هون عليك الامور واعلم :ان لها موردا ومصدر
السلام عليكم اخي الكريم .
اخي الكريم لا ينبغي ان تكون غيرتك على دينك ,ان تكون سبيلا لوضع شبهات عندك , بل على العكس يا أخي ,ينبغي النظر بعين الانصاف ,خصوصا لما يروج اليه المغربين , فهم تركوا كل شيء من اجل تقليد الغرب في كل شيء بل كان الغرب هو نبيهم وشرعهم .
كيلا تظن اني اتحامل عليهم سأكتفي بالفكرة التي طرحتها انت في النقاش وبعدها نتكلم عن فعل القوم وتقيم عملهم .
اولا : الاشارة الى التعريفات:
فللتعريف اهمية : فهو الذي يعرفك بما يخاطبك الشخص المقابل .وللتعريف اساس وشروط
اما الاساس فهو ان يكون صحيحا في وصف المعرف.
الشروط ان يكون جامعا لعناصره , وان يكون مانعا لكل ما ليس من عناصره .
الكلام كثير هذه الايام وكل من تكلم فانه يسمع النلس صوته سواء تكلم بحق ام بباطل , الذي يهمنا ما تكلمت انت عنهم :الاول عرف الحداثة بانها:
الحداثة تعني الصياغة
المتجددة للمبادئ والأنظمة التي تنتقل بعلاقات المجتمع من مستوى الضرورة إلى الحرية، ومن الاستغلال إلى العدالة، ومن التبعية إلى الاستقلال ومن الاستهلاك إلى الإنتاج، ومن سطوة القبيلة أو العائلة أو الطائفة إلى الدولة الحديثة، ومن الدولة التسلطية إلى الدولة الديموقراطية. والحداثة تعني الإبداع الذي هو نقيض الاتباع، والعقل الذي هو نقيض النقل.
في التعريف مشاكل كثيرة اهمها ما لونته لك في الاحمر :المتجددة للمبادئ والأنظمة أخي الكريم نظرة سريعة يقول صياغة متجددة وهو يتكلم عن مباديء وانظمة وهو من باقي تعريفه لا يتكلم عن عناصر متغيرة بل عناصر ثابتة قد تتغير النظرة اليها ولكن النظرة العامة لها واحد , فكل ما عرفه هي امور لا تتغير فلا يمكن ان يصبح الاستغلال يوما عدالة ولا العدالة استغلال من حيث النوع ولا يمكن ان تكون كذلك من حيث المضمون.
وهذا الامر ليس بحاجة لتوضيح فهو معروف ليس فقط عند المسلمين وانما عند كل الناس, ولكن هناك سياسة جديدة ودعوة مبطنة في التعريف تعرفها من كلامه ومن الدولة التسلطية إلى الدولة الديموقراطيةفهنا تعرف المغزى كل ما ليس دمقراطي هو متسلط ؟ ولكن في اي نوع من الدمقراطية ؟وهل الدعوة الغربية للدمقراطية الغربية هي صحيحة ؟ هل يجوز تمرير الافكار هكذا؟
والمشكلة الاكبر عبارته "والعقل الذي هو نقيض النقل" فهي عبارة عن بيان جهل يحمله صاحبه .فمعرفة النقل انما حصلت بالعقل فكيف يكون العقل قدحا في النقل؟اذ لو كان كذلك لكانقدحا في العقل الذي استخدمناه في معرفة صحة النقل .
اما التعريف الاخر :
ويُعَرّفها أحد الباحثين بأنها : مفهوم متعدد المعاني والصور، يمثل رؤية جديدة للعالم مرتبطة بمنهجية عقلية مرهونة بزمانها ومكانها
وهل يكون المفهوم متعدد المعاني والصور؟ اذا اصبح ليس مفهوم ,وهل يكون العقل مرتبطا بزمان اومكان ؟
العقل شيء واحد .ما كان عقلا اليوم فهو بعد الف سنة عقل وقبل الف سنة عقل . والغريب ان من يزعم دائما اعتماده على العقل يكون اكثر الناس بعدا عنه خصوصا اذا لم يظبط كلامه الذي يتكلم به فلا تعرف كيف تكلم القوم .الغريب انهم لا يعرفوا عما يتكلموا .
فالواقع ان اهل الحداثة في الحقيقة لا يعرفوا معنا الحداثة اصلا ولا لهم كلمة مجتمعة عليها
انظر الى نظرتهم للحداثة :
:ويذكر بعض الحداثيين أن " معالم الحداثة تتحدد بعلاقتها التناقضية مع ما يسمى بالتقليد أو التراث أو الماضي، فالحداثة هي حالة خروج من التقاليد وحالة تجديد "
فاذا كانت العلاقة تناقضية فهي عملية خروج عن الماضي وليس تحديثا له!!!
وانظر الى الخصائص:ومن أهم خصائص الحداثة في نظر الحداثيين ما يلي:
1. أنها تعني سيادة العقل.
2. أنها تتعارض مع كل ما هو تقليدي، فهي تنفي كل الثقافات السابقة عليها.
3. أنها تعني التغيير المستمر، وإن كان هذا التغيير يؤدي في كثير من الأحوال إلى أزمات داخل المجتمعات التي تجد نفسها مضطرة إلى مراجعة القديم على أساس من العقلانيّة، والعقلانية هي التي تؤدي إلى الحداثة وليس العكس.
4. تقرر الحداثة أنّ الحقائق تستمد قيمتها من كونها نتاجاً للعقل البشري، وتقرر أيضا حرية الاختيار للقيم والأساليب، ومن ثم فهي تُحل العلم محل الإله.
ولكن العقل :اي عقل العقل الذي نتفق عليه ام تفكيرهم وعقولهم . فاذا كان التعريف للحداثة الاول هو يعبر عن العقل وكان التعريف الثاني كذلك فأين هو العقل , وهذه مشكلة ليست حديثة
فالفالاسفة زعموا ان قدم العالم ازلي واعتمدوا على العقل!
والمعتزلة زعموا انها محدثة وانهم اعتمدوا على العقل! وبنفس الوقت وضعوا لله ما يجب ان يكون وقالوا العقل يقول هذا.
ومن بعدهم المتكلمين وافقوا المعتزلة في في حدوث العالم ولكن اختلفوا في صفات الرحمن معتمدين على العقل.
فمسكين هذا العقل الذي يلصق به كل امر . ولكن ليس العقل هو المشكلة ولكنه عقلهم وتفكيرهم .ولعلي قد تكلمت على هذا الموضوع بشكل موسع في موضوع العقل :
http://www.altwhed.com/vb/showthread.php?t=1211
اما ما ذكرته عن التفاسير وانت في الحقيقة تكلمت عن الفقه بقولك :
إن تراثنا غال عال لكنه بحاجة إلى تنقية ، وعلماؤنا أجزل الله مثوبتهم لم يقصروا لكنهم في كثير من أفكارهم راعوا عصورهم وزمانهم وأعيانهم وجغرافيتهم وأين نحن من ذلك كله ؟
هل يعقل على سبيل الثال أن يُستمَر في التمثيل للوطء بشبهة ويُكتفَى بهذا المثال الذي يتردد من لدن بدايات كتابة الفقه حتى عصرنا الحاضر وهو دخول رجل غرفة نومه فوجد امرأة أخرى نائمة فظنها زوجته فجامعها فهل يعد هذا زنا أم وطئا بشبهة؟
هل يعقل أن يظل هذا المثال جاثما على الصدور وقد تجاوزه الزمن حيث صار الضوء يشعل بالغرفة بمجرد الضغط على زر ؟
وكأنه قد عدمنا فقها من التمثيل بأمثلة فرضية يقبلها العقل ويستسيغها الذوق في عصرنا هذا.
لماذا نصر على أن نعيش في زمن غير الزمن وعصر غير العصر ؟
وذات الأسى يعتريني عندما أقرأ هذا المثال الرئيس لفقه الضرورة وهو أنه لو تاه أحد في الصحراء وفقد الماء ولم يجد إلا خمرا فهل يشربه ليقيم حياته أم يحجم فيهلك ؟
فالاحكام الفقهية الاجتهادية هي ناتج عن القواعد والاصول فعند تطبيقك لحالة لا يعقال الا ان تكون امر ممكن محتمل . فكل ما ذكرت هو كذلك بل انه اليوم اوجب من الامس . لعلك لا تذكر ايام اضطر اهل المخيمات اكل الجرذان اثناء محاصرة المخيمات , فالفقه والقواعد الفقهية متناسبة مع كل زمان ومكان . فالقاعدة التي بني عليها الحكم هي التي تؤخذ بعين الاعتبار لا الفرع الفقهي او المسألة التجريبية فانت اخذت المسألة المرتبطة بقاعدة فقهية معروفة الا وهي :
الضرورات تبيح المحظورات , والضرورة تقدر بقدرها .
وبالقاعدة الاخرى : ذرء الحدود بالشبهات .
فمن هنا نذكرك ان كان قصدك تنقية التراث من زلات العلماء فان كل الكتب اليوم تحقق وتدرس , ونحن كمسلمين اكثر الناس اعتمادا على العقل .ولكن ليس على الطريقة الغربية , وانما على طريقة العقل نفسه ولعل الربط يساعدك .
ولكن السؤال المهم : لماذا لا يطرح اهل الحداثة نقل العلوم المفيدة الى امتهم , بدلا من افكارهم الخبيثة .
فلم نجدهم يوما حاولوا النهضة العلمية لامتهم , وذلك لكونها ليست مبتغاهم , بل همهم الشاغل ازالة كل قيد يحبس بينهم وبين شهواتهم , وبالعكس فقد سمعت احدهم يدعوا العرب الى عدم عمل اي لجنة او منظمة اغاثية . لان الغرب يده سخية فان حصلت كارثة فلا تقلقوا !!!!فمن وصل التفكير عنده ان يكون بمثل هذا الفكر هل ينسب عمله للعقل يوما ؟
هذه مداخلة توضيحية وارجوا منك تحديد النقاش اكثر حتى نكمل الموضوع .فانت لا تقبل الحداثة كما هو واضح , وتقبل الدين كما هو واضح , ولكن الاشكال هل تجد اننا نتعامل مع قضايا عصرنا بما لا يناسبها.
اعطنا مثالا لكي تجوا الرؤية . فما نقلته انت انما ناقشناه مع بعض الملاحدة بطريقة اخرى تبين فيه كذب الطرف الاخر . وانه كان حاطب ليل.
اذا أبقت الدنيا على المرء دينه /////فما فاته منها فليس بضائر
Bookmarks