حين فجرت باكستان قنبلتها الذرية في أوج حكم نواز شريف في صفر الخير عام 1419 = 28 مئي 1998م ، جاء الوصف الغربي لهذا التفجير الذري ب ( القنبلة الذرية الإسلامية ) ، ولم تكن أحداث 11 سبتمبر قد وقعت بعد .
بذلك ضمنت باكستان زر الدفاع عن نفسها ، دون العودة إلى الأمريكان - الذين ترتبط بهم في معاهدات دفاعية – الذين خانوها في أكثر من حرب ، مثل حرب 1965م مع الهند ، وحرب بنغلاديش ...... فبدءوا بالبحث عن رجل يوقف هذا التقدم العلمي ، ويعود بهذا المارد إلى حظيرة الرِخَال من جديد ، فوجدوا ضالتهم في برويز مشرف ، الذي عينه نواز شريف كقائد للجيش الباكستاني ، بعد أن تخطى الضباط الذين كانوا ينتظرون مثل هذا المنصب ، فَرَقَّاه من السُفُل إلى القمة ، علما أن التعيينات في المراتب العليا في العالم الثالث لا تتم إلا بالموافقة الأمريكية .

وهكذا وصل الرجل إلى القمة ، وانقلب على محسنه بانقلاب عسكري ، وأطاح بحكم نواز شريف المدني ، ثم حكم عليه بعد تغيير القضاة في أكثر من محكمة بالإعدام ، ثم خفف الحكم عليه بنفيه خارج البلاد . وقبل الانتخابات الأخيرة في فبراير الماضي أجبر الشارع الباكستاني برويز مشرف بإعادة نواز شريف إلى باكستان فقدم إلى المملكة العربية السعودية وعرض عليه العودة إلى البلاد والمشاركة في الانتخابات العامة . وخسر حزب مشرف الانتخابات العامة ، لأنه لا جذور له في الشعب الباكستاني ، وفاز الحزبان الرئيسيان - حزب بينظير بوتو وحزب نواز شريف – وبذلك بدأت المعركة وجهاً لوجهٍ ، بين برويز مشرف ونواز شريف . الذي اشترط عند المشاركة في البرلمان ، وتكوين الحكومة الجديدة ، وتوزيع الحقائب الوزارية ، إعادة القضاة الذين لم يوافقوا على فرض الأحكام العرفية الأخيرة من قِبَل برويز مشرف ، ولم يقسموا اليمين الدستورية لدستور الطوارئ ، فعزلهم برويز مشرف وأجبرهم على الإقامة الجبرية في بيوتهم ، ومنع عنهم رواتبهم ، ومن أحب أن يراجع تفصيل هذا الموضوع فليراجع ما كتبته في موقع صوت الحق بعنوان (برويز مشرف وسنة الله الكونية في التغيير )

وظلت نار العزل توسع دائرتها من يوم لآخر بعد انضمام المحامين إليها ، فبدءوا بمقاطعة الجلسات القضائية ، ومظاهرات سلمية كل خميس ، وتجمعات داخل المحاكم القضائية ، وجاءت المسيرة المليونية للقضاة والمحامين ، وحزب نواز شريف والأحزاب المعارضة ، لحكم برويز مشرف .... ، إلى إسلام آباد ، وطالب المتحدثون جميعاً وعلى رأسهم نواز شريف، بمحاكمة برويز مشرف في ضوء الدستور ، وعدم إعطائه طريقاً آمناً للخروج من باكستان

وجاءت قاصمة الظهر لبرويز مشرف ، في صورة تلك المقابلة التي بثتها قناة جيو الأردية المستقلة ، لأصدق أصدقاء برويز مشرف ، وشريك مهنته العسكرية، الجنرال كياني الذي أظهر كل خباياه وتصرفاته المشينة ، وقد استمعت إليها كاملة فمن أعظم ما جاء فيها :

1- أن كولن باؤل وزير خارجية اميريكا طالبه الرأي، بعد أحداث 11 سبتمبر ( أن يكون معهم أو ضدهم ) ، و فسر برويز مشرف وحده تلك الجملة ، بأن باكستان إذا لم تساند الأمريكان ضد الإرهاب ، فإن أميريكا ستضربها وتعيدها إلى القرون الحجرية . ما أجبنه من تفسير ، دولة تملك كل مقومات الدفاع ، من صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية إلى مسافة 3500 كيلو متر ، وقنابل ذرية جاهزة للاستعمال ، ودبابات راجمة من صنع باكستاني متقن منذ أيام ضياء الحق ، وجيش أشرب حب الدفاع عن الوطن شعاره حتى اليوم الجهاد في سبيل الله ، وفوق ذلك كله شعب قد ضاق ذرعا بالمظالم الإسرائيلية ، المُؤَيَّدَة من أمريكا في فلسطين والصومال ، أضف إلى ذلك القاعدة الكونية التي لا تخرم ( الشعوب لا تغلب بقوة السلاح )

2- كشف الجنرال كياني لأول مرة ، أن الجيش الباكستاني بأمر من قيادته ألقى قنابل فوسفارس الحارقة على جامعة حفصة ، فأحرق طالبات الجامعة حرقاً ، وكن يطلبن طريق السلامة للخروج من المدرسة ، وكثير منهن لم تتجاوز السادسة من عمرها . وأكد نواز شريف الخبر في المسيرة المليونية ، وسمعت خطابه أنا شخصيا فمما قاله ( كيف نعطيه طريق السلامة ، وقد أحرق بقنابل فاسفورس طالبات جامعة حفصة ، اللائي تَسَوَلْنَهُ طريق السلامة للخروج من المدرسة ، فأبى وأمر بإحراقهن أحياء ، وكثير منهن لا يتجاوز عمرها الربيعات الست ( وإن أحببت التعرف على قضية المدرسة فارجع إلى مقالي في موقع صوت الحق بعنوان ( المسجد الأحمر...)

3- لا يوجد في الجيش الباكستاني رجل أمريكي سوى برويز مشرف ، وإنه الرجل الوحيد في هذا الجيش الذي تنكب شعاره من الدفاع عن الوطن إلى الدفاع عن المصالح الأمريكية . وجاء رد الفعل الرئاسي على المقابلة والمسيرة المليونية بإغلاق قناة جيو، التي تبث من دبئ ، وكان قد أغلق بثها من باكستان منذ فترة ،فنقلت مكاتبها إلى دبئ . وكان القوم متهيئين لمثل هذه الضربة ، فأعلنوا في قناتهم بأن القناة إن أغلقت من دبئ ، فإنها ستبث برامجها لتوعية الباكستانيين من هونك كونك أو لندن . إلا أن الظروف قد تغيرت ، ولم يعد برويز مشرف حاكما عسكرياً ينفذ له الجيش والشرطة رغباته ، بل جرت المياه بما لا تشتهيه السفن ، فقد حصلت القناة من الإدارات التابعة للبرلمان رخصة إعادة بثها من باكستان من جديد ، (وبدأت بثها الجديد من هذا اليوم )، واكتمال رخصة بثها بفتح قناة جيو باللغة الإنجليزية . وإن برويز مشرف يعيش لحظاته الأخيرة ، ولم يعد يملك أي صلاحيات يستطيع تنفيذها دون موافقة البرلمان ، لم يستطع افتتاح جلسة البرلمان منذ وجوده حتى اليوم ، مع أن الدستور الباكستاني ينص على افتتاح الجلسة الأولى للبرلمان من قِبَل الرئيس لدولة باكستان الإسلامية . تصور ضعف صلاحياته اليوم ، فقد وصلت إلى حد أنه لم يستطع أن يشارك في جلسة البرلمان لإقرار الميزانية العامة لعام 2008- 2009 م ، بل تَسَوَّل الناطق باسمه الميجر جنرال راشد قريشى من البرلمان قائلاً أن وسائل الإعلام التابعة للدولة لا تعطي للرئاسة المساحة المطلوبة للتغطية .

وإني باسم الشعب الباكستاني وأنا أحد أفراده أطالب بمحاكمته في كل جريمة اقترفته يداه من :

1-إيقاف البرنامج النووي الباكستاني .

2- قضية موجد القنبلة الذرية الباكستانية وما ناله من الإهانة والإيذاء النفسي .

3- تسريب المعلومات إلى الأمريكان عن البرنامج النووي الباكستاني .

4- نشر الجيش في منطقة القبائل وما ترتب على ذلك من قتل وتدمير .

5- هدم التعليم وتغيير مناهجه بإبعاد رموز المسلمين وتَقْمِيْمِ رؤوس الغرب .

6- قضية جامعة حفصة واستعمال القنابل الحارقة .

7- اختراق الحدود الجوية والبرية الباكستانية من قبل الجيش الأمريكي وقوت الناتو.

8- قضية كليشير وما أصاب الجيش الباكستاني من هزيمة رغم رجحان كفته في الحرب .

9- قضية القواعد الأمريكية الموجودة في باكستان .

10- قضية السفير ملا عبد السلام ضعيف وتسليمه للأمريكان وما ناله من سوء .

11- قضايا المفقودين الذين اختطفتهم الإدارات السرية الباكستانية أو الإدارات السرية الأمريكية المعارضين لحكم برويز مشرف أو الوجود الأمريكي في باكستان .

12- قضايا هيئات الإغاثة الإسلامية التي أوقفت عن العمل .

13 قضايا هيئات الإغاثة الغربية التنصيرية العاملة في باكستان ولاسيما في مناطق الزلزال الشمالية .

، أسأل الله أن يدرك باكستان بلطفه إنه سميع قريب .

كتبه :- المشرف على موقع صوت الحق

د/ خادم حسين إلهي بخش

تم إفتتاح موقع صوت الحق في ثوبه الجديد

http://www.soutulhaq.com/index.php