النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: ما هو الإلحاد

  1. #1

    افتراضي ما هو الإلحاد

    بسم الله الرحمان الرحيم

    الإلحــاد



    إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي


    التعريف :

    الإلحاد(*) هو : مذهب فلسفي يقوم على فكرة عدمية أساسها إنكار وجود الله الخالق سبحانه وتعالى:

    فيدّعي الملحدون بأن الكون وجد بلا خالق.

    وأن المادة أزلية أبدية، وهي الخالق والمخلوق في نفس الوقت.

    ومما لا شك فيه أن كثيراً من دول العالم الغربي والشرقي تعاني من نزعة إلحادية عارمة جسدتها الشيوعية المنهارة والعلمانية المخادعة.

    التأسيس وأبرز الشخصيات:

    الإلحاد بدعة جديدة لم توجد في القديم إلا في النادر في بعض الأمم والأفراد.

    يعد أتباع العلمانية هم المؤسسون الحقيقيين للإلحاد، ومن هؤلاء : أتباع الشيوعية والوجودية والداروينية.

    الحركة الصهيونية أرادت نشر الإلحاد في الأرض فنشرت العلمانية لإفساد أمم الأرض بالإلحاد والمادية(*) المفرطة والانسلاخ من كل الضوابط التشريعية والأخلاقية كي تهدم هذه الأمم نفسها بنفسها، وعندما يخلو الجو لليهود يستطيعون حكم العالم.

    نشر اليهود نظريات ماركس في الاقتصاد والتفسير المادي للتاريخ(*) ونظريات فرويد في علم النفس ونظرية دارون في أصل الأنواع ونظريات دور كايم في علم الاجتماع، وكل هذه النظريات من أسس الإلحاد في العالم.

    أما انتشار الحركات الإلحادية بين المسلمين في الوقت الحاضر، فقد بدأت بعد سقوط الخلافة(*) الإسلامية.

    صدر كتاب في تركيا عنوانه: مصطفى كمال للكاتب قابيل آدم يتضمن مطاعن قبيحة في الأديان وبخاصة الدين الإسلامي. وفيه دعوة صريحة للإلحاد بالدين(*) وإشادة بالعقلية الأوروبية.

    إسماعيل أحمد أدهم. حاول نشر الإلحاد في مصر، وألف رسالة بعنوان لماذا أنا ملحد؟ وطبعها بمطبعة التعاون بالإسكندرية حوالي سنة 1926م.

    إسماعيل مظهر أصدر في سنة 1928م مجلة العصور في مصر، وكانت قبل توبته تدعو للإلحاد والطعن في العرب والعروبة طعناً قبيحاً. معيداً تاريخ الشعوبية(*)، ومتهماً العقلية العربية بالجمود والانحطاط، ومشيداً بأمجاد بني إسرائيل ونشاطهم وتفوقهم واجتهادهم.

    أسست في مصر سنة 1928م جماعة لنشر الإلحاد تحت شعار الأدب واتخذت دار العصور مقراً لها واسمها رابطة الأدب الجديد وكان أمين سرها كامل كيلاني.. وقد تاب إلى الله بعد ذلك.

    ومن أعلام الإلحاد في العالم:

    أتباع الشيوعية: ويتقدمهم كارل ماركس 1818 – 1883م اليهودي الألماني. وإنجلز عالم الاجتماع الألماني والفيلسوف السياسي الذي التقى بماركس في إنجلترا وأصدرا سوياً المانيفستو أو البيان الشيوعي سنة 1820 – 1895م.

    أتباع الوجودية: ويتقدمهم:
    جان بول سارتر.
    وسيمون دوبرفوار.
    والبير كامي.
    وأتباع الداروينية.

    ومن الفلاسفة والأدباء:

    نيتشه/ فيلسوف ألماني.

    برتراند راسل 1872 – 1970م فيلسوف إنكليزي.

    هيجل 1770 – 1831م فيلسوف ألماني قامت فلسفته على دراسة التاريخ.

    هربرت سبنسر 1820 – 1903م إنكليزي كتب في الفلسفة(*) وعلم النفس والأخلاق(*).

    فولتير 1694 – 1778م أديب فرنسي.

    في سنة 1930م ألف إسماعيل مظهر حزب الفلاح ليكون منبراً للشيوعية والاشتراكية(*). وقد تاب إسماعيل إلى الله بعد أن تعدى مرحلة الشباب وأصبح يكتب عن مزايا الإسلام.

    ومن الشعراء الملاحدة الذين كانوا ينشرون في مجلة العصور.

    الشاعر عبد اللطيف ثابت الذي كان يشكك في الأديان في شعره..

    والشاعر الزهاوي يعد عميد الشعراء المشككين في عصره.

    الأفكار والمعتقدات:

    إنكار وجود الله سبحانه، الخالق البارئ، المصور، تعالى الله عمّا يقولون علواً كبيراً.

    إن الكون والإنسان والحيوان والنبات وجد صدفة وسينتهي كما بدأ ولا توجد حياة بعد الموت.

    إن المادة أزلية أبدية وهي الخالق والمخلوق في نفس الوقت.

    النظرة الغائية(*) للكون والمفاهيم الأخلاقية تعيق تقدم العلم.

    إنكار معجزات الأنبياء(*) لأن تلك المعجزات لا يقبلها العلم، كما يزعمون. ومن العجب أن الملحدين الماديين(*) يقبلون معجزات الطفرة الوحيدة التي تقول بها الداروينية ولا سند لها إلا الهوس والخيال.

    عدم الاعتراف بالمفاهيم الأخلاقية ولا بالحق والعدل ولا بالأهداف السامية، ولا بالروح والجمال.

    ينظر الملاحدة للتاريخ باعتباره صورة للجرائم والحماقة وخيبة الأمل وقصته لا تعني شيئاً.

    المعرفة الدينية، في رأي الملاحدة ، تختلف اختلافاً جذريًّا وكليًّا عن المعرفة بمعناها العقلي أو العلمي!!

    الإنسان مادة تنطبق عليه قوانين الطبيعة(*) التي اكتشفتها العلوم كما تنطبق على غيره من الأشياء المادية.

    الحاجات هي التي تحدد الأفكار، وليست الأفكار هي التي تحدد الحاجات.

    نظريات ماركس في الاقتصاد والتفسير المادي للتاريخ(*) ونظرية فرويد في علم النفس ونظرية دارون في أصل الأنواع ونظرية دور كهايم في علم الاجتماع من أهم أسس الإلحاد في العالم.. وجميع هذه النظريات هي مما أثبت العلماء أنها حدس وخيالات وأوهام شخصية ولا صلة لها بالعلم.

    الجذور الفكرية والعقائدية:

    نشأ الإلحاد الحديث مع العقلانية والشيوعية والوجودية.

    وقد نشر اليهود الإلحاد في الأرض، مستغلين حماقات الكنيسة(*) ومحاربتها للعلم، فجاءوا بثورة العلم ضد الكنيسة، وبالثورة(*) الفرنسية والداروينية والفرويدية، وبهذه الدعوات الهدامة للدين(*) والأخلاق(*) تفشى الإلحاد في الغرب، والهدف الشرير لليهودية العالمية الآن هو إزالة كل دين على الأرض ليبقى اليهود وحدهم أصحاب الدين!!

    الانتشار وأماكن النفوذ :

    انتشر الإلحاد أولاً في أوروبا، وانتقل بعد ذلك إلى أمريكا.. وبقاع من العالم.

    وعندما حكمت الشيوعية في ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي قبل انهياره وتفككه، فرضت الإلحاد فرضاً على شعوبه.. وأنشأت له مدارس وجمعيات.

    وحاولت الشيوعية نشره في شتى أنحاء العالم عن طريق أحزابها. وإن سقوط الشيوعية في الوقت الحاضر ينبئ عن قرب سقوط الإلحاد – بإذن الله تعالى.

    يوجد الآن في الهند جمعية تسمى جمعية النشر الإلحادية، وهي حديثة التكوين وتركز نشاطها في المناطق الإسلامية، ويرأسها جوزيف إيدا مارك، وكان مسيحيًّا من خطباء التنصير، ومعلماً في إحدى مدارس الأحد، وعضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وقد ألف في عام 1953م كتاباً يدعى: إنما عيسى بشر فغضبت عليه الكنيسة(*) وطردته فتزوج بامرأة هندوكية وبدأ نشطاه الإلحادي، وأصدر مجلة إلحادية باسم إيسكرا أي شرارة النار. ولما توقفت عمل مراسلاً لمجلة كيرالا شبدم أي صوت كيالا الأسبوعية. وقد نال جائزة الإلحاد العالمية عام 1978م ويعتبر أول من نالها في آسيا.

    يتضح مما سبق :

    أن الإلحاد(*) مذهب(*) فلسفي يقوم على إنكار وجود الله سبحانه وتعالى، ويذهب إلى أن الكون بلا خالق، ويعد أتباع العقلانية هم المؤسسون الحقيقيين للإلحاد الذي ينكر الحياة الآخرة، ويرى أن المادة(*) أزلية أبدية، وأنه لا يوجد شيء اسمه معجزات الأنبياء فذلك مما لا يقبله العلم في زعم الملحدين، الذين لا يعترفون أيضاً بأية مفاهيم أخلاقية(*) ولا بقيم الحق والعدل ولا بفكرة الروح. ولذا فإن التاريخ عند الملحدين هو صورة للجرائم والحماقات وخيبة الأمل وقصته ولا تعني شيئاً، والإنسان مجرد مادة تطبق عليه كافة القوانين الطبيعية(*) وكل ذلك مما ينبغي أن يحذره الشاب المسلم عندما يطالع أفكار هذا المذهب الخبيث.

    --------------------------------------------------------------
    مراجع للتوسع :
    - صراع مع الملاحدة، عبد الرحمن الميداني.
    - الملل والنحل، للشهرستاني ط.(1400هـ- 1980م). بتحقيق محمد سيد كيلاني، وهي طبعة فريدة – لمذاهب جديدة.
    - الفلسفات الكبرى، بياردو كاسيه – سلسلة زدني علماً- بيروت.
    - الإلحاد وعلاقته باليهود والنصارى ، مقال للدكتور محمد بن سعد الشويعر، نشر بمجلة البحوث الإسلامية العدد 14.

    المراجع الأجنبية :
    - History of Philosophy by F.C. Copleston. Burns. London 1947.
    - Existentialism and Humanism by J.P. Sartre, London 1955.
    - History of Modern Philosophy by H. Hoffding. London 1956.


  2. افتراضي

    جزاك الله خيرا

    موضوعك مهم ومفيد

    بارك الله فيك جهدك

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    تونس
    المشاركات
    13
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    جزاك الله خيرا موضوع مهم جدا
    و ارجو ان تنهض همم المسلمين لتحارب اعداء الله

  4. #4

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هارون مشاهدة المشاركة
    الإلحاد بدعة جديدة لم توجد في القديم
    أهذا الكلام صحيح؟ لا أعتقد ذلك !
    ثم, ألا يناقض ذلك الكلام مع هذا:
    إلا في النادر في بعض الأمم والأفراد
    ؟؟؟

    - نظريتي -
    أنا أعتقد أن الإلحاد غباء الجهلة و الجهلة المعاندون لا يخلو منهم مكان و لا زمان و إنما الذي تجدد هو طريقة التعبير عن ذلك الجهل, فالرب قديما تمثله الأصنام الحجربة كواسطة و يرد عليهم القرآن (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون) و في البعث و الغيب كذلك كانوا ملحدين و يذكر القرآن الكريم (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر) .. الخ

    الالحاد المعاصر هو وثنية بصيغة جديدة, هؤلاء الوثنيين الملحدين ألحدوا في أسماء الله و صفاته كالخلق و الوجود المطلق بحيث نسبوه للطبيعة, ففي هذه الوثنية تعتبر الطبيعة رب و لكنهم كإخوانهم الوثنيين القدماء احتاجوا لصنم و واسطة بينهم و بين ربهم الطبيعة فصنعوا أصناما منها: الصدفة العمياء!

    القرآن الكريم ينتقد هذه الوثنية بحلتها القديمة و الجديدة:
    ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب)

    فالأصنام القديمة و الجديدة لا تخلق شيء و إذا أخذنا أبسط مخلوق كالصرصور فبدأنا ندرس جميع ما يتكون منه ثم قمنا بعملية حسابية نحسب احتمال خلق كل جزيء عن طريق الصدفة فسنصل إلى أعداد يعجز الفم عن نطقها و كانت تحتاج لعمر مديد كعمر الكون كله لا الأرض و حسب مضروبة في عدد يعجز عنه الفم نطقه, فكيف بكل الموجودات في الارض و في الكون؟

    ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب)

    - محمد الغزالي -
    في كتابه ركائز الايمان بين العقل و القلب يقول:
    .. المضحك في مزاعم الوجوديين, و الماديين, و كل كافر بالسماء, أنهم يحسبون أنفسهم تقدميين و أن غيرهم متخلف, من بقايا القرون الجامدة ..

    ليس هذا ما يقوله أصحاب "سارتر" فقط, بل قاله الوثنيون لمحمد من 14 قرنا:

    (وقال الذين كفروا أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون * لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين )

    أي هذه رجعية .. أما إنكار البعث, و عودة الحياة فتقدمية علمية, حمل رايتها أبو جهل, و غيره من عباقرة البحوث العلمية!.

    - الإلحاد بمفهومه الأوسع -
    islamweb.net
    الإلحاد في اللغة
    الإلحاد في اللغة الميل عن القصد والجور والعدول ، قال أبو عبيدة : لحدت له وألحدت له ولحـد إلى الشيء يلحد وألحد : مال وعدل ، وقيل لحد : مال وجار ، وقال ابن السكيت : الملحد : العادل عن الحق ، المدخل فيه ما ليس فيه ، يقال قد ألحد في الدين ولحد أي حاد عنه .




    وألحد مارى وجادل ، وألحد في الحرم أي ظلم فيه وكل ظالم فيه ملحد ، وفي الحديث: [ احتكار الطعام في الحرم إلحاد فيه ] ( رواه أبو داود ) أي ظلم وعدوان.

    الإلحاد في الاصطلاح :

    هو الميل عما يجب اعتقاده أو عمله وهو قسمان : أحدهما في أسماء الله ، والثاني في آياته .

    في أسمائه : وهو العدول عن الحق الواجب فيها ، وهو أربعة أنواع :

    1. أن ينكر شيئاً منها أو مما دلت عليه الصفات كما فعلت المعطلة .

    2. أن يجعلها دالة على تشبيه الله بخلقه كما فعل المشبهة .

    3. أن يسمي الله بما لم يسم به نفسه لأن أسماء الله توقيفية كتسمية النصارى له ( أباً ) وتسمية الفلاسفة له ( علّة فاعلة ) .

    4. أن يشتق من أسمائه أسماء للأصنام ،كاشتقاق اللات من الله ، والعزى من العزيز .

    وأما الالحـاد في آياته : فيكون في الآيات الشرعية ، وهو ما جاءت به الرسل من الأحكام والأخبار ، وفي الآيات الكونية ، وهي ما خلقه الله من السموات والأرض وما - ومن - فيهن ، ويكون الإلحـاد بتكذيب الآيات الشرعية أو تحريفها أو عصيانها ، وبنسبة الآيات الكونية لغير الله أو اعتقاد شريك أو معين له فيها .

    الإلحاد في القرآن الكريم :

    وردت لفظة ( إلحاد ) في القرآن الكريم مرة واحدة في قوله تعالى ( ومن يُردْ فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ) ( الحج:25 ) ، قال ابن كثير : أي يهم فيه بأمر فظيع من المعـاصي الكبار ، عاقداً قاصداً ، ومن هـذه المعاصي احتكار الطعام ، وشتم الخادم فما فوقه كما قال سعيد بن جبير ، وورد ( يلحدون ) ثلاث مرات ، في أسماء الله ، وفي القرآن الكريم ، وفي الآيات ، ففي أسماء الله عدلوا بها عما هي عليه وسموا بهـا آلهتهم وأوثانهـم وزادوا فيها ونقصوا منها ، وفي القـرآن زعموا أن الذي يعلم محمداً عبدٌ رومي ، وهذا إلحـاد وكذب لأن لسـان الرومي أعجمي والقرآن عربي مبين ، وفي الآيات كذبوا بها وعاندوا وكفروا وأشركوا وألغوا .

    وورد أيضاً ( ملتحداً ) بمعنى موئلاً تئل إليه ومهرباً تهرب من الله إليه ، ولعل هذا الموضع يشير إلى أن الإلحاد لا يصلح ملاذاً من الله ولا ملجأ من غضبه ولا منجاة من عقابه سبحانه وتعالى ، والإلحاد في تلك المواضع الصريحة يعني كما مرّ بنا : الشرك والكفر والظلم والمعاصي من الصغائر - إذا كانت في الحرم - إلى أكبرها من الشرك والكفر ، هذا عدا عن المواضع التي تحدثت عن الإلحـاد بالمعنى - وهي عشرات - ولم تتحدث عنه صراحة .

    الإلحاد في الواقع التاريخي والمعاصر :


    يقول الأستاذ محمد قطب - حفظه الله - ( الإلحاد بمعنى إنكار وجود الله ، والقول بأن الكون وجد بلا خالق أو أن المـادة أزلية أبدية ، وهي الخالق والمخلوق في ذات الوقت - بدعة جديدة في الضلالة فيما أحسب ، لم توجد من قبل في جاهليـات التاريخ السابقة ، ومن المؤكد على أي حال أنهـا لم توجد بهـذه الصورة وبهذا الاتساع الذي تمارسه الجاهلية المعاصرة ، في أي فترة سابقة من فترات التاريخ ، وبعض الناس يشير إلى الآية الكريمة


    : ( وقالوا ما هي إلا حياتنـا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ) ( الجاثية : 24 ) ، ويستدلون منها على أنه وجد في الجاهلية العربية ( وبالتـالي في غيرها ) من ينـكر وجود الله ، وأن هؤلاء الدهريين _ كما أطلق عليهم _ هـم صنو القائلين بالطبيعة المنكرين لوجود الله ، والآية - فيما أرى - لا تعطي هذه الدلالة بصورة قاطعة ، فإنهـا تقطع فقط بأن القوم المشار إليهم ينكرون البعث ولكنها لا تقطع بأنهم ينكرون وجود الله .
    هذا النوع من الإلحـاد الذي تكلم عنه الأستاذ محمد قطب ضيق جداً ، ومع ذلك فهو ضارب في أعماق التاريخ ، وقد حدثنا القرآن الكريم عن الدنيا القديمة وأقوامها وكيف أن هذه الأقوام أنكرت وجود إله ، حتى جاء على لسان فرعون - وهو واحـد من المنكـرين لوجود الله - في القرآن الكريم قال : ( ما علمت لكم من إله غيري ) ( القصص :38 ) وقال : ( أنا ربكم الأعلى ) ( النازعات :24 ) فعطّل بهذا كل ما يتعلق بالإله ، يقول ابن القيم في كتـابه ( إغاثة اللهفان ) ( ص233 ) : فكان منهم إمـام المعطلين فرعون ، فإنه أخرج التعطيل إلى العمـل ، وصرح به ، وأذن به بين قومه ، ودعا إليه وأنكر أن يكون لقومه إله غيره ، وأنكر أن يكون الله تعالى فوق سمواته على عرشه ، وأن يكون كلم موسى تكليـماً ، وكذّب موسى في ذلك وطلب من وزيره هامان أن يبني له صرحاً ليطّلع - بزعمه - إلى إله موسى ، وكذبه في ذلك فاقتدى به كل جهمي فكذب أن يكون الله مكلماً متكلماً ، أو أن يكون فوق سمواته على عرشه ، بائنـًا من خلقه ، على العرش استوى ، ودرج قومه وأصحابه على ذلك ، حتى أهلكهم الله تعالى بالغرق ، وجعلهم عبرة لعبـاده المؤمنين ونكالاً لأعدائه المعطلين . ( أ هـ ) .

    إذن فالإلحاد قديم _ وقديم جداً _ سواء كان هذا الإلحاد بالمعنى الذي ذكره الأستاذ محمد قطب أو كان بمعناه الاصطلاحي الواسع الذي مرّ معنا ، ولكنه كان يزيد ويتسع ، ويعلو ويرتفع كلما أرسل رسول لذلك نجد موجة الإلحاد عالية مع رسالة نوح ومع إبراهيم وموسى ومع عيسى ومع محمد صلى الله وسلـم عليهم أجمعين .

    وللإلحاد فرق وطوائف وجماعات وديانات وفلسفات قد تستعصي على الحصر ، ولكن جهود الباحثين جمعت الكثير الكثير عنها قديماً وحديثاً ، ونحن في هذا المحور نعرض - من هذه الديانات والفرق - أكابر ملحديها لعلنا بذلك نذكر ، والذكرى- كما أخبر الحق تبارك وتعالى - تنفع المؤمنين وبالله التوفيق .
    http://www.islamweb.net.qa/ver2/arch...t.php?id=11242
    التعديل الأخير تم 08-27-2009 الساعة 04:40 AM
    الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    SYRIA aleppo
    المشاركات
    11
    المذهب أو العقيدة
    لادينى

    افتراضي

    تحياتي اخي العزيز
    الالحاد هو : قناعة !!
    تشكر علموضوع ..
    ليس الفخر ان اكون محب لوطني بل الفخر لي أن اكون محب للعالم

    (المذهب والدين = قناعة ناتجة عن تفكير )

    يجب على جميع انا يصغي الى اتنقاد مذهبة كما يصغي في انتقاد المذاهب الاخرة فالحق لايضاد الحق
    When I do good, I feel good when I do bad, I feel bad. That is my religion

  6. #6

    افتراضي

    الالحاد هو : قناعة !!
    الدليل !!

  7. #7

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi مشاهدة المشاركة
    الالحاد هو : قناعة !!
    قناعة؟ و على أساس ماذا بالضبط؟
    الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إنهيار الألحاد (أسئلة يعجز الألحاد عن الرد عليها)
    بواسطة الاشبيلي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 127
    آخر مشاركة: 11-08-2014, 06:11 PM
  2. مرض الإلحاد
    بواسطة القلب الأسود في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-25-2010, 10:23 PM
  3. نقد الإلحاد
    بواسطة حاتــم في المنتدى حاتم3
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-21-2005, 11:20 AM
  4. هل ترى الإلحاد صح 100% ؟
    بواسطة وصية المهدي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-28-2005, 09:48 AM
  5. الإلحاد
    بواسطة أبو حبيبة في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-22-2005, 06:05 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء