الحمد لله الذي اجتبى من صفوة عباده عصابة الحق وأهل السنة، وخصهم من بين سائر الفرق بمزايا اللطف والمنة، وأفاض عليهم من نور هدايته ما كشف به عن حقائق الدين، وأنطق ألسنتهم بحجته التي قمع بها ضلال الملحدين، وصفى سرائرهم من وساوس الشياطين، وطهر ضمائرهم عن نزغات الزائغين، وعمر أفئدتهم بأنوار اليقين حتى اهتدوا بها إلى أسرار ما أنزله على لسان نبيه وصفيه محمد صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين،
{ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}
أسئلة أنتظر الرد عليها من منكري الربوبية الذين لا يعترفون إلا بالعلم والعقل وما يدرك بالحواس الخمس
إنكم تقولون إن القرآن من تأليف محمد ولكننا نجد في القرآن شيء ينقض كلامكم هذا
ففي بعض آيات القرآن مثل :
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَد
هذه السورة نزلت قبل موت أبى لهب ب 12 سنة تقريبا
أنظر إلي قوله تعالي سيصلى نارا ذات لهب
إن فيه تأكيد أن أبى لهب لن يسلم وسيموت كافرا
فلنفترض أن أبى لهب جمع الناس وقال لهم إن محمد يدعو الناس للدخول في الإسلام ويقول
أن من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ومات علي الإسلام دخل الجنة
فإني أشهدكم أني اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
عندها سيقول الناس لكن القرآن يقول أنك ستدخل النار إذا فالقرآن ليس من كلام الله .
ولكن ذلك لم يحدث طوال 12 منذ نزول السورة و حتى موت أبى لهب
___________________________
وكذلك قول الله :
(الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)[الروم: 1-7].
هنا أيضا يتحدث عن شيء يحدث في المستقبل وقد حدث فعلا إذ أن القوتان العظمتان في العالم في هذا الوقت كانا الفرس (المجوس عبدت النار ) والروم (النصارى)
وحدث أثناء العهد المكي أن أنتصر الفرس علي الروم
ونزل القرآن يقول أن الروم سينتصرون علي الفرس في بضع سنين
وقد حدث بالفعل وكانت الغلبة للروم بعد ذلك كما أخبر القرآن
والسؤال الآن :
كيف لرجل من البشر أن يدعي أنه رسول لرب العالمين إلي الناس ويقول أنه قد أنزل عليه القرآن
ثم هو يهدد دعوته هذه كلها للفشل إذ أنه يتحدث عن أشياء لم تحدث بعد ويؤكد أنها ستحدث
بل ويجعل ذلك قرآنا يتلى إلي آخر الزمان شاهدا علي صدقه إن حدثت هذه الأشياء التي أخبر بها أو شاهدا علي كذبه إن لم تحدث ؟ ثم أن هذه الأشياء قد حدثت بالفعل كما أخبر فكيف يعرف محمد ما سيحدث في المستقبل إن لم يكن يوحى إليه من علام الغيوب ؟
Bookmarks