السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الشيخ العثيمين رحمه الله
ولكن الواجب على من سمع من ذلك أن يتثبت أولًا من صحة نسبة القول إلى العالم، ثم يتأمل في القول المنقول هل له حظٌ من النظر، فإن كان له حظٌ من النظر قبله ودافع عنه لأنه حقٌ، والحقُ يجبُ قبوله والدفاع عن القائل به.
وإن لم يكن له حظٌ من النظر، اتصل بقائله وناقشه بأدبٍ فيقول: بلغني كذا وكذا، فما وجه ذلك في شريف علمكم، أو نحو هذه العبارة.
ثم يأخذ في النقاش معه بأدب واحترام لقوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]؛ إلا أن يكون معاندًا ظالمًا، فيُجادل بما يستحق، كما قال تعالى في مجادلة أهل الكتاب: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}[العنكبوت: 46]، وإذا تبيَّن الحق بعد النقاش، وجب على من تبيَّن له ابتاعه والدفاع عمن قال به، فإن لم يتبيَّن لكل واحد أن الحق مع صاحبه، فالله –تعالى- حسيب الجميع وهو تعالى عند قلب كل قائل وقوله، وليس قول كل واحد حجة على الآخر، فليذهب كل واحد إلى ما تبيَّن له أنه الحق، ولا يُشنِّعُ على صاحبه أو يُبدِّعهُ، أو يُفسّقُه ما دامت المسألة تحت مجهر الاجتهاد.
بارك الله فيكم وفي الأخت إيمان
إنَّ سيرةَ محمّدٍ -صلى الله عليه وسلّم- تقتضي تصديقَهُ ضرورةً وتشهد له بأنَّه رسول الله حقًّا، فلو لم تكن له معجزةٌ غير سيرتِه لكفى. ابن حزم/ الفصل.
Bookmarks