بسم الله الرحمن الرحيم


الإيمان درجاته وقواعده(*)

عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال :"الإيمان بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول لاإله إلا الله وأدنها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان" أخرجة مسلم.

بالإيمان تطيب الحياة وتزكي النفوس وتقبل على مافية خيرها بعزيمة وثبات وثقة في الله تبارك وتعالى.

ولايخفى ماللإيمان من تأثير على الأمة بعامة ودفعها نحو أداء دورها النبيل في الوجود وهو الدعامة التي تتكسر عندها أمواج البلاء والمحن كما هو الحال اليوم في المنعطف التاريخي الحاسم الذي تزحف فية أمة الإسلام زحفاً من أجل الحفاظ على هويتها ورسالتها والله غالب على أمرة.

ولايخفى أيضاً أن قاعدة الإيمان وأصلة هو معرفة الحق جل وعلا وتوحيده وهو أصل شجرة الايمان ثم منه تأتي الثمار والأزهار حاكمة لسلوك الانسان المسلم وموجهة لمقتضاه.

ولاتكون معرفة الحق جل وعلا عن فراغ ففي الكتاب العزيز بيان لطرائق معرفته سبحانه وتوحيده وهي أكثر من الحصر بل القرآن في عمومه هو رسالة المعرفة واليقين بالله وأسمائه وماينبغي له من أصول الإيمان وتوابعه وحقائقة.

فالتفكر في مخلوقات الله تعالى ومافيها من الحكمة والرحمة ثم مايضبط أحداث الكون من النظام والتتابع في سلاسل بديعة من الأسباب والمسببات التي تؤدي دورها لغايات معينة كأجزاء أصغر من آلة كونية عظمى لها مقصد وهدف كل هذا مما يزيد في النفس الإيمان وتوابعه من المحبه والخشية ، وهذا أيضاً باب لاينتهي.

من هذا الأصل العظيم معرفة الله وتوحيدة تأتي باقي الشعب التي تتفرع عنه من الإيمان باليوم الآخر والكتب والأنبياء وتوابع الطاعة والإلتزام الفردي بالصدق وترك المنكرات ومايخالف أوامرة سبحانة وبر الوالدين والأقارب ومساعدة الناس وغيرها من شعب لاتحصر مما يضبط السلوك الفردي والجماعي ويعين المجتمع على بلوغ أهدافة الإنسانية والحضارية بنبل وقوة.

وفي تنبية النبي صلى الله عليه وسلم على على إماطة الأذى عن الطريق كأدنى شعبة من شعب الإيمان سر فريد يوضح مفهوم المسئولية الفردية في دين الله تبارك وتعالى وأساس التعامل بينك وبين الأخر.

فإزاحةالأشياء التي تقع في الطريق الناس وتؤذيهم تدل على ان قلب الإنسان ملئ بالعطف والمحبة لإخوانة المسلمين ولايمكن ان يغلق قلبه على غل أوحسد على أحد من الناس وهذة المعطيات النفسية الداخلية تشكل ولاشك معطيات السلوك الخارجي للإنسان المسلم.

وإنما نبه نبينا صلى الله عليه وسلم على الحياء وهو خلق نبيل رفيع من جملة شعب الإيمان لإن من استحيا من الحق جل وعلا خافة والتزم بما أمرة به وتوقف عند حدودة فلم يؤذ أحداً من الناس ولم يسع في مجتمعة بالتخريب والإفساد .

ولو تأملت لوجدت ان أجزاء الحديث المذكورة مترابطة فالإيمان بالله تعالى بحق وعلم يورث الحياء منه لما له من النعم والعطايا، والحياء منه جل وعلا يورث المسئولية الذاتية في التعامل مع الآخرين فلايرضى لهم الأذى ولوشيئاً صغيراً، مما يخلق مجتمعاً مثالياً وجميلاً، وهكذا كلام رسولنا الكريم مترابط المعاني يانع بالمعرفة والآداب.


_______________________________

(*)المصدر:مقالة للكاتب إيهاب هاشم.