سلام وتحية،
العضو حسام الدين حامد
أهلا...
لكي ننجح في إيصال معلوماتنا نحتاج التدريج في صياغة الحجج المناسبة، هكذا يسهل النقاش، فلا يتسرع أحد ويقول : "هاهو تراجع عن كلامه" بيد أني -أو ربما أنت-لم أذكره بعد.
وإنك عندما تطالبني بالإجابة عن الأسئلة وترقمها حتى لا تضيع، أمر لا يشكل أمامي إحراجاً على مستوى الأسئلة نفسها...
صدقني، سأحترمها وأجيب عليها قدر المستطاع وليكن في علمك إن رأيت أني قد تجاهلت بعض أسئلتك فليس لأني لا أحترمك أو شيئاً من هذا القبيل فلربما لأني قررت العودة إليها في الردود القادمة أو لأني اقتنعت بالجواب لاغير ولو جزئيا على الأقل ! جميل أن نتقادر!!
ملاحظة : أعيد وأذكّر -وإن كان المسلم في غنى عن هذا الكلام- أن غالبية آيات القرآن في قمة الروعة وحسن البيان أما الباقي فهو دون ذلك
(-{وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً }الإسراء29
{وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }هود44
-تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ{1})
لأن روعة اللفظ مترابطة والمعنى والعكس.
السؤال الأول "1"(!!):
سؤال في الصميم واعتراف ضمني بسوء فهم نأتي لتصحيحه
أتى في كلامي -اقتباسات من المعاجم-أنمشاركته رقم 4 موجودة و ليرنا فيها الموضع الذي استعمل فيه التعريف في غير مسألة الحروف المقطعة . ( هذا هو السؤال الأول "1") .
(البَلاغَةِ" : عِلْمُ الْمَعانِي والبَيانِ والبَديعِ.)
(الفصَاحَةُ : مصـ. -: سلامةُ الألفاظِ من الِإبهام وسوءِ التأليف)
لا أحصر التعاريف في هذه إنما أعطي أمثلة
في المشاركة 4 بعد كلام قصير عن الأحرف المقطعة في القرآن أتيت إلى التكرار، أليس -ارجع إلى الآيات التي وضعتها-من سوء التأليف؟ فإن لم يكن كذلك فكيف تسميه أنت إذن؟
وانتقلت إلى تسلسل كلام الله في القرآن. أليس من حسن البيان سرد كل قصة في موضعها المحدد بدل أسلوب الإبرة والثوب.
هذا تلاعب بقدرة الدماغ على التركيز
فلا تجد مذيعاً أو خطيباً ينط من موضوع لآخر ثم يستدرك ثم يستطرد الكلام الأول وهكذا.
فحتى إن فهم شخص واحد فليس بالضرورة نفس الكلام ينطبق على الآخرين، وحتى إن وضح المضمون يبقى سوء الفهم، ذلك حين ينقطع السياق بل وأحياناً لا تجد له تتمة!
كذلك الأمر ينطبق على الأخطاء اللغوية والأعوص من ذلك أخطاء في التسمية
السؤال (2) :
كما هو متعارف عليه في علم البلاغة أن الإيجاز في غير محله يحدث خللاً بالمعنى كما أن الإطناب يفسدهما الفائدة التي تظهر للعضو من ذكر اسم القرية في سياق الآيات الكريمة التي فيها قوله تعالى " وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ " ؟!!
تنبيه : لي عودة إلى هذا الموضع مرة أخرى ..
في القرآن عند قصة موسى و"الطور (الأيمن)"؛ وكما نعلم أن الجهات ليس لها معنى مطلق بالتالي نسبي فالأيمن أو الأيسر، أمران سيان؛ فماذا نفهم من "الطور الأيمن"؟ لا شيء!! وما فائدة "هذه القرية"؟ كذلك لا شيء وما معنى أن أقول لك "أنا في الغرفة الأولى"!! مرة أخرى لا شيء.
بمعنى، لا فائدة تظهر بل مجرد حشو لا غير
السؤال (3) :
لا، ليس بعد، فلدي كلام عن التكرار- هل تتراجع عن قولك إن التكرار خطأ في البلاغة هكذا مطلقًا ؟!! ( نعم – لا ) .
أظن نعم،- هل فهمت معنى " ثقيل التكرارات " التي تعيب فصاحة التركيب ؟!! ( أعط مثالًا على تركيب فيه تكرار ثقيل) .
عندما تتابع الإضافات أو حروف الجر وغيرها نسمي ذلك من ثقيل التكرارت :
{ وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ } البقرة 25
أو
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{30}
وإن أبرز آية تعاني من مشكل التكرار والإظهار :
{فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ }البقرة59
إن هذا تكرار لا داعي له لو كان بكتاب آخر لنفرت منه ولما قبلته
وفي بعض أشعار أبي تمام العبرة والموعظة
السؤال الخامس :
بالله عليك عن أي وقف تتحدث؟ -أشك أن لك رواية من طريق أحد الروايات!-السؤال (5) : من سبقك من أهل العلم أو حتى من عوام المسلمين و زعم أن الوقوف على كلمة في آية هو اقتباس لما يعجبني هكذا مطلقًا ؟!!
بالطبع لست ضليعاً على مستوى القراءات فصدقني لا أستطيع استوعاب ألف قراءة من طرق وطرق طرق وإلى ما حال إليه القرآن الآن
ولندع ذلك لأهل القراءات والروايات وروايات الرواية.
ما كنت أقصده هو أني أعتمد رواية ورش وأنقل من حفص -النسخة التي على جهازي- وإنك إذ أشرت إلى رواية أخرى يختلف المعنى -مع أن هذا تطاول على القرآن!! بسبب المعنى فقط-، عموما لسنا في حصة لأحكام التلاوة والوقف اللازم والممنوع والجائز... إنما في منهج شرح القرآن ولتعلم أن نبي الإسلام كان يقف على رأس كل آية وهذه سنة ثابتة عنه. أنتقل لمثال سأتكلم عن أمثاله في الجواب اللاحق
مثلاً : {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ }الأنعام36
هناك من يقرأ : "...الذين يسمعون والموتى"-الوقف-"..." أما المعنى فليس كذلك أو لنقل غير تام.
وآسف إن أخطأت في حقك
السؤال (6)
أنا أقصد التفسير ليس القارئإن كنت تزعم أن البركة في تفسير ابن كثير و الجلالين – و هذا منك عجيب كما سيأتي – فماذا تقول حين ترى أن وقوفي على قوله تعالى " لاَ رَيْبَ فِيهِ " هو عين ما رجحه ابن كثير ؟!!
وعموماً معك حق.
الوقف يتعلق من جهة اللفظ وهو الوقف الحسن أو جهة المعنى وهو الوقف الكافي ولا شأن لنا بالوقف القبيح أو القسم الثاني للتقسيم فأحياناً يكون الوقف لتمام اللفظ وليس لتمام المعنى! لم أختلف معك في مسألة الوقف عند "لا ريب فيه" أبداً، بل إن كان ذلك الوقف كافياً أم حسناً!!
أأسف حقاً أنك لم تنتبه لهذا يا من تعلم بالقراءات والأحكام.
بمعنى آخر إنك تظن أن الوقف عند "لا ريب فيه" هو كاف وحسن عندها تكون قد خلطت أو اختلط عليك الأمر في مسائل الوقف
أسئلة غير مرقمة
لم نشترط في بداية الحوار الإقتصار على تفسيرين إنما كنت أعني مصادري التي غالباً ما اعتمد عليها؛هل اشترطنا في بداية الحوار مثلًا أن كلامي لا يكون إلا من تفسيري الجلالين و ابن كثير رحمهم الله ؟!!
هل تفاسير القرآن الكريم اقتصرت على الجلالين و ابن كثير ؟!!
هل في كلامي شيء يخالف شيئًا ورد في الجلالين و ابن كثير ؟!!
اختصارا، لست مجبراً أن تستدل بها بل إن لك كامل الحرية في اختيار التفاسير، شرط ألا تكون اجتهاداً شخصياً من طرفك
وهذا أمر مفروغ منه
السؤال (7)
"غبساً دهاريساً"س7 : كيف تزعم أن الحروف المقطعة حروف غامضة و كل من يقرأها يتبادر إلى ذهنه أنها حروف العربية ؟!!
يتبادر إلى الذهن أنها كلمات عربية لكنها منكرة تتسم بالغرابة والتنافر وثقيلة على اللسان هذه الكلمات التي استعملها أبو تمام في أحد أبياته تعتبر خارج وجه الفصاحة وإن كان المعنى واضحاً.
كذلك الأمر بالنسبة للحروف المقطعة
في تفسير الجلالين تجد : - (الم) الله أعلم بمراده بذلك
فكيف بأحرف مقطعة لا يعلم سرها إلا (الله)؟ ألا يمكن القول أنها تتسم بالغرابة والتنافر وثقيلة على اللسان؟ فإذا كانت كذلك هل تبقى أحد أوجه الفصاحة؟ ناهيك عن قوتها البلاغية!!
سؤال ليس بالضرورة مرقم :
إني أعترض على السياق في هذه الآيات وليست الآيات نفسها، لأن السياق ينقطع ثم يرجع وأحياناً لا رجعة له...فالعضو يذكر أنه لم يعترض أبدًا و بعدها بلحظة يقتبس الموضع الذي اعترض فيه !! و لو كنت أنا الذي أبحث عن موضع اعتراضه لما اقتبست شيئًا أفضل مما اقتبسه !!
فهل العضو لا يقرأ ما يكتب أم هو لا يقرأ ما يُرسله إليه من يساعده أم هو لا يقرأ ما أكتبه إليه ؟!!
الراجح عندي في هذه الحالة هو الاحتمالان الأول و الثالث !!
يتبع...
Bookmarks