الدكاترة المعذبون بشوارع الرباط

كفاءات ضائعة بين الفقر والقمع... حتى الاغتصاب








أعده: عبد الحميد وبيدن

تحولت العاصمة الإدارية الرباط إلى قبلة تحج إليها أفواج من المعطلين الحاملين للشواهد العليا (الدكتوراه، دبلوم الدراسات العليا المعمقة،دبلوم الدراسات المتخصصة...). والقادمين من مختلف المدن المغربية بجهات المملكة، بعد تفانيهم لمدة عقدين ونصف أو أكثر في البحث والتحصيل، حتى وصلوا إلى درجات عليا في الدراسة والتكوين، ليجدوا أنفسهم مشردين أمام ساحة البرلمان تحت وطأة هراوات القمع، لا حول لهم ولا قوة... أثاروا البعد عن أسرهم وأحبتهم من أجل رسم بداية لمستقبل يضمن لهم العيش الكريم والاستقرار العائلي الدافئ... تختلف معاناتهم من شخص لآخر، ظروف مؤسفة وآمال عالقة، حالات اجتماعية تدمي القلوب... شباب في سن الثلاثينيات والأربعينيات، ذكورا وإناثا، هدفهم الوحيد والمشترك هو نيل حقهم الدستوري المتمثل في الإدماج المباشر في سلك الوظيفة العمومية، يقارب عددهم حوالي 1600 بالنسبة للمسجلين في قوائم المجموعات المرابطة بشوارع الرباط. جريدة "العدالة والتنمية" حاولت استقراء تطلعاتهم وظروف عيشهم، لتنقل لقرائها الروبورطاج التالي:

قلب العاصمة ينبض بقوة

كل يوم ينزل أعضاء مجموعات المعطلين إلى الساحة الخضراء بشارع محمد الخامس، يصطفون بشكل منظم قبالة البرلمان، بهياكلهم التنظيمية وأقمصتهم الزرقاء ولافتاتهم التعبيرية، وجها لوجه مع أشعة الشمس الحارقة، تغلي حناجرهم بشعارات تنتقد الحكومة وتطالب بتشغيلهم، شعارات تحمل في طياتها مآسي أصحابها... وبين أشجار النخيل العالية والمشدبة، يجلس العديد من المصابين منهم في تدخلات أمنية سابقة، متخذين العشب فراشا لهم، وجذوع النخل متكأ لرؤوسهم.

وعلى بعد خطوات معدودة ترى العشرات من المكفوفين، حاملين شواهدهم الجامعية، مرددين شعارات بما أوتيت صدورهم من قوة، لإسماع صوتهم بجانب الأصوات الأخرى، مطالبين بإدماجهم وإعطائهم فرصة للحياة الكريمة.

وبين الفريقين، يتجول كفيف ملوحا بعصاه يمينا وشمالا، يبحث عن زبون يشتري منه مناديله الورقية "كلبنينس"، لتسديد بعض مصاريفه والاستمرار في مشاركة زملائه في احتجاجاتهم اليومية. وأمام مقهى "باليما"، التي يرتادها العديد ممن يفضلون احتساء قهوة المساء تحت نغمات شعارات وعويل المحتجين، تجلس كفيفة أخرى، واضعة أمامها صندوقا خشبيا باسم مجموعتها، مترقبة المارة بسمعها، لعل واحدا منهم يجود بدرهم أو درهمين على مجموعتها.

زوار العاصمة يقفون مندهشين أمام محطة القطار، بعيون متسائلة، وقلوب متضامنة... وعلى جهة اليسار سيارات القوات المساعدة مصطفة هنا وهناك، ورجالها بهراوتهم الطويلة وأقنعتهم المخيفة وأحزمتهم الغليظة، في شخص شباب في سن العشرينات والثلاثينات، يقفون وهم على أهبة الاستعداد للضرب والركل في أي لحظة، لا يفرقون بين الذكور والإناث، ديدنهم الوحيد إسكات الحناجر وتفريق الأفواج ومنعهم من خوض أي شكل نضالي يثير انتباه الرأي العام.

الساحة الأمامية للبرلمان، كما يحب أن يطلق عليها أعضاء المجموعات "لكاروا"، تصطف أفواج الأطر كل مساء، رافعة شعارات قوية تكشف للقريب والبعيد عن معاناة حقيقة يحملها هؤلاء:

"عايش ما خايف ....عايش ما خايف

إطار مقشف…أطارمقشف

ديما يتسلف…. ديما يتسلف

وزير معلف…. وزير معلف

علينا إتعسف…. علينا إتعسف"

الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم الأربعاء، وبعد انتهاء جلسة البرلمان، منتخبون يتسللون مثنى وثلاث، مطأطئين رؤوسهم، شعارات قوية وبحناجر مبحوحة تلاحقهم ( وعليكم صوتنا، خليتونا ومشيتوا، وقضيتوا صوالحكم، دارت الأيام وجيتوا، وهاذ الحكومة والله فيها لا بقيتوا).
وبالقرب من مقهى "باليما"، على الأرصفة المحادية لها، تجلس العديد من الأمهات المعطلات، محتضنات أبنائهن الرضع، تقول إحداهن "رغم المعاناة النفسية والجسدية والمادية التي نتعرض لها، أبقى مقتنعة ومصرة على البقاء ضمن مجموعات الأطر العليا حتى تحقيق مطلبنا المشروع".

مستقبل الأطر العليا مع هراوات اسبانيا


الوقت الذي تنتظر فيه مجموعات الأطر العليا المعطلة المرابطة بشوارع العاصمة الرباط من الحكومة الموقرة أن تجد حلا جذريا لقضيتهم بإدماجهم في أسلاك الوظيفة العمومية، وجهت هذه الحكومة ميزانية لاستيراد هراوات من اسبانيا خاصة بقمع احتجاجاتهم وإسكات حناجرهم وتكسير سواعدهم التي شمروا عليها أثناء دراستهم، وشجب جماجمهم التي أهلتهم لنيل شواهدهم العليا، ولعل بعض الشعارات التي يهتفون بها توحي بهذا الوضع الأليم:

وفاين نتوما حكومة بلادي؟
الأطر مهمومة وعليكم تنادي
الناس تستورد برامج تنموية
ونتوما جبتوها زرواطة سبليونية
وهكذا طعنتوا في الصناعة المحلية
تبتاث الكفاءة الزرواطة المغربية
وهنا جربناكم حكومة النفوذ
وحيث طلعناكم وفين تلك الوعود؟

برلمانيون بين الفينة والأخرى يسرقون نظرات من الزجاجات الأمامية للبرلمان، لعلهم يتحفون أنظارهم بمشاهد أليمة لا تكاد تحرك أقلامهم أو أفواهمم للتنديد بما يتعرض له خيرة أبناء الشعب المغربي.

"رشيد الموقت"، أحد منسقي المجموعات الوطنية الأربع، أصيب عشرات المرات بإصابات متفاوتة الخطورة، آخرها كانت قبالة باب السفراء الأسبوع الماضي على مستوى الرقبة، أكد لنا بأن هذه الأفواج من الأطر العليا اختارت النزول للرباط العاصمة لتصعيد خطهم النضالي بالنزول اليومي للاحتجاج أمام قبة البرلمان، ورفع شعارات تنديدية بسياسة الحكومة في مقاربة مطلبهم، كما دأبت على ذلك المجموعات السابقة، للتعبير على كون مشكل بطالة الشواهد العليا مشكلا وطنيا وليس مشكلا جهويا، وأنه لم يعد يحتمل السكوت عنه في بلاد ترفع شعارات كبيرة مثل: التنمية البشرية وحقوق الإنسان. ويضيف رشيد "...إصرارنا أكبر، وعزيتنا أشد من هرواتهم، صامدون صامدون، وبشوارع الرباط معتصمون، وبحقنا العادل والمشروع مطالبون".


قبلة واحدة بمعاناة متعددة
"سمية" المنحدرة من مدينة مراكش، والبالغة من العمر 34، والحاصلة على الدكتوراه في الفيزياء، تحكي لنا عن معاناتها مع البطالة، وكلها أمل أن يتحقق لها في يوم من الأيام حلمها الذي يراودها منذ نعمومة أضافرها، الحصول على عمل شريف يليق بمكانتها العلمية.

سمية تقطن بحي القرية بمدينة سلا رفقة ثلاث معطلات يتقاسمن معها نفس المعاناة، يكترين بيتا لا يتجاوز 3/2 متر، إحدى زواياه تم تخصيصها لتحضير ما يقتاتون به ويسدون به رمق عيشهم، قنينة غاز صغيرة،وكؤوس شاي غير متشابهة.

حديث سمية وزميلاتها كان حديثا يتدارسون فيه الخطط النضالية التي أقدموا عليها ضمن مجموعاتهم، وما خلفه التدخل الأمني من إصابات في صفوفهم، لتتنفس إحداهن صعداء "الله إعفوا علينا من هاد الحالة، بغينا نخدموا بلادنا أو مَاخَلَّوْنَا"، بهذه الكلمات نودع سمية وزميلاتها، كلمات باتت الليلة تطرق مسامعي وتحز في نفسي، ولم يُذهب صداها إلا شعارات اليوم الموالي أمام قبة البرلمان، حيث كان لي موعد مع أحد أعضاء المجموعات الأخرى.

"أول ليلة لي في الرباط قضيتها بالمحطة الطرقية "القامرة" بهذه العبارة بدأ "هشام-ح" الحديث عن تجربته مع التظاهر والاعتصام. التحق بمجموعات المعطلين بعد أن حصل على دبلوم الدراسات العليا المعمقة في شعبة الاقتصاد.

انخرط هشام في مجموعة الائتلاف في غشت 2007، يقول إنه "بعدما تبين أنه لا جدوى من الحوارات والاجتماعات قرر أعضاء مجموعة التنسيقية للأطر العليا المعطلة النزول إلى الشارع للاحتجاج والمطالبة بالشغل".

يحكي لنا هشام عن معاناته المادية التي تصارعه كل يوم، وفي نفس الوقت مبديا استعداده الكامل والمطلق بأن لا يغادر شوارع الرباط حتى يتسلم تعيينه في إحدى المؤسسات العمومية.

من جملة معاناته أن عوزه المادي يجبره يوميا لقطع مسافة 8 كلومترات ذهابا وإيابا من مقر الاتحاد المغربي للشغل، حيث تجتمع الأطر المعطلة، إلى حيث يقطن بالحي الشعبي "G5" القريب من المحطة الطرقية القامرة.

"س.م" الذي رفض الكشف عن اسمه، والبالغ من العمر 31 سنة، شده هو الآخر الرحيل إلى مدينة الرباط، حاصل على دبلوم الدراسات العليا المعمقة بكلية الشريعة بأكادير، سبق له أن انخرط بمجموعة المعطلين الصحراويين وناضل ضمنها لسنة ونصف على مستوى الجهة، لينخرط بعد ذلك في المجموعات على المستوى المركزي، لتحتضنه مجموعة النصر بالعاصمة الرباط..

"س.م" يقطن بالحي الشعبي المشهور "العكاري"، أو كما يفضل البعض أن يسميه "حي المعطلين"، يحكي لنا عن مجموع الإصابات التي تعرض لها، أولاها كما يبدو للعيان كسر على مستوى عضده الأيسر، ناتج عن ضربة بـ"زرواطة" القمع بعد أن أقدم على تكبيل يده بسلسلة حديدية مع سياج البرلمان.

تقاطعه بشرى الحديث، لتخبرنا بأنه كانت وقتها بالقرب منه ساقطة على الأرض، حيث عمد أحد رجال القمع أن يسمعها وابلا من السب والشتم ليدوس بـحذائه الغليظ على صدرها أمام مرأى ومسمع كبار المسؤولين الأمنيين.

بالإضافة إلى معاناة "س.م" الجسدية، يحكي لنا بعجالة عن معاناته المادية، من أن المبلغ الذي خصصته له عائلته 600 درهم لا يكفيه سوى لأداء حصة "العْشْرَة" وواجب الكراء الذي يجمعه مع 24 إطارا معطلا من مختلف التخصصات ومن مدن متعددة، في منزل يتكون من 3 غرف ومطبخ لا تتوفر فيه أدنى شروط السلامة الصحية، وحتى جدران الغرف متكائلة وأبوابها مهترئة، إضافة إلى الرائحة الكريهة الناتجة عن الرطوبة لقرب الحي المذكور "زنقة قريون" من الساحل الأطلسي.

"أم ريحانة" هي الأخرى لا تقل معاناتها عن سابقاتها، تنحدر من مدينة زاكورة، تحمل بين أحضانها رضيعتها التي لم تحتفل بعد بعيد ميلادها الأول، تصطحبها بشكل يومي في كل المحطات النضالية، مما يتسبب في كثير من الأحيان في مرضها بالحمى نظرا لتعرضها لأشعة الشمس الحارقة، تتحدث إلينا وعيناها تكاد تفيض بالدموع، يبدو على وجهها العياء والأرق، لتخبرنا حينها بأنها "تناضل ليل نهار"، تكتري بيتا صغيرا رفقة أربع معطلات بالمدينة القديمة "الكزا"، ضروفها المادية لا تسمح لها بالاستقرار رفقة صغيرتها التي لا تجد راحتها في جو العطالة، وتضيف "زوجي يعمل بمدينة زاكورة، ويقوم بزيارتي كل 15 يوما، نضطر حينها إلى كراء غرفة بإحدى الفنادق الشعبية بالمدينة".

محدثنا حاصلة على الدكتوراه في الفيزياء بجامعة Nancy بفرنسا منذ سنة 2004، حبها لبلادها ورغتها في خدمة وطنها، جعلها تعانق هذه المعاناة إلى أن يتحقق حلمها، لكن إلى متى؟؟؟

هذا هو السؤال الذي يحير جميع المنخرطين ضمن مجموعات المعطلين، غير أنهم مجموعون ومتيقنون من صحة القول المأثور في صفوفهم "الله أو مكليتي العصا لخدمتي"، بهذه الكلمات القليلة يلخص لنا "محمد" تجربته مع الاحتجاج والتظاهر، يقول "تعرضت أكثر من مرة للضرب والركل والرفس، فلم يسلم أي عضو من جسدي من هروات القمع، يستهدفون المناطق الحساسة في الجسم، كالرأس والكلي والجهاز التناسلي ولا يفرقون في ذلك بين الذكر والأنثى".

ويضيف محدثنا بأن آخر تدخل تعرضت له مجموعة التنسيقية ومجموعة الدكاترة كان عقب اقتحام مقر وزارة التعليم العالي المطلة على وادي أبي رقراق، ولم يجد المعطلون أمام هروات "السيمي" سوى أن يصبوا قارورات البنزين على أجسادهم تهديدا بمحرقة جماعية، ليتصدى لها رجال المطافئ بخراطيم المياه القوية ليتدخل بعد ذلك رجال الأمن دون تمييز بين الذكور والإناث بشكل همجي ذهب ضحيته أزيد من 160 مصاب، منهم 60 حالة في وضعية خطيرة (كسر على مستوى الفك العلوي وسقوط جميع أسنان الفك العلوي وحالة إطارة عالية كسرت كسرا مزدوجا على مستوى الساعد، حالة إطار فقد حاسة السمع بالأذن اليمنى بعد تمزق طبلة أذنه، إصابة بليغة لمعطلة في الجهاز التناسلي... ).

إنها فعلا معاناة من نوع خاص، و"أصبح لزاما على الدارسين لعلم الاجتماع أن يولوه اهتماما خاصا"، هكذا تنظر "ربيعة أم أيمن" إلى المعاناة التي تتقاسمها وعشرات الأمهات.

"أم أيمن" البالغة من العمر 30 سنة، حاصلة على دبلوم الدراسات العليا المعمقة في علم اجتماع الأسرة، أكدت لنا بأن آمالها هي "التي تجعلني مستمرة في الحضور اليومي للمعارك النضالية، بالرغم من أن زوجي غير مقتنع بالأمر، وكل ما يرضيه أن لا ينعكس مساري النضالي سلبا على واجباتي المنزلية، وأمام هذا الوضع أبذل قصارى جهدي للتوفيق بين التزاماتي الأسرية والنضالية، خصوصا وأن القانون الداخلي للمجموعة يفرض علينا الحضور بنسبة 75% من مجموع المحطات النضالية".

وتضيف "ربيعة"، "في وقت غير بعيد تعرضت الكثير من الأمهات للضرب والرفس، ووقعت حالات إجهاض وتم إسقاط توأم لإحدى النساء، كما تعرضت إحدى المناضلات للدفع من قبل قوات التدخل السريع وبدت عليها وقتها أعراض الولادة المبكرة وحاليا هي في رخصة تعفيها من الحضور اليومي للوقفات الاحتجاجية".

أشكال متعددة وحكومة متفرجة
تصاعدت وثيرة احتجاجات مجموعات المعطلين بأشكال نضال غير معهودة، من مسيرات الصفارات وقرع الأواني وارتداء الأقمصة الزرقاء والأكياس البلاستيكية وكتابة رسالة موجهة للوزير الأول موقعة بدم أزيد من 520 عضو من المجموعات الوطنية الأربع بطول 50 مترا، إضرابات عن الطعام، إضافة إلى اقتحام المجلس الدستوري ومباني الوزارات كوزارة العدل ووزارة التربية الوطنية ووزارة التشغيل ومحاولة اقتحام وزارة الداخلية وكذا باب السفراء أكثر من مرتين، ومقر حزب الاستقلال (الذي يترأس الحكومة) لمرتين حتى الآن، حدث هذا بعد اعتصام يناهز سنتين، قدمت خلالها المجموعات العديد من التضحيات الجسام، بالمال والوقت والدم والجسد...

أمام كل هذه الأشكال تواصل الحكومة نهج سياسة الآذان الصماء، مخصصة 16000 منصب شغل برسم ميزانية 2008 من جهة ومستمرة في التضليل والقمع من جهة أخرى... هذا مع العلم أن التعليم يعاني من خصاص مهول حسب ما جاء في التقرير الأخير الذي أصدره المجلس الأعلى للتعليم، بالإضافة إلى تفشي ظاهرة الاكتظاظ في المؤسسات التعليمية.

ليس أمام مجموعات المعطلين بكل مكوناتها خيار آخر سوى النضال لانتزاع حقهم المشروع في الشغل. طبعا هم يناضلون، لكن أمام شدة القمع ورفض الحكومة الاستجابة للمطالب يتجه نضالهم نحو تكرار تجارب نضالية مأساوية سابقة بإصرار مقلق قد ينتج عنه ما لا تحمد عقباه. وتهدد بين الحين والآخر بأشكال نضال غير مسبوقة، فالمجموعات الأربع تسطر هذه الأيام برنامجا نضاليا وهي ترفع شعار "إما الشغل أو الموت"، مبدية تأهبها واستعدادها للقيام بأشكال استشهادية والالتجاء لمؤسسات أجنبية لتفعيل اللجوء الاجتماعي، مطالبة الحكومة التزامها باتفاق محضر 2غشت 2007، الموقع مع اللجنة الثلاثية برئاسة الوزارة الأولى إلى جانب وزارة الداخلية ووزارة التشغيل، وكذا الالتزام بمضمون اتفاق 20 نونبر 2007... ومجموعة التنسيقية ومجموعة الدكاترة هما الأخريان على الخط النضالي، وقاما خلال هذه الأيام الأخيرة التي تحفل فيها العاصمة الرباط بمهرجان موازين بالاحتجاج بالقرب من إحدي المنصات المتواجدة أمام صندوق الإيداع والتدبير مرددين شعارات "فلوس الشعب فين مشات...فـ الموازين والحفلات"، "الحفلات بالملايين... والأطر معطلين"، كما أقدم التجمع المغربي خلال الأسبوع ما قبل الأخير باقتحام مقر حزب الاستقلال...

أشكال نضالية متعددة... لا تجد جوابا من الحكومة سوى نهج سياسة القمع والتنكيل... مجموعات تبدي استعدادها الكامل والمطلق لخوض معارك أخرى تقرُّ أنها لم تخطر على بال.... لكن السؤال الذي يحير الكثير من المتتبعين: متى ستنتهي هذه الاحتجاجات؟ ومتى ستعمل الحكومة على الاحتفاء بأطرها بدل هدر طاقتها في شوارع الرباط؟

لرؤية مصدر الخبر ومشاهدة صور إضافية اضغط هنا