صفحة 4 من 4 الأولىالأولى ... 234
النتائج 46 إلى 55 من 55

الموضوع: التفصيل في حكم من سمع عن الإسلام بصورة مشوهة بين المعرض والمجتهد في البحث عن الحق

  1. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فؤاد مشاهدة المشاركة
    الجزم بعدم عذاب هذا القسم فيه نظر بل الا أظنه صحيحا لانه وإن سمع سوءا ينبغي عليه ان يبحث عن الحق من اهله ولا يكتفي فقط بكتب أعداء الإسلام فالعقل السليم يقول ان من اراد معرفة دين او مذهب طائفة من الناس ان يقرأ كتبها وليس قراءة كتب معارضيهم أو مبغضيهم لاننا لو توسعنا في هذا القسم لاعتبرنا أكثر النصارى كذلك ما سمعوا عن الاسلام ولا عرفوا عنه شيئا الا من خلال القساوسة فأضلوهم وأغوهم
    نعم أخي الكريم فؤاد .. و لا يُتصور أن الصحابة الذين سمعوا عن النبي صلى الله عليه و سلم و هم في المدينة و هو في مكة سمعوا مدحًا فيه صلى الله عليه و سلم ..

    قال أبو ذر رضي الله عنه :

    ( كنت رجلاً من غفار ، فبلغنا أن رجلاً قد خرج بمكة يزعم أنه نبي ، فقلت لأخي : " انطلق إلى هذا الرجل و كلمه ، و ائتني بخبره " ، فانطلق ، فلقيه ثم رجع ، فقلت : " ما عندك ؟" ، فقال : " و اللَّه لقد رأيت رجلاً يأمر بالخير ، و ينهى عن الشر " ، فقلت له : " لم تشفني من الخبر " ، فأخذت جراباً وعصا ، ثم أقبلت إلى مكة ).

    فهل يتصور أحدٌ أن أبا ذر سمع عن النبي صلى الله عليه و سلم خيرًا !! بل سمع عمن يزعم أنه نبي !! ماذا فعل ؟؟

    أرسل أخاه أنيسًا ، و كان أنيسٌ خبيرًا بالشعر يميز الشاعر من غيره ، فعرف أن هذا الكلام ليس بكلام شاعر ، و عاد لأخيه يقول له إنه أتى من عند من يأمر بالخير و ينهى عن الشر ، فما زاد أبو ذر رضي الله عنه على قوله " لم تشفني من الخبر " ثم ذهب بنفسه و انتهى الأمر بإسلامه رضي الله عنه.

    فمن سمع و أراد المعرفة فعليه بسؤال أهل العلم بالأمر ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصرة الإسلام مشاهدة المشاركة
    بل انا اظن ان الرأى الاول هو الصحيح والا فلم بعث النبى الى ملوك فارس و الروم يدعوهم الى الاسلام بعد ان قويت شوكة الاسلام و انتصر ؟؟؟ و لماذا لم يقل النبى لن ابعث لهم لانهم لابد ان يبحثوا عن الحق بانفسهم و لا سيما ان الاسلام قد عرف و ذاع صيته ؟؟؟ استاذ فؤاد ارجو التوضيح اذا امكن
    الأخت الفاضلة :

    هذه نقطة أخرى ، فعندما نقول إن من سمع بالإسلام و إن كان ما سمع به غير صحيح فلا يقال إنه غير مطالب بالبحث عن أمر الإسلام ، هذا شيء و ما ذكرتيه من أنه ينبغي علينا تصحيح صورة الإسلام لدى من شوهت لديه شيء آخر ..

    مثال :

    جورج سمع أن الإسلام دين ليس بصحيح ..

    لا نقول إن جورج غير مطالب بالبحث عن دين الحق ..
    بل نقول هو مطالب بالبحث عن الدين الحق - و سأبين ذلك بعد قليل - فإن عرف و علم فهو مطالب بالإسلام ، و إن تعذرت عليه المعرفة فهو معذور بجهله يمتحن يوم القيامة ، و إن عرف ثم لم يسلم و عاند فهو من أهل النار .. و ها التفصيل بين من تعذرت عليه المعرفة و من عرف و عاند يعلمه الله عز و جل وحده ، أما نحن فنحكم عليه في الحالتين بالظاهر و هو الكفر ، إذ لا يكون المرء إلا مسلمًا أو كافرًا ليس لهما ثالث ..

    هذا ما أقوله ..

    أما ما نقلتيه فمعناه ( ينبغي أو يجب أن نصحح صورة الدين لدى جورج ) ..

    و لا تعارض بين الأمرين أختنا الكريمة ... أليس كذلك ؟؟

    أنا أتكلم عن واجب جورج تجاه الدين و أنت حفظك الله تتكلمين عن واجبنا تجاه الدين ، و لا تعارض بين الأمرين ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصرة الإسلام مشاهدة المشاركة
    ما الذي يدعوه اصلاً ان يبحث اذا كان متأكدا من دينه كتأكدك من دينك , هذا بالاضافة الى انه لم يسمع عن الاسلام الا كل ما هو سيئ و مغلوط .
    إذن ..
    فأنت أيتها الأخت الكريمة تتوقعين منه ألا يبحث لأمرين :
    1- أنه متأكد من دينه كتأكدنا من ديننا .
    2- أنه سمع عن الإسلام ما هو سيء و مغلوط .

    أما العذر الأول فلا يُقبل لأن النصراني و اليهودي يعرف في دينه أن هناك نبي يأتي ، و هذا معلوم عندهم ضرورة ، يعرفون أن هناك نبيًّا يأتي .. أما نحن فإيماننا بنبينا صلى الله عليه و سلم فيه أنه خاتم الأنبياء فلا يلزمنا البحث في شأن من يأتي بعده ..

    فهذا اليهودي و ذاك النصراني عندما يعلم أن هناك من يأتي و يقول إنه ( نبي ) فعليه أن يبحث في أمره لأن دينه يخبره بأن هناك نبي يأتي ..

    إذن فمهما كان اليهودي أو النصراني متأكدًا من دينه فعليه البحث بمجرد سماعه بوجود النبي ، بل لو كان يقينه كيقين موسى عليه السلام لما وسعه إلا اتباع النبي صلى الله عليه و سلم .

    و هذا قوله صلى الله عليه و سلم ( لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت و لم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ).

    أما العذر الثاني بأنه يسمع المغلوط و السيء فمردود لأنه قد عُلم أن من أراد العلم بشيء فعليه بسؤال أهله ، فلا يسأل عن الطب غير الأطباء ، و لا يسأل عن الهندسة غير المهندسين ، و كذا لا يسأل عن الإسلام غير المسلمين ..

    فلسنا نقول إنهم غير متأكدين من دينهم و لا نقول إنهم سمعوا عن الإسلام ما هو صحيح ، بل نقول تأكدهم من دينهم يأمرهم بانتظار نبي يأتي و عليهم البحث في أمر من يأتي ، و كذا سماعهم عن الإسلام ليس بعذر إذ لا يتصور أنهم لا يعلمون أن عليهم المعرفة بالإسلام من غير المسلمين !!

    أما المسلمون فتأكدهم من دينهم يعني أن النبي صلى الله عليه و سلم خاتم المرسلين ، و لذا لا يلزمهم البحث في شأن كل مدعٍ للنبوة ، و لذا فقياس المسلمين على غيرهم في هذه المسألة غير صحيح لوضوح الفارق بينهم .

    جزاكم الله خيرًا و نفع بكم ..

    سأحاول قراءة باقي صفحات الموضوع و سأعلق على ما أستطيع التعليق عليه بإذن الله ..
    التعديل الأخير تم 04-26-2008 الساعة 01:14 AM
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  2. #47

    افتراضي

    جزاك الله خيرا استاذى الكريم حسام الدين حامد ,
    حقيقةً شرفتنى باهتمامك بالرد على ما كتبته . و انى والله لاجدها فرصة ذهبية للاستفادة من علمك الغزير
    لذلك ساستفسر منك عن بعض النقاط :

    أنا أتكلم عن واجب جورج تجاه الدين و أنت حفظك الله تتكلمين عن واجبنا تجاه الدين ، و لا تعارض بين الأمرين ..
    صحيح جدا انه ليس هناك تعارض بين الامرين , و ما اقوله هو ان وصول الكافر الى الحق يتطلب الامرين معاً :

    1- بحث الكافر عن الحق و هذا واجب عليه .
    2- تيسير وصول الاسلام الصحيح الى الكافر - بحيث لا يكون بينه و بين الحق عقبات و سدود قد تصده عن الوصول ال
    التعديل الأخير تم 04-27-2008 الساعة 03:21 AM

  3. #48

    افتراضي

    [
    quote=نصرة الإسلام;89008]جزاك الله خيرا استاذى الكريم حسام الدين حامد ,
    حقيقةً شرفتنى باهتمامك بالرد على ما كتبته . و انى والله لاجدها فرصة ذهبية للاستفادة من علمك الغزير
    لذلك ساستفسر منك عن بعض النقاط :



    صحيح جدا انه ليس هناك تعارض بين الامرين , و ما اقوله هو ان وصول الكافر الى الحق يتطلب الامرين معاً :

    1- بحث الكافر عن الحق و هذا واجب عليه .
    2- تيسير وصول الاسلام الصحيح الى الكافر - بحيث لا يكون بينه و بين الحق عقبات و سدود قد تصده عن الوصول ال
    هل حدث حذف من الادارة لبقية مداخلتى السابقة ام هناك لبس ما ؟؟؟

    على العموم سأكمل مداخلتى تلك فى وقت لاحق باذن الله لانشغالى الآن .

  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصرة الإسلام مشاهدة المشاركة
    على العموم سأكمل مداخلتى تلك فى وقت لاحق باذن الله لانشغالى الآن .
    الأخت الكريمة ..

    بانتظار ما تتفضلين به لنتناقش فيه بإذن الله و عونه ..
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  5. #50

    افتراضي

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    الاستاذ الكريم حسام الدين حامد :
    سأستفسر عن بعض النقاط التى تفضلت بذكرها فى مداخلتك :
    فوصول الكافر الى الحق يتطلب الامرين معا :
    1- سعى الكافر و بحثه للوصول الى الحق .
    2- سعى المسلمين فى تبليغ الرسالة .
    طيب اتساءل ههنا فاقول
    #هل سعى الكافر للوصول الى الحق واجب عليه ؟؟
    فتفضلت بالاجابة قائلا : نعم لان دينه يخبره بهذا .
    أعرف ان اصل التوراة و الانحيل اللذين انزلا من عند الله تعالى غير محرفين و يبشران بقدوم النبى , و لكنهما حرفا و لاشك ان من ذلك التحريف محو النصوص المبشرة بقدوم النبى .
    - فكيف نقول ان دينه يخبره بذلك فى حين ان كتابه الذى بين يديه الآن محرف ؟؟
    و ذلك مع اعترافى بانى قرأت - فى منتدى حراس العقيدة - بعض النصوص من التوراة و الانجيل التى تبشر بقدوم النبى , غير انهم يقولون ان مصادر تلك النصوص غير معترف بها و لا مسلم بصحتها عندهم و استشهادنا بها باطل .

    # حضرتك قلت : ان تقصير الكافر فى بحثه عن الحق شئ و تقصير المسلمين فى تبليغ الرسالة شئ آخر.
    - أليس معنى كون تبليغ الاسلام واجبا على المسلمين هو انه حق اصيل للكافر؟؟
    و بمعنى آخر :- أليس من حق ذلك الكافر - الذي لم يبحث عن الحق نتيجة المعلومات المغلوطة الحاصلة بسبب تقصير المسلمين فى تبليغ رسالتهم - ان يقول لله يوم القيامة ان المسلمين لم يبلغونى دينك ؟؟
    اذا كانت الاجابة نعم , فبها و نعمت .
    و اذا كانت الاجابة لا :
    فلماذا سعى النبى فى تبليغ الرسالة الى ملوك فارس و الروم و اليمن ... الخ بعد ان انتصر الاسلام و قويت شوكة المسلمين ؟؟؟
    لماذا لم يقل انهم قد بلغهم انتصار المسلمين و ظهور الاسلام فلأجلس انا هنا و هم عليهم ان يأتوا و يبحثوا عن الحق ؟؟؟
    و اذا كان تبليغ المسلمين لرسالتهم او عدمه لن يقدم او يؤخر فى مسألة ايمان الافراد او كفرهم - باعتبار ان كل فرد عليه البحث عن الحق بنفسه - فما فائدة امر المسلمين بنشر الاسلام و الدعوة الى التوحيد عن طريق الجهاد ؟؟؟

    فالمسلمون ينوبون عن النبى فى تبليغ الرسالة , فماذا فعلوا ؟؟؟
    فرطوا فى المهمة الموكلة اليهم و قالوا يجب على الكافر ان يبحث عن الحق .... فى عكس ما فعل النبى تماما .
    فحينما اربط بين الامرين ( سعى الكافر للحق و سعى المسلمين لتبليغ الرسالة ) فانما اقصد ان وصول الكافر للحق يتم باجتماع الامرين معا , بحيث اذا فقد احدهما اصبح من العدل لا ان اقول ان يُعفى عن الكافر فتكون الجنة مصيره حتما , و لكن اقول ان تكون له فرصة اهل الفترة .
    مع الاخذ فى الاعتبار ان كون ذلك الكافر من اهل الفترة ليس بالامر الهين ابدا , اذ انه قد ينجح او يفشل فى الامتحان .

    و لى ملحوظة اخيرة : اعلمُ ان بعض الاخوة يرون ان التناقش فى هذه المسألة من باب حشر الانف - كما قال بعضهم - و آخرون يرون انه لا ينبغى الانشغال بالغير ( يعنى مادام انت مسلم يبقى خلاص خليك فى حالك ) .
    و حقيقة انا لا اوافق لا على هذا و لا على ذاك , فانه يسوؤنى جدا ذلك الاحساس الذى ينتابنى حين اتخيل ان هذا العدد الهائل من البشر مآلهم نار الله الموقدة لا لسنة و لا لالف , بل ابد الآبدين .
    و اعتراضى هنا ليس على عددهم الكبير - فان الاكثرية فى القرآن مذمومة , كما ان الله تعالى لو عذب اهل ارضه و سمائه لعذبهم و هو غير ظالم لهم - و لكن ما يؤلمنى هو فكرة المساواة بين من وصله الاسلام صحيحا فجحده و كفر , و بين من وصله الاسلام مشوها فكفر .
    و فى الوقت ذاته لا اريد ان يكون احساسى هذا مخالفا لاجماع علماء اهل السنة و الجماعة . و لذا انتظر اجابتك و تصحيحك .

    و جزاك الله خيرا استاذنا الكريم

  6. افتراضي

    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

    الأخت الفاضلة و الأستاذة الكريمة " نصرة الإسلام " :

    المسألة الأولى : هل الكافر يجب عليه البحث في أمر النبي صلى الله عليه و سلم و إن لم يسمع به ؟


    لا .

    قال صلى الله عليه و سلم (( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار )) .

    قال النووي رحمه الله ( في مفهومه دلالة على أن من لم تبلغه دعوة الإسلام فهو معذور وهذا جارٍ على ما تقدم في الأصول أنه لا حكم قبل ورود الشرع على الصحيح والله أعلم) .

    المسألة الثانية : هل الكافر يجب عليه البحث في أمر النبي صلى الله عليه و سلم إن سمع به ؟


    نعم .

    قال صلى الله عليه و سلم (( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار )) .

    المسألة الثالثة : مثال افتراضي و آخر واقعي :


    مثال افتراضي (1) :
    لو لم يكن نبينا صلى الله عليه و سلم هو خاتم المرسلين .. و جاء شخص و قال إنه مرسل من عند الله .. فما هو عذرك حينها في عدم البحث في أمره ؟؟

    هل ستقولين : إني متأكدة من ديني ؟؟
    فهذا ليس بعذر لأن أحدًا لم يقل إن إيمانك بالرسول الجديد يعني ضرورة كفرك بالنبي محمد صلى الله عليه و سلم .

    مثال واقعي (2) :
    حين يكون معلومًا من ديننا – ضرورةً – أن النبي محمد صلى الله عليه و سلم خاتم المرسلين لا نبي بعده .. و أتى بعده شخص و قال إنه مرسل من عند الله .. فهنا يصح ألّا أبحث في أمره لأني متأكد من ديني ..

    فهل نرى أن اليهودي و النصراني ألصق بالمثال الافتراضي (1) أم بالمثال الواقعي (2) ؟؟
    هما – يقينًا – ألصق بالمثال الأول بل هم من أهله و هو واقع في حقهم لا افتراض ، لذا لا يصح قياس حالهم على حالنا بحجة أنهم متأكدين من دينهم ..

    فإن كان اليهود و النصارى لا يقولون بأن شريعتهم هي آخر الشرائع ..
    و إن كان إرسال الله للرسل بعد اليهودية و النصرانية أمرًا ممكنًا عقلًا ..
    فإنّ سماع اليهودي أو النصراني بمن يزعم أنه نبي كفيل بأن يجعله يبحث في أمره ، فإن بحث و عرف فبها ، و إن بحث و لم يستطع الوصول للحق فعذره عند ربه .

    المسألة الرابعة : مثالان آخران :


    المثال الأول لتوضيح الجانب العقلي :

    طبيب دارس للطب الحديث ، عرف بوجود نوع من الطب يعتمد على تدليك القدم بحجة أن كل عضو في الجسم له جزء يمثله في القدم ، فلم يهتم بالبحث في أمر هذا الطب المزعوم .. هل يستطيع أحد أن يلومه ؟؟

    لكن لو فرضنا أن هذا الطبيب كان عنده علم أن هناك نوع من الطب سيكون له أثر بالغ في شفاء الأمراض و هذا النوع سيتم اكتشافه في المستقبل ، فعندها لو كان طبيبًا يحرص على المرضى بحق لبادر بالبحث في شأن كل طبٍّ يسمع به و لو كان طب تدليك الأقدام ، لكن لا يلام على عدم البحث إلا إن سمع به .

    المثال الثاني لتوضيح الجانب العاطفي :

    فلان فوجئ بأن علانًا يدعي أنه أخوه ، فلم يبالِ به و لم يبحث في أمره ، ذلك أنه يثق في والديه و أنهما لم يخبراه يومًا أن هناك أخٌ له قد تاه منهم أو شيئًا كهذا ..

    لكن لو فرضنا أن فلانًا هذا كان أبوه أخبره أن هناك أخًا له تاهَ عنه في صغره ، و أتاه شخص و قال له " علان الكذاب الدعيّ يقول إنه أخوك " ، فهل ترين لهذا الـ " فلان " عذرًا إن لم يبحث في أمر هذا الـ " علان " بنفسه ؟؟

    بعد هذين المثالين : أَيَكْسُلُ النصراني عن البحث في أمر النبي صلى الله عليه و سلم حين يسمع به و هو معذور أم و هو لا يبالي ؟!

    المسألة الخامسة : هل نشترط لصحة ديننا تحريف دينهم ؟؟ و هل نشترط لإلزامهم بديننا معرفتهم ببطلان دينهم ؟؟



    لا .. لا نشترط ذلك أبدًا .. بل لو كان دينهم و كتابهم سليمًا لكان يلزمهم الإيمان برسول الله صلى الله عليه و سلم .. و يكفينا فصلًا و بيانًا قوله صلى الله عليه و سلم (لو كان موسى حيًّا ما وسعه إلا اتباعي ) .

    المسألة السادسة : هل السماع الذي يلزم الكافر البحث بعده هو سماع الخير وحده أم مطلق السماع بالنبي صلى الله عليه و سلم ؟؟


    هل نتوقع حين نقول للكافر " الإسلام دين عظيم " " محمد صلى الله عليه و سلم شخصية فريدة لم يجُد الزمان بمثلها " ، هل نتوقع منه أن يُسلِم بمجرد سماعه هذا الكلام ؟؟

    غالبًا لن يُسلم إلا بعد البحث في صدق هذا الكلام .. فهل هذا البحث يلزمه بعد سماع الخير الذي سمعه أم لا ؟؟

    الظاهر من كلامك أختنا الفاضلة أنك ترين أن البحث يلزمه بسماعه هذا الخير عن الإسلام ، لكنه قد يعترض و يقول : لا يلزمني هذا البحث لأن هذا الكلام صدر من مسلم و شيءٌ متوقع أن يثني المسلم على الإسلام .

    فكيف يكون جوابك عليه أيتها الفاضلة ؟؟

    أما القائلون بلزوم البحث بعد السماع سماع الخير أو الشر فيجيبونه :كما أن سماع الخير عن الإسلام يأتي من المسلمين بشكل متوقع ، فكذا سماع الشر عن الإسلام يأتي من غير المسلمين بشكل متوقع ، و حيث إنك في كلتا الحالتين لا يوجد عندك ما ينفي إمكانية بعث الله تعالى للرسول محمد صلى الله عليه و سلم فإنه يلزمك البحث لتعرف الطريق التي ترضي ربك ، و إن أبيت البحث فهذا دليل على لا مبالاتك برضا ربك و معرفة الطريق الذي يرضيه تعالى .

    و كذا يقولون :لا يتصور أن الكفار في مكة كانوا ينشرون عن النبي صلى الله عليه و سلم الخير ، و رغم ذلك فكان العرب يأتون النبي صلى الله عليه و سلم للوقوف على الخبر بأنفسهم ، و لم يمنعهم سماعهم الشر عن البحث لأنه شيءٌ متوقعٌ بادي الرأي.


    المسألة السابعة : قال ابن عباس رضي الله عنهما :


    (حدثني أبو سفيان من فيه إلى فيّ قال : انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فبينا أنا بالشام إذ جيء بكتاب من النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل - قال وكان دحية الكلبي جاء به فدفعه إلى عظيم بصرى فدفعه عظيم بصرى إلى هرقل - قال :
    فقال هرقل " هل ها هنا أحدٌ من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟ "
    فقالوا : نعم .
    قال : فدعيت في نفر من قريش فدخلنا على هرقل فأجلسنا بين يديه .
    فقال : أيكم أقرب نسبًا من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟
    فقال أبو سفيان فقلت : أنا فأجلسوني بين يديه وأجلسوا أصحابي خلفي ثم دعا بترجمانه فقال " قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي فإن كذبني فكذبوه" .
    قال أبو سفيان : وايم الله لولا أن يؤثروا علي الكذب لكذبت .
    ثم قال لترجمانه : سله كيف حسبه فيكم ؟ ، قال : قلت هو فينا ذو حسب .
    قال : فهل كان من آبائه ملك ؟ ، قال : قلت لا .
    قال : فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ ، قلت : لا .
    قال : أيتبعه أشراف الناس أم ضعفاؤهم ؟ ، قال : قلت بل ضعفاؤهم .
    قال : يزيدون أو ينقصون ؟ قال : قلت لا بل يزيدون .
    قال : هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له ؟ ، قال : قلت لا .
    قال : فهل قاتلتموه ؟ ، قال : قلت نعم .
    قال : فكيف كان قتالكم إياه ؟ ، قال : قلت تكون الحرب بيننا وبينه سجالًا يصيب منا ونصيب منه .
    قال : فهل يغدر ؟ ، قال : قلت لا ونحن منه في هذه المدة لا ندري ما هو صانع فيها - قال والله ما أمكنني من كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه . " أي لم يستطيع أبو سفيان أن يدخل في شيء من الكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا في هذه الكلمة ذلك أنه يعلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يخون العهد " .
    قال : فهل قال هذا القول أحد قبله ؟ ، قلت : لا .
    ثم قال لترجمانه : قل له إني سألتك عن حسبه فيكم فزعمت أنه فيكم ذو حسب وكذلك الرسل تبعث في أحساب قومها ، وسألتك هل كان في آبائه ملك فزعمت أن لا فقلت لو كان من آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك آبائه ، وسألتك عن أتباعه أضعفاؤهم أم أشرافهم فقلت بل ضعفاؤهم وهم أتباع الرسل ، وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فزعمت أن لا فعرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب فيكذب على الله ، وسألتك هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له فزعمت أن لا وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب ، وسألتك هل يزيدون أم ينقصون فزعمت أنهم يزيدون وكذلك الإيمان حتى يتم ، وسألتك هل قاتلتموه فزعمت أنكم قاتلتموه فتكون الحرب بينكم وبينه سجالا ينال منكم وتنالون منه وكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة ، وسألتك هل يغدر فزعمت أنه لا يغدر وكذلك الرسل لا تغدر ، وسألتك هل قال أحد هذا القول قبله فزعمت أن لا فقلت لو كان قال هذا القول أحد قبله قلت رجل ائتم بقول قيل قبله .
    قال ثم قال : بم يأمركم ؟ ، قال : قلت يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف .
    قال : إن يك ما تقول فيه حقًّا فإنه نبي وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أك أظنه منكم ولو أني أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه وليبلغن ملكه ما تحت قدمي .

    قال ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه فإذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين و { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }.

    فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده وكثر اللغط وأمر بنا فأخرجنا ، قال : فقلت لأصحابي حين خرجنا لقد أمِرَ أَمْرُ ابن أبي كبشة إنه ليخافه ملك بني الأصفر ، فما زلت موقنا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام
    ) .

    فبعد قراءة هذا الحديث الجم الفوائد ، أري السبب الرئيس لبحث هرقل في أمر النبي صلى الله عليه و سلم يتمثل في أمرين :
    - علمه بمن يزعم أنه نبي من عند الله و هذا علمه من رسالة رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم .
    - علمه بأن هناك نبيًّا يأتي رغم أنه لم يكن يتوقعه من العرب و هذا قوله " وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أك أظنه منكم ".
    فإن كان البحث و الإسلام لزم هرقل بوصول الرسالة إليه فكذلك كل يهودي و نصراني يعلم أن هناك نبي يأتي أو لا يمتنع عنده أن هناك نبي يأتي ، و يعلم أن هناك من يزعم أنه نبي ، عليه أن يبحث في أمره كما بحث هرقل وسط القساوسة و المشركين و وصل للحق .


    المسألة الثامنة : الرد على كلامك أختنا الفاضلة :


    (#هل سعى الكافر للوصول الى الحق واجب عليه ؟؟ فتفضلت بالاجابة قائلا : نعم لان دينه يخبره بهذا .)

    هناك تفريق بين كافر سمع برسول الله صلى الله عليه و سلم و كافر لم يسمع به " المسألة الأولى و الثانية " .

    تقولين بارك الله فيك (أعرف ان اصل التوراة و الانحيل اللذين انزلا من عند الله تعالى غير محرفين و يبشران بقدوم النبى , و لكنهما حرفا و لاشك ان من ذلك التحريف محو النصوص المبشرة بقدوم النبى .
    - فكيف نقول ان دينه يخبره بذلك فى حين ان كتابه الذى بين يديه الآن محرف ؟؟
    و ذلك مع اعترافى بانى قرأت - فى منتدى حراس العقيدة - بعض النصوص من التوراة و الانجيل التى تبشر بقدوم النبى , غير انهم يقولون ان مصادر تلك النصوص غير معترف بها و لا مسلم بصحتها عندهم و استشهادنا بها باطل
    .)

    1- لو لم يكن عندهم إلا أنهم لا يقولون بختم النبوة أو الشرائع بشريعتهم لكفى ، لأننا نقول لهم : حيث كنتم تؤمنون بإمكانية بعث الله لنبيه محمد صلى الله عليه و سلم فما يدفعكم عن البحث في أمره إلا عدم الاكتراث أو اللامبالاة ؟؟ فكيف :
    2- و أنتم لا تؤمنون بإمكانية ذلك فقط ، بل عندكم البشارة بنبي يأتي ؟؟ فكيف :
    3- و مواصفات هذا النبي في كتبكم موافقة لصفات النبي محمد صلى الله عليه و سلم ؟؟
    4- أما قولهم إن المصادر غير صحيحة فغير صحيح لأن المصادر هي التوراة و الإنجيل التي بين أيدينا ، و قولهم إن النصوص غير معترف بها فغير صحيح لأن هذه النصوص موجودة في التوراة و الإنجيل ، و قولهم الاستشهاد بها باطل فمردود عليهم بعد البيان العلمي لصحة الاستدلال بها و من عاند فلا حيلة معه .

    تقولين رفع الله قدرك (- أليس معنى كون تبليغ الاسلام واجبا على المسلمين هو انه حق اصيل للكافر؟؟و بمعنى آخر :- أليس من حق ذلك الكافر - الذي لم يبحث عن الحق نتيجة المعلومات المغلوطة الحاصلة بسبب تقصير المسلمين فى تبليغ رسالتهم - أن يقول لله يوم القيامة أن المسلمين لم يبلغوني دينك ؟؟
    إذا كانت الإجابة نعم , فبها و نعمت .
    و اذا كانت الاجابة لا :.......
    )

    لكني أيتها الكريمة أرى السؤال لا يمثل محل النقاش بيننا .
    أنتِ بارك الله فيك تفترضين شخصًا سمع عن الإسلام سمعًا مغلوطًا ، فالسؤال :
    هل هذا الشخص بحث و اعتذر بكونه لم يستطع الوصول للحق بسبب تقصير المسلمين ؟؟
    أم هو لم يبحث أصلًا و اعتذر بكونه سمع سمعًا مغلوطًا ؟؟

    إن كنتِ ترين أنه يحق له الاعتذار بتقصير المسلمين بعد أن بحث و لم يستطع معرفة الحق ، فإني معك في ذلك ، و أنت بالتالي معي في أنه لا يحق له الاعتذار إلا بعد أن يبحث .
    و إن كنت ترين أنه يحق له الاعتذار بأنه سمع سمعًا مغلوطًا و كان هذا السمع حجته في عدم البحث ، فإني لست معك في ذلك لأن سماع الانتقاص من الإسلام ممن لا يدين بالإسلام أمر متوقع لا يصح أن يكون مانعًا من البحث – كمثال الأخوين " فلان " و " علان " .

    و لتوضيح الأمر :

    جورج سمع عمن يقول إنه نبي و سمع ما لا يليق عنه من خلال رجال الكنيسة المجاورة لبيته .
    جورج يعرف أنه من الممكن أن يبعث الله نبيًّا بعد المسيح عليه السلام بغض النظر عن اعتقاده في المسيح .

    هنا جورج قرر ألا يبحث عن أمر الإسلام مكتفيًا بأقوال رجال الكنيسة المجاورة ، و عندما يعتذر يوم القيامة سيعتذر بتقصيره في البحث لما سمعه من رجال الكنيسة فهو لم يسأل المسلمين أصلًا .

    أما لو بحث جورج و قرر سؤال المسلمين فلم يجد مجيبًا و لم يستطع الوصول إلى أحد يبلغه الحق أو مصدر يقف عليه بنفسه ، عندها يعتذر يوم القيامة بأن المسلمين قصروا .

    لذا فقولك أختنا " أليس من حق ذلك الكافر - الذي لم يبحث عن الحق نتيجة المعلومات المغلوطة الحاصلة بسبب تقصير المسلمين فى تبليغ رسالتهم - أن يقول لله يوم القيامة أن المسلمين لم يبلغوني دينك ؟؟ " فلا يصح أن يعتذر بتقصير المسلمين و هو أصلًا لم يبحث .

    و لو جعلنا السؤال (أليس من حق ذلك الكافر - الذي لم يبحث عن الحق نتيجة المعلومات الصحيحة القليلة بسبب تقصير المسلمين فى تبليغ رسالتهم - أن يقول لله يوم القيامة أن المسلمين لم يبلغوني دينك ؟؟ ) فكذا لا يصح أن يعتذر بتقصير المسلمين و هو أصلًا لم يبحث.

    تقولين بارك الله فيك (فلماذا سعى النبى فى تبليغ الرسالة الى ملوك فارس و الروم و اليمن ... الخ بعد ان انتصر الاسلام و قويت شوكة المسلمين ؟؟؟
    لماذا لم يقل انهم قد بلغهم انتصار المسلمين و ظهور الاسلام فلأجلس انا هنا و هم عليهم ان يأتوا و يبحثوا عن الحق ؟؟؟
    و اذا كان تبليغ المسلمين لرسالتهم او عدمه لن يقدم او يؤخر فى مسألة ايمان الافراد او كفرهم - باعتبار ان كل فرد عليه البحث عن الحق بنفسه - فما فائدة امر المسلمين بنشر الاسلام و الدعوة الى التوحيد عن طريق الجهاد ؟؟؟ فالمسلمون ينوبون عن النبى فى تبليغ الرسالة , فماذا فعلوا ؟؟؟
    فرطوا فى المهمة الموكلة اليهم و قالوا يجب على الكافر ان يبحث عن الحق .... فى عكس ما فعل النبى تماما
    .)

    أختنا الكريمة ..
    قولك " كل فرد عليه البحث عن الحق بنفسه " فلم أقل هذا مطلقًا هكذا ، بل هناك فرق بين من سمع بوجود الحق في دينٍ ما ، و بين من لم يسمع بهذا الدين أصلًا .

    و لا أرى أني يتعذر علي الجمع بين ما تقولين من وجوب الجهاد و نشر الإسلام و مراسلة الكفار و رد الشبهات و دفع الباطل و بين ما أقول من أن الكافر إن سمع بالإسلام فعليه بالبحث ، و على المسلمين تيسير سبيل البحث له ، و ينشرون العلم و يقفون في كل منبر و ميدان يدعون الناس إلى دين الله الذي اصطفاه لهم .

    الأخت الكريمة ..

    لنفرض كافرًا جلس في بيته و سمع من خلال الرائي – أي التلفاز – أن هناك دينًا يسمى الإسلام و أتباعه يرون أنفسهم أهل الجنة ، و هم رجعيون متخلفون ، ثم طرق بابه طارق و قال " نحن مسلمون نريد أن نبين لك حقيقة ديننا " .

    هل نقول يلزمه أن يسمع منهم أم لا ؟؟
    لو اتبعنا كلامك أختنا الكريمة لما كان يلزمه البحث أصلًا و لكان من حقه ألا يفتح لهم الباب لأنه غير مطالب بهذا البحث و هذا السماع .

    لكني أرى أنه يلزمه أن يسمع منهم .

    فنقول للمسلمين قفوا بالأبواب و علموا الناس بربكم و دينكم و نقول للكفار الذين سمعوا بالإسلام افتحوا الأبواب .

    المسلم يقوم و ينذر ، و يدعو و يجاهد ، و يثابر و يصابر ، و يزيل الصعاب في طريق الباحثين عن الحق ، و لا يألو جهدًا و لا يدخر وُسعًا في بيان هذا الحق .

    الكافر يسمع بالإسلام فيسأل ، فإن تعذرت عليه المعرفة فله عذره عند ربه ، أما أن نقول إنه لا يطالب بالبحث ابتداءً فيحق له حينئذٍ أن يغلق على نفسه باب بيته و يمنع المسلمين من الكلام معه بحجة أنه لا يلزمه البحث و لا تلزمه المعرفة بذاك الإسلام الذي سمع عنه .

    تقولين أختنا (فحينما اربط بين الامرين ( سعى الكافر للحق و سعى المسلمين لتبليغ الرسالة ) فانما اقصد ان وصول الكافر للحق يتم باجتماع الامرين معا بحيث اذا فقد احدهما اصبح من العدل لا ان اقول ان يُعفى عن الكافر فتكون الجنة مصيره حتما , و لكن اقول ان تكون له فرصة اهل الفترة .
    مع الاخذ فى الاعتبار ان كون ذلك الكافر من اهل الفترة ليس بالامر الهين ابدا , اذ انه قد ينجح او يفشل فى الامتحان
    .)

    و أنا لم أنكر قط واجب المسلمين في تبليغ الرسالة ، بل عندما أطالب من سمع بالإسلام بالبحث و السؤال ، أطالب المسلمين من الناحية الأخرى بأن يوفروا له الجواب .

    أن نقر بواجب المسلمين في تبليغ الرسالة لا يعني ألا نطالب الكافر بالبحث في أمر الدين الذي سمع به ، و مطالبتنا له بذلك لا تعني أننا لا نقول إنه لا يُعذر عند الله إن لم يستطع الوصول للحق .

    فإن كان له العذر يوم القيامة فإنه يكلف بحسب ما رأى من الجنة و النار و بعث و القبر ، فيكلف بأمر يليق برؤيته هذه العظائم .. فكان تكليفه في محله و ليس في ذلك ظلم له .

    تقولين بارك الله فيك (يؤلمنى هو فكرة المساواة بين من وصله الاسلام صحيحا فجحده و كفر , و بين من وصله الاسلام مشوها فكفر .)

    كيف يصل الإسلام صحيحًا له ؟؟
    أيكفي في وصوله أن يعلم أنه دين جميل ؟؟
    أبو ذر رضي الله عنه لما جاءه أخوه أنيس و قال له عن رسول الله صلى الله عليه و سلم " رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وكلامًا ما هو بالشعر " قال له أبو ذر " ما شفيتني مما أردت " و ذهب بنفسه و سمع من رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلم .

    فما معنى وصول الإسلام صحيحًا ؟؟ أليس القدر الكافي من الوصول الصحيح الذي يجعل المرء يعتنق الإسلام قدرًا نسبيًّا يختلف باختلاف الأشخاص ؟؟

    إن كان كذلك فإن المسألة فيها جانبٌ يُطالب فيه الكافر بالبحث حتى يقف على ما يكفيه و يشفي غليله ، و لا نرضى منه بقوله إن مدح الإسلام أمر متوقع من المسلمين ، بل نرضى منه بالبحث عن الأدلة ، فبالمثل أختنا لا نرضى منه بقوله إنه امتنع عن البحث لأنه سمع الأغاليط عن الإسلام ، لأن ذم الإسلام أمر متوقع من غير المسلمين ، بل نرضى منه بالبحث عن الأدلة .

    فإن بحث و تعذر عليه البحث فإنه الله عدل لا يظلم أحدًا ، و لن يعذب أحدًا و له عليه – سبحانه – حجة أو عنده معذرة تكفيه .
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  7. #52
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    الدولة
    ارض الله
    المشاركات
    58
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الاسلام ناسخ لما قبله من الشرائع.. ولن يقبل الله من احد الا الايمان بنبينا محمد صلى الله عليه ولم واتباعه .. ولو ان احد يتعبد الله على شريعه سابقه كشريعة عيسى لن يقبل منه حتى يسلم

  8. افتراضي

    اولا يجب ان نعرف من هو المسلم
    (افنجعل المسلمين كالمجرمين)اذا عكس المسلم هو المجرم وعكس المؤمن هو الكافر
    وفي رأئي الشخصي ان المسلم هو الذي يسالم الناس ولا يظلم ولا يقتل احد
    قال تعالى ( ولا تقولو لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا)فالقران نبهنا ان لا نعتبر الذي يلقي الينا السلام ليس مؤمنا
    لسبب بسيط لانك مهما اختلفت مع الناس المسالمين سوف بوفرون دمك اما الناس العنفيون ولو كانو من اعبد الناس فسوف يهدرون دمك لمجرد اختلافك معهم في الراي
    والمثال الخوارج اختلفو مع علي كرم الله وجهه وكفروه واستباحو دمه بل وتامرو عليه وقتلوه وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا
    ولي سؤال
    هل كان ابراهيم عليه السلام مسلم ومؤمن كامل او بمعنى اخر هل كان ابراهيم يؤمن باركان الاسلام الخمسه وهل كان يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وكيف يومن بهما وهم لم ينزلو بعد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  9. #54
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    مــــــصـــــــــر
    المشاركات
    1,178
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ولي سؤال
    هل كان ابراهيم عليه السلام مسلم ومؤمن كامل او بمعنى اخر هل كان ابراهيم يؤمن باركان الاسلام الخمسه وهل كان يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وكيف يومن بهما وهم لم ينزلو بعد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ

    واقرأ

    قال الحافظ أبو بكر حدثنا إسحاق، حدثنا حماد، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا ، وإنكم إما أن تصدقوا بباطل وإما أن تكذبوا بحق، وإنه -والله-لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني" .
    قال علي بن أبي طالب وابن عمه عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما: ما بعث الله نبيا من الأنبياء إلا أخذ عليه الميثاق، لئن بعث محمدا وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه، وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته: لئن بعث محمد [صلى الله عليه وسلم] وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه.وقال طاووس، والحسن البصري، وقتادة: أخذ الله ميثاق النبيين أن يصدق بعضهم بعضا.

    الخلاصة
    أخذا الله ميثاق من كل نبى بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم إذا كل نبى يعرق أن هناك رسول اسمه محمد سيأتى من بعده
    متى؟ وأين ؟ هذا فعل الله لذا قال ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ أينما ووقتما شاء الله حتى لو فى حضور نبى مرسل
    لذا دعا إبراهيم وابنه عليهما السلام أثناء بناء الكعبة
    (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ) .
    ولا تقولو لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا
    تصحيح
    ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا

    وفي رأئي الشخصي ان المسلم هو الذي يسالم الناس ولا يظلم ولا يقتل احد
    نعم بارك الله فيك وعند القتل نقول يغير حق
    اختلفو مع علي كرم الله وجهه
    للفائدة والعلم
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22133

    هداك الله وردك إليه عاجلاً غير اّجل .
    تركت كل المنتديات واسأل الله الفرج القريب .
    دردشة مع ملحد لادينى
    تتمة الدردشة
    نـــــور * مدونتى لطلبة العلم **نـــور على نـــور مدونتى لى ولكل التائبين
    رضيت بما قَسم الله لى ، وقلتُ ياقلبى يكفيك الجليل مدبراً لى ولا علم لى فحسبى الله ونعم الوكيل .كلمة أعجبتنى .
    وإني لأدعو الله حتى كأنني أرى بجميل الظن ما الله صانع .كلمة أعجبتني .

  10. #55

    افتراضي

    استاذ حسام :

    جزاك الله خيراً كثيراً على هذا الشرح الكافى الشافى و على هذه الامثلة , فلم يسبق لى ان قرات مثل هذا التفصيل من قبل .

    رزقك الله الفردوس الاعلى و متعك بالنظر الى وجهه الكريم .

صفحة 4 من 4 الأولىالأولى ... 234

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. البحث عن اليقين .. فائِدة للباحثين عن الحق
    بواسطة إدريسي في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-05-2013, 07:30 PM
  2. تعليقات: متبعي ال-لاأدريي -تعليقا على طرح موضوع البحث عن دين الحق
    بواسطة أميمة في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 12-05-2012, 08:15 PM
  3. طريق البحث عن الحق ... للباحثين الجدد
    بواسطة وعد الآخرة في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11-09-2010, 10:41 PM
  4. فليأتوا بسورة من مثله وليس بصورة من ....
    بواسطة muslimah في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-06-2005, 05:56 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء