النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: شبهة من نصراني .....

  1. #1

    افتراضي شبهة من نصراني .....

    في نقاش لي مع نصراني بعد ان نسفت عقيدته , قام وقال هذه الشبهة اتحداك تنكرها , وانا عندي ثقة تامة في مشرفين موقع التوحيد ان ينسفوا هذه الشبهة وان يصبح مرجعا لذحض الشبهات , والشبهة هي .

    التأثيرات الفارسيّـة - الزرادشتية و المانوية - في فكر محمد و القرآن ..
    محمد استنسخ الأديان المانوية و الزرادشتية و طعمها بالتوراة و التلمود و خرافات العرب و معتقاد الجاهليين ( الحج و عبادة الحجر الأسود ) و أخرجها بكتاب اسمه القرآن -

    التطابق الرهيب بين فكر محمد المدون بالقرآن مع الديانات الفارسية التي كانت منتشرة في الجزيرة العربية شيء يدعو للاستغراب ، فهل الوحي المكرر و المنسوخ جدير بان ينعت بأنه إلهي ما دام مأخوذاً من ثقافات سابقة و قصص و حكايات و خرافات و أساطير تمت دبلجتها للغة العربية و ملائمتها مع العقلية البدوية و القبلية في الجزيرة العربية قبل 1400 عام ..
    بحث جدير بالاهتمام عن التأثيرات الزرادشتية و المانوية في فكر محمد و الاديان عامة ...
    من الامور التي أخذها محمد من الأديان الفارسية هي أسس عقيدته التي أسسها و أقامها و بناها
    1-البارقليط
    قال محمد عن نفسه أنه هو المبشر به من عيسى.
    وهي مقولة رددها من قبل " أتباع ماني"..
    "صيحة أطلقها الفقه المانوي عن "ماني" دفاعا وذودا وفرض على التبع الاعتراف بها بل ليدعم هذا الاعتراف صاغها صيغة أضافها إلى صلواته فهو إذا يهوي ساجدا فليس إلا ليختتم صلاته بالتحية والسلام على هذا النبي قائلا "مبارك هادينا البارقليط رسول النور".(33)
    2-بدايات الدعوة
    روي عن زرادشت..
    "ويروي أهل دينه كثيرا عما صحب ولادته من المعجزات وخوارق العادات والإشارات، وأنه انقطع إلى منذ صباه إلى التفكير،ومال إلى العزلة، وأنه في أثناء ذلك رأى سبع رؤى، ثم أعلن رسالته فكان يقول: إنه رسول الله بعثه ليزيل ما علق بالدين من الضلال، وليهدي إلى الحق. وقد ظل يدعو الناس للحق سنين طوالا فلم يستجب لدعوته إلا القليل، فأوحي إليه أن يهاجر إلى بلخ..".(34)
    وفي كتاب "الدين في الهند والصين وإيران" تتكلم الكاتبة عن حال زرادشت في بدء الدعوة والكلام الذي تورده هو جزء من "الأفستا"..
    "عن هذه النبوة والرسالة والوحي المنزل ينبعث قسم من "الجاتها" الحديث الفقهي وهو عن هذا النبي الرسول يحدث:إن إلى التفكير والعزلة انقطع زردشت منذ درجت به مدارج الحداثة من الصبا إلى الشباب وحتى تخطت به مراحل الشباب للشباب فجرا وللشباب غروبا ..
    وعن الحقيقة باحثاً راح يطوي..طيات الصحراء تهجدا…ومتجهدا طواه غار في جبل سبالان حيث بدأت أولى بشائر نبوته ورسالته حوالي سن الأربعينمن العمر، بالرؤيا…ثم بالكلام…ثم بالإسراء أو المعراج إلى السماء!".(35)
    وفي بحث "فراس السواح" عن زرادشت..
    "بعد تلقيه الرسالة انطلق زرادشت يبشر بها في موطنه وبين قومه مدة عشر سنوات، ولكنه لم يستطع استمالة الكثيرين إلى الدين الجديد. فلقد وقف منه الناس العاديون موقف الشك والريبة بسبب ادعائه النبوة وتلقي وحي السماء، بينما اتخذ منه النبلاء موقفاً معادياً بسبب تهديده لهم بعذاب الآخرة، ووعده للبسطاء بإمكانية حصولهم على الخلود الذي كان وقفاً على النخبة في المعتقد التقليدي. ولما يئس النبي من قومه وعشيرته عزم على الهجرة من موطنه، فتوجَّه إلى مملكة خوارزم القريبة، حيث أحسن ملكها فشتاسبا استقباله، ثم اعتنق هو وزوجته الزرادشتية وعمل على نشرها في بلاده".
    فهل كانت "سيرة زرادشت" مصدر إلهام لنبي الإسلام في حياته وأفعاله؟.
    3-آخر الأنبياء
    قال نبي الإسلام عن نفسه أنه آخر الأنبياء والمرسلين.
    وبهذا قال زرادشت أيضا..
    "أيها الناس إنني رسول الله إليكم …لهدايتكم بعثني الإله في آخر الزمان …أراد أن يختتم بي هذه الحياة الدنيا فجئت إلى الحق هاديا ولأزيل ما علق بالدين
    من أوشاب …بشيرا ونذيرا بهذه النهاية المقتربة جئت..".(36)
    ثم كرر الأمر ذاته "ماني" وقال عن نفسه أنه آخر الأنبياء.
    4-التوحيد
    دعا نبي الإسلام إلى التوحيد ونبذ باقي الآلهة المزيفة "فلا إله إلا الله".
    ودعا زرادشت إلى التوحيد ونبذ كل الآلهة الأخرى "فلا إله سوى أهورا مزدا".

    5-أسماء الله :
    قال نبي الإسلام بأن لله أسماء وعددها.
    وكذلك قال زرادشت..
    "فسأله زرادشت أن يعلمه هذا الاسم فقال له أنه "هو السر المسئول" وأما الأسماء الأخرى فالاسم الأول هو "واهب الانعام" والاسم الثاني هو "المكين" ،والثالث هو "الكامل" ،والاسم الرابع هو "القدس"(37)،والاسم الخامس هو "الشريف"،والاسم السادس هو "الحكمة"، والاسم السابع هو "الحكيم"،والاسم الثامن هو "الخبرة"،والاسم التاسع هو "الخبير"،والاسم العاشر هو"الغني"،والاسم الحادي عشر هو "المغني"،والاسم الثاني عشر هو "السيد"،والاسم الثالث عشر هو"المنعم"،والاسم الرابع عشر هو "الطيب"،والاسم الخامس عشر هو"القهار"،والاسم السادس عشر هو"محق الحق"،والاسم السابع عشر هو "البصر"،والاسم الثامن عشر هو"الشافي"،والاسم التاسع عشر هو "الخلاق"/والاسم العشرون هو"مزدا" أو العليم بكل شيء".(38)
    6-الإسراء :
    قال نبي الإسلام أنه قد عرج به إلى السماء.
    والقصة نجدها مروية في سيرة "زرادشت" ..
    "ثم أخذ الملاك بيد زرادشت وعرج به إلى السماء حيث مَثُل في حضرة أهورا مزدا والكائنات الروحانية المدعوة بالأميشا سبنتا؛ وهناك تلقَّى من الله الرسالة التي وجب عليه إبلاغها لقومه ولجميع بني البشر".(39)"صفحات "الجاثا" سجل آخر لهذه العقيدة.."عقيدة الإسراء إلى السماء"..عقيدة على صفحات الجاثا تسجلها سطور تقول إن زرادشت نفسه قد تحدث بهذا
    الحدث قائلا :
    أيها الناس ! إني رسول الله إليكم …فإنه يكلمني! ..
    يكلمني وحيا بواسطة رسول من الملائكة به وإليه رفعني فإليه بي أسرى كبير الملائكة وإلى حضرته قادني ..ولي هناك، متجليا، تجلى الإله وعرفني الشريعة وعلمني ما هو الدين الحق فقد سلمني إليكم هذا الكتاب".(40)
    لا ندري إذن هل كانت قصة إسراء ومعراج نبي الإسلام مجرد "حلم" ، أم ادعاء واقتباس من قصص مماثلة قديمة ؟
    وهي بالطبع لم تكن حادثة واقعية حتى في نظر بعض المسلمين.
    ( أنظر تفسير "ابن عربي"،وحديث عائشة "ما فقد جسد رسول الله قط" ).
    7-بعض العبادات
    فرض نبي الإسلام خمس صلوات على المسلمين يوميا، الصبح، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء.
    وفي الدين الزرادشتي..
    "دعا زرادشت المؤمنين إلى خمس صلوات في اليوم، تقام عند الفجر والظهيرة والعصر والمغرب ومنتصف الليل".(41)
    وفي الدين المانوي..
    "الصلاة في الدين المانوي فريضة تؤدى في مواقيت معلومة وبحركات جسدية معينة من القيام والركوع والسجود..صلوات أربع في اليوم-الصلاة الأولى ،عند الزوال والثانية صلاة العصر فصلاة المغرب عقب غروب الشمس ثم بعد المغرب تجيء صلاة العشاء وكل صلاة تؤدى في اثنتي عشر ركعة وسجدة…ولكل ركعة من الركعات وسجدة من السجدات صيغة معينة ومن الكتاب الكريم تلاوة أي أيضا بطريقة خاصة ولهجة معينة ورنة موقعة..".(42)
    وللمسلمين قبلة هي المسجد الحرام.
    وللمصلي "في الزرادشتية والمانوية" قبلة هي مصدر الضوء، الشمس أو القمر.
    والمسلم عليه بالوضوء قبل الصلاة.
    والزرادشتي كذلك..
    "وتسبق الصلاة عملية الوضوء التي تتضمن غسل الوجه واليدين والقدمين".(43)
    وأيضا في المانوية يسبقون الصلاة بالوضوء.
    فرض نبي الإسلام على المسلمين صوم ثلاثين يوما في السنة.
    وفرض "ماني" على أتباعه الصوم..
    "الصوم في الدين المانوي فريضة ثلاثون يوما من كل سنة، وسبعة أيام من كل شهر – وشريعة الصوم تنحصر في أن يمسك الصائم إذا نزلت الشمس الدلو
    وأما الفطر فعند الغروب".(44)
    -القيامة والصراط والثواب والعقاب وكتاب الإنسان
    من الأمور التي طال القرآن في وصفها "الأخرويات" القيامة والحساب والثواب والعقاب إلخ..نجد هذه الأمور
    في الدين "الزرادشتي" للإنسان حياة أخرى غير حياته "الدنيا" ، فللإنسان روح تبقى بعد موته، ثم تعود لتلتقي بجسدها الذي كانت قد فارقته..
    "فالأرواح بعد مغادرة الأجسام عقب الموت تبقى في برزخ المينوغ تنتظر يوم القيامة بشوق وترقُّب لكي تلتقي بأجسادها التي تبعث من التراب".(45)
    والإنسان في حياته يكون مخيرا بين عمل الخير أو الشر، وفي الحياة الأخرى يكون الجزاء، فكل أعمال الإنسان إنما هي محفوظة..
    "إن على الإنسان موكلة من الملائكة "حفظة" تحصي عليه السيئات وتحسب له الحسنات وتسطرها في هذا "الكتاب" ..سيجد الإنسان إعماله وفكره مسجلة ، له وعليه، في هذا الكتاب الذي جرت بتسطيره أقلام "الحفظة" من الملائكة التي تحصي أعماله وفكره".(46)
    والحساب يكون على أساس عمل الإنسان في حياته الأولى، خيره وشره..
    "فبعد مفارقتها الجسم تَمثُل الروح أمام ميترا قاضي العالم الآخر (وهو رئيس فريق الأهورا الذين يشكلون مع الأميشا سبنتا الرهط السماوي المقدس) الذي يحاسبها على ما قدمت في الحياة الدنيا من أجل خير البشرية وخير العالم. ويقف على يمين ميترا ويساره مساعداه سرواشا وراشنو اللذان يقومان بوزن أعمال الميت بميزان الحساب، فيضعان حسناته في إحدى الكفتين وسيئاته في الأخرى. وهنا لا تشفع للمرء قرابينُه وطقوسه وعباداته الشكلانية، بل أفكاره وأقواله وأفعاله الطيبة. فمن رجحت كفة خيره كان مآله الفردوس، ومن رجحت كفة شره كان مثواه هاوية الجحيم".(47)
    ثم يكون بعد ذلك "الصراط" الجسر الذي ستعبره الروح، وهذا الجسر مقام فوق الجحيم، ويؤدي إلى الفردوس، ويكون واسعا أمام الروح الخيرة فتجتازه
    مطمئنة، ضيقا أمام الروح الشريرة فما تلبث أن تهوي في الجحيم..
    "الصراط إنما مد فوق هاوية الجحيم..هاوية قرارها الظلمة من فوقها تندلع اللهب، ولكن…لئن كان الصراط مدا فوق هاوية "الجحيم" فإنما هو أيضا مد
    تؤدي نهايته إلى جنة المأوى، "بردوس" أو "الفردوس"! ".(48)
    "بعد ذلك تتجه الروح لتعبر صراط المصير، وهو عبارة عن جسر يتسع أمام الروح الطيبة، فتسير الهوينى فوقه إلى الجهة الأخرى نحو بوابة الفردوس،
    ولكنه يضيق أمام الروح الخبيثة، فتتعثر وتسقط لتتلقَّفها نار جهنم".(49)
    8-المهدي المنتظر
    عقيدة المهدي المنتظر من العقائد المعروفة في الإسلام.
    ورد في سنن الترمذي وغيره..
    "..عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما،
    يملك سبع سنين"
    وهذا مذكور في الدين الزرادشتي أيضا.
    جاء في "الملل والنحل" للشهرستاني..
    "ومما أخبر به "زرادشت" في كتاب "زند أوستا" أنه قال :سيظهر في آخر الزمان رجل اسمه "أشيزريكا" ومعناه :الرجل العالم، يزين العالم بالدين والعدل، ثم يظهر في زمانه "بتياره" فيوقع الآفة في أمره وملكه عشرين سنة، ثم يظهر بعد ذلك "أشيزريكا" على أهل العالم، ويحي العدل ويميت الجور، ويرد السنن المغيرة إلى أوضاعها الأول، وتنقاد له الملوك، وتتيسر له الأمور، وينصر الدين والحق، ويحصل في زمانه الأمن والدعة وسكون الفتن وزوال المحن".(50)
    9-تحريف الإنجيل
    قال نبي الإسلام أن اليهود والنصارى قد حرفوا كتبهم.
    وقال "ماني" الكلام نفسه عن الأناجيل..
    "ويرفض "ماني" الاعتراف بأناجيل المسيحية الأربعة على أساس أن الرسل حرفوها لخدمة مصالح اليهود".(51)
    10-مسألة صلب المسيح
    ينفي القرآن واقعة صلب المسيح، وأن ما حدث -صلب المسيح- ليس بالحقيقة، ولكن "شبه لهم".
    وهذا هو ما قال به "ماني"..
    "يقول الشماس منسي القمص في شرح هذه النقطة في دين المانيين :
    ظهر المسيح بين اليهود لابسا صورة وظل (أي هيئة) جسد إنساني لا جسدا حقيقيا.. لكن إله الظلمة أغوى اليهود ليصلبوه. ولما لم يكن له جسد فإن الآلام لم تؤثر فيه ولكن اليهود ظنوا أنه صلب".(52)
    من الأمور المعروفة في الإسلام أن أهل الكتاب يقصد بهم اليهود والنصارى، أما المجوس فلم يرد

  2. #2

    افتراضي

    أخي كل هذه مجرد دعاوي وهذا الكلام يحتاج الى توثيق
    أما بالنسبة لدعوة ماني فأنقل اليك ما جاء في كتاب "تاريخ الكنبسة القبطية"للقس منسى يوحنا"
    _مانى:
    ولد سنة239م و هو من الذين قاومهم البابا مكسيموس البطريرك السكندرى كان ابا للمانين ودعى كذلك لانه نسب الى ذاته لقب البارقليط وكان اسيرا فى بلاد فارس فلما عتق من هناك تبنى لعجوز انفقت على تعليمه بين المجوس فدرس علومهم وفنونهم فكان فلكيا"ولو انه غير متعمق"ومصورا و طبيبا و فيلسوفا و لكنه لم يضع حدا لمخيلته فتوسع فى تصوراته للغاية
    وبعد ان تنصر اراد ان يقرن مبادئ المجوس والمسيحين معا وطفق يبث "ضلاله"سنة268م واتماما لغرضه شرع يذيع بان المسيح ترك عمل الخلاص ناقصا وانه هو البارقليط وكان فى اول امره يتباهى بكونه مسيحيا ويفسر الاسفار المقدسة ويجادل اليهود والوثنين وبعد سقوطه فى الخطية و بداء فى الهرطقة اتخذ لنفسه اتنى عشر تلميذا واثنين و سبعين اسقفا ممثلا المسيح وتحت كل اسقف قسوس وشمامسة و ارسلهم الى بلاد المشرق باسرها حتى الهند و الصين ليذيعوا تعاليمه فانخدع كثيرون بغوايته و تتلمذ له عدد عظيم
    ثم انكب على السحر خاصة ولكى يكتسب شهرة اخذ يعالج ابن ملك الفرس الذى كان الاطباء قد عجزوا عن شفائه فمات الصبى تحت يده ولذلك القى فى السجن وحكم عليه بالموت ولكنه رشى الحراس فمكنوه من الفرار وذهب الى فلسطين حيث قاومه احد الاساقفة وانكر عليه تعليمه وطرده خوفا من ان يضل الشعب فذهب الى العربة فشعر به ملك الفرس وارسل وقبض عليه وسلخ جلده حيا برؤؤس القصب ثم سلم جسده للوحوش وحشا جلده تبنا وعلقة على باب المدينةوبعد موته تهيج اتباعه عوضا غن ان يخافوا فطاف اقدرهم وافصحهم فى سوريا وفارس ومصر وافريقيا واكثر اماكن العالم وبصرامة ادابهم وبساطة ديانتهم تلمذوا فى كل مكان تلاميذ ومع كل الاضطهاد الذى الم بهم نسلهم باق الى الان فى الجبال بين فارس والهند
    اما غوايات مانى فيوضحها احسن ايضاح موسهيم المؤرخ فروى انها كانت مؤلفة من تعاليم المسيحية وفلسفة الفرس القديمة التى تلقنها فى مدارسهم وهو صغير وما تكلم به الفرس عن ملكهم ميثراس تكلم به مانى عن المسيح فعلم انه يوجد لكل شئ مادتان الواحدة نور والاخرى ظلمة و للاثنين ربان رب النور سمى الله ورب الظلمة سمى الشيطان وكلاهما متضادان فى الطبيعة والاميال ولان اله النور سعيد فهو رحوم مجسن ولان اله الظلمة شقى يسعى ليجعل الغير اشقياء وكل واحد منهما اوجد طائفة كبيرة من نسله على شكله و وزعها فى مملكته
    واستمر اله الظلمة مدة طويلة لا يعلم بوجود نور او اله له ولكنه شعر بذلك من حرب حدثت فى مملكته فحاول ان يستولى على اله النور فعارضه هذا بجنوده غير ان قائدهم المدعو الانسان الاول لم ينجح و تمكن جنود الظلمة من اخذ جانب عظيم من العناصر السمواية و من النور ذاته الذى هو مادة حيوية فمزجوها بالمادة الفاسدة فقام من جنود النور قائد اخر يسمى بالروح الحى و مع انه نجح كثيرا الا انه لم يتمكن من تحرير مادة النور التى مزجت بالعناصر الرديئة

    وبعد ذلك اوجد اله الظلمة ادم وحواء فكل مولود من هذا المزيج قائم بجسده من المادة الفاسدة و بنفسين احدهما شهوانية من اله الظلمة والاخرى عقلية خالدة لانها من النور الالهى ولما صنع رئيس الظلمة الناس من عقول غطاها بالاجساد خلق اله النور بواسطة الروح الحى ارضنا هذه من المادة الرديئة وجعلها مسكنا للجنس البشرى و وسيلة لتمهيد طريق تخليص النفوس تدريجيا من اجسادها وافراز الجيد من الردى
    ثم اخرج الله بعد ذلك من نفسه كائنين عظيمين وهما المسيح و الروح القدس لاعالة النفوس المغشاة بالاجساد فالمسيح هو الشخص الذى يدعوه الفرس ميثراس و هو مادة سامية جدا من انقى نور الله واجبة الوجود حيوية فائقة الحكمة مسكنها الشمس وكذلك الروح القدس مادة حيوية براقة منتشرة فى كل الجلد المحيط بارضنا يدفئ نفوس البشر و يبهجها ويجعل الارض مثمرة ويخرج منها تدريجا نطفات النار الالهية المنتشرة وينهضها حتى ترجع الى عالمها التى اتت منه
    وبعد ان انذر الله طويلا النفوس المحبوسة فى الاجساد بواسطة ملائكة واناس علمهم مشيئته ارسل اخيرا المسيح ابنه وانزله من الشمس الى عالمنا هذا لكى يسرع برجوع الناس الى وطنهم السماوى فظهر المسيح بين اليهود صورة و ظل جسد انسانى لا جسدا حقيقيا واعلن لهم الواسطة الوحيدة لخلاص النفوس من اجسادها و برهن على لاهوته بعجائبه ولكن اله الظلمة اغوى اليهود ليصلبوه و لما لم يكن له جسد لم تؤثر عليه الالام ولكن اليهود حسبوه صلب فرجع المسيح الى الشمس مسكنه الاول بعد ان ترك تلاميذه لتعليم الناس ديانته و وعدهم بارسال رسول اعظم يفصح عن حقائق اسمى و هو البارقليط الذى كان يدعى مانى انه هو

    والذين يؤمنون بالوهية المسيح ينبغى ان لا يعبدوا اله اليهود و هو اله الظلمة و ان يطيعوا شرائع المسيح التى اوضحها مانى و يقاومون بثبات شهوات النفس الشريرة و هكذا يتخلصون شيئا فشيئا من مادة رئيس الظلمة الفاسدة غير ان كمال التطهير لا يفوز به الانسان فى هذه الحياة بل بعد الموت يحصل للنفس تطهيران الاول بالماء المقدس الموجود فى القمر و يلبثون فيه خمسة عشر يوما و الثانى بالنار المقدسة الموجودة بالشمس وهذه تطهرهم تماما اما الاجساد فتنحل الى عنصرها الاصلى
    اما النفوس التى تهتم بالتطهير فتسكن بعد الموت اجساد البهائم و البشر حتى تطهر و الاكثر انحطاطا يسلمون للارواح الشريرة المقيمة فى جلدنا ليعذبوا زمانا ما وحين تتحرر اكثر النفوس وترجع الى عالم النور فحينئذ يامر الله فتخرج نار جهنم من مقرها وتحرق وتلاشى العالم وبعد ذلك يرغم رئيس الظلمة وجنوده على الرجوع الى مقرهم الاصلى و يدومون فيه فى حال الشقاوة و يحاطون بحرس قوى من النفوس التى يئست من خلاصها حتى لا يقووا على محاربة اله النور ثانية
    ولكى يجعل مانى سبيلا لقبول مبادئه رفض اكثر العهد الجديد معتقدا بانه حرف عن اصله ولاسيما العهد القديم الذى كان يعتبره من انشاء اله الظلمة الذى كان يعبده اليهود و وضع انجيلا دعاه "ارتن"مجاهرا بانه موحى به اليه من الله ثم وضع لتابعيه عيشة صارمة فامرهم بممارسة كل ما يضعف الجسد الذى هو عمل رئيس الظلمة وقسم تابعيه الى قسمين المختارين الذين ينبغى ان يتمتعوا من اللحم والبيض والحليب والسمك والخمر وكل انواع المسكرات و الزواج و كل تمتع ناتج من مخالطة الذكور و الاناث و السامعين و قد صرح لهم بامتلاك البيوت وباكل قليل من اللحم والتزوج بنساء ويغلب ان المختارين هم الاساقفة والشمامسة

    فهل هناك وجه للمقارنة بين ماني وبين نبينا عليه الصلاة والسلام
    عجبا لملحد لا ينتحر



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,636
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    سوف ألخص لك الرد على هذه الشبهة في نقط محددة سوف تنسفها إن شاء الله تعالى:

    1- نطالبهم بتوثيق المصادر واستخراجه من الكتب المقدسة لأهل الوثن، لأن النصارى لا يوثق بتوثيقاتهم قيد أنملة فَهُم مدلسون، يستعملون الكذب لخداع الناس، كما هو حال بولس: فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟ (رومية 3: 8)

    2- أنه إن صحت النقولات، فمعلوم ان الله تعالى لم يترك قوما إلا وأرسل لهم أنبياء ورسل
    {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى ٱللَّهُ وَمِنْهُمْ مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ ٱلضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ }

    {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}

    {كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَٰحِدَةً فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا ٱخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَٰتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَٱللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ }

    فليس مستبعدا أن الحق لم يحرف كله بل بقيت شذرات منه موافقة لدين الله عز وجل.

    3- أن الرسول كان رجلا أميا لا يعرف معتقدات من سبقه، فأنى له الجمع بين تلك المعتقدات وهو لم يتعلمها ولم يقابل أتباعها.

    4- أن كل الديانات الوثنية التي استشهدوا بها لا تتفق مع الإسلام إلا في أمور فرعية بسيطة جدا، بل هي أقرب إلى النصرانية منها إلى الإسلام، فمثلا الهنود أضافوا زاردشت لإلى لائحة آلهتهم وقالوا ان شعاعا من الجنة نزل من الضوء اللامتناهي على جدة زارادشت لميلاده من امرأة عذراء... وأيضا الديانة الزاردشتية مخالفة للإسلام فمثلا أهورا مازدا خلق العالم والإنسان والأشياء الطيبة بروحه المسماة Spenta Mainyu أما بقية العالم فتم خلقه من طرف ثمانية أرواح تسمى Amesha Spentas
    هذا كان باختصار اما ديانة النصارى فهي أضعف من أن تتهم غيرها.
    التعديل الأخير تم 03-21-2008 الساعة 09:33 PM
    {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}

    وكيف يعرف فرق ما بين حق الذمام وثواب الكفاية من لا يعرف طبقات الحق في مراتبه، ولا يفصل بين طبقات الباطل في منازله‏. [ الجاحظ ]

  4. #4

    افتراضي

    اخي نسيت ان اقول لك الا تدخل في نقاشات مع هؤلاء النصارى إلا عندما تكون محصن بسلاح العلم وإحذر قد تجد شبهة تعلق في قلبك ولا تعرف لها حلا
    وهذا ليس لان هناك شبهات غير مجاب عليها عندنا بل الحمد لله لم تخرج شبهة الا ولها جواب عند العلماء الربانيين ولكن قد لا تصل انت الي الجواب
    فاحذر اخي
    عجبا لملحد لا ينتحر



  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    4,556
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    يا أخ ميدو هذا النصرانى عبارة عن حتة حمار :
    لقد نسى أن يذكر لك أن محمدا صلى الله عليه وسلم نقل عقيدة التوحيد عن إبراهيم وذبح الحيوانات وعدم أكلها حية عن بوذا وشرب الماء عن برهاما والمشى على قدمين عن كفار مكة !!
    ربنا يشفى
    لقد ذكرتنا بالمسرحية التى كان يقول الممثل المهرج فيها شفيق يا راجل !!
    هههههه
    شفيق يا راجل إللى كان لما بيجوع بياكل
    شفيق يا راجل إللى كان لما بيعطش بيشرب
    شفيق يا راجل إللى كان لما حد يقول له يا شفيق يرد عليه .
    يا أخى حرام والله تضيع وقتك مع شوية بهائم هو ضيعوا أنفسهم وفتنوها بهذه التراهات فما معنى أن تنقلها أنت وتحتفى بها وكانك وجدت التايهة ؟
    بقى لما سيدنا محمد ييقول إن المسيح لم يصلب يبقى أكيد نقلها عن غيره طيب ماذا تريد منه أن يقول هل يقول مثلا إن المسيح قد صلب حتى يصبح نبيا وغير ناقل عن غيره ؟
    لا زم يقول إنه لم يصلب ولا زم الناس كلها تقول إنه لم يصلب لأن ذلك هو الذى حدث إلا إن كنت مقتنعا معهم بخلاف ذلك .
    وبعدين لما أى واحد يدعى النبوة لا بد أن يقول إن النبى الذى قبلى قد بشر بى سواء كان صادقا أو كاذبا لا بد ,أن يقول ذلك والامر لا يحتاج لنقل ولا يحزنون .
    وبعدين هل فكرة أن الله تعالى سيقيد رجلا يملأ الارض عدلا تحتاج لنقل طيب يعنى يقول إن الله سيرسل امرأة تملا الأرض عدلا حتى يكون صادقا وغير ناقل ؟
    ولما أى شخص يقول إن الصلات خمس أو هناك جنة فردوس يبقى الانبياء نقلوها عنه أم العكس وإذا كان هناك صلوات وصيام رمضان قال به الأنبياء فلماذا تفترض من سيدنا محمد ألا يقول مثلهم أليس هو نبى مثلهم ؟
    يعنى علشان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يبقى نبى من عند الله لا بد وأن يخالف الناس جميعا واولهم الانبياء ؟
    وإذا اتفق أى شخص مع أى شخص آخر فى شىء فلا بد وأن يكون أحدهما نقل من الآخر والذى يحدد الناقل أى واحد على مزاجه خاصة لو كان نصرانى !!!
    ما هذا العك والتهريج
    أين عقولكم يا شباب المسلمين ؟
    والله حاجة تفلق .
    التعديل الأخير تم 03-22-2008 الساعة 04:20 AM

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    دبي
    المشاركات
    470
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بصراحة كلام سخيف جدا كعادة النصارى, طب زرادشت كان يقدس النار فهل عبد محمد النار ؟ وعيسى أيضا قال بالقيامة والحساب والثواب والعقاب من قبل محمد كمان فهل نقلها عن زرادشت ؟

  7. افتراضي

    الأخ ميدو ..

    لننظر فيما نقل هذا الببغاء و يبدو أنه نقل من كتاب ما ، ناسخًا لاصقًا هكذا دون تمييز !!

    يقول من نقل عنه ( التأثيرات الفارسيّـة - الزرادشتية و المانوية - في فكر محمد و القرآن .. )


    قديمًا كانوا - المفكرين الغربيين - يقولون " أعظم ما وصل إلينا من فكر الإنسان القديم التوراة و مدونات الإغريق " ، هذا قبل أن يقفوا على مكتوبات و مدونات مصر و الجزيرة و فارس و العراق ، فلما وقفوا عليها و درسوها رأوا أن كثيرًا مما ورد في التوراة قد تشابه مع الآثار الفكرية لتلك البلاد ، فعكف الدارسون الغربيون الكافرون لا المسلمون على الدراسة و صدر في هذا الصدد كتب عديدة ، و هذا العلم الذي يقارن بين التوراة - العهد القديم عند النصارى - و آثار بلاد الشرق الأدنى مازال عند العرب في بداياته فلا أعرف فيه إلا 6 كتب حتى وقت كتابتي هذا الرد .

    إذن الكاتب يعرف أن المتهم بالنقل عن آثار الشرق الأدنى هم من حرفوا الكتاب المقدس لا نحن ، و هو لا يعرف أن العرب وصل لهم هذا النبأ ، فبفعل الحواة يحاول أن يلصق تهمة ألصقت بهم بنا ليسكتنا قبل أن نتكلم ..

    هذا عن عنوان الموضوع .

    يقول ( محمد استنسخ الأديان المانوية و الزرادشتية و طعمها بالتوراة و التلمود و خرافات العرب و معتقاد الجاهليين ( الحج و عبادة الحجر الأسود ) و أخرجها بكتاب اسمه القرآن - )

    فتلك دعوى لا دليل عليها ، فليس ثمة دليل على معرفة النبي صلى الله عليه و سلم بتلك الزرادشتية و المانوية ، و ليس هناك دليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم قرأ التوراة ، و ليس ثمة دليل على وجود التلمود متاحًا للقراءة حينها ، و شتان بين حج الجاهليين عراة و تشريع الحج عند المسلمين ، و المسلمون لا يعبدون الحجر الأسود ، و القرآن لا يقف عند حدود محتواه ، و هذا يحتاج لبيان ...

    القرآن معجز كله لفظه و معناه ، موضوعه و محتواه ، فغاية ما هنالك لو صدقنا هذه الدعوى الكاذبة من الكاتب فنقول إن المحتوى - على دعواكم الكاذبة - قد اقتُبس ، فمن أين اقتبست اللغة المعجزة التي جاءنا بها هذا المحتوى ؟!!

    و بلفظ آخر ..

    للقرآن أوجه من الإعجاز ، فلو قلتم كاذبين إن ما ورد في القرآن ليس من عند الله ، فكيف تفسرون الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم ؟؟

    و بلفظ آخر ..

    القرآن كلام الله عز و جل ، فلما رأينا أن الكلام كله آيات بينات ، علمنا أن هذا ليس بقول بشر و لا يقدر عليه بشر ، فلو قلتم إن المحتوى مقتبس فنكذبكم لأنكم لن تستطيعوا رد سؤالنا عن إعجاز هذا الكلام في ذاته .

    يقول ( التطابق الرهيب بين فكر محمد المدون بالقرآن مع الديانات الفارسية التي كانت منتشرة في الجزيرة العربية شيء يدعو للاستغراب )

    أولًا : الكاتب الآن يلوك الكلمات و يفقدنا الثقة بكلامه لأنه لا يعرف حق الكلمة ..
    عنوان الكلام " التأثيرات الفارسيّـة " فلما دخلنا للمحتوى وجدنا " التطابق الرهيب " !! فهل الكاتب لا يعرف الفرق بين التأثير و التطابق الرهيب !!؟ و أيهما أشد في إثبات وجهة نظره " التأثير " أم " التطابق " ؟؟ فلم لم يسم الموضوع (( التطابق الرهيب )) ؟؟!!

    الكاتب وضع العنوان متزنا " التأثير " و في الداخل يكتب ما يحلو له دون أن يتمعر وجهه حياء من نفسه فيقول " التطابق الرهيب " و كأن الناس لا تقرأ إلا العناوين !!

    ثانيًا : من قال إن الديانات الفارسية كانت منتشرة في الجزيرة العربية ؟!! أين الدليل على تلك الدعوى العريضة ؟!! أم أنا القوم لم يسمعوا بشيء اسمه الدليل ؟!


    يقول ( فهل الوحي المكرر و المنسوخ جدير بان ينعت بأنه إلهي ما دام مأخوذاً من ثقافات سابقة و قصص و حكايات و خرافات و أساطير تمت دبلجتها للغة العربية و ملائمتها مع العقلية البدوية و القبلية في الجزيرة العربية قبل 1400 عام ..
    بحث جدير بالاهتمام عن التأثيرات الزرادشتية و المانوية في فكر محمد و الاديان عامة ...)


    رويدك هبنقة !! و انظر كتابكم المقدس كيف كانت لغة دبلجته لتعرف أن الدبلجة ليست بالشيء اليسير !!
    اسمع هبنقة !! إن العربية التي كتب بها القرآن الكريم معجزة في ذاتها ، و هي في ذاتها دليل مستقل على النبوة ، و هي بذاتها تعجزكم عن تفسير بشرية القرآن !!

    ثم تجد في الكلام ( بحث جدير بالاهتمام عن التأثيرات الزرادشتية و المانوية في فكر محمد و الاديان عامة ) فما تلك الأديان عامة يا خبير المقارنة التليد ؟!

    ثم يقول ( من الامور التي أخذها محمد من الأديان الفارسية هي أسس عقيدته التي أسسها و أقامها و بناها )

    أسس العقيدة !! هكذا !!
    ألست أنت القائل بعد ذلك ( لكن إله الظلمة أغوى اليهود ليصلبوه ) !!؟ فالمانوية تقول بوجود إله للظلمة إذن !! فالنبي صلى الله عليه و سلم خالفهم في جذر عقيدتهم و أصلها !! فكيف تدعي كذبًا أن العقيدةا لتي أسسها و أقامها و بناها مقتبسة من غيره و ما عرفنا عقيدتنا إلا التوحيد !! و ما كانت الدعوة في بدايتها إلا للتوحيد !!
    فإذن ظل النبي صلى الله عليه و سلم يدعو قومه سنين للتوحيد مخالفًا الثنوية كالمانوية و أنت تزعم أنه أخذ منهم أسس عقيدته !! لا أدري ما مخرجك من تلك الورطة إلا أن تقول إن الألوهية ليست من أسس العقيدة و ليس ببعيد من عبقري مثلك !!

    يقول ( 1-البارقليط
    قال محمد عن نفسه أنه هو المبشر به من عيسى.
    وهي مقولة رددها من قبل " أتباع ماني"..
    "صيحة أطلقها الفقه المانوي عن "ماني" دفاعا وذودا وفرض على التبع الاعتراف بها بل ليدعم هذا الاعتراف صاغها صيغة أضافها إلى صلواته فهو إذا يهوي ساجدا فليس إلا ليختتم صلاته بالتحية والسلام على هذا النبي قائلا "مبارك هادينا البارقليط رسول النور".(33)
    )

    عيسى عليه السلام بشر بمن يأتي من بعده ، فجاء كذاب اسمه مانّي ، فادعى أنه هو المبشر به ، و جاء المبشر به حقًّا فقال إنه بشرى أخيه عيسى عليه السلام .

    فخبروني بربكم أية عبقرية تلك تقول إن الصادق أخذ عن الكاذب و نحن نرى الكاذب زال قوله و اندثر مذهبه منذ 10 قرون و نرى الصادق غالب قوله قائم دينه بالحجة الظاهرة على كل صاحب مذهب أو ملة !!؟

    يقول ( 2-بدايات الدعوة
    روي عن زرادشت..
    "ويروي أهل دينه كثيرا عما صحب ولادته من المعجزات وخوارق العادات والإشارات، وأنه انقطع إلى منذ صباه إلى التفكير،ومال إلى العزلة، وأنه في أثناء ذلك رأى سبع رؤى، ثم أعلن رسالته فكان يقول: إنه رسول الله بعثه ليزيل ما علق بالدين من الضلال، وليهدي إلى الحق. وقد ظل يدعو الناس للحق سنين طوالا فلم يستجب لدعوته إلا القليل، فأوحي إليه أن يهاجر إلى بلخ..".(34)
    وفي كتاب "الدين في الهند والصين وإيران" تتكلم الكاتبة عن حال زرادشت في بدء الدعوة والكلام الذي تورده هو جزء من "الأفستا"..
    "عن هذه النبوة والرسالة والوحي المنزل ينبعث قسم من "الجاتها" الحديث الفقهي وهو عن هذا النبي الرسول يحدث:إن إلى التفكير والعزلة انقطع زردشت منذ درجت به مدارج الحداثة من الصبا إلى الشباب وحتى تخطت به مراحل الشباب للشباب فجرا وللشباب غروبا ..
    وعن الحقيقة باحثاً راح يطوي..طيات الصحراء تهجدا…ومتجهدا طواه غار في جبل سبالان حيث بدأت أولى بشائر نبوته ورسالته حوالي سن الأربعينمن العمر، بالرؤيا…ثم بالكلام…ثم بالإسراء أو المعراج إلى السماء!".(35)
    وفي بحث "فراس السواح" عن زرادشت..
    "بعد تلقيه الرسالة انطلق زرادشت يبشر بها في موطنه وبين قومه مدة عشر سنوات، ولكنه لم يستطع استمالة الكثيرين إلى الدين الجديد. فلقد وقف منه الناس العاديون موقف الشك والريبة بسبب ادعائه النبوة وتلقي وحي السماء، بينما اتخذ منه النبلاء موقفاً معادياً بسبب تهديده لهم بعذاب الآخرة، ووعده للبسطاء بإمكانية حصولهم على الخلود الذي كان وقفاً على النخبة في المعتقد التقليدي. ولما يئس النبي من قومه وعشيرته عزم على الهجرة من موطنه، فتوجَّه إلى مملكة خوارزم القريبة، حيث أحسن ملكها فشتاسبا استقباله، ثم اعتنق هو وزوجته الزرادشتية وعمل على نشرها في بلاده".
    فهل كانت "سيرة زرادشت" مصدر إلهام لنبي الإسلام في حياته وأفعاله؟
    .)


    أولًا : على فرض دقة النقل و هناك ما يدعو للشك في دقة النقل كقوله ( بالإسراء أو المعراج إلى السماء) !!

    ثانيًا : زرادشت يرى حال قومه فيريد الخروج عليهم بقول له يتبعونه فيه فيكثر الخلوة بنفسه و يخترع مذهبًا و يخرج على قومه يدعوهم فينبذونه فيترك البلاد و يستجيب له ملكها !!

    العبقري الفذ يسأل الآن : فهل كانت "سيرة زرادشت" مصدر إلهام لنبي الإسلام في حياته وأفعاله؟

    أي : هل أراد النبي صلى الله عليه و سلم من قومه أن يعادوه ؟؟ يعني هل أراد النبي صلى الله عليه و سلم أن يهجر بلده ؟!!

    هذه واحدة تدل على غباء السؤال ، و الثانية :

    إن هذا الذي ذكره الكاتب ليس تطابقًا !! و ليس تطابقًا فكريًّا !! فضلًا عن أن يكون تطابقًا فكريًّا رهيبًا !!

    هذا أمر يحدث لكل من جاء بفكر جديد !! يحاربونك ثم يهجرونك ثم يتبعونك !! سواء كان من يتبعك البله و المخابيل أم العقلاء و الفضلاء !! و في النهاية لا يصح إلا الصحيح !

    هذا ديدن كل من خرج على قومه بقول جديد حقًّا كان أو كذبًا !!

    و موسى عليه السلام - بالمناسبة أظن المانوية تنكر نبوة موسى و هذا تناقض فكري ليس برهيب بين الإسلام و المانوية ، موسى عليه السلام دعا فرعون فحاربه و هاجر موسى عليه السلام ، و المسيح عليه السلام دعا اليهود فحاربوه ، و هكذا حتى قال ورقة بن نوفل عليه الرضوان في بداية النبوة للنبي صلى الله عليه و سلم ( ليتني فيها جذعًا إذ يخرجك قومك !! ) ، فسأله النبي صلى الله عليه و سلم " أو مخرجي هم ؟!! " فقال ورقة ( نعم ما أتى أحد بمثل ما جئت به إلا عودي ) ..

    أفهمت ؟!

    لا أظن لذلك اسمع ..

    أيه الكاتب : اعزم على الخروج على قومك بفكر جديد فماذا ستفعل ؟!!
    ستعكف حينًا تدرس هذا الفكر ، ثم تخرج على قومك به و تدعي النبوة مثلًا ، و يهجرك قومك ، و تضيق بك الأرض فتهاجر ، و لن تعدم أحمق أواثنين يتبعونك كهذا الذي نقل الكلام ، فتفرح به حينًا ، ثم تموت ، ثم فترة و يندثر قولك !!

    عندها سأقول إنك متأثر بزرادشت

    يقول ( 3-آخر الأنبياء
    قال نبي الإسلام عن نفسه أنه آخر الأنبياء والمرسلين.
    وبهذا قال زرادشت أيضا..
    "أيها الناس إنني رسول الله إليكم …لهدايتكم بعثني الإله في آخر الزمان …أراد أن يختتم بي هذه الحياة الدنيا فجئت إلى الحق هاديا ولأزيل ما علق بالدين من أوشاب …بشيرا ونذيرا بهذه النهاية المقتربة جئت..".(36)
    ثم كرر الأمر ذاته "ماني" وقال عن نفسه أنه آخر الأنبياء
    . )

    فكان ماذا ؟!!
    و النبي صلى الله عليه و سلم قالها بصدق و قالوها كاذبين .. و كانت سيرة النبي و معجزته برهان صدقه و سيرتهما و مآلهما برهان كذبهما ..

    يقول ( 4-التوحيد
    دعا نبي الإسلام إلى التوحيد ونبذ باقي الآلهة المزيفة "فلا إله إلا الله".
    ودعا زرادشت إلى التوحيد ونبذ كل الآلهة الأخرى "فلا إله سوى أهورا مزدا".
    )

    الزرادشتية أقرب للتوحيد منها للثنوية عكس المانوية فهي المثال النموذجي للثنوية .. لكن الزرادشتية فيها شوائب الثنوية .. لكن على أية حال ليس هذا موضوعنا .. فنقول :

    موسى عليه السلام دعا للتوحيد و كذلك إبراهيم و نوح - عليهم السلام - و كذلك عيسى عليه السلام و النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، دعوة الأنبياء من لدن آدم عليه السلام .

    فلا أدري أين التطابق الرهيب ؟!! وأين الرهبة في ذلك ؟!!

    يقول ( 5-أسماء الله :
    قال نبي الإسلام بأن لله أسماء وعددها.
    وكذلك قال زرادشت..
    "فسأله زرادشت أن يعلمه هذا الاسم فقال له أنه "هو السر المسئول" وأما الأسماء الأخرى فالاسم الأول هو "واهب الانعام" والاسم الثاني هو "المكين" ،والثالث هو "الكامل" ،والاسم الرابع هو "القدس"(37)،والاسم الخامس هو "الشريف"،والاسم السادس هو "الحكمة"، والاسم السابع هو "الحكيم"،والاسم الثامن هو "الخبرة"،والاسم التاسع هو "الخبير"،والاسم العاشر هو"الغني"،والاسم الحادي عشر هو "المغني"،والاسم الثاني عشر هو "السيد"،والاسم الثالث عشر هو"المنعم"،والاسم الرابع عشر هو "الطيب"،والاسم الخامس عشر هو"القهار"،والاسم السادس عشر هو"محق الحق"،والاسم السابع عشر هو "البصر"،والاسم الثامن عشر هو"الشافي"،والاسم التاسع عشر هو "الخلاق"/والاسم العشرون هو"مزدا" أو العليم بكل شيء".(38)
    )

    فهل ترى الأسماء متشابهة فتقول إنه تطابق رهيب ؟!!
    ثم من قال إن النبي صلى الله عليه و سلم عدّ الأسماء ؟!!
    ثم : استح قليلًا فالقراء ذوو عقول !!

    يقول ( 6-الإسراء :
    قال نبي الإسلام أنه قد عرج به إلى السماء.
    والقصة نجدها مروية في سيرة "زرادشت" ..
    "ثم أخذ الملاك بيد زرادشت وعرج به إلى السماء حيث مَثُل في حضرة أهورا مزدا والكائنات الروحانية المدعوة بالأميشا سبنتا؛ وهناك تلقَّى من الله الرسالة التي وجب عليه إبلاغها لقومه ولجميع بني البشر".(39)"صفحات "الجاثا" سجل آخر لهذه العقيدة.."عقيدة الإسراء إلى السماء"..عقيدة على صفحات الجاثا تسجلها سطور تقول إن زرادشت نفسه قد تحدث بهذا
    الحدث قائلا :
    أيها الناس ! إني رسول الله إليكم …فإنه يكلمني! ..
    يكلمني وحيا بواسطة رسول من الملائكة به وإليه رفعني فإليه بي أسرى كبير الملائكة وإلى حضرته قادني ..ولي هناك، متجليا، تجلى الإله وعرفني الشريعة وعلمني ما هو الدين الحق فقد سلمني إليكم هذا الكتاب".(40)
    لا ندري إذن هل كانت قصة إسراء ومعراج نبي الإسلام مجرد "حلم" ، أم ادعاء واقتباس من قصص مماثلة قديمة ؟
    وهي بالطبع لم تكن حادثة واقعية حتى في نظر بعض المسلمين
    . )

    قصة الإسراء و المعراج حادثة حقيقة و من قال بغير ذلك من المسلمين فقد ضل في هذا .
    سؤال : نعرف من المتصوفة في أنحاء العالم من يقول إنه يرى الإله ، و نعرف من يدعي الألوهية ، و نعرف من يأتي بالمخاريق ، فكيف نفرق بين الكاذب و الصادق ؟!! و كيف نعرف صدق المسيح عليه السلام و كذب من سواه ؟!

    جوابك على هذا هو جوابنا عليك .


    ( وحديث عائشة "ما فقد جسد رسول الله قط" ).

    إن كنت ناقلًا فالصحة !!

    يقول ( 7-بعض العبادات
    فرض نبي الإسلام خمس صلوات على المسلمين يوميا، الصبح، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء.
    وفي الدين الزرادشتي..
    "دعا زرادشت المؤمنين إلى خمس صلوات في اليوم، تقام عند الفجر والظهيرة والعصر والمغرب ومنتصف الليل".(41)
    وفي الدين المانوي..
    "الصلاة في الدين المانوي فريضة تؤدى في مواقيت معلومة وبحركات جسدية معينة من القيام والركوع والسجود..صلوات أربع في اليوم-الصلاة الأولى ،عند الزوال والثانية صلاة العصر فصلاة المغرب عقب غروب الشمس ثم بعد المغرب تجيء صلاة العشاء وكل صلاة تؤدى في اثنتي عشر ركعة وسجدة…ولكل ركعة من الركعات وسجدة من السجدات صيغة معينة ومن الكتاب الكريم تلاوة أي أيضا بطريقة خاصة ولهجة معينة ورنة موقعة..".(42)
    وللمسلمين قبلة هي المسجد الحرام.
    وللمصلي "في الزرادشتية والمانوية" قبلة هي مصدر الضوء، الشمس أو القمر.
    والمسلم عليه بالوضوء قبل الصلاة.
    والزرادشتي كذلك..
    "وتسبق الصلاة عملية الوضوء التي تتضمن غسل الوجه واليدين والقدمين".(43)
    وأيضا في المانوية يسبقون الصلاة بالوضوء.
    فرض نبي الإسلام على المسلمين صوم ثلاثين يوما في السنة.
    وفرض "ماني" على أتباعه الصوم..
    "الصوم في الدين المانوي فريضة ثلاثون يوما من كل سنة، وسبعة أيام من كل شهر – وشريعة الصوم تنحصر في أن يمسك الصائم إذا نزلت الشمس الدلو
    وأما الفطر فعند الغروب".(44)
    -القيامة والصراط والثواب والعقاب وكتاب الإنسان
    من الأمور التي طال القرآن في وصفها "الأخرويات" القيامة والحساب والثواب والعقاب إلخ..نجد هذه الأمور
    في الدين "الزرادشتي" للإنسان حياة أخرى غير حياته "الدنيا" ، فللإنسان روح تبقى بعد موته، ثم تعود لتلتقي بجسدها الذي كانت قد فارقته..
    "فالأرواح بعد مغادرة الأجسام عقب الموت تبقى في برزخ المينوغ تنتظر يوم القيامة بشوق وترقُّب لكي تلتقي بأجسادها التي تبعث من التراب".(45)
    والإنسان في حياته يكون مخيرا بين عمل الخير أو الشر، وفي الحياة الأخرى يكون الجزاء، فكل أعمال الإنسان إنما هي محفوظة..
    "إن على الإنسان موكلة من الملائكة "حفظة" تحصي عليه السيئات وتحسب له الحسنات وتسطرها في هذا "الكتاب" ..سيجد الإنسان إعماله وفكره مسجلة ، له وعليه، في هذا الكتاب الذي جرت بتسطيره أقلام "الحفظة" من الملائكة التي تحصي أعماله وفكره".(46)
    والحساب يكون على أساس عمل الإنسان في حياته الأولى، خيره وشره..
    "فبعد مفارقتها الجسم تَمثُل الروح أمام ميترا قاضي العالم الآخر (وهو رئيس فريق الأهورا الذين يشكلون مع الأميشا سبنتا الرهط السماوي المقدس) الذي يحاسبها على ما قدمت في الحياة الدنيا من أجل خير البشرية وخير العالم. ويقف على يمين ميترا ويساره مساعداه سرواشا وراشنو اللذان يقومان بوزن أعمال الميت بميزان الحساب، فيضعان حسناته في إحدى الكفتين وسيئاته في الأخرى. وهنا لا تشفع للمرء قرابينُه وطقوسه وعباداته الشكلانية، بل أفكاره وأقواله وأفعاله الطيبة. فمن رجحت كفة خيره كان مآله الفردوس، ومن رجحت كفة شره كان مثواه هاوية الجحيم".(47)
    ثم يكون بعد ذلك "الصراط" الجسر الذي ستعبره الروح، وهذا الجسر مقام فوق الجحيم، ويؤدي إلى الفردوس، ويكون واسعا أمام الروح الخيرة فتجتازه
    مطمئنة، ضيقا أمام الروح الشريرة فما تلبث أن تهوي في الجحيم..
    "الصراط إنما مد فوق هاوية الجحيم..هاوية قرارها الظلمة من فوقها تندلع اللهب، ولكن…لئن كان الصراط مدا فوق هاوية "الجحيم" فإنما هو أيضا مد
    تؤدي نهايته إلى جنة المأوى، "بردوس" أو "الفردوس"! ".(48)
    "بعد ذلك تتجه الروح لتعبر صراط المصير، وهو عبارة عن جسر يتسع أمام الروح الطيبة، فتسير الهوينى فوقه إلى الجهة الأخرى نحو بوابة الفردوس،
    ولكنه يضيق أمام الروح الخبيثة، فتتعثر وتسقط لتتلقَّفها نار جهنم".(49)
    8-المهدي المنتظر
    عقيدة المهدي المنتظر من العقائد المعروفة في الإسلام.
    ورد في سنن الترمذي وغيره..
    "..عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما،
    يملك سبع سنين"
    وهذا مذكور في الدين الزرادشتي أيضا.
    جاء في "الملل والنحل" للشهرستاني..
    "ومما أخبر به "زرادشت" في كتاب "زند أوستا" أنه قال :سيظهر في آخر الزمان رجل اسمه "أشيزريكا" ومعناه :الرجل العالم، يزين العالم بالدين والعدل، ثم يظهر في زمانه "بتياره" فيوقع الآفة في أمره وملكه عشرين سنة، ثم يظهر بعد ذلك "أشيزريكا" على أهل العالم، ويحي العدل ويميت الجور، ويرد السنن المغيرة إلى أوضاعها الأول، وتنقاد له الملوك، وتتيسر له الأمور، وينصر الدين والحق، ويحصل في زمانه الأمن والدعة وسكون الفتن وزوال المحن".(50)
    9-تحريف الإنجيل
    قال نبي الإسلام أن اليهود والنصارى قد حرفوا كتبهم.
    وقال "ماني" الكلام نفسه عن الأناجيل..
    "ويرفض "ماني" الاعتراف بأناجيل المسيحية الأربعة على أساس أن الرسل حرفوها لخدمة مصالح اليهود".(51)
    10-مسألة صلب المسيح
    ينفي القرآن واقعة صلب المسيح، وأن ما حدث -صلب المسيح- ليس بالحقيقة، ولكن "شبه لهم".
    وهذا هو ما قال به "ماني"..
    "يقول الشماس منسي القمص في شرح هذه النقطة في دين المانيين :
    ظهر المسيح بين اليهود لابسا صورة وظل (أي هيئة) جسد إنساني لا جسدا حقيقيا.. لكن إله الظلمة أغوى اليهود ليصلبوه. ولما لم يكن له جسد فإن الآلام لم تؤثر فيه ولكن اليهود ظنوا أنه صلب".(52)
    من الأمور المعروفة في الإسلام أن أهل الكتاب يقصد بهم اليهود والنصارى، أما المجوس فلم يرد
    )

    لا أرى التطابق الفكري الرهيب !!
    المهم قال بالحق صادق و قال به كاذب ، كيف نميز ؟؟
    جوابه هو جوابنا ..
    على أنه لا جواب عنده و عندنا الجواب بسيرة نبينا و معجزاته .

    و هذا سؤال للنصراني الشاطر ليجيبه : كيف تفسر الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم ؟
    نقلك السابق لا يفسره ، فهل يستطيع الشاطر و الشطار أجمعين تفسيره ؟؟
    التعديل الأخير تم 03-25-2008 الساعة 11:12 PM
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  8. #8

    افتراضي

    إذن الكاتب يعرف أن المتهم بالنقل عن آثار الشرق الأدنى هم من حرفوا الكتاب المقدس لا نحن
    بارك الله فيك أخونا واستاذنا حسام
    وإكمالا لهذه النقطة وهي تأثير الديانات الوثنية على الديانة النصرانية أنقل جزء من موضوع للشيخ الدكتورمنقذ السقار
    فكرة الفادي في الوثنيات القديمة
    وكذلك سرت في الوثنيات فكرة الفادي والمخلص الذي يفدي شعبه أو قومه وكانت الأمم البدائية تضحي بطفل محبوب، لاسترضاء السماء، وفي تطور لاحق أضحى الفداء بواسطة مجرم حكم عليه بالموت، وعند البابليين كان الضحية يلبس أثواباً ملكية، لكي يمثل بها ابن الملك، ثم يجلد ويشنق.
    وعند اليهود خصص يوم للكفارة يضع فيه كاهن اليهود يده على جدي حي، ويعترف فوق رأسه بجميع ما ارتكب بنو إسرائيل من مظالم، فإذا حمل الخطايا أطلقه في البرية. ومعلوم أيضاً ما للبكر من أهمية خاصة عند اليهود إذ تقول التوراة " قدس لي كل بكر، كل فاتح رحم من بني إسرائيل من الناس والبهائم إنه لي " ( الخروج 13/2)، والمسيح هو بكر الخلائق، وأليقها بأن يكون البكر المذبوح.

    موت الإله الفادي
    وأما فكرة موت الإله فهي عقيدة وثنية حيث كان العقل اليوناني يحكم بموت بعض الآلهة، لكن اليونان كانوا يحتفظون بآلهة هنا تسير دفة الكون، بينما النصارى حين قالوا بموت الإله لم يحتفظوا بهذا البديل، ولم يخبرونا من الذي كان يسير الكون خلال الأيام التي مات فيها الإله. أي الثلاثة أيام التي قضاها في القبر، ولا ينطبق هذا الكلام إلا على الأرثوذكس الذين يقولون بأن الله هو المسيح.
    والفداء عن طريق أحد الآلهة أو ابن الله أيضاً موجودة في الوثنيات القديمة كما وقد ذكر السير آرثر فندلاي في كتابه " صخرة الحق " أسماء ستة عشر شخصاً اعتبرتهم الأمم آلهة سعوا في خلاص هذه الأمم. منهم: أوزوريس في مصر 1700 ق.م، وبعل في بابل 1200ق.م، وأنيس في فرجيا 1170 ق.م، وناموس في سوريا 1160 ق.م، وديوس فيوس في اليونان 1100 ق.م، وكرشنا في الهند 1000 ق.م، وأندرا ني التبت 725 ق.م، وبوذا في الصين 560 ق.م، وبرومثيوس في اليونان 547 ق.م، ومترا (متراس)في فارس 400 ق.م.
    ولدى البحث والدراسة في معتقدات هذه الأمم الوثنية نجد تشابهاً كبيراً مع ما يقوله النصارى في المسيح المخلص.
    فأما بوذا المخلص عند الصينيين فلعله أكثر الصور تطابقاً مع تخلص النصارى، ولعل مرد هذا التشابه إلى تأخره التاريخي فكان تطوير النصارى لذلك المعتقد قليلاً.
    والبوذيون كما نقل المؤرخون يسمون بوذا المسيح المولود الوحيد، ومخلص العالم، ويقولون إنه إنسان كامل وإله كامل تجسد بالناسوت، وأنه قدم نفسه ذبيحة ليكفر ذنوب البشر ويخلصهم من ذنوبهم حتى لا يعاقبوا عليها.
    وجاء في أحد الترنيمات البوذية عن بوذا " عانيت الاضطهاد والامتهان والسجن والموت والقتل بصبر وحب عظيم لجلب السعادة للناس، وسامحت المسيئين إليك ".
    ويذكر مكس مولر في كتابه " تاريخ الآداب السنسكريتية " فيقول: " البوذيون يزعمون أن بوذا قال دعوا الآثام التي ارتكبت في هذا العالم تقع على كي يخلص العالم ".
    ويرى البوذيون أن الإنسان شرير بطبعه، ولا حيلة في إصلاحه إلا بمخلص ومنقذ إلهي.
    وكذلك فإن المصريين يعتبرون أوزوريس إلهاً ويقول المؤرخ بونويك في كتابه " عقيدة المصريين": يعد المصريون أوزوريس أحد مخلصي الناس، وأنه بسبب جده لعمل الصلاح يلاقي اضطهاداً، وبمقاومته للخطايا يقهر ويقتل ".
    ويوافقه العلامة دوان والعلامة موري في كتابه " الخرافات ".
    كما تحدث المؤرخون عن قول المصريين بقيامة مخلصهم بعد الموت، وأنه سيكون ديان الأموات يوم القيامة.
    ويذكر هؤلاء في أساطيرهم أن أوزوريس حكم بالعدل فاحتال عليه أخوه وقتله، ووزع أجزاء جسمه على محافظات مصر، فذهبت أرملته أيزيس فجمعت أوصاله من هنا وهناك، وهي تملأ الدنيا نحيباً وبكاءً فانبعث نور إلى السماء، والتحمت أوصال الجسد الميت، وقام إلى السماء يمسك بميزان العدل والرحمة.
    وكذلك اعتقد الهنود في معبودهم كرشنا أنه مخلص وفادي. يقول القس جورج كوكس: "يصفون كرشنا بالبطل الوديع المملوء لاهوتاً، لأنه قدم شخصه ذبيحة " ويعتقدون أن عمله لا يقدر عليه أحد.
    ويقول المؤرخ دوان: " يعتقد الهنود بأن كرشنا المولود البكر الذي هو نفس الإله فشنو، والذي لا ابتداء ولا انتهاء له - على رأيهم - تحرك حنواً كي يخلص الأرض من ثقل حملها فأتاها وخلص الإنسان بتقديم نفسه ذبيحة عنه " ومثله يقوله العلامة هوك.
    ويصف الهنود أشكالاً متعددة لموت كرشنا أهمها أنه مات معلقاً بشجرة سمر بها بحربة. وتصوره كتبهم مصلوباً وعلى رأسه إكليل من الذهب ويقول العلامة دوان " إن تصور الخلاص بواسطة تقديم أحد الآلهة ذبيحة فداء عن الخطيئة قديم العهد جداً عند الهنود والوثنيين.
    وكذلك اعتقد أهل النيبال بمعبودهم أندرا، ويصورونه وقد سفك دمه بالصلب، وثقب بالمسامير كي يخلص البشر من ذنوبهم كما وصف ذلك المؤرخ هيجين في كتابه: "الانكلوسكسنس".
    وحتى لا نطيل نكتفي بهذه الصور التي اعتقد أصحابها بسفك دم الآلهة قرباناً وفداء عن الخطايا ومثلها في الوثنيات القديمة كثير

    الدم المسفوح سبيل الكفارة
    وليست مسألة المخلص فقط هي التي نقلها بولس عن الوثنيات، فقد تحدث أيضاً عن دم المسيح المسفوح فقال " يسوع الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه " ( رومية 3/25 )، ويقول " ونحن الآن متبررون بدمه " ( رومية 5/9 ) " أليست هي شركة دم المسيح " ( كورنثوس (1) 10/16 )
    ويقول " أنعم بها علينا في المحبوب الذي فيه لنا الفداء، بدمه غفران الخطايا " ( أفسس 1/7 ).
    وفي موضع آخر يتحدث عن ذبح المسيح " لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا " (كورنثوس (1) 5/7 ).
    ومثل هذه النصوص تكثر في رسائل بولس وغيرها من الرسائل لكن النصارى يتغافلون عن مسألة هامة هي أن المسيح لم يذبح، فالأناجيل تتحدث عن موت المسيح صلباً لا ذبحاً، الموت صلباً لا يريق الدماء، ولم يرد في الأناجيل أن المسيح نزلت منه الدماء سوى ما قاله يوحنا، وجعله بعد وفاة المسيح حيث قال".. وأما يسوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات، لكن واحداً من العسكر طعن جنبه بحربة، وللوقت خرج دم وماء " ( يوحنا 19/23 - 24 ). وهو ليس ذبحاً بكل حال.
    يقول ولز: " إنه لزام علينا أن نتذكر أن الموت صلباً لا يكاد يهرق من الدم أكثر مما يريقه الشنق، فتصوير يسوع في صورة المراق دمه من أجل البشرية إنما هو في الحقيقة من أشد العبارات بعداً عن الدقة ".
    والنظرة إلى الله بأنه لا يرضى إلا بأن يسيل الدم نظرة قديمة موجودة عند اليهود وعند الوثنيين قبلهم، ففي التوراة تجد ذلك واضحاً في مثل " بنى نوح مذبحاً لله.. وأصعد محرقات على المذبح، فتنسم الرب رائحة الرضا، وقال الرب في قلبه: لا أعود ألعن الأرض أيضاً من أجل الإنسان " (تكوين 8/20 - 21 )
    " وبنى داود هناك مذبحاً للرب، وأصعد محرقات وذبائح سلامة، ودعا الرب، فأجابه بنار من السماء على مذبحة المحرقة " ( الأيام (1) 21/26 ).
    وهكذا فإن التصور اليهودي للإله مشبع برائحة الدم يقول آرثر ويجال: " نحن لا نقدر أطول من ذلك قبول المبدأ اللاهوتي المفزع الذي من أجل بعض البواعث الغامضة وجوب تضحية استرضائية، إن هذا انتهاك إما لتصوراتنا عن الله بأنه الكلي القدرة، وإلا ما نتصوره عنه ككلي المحبة ".
    ويرى كامل سعفان في كتابه القيم" دراسة عن التوراة والإنجيل" أن ادعاء إهراق دم المسيح مأخوذ من الديانة المثراسية حيث كانوا يذبحون العجل ويأخذون دمه، فيتلطخ به الآثم، ليولد من جديد بعد أن سال عليه دم العجل الفدية.

    نزول الآلهة إلى الجحيم لتخليص الموتى
    وتشابهت العقائد النصرانية مع الوثنيات القديمة مرة أخرى عندما قال النصارى بأن المسيح نزل إلى الجحيم لإخراج الأرواح المعذبة فيها من العذاب، ففي أعمال الرسل " سبق فرأى وتكلم عن قيامة المسيح أنه، ولم تترك نفسه في الهاوية، ولا رأى جسده فساداً " ( أعمال 2/31 )، ويقول بطرس " ذهب ليكرز للأرواح التي في السجن " ( بطرس(1) 3/19 ).
    يقول القديس كريستوم 347م: " لا ينكر نزول المسيح إلى الجحيم إلا الكافر ". ويقول القديس كليمندوس السكندري: " قد بشر يسوع في الإنجيل أهل الجحيم كما بشر به وعلمه لأهل الأرض كي يؤمنوا به ويخلصوا " وبمثله قال أوريجن وغيره من قديسي النصارى.
    وهذا المعتقد وثني قديم قال به عابدو كرشنا، فقالوا بنزوله إلى الجحيم لتخليص الأرواح التي في السجن، وقاله عابد وزورستر وأدونيس وهرقل وعطارد وكوتز لكوتل وغيرهم.
    ولما وصل النصارى إلى أمريكا الوسطى، وجدوا فيها أدياناً شتى، فخف القسس لدعوتهم للمسيحية، فأدهشهم بعد دراستهم لهذه الأديان أن لها شعائراً تشبه شعائر المسيحية، وخاصة في مسائل الخطيئة والخلاص ".
    فكيف يفسر النصارى هذا التطابق بين معتقداتهم والوثنيات القديمة والذي جعل من النصرانية نسخة معدلة عن هذه الأديان ؟
    يقول الأب جيمس تد المحاضر في جامعة اكسفورد: " سر لاهوتي فوق عقول البشر، وليس من الممكن تفسيره حسب تفسير وتصور هؤلاء البشر.
    وبعد: صدق الله إذ يقول عن النصارى { ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم اللّه أنّى يؤفكون }(التوبة: 30)

    كتبه
    د. منقذ بن محمود السقار
    مكة المكرمة – صفر – 1424هـ
    عجبا لملحد لا ينتحر




  9. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مِصر
    المشاركات
    34
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لك الحمد اللهم جزيل الثواب، جميل المآب، سريع الحساب، منيع الحجاب، منحت أهل الطاعةِ الطاعةَ ورغبتهم فيها، وأوجدت فيهم الاستطاعة وأثبتهم عليها، وخلقت لهم الجنان وسقتهم فضلاً إليها، وجعلت في الأعمالِ مفضولاً وفاضلاً وجِيهًا، فالرحمة وموجباتها منك، والطاعة وثوابها صدرا عنك، ومقاليد الأمور كلها بيديك، والمبدأ منك والمصير إليك، وبعد الصلاة والسلام على خاتم النبيين وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين:

    أسأل الله التوفيق في الرد، وقبل الكلام أريدك أن تناقش زميلك في هذا:

    لقد ادعيتم أن محمد قد استمد مصادره من مئة مصدر! فهل كان محمد متفرغًا ليقرأ كل هذا ولينتقي ما يريد ويترك مالا يريد؟ ومن أين أصلاً استطاع الوصول إلى تلك المصادر؟ لقد كان فقيرًا ويتيمًا فمن أين له الحصول عليها؟ وبالإضافة إلى ذلك هو أمي! وفوق كل هذا لو شاهده العرب وهو يقرأ في هذا لكان أكبر مأخذ عليه وعلى دعوته، هل تظن أن قريشًا كانت ستتركه في حاله لو رأته مثلاً مع ساحر أو غيره؟ هل تظن أن قريشًا ستتركه لو كان يقرأ في كتب النصارى وغيرها؟ لقد كانت قريش التي تفور من الغضب من دعوته تنتظر أقل هفوة لتمحو دعوته، فلو كان فعلاً قد كان يتعلم من هؤلاء ويقرأ لهؤلاء لحاجوه في هذا ولما تركوه.

    ولكن المرء حينما يقرأ في دعواهم التي تقول بأن الإسلام استمد تعاليمه من كذا وكذا يستغرب أشد الاستغراب، بل وأن الأمر يدعو للضحك والسخرية في كثير من الأحيان، حتى وصلت الدرجة لأن يقول أحد المستشرقين في كتاب شهير قد تُرجم إلى العربية وينشروه مع الإرسالات التبشيرية أن "بسم الله الرحمن الرحيم" مأخوذة عن الديانة الزرادشتية! (1)

    فطفقوا يعدون كل الديانات والمعتقدات التي كانت قبل الإسلام، ونشروا في ذلك المقالات والأبحاث، فقمت بعمل بسيط وجمعت لكم ما ادعوا أن الإسلام قد استمد مصادره منه:


    الأشخاص:

    - شعراء العرب الجاهليين كامرؤ القيس وأمية بن الصلت.

    - دعوة زيد بن عمرو بن نفيل.

    - ويقولون أيضًا أن محمد أخذ من لبيد من ربيعة وقس بن ساعدة.

    - ورقة بن نوفل.

    - الراهب بحيرى.

    - يقولون أنه اقتبس أمورًا فيزيائية من أرسطو.

    - يقولون أن سلمان الفارسي كان يمد محمد بالمعتقدات الفارسية.

    - الصحابي عبد الله بن أبي سرح.

    - الأسقف نسطور.

    - بلعام بن باعوراء.

    - سليمان بن يسار.

    - عداس النصراني.

    - جبر الخضرمي.


    الكتب المقدسة:

    - كتاب التلمود.

    - المؤلفات الحاخامية.

    - كتاب المدراش.

    - الكتاب المقدس.

    - الأبوكريفا (الأناجيل غير القانونية).

    - كتاب الهاجادا.

    - كتاب الأبستاق (الأفيستا).

    - كتاب بوندهانيشنيه.


    الديانات:

    - المانوية.

    - الزرادشتية.

    - الصابئة.

    - الوثنية العربية.

    - الهندوسية.

    - الحنيفية.

    - الهرطقات المسيحية.


    تُراث الأمم والأساطير :

    - كتابات الإغريق وخاصة أبقراط وجالين.

    - التراث البابلي كملحمة جلجامش.

    - الآداب السريانية.

    - الأساطير الأرمنية.

    - الأساطير اليهودية والطقوس اليهودية.

    - الأساطير الزرادشتية.

    - حضارة الأرمن.


    فبالله عليكم هل هذا كلام يقبله عقل؟ والمشكلة أنه توجد "أبحاث" طويلة في هذه الادعاءات ..

    وأنقل تعليقًا طريفًا لأحد الإخوة حينما تعب من هذه المواضيع فقال: "والله ما انا عارف ما هو محمد في اي جامعه تلقى علومه وكيف حفظها فتراه استند في دينه الجديد على علوم السابقين السومريين والبابليين والسريان والهند والصين والمحيط الهادي والهندي والهنود الحمر واليهود والتوراة بجميع نسخها والاناجيل المعترف وغير المعترف بها اين المكتبة الخاصة به ارى الواحد منكم يجلس نهرا حتى يكتب سطرا
    حق علي ان اتبعه"


    ويقول الأستاذ عبد الرحيم الشريف: "كيف يستطيع سيدنا محمد الإطلاع على كل عادات شعوب الأرض، من الهند إلى مصر.. وينتقي تلك العبادات والقصص والعقائد ؟ وأية مراجع علمية كانت في مكتبته ؟ وأي جيش من المدرسين استطاع تعليمه كل ذلك في ثلاث وعشرين سنة كانت الأنظار مصوبة نحوه كل لحظة... من أتباعه المخلصين وأعدائه المتربصين ؟

    قد يقول قائل: لم يأته المدرسون بل ذهب إليهم تحت ستار التجارة. والجواب على ذلك أنه لو كان الأمر بتلك السهولة لنبغت نبوة أثرياء العرب، والعاملين في التجارة الذين يطوفون البلاد ويلتقون الأحبار والرهبان، ويستخلصون من تجار العالم أفضل العقائد والشرائع.

    مثلاً: أبو سفيان قبل إسلامه، خرج في عدة قوافل تجارية، وتوفر له من الوقت والمال والجاه أكثر مما توفر لسيدنا محمد ، ومع ذلك لم يستطع ادعاء النبوة. كما أنه لم يطعن في مصدر القرآن الكريم، زاعماً أنه سمع تلك العقائد والشرائع من الحضارات المختلفة التي التقى بأعيانها.

    إن الادعاء سهل، فكل شخص يستطيع ادعاء وزعم ما يشاء، ولكن المنهج العلمي في البحث وما اتفق عليه الناس من منطق يحسم أي خلاف
    ."

    وهناك لفتة جميلة في الموضوع، فهذه الشبهة ومثيلاتها فيهم دلالة على عظمة القرآن، فهم يعرفون أن القرآن مُعجز لذا حاولوا أن يفتشوا من أين هذا الكتاب، عرفوا أنه لا يمكن أن يكون كلام أمي، لكنهم لم يفكروا لوهلة أنه من عند الله، ففتشوا عن كل من قبله محاولين معرفة من أين هو هذا الكلام المعجز الذي لا يمكن أن يكون بكلام بشر ..

    والمسلمون لا يمكن أن يقولوا أن الكتاب المقدس – مثلاً – مقتبس من كذا وكذا، لأنه عندهم بمنزلة الكلام العادي الذي لا يحتاج لأي مصدر، وكذلك أي كتاب آخر، والهجوم على القرآن والقول بأنه من مصادر الدنيا من شرقها إلى غربها يدل على عظمته.

    وبإذن الله سأفند الآن الادعاءات التي في المقال والتي تقول بأن الإسلام مُستمد من الزرادشتية والمانوية، وقبل الشروع في تفنيد ما ورد في الموضوع وهم عشر مسائل يحتج بهم كاتب المقال، سأقوم بعرض نبذة عن الزرادشتية وزرادشت والمانوية وماني وبيان فساد عقيدتهما واستحالة مقارنتهما بالإسلام العظيم وبمحمد ، وأظن أنني لو سكت عند هذا لكان ردًا على الشبهة، لكن حتى لا تكون هناك شكوك عند البعض وحتى لا يتفوه أحد بهذه الادعاءات، سأقوم بإذن الله بتفنيدها بالتفصيل وبيان أن المقال كله غير قائم على منهج يقبله عقل، وأسأل الله التوفيق في الرد.

    الشبهة تقول بأن الإسلام العظيم مقتبس من المانوية والزرادشتية، فلننظر قليلاً في عقائد هؤلاء القوم:


    أولاً: المانوية وماني


    سيرة ماني المُخزية:

    وسأنقلها – بتصرف شديد – عن موسوعة أقباط مصر: " ادعى أنه البارقليط الذي في الكتاب المقدس وأنه نبي، وظل ينطق بهرطقات ثم اتخذ لنفسه اثنى عشر تلميذًا واثنين وسبعين أسقفًا، ثم أرسل هؤلاء لينشروا تعاليمه فاتبعه الكثير، وكان يدعي أنه طبيب وكان يعالج ابن ملك الفرس فلم يفلح في معالجته فمات الولد فألقي بماني إلى السجن، وحكم عليه بالإعدام إلى أنه رشى الحراس فمكنوه من الفرار، وفر إلى فلسطين حيث طرده أحد الأساقفة خوفًا من ضلاله، ولكن ملك الفرس استطاع أن يصل إليه فقبض عليه وسلخ جلده حيًا ثم سلم جسده للوحوش وعلقه على باب المدينة، وبعد موته هاج أتباعه وظلوا ينشرون معتقداته في كل مكان." (2)

    شيء من فساد العقيدة المانوية:

    المانوية يقولون بالثنوية، وهي ثنوية متناقضة، أي أن هناك إلهين متناقضين، الأول يجلس على عرش النور والثاني على عرش الظلام، أي أنهما إلهين واحد للنور وآخر للظلام! (3)

    وهم يحرمون أكل اللحم الذي يلهب شهوات الجسد الحسية! لذا فهم يأككلون الفواكه وخاصة البطيخ. (4)

    وهم يحرمون ذبح الحيوان تحريمًا! ولديهم طائر مقدس اسمه "التذرج". (5)

    والمانوية تحلل زاوج الآباء من البنات حسبما ترويه الروايات الإسلامية (6)

    وفي فهرست ابن النديم يقول عن عقيدة ماني:

    قال ماني: مبدأ العالم كونين أحدهما نور والآخر الظلمة، كل واحد منهما منفصل من الآخر، فالنور هو العظيم الأول، ليس بالعدد، وهو الإله ملك جنان النور، وله خمسة أعضاء، الحلم والعلم والعقل والغيب والفطنة، وخمسة أخر روحانية وهي ، الحب والإيمان والوفاء والمودة والحكمة.
    وزعم أنه بصفاته هذه أزلي، ومعه شيئان أزليان أحدهما الجو والآخر الأرض، قال ماني: وأعضاء الجو خمسة: الحلم والعلم والعقل والغيب والفطنة، وأعضاء الأرض: النسيم والريح والنور والماء والنار، والكون الآخر وهو الظلمة وأعضائها خمسة: الضباب والحريق والسموم والسم والظلمة، قال ماني: وذلك الكون النير مجاور للكون الظلم لا حاجز بينهما، والنور يلقي الظلمة بصفحته ولا نهاية للنور من علوه ولا يمنته ولا يسرته، ولا نهاية للظلمة في السفل ولا في اليمنة واليسرة، قال ماني : ومن تلك الأرض المظلمة كان الشيطان، لا أن يكون أزليًا بعينه ولكن جواهره كانت في عناصره أزلية، فاجتمعت تلك الجواهر من عناصره فتكونت شيطانًا، رأسه كرأس أسد وبدنه كبدن تنين وجناحه كجناح طائر وذنبه كذنب حوت وأرجله أربع كأرجل الدواب، فلما تكون هذا الشيطان من الظلمة وتسمى إبليس القديم، ازدرد واسترط وأفسد ومر يمنة ويسرة ونزل إلى السفل في كل ذلك يفسد ويهلك من غالبه، ثم رام العلو فرأى لمحات النور فأنكرها ثم رآها متعالية فارتعد وتداخل بعضه في بعض ولحق بعناصره، ثم إنه رام العلو، فعلمت الأرض النيرة بأمر الشيطان وما هم به من القتال والفساد، فلما علمت به علم به عالم الفطنة ثم عالم العلم ثم عالم الغيب ثم عالم العقل ثم عالم الحلم، قال: ثم علم به ملك جنان النور فاحتال لقهره، قال: وكان جنوده أولئك يقدرون على قهره ولكنه أراد أن يتولى ذلك بنفسه، فأولد بروح ثمانية وبخمسة عالمية وبعناصره الاثنتي عشرة، مولودًا وهو الإنسان القديم، وندبه لقتال الظلمة، قال: فتدرع الإنسان القديم بالأجناس الخمسة وهي الإلهة الخمسة: النسيم والريح والنور والماء والنار، واتخذهم سلاحًا، فأول ما لبس النسيم وارتدى على النسيم العظيم بالنور المشع، وتعطف على النور بالماء ذي الهباء واكتن بالريح الهابة، ثم أخذ النار بيده كالمجن والسنان، وانحط بسرعة من الجنان إلى أن انتهى إلى الحد مما يلي الحربى، وعمد إبليس القديم إلى أجناسه الخمسة، وهي الدخان والحريق والظلمة والسموم والضباب، فتدرعها وجعلنا جُنة له، ولقى الإنسان القديم فاقتتلوا مدة طويلة واستظهر إبليس القديم على الإنسان القديم، واسترط من نوره وأحاط به مع أجناسه وعناصره واتبعه ملك جنان النور بآله أُخر، واستنقذه واستظهر على الظلمة، ويقال لهذا الذي اتبع به الإنسان، حبيب الأنوار فنزل وتخلص الإنسان القديم من الجهنمات مع ما آخذ وآسر من أرواح الظلمة، قال: ثم إن البهجة وروح الحياة ظعنا إلى الحد، فنظرا إلى غور تلك الجنهم السفلى، وأبصرا الإنسان القديم والملائكة وقد أحاط بهم إبليس، والزجريون العتاة، والحياة المظلمة، قال: فدعا روح الحياة، الإنسان القديم بصوت عالي كالبرق في سرعة، فكان إلهًا آخر، قال ماني: فلما شابك إبليس القديم بالإنسان القديم بالمحاربة، اختلط من أجزاء النور الخمسة بأجزاء الظلمة الخمسة، فخالط الدخان النسيم، فمنها هذا النسيم الممزوج، فما فيه من اللذة والترويح عن الأنفس وحياة الحيوان فمن النسيم، وما فيه من الهلاك والأدواء فمن الدخان، وخالط الحريق النار فمنها هذه النار، بما فيها من الإحراق والهلاك والفساد فمن الحريق، وما فيه من الإضاءة والإنارة فمن النار، وخالط النور الظلمة، فما فيها من هذه الأجسام الكثيفة مثل الذهب والفضة وأشباه ذلك، وما فيها من الصفاء والحسن والنظافة والمنفعة فمن النور، وما فيها من الدرن والكدر والغلظ والقساوة فمن الظلمة، وخالط السموم الريح فمنها هذه الريح فما فيها من المنفعة واللذة فمن الريح، وما فيها من الكرب والتعوير والضرر فمن السموم، وخالط الضباب الماء فمنها هذه الماء، فما فيه من الصفاء والعذوبة والملائمة للأنفس فمن الماء، وما فيه من التغريق والتخنيق والأهلاك والثقل والفساد فمن الضباب.

    ثم يقول في الصفحة التالية:

    قال: ثم إن أحد أولئك الأراكنة والنجوم والرجز والحرص والشهوة والأثم، تناكحوا، فحدث من تناكحهم الإنسان الأول الذي هو آدم والذي تولى ذلك، أركونان ذكر وأنثى، ثم حدث تناكح آخر فحدث منه المرأة الحسناء التي هي حواء. (7)

    فبالله عليكم هل سيرة ماني هذه أو عقيدة ماني طابقت ما قاله أشرف الخلق بأبي هو وأمي ونفسي ؟!

    --

    ثانيًا: زرادشت والزرادشتية


    سيرة زرادشت:


    سيرة زرادشت ليست كسيرة ماني، إلا أن هناك الشيء الكثير من الفساد في عقيدته وسنذكرها بإذن الله.

    سأنقلها بتصرف عن (موسوعة الأديان):

    في ذلك الوقت، كانت هناك بشائر تتنبئ بقدوم نبي عظيم، وفي مدينة أذربيجان كان هناك رجل يعيش مع زوجته وذات يوم بينما كان الرجل يرعى ماشيته في الحقل، تراءى له شبحان اقتربا منه، وقدما إليه غصنًا من أغصان نبات الهوما، وأمراه أن يقدم هذا الغصن إلى زوجته لأنه يحمل كيان الطفل الروحاني، ففعل الرجل ما أمراه به ومزج الغصن باللبن وشربه هو وزوجته، فحملت الزوجة زرادشت، وبعد خمسة شهور من الحمل رأت الأم في الحلم أن سحابة سوداء أحاطت ببيتها، وأن مخلوقات بشعة هبطت عليها من السحابة وانتزعت الطفل من رحمها وهمت بالقضاء عليه، وصرخت الأم وأعولت، ولم يلبث أن هبط من السماء شعاع نور مزق السحابة السوداء إربًا، فاختفت الكائنات البشعة التي ولت هاربة ثم انبثق من الطيف شاب يشع منه نور متلألئ، أعاد الطفل إلى بطن أمه وسكن من روعها، وقال لها: هذا الطفل عندما يكبر سيصبح نبي "أهورا مزدا"، وحينما وُلد زرادشت لم يبكِ كسائر الأطفال بل قهقه بصوت عال اهتزت له أركان البيت الذي غمره نور إلهي، وهربت الأرواح الشريرة كلها إلى عالمها السفلي!
    وتكثر الأساطير حول ما حصل بعد مولد الطفل زرادشت، منها أن "دوران سرون"، كبير سحرة إيران قد عرف أن طفلاً قد ولد وأنه حينما يكبر سوف يقضي على السحر وعلى عبادة الأصنام، ويطرد السحرة والكهان من جميع البلاد، فأرسل "دوران سرون" ثلاثة من سحرته لإحضار زرادشت إليه في معبد النار، وفي أثناء ذلك، أعد "دوران سرون" نارًا على المذبح، وعندما جيء بالطفل وضعه وسط النار، وانطلق خارجًا من المعبد هو وحسرته، ولكن عندما عادت أم الطفل إلى البيت ولم تجد ولدها، انطلقت إلى معبد النار لتصلي وتدعو الآلهة أن ترده إليها، وهناك على المذبح وجدت الأم طفلها يلعب في ابتهاج وسط اللهب، كما لو كان يعبث في حمام دافئ، وبعد هذا دبر "دوران سرون" خطة جديدة فاستدعى سحرته الثلاثة وأمرهم بإحضار الطفل مرة أخرى ووضعه وسط الطريق العام حيث يمر قطيع كبير من الماشية، ولكن أول بقرة من القطيع أسرعت نحو الطفل ووقفت تغطيه بجسمها لتحميه من القطيع، وظلت البقرة في مكانها حتى مر القطيع كله، وعندما جاءت أم زرادشت تجري على الطريق بحثًا عن ولدها وجدته على الأرض سليمًا لم يلحقه أي أذى، فدبر "دوران سرون" مكيدة أخرى فقرر أن يسرق زرادشت ويضعه في جحر ذئاب وقال إن لم تأكله الذئاب فسيموت جوعًا، ولكن الذئاب عندما عادت إلى جحرها تسمرت فجأة في الأرض وعجزت عن التحرك، بينما ظهرت عنزتان داخل الجحر بغير خوف، راحتا ترضعان الطفل، وليست هذه سوى واحدة من عدة قصص قيلت حول ما حدث لزرادشت حينما كان طفلاً.
    عندما بلغ زرادشت السابعة من عمره، أرسلوه بعيدًا ليدرس مع الحكيم "بورزين كوروس"، وظل يدرس عند الحكيم ثمانية أعوام، وتعلم العقيدة والزراعة وتربية الماشية وعلاج المرضى، وحينما كان في الخامسة عشر من عمره غزا الطورانيون إيران، فتطوع زرادشت في علاج جرحى الحرب، وبعد الحرب انتشرت المجاعة في جميع أنحاء إيران، فتطوع زرادشت واضعًا جهده وخبرته في خدمة المرضى والفقراء، ثم تزوج فتاة اسمها "هافويه"، أنجبت له بنتًا وولدين وظل يواصل عمله في خدمة المرضى وعلاجهم لمدة عشرة أعوام أخرى.
    وحينما كان زرادشت في العشرين من عمره قال لزوجته: "سأذهب بعيدًا لأعيش ناسكًا زمنًا، لأفكر في الخير والشر، فربما تبينت مصدر العناء في العالم"، فذهب زرادشت وانطلق إلى جبل "سابلان" حيث هام على وجهه سعيًا وراء أجوبة عن تساؤلاته الكثيرة حول الأصل والمصير ومعنى الحياة والخلاص، وفي يوم ما قفز زرادشت واقفًا على قدميه وقد ملأه فرح غامر، لقد أمسك بيده سر الحكمة التي يبحث عنها، وجاء ذلك الإدراك وهو يرقب غروب الشمس، فقد أدرك وقتئذ أن اليوم ينقسم إلى قسمين: النهار والليل، النور والظلام، ولكن ألم يكن يعرف هذه الحقيقة العادية منذ طفولته؟ بلى ولكنه تبين فيها الآن سر الحكمة، فكما أن اليوم يتألف من النور والظلام، فالعالم أيضًا فيما بدا لزرادشت يتألف من الخير والشر، وكما أن الليل والنهار لا يمكن أن تتغير طبيعتهما أبدًا، فالنهار متألق والليل مظلم، فكذلك لا يمكن للخير أن يصبح شرًا، ولا يمكن للشر أن يصبح خيرًا، وإذا كان الخير دائمًا خيرًا والشر شرًا، فإن السحرة والكهنة الذين يقومون على عبادة الأوثان لابد أن يكونوا جزءًا من الخطأ أيضًا، فهم يعتقدون ويتقربون لآلهة الخير من أجل أن تصنع خيرًا، فآلهة الخير لا يمكن أن تصنع شرًا، وآلهة الشر لا يمكن أن تفعل أي خير، وبدا وضحًا كل الوضوح لزرادشت أن العالم تحكمه قوتان: خير واحد وشر واحد، وقال زرادشت إن "أهورا مزدا" هو قوة الخير، وأن "أهرمان" هو قوة الشر.
    وعندما نزل زرادشت من فوق جبل "سابلان" مستعدًا في حماس لإعلان حقيقة الخير والشر للناس، لم يكن أهل إيران مستعدين للإنصات إليه، فقد كانوا قد تعودوا آلهتهم وأصنامهم التي كانت حقائق ملموسة بين أيديهم، بينما إله الخير وروح الشر اللذان يتحدث عنهما زرادشت لا يمكن رؤيتهما أو سماعهما أو لمسهما، ومرت بزرادشت عشرة أعوام رهيبة هائلة وهو يبحث عن مؤمنين به، ولقي خلال تلك السنوات من التعنت والشقاء والعذاب ما لا يتحمله بشر، فقد تخلى عنه أهله وعشيرته منذ أعلن فيهم رسالته وطردوه، فترك مسقط رأسه وراح يتنقل من بلد إلى بلد تسبقه إليها شهرته التي تقول إنه رجل يسب الدين والكهنة، فيخشاه النس ويأبون حتى أن يستضيفوه فلا يجد أمامه ليبيت لياليه الطويلة سوى حظائر الخير والبغال والحمير، واستمر زرادشت يناضل في سبيل دعوته وهو يقطع أرض إيران طولاً وعرضًا واعظًا الناس مرشدًا ومجادلاً، ولكن لم يتبعه أحد حتى كاد اليأس الكامل أن يأخذ به، ومع هذا فإن ربه "أهورا مزدا" لم يتركه، فيقال إن الوحي نزل عليه في هذه المرحلة سبع مرات، ظهر له الإله "أهورا مزدا" في إحديها، كما ظهر له بعد ذلك الملائكة الستة الكبار ليلقنوه أصول الحكمة وهؤلاء الملائكة الستة هم أساطين العرش، وهم رموز ومثل عليا لمعان إنسانية مقدسة، فثلاثة منهم ذكور يمثلون التفكير الطيب والحق الأسمى والإحسان، وثلاث إناث يمثلن الفداء والخلود والتقوى.
    وكان أول من آمن بتعاليمه هو ابن عمه الذي نصحه بأن يبدأ بنشر تعاليمه بين المتعلمين أولاً لصعوبتها على العامة، فذهب زرادشت إلى الملك وحاشيته وبعد جهد جهيد استطاع زرادشت من إقناع الملك بالإيمان بأن الخالق هو "أهورا مزدا" إله الحكمة والحاكم الأسمى للعالم، خالق كل ما هو خير في العالم لأن الله خير، وبأن "أهرمان" روح الشر الذي هو خلق كل ما هو شر في العالم، وبأن دورة العالم تستمر اثني عشر ألف سنة، وفي أثناء الآلاف الثلاثة الأولى كان هناك عالمان متجاوران، هما عالم "أهورا مزدا" عالم النور، وعالم "أهرمان" عالم الظلمات، وكان العالمان متناهيين من جوانب ثلاثة، ولكن كلاً منهما يحد الآخر من الجانب الرابع، فعالم النور في الجانب الأعلى وعالم الظلمات في الجانب الأسفل وبينهما فراغ مملوء بالهواء، وقال "أهورا مزدا" لأهرمان: إن طرق لا تتفق وطرقي وأفكارك لا تتفق وأفكاري وكلماتك ليس كلماتي وأعمالك ليست أعمالي فلنفترق، وكأن أهورا مزدا يعلم المستقبل فعرض على أهرمان حقبة من الحرب طولها تسعة آلاف سنة وقبل أهرمان العرض وهو لا يعرف غير الماضي وعنئذ قال أهورا مزدا بأن الجولة تنتهي بهزيمة عالم الظلمات، وفزع أهرمان ولم ينتبه إلا وهو يسقط في الظلمات ويقضي فيها مشلولاً مدة ثلاثة آلاف سنة، خلق "أهورا مزدا" خلالها الأرض بكل ما فيها من خير، وقد بدأ أهورا مزدا بخلق أرواح طيبة تنسجم مع طبيعته ليستعين بها في مقاتلة روح الشر أهرمان وعلم أهرمان بذلك فخلق أرواحًا شريرة من جنسه ليقاوم بها الأرواح الخيرة، ثم خلق أهورا مزدا النجو والكواكب وانتهى من خلق الأرض، وعندما انتهى من ذلك جعل الأرض حاجزًا بينه وبين أهرمان وأعوانه، ولكن أهرمان شق الارض وأحدث فيها فجوة جمع بداخلها أعوانه الشريرين ثم صارت ميدانًا للصراع بين القوتين، وعندما أتم أهورا مزدا خلق الأرض خلق الثور الأول ثم خلق الإنسان "كيومرد" الذي هو أول البشر، وعندئذ ألقى أهرمان بقوته ضد خلق أهورا مزدا، فنجس العناصر وخلق طوائف من الزواحف والحشرات، وأقام أهورا مزدا خندقًا أمام السماء، ولكن أهرمان كرر هجماته ونجح أخيرًا في قتل الثور وكيومرد، وكانت بذور كيومرد مخبأة في الأرض فنتج منها عند انقضاء أربعين سنة شجرة خرج منها أول زوجين من البشر، وهكذا بدأت فترة اختلاط الخير بالشر، وأخذ البشر يلعبون دورًا في الحرب بين مملكتي النور والظلمات، ولأن الإنسان خلق حر الإرادة يختار بها بين الخير والشر.
    وظل زرادشت يدعو رجال الملك حتى اقتنع الملك بزرادشت، واعتنق الزرادشتية وبدأ الناس بالتدفق على زرادشت.
    أما في "طوران" فقد كره الناس زرادشت وراحوا يدبرون الخطط لانتقام كبير، فحاصروا مدينة "بلخ" وفتحوها، واندفعوا يحطمون كل شيء أمامهم وطعنوا زرادشت في ظهره وهو في السابعة والسبعين من عمره. (8)

    شيء من فساد العقيدة الزرادشتية:

    - جعل من هناك نظير للإله (أو أقل منه بدرجة)، وهذا ما ذكرناه حيث قلنا:

    " وبعد جهد جهيد استطاع زرادشت من إقناع الملك بالإيمان بأن الخالق هو "أهورا مزدا" إله الحكمة والحاكم الأسمى للعالم، خالق كل ما هو خير في العالم لأن الله خير، وبأن "أهرمان" روح الشر الذي هو خلق كل ما هو شر في العالم، وبأن دورة العالم تستمر اثني عشر ألف سنة، وفي أثناء الآلاف الثلاثة الأولى كان هناك عالمان متجاوران، هما عالم "أهورا مزدا" عالم النور، وعالم "أهرمان" عالم الظلمات، وكان العالمان متناهيين من جوانب ثلاثة، ولكن كلاً منهما يحد الآخر من الجانب الرابع، فعالم النور في الجانب الأعلى وعالم الظلمات في الجانب الأسفل وبينهما فراغ مملوء بالهواء، وقال "أهورا مزدا" لأهرمان: إن طرق لا تتفق وطرقي وأفكارك لا تتفق وأفكاري وكلماتك ليس كلماتي وأعمالك ليست أعمالي فلنفترق، وكأن أهورا مزدا يعلم المستقبل فعرض على أهرمان حقبة من الحرب طولها تسعة آلاف سنة وقبل أهرمان العرض وهو لا يعرف غير الماضي وعنئذ قال أهورا مزدا بأن الجولة تنتهي بهزيمة عالم الظلمات، وفزع أهرمان ولم ينتبه إلا وهو يسقط في الظلمات ويقضي فيها مشلولاً مدة ثلاثة آلاف سنة، خلق "أهورا مزدا" خلالها الأرض بكل ما فيها من خير، وقد بدأ أهورا مزدا بخلق أرواح طيبة تنسجم مع طبيعته ليستعين بها في مقاتلة روح الشر أهرمان وعلم أهرمان بذلك فخلق أرواحًا شريرة من جنسه ليقاوم بها الأرواح الخيرة، ثم خلق أهورا مزدا النجو والكواكب وانتهى من خلق الأرض، وعندما انتهى من ذلك جعل الأرض حاجزًا بينه وبين أهرمان وأعوانه، ولكن أهرمان شق الارض وأحدث فيها فجوة جمع بداخلها أعوانه الشريرين ثم صارت ميدانًا للصراع بين القوتين، وعندما أتم أهورا مزدا خلق الأرض خلق الثور الأول ثم خلق الإنسان "كيومرد" الذي هو أول البشر، وعندئذ ألقى أهرمان بقوته ضد خلق أهورا مزدا، فنجس العناصر وخلق طوائف من الزواحف والحشرات، وأقام أهورا مزدا خندقًا أمام السماء، ولكن أهرمان كرر هجماته ونجح أخيرًا في قتل الثور وكيومرد، وكانت بذور كيومرد مخبأة في الأرض فنتج منها عند انقضاء أربعين سنة شجرة خرج منها أول زوجين من البشر، وهكذا بدأت فترة اختلاط الخير بالشر، وأخذ البشر يلعبون دورًا في الحرب بين مملكتي النور والظلمات، ولأن الإنسان خلق حر الإرادة يختار بها بين الخير والشر.
    وظل زرادشت يدعو رجال الملك حتى اقتنع الملك بزرادشت، واعتنق الزرادشتية وبدأ الناس بالتدفق على زرادشت."


    - تقديس النار:

    يقدس الزرادشتيون النار لدرجة عجيبة، وفي موسوعة الأديان:

    "يقول الزرادشتيون إنهم يقدسون النار ولا يعبدونها، لأنها مقدسة كرمز، ومن أجل ذلك تحملوا التبعة التي ألقاها زرادشت على أكتافهم بالاحتفاظ بشعلة النار مضطرمة بالمعنى الرمزي والمعنوي، فراحوا يوقدونها أبدًا ويجعلونها تتأجج في صدورهم إلى جوار تأججها في المعابد، وعندما توقد النار في الهيكل ، يصير من أهم الواجبات وأقدسها على رجال الدين أن يعملوا دائبين على إبقاء نارها مشتعلة، فيأتون إلى الهيكل خمس مرات في اليوم ليقدموا إلى النار وقودًا من خشب الصندل وغيره من المواد العطرية، فتنتشر في الهيكل رائحتها الزكية، وكلما كانت النار قديمة وطاهرة ازدادت قيمتها، وهي في معابد إيران أهم منها في معابد الهند لأنها أقدم، وتحتل النار المقدسة وسط غرفة خاصة، وتوضع في موقد حجري مستقر على أربع قوائم، ويوقدها الكهنة ليلاً ونهارًا وهم يلقون فيها كميات من البخور، ويضع الكاهن كمامة على فمه لئلا يدنس النار، ولا يجوز أن يعطس أو يسعل قريبًا من النار المقدسة، وأحيانًا يجمعون النار من أمكنة مختلفة لتكون أكثر طهارة، ويتقدم المؤمنون واحدًا واحدًا إلى عتبة الغرفة حيث النار المقدسة، بعد خلع أحذيتهم وغسل الأجزاء المشكوفة من أجسادهم، ويتلون صلاة بلغة الغاثا القديمة التي لا يعرفون معناها عمومًا، لا هم ولا الكهنة الذين يحفظون في ذاكرتهم كثيرًا من مقاطع الأفيستا، وعلى العتبة يتناول الكاهن من المؤمن تقدمته التي هي قبضة من البخور ومبلغ من المال، ويناوله حفنة رماد صغيرة من الموقد المقدس، يمسح بها جبينه وأجفانه، ثم يعود المؤمن إلى حيث ترك حذاءه فيلبسه ويرجع إلى البيت بشعور من التجدد النفسي". (9)

    وهذه صورة لكاهنين يقومان بالطقوس المقدسة لتقديس النار:



    وهذا فيديو لكهنة يقومون بالقوس المقدسة لتقديس النار:

    Youtube Video

    - جثث الموتى في العراء وجبة للنسور!

    وهي ما تُعرف باسم "أبراج الصمت"، حيث لا يدفن الزرادشتيون موتاهم، لأن الجسد نجس فلا يجب أن يختلط مع عناصر الحياة، لذا توضع الجثة في هذه الأبراج حتى تتخلص منها الطيور الجارحة، وحينما تنتهي الطيور الجارحة من وجبتها، يأتي البعض ويأخذون فضلات الجثة ويضعوها في فجوة خاصة بشرط ألا يدفنوها! (10)

    وهذه صورة لبرج من أبراج الصمت المخيفة:



    - طقوس القربان الغريبة:

    في كتاب "المعتقدات الدينية لدى الشعوب"، يقول المؤلف متحدثًا عن طقوس القربان:

    " طقوس القربان "الهوما HAOMA"، والـ "هوما HAOMA" نبات، لكنه أكثر من ذلك، هو الإله "هوما" على الأرض، وفي طقوس الهوما يُسحق الإله، ومن العصير يُستخرج شراب الخلود، وفي هذه القرابين الخالية من الدماء يكون القربان في آن واحد هو الإله والكاهن والضحية، ويقوم المؤمن بالتهام هذا القربان الإلهي مستبقًا بذلك القربان الذي سيُقام في نهاية العالم ويجعل جميع البشر خالدين. (11)

    لم يصل لنا من كتابهم المقدس إلا شذرات!

    كتاب الزرادشتيين المقدس الأفيستا (أو الأبستاق) Avesta ، لم يصل لنا منه إلا شذرات. (12)

    وفي كتاب "المعتقدات الدينية لدى الشعوب" ما نصه:

    "وليس من المرجح أن يكون قد تم تدوينه قبل القرن الخامس الميلادي، وربما يرجع لما قبل الحقبة الزرادشتية، لكن جزءًا من مادة هذا الكتاب يرجع إلى ما قبل هذا التاريخ بزمن طويل، وقد فقدت جميع نسخ الأفيستا بعد غزو الإسكندر لفارس عام 330 قبل الميلاد، وفقدت معها تفاسيره والمؤلفات التي كانت تشتمل على شيء من أجزاءه، ثم بدأ ملوك فارس في القرن الأول الميلادي في تدوين ما بقي من حوافظ الناس من الأفيستا، وأكملوا هذا العمل في القرن الثالث ثم القرن الخامس" (13)

    فهل هناك عاقلٌ الآن يستطيع أن يقارن بين هذا وبين الإسلام العظيم؟ كما قلت فالموضوع كان يمكن أن ينتهي هنا، لكنني أحببت التفصيل في كل مسألة حتى يتبين كل شيء ويُبهت الذي كفر.


    ==
    تابع

  10. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مِصر
    المشاركات
    34
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    المسألة الأولى: البارقليط

    تلخيص الادعاء: يقول الكاتب أن محمد قال بأنه المُبشر من عيسى عليه السلام وكذلك قال ماني من قبل أنه البارقليط (المعزي) أي: المُبشر من عيسى عليه السلام.


    أولاً:

    محمد لم يقل أنه توجد كلمة اسمها "البارقليط" في الإنجيل وهذه الكلمة معناها "المعزي" وأنا هو هذا المعزي، في حين أن ماني فعل هذا.

    ثانيًا:

    محمد لم يكن يعلم شيئًا عن الكتاب المقدس، أما ماني فكان خبيرًا بالكتاب المقدس لأنه كان ملتصقًا بالمسيحيين ويُعتبر واحدًا منهم، فماني يفسر الكتاب المقدس حينما يقول أن في سفر التثنية "أنا نار آكلة" (تثنية 24/49) أن إله العهد القديم هو الشر، فرجل يفسر الكتاب معناه أنه عالم به وقد قرأه مرارًا وعلى علم بأدق أموره.

    فهنا نرى الفرق، محمد قال بأن عيسى بشر به، وبعض تلك البشارات قد حذفت من الكتاب المقدس الذي أمامنا الآن وأخرى ظلت موجودة، لذا فهو لم يقل عن نفسه أنه هو البارقليط كما فعل ماني وكما يدعي صاحب المقال.

    وعمومًا لا أرى في هذه النقطة كلام، فطبيعي أن يقول محمد أن عيسى قد بشر به، مثلما قال عيسى عليه السلام أن موسى عليه السلام قد بشر به، فكلهم رسلٌ من عند الله.



    المسألة الثانية: بدايات الدعوة

    تلخيص الادعاء: يقول الكاتب أن زرادشت حينما وُلِد صاحبت ولادته الكثير من المعجزات والخوارق، وحينما بدأ دعوته ظل يدعو الناس فلم يستجب له أحد، وكان يميل إلى العزلة، وأنه حينما أتته النبوة كان في الأربعين من عمره، ثم حدث له الإسراء والمعراج، فيقول أن هذا مُشابه أتم المشابهة لما حدث للنبي وأنه اقتبس أفعاله من سيرة زرادشت!


    النص الأول من المسألة:

    "ويروي أهل دينه كثيرا عما صحب ولادته من المعجزات وخوارق العادات والإشارات، وأنه انقطع إلى منذ صباه إلى التفكير،ومال إلى العزلة، وأنه في أثناء ذلك رأى سبع رؤى، ثم أعلن رسالته فكان يقول: إنه رسول الله بعثه ليزيل ما علق بالدين من الضلال، وليهدي إلى الحق. وقد ظل يدعو الناس للحق سنين طوالا فلم يستجب لدعوته إلا القليل، فأوحي إليه أن يهاجر إلى بلخ."


    لا أرى في هذا النص أي إشكال، فكل نبي يفعل هذا، كل نبي يزيل ما علق بالدين من الضلال ويهدي إلى الحق وكذلك لم يستجب لدعواهم إلا القليل، فأليست هذه وظيفة أي نبي؟

    لكن يبدو أن الكاتب يريد التلميح على فكرة الهجرة، في قول النص "فأوحي إليه أن يهاجر"، لذا سأرد على فكرة الهجرة وسأبدأ بهذا السؤال:

    هل محمد وحده الذي هاجر؟
    ألم يهاجر موسى عليه السلام؟

    لقد هاجر عدد كبير من الأنبياء والرسل، وفي ذلك يقول الدكتور يوسف القرضاوي:

    لقد هاجر رسل الله عامة أو عدد كبير منهم ، ولكن لم تكن هجرتهم مثل هجرة محمد عليه الصلاة والسلام ، هاجر إبراهيم، قال الله تعالى: (فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم) ، وفي آية أخرى وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين) فخرج من بلد إلى بلد إلى أن استقر به المقام في فلسطين، وفي المدينة التي دفن فيها وسميت باسمه -عليه الصلاة والسلام- مدينة الخليل إبراهيم .

    وهاجر موسى عليه السلام ، ولكن كانت هجرته قبل البعثة حينما خرج من مصر بعد أن قتل ذلك القبطي خطأ واستغفر الله وقال له من قال (إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين ، فخرج منها خائفاً يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين)، وذهب إلى مدين وتزوج فيها وعاش فيها عشر سنوات مع ذلك الشيخ الكبير بعد أن تزوج ابنته، ولم يكن له في هذه المدة- السنوات العشر- عمل يذكر، كان شاباً صالحاً، وزوجاً طيباً، و صهراً كريماً، عاش مع هذا الرجل عشر سنوات ولكن لم يقم فيها بدور .

    ولم تكن هجرة محمد عليه الصلاة والسلام كهجرة موسى حينما قال (ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكمًا وجعلني من المرسلين) ، لم تكن هجرة محمد عليه الصلاة والسلام لمجرد الفرار من الفتنة أو الهرب من الإيذاء والتضييق ، لا ، لقد كانت الهجرة سعياً حثيثاً لإقامة مجتمع جديد ، مجتمع إسلامي بمعنى الكلمة ، كانت سعياً لإقامة مجتمع وبناء أمة، وإنشاء دولة جديدة تقوم على الربانية والإنسانية والأخلاقية والعالمية، كان هذا هو هدف محمد عليه الصلاة والسلام من هذه الهجرة ، وفعلاً استطاع أن يقيم هذه الدولة، وأن يؤسس هذا المجتمع، وينشئ هذه الأمة الجديدة خير أمة أخرجت للناس. انتهى.

    وكما ترون النقطة ليس فيها كلام أصلاً، فهي محاولة لجعل زرادشت محتكرًا لفكرة الهجرة ..

    النص الثاني من المسألة:

    وفي كتاب "الدين في الهند والصين وإيران" تتكلم الكاتبة عن حال زرادشت في بدء الدعوة والكلام الذي تورده هو جزء من "الأفستا"..
    "عن هذه النبوة والرسالة والوحي المنزل ينبعث قسم من "الجاتها" الحديث الفقهي وهو عن هذا النبي الرسول يحدث:إن إلى التفكير والعزلة انقطع زردشت منذ درجت به مدارج الحداثة من الصبا إلى الشباب وحتى تخطت به مراحل الشباب للشباب فجرا وللشباب غروبا ..
    وعن الحقيقة باحثاً راح يطوي..طيات الصحراء تهجدا…ومتجهدا طواه غار في جبل سبالان حيث بدأت أولى بشائر نبوته ورسالته حوالي سن الأربعينمن العمر، بالرؤيا…ثم بالكلام…ثم بالإسراء أو المعراج إلى السماء!"

    هذا النص يبدو خطيرًا للوهلة الأولى حينما يقرأه عامي، لكن كل ما فيه هراء وفيه نقد من جميع النواحي:

    أولاً:

    هذا نص المفروض أنه من كتاب مقدس وهو الأفيستا (كتاب الزرادشتية المقدس)، فأين رقم الآية أو العدد وفي أي ترنيمة هو؟ هذه ديانة لا نعلم عنها إلا القليل، فحينما تقول نصًا فعليك أن تقول أين هو بالضبط للتأكد منه، خاصة أن خاصية البحث في الأفيستا غير متوفرة.

    كان يمكننا التغاضي عن هذا لو كان مصدر الحصول على هذا النص من مصدر زرادشتي، أما المصدر الذي أتى منه هذا النص هو كتاب "الدين في الهند والصين وإيران" للكاتبة أبكار السقاف وهي معروفة بفكرها الجريء ويُقال أن البعض قد كفرها.

    غير أنني تغاضيت عن كل هذا، وظللت أنهك نفسي في البحث في الأفستا، وأبحث عن كلمات في النص لأحاول أن أصل إليه، فبحثت عن كلمات بالإنجليزية عديدة أحاول أن أصل إلى النص فلم أفلح!

    لذا فالنص غير مقبول حتى يُثْبَت أين هو في الأفيستا، وها هو موقع الأفيستا ابحثوا عنه فلعلني أخطأت: www.avesta.org

    كل هذا الكلام على النص مع أن ليس فيه شيء أصلاً! لكن للتأكد ليس إلا وللحصول على الترجمة الدقيقة، ومع ذلك سأكون كريمًا وسأعتبر النص موجود في الأفيستا وسأفنده تفنيدًا بإذن الله.

    ثانيًا:

    هناك لبس ولا شك في كلمتي "الإسراء أو المعراج"، فلا توجد في حياة زرادشت ما تشبه رحلة الإسراء والمعراج عند نبينا محمد ، وأتحدى الآن أن يأتي أحد بأن حدث إلى زرادشت ما حدث لمحمد .

    فما هو المعراج الذي حدث إلى زرادشت إذًا؟

    المعراج ببساطة الذي حدث لزرادشت هو أنه رُفع إلى السماء وأخبره الإله بالشريعة والنبوة، وحينما أُعرِج بزرادشت قابل الإله أهورا مزدا فأخبره بالتعاليم وتعلم أسرار الوحي المقدسة وأمر النبوة. (14)

    أي أنه كان معراجًا إلى السماء لكي يعرف أنه نبي ولكي يتلقى الشرائع، وهو غير معراج نبينا محمد .

    بل أنه الواصل إلينا من سيرة زرادشت أن الوحي نزل عليه في البداية سبع مرات، واحدة منها رأى فيها الإله! (15)

    ثالثًا:

    الرفع إلى السماء في الكتاب المقدس قد حدث لعدة أشخاص وهم:

    - أخنوخ:

    وسار اخنوخ مع الله ولم يوجد لان الله اخذه (تكوين 5:24)

    بالايمان نقل اخنوخ لكي لا يرى الموت ولم يوجد لان الله نقله.اذ قبل نقله شهد له بانه قد ارضى الله. (عبرانيين 11:5)

    ويقول موقع (النعمة) المسيحي في الكلام عن أخنوخ:

    هناك شئ آخر عجيب نحتاج أن نعرفه عن أخنوخ: وهو أنه لم يمت. هذا صحيح. فكلمة الله تخبرنا أن ‘‘أخنوخ سار مع الله ولم يوجد؛ لأن الله أخذه.’’ (تك24:5). إن الله في عظمته وخطته، نقل أخنوخ إلى السماء، دون أن يدعه يذهب عبر بوابة الموت. (16)

    - إيليا:

    وفيما هما يسيران ويتكلمان اذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا في العاصفة الى السماء (2 ملوك 2:11)

    ويقول أنطونيوس فكري في تفسيره للعدد السابق:

    لقد مجد الله إيليا بهذا الصعود حتى يتعلم الأنبياء الشهادة للحق مثله مهما كلفهم هذا. ونفس الكلام موجه لكل خادم. ولكن ترتفع أنظار كل واحد إلى أن هناك حياة فى السماء، والموت ليس نهاية وليعمل كل واحد أعمالا صالحة حتى تكون لحظة إنتقاله مجيدة. (17)

    - بولس:

    اعرف انسانا في المسيح قبل اربع عشرة سنة افي الجسد لست اعلم ام خارج الجسد لست اعلم.الله يعلم.اختطف هذا الى السماء الثالثة ( كورنثوس الثانية 12:2)

    ويقول تادرس يعقوب ملطي في تفسيره للعدد السابق:

    "أفي الجسد لست أعلم، أم خارج الجسد لست أعلم، اللَّه يعلم": كان الرسول في حالة دهش، فلم يدرك الحال الذي هو عليه، ولم يكن ذلك يشغله.

    "اختطف هذا إلى السماء الثالثة" شعر بأنه حُمل إلى السماء الثالثة، لكن كيف؟ وبأي وضع؟ لا يعلم. لعله يقصد بالسماء الثالثة أنها وراء السماء الأولى التي تطير فيها الطيور، وأيضًا وراء السماء الثانية التي بها الأفلاك (الفضاء).

    كان اليهود يعتقدون بوجود سبع سموات، وجاء في العهد القديم "سماء السموات" التي غالبًا ما يُقصد بها السماء الثالثة، حيث العرش الإلهي ومسكن القديسين مع السمائيين في الحياة الأبدية. ويرى البعض مثل أمبروسيايتر أن القديس بولس أُختطف مرتين، مرة إلى السماء الثالثة، وأخرى إلى الفردوس الذي انطلق إليه اللص اليمين عندما صُلب السيد المسيح. (18)

    فهل يمكننا أن نقول أن المعراج إلى السماء في الكتاب المقدس مقتبس من الزرادشتية؟

    كلام فارغ وحجة واهنة لا أجرؤ على الحديث بها مع نصراني ..

    فأين هذا من رحلة الإسراء والمعراج؟ وهل تلقى محمد الشريعة من رحلة الإسراء والمعراج؟

    لا يواجد تشابه على الإطلاق سوى في ترجمة أبكار السقاف التي أتت بالالتباس – ولا نتهمها بالطبع رحمها الله -.

    رابعًا:

    قد يخاف أحد ويقول: أليس النبي كان عمره أربعين عامًا حينما جاءه جبريل أي الوحي، وكذلك زرادشت؟

    أقول:

    حينما أهلكت نفسي في البحث لم أجد إلا أن زرادشت كان في الثلاثين حين أتاه الوحي وبدأ دعوته، وهاهي مصادري:

    1- كتاب An Outline of Religion، حيث يقول الكاتب:

    Zoroaster began his great work when he was thirty years old. (19)

    2- كتاب "الأديان الحية: نشوؤها وتطورها"، يقول الكاتب:

    "عنما بلغ زرادشت الثلاثين من عمره نزل عليه الوحي الأول على ضفة نهر دايتيا بالقرب من قريته." (20)

    3- والأمر أكثر وضوحًا في كتاب "زرادشت الحكيم"، حيث يقول الكاتب:

    "من ذلك نعرف أن نبوة زرادشت تمت وهو في السنة الثلاثين من عمره، وتسمى هذه السنة عند الزرادشتيين باسم (سنة الدين) لأنها تحدد اليوم الذي ارتجفت فيه قلوب الشياطين والمردة فزعًا من هول هذا الحادث الذي يؤذن بزوال سلطانهم، فأخذوا يشدون عزائمهم، ويستعدون لخوض غمار المعركة التي سوف تنشب في المستقبل القريب بين الحق والباطل، أو بين الخير والشر، أو بين النور والظلام" (21)

    فلا أدري ما حكاية الأربعين هذه وما أمر أبكار السقاف؟!

    - لو افترضنا – جدلاً - أنها كانت أربعين سنة، ثم ماذا؟
    هل كان رسول الله يعلم أن هناك رجل اسمه زرادشت وقد بدأت دعوته في الأربعين؟ فأراد أن يبدأ دعوته هو أيضًا في سن الأربعين؟ هل كان ينتظر كل هذا لكي يكون هو وزرادشت متساويان؟
    ما الحكمة في سن الأربعين؟ هل هناك سر في هذا السن؟ فأل حسن ربما؟

    هذا إلى جانب أني وضحت أنها ليست أربعين، وللصديق النصراني الذي وضع الشبهة، قم بعمل "هجمة مرتدة" وقل له: أن يسوع هو الذي قد بدأ تلقي الوحي في سن الثلاثين! أي أنه مماثل لزرادشت!

    ولما ابتدا يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي (لوقا 3:23)

    وفي ترجمة أخرى:

    وكان يسوع عند بدء رسالته، في نحو الثلاثين من عمره (لوقا 3:23)

    أنا والله لا يمكنني أن أقول هذا أمام نصراني، لأن هذا استخفاف بالعقول، ولكن علي الرد بالتفصيل ورد الهجمة بالهجمة حتى ينتهي الأمر ..

    أي أنه لم يبق في هذا النص المخيف شيء، فكما ترون هناك لعبة تدليس في الإسراء والمعراج، كما وضحنا ليس المقصود رحلة كرحلة الرسول ، وسن الأربعين كما أخبرنا ليس أربعين سنة بل ثلاثين وهو مماثل لسن يسوع حينما تلقى الوحي، مع أنني والله سأطلق على نفسي لقب أغبى الأغبياء لو هاجمت نصراني بمثل هذا الكلام!

    النص الثالث من المسألة:

    "بعد تلقيه الرسالة انطلق زرادشت يبشر بها في موطنه وبين قومه مدة عشر سنوات، ولكنه لم يستطع استمالة الكثيرين إلى الدين الجديد. فلقد وقف منه الناس العاديون موقف الشك والريبة بسبب ادعائه النبوة وتلقي وحي السماء، بينما اتخذ منه النبلاء موقفاً معادياً بسبب تهديده لهم بعذاب الآخرة، ووعده للبسطاء بإمكانية حصولهم على الخلود الذي كان وقفاً على النخبة في المعتقد التقليدي. ولما يئس النبي من قومه وعشيرته عزم على الهجرة من موطنه، فتوجَّه إلى مملكة خوارزم القريبة، حيث أحسن ملكها فشتاسبا استقباله، ثم اعتنق هو وزوجته الزرادشتية وعمل على نشرها في بلاده"

    أولاً:

    بالنسبة لنقطة "بدايات الدعوة" فقد وضحناها والحمد لله سابقًا، وأخبرنا أن عدد كبير من الأنبياء قد هاجروا كموسى ولم يتفرد بها محمد .

    ثانيًا:

    هل حقًا علم محمد بسيرة زرادشت وأنه دعا زوجته إلى دينه ثم هاجر ففعل هذا؟

    النقطة الأولى: القصة غير مطابقة لما فعل الرسول فلم تهاجر السيدة خديجة معه!

    النقطة الثانية: ليس أول من اعتنق فكره هي زوجته بل ابن عمه "ميتوماه". (22)

    ثالثًا:

    يأتي السؤال الأخير:

    "فهل كانت "سيرة زرادشت" مصدر إلهام لنبي الإسلام في حياته وأفعاله؟."

    ومن أين يمكن أن يقرأ عن سيرة زرادشت؟ هل تظن أن سيرة زرادشت كانت مدونة وكانت متوفرة يقرأها من يريد؟! وكيف أصلاً لو كانت مدونة ومتوفرة يقرأها النبي الأمي بأبي هو وأمي ونفسي ؟

    وفي هذا يقول الأخ حسام كلام جميل:

    "العبقري الفذ يسأل الآن : فهل كانت "سيرة زرادشت" مصدر إلهام لنبي الإسلام في حياته وأفعاله؟
    أي : هل أراد النبي صلى الله عليه و سلم من قومه أن يعادوه ؟؟ يعني هل أراد النبي صلى الله عليه و سلم أن يهجر بلده ؟!!

    هذه واحدة تدل على غباء السؤال ، و الثانية :

    إن هذا الذي ذكره الكاتب ليس تطابقًا !! و ليس تطابقًا فكريًّا !! فضلًا عن أن يكون تطابقًا فكريًّا رهيبًا !!
    هذا أمر يحدث لكل من جاء بفكر جديد !! يحاربونك ثم يهجرونك ثم يتبعونك !! سواء كان من يتبعك البله و المخابيل أم العقلاء و الفضلاء !! و في النهاية لا يصح إلا الصحيح !

    هذا ديدن كل من خرج على قومه بقول جديد حقًّا كان أو كذبًا !!

    و موسى عليه السلام - بالمناسبة أظن المانوية تنكر نبوة موسى و هذا تناقض فكري ليس برهيب بين الإسلام و المانوية ، موسى عليه السلام دعا فرعون فحاربه و هاجر موسى عليه السلام ، و المسيح عليه السلام دعا اليهود فحاربوه ، و هكذا حتى قال ورقة بن نوفل عليه الرضوان في بداية النبوة للنبي صلى الله عليه و سلم ( ليتني فيها جذعًا إذ يخرجك قومك !! ) ، فسأله النبي صلى الله عليه و سلم " أو مخرجي هم ؟!! " فقال ورقة ( نعم ما أتى أحد بمثل ما جئت به إلا عودي ) ..

    أفهمت ؟!

    لا أظن لذلك اسمع ..

    أيه الكاتب : اعزم على الخروج على قومك بفكر جديد فماذا ستفعل ؟!!
    ستعكف حينًا تدرس هذا الفكر ، ثم تخرج على قومك به و تدعي النبوة مثلًا ، و يهجرك قومك ، و تضيق بك الأرض فتهاجر ، و لن تعدم أحمق أواثنين يتبعونك كهذا الذي نقل الكلام ، فتفرح به حينًا ، ثم تموت ، ثم فترة و يندثر قولك !!

    عندها سأقول إنك متأثر بزرادشت!"


    المسألة الثالثة: آخر الأنبياء

    تلخيص الادعاء: يقول الكاتب أن زرادشت قال أنه آخر الأنبياء وكذلك فعل ماني، وأن محمد قلدهما!

    أولاً:

    لم أجد النص في الأفيستا حتى تعبت من البحث، ومصدر النص أيضًا هو كتاب أبكار السقاف.

    ثانيًا:

    تتخيل مثلاً أن محمد كان في مكة ثم سمع سيرة زرادشت وماني وأنهما قالا أنهما آخر الأنبياء فأراد تقليدهما؟
    كلامٌ غير معقول.

    ==
    تابع
    التعديل الأخير تم 08-16-2010 الساعة 12:47 PM

  11. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مِصر
    المشاركات
    34
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    المسألة الرابعة: التوحيد


    تلخيص الادعاء: أن زرادشت دعا إلى التوحيد ومحمد اقتبس منه التوحيد!

    فعلاً في الزرادشتية توحيد، لكن ليس كتوحيد الإسلام العظيم، ففي الإسلام عليك أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، أما الزرادشتية فتنكر أن شر القدر من عند الله، وتقول أنه من عند قوة الشر أهرمان، وقد جعلوا لأهرمان قوة هائلة يتصارع بها مع الإله!

    والتوحيد هو الفطرة السليمة النقية لله عز وجل الواحد الأحد الفرد الصمد، فبالله عليك كيف يكون هناك إلهيين سرمديين؟

    فليس التوحيد اتهام للإسلام بالسرقة من الزرادشتية! سبحان الله عما يصفون!



    المسألة الخامسة: أسماء الله

    تلخيص الادعاء: زرادشت عد بضع أسماء للإله ومحمد اقتبس منه تلك الأسماء!

    أولاً:

    حينما كان زرادشت يدعو إلى التوحيد وذكر صفات الإله فلابد أن توافق بعض صفات توحيد الله في الإسلام، وخصوصًا أننا الآن نترجم الألفاظ من لغة غريبة لذا قد نصل إلى نتائج مماثلة في بضع الصفات.

    ثانيًا:

    كاتب الموضوع يقع في خطأ حيث يقول " قال نبي الإسلام بأن لله أسماء وعددها"، فمن أخبره بهذا؟

    في صحيح البخاري والحديث برقم 7392، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " إن لله تسعة وتسعين اسما ، مائة إلا واحدا ، من أحصاها دخل الجنة".

    فليس هناك تحديد للأسماء، أما بعضها فقد وردت في القرآن وأخرى قد اجتهد فيها العلماء كالبيهقي.

    فكاتب المقال يظن أن التسعة وتسعين اسمًا الذين يسمعهم في الأناشيد ويتغنى بهم البعض ومعلقون في الصور والذين يُنشدون في طابور الصباح في المدرسة قد عدهم النبي وصرح بهم وقال أسماء الله كذا وكذا؟!

    هذا بالإضافة إلا أن الأسماء ليست متماثلة كل التماثل!


    المسألة السادسة: الإسراء والمعراج

    تلخيص الادعاء: يقول الكاتب أن زرادشت حدث له رحلة الإسراء والمعراج وأن محمد اقتبس منه!

    أولاً:

    هي نقطة مكررة فقد سبق أن وضحنا أنه لا رحلة إسراء ومعراج عند زرادشت، وأتحدى كاتب المقال أو غيره أن يبين لي ذلك من مصادر زرادشتية أنه حدث له رحلة إسراء ومعراج كالرسول ، بل فقط رُفع عند الإله وأعطاه الشريعة وهنا لا مماثلة على الإطلاق، بل قال زرادشت أنه رأى الإله أهورا مزدا مرة!

    بل وأنه يوجد من رفعوا إلى السماء (أي حدث لهم إسراء أو معراج على قول الكاتبة أبكار السقاف) في الكتاب المقدس كأخنوخ وإيليا وبولس!

    ثانيًا:

    يوجد في آخر المسألة جملة تريد أن تثير الريبة، حيث كتب الكاتب:
    "( أنظر تفسير "ابن عربي"،وحديث عائشة "ما فقد جسد رسول الله قط" )."

    وهنا الكاتب يستدل بابن عربي الحلولي وهناك إجماع على كفره!، وقد قال:

    عقد الخلائق في الإله عقائدًا .. وأنا اعتقدت جميع ما عقدوا

    فهو يعتقد أن الله حل في كل شيء لذا هو يؤمن بجميع الأديان!

    وأين حديث عائشة هذا؟ لقد بحثت عنه ولم أجده!
    بل لو أنك وضعت علامتي تنصيص في محرك البحث Google عن الحديث لظهر لك هذا الموضوع!
    فأين هذا الحديث هداك الله؟!



    المسألة السابعة: بعض العبادات والقيامة والصراط والثواب والعقاب وكتاب الإنسان

    تلخيص الادعاء: يذكر الكاتب بعض العبادات من الديانتين الزرادشتية والمانوية ويقول أن محمد اقتبسها منهما!، ويقول أن محمد أخذ بعض الأمور الخاصة بما بعد البعث من زرادشت كالثواب والعقاب!

    الجزء الأول من المسألة: بعض العبادات.


    أولاً:

    نرى محاولة "تخابث" فهو يقول مرة في الديانة الزرادشتية وحينما لا يجدها في الزرادشتية يقول في المانوية!

    ثانيًا:

    الصلاة في اليهودية 3 مرات في اليوم، والصلاة في الهندوسية مرتان ويتلون فيها آيات مقدسة، وفي البهائية ثلاث صلوات، وعند الصابئة ثلاث صلوات في اليوم، وفي المانوية أربع أو سبع صلوات في اليوم، وفي الزرادشتية خمس.

    أفحينما يتشابه رقم مع آخر نقول أن هذا اقتبس من هذا؟ أيعني هذا أن الصابئة قد اقتبسوا من اليهود؟!

    لنتكلم عن الصلاة في الزرادشتية:

    الوضوء: قال الجاحظ: "وشرع لأصحابه التوضوء بالأبوال"! (23)
    القبلة: يتجهون في النهار إلى الشمس وفي الليل إلى القمر أو النجوم أو ضياء كان (ومنها النار طبعًا)، لأن النور رمز الإله! (24)

    وهذا فيديو يشرح صلاة الزرادشتيون:

    Youtube Video

    هم فعلاً عندهم خمسة صلوات مفروضة مثلنا، لكن نحن عندنا صلاة جمعة، وعندنا سنن للصلوات وصلاة لتحية المسجد وصلاة عيد وصلاة استخارة وصلاة جنازة وغيرهم من الصلوات، ونحن صلواتنا في ميعاد محدد وفي جماعة، أما هم فلا جماعة وهناك وقت طويل يصلي فيه الفرد متى أراد، وعندنا الطهارة بالماء قبل الصلاة أما عندهم كما ذكر الجاحظ فبالأبوال، فلا تشابه في الكيفية إذًا.

    وعند المصريين القدماء صلوات فيها حركات وسجدات مثل المسلمين، ففي كتاب (تاريخ الحضارات العام) ما نصه:

    " كان المصريون القدماء يصلوا كل يوم في الصباح صلوات فيها خمس حركات وسجدات" (25)

    هذا تشابه بيننا في الصلاة، وكذلك هناك تشابه في الصيام والحج:

    فقد كان المصريون القدماء يحرصون على الصيام (26)، وهم كذلك يصومون من طلوع الشمس إلى غروبها حيث يمتنعون عن تناول الطعام ومعاشرة النساء! (27) وهم كذلك يحجون ويعتبرون أيام الحج من أسعد الأيام (28)

    ياااه!

    إنهم يشابهون المسلمين في الصلاة وكذلك في الصيام وفي كيفية الصيام فهم يمتنعون عن تناول الطعام والنكاح وكذلك في مدته!، سأذهب الآن وأضع موضوعًا أزينه بأقواس جميلة ( ) أكتب فيها المصدر، وأفضح فيها المسلمون أنهم لصوص من الديانات الأخرى، وبهذا سيعرف الجميع أن الإسلام مُقتبس من الديانات الأخرى ويعرف الناس أني مطلع على الديانات القديمة ويعرفون بثقافتي الفذة، فأكسب المدح وأكسب ارتداد المسلمين عن دينهم.

    هذا هو – على الأقل – تفكير كل من كتب موضوعًا في هذا الأمر، فدعونا نوضح الأمر بهدوء:

    هم فعلاً يشابهونا في الصلاة بحركات جسدية والصيام بالامتناع عن الأكل والنكاح، لكن هل يشابهونا في العقيدة والتشريعات؟!

    هم يصومون فعلاً مثلنا، ويوافقونا في عدم معاشرة النساء أثناء الصيام، هذه نقطة اتفاق، لكن توجد العديد من نقاط الاختلاف، فانظر إلى عقيدة الإسلام العظيم وعقيدتهم الوثنية، وانظر كذلك في الاختلاف في كيفية الصيام بيننا وبينهم فمثلاً يقول كتاب (الصيام من البداية حتى الإسلام):

    "صيام الكاهن يمر بمراحل إذ يصوم في التكريس الأول عشرة أيام عن أكل اللحم وشراب النبيذ، وفي التكريس الثاني يصوم عشرة أيام بعد تلقيه واجباته المقدسة، أما في الثالث فيصوم صومًا رغبة منه لا فرضًا عليه" (29)

    أرأيت نقاط الاختلاف هذه الكثيرة؟

    1- نحن عندنا لا فرق بين العالم في الدين وغيره من العامة، فصيامنا صوم واحد أما هم هناك فرق بين الكاهن وغيره.

    2- لا يوجد عندنا مراحل في الصوم، أما عندهم فتوجد ثلاث مراحل للكاهن.

    3- هم عندهم الكاهن في المرحلة الثانية يصوم صومًا لكن فيه يشرب النبيذ! نحن ليس عندنا هذا الكلام، فالصوم صوم، والنبيذ عندنا من المحرمات.

    4- يوجد اختلاف في مدة الصوم، فعندنا الفرض هو شهر رمضان، أما عندهم غير ذلك ويختلف من الكاهن عن غيره.

    ويقول كتاب (الفكر الديني القديم) ما نصه:

    " والكهان خلطوا صيامهم بالأسرار المبهمة معتقجين انها تضفي القدسية عليهم، كما اعتقدوا ذلك في سائر طقوس العبادات، ففي الصلاة قصروا التراتيل فيها بالسرية والغموض ولم يسمحوا لعامة الناس بالاطلاع على شرح مضمونها، وليضمنوا بذلك لهم التبجيل والاحترام والتنعم بما سيحصلون عليه من واردات المعابد" (30)

    وها هي نقاط الاختلاف تتدفق، وأزيد من كتاب (الصيام من البداية حتى الإسلام):

    "أما صيام الشعب فكان أربعة أيام من كل عام تبدأ عندما يحل اليوم السابع عشر من الشهر الثالث من فصل الفيضان." (31)

    وهذا النص الأخير يقضي الأمر من نفس الكتاب:

    " وهناك نوع آخر من الصيام يحرم فيه أكل كل شيء من الطعام خلا الماء والخضر مدة سبعين يومًا ويصومون كذلك في الأعياد كوفاء للنيل، وفي موسم الحصاد، أما فريضة الحج عندهم، فتتمثل بزيارة أماكن تواجد الآلهة في المعابد المنتشرة في المدن ومنها زيارتهم لهيكل معبودهم (إيزيس) و(نتاح) في مدينة منفيس، و(أمون) في مدينة طيبة." (32)

    وبالنسبة للحج فهم يحجون، لكن حذار في اللفظ، فهو ليس كحج المسلمين بل هو حج وثني وفيه من الخرافات ما فيه، ففي كتاب (مقارنة الأديان [الإسلام]) ما نصه:

    " وكانت أيام الحج عندهم من أسعد الأيام التي يتقربون فيها بالدعوات، وتقديم القرابين، وفق ما كان مألوفًا عندهم. وكانوا يغالون في الاعتقاد بسعادة أيام المراسيم الدينية الكبرى، ويذهبون إلى أن من يولد في هذه الأيام من أسعد الناس حظًا، ويزعون أنه سيكون من كبار رؤساء الدين في المستقبل." (33)

    وفي كتاب (ديانة مصر القديمة):

    " والحجاج كانوا يقدمون علامة على تعبدهم، نصبًا يثبتونها بطريقة بربرية في نقوش مثبتة في معابدهم القديمة، وهذه النصب تعني، أن الإله قد استجاب إلى الدعاء. وهناك نذور أكثر بساطة، متعددة الصنع، مما يدل على قيام تجارة حقيقية ضخمة لمناسبة الحج." (34)، ومراسيم الوثنية معروفة فلا حاجة للزيادة فيها.

    لذا هل نستطيع أن نقول الآن أن الإسلام قد اقتبس من المصريون القدماء؟! هل نستطيع أن نربط ديانة التوحيد الخالص بالوثنية المصرية القديمة؟!

    الموضوع كله على مُنتهج هذه الطريقة، يستعين الكاتب مرة بدين الزرادشتية حينما يجد تشابهًا في الإسلام، ومرة أخرى يستعين بالمانوية حينما يجد تشابهًا، لكن أصلاً أغلب هذه التشابهات غير موجودة كما وضحتها في الموضوع!

    لذا فهذا للأسف هو المنهج المتبع لكاتب الموضوع، وجد عبادة تشابه عبادة (وهو تشابه سطحي فقط) فيقول أن دين قد اقتبس من دين!

    ولزيادة التوضيح فالهندوس يصومون مدة الصيام كالمسلمين وفيه يكفون عن الصلاة والاتصال الجنسي. (35)

    وبالنسبة للصوم في المانوية فهو غير صيام المسلمين تمامًا، فعندهم الفرض ثلاثين يومًا في الشهر وسبعة أيام من كل شهر، أما نحن عندنا فالفرض شهر رمضان كان ثلاثين يومًا أو لم يكن، وعندنا الأيام المُستحبة فيها الصيام كثيرة كستة من شوال، وأول عشر من ذي الحجة ويوم عرفة وعاشوراء والإثنين والخميس من أكل أسبوع، ومن الشهور بعد رمضان المُستحب صيامها محرم وشبعان.

    يقول الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه (حقائق الإسلام وأباطيل خصومه):

    "إن الغرض من العبادات تمثلها حقيقتان، أولهما تنبه الإنسان على الدوام بأن العبادات تغني وجوده الروحي الذي ينبغي أن تشغله طيلة وقته بمطالب غير مطالبه الجسدية وغير شهواته الحيوانية، والحقيقة الثانية من العبادة المثلى التي تنبه إليها ضميره هو الوجود الخالد الباقي إلى جنب وجوده الزائل المحدود في حياته الفردية"

    ويقول الأستاذ عبد الرزاق رحيم في كتابه (العبادات في الأديان السماوية):

    "إن تأدية العبادات بصورة عامة، والصلاة خاصة، إنما جاءت من إيمان الإنسان قديمًا بوجود قوة إلهية غيبية تسيطر عليه وعبادة كهذه نجدها في سفر التكوين على شكل عرض القرابين من قبل قايين (قابيل وهابيل)، (وحدث من بعد أيام أن قايين قدم من أثمار الأرض قربانًا للرب وقدم هابيل أيضًا من أبكار غنمه ومن سمانها، فنظر الرب إلى هابيل وقربانه لكن إلى قايين وقربانه لم ينظر، فاغتناظ قايين جدًا وسقط وجهه)، وهناك صلوات أخرى يذكرها العهد الجديد من هذا القببيل"

    وأريد أن يطلع كاتب المقال وغيره على بعض الكتب التي تهتم بدراسة شرائع الأديان، سيجدوا بالطبع متشابهات بين دين ودين، ولكن حينما يبحثون عن هذا الدين ويحاولون مقارنته بهذا الدين لن يكون هناك تشابه على الإطلاق.

    وهذا كتاب من الكتب التي تهتم بدراسة شرائع الأديان:

    - الصيام من البداية حتى الإسلام، تأليف: علي الخطيب.
    للقراءة: من هنا مباشرةً على موقع أرشيف

    الجزء الثاني: القيامة والصراط والثواب والعقاب وكتاب الإنسان

    لن أتكلم في هذه النقطة لأنها لا تحتاج إلى رد، فكل هذا موجود في أغلب الديانات! وموجود في المسيحية!

    لكن هناك بعض الدعاوي التي أريد لها توثيق، وأنا متأكد من أنها منقولة من كتاب أبكار السقاف رحمها الله لذا فلن أرد على تلك النقطة حتى يوثق الكاتب المعلومات ويحدد موضع التشابه ..



    المسألة الثامنة: المهدي المنتظر

    تلخيص الادعاء: قال زرادشت بأن هناك من سيظهر في آخر الزمان وسيعدل وينصر الحق، ويقول أن محمد اقتبس هذه الفكرة وقال بأمر المهدي المنتظر!


    يعني أن النبي كان يعلم بكل حذافير الديانة الزرادشتية، وكان يعرف أن زرادشت قال بأنه هناك شخص سيأتي في آخر الزمان، فأراد النبي تقليده؟! هذا والله كلام لا يقبله عقل.

    وللعلم فينتظر الهندوس عودة "كريشنا"، وينتظر اليهود "نبي من أنبياء بني إسرائيل"، وكذلك ينتظر النصارى عودة "المسيح"، وكذلك البوذيون ينتظرون عودة "بوذا".

    والعديد من الديانات الأخرى تنتظر مخلصًا في آخر الزمان، فهل هذا يعني التقليد وهل هذه تهمة توجه إلى الإسلام؟

    هذا شيء والشيء الآخر أن ظهور "أشيزريكا" مرهون بشيء، وهو انتصار الإله أهورا مزدا على أهرمان الشرير! فحينما ينتصر الإله ولا توجد هناك قوى شر ولا يستطيع أهرمان أن يبث الشر، سيرسل الإله "أشيزريكا" لأن الأرض أصبحت أمان ولا توجد قوى شر!

    فبالله عليكم هل هذا كلام؟ أين هو التعظيم لله عز وجل السرمدي خالق كل شيء ومُكوِّن كل مُكوَّن الصمد الذي لم يلد ولم يولد والذي ليس له كفؤ أو نظير؟!


    المسألة التاسعة: تحريف الإنجيل

    تلخيص الادعاء: يقول الكاتب بأن ماني قال أن الإنجيل مُحرَّف فاقتبس محمد هذه الفكرة من ماني وقال بتحريف الإنجيل!


    أولاً:

    لم أجد أن ماني قد أنكر الإنجيل وقال بتحريفه قطعًا، بل فسره على هواه.

    ثانيًا:

    ماني كان يعترف بالتوارة (هذا ما تأكدت منه) ويقول بأنها لم تُحرف (على حد بحثي) وهو بهذا يخالف الإسلام في هذه النقطة فالإسلام يرفض التوراة والإنجيل.

    ثم أتظن بالله عليك أن الرسول كان يقرأ في سيرة ماني وبلغه أن ماني قد قال بتحريف الإنجيل فقال لابد أن أقول أنا بتحريفه؟! هل هذا كلام يقبله عقل؟!


    المسألة العاشرة: صلب المسيح

    تلخيص الادعاء: يقول الكاتب بأن ماني قال بأن المسيح لم يُصلب، فاقتبس محمد الفكرة منه!


    أما هذه المسألة فهي الأعجب، فيحاول كاتب الموضوع بأي طريقة أن يربط هرطقة مهرطق مسيحي/زرادشتي وهو ماني، بما قاله الإسلام العظيم ولكنه لم ولن يفلح بإذن الله.

    فماني قال أن المسيح – عليه السلام – ظهر بين اليهود مرتديًا صورة وظل جسد إنساني وليس حقيقيًا، لكن إله الظلمة أغوى اليهود ليصلبوه! ولكن بما أن المسيح لم يكن في جسد إنسان حقيقي فلم تؤثر فيه الآلام ولكن اليهود ظنوا أنهم صلبوه!

    هل قال الإسلام هذا؟ للأسف هذا جهل آخر في الموضوع، فالإسلام العظيم قال بأن المسيح عيسى – عليه السلام – قد رُفع إلى السماء، وأنهم لم يصلبوه ولكن شبه لهم يهوذا على أنه المسيح ففعلوا ما فعلوا بيهوذا وظنوا أنه المسيح.


    لذا فتلك المسألة لا كلام فيها ولا فصال.





    وبعد أن وضحت بحمد الله الأمر وانتهجت منهجًا علميًا في الرد، حيث رددت في البداية بمقدمة تنهي الموضوع ثم أتبعتها بتفصيل كل مسألة والرد على كل مسألة بأكثر من وجه وتوضيح الالتباس، وأوضحت منهج الموضوع الخاطئ الذي يستند عليه وأعطيت الأمثلة، وكل معلومة قلتها في الموضوع أرفقت لها مصدرًا وقد حرصت قدر المستطاع على أن يكون المصدر واضحًا لمن أراد مراجعة معلومة، بالرغم من أن الموضوع ليس فيه مصادر بل أقواس فقط ويبدو أن صاحب الموضوع نسى وضعها! وبالإضافة إلى أن صاحب الموضوع لا يضع المصادر مضبوطة حتى يُرجع لها، فمثلاً قد اعتمد على أبكار السقاف التي لا أعلم ما مشكلتها، لذا عليه حينما يضع أعدادًا من الأفيستا أن يذكره تخريجها، لذا كان الأمر شاقًا في التوصل لتلك المصادر لكن الحمد لله على كل حال، وأرجو من الله أن أكون قد أديت للشبهة حقها وأن يقتنع كل من قرأ الموضوع ببطلانها.

    وإلى صاحب الموضوع أشكره أولاً وأقول له (كنصيحة أخٌ لك في الإنسانية يحبك): كُن منهجيًا في بحثك، أعني لا تجعل كل همك أن يرى الآخرين بحثك ويعجبوا بك، بل أنت تبحث من أجل الحق، لذا فتقبل ردي هذا واقرأه بتمعن فإن اقتنعت فاحذف موضوعك وأخبر كل من نقلوه أن يحذفوه أو أن تضع ردي بجانب الشبهة، وإن لم تقتنع فيمكنك الرد وسأقوم بالرد بإذن الله، حتى يكون الأمر منهجيًا وليس عبثيًا، فنحن الآن نتكلم في مصائر نفوس فليس الأمر بالعبث، وأرجو أن أجد رد فعل منك إما بالاقتناع فالحذف أو إرفاق الرد، أو الرد علي.

    وأذكركم بقول أحدهم: "أهل العلم يقولون ما لهم وما عليهم، أما أهل الأهواء فلا يقولون إلا ما لهم".

    " أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا"

    وصلي اللهم وبارك على سيدنا محمد.

    يمكن تحميل الرد على ملف Word من إحدى الروابط الآتية:


    Rapidshare

    4Shared

    Zshare



    كتبه: عليّ سعيد
    6 رمضان 1431 هـ.
    16 أغسطس 2010 م.

    النشر ممكن لأي أحد حتى بدون ذكر المصدر أو الكاتب.


    --

    الهوامش


    1) انظر مصادر الإسلام، جون سي. بِلر، ترجمة: مالك مسلماني، ص32.
    2) موسوعة أقباط مصر - http://www.coptichistory.org/new_page_1840.htm
    (3 الفهرست، ابن النديم، ص392.
    4) الزندقة - ماني والمانوية، جيووايد نغرين، ترجمة وزيادة ملاحق: د. سهيل زكار. دار التكوين، دمشق. (وصل إليه عبر الويكيبديا العربية http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%...88%D9%8A%D8%A9)
    (5 القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، من تاريخ الإسلام في الإلحاد، عبد الرحمن بدوي، ص29.
    6) القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، من تاريخ الإسلام في الإلحاد، عبد الرحمن بدوي، ص30.
    7) الفهرست، ابن النديم، ص392 – 394.
    8) موسوعة الأديان، المجلد الرابع، ص145 – 169.
    9) موسوعة الأديان، المجلد الرابع، ص166 – 167.
    10) حلب: مركز الإنماء الحضاري، زرادشت الحكيم، حامد عبد القادر، الطبعة الأولى 2006م، ص78 – 79. ومقال الويكيبديا العربية الذي باسم "أبراج الصمت" http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%...B5%D9%85%D8%AA
    (11 المعتقدات الدينية لدى الشعوب، جفري بارندر، ص144.
    12) الأديان الحية، أديب صعب، ص107.
    13) المعتقدات الدينية لدى الشعوب، جفري بارندر، ص139.
    14) حلب: مركز الإنماء الحضاري، زرادشت الحكيم، حامد عبد القادر، الطبعة الأولى 2006م، ص45 – 46.
    15) موسوعة الأديان، المجلد الرابع، ص158.
    16) موقع النعمة: http://www.thegrace.com/books/TWOR/12_Enoch.htm
    (17 تفسير العهد القديم، أنطونيوس فكري.
    (18 تفسير العهد الجديد، تادرس يعقوب ملطي.
    (19) An Outline of Religion – E. R. Appleton and S. Parkes Cadman. – page 176
    (20 الأديان الحية: نشوؤها وتطورها، أديب صعب، ص108.
    21) حلب: مركز الإنماء الحضاري، زرادشت الحكيم، حامد عبد القادر، الطبعة الأولى 2006م، ص46.
    22) حلب: مركز الإنماء الحضاري، زرادشت الحكيم، حامد عبد القادر، الطبعة الأولى 2006م، ص8.
    23) الرياض: دار الوطن، رسالة دكتوراه [دراسة للكتاب وتحقيقه من أوله إلى منتصفه]، تلبيس إبليس، ابن الجوزي، تحقيق: د. أحمد بن عثمان المزيد، ص396.
    24) موسوعة الأديان والمعتقدات القديمة، عبد الرزاق رحيم، ص47.
    25) تاريخ الحضارات العام، أندريه إيمار وجانيين أوبوايه، نقله إلى العربية فريد. مم. دانمر. وفؤاد ج. أبو ريحان، انظر الصفحات 84، 105، 106 وما بعدها، منشورات عويدات، ط 2، 1986م.
    26) الصوم في القديم والحديث، ناصر الدين أبي الفتوح الكرملي، ص 36، مطبعة الكونكورد.
    27) بغداد: دار الشؤون الثقافية، الفكر الديني القديم، تقي الدباغ، ص85.
    28) مقارنة الأديان (الإسلام)، ص142.
    29) الصيام من البداية حتى الإسلام، علي الخطيب، ص103 – 104.
    30) بغداد: دار الشؤون الثقافية، الفكر الديني القديم، تقي الدباغ، ص85.
    31) الصيام من البداية حتى الإسلام، علي الخطيب، ص114.
    32) الصيام من البداية حتى الإسلام، علي الخطيب، ص104 – 105.
    33) مقارنة الأديان (الإسلام)، ص142.
    34) ديانة مصر القديمة، ص 167 – 168.
    35) الصيام من البداية حتى الإسلام، علي الخطيب، ص66 – 67.
    التعديل الأخير تم 08-16-2010 الساعة 01:10 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. نقاش لي مع نصراني انتهى.............
    بواسطة ميدو 1021 في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-19-2008, 10:55 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء