بن سعيد الحافظ ، وأجاز له من الحرم أبو الفتح عبيد الله السقطي ، وآخر من روى عنه بالإجازة علي بن عبد الله بن موهب الجذامي .
    قال الحميدي أبو عمر فقيه حافظ مكثر ، عالم بالقراءات وبالخلاف ، وبعلوم الحديث والرجال ، قديم السماع ، يميل في الفقه إلى أقوال الشافعي .
    وقال أبو علي الغساني : لم يكن أحد ببلدنا في الحديث مثل قاسم بن محمد ، وأحمد بن خالد الجباب . ثم قال أبو علي : ولم يكن ابن عبد البر بدونهما ، ولا متخلفا عنهما ، وكان من النمر بن قاسط ، طلب وتقدم ، ولزم أبا عمر أحمد بن عبد الملك الفقيه ، ولزم أبا الوليد بن الفرضي ، ودأب في طلب الحديث ، وافتن به ، وبرع براعة فاق بها من تقدمه من رجال الأندلس ، وكان مع تقدمه في علم الأثر وبصره بالفقه والمعاني له بسطة كبيرة في علم النسب والأخبار ، جلا عن وطنه ، فكان في الغرب مدة ، ثم تحول إلى شرق الأندلس ، فسكن دانية ، وبلنسية ، وشاطبة وبها توفي .
    وذكر غير واحد أن أبا عمر ولي قضاء أشبونة مدة .
    قلت : كان إماما دينا ، ثقة ، متقنا ، علامة ، متبحرا ، صاحب سنة واتباع ، وكان أولا أثريا ظاهريا فيما قيل ، ثم تحول مالكيا مع ميل بين إلى فقه الشافعي في مسائل ، ولا ينكر له ذلك ، فإنه ممن بلغ رتبة الأئمة المجتهدين ، ومن نظر في مصنفاته ، بان له منزلته من سعة العلم ، وقوة الفهم ، وسيلان الذهن ، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكن إذا أخطأ إمام في اجتهاده ، لا ينبغي لنا أن ننسى محاسنه ، ونغطي معارفه ، بل نستغفر له ، ونعتذر عنه .
    قال أبو القاسم بن بشكوال ابن عبد البر إمام عصره ، وواحد دهره ، يكنى أبا عمر ، روى بقرطبة عن خلف بن القاسم ، وعبد الوارث بن سفيان ، وسعيد بن نصر ، وأبي محمد بن عبد المؤمن ، وأبي محمد بن أسد ، وجماعة يطول ذكرهم . وكتب إليه من المشرق السقطي ، والحافظ عبد الغني ، وابن سيبخت ، وأحمد بن نصر الداودي ، وأبو ذر الهروي ، وأبو محمد بن النحاس .
    قال أبو علي بن سكرة : سمعت أبا الوليد الباجي يقول : لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر بن عبد البر في الحديث ، وهو أحفظ أهل المغرب .
    وقال أبو علي الغساني : ألف أبو عمر في "الموطأ" كتبا مفيدة منها : كتاب "التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد" فرتبه على أسماء شيوخ مالك ، على حروف المعجم ، وهو كتاب لم يتقدمه أحد إلى مثله ، وهو سبعون جزءا .
    قلت : هي أجزاء ضخمة جدا .
    قال ابن حزم : لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله فكيف أحسن منه ؟ .
    ثم صنع كتاب "الاستذكار لمذهب علماء الأمصار فيما تضمنه الموطأ من معاني الرأي والآثار" شرح فيه "الموطأ" على وجهه ، وجمع كتابا جليلا مفيدا وهو "الاستيعاب في أسماء الصحابة" وله كتاب "جامع بيان العلم وفضله ، وما ينبغي في روايته وحمله" وغير ذلك من تواليفه .
    وكان موفقا في التأليف ، معانا عليه ، ونفع الله بتواليفه ، وكان مع تقدمه في علم الأثر وبصره بالفقه ومعاني الحديث له بسطة كبيرة في علم النسب والخبر .
    وذكر جماعة أن أبا عمر ولي قضاء الأشبونة وشنترين في مدة المظفر بن الأفطس .
    ولأبي عمر كتاب "الكافي في مذهب مالك" . خمسة عشر مجلدا ، وكتاب "الاكتفاء في قراءة نافع وأبي عمرو" ، وكتاب "التقصي في اختصار الموطأ" ، وكتاب "الإنباه عن قبائل الرواة" ، وكتاب "الانتقاء لمذاهب الثلاثة العلماء مالك وأبي حنيفة والشافعي" ، وكتاب "البيان في تلاوة القرآن" ، وكتاب "الأجوبة الموعبة" ، وكتاب "الكنى" ، وكتاب "المغازي" ، وكتاب "القصد والأمم في نسب العرب والعجم" ، وكتاب "الشواهد في إثبات خبر الواحد" ، وكتاب "الإنصاف في أسماء الله" ، وكتاب "الفرائض" ، وكتاب "أشعار أبي العتاهية" وعاش خمسة وتسعين عاما .
    قال أبو داود المقرئ : مات أبو عمر ليلة الجمعة سلخ ربيع الآخر ، سنة ثلاث وستين وأربع مائة واستكمل خمسا وتسعين سنة وخمسة أيام، رحمه الله .
    قلت : كان حافظ المغرب في زمانه .
    وفيها مات حافظ المشرق أبو بكر الخطيب ومسند نيسابور أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري الشروطي عن تسع وثمانين سنة ، وشاعر الأندلس الوزير أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي القرطبي ورئيس خراسان أبو علي حسان بن سعيد المخزومي المنيعي واقف الجامع المنيعي بنيسابور ، وشاعر القيروان أبو علي الحسن بن رشيق الأزدي ومسند هراة أبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي ومسند بغداد أبو الغنائم محمد بن علي بن علي بن الدجاجي المحتسب ومسند مرو أبو بكر محمد بن أبي الهيثم عبد الصمد الترابي وله ست وتسعون سنة ، والمسند أبو علي محمد بن وشاح الزينبي مولاهم البغدادي .
    وقيل : إن أبا عمر كان ينبسط إلى أبي محمد بن حزم ، ويؤانسه ، وعنه أخذ ابن حزم فن الحديث .
    قال شيخنا أبو عبد الله بن أبي الفتح : كان أبو عمر أعلم من بالأندلس في السنن والآثار واختلاف علماء الأمصار .
    قال : وكان في أول زمانه ظاهري المذهب مدة طويلة ، ثم رجع إلى القول بالقياس من غير تقليد أحد ، إلا أنه كان كثيرا ما يميل إلى مذهب الشافعي . كذا قال . وإنما المعروف أنه مالكي .
    وقال الحميدي أبو عمر فقيه حافظ ، مكثر ، عالم بالقراءات وبالخلاف وعلوم الحديث والرجال ، قديم السماع ، لم يخرج من الأندلس ، وكان يميل في الفقه إلى أقوال الشافعي .
    قلت : وكان في أصول الديانة على مذهب السلف ، لم يدخل في علم الكلام ، بل قفا آثار مشايخه -رحمهم الله .
    أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد الحافظ ، أخبرنا علي بن هبة الله الخطيب ، أخبرنا أبو القاسم الرعيني ، أخبرنا أبو الحسن بن هذيل ، أخبرنا أبو داود بن نجاح قال : أخبرنا أبو عمر بن عبد البر ، أخبرنا سعيد بن نصر ، حدثنا قاسم بن أصبغ ، حدثنا محمد بن وضاح ، حدثنا يحيى بن يحيى ، حدثنا مالك ، عن يحيى بن سعيد ، أخبرني عبادة بن الوليد بن عبادة ، عن أبيه ، عن جده قال : بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على السمع والطاعة في اليسر والعسر ، والمنشط والمكره ، وأن لا ننازع الأمر أهله ، وأن نقول أو نقوم بالحق حيثما كنا ، لا نخاف في الله لومة لائم .
    وأخبرناه عاليا بدرجات إسماعيل بن عبد الرحمن -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا عبد الله بن أحمد ، أخبرنا أبو الفضل المبارك بن المبارك السمسار بقراءتي سنة 561 ، أخبرنا أبو عبد الله بن طلحة ، أخبرنا عبد الواحد بن محمد ، حدثنا الحسين بن إسماعيل ، حدثنا أحمد بن إسماعيل المدني ، حدثنا مالك . فذكره .
    أخرجه البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس ، عن مالك . كتب إلي القاضي أبو المجد عبد الرحمن بن عمر العقيلي ، أخبرنا عمر بن علي بن قشام الحنفي بحلب ، أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري أخبرنا أبو الحسن بن موهب ، أخبرنا يوسف بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا خلف بن القاسم ، حدثنا الحسن بن رشيق ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس ، حدثنا محمد بن عبد الأعلى . حدثنا سلمة بن رجاء ، عن الوليد بن جميل ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : إن الله وملائكته ، وأهل السماوات والأرض ، حتى النملة في جحرها ، وحتى الحوت في البحر ، ليصلون على معلم الخير تفرد به الوليد ، وليس بمعتمد .
    أنبأنا عدة ، عن أمثالهم ، عن أبي الفتح بن البطي ، عن محمد بن أبي نصر الحافظ ، عن ابن عبد البر ، حدثنا محمد بن عبد الملك ، حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي ، حدثنا إبراهيم العبسي ، عن وكيع ، عن الأعمش قال : حدثنا أبو خالد الوالبي قال : كنا نجالس أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فيتناشدون الأشعار ، ويتذاكرون أيام الجاهلية .
    قال ابن الأبار في "الأربعين" له : وفي "التمهيد" يقول مؤلفه : ســمير فــؤادي مـذ ثلاثـون حجـة

    وصيقــل ذهنـي والمفـرج عـن همـي
    بســطـت لكــم فيــه كـلام نبيكـم

    بمـا فـي معـانيه مـن الفقـه والعلــم
    وفيـه مــن الآثـار مـا يقتــدى بـه

    إلى الـبـر والتقـوى وينهـى عـن الظلم

    ترجمة شيخ الإٍسلام أبو الوليد الباجي

    الإمام العلامة ، الحافظ ، ذو الفنون ، القاضي أبو الوليد ، سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي ، الأندلسي ، القرطبي ، الباجي ، الذهبي ، صاحب التصانيف .
    أصله من مدينة بطليوس فتحول جده إلى باجة -بليدة بقرب إشبيلية- فنسب إليها ، وما هو من باجة المدينة التي بإفريقية التي ينسب إليها الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الباجي ، وابنه الحافظ الأوحد أبو عمر أحمد بن عبد الله بن الباجي ، وهما من علماء الأندلس أيضا .
    ولد أبو الوليد في سنة ثلاث وأربع مائة .
    وأخذ عن : يونس بن مغيث ، ومكي بن أبي طالب ، ومحمد بن إسماعيل ، وأبي بكر محمد بن الحسن بن عبد الوارث .
    وارتحل سنة ست وعشرين ، فحج ، ولو مدها إلى العراق وأصبهان ; لأدرك إسنادا عاليا ، ولكنه جاور ثلاثة أعوام ، ملازما للحافظ أبي ذر ، فكان يسافر معه إلى السراة ، ويخدمه ، فأكثر عنه وأخذ علم الحديث والفقه والكلام .
    ثم ارتحل إلى دمشق ، فسمع من : أبي القاسم عبد الرحمن بن الطبيز ، والحسن بن السمسار ، والحسن بن محمد بن جميع ، ومحمد بن عوف المزني .
    وارتحل إلى بغداد ، فسمع عمر بن إبراهيم الزهري ، وأبا طالب محمد بن محمد بن غيلان ، وأبا القاسم الأزهري ، وعبد العزيز بن علي الأزجي ، ومحمد بن علي الصوري الحافظ ، وصحبه مدة ، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة ، والحسن بن محمد الخلال ، وخلقا سواهم .
    وتفقه بالقاضي أبي الطيب الطبري ، والقاضي أبي عبد الله الصيمري ، وأبي الفضل بن عمروس المالكي .
    وذهب إلى الموصل ، فأقام بها سنة على القاضي أبي جعفر السمناني المتكلم ، صاحب ابن الباقلاني ، فبرز في الحديث والفقه والكلام والأصول والأدب .
    فرجع إلى الأندلس بعد ثلاث عشرة سنة بعلم غزير ، حصله مع الفقر والتقنع باليسير .
    حدث عنه : أبو عمر بن عبد البر ، وأبو محمد بن حزم ، وأبو بكر الخطيب ، وعلي بن عبد الله الصقلي ، وأبو عبد الله الحميدي ، وأحمد بن علي بن غزلون ، وأبو علي بن سكرة الصدفي ، وأبو بكر الفهري الطرطوشي ، وابنه الزاهد أبو القاسم بن سليمان ، وأبو علي بن سهل السبتي ، وأبو بحر سفيان بن العاص ، ومحمد بن أبي الخير القاضي وخلق سواهم .
    وتفقه به أئمة ، واشتهر اسمه ، وصنف التصانيف النفيسة .
    قال القاضي عياض آجر أبو الوليد نفسه ببغداد لحراسة درب ، وكان لما رجع إلى الأندلس يضرب ورق الذهب للغزل ، ويعقد الوثائق قال لي أصحابه : كان يخرج إلينا للإقراء وفي يده أثر المطرقة ، إلى أن فشا علمه ، وهيتت الدنيا به ، وعظم جاهه ، وأجزلت صلاته ، حتى توفي عن مال وافر ، وكان يستعمله الأعيان في ترسلهم ، ويقبل جوائزهم ، ولي القضاء بمواضع من الأندلس ، وصنف كتاب "المنتقى في الفقه" وكتاب "المعاني في شرح الموطأ" ، فجاء في عشرين مجلدا ، عديم النظير .
    قال : وقد صنف كتابا كبيرا جامعا ، بلغ فيه الغاية ، سماه "الاستيفاء" ، وله كتاب "الإيماء في الفقه" خمس مجلدات ، وكتاب "السراج في الخلاف" لم يتم ، و "مختصر المختصر في مسائل المدونة" ، وله كتاب في اختلاف الموطآت ، وكتاب في الجرح والتعديل ، وكتاب "التسديد إلى معرفة التوحيد" ، وكتاب "الإشارة في أصول الفقه" ، وكتاب "إحكام الفصول في أحكام الأصول" ، وكتاب "الحدود" ، وكتاب " شرح المنهاج" ، وكتاب "سنن الصالحين وسنن العابدين" ، وكتاب "سبل المهتدين" ، وكتاب "فرق الفقهاء" ، وكتاب "التفسير" لم يتمه ، وكتاب "سنن المنهاج وترتيب الحجاج " .
    قال الأمير أبو نصر أما الباجي ذو الوزارتين ففقيه متكلم ، أديب شاعر ، سمع بالعراق ، ودرس الكلام ، وصنف . . . إلى أن قال : وكان جليلا رفيع القدر والخطر ، قبره بالمرية .
    وقال القاضي أبو علي الصدفي : ما رأيت مثل أبي الوليد الباجي ، وما رأيت أحدا على سمته وهيئته وتوقير مجلسه . ولما كنت ببغداد قدم ولده أبو القاسم أحمد ، فسرت معه إلى شيخنا قاضي القضاة الشامي ، فقلت له : أدام الله عزك ، هذا ابن شيخ الأندلس . فقال : لعله ابن الباجي ؟ قلت : نعم . فأقبل عليه .
    قال القاضي عياض كثرت القالة في أبي الوليد لمداخلته للرؤساء ، وولي قضاء أماكن تصغر عن قدره كأوريولة ، فكان يبعث إليها خلفاءه ، وربما أتاها المرة ونحوها ، وكان في أول أمره مقلا حتى احتاج في سفره إلى القصد بشعره ، وإيجار نفسه مدة مقامه ببغداد فيما سمعته ، مستفيضا لحراسة درب ، وقد جمع ولده شعره ، وكان ابتدأ بكتاب "الاستيفاء" في الفقه ، لم يضع منه سوى كتاب الطهارة في مجلدات . قال لي : ولما قدم من الرحلة إلى الأندلس وجد لكلام ابن حزم طلاوة ، إلا أنه كان خارجا عن المذهب ، ولم يكن بالأندلس من يشتغل بعلمه ، فقصرت ألسنة الفقهاء عن مجادلته وكلامه ، واتبعه على رأيه جماعة من أهل الجهل ، وحل بجزيرة ميورقة ، فرأس فيها ، واتبعه أهلها ، فلما قدم أبو الوليد ; كلموه في ذلك ، فدخل إلى ابن حزم ، وناظره ، وشهر باطله . وله معه مجالس كثيرة . قال : ولما تكلم أبو الوليد في حديث الكتابة يوم الحديبية الذي في "صحيح" البخاري . قال بظاهر لفظه ، فأنكر عليه الفقيه أبو بكر بن الصائغ ، وكفره بإجازته الكتب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- النبي الأمي ، وأنه تكذيب للقرآن ، فتكلم في ذلك من لم يفهم الكلام ، حتى أطلقوا عليه الفتنة ، وقبحوا عند العامة ما أتى به ، وتكلم به خطباؤهم في الجمع ، وقال شاعرهم : بـرئت ممـن شـرى دينـا بآخرة

    وقـال : إن رســول الله قــد كتبا

    فصنف القاضي أبو الوليد رسالة بين فيها أن ذلك غير قادح في المعجزة ، فرجع بها جماعة .
    قلت : يجوز على النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكتب اسمه ليس إلا ، ولا يخرج بذلك عن كونه أميا ، وما من كتب اسمه من الأمراء والولاة إدمانا للعلامة يعد كاتبا ، فالحكم للغالب لا لما ندر ، وقد قال عليه السلام : إنا أمة أمّيّة لا نكتب ولا نحسب أي لأن أكثرهم كذلك ، وقد كان فيهم الكتبة قليلا . وقال -تعالى- : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ فقوله -عليه السلام- : لا نحسب حق ، ومع هذا فكان يعرف السنين والحساب ، وقسم الفيء ، وقسمة المواريث بالحساب العربي الفطري لا بحساب القبط ولا الجبر والمقابلة ، بأبي هو ونفسي -صلى الله عليه وسلم- ، وقد كان سيد الأذكياء ، ويبعد في العادة أن الذكي يملي الوحي وكتب الملوك وغير ذلك على كتابه ، ويرى اسمه الشريف في خاتمه ، ولا يعرف هيئة ذلك مع الطول ، ولا يخرج بذلك عن أميته ، وبعض العلماء عد ما كتبه يوم الحديبية من معجزاته ، لكونه لا يعرف الكتابة وكتب ، فإن قيل : لا يجوز عليه أن يكتب ، فلو كتب ; لارتاب مبطل ، ولقال : كان يحسن الخط ، ونظر في كتب الأولين . قلنا : ما كتب خطا كثيرا حتى يرتاب به المبطلون ، بل قد يقال : لو قال مع طول مدة كتابة الكتاب بين يديه : لا أعرف أن أكتب اسمي الذي في خاتمي ، لارتاب المبطلون أيضا ، ولقالوا : هو غاية في الذكاء ، فكيف لا يعرف ذلك ؟ بل عرفه ، وقال : لا أعرف . فكان يكون ارتيابهم أكثر وأبلغ في إنكاره -والله أعلم .
    وأما الحافظ أبو القاسم بن عساكر ، فذكر أن أبا الوليد قال : كان أبي من باجة القيروان ، تاجرا يختلف إلى الأندلس .
    قلت : فعلى هذا هو وأبو عمر بن الباجي وآله كلهم من باجة القيروان -فالله أعلم .
    ومن نظم أبي الوليد : إذا كنت أعلـم علمـا يقينــا

    بـأن جـميع حياتـي كسـاعـهْ
    فلـم لا أكـون ضنينـا بهــا

    وأجعلهـا فـي صـلاح وطاعـه

    أخبرنا ابن سلامة كتابة ، عن القاسم بن علي بن الحسن ، أخبرنا أبي ، أخبرنا رزين بن معاوية بمكة ، أخبرنا الفقيه علي بن عبد الله الصقلي بمكة ، حدثنا أبو الوليد القاضي ، حدثنا يونس بن عبد الله القرطبي ، حدثنا يحيى بن عبد الله ، عن أبيه ، عن يحيى بن يحيى ، حدثنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة ، وصلى بها .
    كذا رواه ابن عساكر .
    أنبأنا ابن علان وجماعة ، عن أبي طاهر الخشوعي ، عن أبي بكر محمد بن الوليد الفهري ( ح ) وأخبرنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ ، أخبرنا عبد العزيز بن عبد الوهاب الزهري ، أخبرنا جدي أبو الطاهر بن عوف ، أخبرنا محمد بن الوليد الفهري ، أخبرنا أبو الوليد سليمان بن خلف ، أخبرنا يونس بن عبد الله مناولة ، أخبرنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله الليثي ، أخبرنا عم أبي عبيد الله بن يحيى بن يحيى ، أخبرنا أبي ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : إن الذي تفوته صلاة العصر ، كأنما وتر أهله وماله .
    وسمعته عاليا من أحمد بن هبة الله ، عن المؤيد بن محمد ، أخبرنا هبة الله بن سهل ، أخبرنا سعيد بن محمد ، أخبرنا زاهر بن أحمد ، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي ، أخبرنا أبو مصعب ، حدثنا مالك بهذا .
    وسمعناه في جزء أبي الجهم من حديث الليث ، عن نافع .
    قال أبو علي بن سكرة : مات أبو الوليد بالمرية في تاسع عشر رجب ، سنة أربع وسبعين وأربع مائة فعمره إحدى وسبعون سنة سوى أشهر ، فإن مولده في ذي الحجة من سنة ثلاث وأربع مائة .
    ومات معه في العام مسند العراق أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري البندار وشيخ المالكية بسبتة أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن العجوز الكتامي ومحدث نيسابور أبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن المزكي ومعمر بغداد أبو بكر أحمد بن هبة الله بن صدقة الدباس . وكان يذكر أن أصوله على أبي الحسين بن سمعون والمخلص ذهبت في النهب .
    أخبرنا محمد بن عبد الكريم المقرئ ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد سنة خمس وثلاثين ، أخبرنا أبو الطاهر إسماعيل بن مكي الزهري قراءة عليه سنة 572 ، أخبرنا أبو بكر الفهري ، أخبرنا أبو الوليد الباجي ، أخبرنا يونس بن عبد الله القاضي ، أخبرنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله ، عن عم أبيه عبيد الله [ بن ] يحيى بن يحيى ، عن أبيه ، عن مالك ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، عن أنس أنه سمعه يقول : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ، ولا بالأبيض الأمهق ولا بالآدم ، ولا بالجعد القطط ولا بالسبط ، بعثه الله على رأس أربعين سنة ، فأقام بمكة عشر سنين ، وتوفاه الله على رأس ستين سنة ، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء -صلى الله عليه وسلم- .

    ترجمة شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني

    الإمام العلامة ، القدوة ، المفسر ، المذكر ، المحدث ، شيخ الإسلام أبو عثمان ، إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عابد بن عامر ، النيسابوري ، الصابوني .
    ولد سنة ثلاث وسبعين وثلاث مائة .
    وأول مجلس عقده للوعظ إثر قتل أبيه في سنة ثنتين وثمانين وهو ابن تسع سنين .
    حدث عن : أبي سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ، وأبي بكر بن مهران ، وأبي محمد المخلدي ، وأبي طاهر بن خزيمة ، وأبي الحسين الخفاف ، وعبد الرحمن بن أبي شريح ، وزاهر بن أحمد الفقيه ، وطبقتهم ، ومن بعدهم .
    حدث عنه : الكتاني ، وعلي بن الحسين بن صصرى ، ونجا بن أحمد ، وأبو القاسم بن أبي العلاء ، والبيهقي ، وابنه عبد الرحمن بن إسماعيل ، وخلق آخرهم أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي.
    قال أبو بكر البيهقي : حدثنا إمام المسلمين حقا ، وشيخ الإسلام صدقا ، أبو عثمان الصابوني . ثم ذكر حكاية .
    وقال أبو عبد الله المالكي : أبو عثمان ممن شهدت له أعيان الرجال بالكمال في الحفظ والتفسير .
    وقال عبد الغافر في "السياق" الأستاذ أبو عثمان إسماعيل الصابوني شيخ الإسلام ، المفسر المحدث ، الواعظ ، أوحد وقته في طريقه ، وعظ المسلمين سبعين سنة ، وخطب وصلى في الجامع نحوا من عشرين سنة ، وكان حافظا ، كثير السماع والتصانيف ، حريصا على العلم ، سمع بنيسابور وهراة وسرخس والحجاز والشام والجبال ، وحدث بخراسان والهند وجرجان والشام والثغور والحجاز والقدس ، ورزق العز والجاه في الدين والدنيا ، وكان جمالا للبلد ، مقبولا عند الموافق والمخالف ، مجمع على أنه عديم النظير ، وسيف السنة ، ودامغ البدعة ، وكان أبوه الإمام أبو نصر من كبار الواعظين بنيسابور ، ففتك به لأجل المذهب ، وقتل ، فأقعد ابنه هذا ابن تسع سنين ، فأقعد بمجلس الوعظ ، وحضره أئمة الوقت ، وأخذ الإمام أبو الطيب الصعلوكي في ترتيبه وتهيئة شأنه ، وكان يحضر مجلسه هو والأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني ، والأستاذ أبو بكر بن فورك ، ويعجبون من كمال ذكائه ، وحسن إيراده ، حتى صار ما صار إليه ، وكان مشتغلا بكثرة العبادات والطاعات ، حتى كان يضرب به المثل .
    قال الحسين بن محمد الكتبي في "تاريخه" : في المحرم توفي أبو عثمان سنة تسع وأربعين وأربع مائة .
    قال السلفي في "معجم السفر" : سمعت الحسن بن أبي الحر بسلماس يقول : قدم أبو عثمان الصابوني بعد حجه ومعه أخوه أبو يعلى في أتباع ودواب ، فنزل على جدي أحمد بن يوسف الهلالي ، فقام بجميع مؤنه ، وكان يعقد المجلس كل يوم ، وافتتن الناس به ، وكان أخوه فيه دعابة ، فسمعت أبا عثمان يقول وقت أن ودع الناس يا أهل سلماس ! لي عندكم أشهر أعظ وأنا في تفسير آية وما يتعلق بها ، ولو بقيت عندكم تمام سنة لما تعرضت لغيرها ، والحمد لله .
    قال عبد الغافر في "تاريخه" حكى الثقات أن أبا عثمان كان يعظ ، فدفع إليه كتاب ورد من بخارى ، مشتمل على ذكر وباء عظيم بها ، ليدعو لهم ، ووصف في الكتاب أن رجلا أعطى خبازا درهما ، فكان يزن والصانع يخبز ، والمشتري واقف ، فمات ثلاثتهم في ساعة . فلما قرأ الكتاب هاله ذلك ، واستقرأ من القارئ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ الآيات ، ونظائرها ، وبالغ في التخويف والتحذير ، وأثر ذلك فيه وتغير ، وغلبه وجع البطن ، وأنزل من المنبر يصيح من الوجع ، فحمل إلى حمام ، فبقي إلى قريب المغرب يتقلب ظهرا لبطن ، وبقي أسبوعا لا ينفعه علاج ، فأوصى ، وودع أولاده ، ومات ، وصلي عليه عقيب عصر الجمعة رابع المحرم، وصلى عليه ابنه أبو بكر ، ثم أخوه أبو يعلى .
    وأطنب عبد الغافر في وصفه ، وأسهب ، إلى أن قال : وقرأت في كتاب كتبه زين الإسلام من طوس في التعزية لشيخ الإسلام : أليس لم يجسر مفترٍ أن يكذب على رسول الله في وقته ؟ أليست السُّنّة كانت بمكانِه منصورة ، والبدعة لفرط حشمته مقهورة ؟ أليس كان داعيا إلى الله ، هاديا عباد الله ، شابا لا صبوة له ، كهلا لا كبوة له ، شيخا لا هفوة له ؟ يا أصحاب المحابر ، وطِّئوا رحالكم ، قد غيب من كان عليه إلمامكم ، ويا أرباب المنابر ، أعظم الله أجوركم ، فقد مضى سيدكم وإمامكم .
    قال الكتاني : ما رأيت شيخا في معنى أبي عثمان زهدا وعلما ، كان يحفظ من كل فن لا يقعد به شيء ، وكان يحفظ التفسير من كتب كثيرة ، وكان من حفاظ الحديث .
    قلت : ولقد كان من أئمة الأثر ، له مصنف في السنة واعتقاد السلف ، ما رآه منصف إلا واعترف له .
    قال معمر بن الفاخر : سمعت عبد الرشيد بن ناصر الواعظ بمكة ،
    سمعت إسماعيل بن عبد الغافر ، سمعت الإمام أبا المعالي الجويني ، يقول : كنت بمكة أتردد في المذاهب ، فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فقال لي : عليك باعتقاد ابن الصابوني .
    قال عبد الغافر : ومما قيل في أبي عثمان قول الإمام أبي الحسن ; عبد الرحمن بن محمد الداوودي : أودى الإمـام الحـبــر إسماعيـل

    لهفــي عليـه ليس منـه بــديل
    بكـت السمـا والأرض يـوم وفاته

    وبـكـى عليـه الوحـي والتنزيـل
    والشمس والقمـر المنيـر تناوحـا

    حزنــا عليـه وللنجـوم عــويل
    والأرض خاشـعة تبكـي شـجوها

    ويلــي تولـول أيـن إسمـاعيل ؟
    أيـن الإمـام الفــرد فـي آدابـه

    مـا إن له فـي العالمين عــديـل
    لا تخـدعنـك منـى الحيـاة فإنهـا

    تلهـي وتنسـي والمنـى تضليــل
    وتـأهبـن للمـوت قبـل نزولــه

    فـالمـوت حـتـم والبقـاء قليـل

    ترجمة شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي

    شيخ الإسلام الإمام القدوة ، الحافظ الكبير أبو إسماعيل ، عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن جعفر بن منصور بن مت الأنصاري الهروي ، مصنف كتاب "ذم الكلام" ، وشيخ خراسان من ذرية صاحب النبي -صلى الله عليه وسلم- أبي أيوب الأنصاري .
    مولده في سنة ست وتسعين وثلاث مائة .
    وسمع من : عبد الجبار بن محمد الجراحي "جامع" أبي عيسى كله أو أكثره ، والقاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزدي ، وأبي الفضل محمد بن أحمد الجارودي الحافظ ، وأبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد السرخسي ، خاتمة أصحاب محمد بن إسحاق القرشي ، وأبي الفوارس أحمد بن محمد بن أحمد بن الحويص البوشنجي الواعظ ، وأبي الطاهر أحمد بن محمد بن حسن الضبي ، وأحمد بن محمد بن مالك البزاز -لقي أبا بحر البربهاري- وأبي عاصم محمد بن محمد المزيدي وأحمد بن علي بن منجويه الأصبهاني الحافظ ، وأبي سعيد محمد بن موسى الصيرفي ، وعلي بن محمد بن محمد الطرازي.
    وأبي نصر منصور بن الحسين بن محمد المفسر ، وأحمد بن محمد بن الحسن السليطي ، وأبي بكر أحمد بن الحسن الحيري لكنه لم يرو عنه ، ومحمد بن جبرائيل بن ماحي ، وأبي منصور أحمد بن محمد بن العالي ، وعمر بن إبراهيم الهروي ، وعلي بن أبي طالب ، ومحمد بن محمد بن يوسف ، والحسين بن محمد بن علي ، ويحيى بن عمار بن يحيى الواعظ ، ومحمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الشيرازي لقيه بنيسابور ، وأبي يعقوب القراب الحافظ إسحاق بن إبراهيم بن محمد الهروي ، وأحمد بن محمد بن إبراهيم الوراق ، وسعيد بن العباس القرشي ، وغالب بن علي بن محمد.
    ومحمد بن المنتصر الباهلي المعدل ، وجعفر بن محمد الفريابي الصغير ، ومحمد بن علي بن الحسين الباشاني ، صاحب أحمد بن محمد بن ياسين ، ومنصور بن رامش -قدم علينا في سنة سبع وأربع مائة- وأحمد بن أحمد بن حمدين ، والحسين بن إسحاق الصائغ ، ومحمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي ، وعلي بن بشرى الليثي ، ومحمد بن محمد بن يوسف بن يزيد ، وأبي صادق إسماعيل بن جعفر ، ومحمد بن محمد بن محمود ، وعلي بن أحمد بن محمد بن خميرويه ، ومحمد بن الفضل بن محمد بن مجاشع ، ومحمد بن الفضل الطاقي الزاهد ، وعدد كثير ، ومن أقدم شيخ له الجراحي ، سمع منه في حدود سنة عشر وأربع مائة . وينزل إلى أن يروي عن أبي بكر البيهقي بالإجازة . وقد سمع من أربعة أو أكثر من أصحاب أبي العباس الأصم .
    حدث عنه : المؤتمن الساجي ، ومحمد بن طاهر ، وعبد الله بن أحمد بن السمرقندي ، وعبد الله بن عطاء الإبراهيمي ، وعبد الصبور بن عبد السلام الهروي ، وأبو الفتح عبد الملك الكروخي ، وحنبل بن علي البخاري ، وأبو الفضل محمد بن إسماعيل الفامي ، وعبد الجليل بن أبي سعد المعدل ، وأبو الوقت عبد الأول السجزي خادمه ، وآخرون .
    وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الفتح نصر بن سيار . وبقي إلى سنة نيف وسبعين وخمس مائة .
    قال السلفي : سألت المؤتمن الساجي عن أبي إسماعيل الأنصاري ، فقال : كان آية في لسان التذكير والتصوف ، من سلاطين العلماء ، سمع ببغداد من أبي محمد الحسن بن محمد الخلال ، وغيره . يروي في مجالس وعظه الأحاديث بالإسناد ، وينهى عن تعليقها عنه . قال : وكان بارعا في اللغة ، حافظا للحديث ، قرأت عليه كتاب "ذم الكلام" ، روى فيه حديثا ، عن علي بن بشرى ، عن ابن منده ، عن إبراهيم بن مرزوق . فقلت له : هذا هكذا ؟ قال : نعم ، وابن مرزوق هو شيخ الأصم وطبقته ، وهو إلى الآن في كتابه على الخطأ .
    قلت : نعم : وكذا أسقط رجلين من حديثين خرجهما من "جامع" الترمذي ، نبهت عليهما في نسختي ، وهي على الخطأ في غير نسخة .
    قال المؤتمن : كان يدخل على الأمراء والجبابرة ، فما يبالي ، ويرى الغريب من المحدثين ، فيبالغ في إكرامه ، قال لي مرة : هذا الشأن شأن من ليس له شأن سوى هذا الشأن -يعني طلب الحديث- وسمعته يقول : تركت الحيري لله . قال : وإنما تركه ، لأنه سمع منه شيئا يخالف السنة .
    قلت : كان يدري الكلام على رأي الأشعري ، وكان شيخ الإسلام أثريا قحّا ، ينال من المتكلمة ، فلهذا أعرض عن الحيري ، والحيري : فثقةٌ عالم ، أكثر عنه البيهقي والناس .
    قال الحسين بن علي الكتبي : خرج شيخ الإسلام لجماعة الفوائد بخطه إلى أن ذهب بصره ، فكان يأمر فيما يخرجه لمن يكتب ، ويصحح هو ، وقد تواضع بأن خرج لي فوائد ، ولم يبق أحد ممن خرج له سواي .
    قال محمد بن طاهر : سمعت أبا إسماعيل الأنصاري يقول : إذا ذكرت التفسير ، فإنما أذكره من مائة وسبعة تفاسير . وسمعته ينشد على منبره : أنا حنبلي ما حييت وإن أمت

    فـوصيتي للناس أن يتحنبلوا

    قلت : وقد قال في قصيدته النونية التي أولها : نـزل المشـيـب بلمتي فـأراني

    نقصـان دهــر طالمـا أرهاني
    أنا حنبلي مـا حييـت وإن أمـت

    فـوصيتـي ذاكـم إلى الإخـوان
    إذ دينــه دينـي ودينـي دينـه

    مـا كـنـت إمّعـة لـه دينـان

    قال ابن طاهر : وسمعت أبا إسماعيل يقول : قصدت أبا الحسن الخرقاني الصوفي ، ثم عزمت على الرجوع ، فوقع في نفسي أن أقصد أبا حاتم بن خاموش الحافظ بالري ، وألتقيه -وكان مقدم أهل السنة بالري ، وذلك أن السلطان محمود بن سبكتكين لما دخل الري ، وقتل بها الباطنية ، منع الكل من الوعظ غير أبي حاتم ، وكان من دخل الري يعرض عليه اعتقاده ، فإن رضيه ، أذن له في الكلام على الناس ، وإلا فمنعه- قال : فلما قربت من الري ; كان معي رجل في الطريق من أهلها ، فسألني عن مذهبي ، فقلت : حنبلي ، فقال : مذهب ما سمعت به ! -وهذه بدعة . وأخذ بثوبي ، وقال : لا أفارقك إلى الشيخ أبي حاتم . فقلت : خيرة فذهب بي إلى داره ، وكان له ذلك اليوم مجلس عظيم ، فقال : هذا سألته عن مذهبه ، فذكر مذهبا لم أسمع به قط . قال : وما قال ؟ فقال : قال : أنا حنبلي . فقال : دعه ، فكل من لم يكن حنبليا ، فليس بمسلم . فقلت في نفسي : الرجل كما وصف لي . ولزمته أياما ، وانصرفت .
    قال شيخ الإسلام في "ذم الكلام" ، في أوله عقيب حديث الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ونزولها بعرفة : سمعت أحمد بن الحسن بن محمد البزاز الفقيه الحنبلي الرازي في داره بالري يقول : كل ما أحدث بعد نزول هذه الآية فهو فضلة وزيادة وبدعة .
    قلت : قد كان أبو حاتم أحمد بن الحسن بن خاموش صاحب سنة واتباع ، وفيه يبس وزعارة العجم ، وما قاله ، فمحل نظر .
    ولقد بالغ أبو إسماعيل في "ذم الكلام" على الاتّباع فأجاد ، ولكنه له نفس عجيب لا يشبه نفس أئمة السلف في كتابه "منازل السائرين" ففيه أشياء مُطْربة ، وفيه أشياء مشكلة ، ومن تأمله لاح له ما أشرت إليه ، والسنة المحمدية صلفة ، ولا ينهض الذوق والوجد إلا على تأسيس الكتاب والسنة . وقد كان هذا الرجل سيفا مسلولا على المتكلمين ، له صولة وهيبة واستيلاء على النفوس ببلده ، يعظمونه ، ويتغالون فيه ، ويبذلون أرواحهم فيما يأمر به . كان عندهم أطوع وأرفع من السلطان بكثير ، وكان طودا راسيا في السنّة لا يتزلزل ولا يلين ، لولا ما كدر كتابه "الفاروق في الصفات" بذكر أحاديث باطلة يجب بيانها وهتكها ، والله يغفر له بحسن قصده ، وصنف "الأربعين" في التوحيد ، و "أربعين" في السنة ، وقد امتُحن مرات ، وأوذي ، ونُفي من بلده .
    قال ابن طاهر : سمعته يقول : عرضت على السيف خمس مرات ، لا يقال لي : ارجع عن مذهبك . لكن يقال لي : اسكت عمن خالفك . فأقول : لا أسكت . وسمعته يقول : أحفظ اثني عشر ألف حديث أسردها سردا .
    قال الحافظ أبو النضر الفامي : كان شيخ الإسلام أبو إسماعيل بكر الزمان ، وواسطة عقد المعاني ، وصورة الإقبال في فنون الفضائل وأنواع المحاسن ، منها نصرة الدين والسنة ، من غير مداهنة ولا مراقبة لسلطان ولا وزير ، وقد قاسى بذلك قصد الحساد في كل وقت ، وسعوا في رُوحه مرارا ، وعمدوا إلى إهلاكه أطوارا ، فوقاه الله شرهم ، وجعل قصدهم أقوى سبب لارتفاع شأنه .
    قلت : قد انتفع به خلق ، وجهل آخرون ، فإن طائفة من صوفة الفلسفة والاتحاد يخضعون لكلامه في "منازل السائرين" ، وينتحلونه ، ويزعمون أنه موافقهم . كلا ، بل هو رجل أثري ، لهج بإثبات نصوص الصفات ، منافر للكلام وأهله جدا وفي "منازله" إشارات إلى المحو والفناء ، وإنما مراده بذلك الفناء هو الغيبة عن شهود السّوى ، ولم يرد محو السوى في الخارج ، ويا ليته لا صنف ذلك ، فما أحلى تصوف الصحابة والتابعين ! ما خاضوا في هذه الخطرات والوساوس ، بل عبدوا الله ، وذلوا له وتوكلوا عليه ، وهم من خشيته مشفقون ، ولأعدائه مجاهدون ، وفي الطاعة مسارعون ، وعن اللغو معرضون ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
    وقد جمع هذا سيرة للإمام أحمد في مجلد ، سمعناها من أبي حفص بن القواس بإجازته من الكندي ، أخبرنا الكروخي ، أخبرنا المؤلف .
    قال ابن طاهر : حكى لي أصحابنا أن السلطان ألب أرسلان قدم هراة ومعه وزيره نظام الملك ، فاجتمع إليه أئمة الحنفية وأئمة الشافعية للشكوى من الأنصاري ، ومطالبته ، بالمناظرة ، فاستدعاه الوزير ، فلما حضر ، قال : إن هؤلاء قد اجتمعوا لمناظرتك ، فإن يكن الحق معك ; رجعوا إلى مذهبك ، وإن يكن الحق معهم ; رجعت أو تسكت عنهم . فوثب الأنصاري ، وقال : أناظر على ما في كمي . قال : وما في كمك ؟ قال : كتاب الله . -وأشار إلى كمه اليمين- وسنة رسول الله -وأشار إلى كمه اليسار- وكان فيه "الصحيحان" . فنظر الوزيرُ إليهم مستفهماتهم فلم يكن فيهم من ناظره من هذا الطريق .
    وسمعت خادمه أحمد بن أميرجه يقول : حضرت مع الشيخ للسلام على الوزير نظام الملك ، وكان أصحابنا كلفوه الخروج إليه ، وذلك بعد المحنة ورجوعه إلى وطنه من بلخ -يعني أنه كان قد غرب- قال : فلما دخل عليه ; أكرمه وبجله ، وكان هناك أئمة من الفريقين ، فاتفقوا على أن يسألوه بين يدي الوزير ، فقال العلوي الدبوسي : يأذن الشيخ الإمام أن أسأل ؟ قال : سل . قال : لِم تلعن أبا الحسن الأشعري ؟ فسكت الشيخ ، وأطرق الوزير ، فلما كان بعد ساعة ; قال الوزير : أجبه . فقال : لا أعرف أبا الحسن ، وإنما ألعن من لم يعتقد أن الله في السماء ، وأن القرآن في المصحف ، ويقول : إن النبي -صلى الله عليه وسلم- اليوم ليس بنبي . ثم قام وانصرف فلم يمكن أحدا أن يتكلم من هيبته ، فقال الوزير للسائل : هذا أردتم ! أن نسمع ما كان يذكره بهراة بآذاننا ، وما عسى أن أفعل به ؟ ثم بعث إليه يصلة وخلع ، فلم يقبلها ، وسافر من فوره إلى هراة .
    قال : وسمعت أصحابنا بهراة يقولون : لما قدم السلطان ألب أرسلان هراة في بعض قدماته ، اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه ، ودخلوا على أبي إسماعيل ، وسلموا عليه ، وقالوا : ورد السلطان ونحن على عزم أن نخرج ، ونسلم عليه ، فأحببنا أن نبدأ بالسلام عليك ، وكانوا قد تواطئوا على أن حملوا معهم صنما من نحاس صغيرا ، وجعلوه في المحراب تحت سجادة الشيخ ، وخرجوا ، وقام الشيخ إلى خلوته ، ودخلوا على السلطان ، واستغاثوا من الأنصاري ، وأنه مجسم ، وأنه يترك في محرابه صنما يزعم أن الله -تعالى- على صورته ، وإن بعث السلطان الآن يجده . فعظم ذلك على السلطان ، وبعث غلاما وجماعة ، فدخلوا ، وقصدوا المحراب ، فأخذوا الصنم ، فألقى الغلام الصنم ، فبعث السلطان من أحضر الأنصاري ، فأتى فرأى الصنم والعلماء ، وقد اشتد غضب السلطان ، فقال له السلطان : ما هذا ؟ قال : صنم يُعمَل من الصُّفْر شبه اللعبة . قال : لست عن ذاك أسألك . قال : فعم يسألني السلطان ؟ قال : إن هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا ، وأنك تقول : إن الله على صورته . فقال شيخ الإسلام بصولة وصوت جهوري : سبحانك ! هذا بهتان عظيم . فوقع في قلب السلطان أنهم كذبوا عليه ، فأمر به ، فأخرج إلى داره مكرما ، وقال لهم : اصدقوني . وهددهم ، فقالوا : نحن في يد هذا في بلية من استيلائه علينا بالعامة ، فأردنا أن نقطع شره عنا . فأمر بهم ، ووكل بهم ، وصادرهم ، وأخذ منهم وأهانهم .
    قال أبو الوقت السجزي : دخلت نيسابور ، وحضرت عند الأستاذ أبي المعالي الجويني ، فقال : من أنت ؟ قلت : خادم الشيخ أبي إسماعيل الأنصاري ، فقال : -رضي الله عنه .
    قلت : اسمع إلى عقل هذا الإمام ، ودع سب الطغام إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ .
    قال ابن طاهر : وسمعت أبا إسماعيل يقول : كتاب أبي عيسى الترمذي عندي أفيد من كتاب البخاري ومسلم . قلت : ولِم ؟ قال : لأنهما لا يصل إلى الفائدة منهما إلا من يكون من أهل المعرفة التامة ، وهذا كتاب قد شرح أحاديثه ، وبينها ، فيصل إلى فائدته كل فقيه وكل محدّث .
    قال أبو سعد السمعاني : سألت إسماعيل بن محمد الحافظ عن عبد الله بن محمد الأنصاري ، فقال : إمام حافظ .
    وقال عبد الغافر بن إسماعيل : كان أبو إسماعيل الأنصاري على حظ تام من معرفة العربية والحديث والتواريخ والأنساب ، إماما كاملا في التفسير ، حسن السيرة في التصوف ، غير مشتغل بكسب ، مكتفيا بما يباسط به المريدين والأتباع من أهل مجلسه في العام مرة أو مرتين على رأس الملأ ، فيحصل على ألوف من الدنانير وأعداد من الثياب والحلي ، فيأخذها ، ويفرقها على اللحام والخباز ، وينفق منها ، ولا يأخذ من السلطان ولا من أركان الدولة شيئا ، وقلما يراعيهم ولا يدخل عليهم ، ولا يبالي بهم ، فبقي عزيزا مقبولا قبولا أتم من الملك ، مطاع الأمر نحوا من ستين سنة من غير مزاحمة ، وكان إذا حضر المجلس لبس الثياب الفاخرة ، وركب الدواب الثمينة ، ويقول : إنما أفعل هذا إعزازا للدين ، ورغما لأعدائه ، حتى ينظروا إلى عزي وتجملي ، فيرغبوا في الإسلام . ثم إذا انصرف إلى بيته ; عاد إلى المرقعة والقعود مع الصوفية في الخانقاه يأكل معهم ، ولا يتميز بحال ، وعنه أخذ أهل هراة التبكير بالفجر ، وتسمية الأولاد غالبا بعبد المضاف إلى أسماء الله -تعالى- .
    قال أبو سعد السمعاني : كان أبو إسماعيل مظهرا للسنة ، داعيا إليها ، محرضا عليها ، وكان مكتفيا بما يباسط به المريدين ، ما كان يأخذ من الظلمة شيئا ، وما كان يتعدى إطلاق ما ورد في الظواهر من الكتاب والسنة ، معتقدا ما صح ، غير مصرح بما يقتضيه تشبيه ، وقال مرة : من لم ير مجلسي وتذكيري ، وطعن فيّ ، فهو مني في حل .
    قلت : غالب ما رواه في كتاب "الفاروق" صحاح وحسان ، وفيه باب إثباب استواء الله على عرشه فوق السماء السابعة بائنا من خلقه من الكتاب والسنة ، فساق دلائل ذلك من الآيات والأحاديث إلى أن قال : وفي أخبار شتى أن الله في السماء السابعة على العرش ، وعلمه وقدرته واستماعه ونظره ورحمته في كل مكان .
    قيل : إن شيخ الإسلام عقد على تفسير قوله : إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى ثلاث مائة وستين مجلسا .
    قال أبو النضر الفامي : توفي شيخ الإسلام في ذي الحجة ، سنة إحدى وثمانين وأربع مائة عن أربع وثمانين سنة وأشهر .
    وفيها مات مسند أصبهان أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن ماجه الأبهري ومسند نيسابور أبو عمرو عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمي المزكي وراوي "جامع" الترمذي أبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي .
    أخبرنا علي بن أحمد الحسيني ، أخبرنا علي بن أبي بكر بن روزبه ببغداد ، وكتب إلي غير واحد ، منهم إبراهيم بن علي قال : أخبرنا محمد بن أبي الفتح ، وزكريا العلبي ، وابن صيلا قالوا : أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، أخبرنا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد ، حدثني أحمد بن محمد بن منصور بن الحسين وقال : هو أعلى حديث عندي ، حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن كثير بن ديسم أبو سعيد بهراة ، حدثنا أحمد بن المقدام ، حدثنا الفضل بن دكين ، حدثنا سلمة بن وردان ( ح ) ، وأخبرنا الحسن بن علي ، ومحمد بن قايماز الدقيقي ، وجماعة قالوا : أخبرنا عبد الله بن عمر بن اللتي ، أخبرنا أبو الوقت ، أخبرنا أبو إسماعيل ، أخبرنا عبد الجبار بن الجراح ، حدثنا محمد بن أحمد بن محبوب ، حدثنا أبو عيسى الترمذي ، حدثنا عقبة بن مكرم ، حدثنا ابن أبي فديك ، أخبرني سلمة بن وردان الليثي ، عن أنس بن مالك ، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : من ترك الكذب وهو باطل ، بني له في رياض الجنة ، ومن ترك المراء وهو محق ، بني له في وسطها ، ومن حسن خلقه ، بني له في أعلاها .
    سلمة سيئ الحفظ ، وقد روى عنه ابن المبارك والقعنبي ، مات سنة ست وخمسين ومائة ومن مناكيره ما رواه سريج بن يونس ، حدثنا ابن أبي فديك ، عن سلمة ، عن أنس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لرجل : هل تزوجت ؟ قال : ليس عندي ما أتزوج . قال : أليس معك قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ؟ قال : بلى . قال : ربع القرآن ، أليس معك قُلْ يَا أَيُّهَا ؟ قال : بلى . قال : ربع القرآن ، أليس معك إذا زلزلت ؟ قال : بلى . قال : ربع القرآن ، تزوج تزوج .
    قال أبو حاتم البستي : خرج عن حد الاحتجاج به .
    أخبرنا أبو الحسن الغرافي أخبرنا ابن أبي روزبه ، أخبرنا أبو الوقت ، أخبرنا عبد الله بن محمد الأنصاري ، أخبرنا شعيب بن محمد ، أخبرنا حامد الرفاء ، أخبرنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة قالت : أهدى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مرة غنما .
    أخرجه البخاري عن أبي نعيم ، وهو من نمط الثلاثيات .
    قرأت على أبي الحسين علي بن محمد الفقيه ، ومحمد بن قايماز ، وجماعة قالوا : أخبرنا عبد الله بن عمر ، أخبرنا عبد الأول بن عيسى ، أخبرنا أبو إسماعيل الأنصاري ، أخبرنا عبد الجبار ، أخبرنا ابن محبوب ، حدثنا أبو عيسى الترمذي ، حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عامر -هو الخزاز- عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة قالت : تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية : هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ فقال : إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه ، أولئك الذين سمى الله فاحذروهم .
    وبه : قال الترمذي : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا يزيد بن إبراهيم ، عن ابن أبي مليكة ، عن القاسم ، عن عائشة : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال هذه الآية : فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ قال : هم الذين سمى الله فاحذروهم هذا أو قريب منه . فهذان الحديثان اللذان أسقط منهما أبو إسماعيل رجلا رجلا ، فالأول : سقط فوق ابن بشار أبو داود الطيالسي ، والثاني : سقط منه رجل وهو أبو الوليد الطيالسي ، عن يزيد .
    وأخرجه أبو داود عاليا ، عن القعنبي عن يزيد ، به .
    أخبرنا الحسن بن علي ، أخبرنا ابن اللتي ، أخبرنا أبو الوقت ، أخبرنا عبد الله بن محمد ، حدثنا عمر بن إبراهيم إملاء ، حدثنا عبد الله بن محمد الحياني ، سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم ، سمعت الربيع بن سليمان ، سمعت الشافعي يقول : قراءة الحديث خير من صلاة التطوع .
    إسناده صحيح عن الشافعي ، ولفظه غريب ، والمحفوظ : طلب العلم .

    هذه كانت بعض الترجمات التي عثرث عليها في تراجم الأعلام

  10. #10

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي الدكتور فخر الدين و جزاك الله خيرا
    الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,636
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ومما صادفته أيضا في كتاب الجواهر والدرر للسخاوي أثر عن أنس بن مالك قال : "جاء رجل إلى علي بن أبي طالب فقال : يا أمير المؤمنين سمعتك تقول على المنبر : اللهم أصلحني بما أصلحت به الخلفاء الراشدين المهديين ، فمن هم ؟ قال فاغرورقت عيناه ، وأهملهما ، ثم قال : أبو بكر وعمر إماما الهدى وشيخا الإسلام ..."
    وأيضا ابن عمر رضي الله تعالى عنهما نعته الذهبي في كتابه "السير" بشيخ الإسلام.

    وقد وجدت لك أيها الفاضل جمعا مباركا لمن لقبوا بشيخ الإسلام جمعه إخواننا في منتدى أهل الحديث :

    7 - الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق البغدادي ( طبقات الحفاظ للسيوطي ) .
    8 - الإمام شيخ الاسلام أبو عبد الله المروزي الفقيه ( المرجع السابق ) .
    9 - إمام الأئمة شيخ الإسلام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري ( المرجع السابق ) .
    10 - الإمام العلامة شيخ الإسلام القاضي أبو العباس أحمد ابن عمربن سريج البغدادي ( المرجع السابق ) .
    11 - الإمام الحافظ الناقد شيخ الإسلام أبو محمد عبد الرحمن ابن الحافظ الكبير محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي ( طبقات الحفاظ للسيوطي ) .
    12 - أبو النضر الإمام الحافظ شيخ الإسلام محمد بن محمد بن يوسف الطوسي ( المرجع السابق ) .
    13 - الإمام الحافظ الثبت شيخ الإسلام أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس الجرجاني( المرجع السابق ) .
    14 - الحافظ الإمام الزاهد القدوة شيخ الإسلام أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران البغدادي ( المرجع السابق ) .
    15 - أبو عمرو الداني الحافظ الإمام شيخ الإسلام عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي مولاهم القرطبي المقرئ ( المرجع السابق ) .
    16 - الحافظ الكبير شيخ الإسلام إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي القرشي الطلحي الأصبهاني ( طبقات الحفاظ للسيوطي ) .
    17 - أبو العلاء الهمذاني الحافظ العلامة المقرئ شيخ الإسلام الحسن ابن أحمد بن الحسن بن أحمد بن سهل العطار ( المرجع السابق ) .
    18 - ابن الصلاح ، الإمام الحافظ شيخ الإسلام تقي الدين أبو عمرو عثمان ابن الشيخ صلاح الدين عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي الشهرزوري الشافعي ( المرجع السابق ) .
    19 - ابن دقيق العيد الإمام الفقيه الحافظ المحدث العلامة المجتهد شيخ الإسلام تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري المنفلوطي ( المرجع السابق ) .
    20 - البلقيني ، الإمام العلامة شيخ الإسلام الحافظ الفقيه ذو الفنون المجتهد سراج الدين أبو حفص عمر بن رسلان بن نصير بن صالح بن شهاب بن عبد الخالق بن محمد بن مسافر الكناني الشافعي ( المرجع السابق ) .
    21 - شيخ الإسلام علاء الدين سديد بن محمد الخياطي الخوارزمي ( تبصير المنتبه بتحرير المشتبه ) للحافظ ابن حجر .
    22 - العلامة الهمام والنحرير الإمام شيخ الإسلام وبركة الأنام، علامة مصر والشام، مرجع الخاص والعام، المفسر المحدث الفقيه اللغوي الصرفي النحوي البياني، العروضي المعمر الشيخ خير الدين بن الشيخ أحمد بن الشيخ نور الدين علي بن زين الدين بن بن عبد الوهاب الأيوبي العليمي الفاروقي الرملي ( مشيخة أبي المواهب الحنبلي ، لابن عبد الباقي الحنبلي ) .
    23 - محمد بن محمد بن محمد بن عرفة الورغمي التونسي المالكي أبو عبد الله شيخ الإسلام بالمغرب ( : إنباء الغمر بأبناء العمر للحافظ ابن حجر العسقلاني ) .
    24 - عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار بن إبراهيم ابن جبريل بن محمد بن علي بن سليمان أبو الفضل الرازي العجلي الإمام المقرىء شيخ الإسلام الثقة الورع الكامل مؤلف كتاب جامع الوقوف وغيره ( غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري ) .
    25 - عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن علي، الإمام شيخ الإسلام مجد الدين أبو البركات ابن تيمية الحراني، جد تقي الدين ابن تيمية ( الوافي بالوفيات للصفدي ) .
    26 - شيخ الإسلام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البهيقي ، المتوفى سنة 458 هـ رحمه الله تعالى ( طبقات النسابين لبكر أبو زيد ) .
    27 - محمد بن سيرين ، الامام ، شيخ الاسلام ، أبو بكر الانصاري ، الانسي البصري ، مولى أنس بن مالك ، خادم رسول الله صلى الله عليه و سلم ( سير أعلام النبلاء للذهبي ) .
    28 - عطاء بن أبي رباح ،الامام شيخ الاسلام ، مفتي الحرم ، أبو محمد القرشي مولاهم ( السير للذهبي ) .
    ولا ننسى أن أول من لقب بشيخ الإسلام هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، كما في "التراتيب الإدارية"..

    29 - شيخ الإسلام رضوان بن عبد الله الجنوي الفاسي، من أهل القرن العاشر..

    30- محمد بن قاسم القصار القيسي. إمام المغرب في وقته نهاية القرن العاشر..

    31- عبد القادر بن علي الفاسي إمام المغرب في القرن الحادي عشر.

    32- محمد بن أبي بكر الدلائي. إمام المغرب في القرن الحادي عشر.

    33- محمد بن عبد القادر الفاسي الفهري..بداية الثاني عشر.

    34- محمد بن قاسم جسوس. الثاني عشر.

    35- محمد بن عبد السلام بناني النفزي. الثاني عشر.

    36- محمد بن ناصر الدرعي. الحادي عشر.

    37- محمد التاودي ابن سودة المري. الثالث عشر.

    38- حمدون ابن الحاج السلمي المرداسي. الثالث عشر.

    39- جعفر بن إدريس الكتاني. 1323.

    40- محمد بن جعفر الكتاني. 1345.

    41- عبد الكبير بن محمد الكتاني. 1333.

    42- محمد بن عبد الكبير الكتاني. 1327.

    43- المهدي بن محمد الوزاني. 1341.

    44- أبو شعيب الدكالي. 1354 تقريبا.

    45- عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني. 1382.

    46 - شيخ الإسلام تقي الدين أبو عبد الله محمد بن أبي الحسين أحمد بن عبد الله ابن عيسى اليونيني الحنبلي ( السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي ) .
    47 - شيخ الإسلام عز الدين أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم ابن الحسن المهذب السلبي الشافعي ( السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي ) .
    48 - شيخ الإسلام شرف الدين هبة الله ابن قاضي حماة نجم الدين عبد الرحيم بن أبي الطاهر إبراهيم بن المسلم بن هبة الله بن حسان بن محمد بن منصور بن أحمد المعروف بابن البارزي الشافعي قاضي حماة ( السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي ) .
    49 - شيخ الإسلام جمال الدين بن جماعة الكناني المقدسي الشافعي( الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة للنجم الغزي ) .
    ----------
    -------------
    -----------
    53 - عبد الملك بن عبد الله بن يوسف. الشيخ الإمام العلامة الحبر البحر المحقق المدقق النظار شيخ الإسلام أبو المعالي الجويني النيسابوري الفقيه الشافعي = إمام الحرمين ( ديوان الإسلام لابن الغزي ) .
    54 - الإمام الحبر البحر الفقيه الكبير شيخ الإسلام أبو إسحاق الفيروز آبادي الشافعي ( ديوان الإسلام لابن الغزي ) .

    - محمد المنتصر بالله بن محمد الزمزمي الكتاني.1420

    56- محمد المكي بن محمد الكتاني. 1393..

    57- عبد الله بن الصديق الغماري. الخامس عشر.

    58- أشرف علي التهانوي. الخامس عشر.

    59- أنور شاه الكشميري..الرابع عشر..

    60- حسين بن محسن الأنصاري السبعي. الرابع عشر.

    61- محمد بن علي الشوكاني، الثالث عشر.

    62- أبو إسحاق إبراهيم التادلي..الرابع عشر.

    63- أحمد بن محمد ابن الخياط الزكاري.1342.

    64- بدر الدين بن يوسف البيباني..الرابع عشر.

    65- الشاه ولي الله الدهلوي. الثاني عشر..

    66 - الإسبيجابي : علي بن محمد بن إسماعيل، الإمام الحبر الفقيه شيخ الإسلام أبو الحسن الحنفي المتوفى سنة 535 ( ديوان الإسلام لابن الغزي ) .

    التعديل الأخير تم 06-26-2008 الساعة 02:55 PM
    {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}

    وكيف يعرف فرق ما بين حق الذمام وثواب الكفاية من لا يعرف طبقات الحق في مراتبه، ولا يفصل بين طبقات الباطل في منازله‏. [ الجاحظ ]

  12. #12

    افتراضي

    بارك الله فيك أستاذنا الحبيب د.فخر الدين
    ما شاء الله
    أريد أولا أن أبحث عن كتب ل ابن عبد البر الأندلسي ان شاء الله
    الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,636
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    كتبه النادرة يا أخي يحيى تجدها في الأمصار المالكية كالمغرب والجزائر وتونس والسودان وصعيد مصر والبحرين والكويت والإمارات وغيرها ... في المكتبات العمومية المخصصة لطلبة العلم... أما المعروفة فهي سهلة الإيجاد

    وإليك بعض كتبه:

    جامع بيان العلم وفضله

    التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

    بهجة المجالس وأُنس المجالس

    الكافي في فقه أهل المدينة

    الاستيعاب في معرفة الأصحاب

    الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار وعلماء الأقطار

    الإنباه على قبائل الرواة

    ومن كتب شيخ الإسلام النادرة والتي ليست لها طبعات جديدة:

    "الكافي في مذهب مالك" . خمسة عشر مجلدا ، وكتاب "الاكتفاء في قراءة نافع وأبي عمرو" ، وكتاب "التقصي في اختصار الموطأ" ، وكتاب "الانتقاء لمذاهب الثلاثة العلماء مالك وأبي حنيفة والشافعي" ، وكتاب "البيان في تلاوة القرآن" ، وكتاب "الأجوبة الموعبة" ، وكتاب "الكنى" ، وكتاب "المغازي" ، وكتاب "القصد والأمم في نسب العرب والعجم" ، وكتاب "الشواهد في إثبات خبر الواحد" ، وكتاب "الإنصاف في أسماء الله" ، وكتاب "الفرائض" ، وكتاب "أشعار أبي العتاهية"
    التعديل الأخير تم 06-28-2008 الساعة 04:08 PM
    {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}

    وكيف يعرف فرق ما بين حق الذمام وثواب الكفاية من لا يعرف طبقات الحق في مراتبه، ولا يفصل بين طبقات الباطل في منازله‏. [ الجاحظ ]

  14. #14

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا أخي الفاضل
    سوف أبدأ ان شاء الله قراءة الاستيعاب في معرفة الأصحاب لأني كثيرا ما أجد روابط الى هذا الكتاب (انظر الاستيعاب لابن عبد البر) في كتب قرأتها ..

    التعديل الأخير تم 06-28-2008 الساعة 04:39 PM
    الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,636
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا أخي الفاضل
    سوف أبدأ ان شاء الله قراءة الاستيعاب في معرفة الأصحاب لأني كثيرا ما أجد روابط الى هذا الكتاب (انظر الاستيعاب لابن عبد البر) في كتب قرأتها ..

    الأخ يحيى السلام عليكم ورحمة الله ...

    لقد مرت ثلاث سنوات تقريبا فأين وصلتَ مع شيخ الإسلام ابن عبد البر ؟؟ ومع باقي الأئمة ؟؟
    التعديل الأخير تم 07-02-2011 الساعة 03:35 AM
    {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}

    وكيف يعرف فرق ما بين حق الذمام وثواب الكفاية من لا يعرف طبقات الحق في مراتبه، ولا يفصل بين طبقات الباطل في منازله‏. [ الجاحظ ]

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الى الملقبين باللاأدرية واللادينية
    بواسطة لطفي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 57
    آخر مشاركة: 07-08-2008, 09:33 PM
  2. الشمس تسجد تحت العرش
    بواسطة masre في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-10-2008, 04:09 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء