كل شئ مكتوب من ذي قبل يعني كل شئ معلوم من ذي قبل وليس كل شيء مفروض من ذي قبل
وسبق العلم الالهي بافعال المخلوقين لا يؤثر على افعال المخلوقين
فالانسان مخير وهو الذي يختار ان يفعل او ان لا يفعل
والانسان له مشيئته وارادته وهو الذي يختار ما يشاء وما يريد
الله خلق افعال العباد لكنه سبحانه لا يجبر احدا على اتباعها او عدم اتباعها ,او اتباع بعضها او عدم اتباع بعضها
الإنسان يقف في مرتبةٍ وموضعٍ من الوجود بحيث يختار معه وبه سبيله بكل حرية
قال الله تعالى ((إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا))
وقال تعالى: ((فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ))
ولما كانت للانسان حريته فإن الإنسان بعد أن هدي السبيل، إما أن يحسن الاختيار وإما أن يسيء
قال تعالى: ((فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ ))
لم تُخلق للاختبار فقط , خلقت للاختبار وللابتلاء ولتعمير الارض ولتكون عاملا وليكون لك دور فعال في هذه الدنيا ولتتمتع بالوجود ولتتنعم بالطيّبات من الرزق ولتكون عابدا ولتكون صبورا ولتكون فارا الى الله ولاجئا اليه
ولتقول بعد ذلك : {إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين}
و{إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين}.
قال الله تعالى:
((أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْناكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ))
وقال:
((هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ ))
((يَا أَيُّهَا الاِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ))
((الذي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً))
((ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)).
لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ
ولو لم تكن القيامة لكان الخلق عبثاً
وان شيئاً لن يتغير من الامر
الكون محكوم بأنظمة ثابتة لا تقبل التغيير
الحياة محكومة بأنظمة ثابتة لا تقبل التغيير
الانسان محكوم بأنظمة ثابتة لا تقبل التغيير
(فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ).
لكن الانسان هو الذي يتحكم في افعاله, لان الله جعل ذلك ضمن اختيارات وارادات الانسان ,لان الانسان مخير
للحق وجه واحد
ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
"بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"
Bookmarks