صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 31 إلى 44 من 44

الموضوع: خنفشاري ينفي عصمة النبي وعموم أحكامه بحجة أن العصمة والطاعة للرسول لا للنبي!!

  1. افتراضي

    و بعد :

    أعتقد أنه يكفي ما دار بيننا من حوار أنا و الإخوة . و أستاذن في الانصراف الآن .

    أشكر كل من حاورني . و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

  2. #32
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    2,498
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    حسناً لندع القارئ يحدد هل هناك تناقض بين ما كنت تقوله سابقاً وما أقررتَ به مؤخراً حول وجوب طاعة النبي. مناقشة تراجعك من عدمه لا يفيد الآن مادمت تقر الآن أن الصحابي ملزم بطاعة محمد كنبي . المشكلة المتبقية هي في إدعائك: (أن المسلم اليوم ملزم بطاعة الرسول لا النبي) ولذلك سألتك مرتين من قبل و أعيد السؤال للمرة الثالثة:
    هل محمد ابن عبد الله (نبي لصحابته خاصة ورسول للعالمين) كما تدعي أم هو (نبي ورسول للعالمين)؟
    رجاء أجب على السؤال, حتى نرى هل المسلم اليوم ملزم بطاعة النبي كما كان الصحابي ملزم بطاعته؟؟

    {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}

  3. #33
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الواحد مشاهدة المشاركة
    سألتك مرتين من قبل و أعيد السؤال للمرة الثالثة:
    هل محمد ابن عبد الله (نبي لصحابته خاصة ورسول للعالمين) كما تدعي أم هو (نبي ورسول للعالمين)؟
    رجاء أجب على السؤال, حتى نرى هل المسلم اليوم ملزم بطاعة النبي كما كان الصحابي ملزم بطاعته؟؟
    لن يعود هذا ... لان هذا الخراص الكبير صار الان في " خانةِ اليَكّ " بعد ان اطيح به وبكل خزعبلاته وكشفت ألاعيبه وانفضح هو وتلاعبه
    واضح انه من جماعة الساقط جمال البنا المعروف للجميع بضلاله , وأحد اتباع تيار الإسلام الليبرالي الذى صنعته وتروج له أجهزة المخابرات الأمريكية والأوربية فى المنطقة , كصيغة بديلة لإسلامنا الحقيقي , فيقومون بإنكار الثوابت فى القرآن الكريم لتفتقد المرجعية التى يعود الناس إليها ... ولا تكون هناك مرجعيه سوى مرجعية العقل العميل للغرب

    فمن قال إنه لا يوجد شئ إسمه الحجاب يكون قد أنكر معلوما من الدين بالضرورة
    ومن حرم تعدد الزوجات او الطلاق -مثلا -.يخرج من الملة لأن هذا إجتراء على شرع الله والذي يقول ذلك ينازع الله تعالى فى حقه فى التحليل والتحريم .
    وقول من يقول بأن تحديد نظام الدولة وقواعد الحكم والمواقف من أعدائها والموقف من الخارجين عليها أمور ترجع لما يسمى بالاجتهاد السياسي القابل للتغيير تبعاً للظروف والأحوال فكلام لا علاقة له بالاسلام على الإطلاق.
    والكلام الذي يفرق بين الاوامر النبوية والرسولية هو كلام لا علاقة له بالاسلام على الإطلاق.
    والكلام الذي يفرق بين الاوامر النبوية والرسولية ويحصرها في عصر دون عصر هو كلام لا علاقة له بالاسلام على الإطلاق.
    ومن يقول بالاكتفاء بصلاتين بدلاً من خمسة وعدم إبطال شرب الدخان لصيام رمضان والجهاد في سبيل الحياة الدنيا بدلاً من الجهاد في سبيل الآخرة , فهو مبتدع وخارجي يقول بما لم يقله السابقون ولا اللاحقون .
    ولا مجال للاجتهاد في المسائل والمواضيع الإسلامية الواضحة والمحسومة والثابتة التي لا تحتاج الى اجتهاد أصلا ولا للاجتهاد في ما ورد فيه نص

    فهذا الجمال البنا افتضح أمره العديد من المرات على أيدي مفكري الإسلام وعلمائه وعالماته على شاشات التلفزيون والقنوات الفضائية ومن بين هؤلاء العديد من علماء الأزهر الذين كان آخرهم الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وكل هؤلاء اتهموه بالتخريف بعيداً عن الدين حتى غدا الرجل لايستدعى على هذه القنوات إلا من باب الطرائف.
    التعديل الأخير تم 05-18-2008 الساعة 09:22 PM
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  4. #34

    افتراضي

    الأستاذ الفاضل / عبد الواحد

    ما شاء الله ، وبارك الله في ردودك واضحة ومجملة ، خاصة أنها من القرآن الكريم .

    وإن شاء الله فيها الكفاية للرد على ضلال من قال أن ما جاء به النبي من أمر خاص بمن عايشه من الناس .

    أما الزميل نبيل ، فالرجاء أن يعيد قراءة المناظرة مرة أخرى ليرى بعد موقفه عن القرآن الكريم .
    وصية المهدي
    هي وصية الخليفة المهدي إلى ولده موسى الهادي
    بتتبع الزنادقة وجهادهم وكشفهم والفتك بهم ..
    ولادينيو اليوم هم ورثة زنادقة الأمس

  5. افتراضي

    أكمل أكمل أستاذنا الفاضل عبد الواحد، واحتسب ذلك لله

  6. #36
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فجر الاسلام الصارخ مشاهدة المشاركة
    جزاكما الله خير الجزاء يا أخواي أ.عبد الواحد وناصر التوحيد , وبارك الله فيكما. خزعبلاته تبين بطلانها وهشاشتها من البداية , ولكنه أصر على تعنته و على الجدال بالباطل , ويكفيه ما جاء به من تناقضات فهو لم يكد يأتي بقول حتى يغيره .... .
    وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا أخونا الحبيب فجر الاسلام الصارخ
    نعم
    فأخونا الحبيب عبد الواحد جعله يضعف ويترنح تدريجيا ثم أتاه بالضربة القاضية - انا لا اتكم عن مصارعة اجسام بل عن صراع افكار -
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الواحد :
    سألتك مرتين من قبل و أعيد السؤال للمرة الثالثة:
    هل محمد ابن عبد الله (نبي لصحابته خاصة ورسول للعالمين) كما تدعي أم هو (نبي ورسول للعالمين)؟
    رجاء أجب على السؤال, حتى نرى هل المسلم اليوم ملزم بطاعة النبي كما كان الصحابي ملزم بطاعته؟؟
    فكان لا بد له من الهرب من هذا السؤال ,, فلم يعد امامه من مفر غير الاقرار والاعتراف بانحراف وضلال كلامه
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  7. #37

    Arrow

    .

    بسمك اللهم يامن خلقتنا والصلاة والسلام على نبينا
    صاحب الحوض وحامل لواء الحمد ، يوم نلقى ربنا

    ***
    أما بعد ، . .
    أخي الكريم ( نبيـل مسلم ) السلام عليكم ورحمة الله

    قرأت طرحك بتدبر وتمعن قدر علمي ، . .
    كما قرأت رد الأخوان عليك . . وقد كان موضوعك فصل النبوة عن الرساله ،

    وقد أفاض الإخوة الأفاضل بالرد الجميل الذي لا أجد معه مجالا ً لمداخلتي
    فمن أجتهد ولم يصب فله أجر ومن إجتهد وأصاب فله أجران بإذن الله ،

    ( نحسن الظن و الله تعالى أعلم بما في الصدور )

    غير أني لدي تساؤل أرجو إجابتك عليه . .
    ذلك السؤال يطرح نفسه بقوة بعيدا ً عن الهدف من فتح موضوع كهذا . . .

    إن كنت أخي تعرف أمر الله للنبي كان موجها ً لجانب النبوة فيه ،
    أو أن أمر الله له كان موجها ً لجانب الرسولية فيه ؟ !! . . .

    إن كنت تعرف جوابا ً على ذلك ، من غير الرجوع لنص قرءآني ، يذكر فيه الباري
    لفظة نبي أو رسول ، أو حتى بالقياس على معنى الآية أو الغرض منها أو سبب

    نزولها أو تأويلها ، إن كنت في علم يقيني فعلمنا إياه ، ولطرح السؤال بطريقةأخرى
    تصور أخي الكريم أننا عدنا لزمن النبوة وكان رسول الله بين ظهرانينا

    وأخذ يكلمنا - ينهانا ويأمرنا ، أو يقُص علينا نبأ من كان قبلنا ومن يأتي بعدنا . .
    ولم يكن قد اكتمل تنزيل القرءآن بعد ،

    فما هو معيارك للحكم على حديثه معنا ، إن كان كلام رسول أو كان كلام نبي ؟! .

    أرجو منك أخي عدم إهمال الرد . . وقد عهدنا فيك الإجابة على كل سؤال ،
    ولك وافر الشكر والإمتنان ، ولجميع الإخوة والأخوات المشاركين في الحوار .


    والله ولينا في الدنيا والأخرة ، والسلام عليكم ورحمة الله

    .

  8. #38
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    بارك الله فيكم ..
    بعض النقاط أضيفها ..
    فمن يقول أننا ملزمون بطاعة النبي كما أننا ملزمون بطاعة الرسول سواء بسواء فعليه أن يأتي بدليل على هذا . فكيف نقول أننا ملزمون بطاعة النبي كما نحن ملزمون بطاعة الرسول و لا يوجد أمر صريح بهذا الإلزام ؟ من جاءت هذه التسوية في الإلزام ؟ .
    الأصل عدم وجود فرق في الإلزام بين لفظي (نبي) و(رسول) ولا يوجد دلالة تشريعية مختلفة لكل منهما، والصحيح أننا لا نجد إشارة واحدة في القرآن الكريم لهذا الفرق المبتَدع لا من قريب ولا من بعيد، ولا نجد تلميح من هنا أو هناك يخدم هذه الفِرية، ومعلوم أن أمرًا كهذا لا يجوز السكوت عنه ولا تأخير البيان خاصة إذا كان في هذا الأصل العظيم من أصول الشريعة، بل إن آيات كتاب الله لا تقبل هذا الفرض وتمجُّه وترفضه ولا تستقيم معه، والمستقريء لكتاب الله تعالى يجد هذا بيِّنًا واضحًا، كما أن هذا القول المتهافت لم يقل به أحد من العلماء ولا الأنبياء، لم نجد على لسان أحد من الرسل يأمر أتباعه بالتحري حول كل أمر يأمرهم به ويطالبهم أن يتبينوا أولاً هل يأمرهم بصفته نبي أم بصفته رسول !..
    الأصل أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو نفسه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو نفسه المبلِّغ عن الله عز وجل، هو نفسه النذير البشير الشهيد علينا، هو نفسه من أُمرنا بطاعته واتباعه، هو نفسه من أُمِرنا بنصرته وتعزيره وتوقيره، هو نفسه من أُمرنا بالإيمان به وبما أُنزل عليه من ربه..
    سواء ذُكر بصفة النبوة أم بصفة الرسالة .. أو لم يذكر بأحدهما .. فنحن نعلم أنه هو المخاطب في قوله تعالى (يسألونك) و(قل) أو غيرها من الآيات التي جاء فيها (كاف الخطاب) وهي كثيرة .. فهل يعقل أن نتوقف في هذه الآيات ولا نعمل بها لأننا لا نعلم هل جاءت بصفته رسول أم بصفته نبي .. وهل يعقل أن يكون هذا حال الصحابة معه فيسألونه قبل تنفيذ أي أمر هل أنت الآن تخاطبنا بصفتك نبي أم بصفتك رسول ؟!!!!
    ومن ادعى وجود الفرق فعليه أن يأتي بدليل يخالف هذا الأصل المستقر والقاعدة المطردة في الشرع والتي عليها عمل المسلمين وإجماعهم منذ العصور الأولى ! .. وإلا لكان ادعائه هذا طعنًا في الشرع واتهامًا له بعدم البيان، وتكذيبًا لآيات الله تعالى التي تحث على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، أو تلك التي جاءت في خطاب شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم دون ذكر صفته، واتهامًا لشرع الله الحكيم أنه جاء قاصرًا وأن الإسلام جاء ليتعبد به محمد صلى الله عليه وسلم وآله وليس للبشرية جمعاء، وكأن فترة وجود النبي صلى الله عليه وسلم - 23 عامًا - لم يكن لها داعي بل كان يكفي أن يلقي عليهم الكتاب ويرحل، إذ أن أسباب النزول أيضًا -على حد قوله- ليس لها قوة تشريعية، أو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسًا مع الصحابة طوال هذه الفترة صامتًا لا يتكلم وإذا نطق وتكلم سألوه أولا هل ستحدثنا بصفتك نبي أم رسول؟ ويلزم أن نسأل نحن أيضًا عن كل الأوامر والنواهي التي تضمنتها الآيات هل جاءت بصفته نبي أم رسول.

    سبحانك هذا بهتان عظيم !
    كلام لا يعقل ولا يستساغ ولا يتفق مع روح الشريعة ومقاصدها.

    ونحن لا زلنا نطالب بهذا الدليل الذي يخالف هذا الأصل الثابت المستقر قبل أن نبحث في غيرها من المسائل كمسألة هل يجود دليل ملزم بطاعة النبي أم لا؟ وهل عدم وجود هذا الدليل يعني أننا غير ملزمون بطاعته؟ والجواب على السؤال الأول: نعم، بالفعل يوجد آيات تدل على وجوب طاعة النبي واتباعه، والجواب على الثاني: لا، لا يعني عدم وجود الدليل أننا غير ملزمون بطاعته، ذلك لأنه على فرض عدم وجود دليل - أقول فرضًا- فهذا لا ينفي الأصل الثابت المستقر أنه لا فرق أصلاً بين لفظ (نبي) و(رسول) من جهة الإلزام والتشريع.
    إذن عندنا نقطتين ينبغي عدم الخلط بينهما:
    1- الفرق بين لفظي النبي والرسول من حيث التشريع والإلزام.
    2- وجود أو عدم وجود دليل على طاعة النبي.

    قد أوردت لها الجواب فلم يقنعها . فقلت لها إنه إن لم تقتنع فهذا حقها
    المسألة ليست مسألة قناعة شخصية أو رأي ورأي آخر أو حرية شخصية، إن هذا الأمر دين وعقيدة فليس من حقي أو حق أحد أن يخالف أو يرد الحق إذا تبيّن، فليس الهوى حاكمًا ولا العقل مصدرًا من مصادر التشريع.

    من ناحية ثالثة ، نجد آيات في لوم النبي و عتابه صلى الله عليه و سلم و لا نجد مثلها في الرسول ، و هذا يدل على أن النبي غير معصوم بخلاف الرسول
    أما عصمة النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبتت في القرآن الكريم والدليل قوله تعالى: (( وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)) آل عمران 161.
    قال القاسمي رحمه الله في تفسيرها: (ما صح وما تأتى لنبي من الأنبياء أن يخون في المغنم، بعد مقام النبوة وعصمة الأنبياء عن جميع الرذائل، وعن تأثير النفس والشيطان فيهم) محاسن التأويل.
    وقال تعالى: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى . مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى )). النجم 1-2.

    و لهذا نجد اللوم و العتاب موجها للنبي بصفته نبيا و لا نجده موجها للرسول بصفته رسولا.
    بل إن العتاب ورد للرسول كما ورد للنبي صلى الله عليه وسلم :
    قال تعالى: (( وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ)) التوبة 84.
    نجد أن السياق ذكره بصفة الرسالة لا النبوة.
    كما وردت من جهة أخرى آيات للومِه - صلى الله عليه وسلم - دون ذكر الرسالة أو النبوة كما في سورة عبس.
    وبالتالي يسقط هذا الادعاء أن اللوم موجهًا للنبي لا للرسول.

    وهذا اللوم والعتاب لا يتنافى مع عصمة النبي صلى الله عليه وسلم.
    يقول الشيخ ياسر برهامي : (من صفات الرسل أنهم معصومون من ارتكاب المعاصي، لأن الله تعالى اصطفاهم واجتباهم وهداهم، وإجماع من يعتد به من أهل العلم منعقد على عصمتهم من الكبائر الظاهرة والباطنة وأيضًا منعقد على عصمتهم من الصغائر المزرية، أما الصغائر غير المزرية فهذا فيه خلاف سائغ، والراجح أنهم معصومون من تعمد ارتكاب المعاصي عمومًا). وقال: (لا تعارض بين قولنا أنهم معصومون من ارتكاب المعاصي وبين وقوع الذنوب، إذ أن ذنوب الأنبياء من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين، بمعنى أن الأنبياء لعلو شأنهم وارتفاعه منزلتهم عند الله عز وجل قد يؤاخذون بأشد مما يؤاخذ به غيرهم، فترك الأفضل في حقهم يسمى ذنبًا، والخطأ والنسيان في حقهم يسمى ذنبًا، والفتور عن الذكر يسمى ذنبًا يستغفرون الله عز وجل ويتوبون إلى الله منه .. والدليل أن الأنبياء لا يتعمدون المعصية قوله تعالى عن صالح: ((فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ ))هود 63. .. يعني: لو أنه عصى الله لانتصر منه ولما وجد من ينصره ولم يقع قط أن الله انتصر من رسول أو عاقبه أو عذبه وإنما انتصر لهم وأكرمهم ودمر أعدائهم، ولهذا جعلهم قدوة للعباد بكونهم لا يعصون الله عمدًا، كما قال سبحانه: ((أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)) فهذه الآية من أدلة العصمة، فإذا كان كل من هداهم الله يقتدى بهم، فهذا يدل على أنهم لا يتعمدون المعصية. وأما السهو والنسيان والفتور عن الذكر فغن ذلك يقع منهم، لكي يتعلم العباد منهم كيف يتوبون إلى الله ويستغفرونه، فإذا علموا أن الأنبياء يستغفرون، عرفوا أنهم أولى من الأنبياء بالاستغفار، ولم يرووا لأنفسهم الكمال، حتى لا يظن العبد أنه استكمل حق الله عليه، أو أنه أدّى ما عليه كاملاً، لا بل لابد للعبد أن يرى نفسه دائمًا مقصرًا)اهـ بتصرف من المنة.

    قال تعالى: ((أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ . أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ)).الأنعام 89-90.
    نلاحظ أن الوصف هنا جاء بالنبوة، وجاء بعدها الأمر بالاقتداء بهم .

    الأخت تقول أن هناك اختلافا في الدلالة اللغوية بين لفظي الرسول و النبي ، و هو ما نتفق عليه . لكنها لا ترى أن هذا الاختلاف اللغوي ينعكس في اختلاف تشريعي . و هنا مكمن الخلاف بيننا . لكن إن لم ينعكس فما جدواه ؟ .
    قد يكون لكل من اللفظ القرآني (نبي) و (رسول) دلالات بيانية وبلاغية وحكمة وغاية الله تعالى يعلمها بحيث لا يصلح أحدهما أن يستخدم في موضع الآخر .. ولا يلزم بالضرورة أن يكون لكل منهما دلالة تشريعية مختلفة، مثل لفظي (يا بني آدم) و (يا أيها الناس) .. هل يصح أن يقول قائل نحن ملزمون بأحدهما دون الآخر؟! .. رغم أننا نقر أن هناك فرقًا وحكمة لكن لا يعني عدم علمنا بالحكمة عدم وجودها، ولا يعني عدم علمنا بالحكمة أن نحدد نحن بأهوائنا وآرائنا حكمة ومقصد دون مستند أو دليل.

    يتبع ..
    التعديل الأخير تم 05-19-2008 الساعة 09:02 AM

  9. #39
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    آيات تأمر باتباعه ونصرته صلى الله عليه وسلم دون ذكر صفة النبوة أو الرسالة:

    1- قال تعالى: (( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ )) الزخرف61.

    السؤال: من المتحدث هنا حتى نتبعه أهو النبي أم الرسول؟! .. هذه الآية الكريمة دليل قاطع على بطلان هذه الفِرية .. فلا يوجد هنا تحديد قبلها ولا بعدها بصفة (الرسول) .. وهي تأكيد على قولنا أن القرآن الكريم لم يأبه لهذه التفرقة المزعومة وأنه يمجّها ويرفضها ولا تستقيم آياته الكريمة معها ..
    إذ الأمر في الآية باتباع محمد صلى الله عليه وسلم الرسول النبي بلا فرق بينهما، وهذا هو الأصل الثابت المستقر ومن ادعى خلافه فهو المبتدع الضال.

    2- ((إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ )) التوبة 40.
    إلا تنصروه فقد نصره الله" فالخطاب موجه للذين آمنوا ، لا اختصاص بالمقصود بالنصر هنا فهو للرسول و للنبي ،
    !!!
    تنصروه : الفاعل ضمير مستتر تقديره أنتم، والهاء ضمير يعود على محمد صلى الله عليه وسلم، , وعدم التخصيص برسالة أو نبوة دليل أننا ملزمون بنصرته صلى الله عليه وسلم في الحالتين، وأنه لا فرق بينهما، والنصرة تكون بالطاعة والاتباع والتأييد.

    3- قال تعالى: (( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ . فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ )) الشعراء 215-216.
    الأسلوب يتضمن الأمر بالاتباع، والتحذير من العصيان .. دون ذكر لوصف النبوة أو الرسالة فدلّ على عدم وجود هذا الفرق المبتدع.


    آيات تأمر صراحةً باتباع النبي صلى الله عليه وسلم:

    1- قال تعالى: (( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )) الأعراف157- 158.

    هنا نجد تأكيدًا من القرآن الكريم أنه لا فرق بين المسميات من جهة الإلزام، وأن الرسول النبي الأمي يأمر وينهى ويُحل ويُحرم ويضع عنهم إصرهم .. وأن علينا أن نؤمن به ونعزّره وننصره ونتبع النور الذي أُنزل معه لنكون من المفلحين، وفي الآية الثانية تأكيد مرة أخرى بدون تفرقة في الإلزام بوجوب اتباع النبي والرسول والإيمان به لنكون من المهتدين .. والنداء للناس كافة وليس للصحابة فقط !
    إذن النبي له أن يأمر وينهى ويُحل ويُحرم وعلينا أن نطيعه ونتبعه وننصره ..

    2- قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)) الأحزاب 59
    أمر صريح لنساء المؤمنين باتباع النبي صلى الله عليه وسلم، وأن أمر النبي وطاعته واجبة على المسلمين كافة، وأن التشريع في حالة الخطاب بـ (يا أيها النبي) تشريع عام مالم يرد ما يخصصه .. وسأورد مثالاً على التخصيص بعد قليل ..

    3- قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)) الطلاق 1.
    دليل قاطع على وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (طلقتم) أنتم يا مسلمون، ولم يقل "طلقت"، وفي الآيات تحديد أحكام الطلاق وما يتبعه من العدة والإنفاق والإسكان وغيرها، ومعلوم أنها عامة لجميع المسلمين، وأننا استفدنا هذه الأحكام من هذه الآيات التي خاطب الله تعالى في بدايتها نبيه صلى الله عليه وسلم .. وكأني بهذا الخطاب جاء ليرد على من يقول: طالما الخطاب موجه للنبي فهو خاص بالنبي وأزواجه ولا دخل لي به !.

    أما إذا كان هناك ما يُخصص الخطاب فلا بد من وجود قرينة تدل على التخصيص :

    مثل قوله تعالى:
    (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)) الأحزاب 50.

    ( قال تعالى: (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )) الأحزاب21.
    الأصل التأسي به صلى الله عليه وسلم - في أفعاله من العبادات والمعاملات والأطعمة واللباس وغير ذلك، فيجب العمل بقتضى هذه الآية حتى يقوم الدليل المانع من التأسي وهو الدال على الخصوصية كما في قوله تعالى(وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)) الأحزاب 50. فهذه الآية تدل على أن الأصل التأسي به لقوله: ((خَالِصَةً لَّكَ))، ولو لم يكن هذا هو الأصل لما كان لقوله: ((خَالِصَةً لَّكَ)) فائدة لأن الخصوصية تكون ثابتة بدون هذه الكلمة)اهـ. أصول السرخسي "2/ 89.

    4- قال تعالى: (( لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)) التوبة 117.

    تاب الله تعالى على المهاجرين والأنصار الذين اتبعوا النبي ، وهذا دليل آخر على لزوم اتباعه صلى الله عليه وسلم، فالمهاجرين والأنصار متبعون للنبي صلى الله عليه وسلم، ونحن نتبعهم على هذا الاتباع؛ فنكون متبعين للنبي مثلهم، قال تعالى: (( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) التوبة 100..
    وهذا يبطل القول بأن الاتباع يكون للمعاصرين له - صلى الله عليه وسلم - دون غيرهم.

    5- قال تعالى: (( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ )) الأحزاب 6 .
    (المعنى: أي أولى بالمؤمنين من أنفسهم في كل شيء من أمور الدين والدنيا فيجب عليهم أن يكون أحب إليهم من أنفسهم، وحكمه أنفذ عليهم من حكمها، وحقه آثر لديهم من حقوقها، ويتبعوا كل ما دعاهم إليه النبي وصرفهم عنه ..) محاسن التأويل.

    6- قال تعالى: (( وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)) آل عمران 146.
    القتال مع النبي أعلى درجات الاتباع والطاعة وبذل النفس، وقد أثنى عليهم ربهم وذكر محبته لهم جزاء طاعتهم وصبرهم وقتالهم في سبيل الله.

    7- قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )). التحريم.8.
    مرة أخرى ثناء من الله عز وجل على من اتبع النبي وأطاعه، إذ أن المعية هنا تستلزم الاتباع والملازمة لهديه وسنته.

    8- قال تعالى: ((وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)) المائدة 81.
    عدم الإيمان بالنبي يقتضي الفسق، والإيمان بالنبي يتضمن متابعته وطاعته.


    آيات تأمر باتباع الأنبياء عمومًا ومن ضمنهم النبي صلى الله عليه وسلم:

    1- قال تعالى: (( قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ . فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) البقرة 136-137.

    2- قال تعالى: (( قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)) آل عمران84

    3- قال تعالى: ((أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ . أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ)). الأنعام 89-90.



    أوحى الله تعالى إلى النبي كما أوحى إلى الأنبياء من قبله، وهذا الوحي ملزم لنا، ونحن أولى باتباعه من النبي !:

    أوحى الله تعالى إلى النبي كما أوحى إلى الأنبياء من قبله:
    قال تعالى: (( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا)) النساء 163.

    هذا الوحي ملزم لنا وشريعة واجبة الاتباع:
    قال تعالى: (( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ..)) الشورى 13

    إذا كان النبي أُمر باتباع الوحي، فنحن مأمورون باتباعه من باب أولى:
    - قال تعالى: ((اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ))الأنعام 106.
    - قال تعالى: (( فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )) الزخرف 43.
    - قال تعالى: (( قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ))الأنعام 145.
    هذا وحي الله لنبيه ونحن تبعٌ له، وإلا هل يقول أحد أن لحم الخنزير حِل لنا !

    - قال تعالى: ((ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ))الجاثية 18.

    - قال تعالى: (( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)) الكهف 110.
    وحي الله تعالى إلى نبيه يُلزِمنا أن نعمل عملا صالحًا ولا نشرك بالله أحدًا، وهذا الإلزام يربط بين شطري الآية، ولو كان الوحى إلى النبي غير ملزم لنا فما المراد من التعقيب بقوله تعالى: ((فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)) على الشطر الأول من الآية؟! ..
    والله أعلم.


    الرسول أرسل ليبشر وينذر، والنبي أرسل أيضًا ليبشر وينذر، وكلاهما شاهدٌ علينا، وهذا يثبت أن القرآن الكريم لا يفرق بينهما من جهة التشريع:

    - قال تعالى: ((إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ)) فاطر 24.
    - قال تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)) سبأ 28.
    - قال تعالى: ((إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا))المزمل 15.

    - و قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا )) الأحزاب 45.
    - وقال تعالى: ((كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ )) البقرة 213.
    - قال تعالى: ((وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ)) الزخرف 6.
    - قال تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ))الأعراف 94.


    النبي يأمر وينهى ليطاع ويُتّبع (إبراهيم عليه السلام كمثال) :

    - قال تعالى: (( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا . إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا . يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا . يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا)) مريم 41-44.
    في هذه الآيات الكريمة نجد وصف إبراهيم عليه السلام بالنبوة فقط ! ومع ذلك يأمر أباه باتباعه في قوله: (فاتبعني) .. وهذا دليل أن النبي يجب أن يُطاع ويُتبع .. قال تعالى: ((ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ))النحل 123
    وإن كان نبينا أُمر باتباعه فنحن أولى باتباع هذا النبي الكريم.


    نحن مأمورون باتباع الأنبياء في سجودهم :

    - قال تعالى: (( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)) مريم58
    إذا كان الأنبياء يخرون سجدًا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن فنحن من باب أولى أن نسجد، لذا نجد موضع السجدة في ختام هذه الآية الكريمة.


    النبي صلى الله عليه وسلم يحكم، وحكمه ملزم :

    - قال تعالى: (( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)) المائدة 44.
    - قال تعالى: ((وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ ))المائدة 48.
    - قال تعالى: ((وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ)) المائدة 49.


    الأمر بعدم رفع الصوت فوق صوت النبي والأمر بغض الصوت عند الرسول، دليل آخر!

    - قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ . إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ )) الحجرات 2-3.
    لو كان اتباع النبي غير ملزم وطاعته غير واجبة لما كان هناك عبرة بالنهي عن رفع الصوت على صوته، فإذا كان مجرد رفع الصوت عليه غير جائز فعصيانه ومخالفته من باب أولى، ثم لأن القرآن الكريم لا يأبه لمسألة الفرق هذه فنجد التعبير في الآية الثانية بـ (رسول الله)، فالأمر المنهي عنه واحد، ولا فرق في الإلزام بين الحالتين سواء تم التعبير بالنبي أو الرسول فكلاهما يخدمان الغرض ذاته .


    وأخيرًا .. من القائل؟!:

    - قال تعالى: ((قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)) الأنعام 151.إلى آخر الوصايا العشر ..من القائل هنا؟ أهو الرسول أم النبي؟
    لو كان الفرق المزعوم صحيح؛ لأصبح الأمر في هذه الآيات محيّرًا .. ويلزمنا التوقف فيها للأبد! لأننا لا نعلم هل هذه الأوامر جاءتنا بصفة النبوة أم بصفة الرسالة، ومثلها الآيات التي فيها (يسألونك) ، والرد (قل) كذا .. وهي كثيرة، وبالتالى تصبح هذه الأوامر والتشريعات غير ملزمة لأننا لا ندري من هو القائل؟!!

    .
    التعديل الأخير تم 05-19-2008 الساعة 11:56 AM

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

  10. #40

    افتراضي

    بارك الله فيكم على هذه الردود النافعة المفيدة .

    فهذا الجاهل الخارج عن الإسلام قد فضح نفسه وأذلها بنفيه العصمة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا كفر مخرج من الملة .
    ورده لكل ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية مما يسميه خطاب نبوة لا خطاب رسالة هو الآخر ردة حمقاء عن الإسلام .

    وكل ذلك الضلال بناه على دعوى غبية يدلل عليها بدعاوى تضحك الثكالى :

    فيزعم أولا التفريق بين النبي والرسول بفرق ساذج لا معنى له .
    ثم يبني على هذا التفريق أن خطاب النبي غير ملزم وخطاب الرسول ملزم ، بلا برهان ولا دليل إلا الحماقة .

    ولا عجب أن يجهل جاهل ويضل هالك مثله ، بل العجب أن يهتدي وهو بهذه الحال من الفدامة والزيغ .

    فأما زعمه التفريق بين النبي والرسول بالذي ذكره فلا معنى له :
    إذ أن لفظ النبوة والرسالة من الألفاظ التي إذا اجتمعت افترقت وإذا افترقت اجتمعت
    ، ومن الأدلة على أن النبي يطلق عليه وصف الإرسال قول الله تعالى : { وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ }
    ومثله قوله جل وعلا : { وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ }
    فهذا نص صريح في إطلاق وصف الإرسال على الأنبياء .
    وهذا كاف في إبطال كل ما قاله الأخرق الخنفشاري من نفي الرسالة عن الأنبياء !!

    وهو إرسال عام يشمل الأنبياء والرسل .
    وأما الإرسال الخاص فهو ما بينه أهل العلم عند الكلام على الفرق بين النبي والرسول :


    والفرق الصحيح بين النبي والرسول هو :
    أن النبي من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه إلى قوم موافقين .
    والرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه إلى قوم مخالفين .
    فالجميع موحى إليه بشرع ومأمور بتبليغه ومرسل به والفرق إنما هو في نوعية القوم المرسل إليهم لا في النبي أو الرسول نفسه .


    ثم تأتي مسألة أخرى جهلها هذا الدعي الخنفشاري البقباق :

    وهي مسألة الفرق بين عالمية دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وخصوصية دعوات الأنبياء السابقين .
    فهذا الفرق ليس من جهة النبوة والرسالة فكلهم أنبياء أصلا ورسل عموما أو خصوصا .
    وإنما الفرق من جهة : الوحي الذي كلفوا بتبليغه إلى عموم الناس أو خصوص قوم منهم .

    ومن هنا فإن عالمية أوامر الإسلام ليست راجعة إلى كونها خطابا من نبي أو خطابا من رسول كما يسفسط الخنفشاري ، وإنما مأخوذة من الوحي المنزل في قول الله تعالى : { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ }
    وقوله تعالى : { وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ }
    وقوله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }
    وقوله تعالى : { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا }
    وقوله تعالى : { إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ }
    وقوله تعالى : { وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ }

    وهذه الآيات لم تقيد بالرسول
    دون النبي ، بل شملت وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالعبودية وهذا يشمل بدلالة الأولى دخوله بوصف النبوة ، كما أنها لم تقيد بشخص الرسول أيضا وإنما جاءت وصفا للقرآن نفسه أنه ذكر ونذير للعالمين ، فكل ما في القرآن الكريم مخاطب به العالم كله ، لا كما يدعي البقباق النفاج !!

    فكيف إذا كان صلى الله عليه وسلم موصوفا منذ بعثه الله إلى قيام الساعة بوصف النبوة والرسالة والعبودية لله في كل وقت ومكان ، فكيف يفرق بين آية وآخرى وحديث وآخر بأن ذلك مخاطب به النبي دون الرسول ، أو الرسول دون النبي ، فما هذا الانفصام المزعوم والتفريق الأحمق الذي يريد أن يروجه هذا الخنفشاري في خطاب الله له ، أو في خطابه صلى الله عليه وسلم لأمته ؟!

    فاللهم نعوذ بك من مرض القلب وفساد العقل ورديء القول وسيء الفعل .
    التعديل الأخير تم 05-19-2008 الساعة 09:56 PM

  11. افتراضي

    بسم الله ما شاء و لا قوة إلا بالله

    قرأت من الردود ما فاتني ، و لم أجد فيها جديدا ، مع انها كلها لم تجب على ما طرحته من مسائل بشكل واضح ، بل ركزت على طرح الأسئلة علي تلو الأسئلة علها تجد في كلامي إن كثر خللا يُعمَم على كل ما قلت سواء اكنت على صواب ام على خطأ ، و هذا ما وقع .

    هناك أخ ركبه العناد فقال أنه يجوز وضع كلمة نبي بدل كلمة رسول أو العكس و لا يتغير المعنى ، و أسعدني ان اختا ردت عليه بشكل غير مباشر و بأدب أشكرها عليه .

    و قد عدت لما كتبت و ما كتب لي فرأيت أنني لم أمس أحدا من الإخوة أبدا في شخصه و لم أسئ الأدب مع أحد منهم ، اما بعضهم فخلط ردودا نحترمها بكلام نأسف أنه خرج من لسان من يقول أن الرسول - صلى الله عليه و سلم - أسوته و قدوته .

    لا حاجة لأن ازيد على ما قلت ، و أصلا لم أدخل في النقاش إلا لأرى إن كان فاتني شيء مما لم أعلمه من قبل من حجج قوم كنت واحدا منهم قبل أعوام قليلة ، و لم أر شيئا من هذا . فكل ما قيل أعلمه و لا جديد تحت شمس الإخوة .

    خذوا الأمر ببساطة ، حين يقول تعالى يا أيها النبي لا يقصد يا أيها الرسول ، علم من علم و جهل من جهل الفرق بينهما ، و جهلنا بالفرق لا ينعكس علما بدعوى أن لا فرق . لا ترادف في كتاب الله ، و هذا أحد أسباب عدم جواز تغيير و لو حرف منه .


    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    حم

    تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ

    إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ

    وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ

    وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

    تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ

    وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ

    يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ

    وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ

    صدق الله العظيم

    و سلام على من إن جادل لم يجادل بالحسنة بل بالتي هي احسن . و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
    التعديل الأخير تم 06-24-2008 الساعة 04:41 PM

  12. #42

    افتراضي

    لا تنتظر فضيلة الاعتراف بالخطأ إلا ممن عرف للعلم حرمته وللصدق منزلته

    أما من كان دعيا في المعرفة ، زنيما في الفهم ، فعجب أن يذعن للحق وحقائقه ، وعجب أن يرعوي عن غيه وعيِّه !! فكيف ذلك وقد أراق ماء وجهه في سوق الدجل ، وتمحل بالشبه الردية تصحيح ما بان فيه الخطل !!

    إن العاقل يزعه عقله عن الإصرار على الزلل ، والعالم يفيئ بعلمه إلى الحق فرارا من الجهل ، وأما الجاهل الرقيع فلا عقل ولا علم فكيف يهتدي من هذا حاله ، وكيف ينتهي عن قبيحة من لا نُهى له .

    وقديما ما قيل : لو ناظرت عالما لغلبته ، ولو ناظرني جاهل لغلبني ، وأبئس بغلبة لا تنال إلا بضلالة الجهل ، وما هي بغلبة وإنما هي إعراض عن الحق وتكذيب بالصدق .

    ولا جديد تحت شمس الخنفشاريين إلا مزيد الخنفشارية .

  13. افتراضي

    السلام عليكم

    كل إناء ينضح بما فيه ، و قد احسنت التعبير عما في انائك أيها الأخ .

  14. #44

    افتراضي

    وعليكم
    الموصوف هو ما قد رأيناه من نضح إنائك ، فشكرا على استحسانك صحة الوصف .

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. عصمة النبي صلى الله عليه وسلم وأثرها على السنة النبوية
    بواسطة المستشار سالم عبد الهادي في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-06-2018, 09:44 PM
  2. حباً بحب ( من بيحب النبي كده ) فيديو لمحمد نجاتي سليمان
    بواسطة محمد نجاتي سليمان في المنتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-19-2012, 04:29 PM
  3. حديث شريف عن السمع والطاعة في غير معصية
    بواسطة مهاجر في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-02-2008, 06:07 PM
  4. عصمة النبي صلى الله عليه وسلم وأثرها على السنة النبوية
    بواسطة المستشار سالم عبد الهادي في المنتدى المستشار سالم عبد الهادى
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-05-2006, 11:47 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-24-2005, 06:29 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء