سلام وتحية للجميع،
أنا زميل جديد في منتداكم الموقر. وأحب أن أعرّف عن نفسي بأني إنسان عربي لاديني من خلفية إسلامية (والديَّ الكريمين مسلِمَيْن فاعتبرتني الدولة مسلماً تلقائياً منذ أن وُلدت وجئت إلى الحياة).
سأطرح موضوعي وتساؤلي بأوضح وأبسط صورة ممكنة وأحب أن يكون الجواب كذلك.
أولاً، لا أعرف ماهو حال اللاديني أو الملحد تحت حكم الشريعة الإسلامية. هل يعامل معاملة أهل الذمة كاليهود والمسيحيين مثلاً أم أنه يُدعى للإسلام ويُقتل إذا لم يعتنق هذا الدين أو أحد الأديان الكتابية مثلاً.
لكن سأسلم جدلاً بأنه يعامل معاملة أهل الكتاب أي يدفع الجزية للدولة الإسلامية حفاظاً على روحه. (وأرجو تصحيحي إن كنتُ مخطئاً في هذا التسليم لأن ما سيأتي من المقارنة ينبني عليه).
لدينا إذاً حالاتان حول أصل الإنسان اللاديني:
1- الحالة الأولى: أن يكون لادينياً من أصلٍ لاديني قُح (أبويه لادينيين وكذا أجداده وأقاربه). ويأتي الإسلام "فاتحاً" دولته الكافرة ليحكمها بشريعته. هذا اللاديني -كما أفهم- له كامل الحرية في اعتناق الإسلام من عدمه بعد عرضه عليه وفي حالة رفضه فإنه يُطالب بدفع الجزية عن يـدٍ كما يدفعها اليهودي والنصراني والوثني (هندوسي ، بوذي ، الخ).
2- الحالة الثانية: رجل مسلم وامرأة مسلمة تزوجا وانجبا طفلاً. هذا الطفل كبر وترعرع في ظل هذه الأسرة السعيدة لكنه ومنذ صغره لم يقتنع بالدين الإسلامي وعقائده بالرغم من أن والديه لم يقصروا بتاتاً في تلقينه وتعليمه في البيت والمدرسة أصول الدين وفرائضه وعلى رأسها الصلاة.
هذا الصبي "اللاديني" بصفته غير مؤمن في قلبه وعقله بالإسلام عندما بلغ العاشرة من عمره أُجبر على أداء الصلاة جماعة في المسجد كل يوم مع والده. (اضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع).
وهو ما زال يؤدي الصلاة حتى بلغ سن البلوغ (15 سنة) لكنه لا يؤديها لأنه اختار ذلك بل خوفاً من ضرب والده له المشروع اسلامياً حسب الحديث النبوي.
هذا الغلام بعد أن عـمّـر خمسة عشر خريفاً لم يعد يخاف من الضرب وأخبر والديه أنه غير مقتنع بهذا الدين منذ صغره.
لاحظ إمام المسجد الذي كان يصلي فيه انقطاع هذا الغلام عن آداء الصلاة على غير عادته وقرر تفقد الأمر وبعد البحث والتحري حوله تبين له حقيقة أمره وأنه غير مؤمن فقرر إخبار السلطات المعنية في الدولة الإسلامية.
تمت استتابة هذا الغلام وإمهاله مدة حتى يعاود التفكير ويرجع للإسلام لكنه دائما ما يخبر أهل العلم الذين يناقشوه بأنه لم يكن يوما يؤمن بهذا الدين حتى يُعتبر عندهم مرتداً (تاركاً للدين) ، فقرر أهل العلم دعوته للإسلام من جديد وتعريفه بالدين من الصفر (لربما كان هناك خلل في تربيته أو تعليمه الديني) لكنه لم يقتنع فتم تطبيق الحد عليه وتم قتله.
لو حاولنا استقراء الفرق بين الحالة الأولى والثانية لوجدنا أن اللاديني الأول تمت دعوته للإسلام إبان "الفتح الإسلامي" وإقامة الحُجّة عليه بالكامل ، لكنه لم يقتنع فلم يُجبر على الإسلام أخذا بالآية القرآنية (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي). واكتفي منه بدفع الجزية.
لكن اللاديني الثاني (...) جاء إلى الدنيا عن طريق أبوين مسلمين فتم اعتباره مسلماً وهو صغير -رغماً عن أنفه- وعندما بلغ سن الرشد ترك الفروض الإسلامية لأنه أصلاً لم يجد في نفسه أنه كان مسلماً يوما أو مؤمناً بهذا الدين ، ولم يقصر العلماء والدعاة المختصين في دعوته مجدداً لدخول الدين وإقامة الحُـجّة عليه بالكامل كما أُقيمت على الأول ولما لم يقتنع الثاني تم قتله.
لماذا يُقتل اللاديني الثاني ويُسمح للأول بالعيش؟ إما أن يُقتل كلاهما أو يحيا كلاهما. أما أن يُقتل الثاني لمجرد أن صادف أن والديه مسلمَيْن ويُترك الأول (....) فهو حكم غير عادل إطلاقاً.
تحياتي للجميع مجدداً
Bookmarks