النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: آثار الإلحاد في حياة الإنسان

  1. افتراضي آثار الإلحاد في حياة الإنسان


    ترك الإلحاد المعاصر آثاره الواضحة في سلوك الإنسان وفي أخلاق الأمم ونظام الاجتماع، ونستطيع أن نجمل هذه الآثار فيما يلي:
    1- القلق والصراع النفسي:
    إن أول الآثار التي يخلفها الإلحاد في نفوس الأفراد هو القلق والحيرة والاضطراب والصراع النفسي. وذلك أن داخل كل إنسان منا فطرة تلح عليه، وأسئلة تتلجلج في صدره: لماذا خلقنا؟ ومن خلقنا؟ وإلى أين نسير؟ وإذا كانت زحمة الحياة، وشغلها الشاغل يصرف الإنسان أحياناً عن الإمعان في جواب هذه الأسئلة، والبحث عن سر الحياة والكون فإن الإنسان يصطدم كثيراً بمواقف وهزات تحمله حملاً على التفكير في هذا السؤال، فالأمراض والكوارث، وفقد بعض الأهل والأحبة، والمصائب التي تصيب الإنسان ولا بد تفرض على الإنسان أن يفكر في مصيره ومستقبله، ولما كان الإلحاد عقيدة جهلانية لأنه يقوم على افتراض عدم وجود إله - فإنه لا يقدم شيئاً يخرج هذا الإنسان من الحيرة والقلق والالتباس ويبقى لغز الحياة محيراً للإنسان ويبقى رؤية الظلم والمصاعب التي يلاقيها البشر في حياتهم كابوساً يخيم على النفس ويظل الإلحاد عاجزاً عن فهم غاية الحياة والكون، ولا يقدم للإنسان إلا مجموعة من الظنون والافتراضات لا تقنع عقلاً ولا تشفي غليلاً. ومع إلحاح نداء الفطرة الداخلي وتردد تلك الأسئلة الخالدة في النفس يظل الإنسان قلقاً معذباً.
    وقد كان للإنسان قديماً فسحة من الوقت ليخلو بنفسه ويطالع السماء بنجومها، والبحر بروعته وسحره، والجبال بشموخها والصحراء بسعتها وامتدادها وروعتها. والزهر والنبات وبهجته، وكان ذلك يفيده كثيراً في الاستدلال على الرب والاعتراف بالصانع العظيم والخالق الكريم. ولكن الإنسان المعاصر أصبحت تحاصره المدينة بعمارتها الشامخة وطرقها الحديثة وأضوائها وضوضائها وملهيات الحياة ومغرياتها فتشل فكره عن التفكير في الخالق والاستدلال على الله. فيزيد هذا في حيرته وارتباكه.
    وقد كان المجتمع القديم أيضاً مجتمعاً ساذجاً فطرياً يعرف الناس فيه بعضهم بعضاً ويتعاونون في الملمات ويفزع بعضهم البعض في المصائب. ولكن المجتمع الحديث مجتمع المدينة الصاخب باعد الناس بعضهم عن بعض وأصبح لكل فرد منهم همومه ومشكلاته، وأصبح الإنسان المعاصر لا يجد من يشكو إليه قلقه ومشكلاته ولا يتصور أن يجد من يمد له يد العون لو زلت قدمه وأصابته مشكلة أو فاقة وبذلك تعاظم الخوف من المستقبل والحذر من الأيام، واهتم الناس بأنفسهم وأصبحوا حريصين ماديين يجمعون ويدخرون ولا ينفقون. ومع الخوف من المستقبل والحذر من الأيام زاد القلق والاضطراب والتوجس والتوجع. ولو كان ثمة إيماناً بالله وتصديقاً بالغيب ومعرفة بالقضاء والقدر لحلت هذه المعضلة ولكن الإلحاد الذي يفترض ويزعم أن الإنسان يقوم وحده في هذا الكون وأنه لا يوجد إله يقيمه ويرزقه كرس قلق الإنسان وخوفه من المستقبل واتجاهه للأنانية والفردية.
    2- الأنانية والفردية:
    كانت النتيجة الحتمية للقلق النفسي والخوف من الأيام هي اتجاه الإنسان نحو الفردية والأنانية ونعني بالأنانية اتجاه الإنسان لخدمة مصالحه الخاصة وعدم التفكير في الآخرين - فالدين الذي يحث الإنسان على بذل المعروف للغير والإحسان للناس ابتغاء مرضاة الله بانحساره عن حياة الإنسان حل مكانه التفكير في النفس فقط وبذلك بدأ الناس في عصور الإلحاد المظلمة هذه لا يأبهون بغيرهم من بني البشر وشيئاً فشيئاً قلت العناية بالفقراء والمحتاجين ثم بالأهل والأقربين ثم بالوالدين وأيضاً بالزوجة والأولاد والمطلع على أحوال المجتمع الإلحادي في الغرب والشرق يرى إلى أي حد أصبح الناس ماديين أنانيين لا يهتم الفرد إلا في نفسه، ولا يهتم بالآخرين إلا بقدر ما يعود هذا على نفسه من منافع. وقد ضاعف هذه الأنانية والمادية اتجاه الناس نحو العب من الملذات والشهوات التي يسرتها الحضارة الحديثة وأباحتها قوانين الإلحاد التي تكفر بالآخرة وتجعل حياة الإنسان الخاصة ملكاً له. فانطلق الناس لذلك نحو شهوات أنفسهم يستزيدون منها بقدر طاقتهم وجهودهم وأهملوا في سبيل ذلك العطف والإحسان والعناية بالآخرين. وبذلك نشأن الإنسان المادي النفعي المعاصر الذي أصبح علماً ورمزاً للحضارة الأوربية الإلحادية التي تغزو العالم الآن.

    3- فقد الوازع والنزوع إلى الإجرام:
    لأن الإلحاد لا يربي الضمير، ولا يخوف الإنسان من إله قوي قادر يراقب تصرفاته وأعماله في هذه الأرض فإن الملحد ينشأ غليظ القلب عديم الإحساس قد فقد الوازع الذي يردعه عن الظلم ويأمره بالإحسان والرحمة. بل على العكس من ذلك فإن الإلحاد يعلم أتباعه أنهم وجدوا هكذا صدفة ولم يخلقهم خالق أو أنهم خلقوا أنفسهم وأنهم حيوانات أرضية كسائر الحيوانات التي تدب على الأرض وبذلك يغلظ إحساسهم ويتنامى شعورهم بالحيوانية والانحطاط ويتجهون إلى إثبات ذواتهم بالإغراق في الشهوات والملذات، وإذا منعتهم ظروفهم المعاشية أو القوانين الوضعية البشرية عن بلوغ غاياتهم وأهدافهم الحيوانية فإنهم يقومون بالتغلب على تلك الظروف وذلك إما بالحيلة والمكر وإما بالقوة والغلبة وفي كلا الأمرين لا يجد الإنسان الملحد رادعاً داخلياً يردعه لأنه لا يخاف رباً ولا يرجو حساباً. ولا يبقى أمام الملحد من وازع إلا القانون البشري أو ظروفه الواقعية وهذه أمور يمكن التغلب عليها بصور كثيرة وخاصة في المجتمع المعاصر الذي تفنن الإنسان فيه في طرق الإجرام والتهرب من القوانين. وقد يبقى في بعض الأنفس التي تدين بالإلحاد شيء من نداء الفطرة ومحاسبة الضمير ولكن هذا النداء الداخلي المسمى بالضمير سرعان ما يزول ويتلاشى في زحمة الحياة الراكضة وأمام مغرياتها الكثيرة.
    وهذا الأثر من أعظم آثار الإلحاد في حياة الإنسان فعالمنا المعاصر هو عالم الجريمة والخوف. فكل يوم تطالعنا وسائل الاتصال من صحف وكتب وإذاعة وغيرها بأخبار الجرائم البشعة التي بلغت من الحدة والعنف والشذوذ والتلذذ بتعذيب الآخرين وشرب دمائهم. والتمتع برؤية صراخهم واستغاثاتهم -هذا إلى حوادث السرقة والسطو والاغتصاب والقتل التي تتزايد يوماً بعد يوم- ولعل حادثة انقطاع النور المشهورة عام 1977م عن مدينة نيويورك حيث اكتشف الناس في الصباح أن آلاف المحلات التجارية والمخازن والبيوت قد نهبت عن آخرها وأنه اشترك في هذه السرقة الجماعية معظم الناس على اختلاف درجاتهم وطبقاتهم وأعمارهم حتى رجال الشرطة أنفسهم المكلفون بالحراسة شاركوا هذا المهرجان الشائن في السرقة والسطو.
    ويقدر الخبراء أنه لو استمر انقطاع النور هكذا أسبوعاً واحداً ولم تتدخل فرق من الجيش لخربت المدينة عن آخرها. فكيف إذا تراخى الأمن في ظل الأزمات أو الحروب لا شك أن هذا المجتمع سيأكل بعضه بعضاً. ولا شك أيضاً أن هذه ثمرات حتمية من ثمار الإلحاد.
    4- هدم النظام الأسري:
    كان للإلحاد آثار مدمرة في الحياة الاجتماعية للإنسان فالبعد عن الله سبحانه وتعالى لم يكن من آثار تدميره النفسية البشرية فقط وإنما كان من لوازم ذلك تدمير المجتمع الإنسان وتفكيكه وذلك أن نظام الاجتماع البشري لا يكون صالحاً سليماً إلا إذا كانت اللبنات التي تشكل هذا النظام صالحة سليمة، وإذا فسدت هذه اللبنات فسد تبعاً لذلك النظام الاجتماعي بأسره ولذلك كان من نتائج الإلحاد أيضا هدم النظام الأسري.
    ومعلوم أن الأسرة هي الخلية الأولى في النظام الاجتماعي. وعندما فسدت البشرية فسدت الروابط الأسرية فالزوج الفاسد المنحل لا بد وأن يمتد فساده إلى زوجته وأولاده، والزوجة الفاسدة التي لا تراقب الله سبحانه وتعالى ولا تخافه لا بد وأن ينعكس هذه على أسرتها كلها: زوجها وأولادها، وكذلك الابن الفاسد الذي لا يراعي حرمة لوالد أو والدة، ولا حقاً لله سبحانه وتعالى وكذلك البنت الفاسدة وهكذا ابتدأنا نسمع في ظل الإلحاد المعاصر عن انهيار عقد الزواج الشرعي الشريف الذي يقصر المرأة على رجل واحد وتقيم علاقات متوازنة بين الأزواج ويوزع المسئولية في الأسرة توزيعاً عادلاً موافقاً للفطرة البشرية التي خلق الله عليها كلاً من الذكر والأنثى، وبانهيار عقد الزواج الشرعي أصبحت علاقات الأزواج علاقة متعة ومنفعة مجردة وبذلك قلت التضحيات التي لا بد منها فالزوج المخلص الوفي لا بد وأن يضحي بشيء من شهواته في سبيل أسرته، والزوجة الوفية كذلك التي قد تضطرها ظروفها أن تعيش مع زوج فقير أو مريض وأن تكافح لخدمة غيرها وتربية أولادها. ولكن في ظل العقيدة الإلحادية التي لا تؤمن بالآخرة ولا بالجزاء، فإنه لم يبق ما يحمل بالزوج أو الزوجة على التضحية والفداء. وكذلك الحال بالنسبة للأبناء أيضاً الذين يتعلمون في ظل التوحيد أن يعبدوا الله بالإحسان إلى آبائهم، وأن يجاهدوا في سبيل مرضاتهم وكفالتهم في أحوال العجز والكبر ولكن العقيدة الإلحادية التي تقوم على النفعية المادية تنظر إلى خدمة الآخرين على أنه سخافة وغباء ما دام أنه لا يحقق نفعاً قريباً. وبهذا ماتت المشاعر الجميلة والروابط الطبيعية التي كانت تمسك بزمام الأسرة وتؤلف بين قلوب أفرادها.
    ولم تقتصر الآثار السيئة للإلحاد على هذا الفساد في الأسرة، بل تعدى ذلك إلى أنواع عجيبة من الفساد ففي ظل الانهيار الخلفي والرغبة المجنونة في جني الملذات والركض وراء الشهوات الجنسية أصبح التمسك بعقد الزواج الشرعي نوعاً من الغباء وبذلك أيقن الرجال في كثير من الأحيان أن أبناءهم الذين ولدوا على فراشهم ليسوا من ظهورهم بالضرورة وأيقن الأخوة كذلك أنهم لا ينتمون إلى أب واحد وبذلك انهدمت مشاعر القربى والرحم التي لا يمكن أن تنشأ إلا في مجتمع نظيف طاهر. وبانهيار مشاعر القربى والرحم كالأخوة والأبوة والعمومة ونحوها انهدمت متعة عظيمة من المتع الروحية والنفسية التي لا غنى عنها للإنسان وحل مكان ذلك المتع الجسدية المادية البليدة وبهذا تحول الإنسان شيئاً فشيئاً نحو الحيوانية والمادية وتفككت بذلك أيضاً عروة الأرحام والقرابة بعد أن تفككت الأسرة وقيمها الجميلة. وبهذا أضحى الطلاق وهجران البيوت وخيانة الزوجية شيئاً عادياً يومياً، وأصبح الرجل يرى أصدقاء ابنته ولا يأبه لذلك بل يدفعها لهذا، وكذلك يرى صديقات ابنه ولا يأبه لذلك لأن الناس آمنوا في ظل الإلحاد أن على كل إنسان أن يسلك السبيل الذي يريد، وأن كل إنسان مسئول عن نفسه فقط.
    وبهذا انهدمت الخلية الأولى من خلايا المجتمع الإنساني.
    5- تخريب المجتمعات:
    الأسرة هي الخلية الأولى من البناء الاجتماعي وبفسادها لا شك يفسد النظام كله. لأن الأسرة هي المحضن الأول للإنسان وإذا فسد الإنسان فسدت اللبنات التي تكون هذا البناء ولا بد. ولما كانت الأسرة تقذف إلى المجتمع كل يوم بلبنات فاسدة وتأتي هذه اللبنات الفاسدة وتأخذ مكانها في الهرم الاجتماعي الكبير فالفرد يكون مسئولاً في دائرة أو حاكماً أو طبيباً أو مهندساً أو مدرساً أو عاملاً.. وكل فرد من أفراد المجتمع يتعامل مع المحيطين به بالأخلاق والسلوك الذي كسبه في حياته وخاصة في مراحل نشأته الأولى في أسرته وهكذا تطفح الأنانية والفردية وغياب مراقبة الله سبحانه وتعالى في جميع المعاملات وأنماط السلوك التي يمارسها الفرد، وهكذا تصبح العلاقات التي تحكم تصرفات الفرد في شكل هذا المجتمع علاقات المنافع المادية والمصالح الشخصية، وتختفي التضحية والفدائية والصبر والرغبة في إسعاد الآخرين ونفع الناس وهكذا تتحول الدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة وجميع أجهزة الدولة إلى أن تصبح مطايا للمآرب الشخصية، وهكذا لا يزال الناس يكتشفون في كل يوم الفساد الإداري والوظيفي واستغلال النفوذ، وأخذ الرشوة والتحايل على القوانين والتلاعب بأموال الدولة وكذلك الظلم والقهر.
    إن المجتمع الحديث في ظل الإلحاد أصبح شبيهاً بمجتمع الغابة الذي يحاول كل حيوان فيه أن يفترس الآخر وبهذا يلجأ الضعيف إلى التخفي والخداع ويلجأ القوي إلى البطش والقسوة والعنف.
    والذين يطالعون أحوال المجتمع الغربي الآن يرون إلى أي حد أصبحت الجريمة عملاً يومياً، وسلوكاً منظماً متطوراً فبالرغم من توفر الزنا والرذيلة ينتشر الاغتصاب للنساء بصورة مذهلة، وبالرغم من توفر الفرص للعمل والإنتاج نجد السطو والسرقات المسلحة التي يمارسها الناس على اختلاف أعمارهم وطبقاتهم وأسنانهم ولا يكاد يمر يوم واحد حتى تقع في كل مدينة عشرات بل مئات من حوادث القتل والإجرام.
    وهكذا في ظل الإلحاد وعدم مراقبة الله سبحانه وتعالى وتذكر الآخرة تتحول المجتمعات إلى مستنقع آسن للرذيلة والفجور، وتصبح الجريمة عملاً يومياً ويصبح التحايل على القانون واستغلال النفوذ وظلم القادر للضعيف ونفاق الضعيف أمام القوي خلقاً وديناً ومنهجاً جديداً تسير عليه المجتمعات المنحلة البعيدة عن الله سبحانه وتعالى.
    6- الإجرام السياسي:
    لعل أعظم آثار الإلحاد هو آثاره في السياسة العالمية، ونظام العلاقات بين الدول. وذلك أن الأخلاق المادية الإلحادية التي جعلت قلب الإنسان يمتلئ بالقسوة والأنانية دفعت الإنسان إلى تطبيق هذه القسوة والأنانية في مجال العلاقات السياسية العالمية أيضاً. ولذلك رأينا الدول الاستعمارية الكبرى تلجأ إلى وسائل خسيسة جداً في استعباد الشعوب الضعيفة والحصول على خيراتها ونهب ثرواتها وبلادنا الإسلامية بوجه عام والعربية بوجه خاص هي أشقى البلاد الضعيفة بهذه السياسات المادية الالحادية فهي تقع دائماً تحت التهديد بالقهر والتدخل العسكري كلما حاولت دولنا الإسلامية أن تحصل على شيء من حقوقها الضائعة أو أموالها المنهوبة. بل كلما فكرت دولنا في تطبيق الإسلام والرجوع إلى أحكامه وتشريعاته النظيفة الطاهرة، نرى الدول الاستعمارية الكبرى تتنادى لقتل عودتنا نحو الإسلام متهمة هذا الدين بأنه رجعية تارة وأنه وحشية تارة أخرى وأنه يضطهد الأديان الأخرى والأقليات تارة ثالثة ولعل في قضية البترول وسعي الدول الإسلامية للحصول على أثمان معقولة له والاستفادة بهذه الأثمان خير دليل على السلوك الاستعماري الارهابي الأناني ضد هذه الدول الإسلامية فقد اتهمتنا الدول الاستعمارية أننا نريد تدمير الاقتصاد العالمي، واستعباد البشرية وتدمير الحضارة وذلك لمجرد المطالبة بشيء من حقوقنا وهددت تلك الدول الاستعمارية عشرات المرات أنها ستحتل آبار النفط وتأخذه بالقوة إن عمدت دولنا إلى منعه عن أعدائنا أو زيادة أسعاره.
    وهكذا يصطلي العالم الآن بنار المادية الأنانية العالمية التي تمارسها الدول الاستعمارية الكبرى التي تقوم الآن على استعباد الشعوب ونهب خيراتها وإيقاعها فرائس للقلق والخوف والفوضى والاختلاف حتى يسهل عليهم استلاب خيراتها وسرقة ثرواتها.
    ولو كان الإيمان والتوحيد وخوف الله هو المسيطر على أخلاق الذين يملكون سياسة الدول لعمت الرحمة والإحسان بين الشعوب وكانت نصرة الضعفاء وإعانة المساكين ورفع الظلم هو الدين والمنهج الذي تسير عليه السياسات العالمية.
    والخوف كل الخوف بعد ذلك أن يتسبب الإلحاد في تدمير العالم أجمع وذلك بعد وضع العلم الحديث في يد الإنسان أسلحة تستطيع تدمير العالم أجمع.
    ومن يشاهد الآن ما تلجأ إليه الدول الكبرى لتدمير الشعوب الصغيرة يجد عجباً فهذه الدول تستخدم أسلحة رهيبة جداً لذلك كالمخدرات، والدعاية السوداء والحرب النفسية والنساء وتربية العملاء وكذلك القتل والتشريد لكل العناصر الطيبة المخلصة لأوطانها وأمتها.
    وهكذا استطاع الإلحاد والبعد عن الله سبحانه وتعالى أن يحول المجتمع الإنساني كله إلى مجتمع بغيض جداً يقوم على الظلم والقهر والنهب والخوف الدائم من الدمار والخراب وهذا بدوره يؤدي إلى تدمير نفس الإنسان المعاصر وهروبه الدائم من واقعه ولذلك انتشرت المخدرات والمهدئات والإغراق الجنسي، وكذلك دفعت هذه السياسات العالمية الفرد إلى مزيد من الأنانية وحب الذات والحرص على المال بكل سبيل وطلب النجاة لنفسه فحسب، والعيش ليومه فقط وهكذا خلق الإلحاد الدوامة المعاصرة التي تلف الإنسان في عصره الراهن عصر القلق والأنانية والإجرام والفوضى.
    {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ

    http://eltwheid.jeeran.com

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    مــــــصـــــــــر
    المشاركات
    1,178
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    هو ذا الجزء الذى قصدته بارك الله فيك جمعهما فى رابط واحد أنفع وأولى على ماأظن
    بارك الله فى جهدك ورفع قدرك ونفع بك...
    تركت كل المنتديات واسأل الله الفرج القريب .
    دردشة مع ملحد لادينى
    تتمة الدردشة
    نـــــور * مدونتى لطلبة العلم **نـــور على نـــور مدونتى لى ولكل التائبين
    رضيت بما قَسم الله لى ، وقلتُ ياقلبى يكفيك الجليل مدبراً لى ولا علم لى فحسبى الله ونعم الوكيل .كلمة أعجبتنى .
    وإني لأدعو الله حتى كأنني أرى بجميل الظن ما الله صانع .كلمة أعجبتني .

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. آثار الأنبياء
    بواسطة مهـا في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 04-26-2014, 03:54 AM
  2. آثار الرسول
    بواسطة رشيد الجزائري في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 04-11-2014, 08:12 PM
  3. سؤال: عقل الإنسان اخترع الكمبيوتر فهل للطبيعة عقل لتخترع الإنسان
    بواسطة Mohammed في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-09-2010, 09:27 AM
  4. مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 09-06-2009, 09:04 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء