النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: مفاهيم فكرية معاصرة

  1. افتراضي مفاهيم فكرية معاصرة

    بسم الله الرحمــن الرحيم
    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا اله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

    أفرأيتم إلى الشمس الطالعة وسط النهار لا يحجبها حجاب ولا يسترها سحاب ولا ضباب فلو أن إنسانا أراد أن يطفئ نورها فنفخ بفمه عليها أو جاء بملابسه فمدها إليها فهل يذهب النور أو يحجب ضيائها؟

    فكذلك شمس الإسلام ، ما ضرها كثرت الأعداء و لا شراسة الهجمات ، و دعوة التوحيد راسخة منذ خلق الإنسان و لا تزعزعها دعوى المبطلين و فلسفة الملحدين و لا أفكار المسفسطين.

    أرأيتم الذي يريد حجب نور الشمس بغربال مثقوب ، فهل يفلح في ذلك؟ نعم قد يفلح ، إذا رفع الغربال و أغمض عينيه .

    وفي هذا البحث البسيط أسلط الضوء على أهم المفاهيم التي تحولت إلى مذاهب وأيديولوجيات والتي كانت مهمة رائديها محاربة الدين و نصر للإلحاد و اللادين أو نصر لعقل كافر مهين أو دعوة للبشر من التخلص من مبدأ الأخلاق القويم .

    وستكون المهمة في هذا البحث جرد لهذه المفاهيم و التعريف بها وبأبرز روادها وأهم مبادئها ،ولن أتطرق لنقدها لا لأنها فوق النقد بل لأنها دونه ، فلم ترقى لأن تكون خطابا عقليا فخرجت بذلك عن دائرة النقد لأن عورها بائن لكل ذو بصيرة و علم . و إنما كان نقدها من طرف علمائنا و مشايخنا لانتشار الجهلة بين الأمة و لاختلاط المفاهيم و قلب المصطلحات فلبس الباطل زي الحق ، فكان واجبا عليهم أن يجردونها من ثوبها الجديد و يُلبِسونها الثوب المناسب لها .

    وعملي في هذا البحث البسيط إنما هو جمع لما كتبه المميزون من أعضاء هذا المنتدى وما ألفه علماؤنا ومشايخنا من كتب وموسوعات ردوا فيها على ضلالات المفسدين وتفاهات المنثنين.


    وقبل البدأ في الموضوع أحببت أن أضع بين أيديكم التصميم الذي سأسير عليه

    الفــصل الأول : مفاهيم فلسفية معاصرة
    أولا الإلحاد
    ثانيا العقلانية
    ثالثا المادية
    رابعا المادية الجدلية
    خامسا الوضعية
    سادسا العدمية

    الفصل الثانــي : مفاهيم سياسية واقتصادية واجتماعية معاصرة
    أولا الشيوعية
    ثانيا العلمانية
    ثالثا الليبرالية
    رابعا الرأسمالية
    خامسا الديمقراطية
    سادسا الوطنية و القومية

    الفصل الثالث: مفاهيم علمية معاصرة
    الداروينية

    الفصــل الرابع: مفاهيم دينية معاصرة
    أولا التبشير
    ثانيا التغريب
    التعديل الأخير تم 08-06-2008 الساعة 09:58 PM

  2. #2

    افتراضي

    قال تعالى:{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}

    نعم أيها الأخ الكريم، لايمكن أبداً ان ينطفئ نور الاسلام، فبما ان الغرب الان بكل سيطرته وجبروته يحاول لكي ينهي أي شئ يتعلق بالاسلام، وذلك بتشديد الرقابة على المنظمات الاسلامية واغلاق المدارس الاسلامية، والقضاء على أي فرض يتعلق بالاسلام ، ترى ان أعداد المسلمين في بلادهم في زيادة ، حيث فاق عدد المسلمين في أمريكا السبعة مليون وهذة احصائية قديمة لربما وصل عددهم الان الى 12 مليون مسلم، ومازال العدد في زيادة كل هذا لكي يثبت لهم مدى قوة العقيد الاسلامية وسيحاربوها وينفقوا اموالهم لكي يصدوا عن سبيل الله ولكن كل انفاقهم لهذا الكم الهائل من المال سيكون حسرة عليهم ، وهذا ان راية الاسلام لن تنطفئ الى ان يرث الله الارض ومن عليها، والسلام عليكم.

  3. افتراضي

    شكرا على مرورك أخي الخليفة

  4. افتراضي

    الفــصل الأول : مفاهـيم فـلسـفية معاصرة

    أولا : الإلحاد Atheism



    التعريف


    ما يهمنا في تعريف الإلحاد هو المعنى الذي أصطلح عليه حديثا ، لكن حتى يتقرب المعنى وجب بيان معنى الإلحاد لغة و لن نتعمق في بيانه اللغوي و سنكتفي ببعض الإشارات .

    الإلحاد في اللغة

    الإلحاد في اللغة الميل عن القصد والجور والعدول ، قال أبو عبيدة : لحدت له وألحدت له ولحد إلى الشيء يلحد وألحد : مال وعدل ، وقيل لحد : مال وجار ، وقال ابن السكيت : الملحد : العادل عن الحق ، المدخل فيه ما ليس فيه ، يقال قد ألحد في الدين ولحد أي حاد عنه .

    والإلحاد في اصطلاح أهل العلم : هو إنكار لله عز وجل إما في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه و صفاته بعضها أو كلها أو انكار لبعض شرائعه

    قال تعالى : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" [1]

    وقال سبحانه :" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ"[2]

    وقوله إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آَيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" [3]



    *وأما الإلحاد حسب الإصطلاح الجديد athéisme هو "إنكار وجود رب خالق لهذا الكون ، متصرف فيه ، يدبر أمره بعلمه و حكمته ، و يُجري أحداثه بإرادته و قدرته"[4] . وحتى يتسنى لهم إنكار وجود الله فهم يدعون أزلية المادة و الصدفة سبب وجود النظام في الكون و نظرية النشوء و الارتقاء سبب وجود الحياة على وجه الأرض[5].

    وعرفه محمد قطب بقوله :" الإلحاد بمعنى إنكار وجود الله ، والقول بأن الكون وجد بلا خالق أو أن المادة الأزلية أبدية ،وهى الخالق والمخلوق فى ذات الوقت - بدعة جديدة فى الضلالة فيما أحسب ، لم توجد من قبل فى جاهليات التاريخ السابقة ، ومن المؤكد على أى حال أنها لم توجد بهذه الصورة وبهذا الاتساع الذى تمارسه الجاهلية المعاصرة ، فى أى فترة سابقة من فترات التاريخ "[6].

    و عرف الدكتور مانع بن حماد الجهنى في موسوعته :" مذهب فلسفي يقوم على فكرة عدمية أساسها إنكار وجود الله الخالق سبحانه و تعالى : فيدعي الملحدون بأن الكون وجد بلا خالق و أن المادة أزلية أبدية . و هذه النزعة الإلحادية جسدتها الشيوعية المنهارة و العلمانية المخادعة "[7].



    أبرز الشخصيات

    · ديموقريطس : "فيلسوف مادي يوناني عاش ما بين 470-361 ق.م "[8] من بين أول من قال بالجوهر الفرد ، فقد زعم أن الكون أزلي و أن الآلهة ما هي إلا صورة أكثر دقة من الإنسان لها سيطرة أكبر و تعيش عمرا أطول لكنها لا تخلد وادعى أن الكون نشأ صدفة .

    "و يقدم ديموقريطس أفكاره هذه آراء فلسفية غير مستندة إلى أدلة تؤيدها ، و يطرها ادعاء تصوريا بلا حجج و لا براهين".[9]

    · أبقور " فيلسوف مادي يوناني ، تلميذ آراء و أفكار ديموقراطيس . عاش ما بين 341-270قبل الميلاد

    "من أقوال لوكرتيوس أحد تلامذة أبيقور : إن الدين شر ما بعده شر ، و إن الواجب على الأإنسان و مهمة الفلسفة الأولى أن تتخلص نهائيا من كل دين ، لأن الدين هو ينبوع كل شر "[10]

    · توماس هوبز : فيلسوف انجليزي و هو أول الماديين المحدثين عاش ما بين 1577 – 1679 م ...ليس في آرائه المادية شيء جديد بل هي نقل عن مادية الماديين الإغريق ديموقراطيس و أبيقور و الأبيقريين[11].

    · دافيد هيوم : "فيلسوف اسكتلندي ملحد عاش ما بين 1711 – 1776 م من أهم أفكاره الإلحادية التي بنى عليها إنكار الخالق نفيه لقانون السببية و أن الإنسان لا يعلم عن العالم الخارجي إلا ما في ذهنه من مدركات حسية و في جانب الأخلاق زعم أن سلوك الإنسان سلوك آلي محض و لا يوجد إرادة حرة و أن الدافع الأساس لسلوك الإنسان هو اللذة و الألم فقط"[12]

    · شوبنهور : فيلسوف ألماني تشاؤمي ملحد عاش بين 1788 1860 م

    · كارل ماركس يهودي ألماني ، عاش ما بين 1818 - 1883 م مذهبه قائم على إنكار وجود رب خالق لهذا الكون ، وأن المادة هي كل الوجود ، وأن أحداثها وتغيُّراتها مع أحداث التاريخ الإنساني تخضع لقانون جبريّ مزعوم في المادة ، على أنه صفة من صفاتها الذاتية ، أساسه فكرة فلسفية عنوانها "الماديّة الجدلية" [13].

    · نيتشه "فيلسوف ألماني ملحد . يعاني من نزعة الكبر و العجب بالنفس و عقدة العظمة إلى حد مشاعر الربوبية"[14] ، وُلد سنة 1833 وتوفي سنة 1900 بعدما عان من مرض الجنون و فقدان العقل

    · سبنسر : "هو هربرت سبنسر . فيلسوف إنكليزي . عاش ما بين 1820 – 1903 م ... ورث نزعة الإلحاد عن أبيه و عن جده لأبيه ... من أهم آرائه زعمه بمبدأ الدور لتفسير وجود الكون و الحياة و اعتبر أن الحياة و العقل و المجتمع و الأخلاق خاضعة للتطور و زعم أن العقل لا يستطيع إدراك الحقيقة "[15]



    يقول الدكتور مانع بن حماد الجهنى في كتابه المذكور سابقا : " الإلحاد بدعة جديدة لم توجد في القديم إلا في النادر في بعض الأمم و الأفراد . يعد أتباع العلمانية هم المؤسسين الحقيقيين للإلحاد و من هؤلاء أتباع الشيوعية و الوجودية و الداروينية ، و أبرز دور الحركة الصهيونية في نشر الإلحاد في الأرض كما أبرز الدعم الخفي لفلاسفة أوربيين ملحدين أمثال ماركس و فرويد و دارون و دوركايم ".






    -----

    [1] الأعراف: ١٨٠ – ١٨١

    [2] الحج: ٢٥

    [3] فصلت: ٤٠

    [4] كواشف زيوف – حبنكة الميداني – ص 433

    [5] المرجع السابق بتصرف ص 433

    [6] محمد قطب – مذاهب فكرية معاصرة ص 214

    [7] الموسوعة الميسرة فى الأديان و المذاهب و الأحزاب المعاصرة - مانع بن حماد الجهنى - ص 803 بتصرف

    [8] كواشف زيوف – حبنكة الميداني – ص 444

    [9] المرجع السابق – ص445

    [10] المرجع السابق – ص 446 - 447

    [11] المرجع السابق –ص 452 - 453

    [12] المرجع السابق –ص 453-454 بتصرف

    [13] المرجع السابق –ص 463 بتصرف

    [14] المرجع السابق –ص 467

    [15] المرجع السابق –ص 474-475 بتصرف

  5. #5

    افتراضي

    جزاك الله خيرا وبارك فيك .

    وأرجو أن يحرص الإخوة على تحصيل المراجع المفيدة التي ذيلت بها أجزاء الموضوع ، لا سيما كواشف زيوف ، والموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة ( الطبعة المنقحة والموسعة) .

  6. افتراضي

    جزاك الله خيرا وبارك فيك .
    و أنتم من أهل الجزاء
    شرفني وأسعدني وجودك في هذا الموضوعك ودعاك لي أثلج صدري

  7. افتراضي

    ثانيا العقلانية Intellectualism :

    التعريف


    العقلانية :"مذهب فكري يزعم أنه يُمكن الوصول إلى معرفة طبيعة الكون و الوجود عن طريق الاستدلال العقلي بدون الاستناد إلى الوحي الإلهي أو التجربة البشرية ،كذلك يرى إخضاع كل شيء في الوجود للعقل لإثباته أو نفيه أو تحديد خصائصه .

    و يحاول المذهب إثبات وجود الأفكار في عقل الإنسان قبل أن يستمدها من التجربة العلمية الحياتية ، أي أن الإدراك العقلي المجرد سابق على الإدراك المادي المجسد " [1].

    يقول محمد قطب في كتابه مذاهب فكرية معاصرة :" العقلانية - بمعني التفسير العقلاني لكل شئ في الوجود ، أو تمرير كل شئ في الوجود من قناة العقل لإثباته أو نفيه أو تحديد خصائصه - مذهب قديم في البشرية"[2]

    و الملاحظة أن النزعة العقلانية ظهرت في الساحة بعد اختفاء دام لمد عقود منذ عهد الفلسفة اليونانية إلى نهاية الحكم الكنسي الإقطاعي في أوربا ، فبدأت بعدها بوادر هذه النزعة العقلية و تأليه العقل حتى بلغ بأحد الفلاسفة "نيتشه" أن يُعلن موت الإله و ولادة السوبر مان أو الرجل الكامل الذي يستطيع بالعلم إدراك كل ما حوله ، بيد أن هذا العلم رغم تطور فهو لا يبحث إلا في السبب الجزئي السبب الآلي المباشر ، ولا يفسر إلا حركية الظاهرة ،لكنه عاجز عن تفسير انتظامها وحكمتها وغائيتها.

    وتجدر الإشارة إلى أن المذهب العقلاني لا ينفي وجود خالق الكون فأبرز رواد هذا المذهب كانوا من الدينيين لكن بعض الشواذ كنيتشي مثلا الذي زعم موت الإله لا يصنف ضمن المذهب العقلاني رغم اشتهاره بين المفكرين بانسابه إليه .



    أبرز الشخصيات

    "العقلانية مذهب قديم جديد في الوقت نفسه برز في الفسلفة اليونانية على يد سقراط و ارسطو و برز في الفلسفة الحديثة و المعاصرة على أيدي فلاسفة أثروا كثيرا في الفكر البشري أمثال ديكارت و ليبنتز و سبينوزا و غيرهم ... وفي المجتمع الإسلامي نجد المعتزلة تقترب من العقلانية جزئيا إذ اعتمدوا على العقل و جعلوه أساس تفكيرهم و دفعهم هذا المنهج إلى تأويل النصوص "[3].



    أهم الأفكار

    تعتمد العقلانية على عدد من المبادئ الأساسية هي :

    · العقل لا الوحي هو المرجع الوحيد في تفسير كل شيء في الوجود.

    · يمكن الوصول إلى المعرفة عن طريق الاستدلال العقلي ، وبدون لجوء إلى أية مقدمات تجريبية.

    · عدم الإيمان بالمعجزات أو خوارق العادات.

    · العقائد الدينية ينبغي أن تختبر بمعيار عقلي .




    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] الموسوعة الميسرة فى الأديان و المذاهب و الأحزاب المعاصرة - مانع بن حماد الجهنى - ص796

    [2] مذاهب فكرية معاصرة – محمد قطب – ص 87

    [3] المرجع السابق نفس الصفحة

  8. افتراضي

    ثالثا المادية

    التعريف


    هي ضرب من ضروب الإلحاد .

    المادية هي القول :" بأن أصل الوجود كله هو المادة . وهذه المادة عديمة الوعي و الإرادة و التدبير ، وليس وراءها عقل يدبرها ، و لا إرادة تهيمن عليها و تسيرها ، و لا قصد يوجه مسيرتها ، و لا علم يحيط بكل ذرة من ذراتها ، وكل حركة من حركاتها ، و ليس لها علة من قبل عليم حكيم مريد قد أبدعها ، و نظر حركتها ، و وضع قوانينها " [1].



    و أبرز أفكارهم
    " محاولاتهم الرامية إلى تعليل الظواهر الكونية بالأسباب الكونية التي يكتشفونها علميا ، أو يستنتجونها استنتاجا عقليا ، و يسمونها قوانين الطبيعة ، مع أن هذه الأسباب أو ما يسموه بالقوانين الطبيعية تحتاج هي أنفسها إلى تعليل ، إذ ليس من صفاتها الذاتية صفة الأزلية ، و لا صفة العلم و الإرادة و الاختيار الحكيم ".




    ------------------------------
    [1] كواشف زيوف – حبنكة الميداني – ص514 بتصرف

  9. افتراضي

    رابعا المادية الجدلية

    هذا المذهب يقوم على عقيدة جذرية تزعم أن المادة هي كل الوجود و لا شيء وراء المادة ، و لا شيء غيرها ، و أن هذه المادة تتحرك و تتطور مرتقية صاعدة ، وفق ما أطلقوا عليه "قانون الجدلية = الديالكتيك " و زعموا أن هذا القانون هو المهيمن على حركة الوجود كله ، الذي هو في نظرهم الوجود المادي فقط ، و زعموا أن الحياة و الفكر هما نتاج هذا اللاوجود المادي ، فهما أيضا خاضعان لقانون الجدلية [1].



    وقد عرف هذا المفهوم تطورا في نشأته فبدأ بالمادية وقد تعرضنا لها سابقا ثم المادية الجدلية ثم الجدلية الديالكتيك و أخيرا المادية الماركسية .



    فجذور مذهب المادية الجدلية تنحل إلى عنصرين

    العنصر الأول : المادية ، أي : إن الوجود كله وجود مادي ، و لا شيء غير المادة ، و الحياة و الفكر منبثقان عنها ، و هما نتاجها الأعلى ، و أن فكرة وجود الله من اختراع الناس فليس للكون رب خالق .

    العنصر الثاني : الجدلية ، و هي فكرة خاصة ذات نظام ، زعم القائلون بها أنها قانون يهيمن على حركة الوجود كله .

    أما المادية فقد أخذها ماركس ومن رافقه و اتبعه ، من الفلاسفة الماديين المنكرين لوجود الله و آخرهم فويرباخ.

    و أما الجدلية الديالكتيك فقد أخذها ماركس من الفيلسوف الألماني المثالي هيجل .



    ...فكلمة "ديالكتيك" مأخوذة من الكلمة اليونانية "دياليغو" و معناها المحادثة ، أو المجادلة و المناظرة . ثم صارت مصطلحا علميا عند فلاسفة الإغريق ، يدل على حركة التغير و التطور الملاحظة في أشياء هذا الكون ، سواء منهم من أخضع ذلك لعلل و قوى خارجة عن الكون ، أو تصور أنها ناتجة عن دوافع ذاتية كامنة فيضمن هذه الأشياء ، كأن عناصر الكون تتجادل فيما بينها في حركة دائمة .

    ثم جاء الفيلسوف "هيجل " فأخذ كلمة "ديالكتيك" وفق مصطلح فلاسفة الإغريق الدالة فيه على حركة التغير و التطور الملاحظة في أشياء هذا الكون ، و قام في ذهنه تصور خاص لهذه الحركة الدائمة في الكون ، حتى ظن هذا التصور قانونا ثابتا ، تخضع له العمليات المنطقية الفكرية ، و عمليات الكون ، و حركة التاريخ الإنساني ، لكنه اعتبر هذا القانون نظاما للقوة الغيبية غير المادية ، المهيمنة على الكون و المتصرفة فيه .

    تقوم فلسفته على ثلاثة معان كبرى و هي : "الفكرة ، و الروح ، و الطبيعة " و ترجع هذه المعاني الثلاثة إلى معنى واحد هو المطلق ، و المطلق في تصوره هو الذات الكلية التي تنتظم كل شيء ، و كل الأشياء إنما هي تطور و نمو جدلي ديالكتيكي لهذه الذات الكلية .[2]



    تأسيس الجدلية الماركسية على أنقاض فلسفة هيجل



    وصاد "كارل ماركس " من "هيجل " آراءه في الجدلية الديالكتيك بعد أن حذف منها نظرتها المثالية ، المرتبطة بالله ، و أضاف إليها نظرته المادية ، فصار مذهبه الفلسفي الجذري "المادية الجدلية".

    وبناء على ذلك جعل الدين و القانون و السياسة و الأخلاق و النظم الاجتماعية و الفلسفة و الفن آثارا في الوعي الإنساني للجدلية في حركة المادية و تطورها ، و جعل هذه كلها صناعة إنسانية ، و جعل الإنسان نتاج المادة في حركتها الجدلية ، و جعل الفكر فيه نتاجها الأعلى[3].

    يقول "كارل ماركس " :" إن طريقتي لا تختلف عن الطريقة الهيجلية من حيث الأساس فحسب ، بل هي ضدها تماما ، فالفكر في نظر هيجل سابق للوجود ، و هو خالق الواقع و صانعه ، فما الواقع إلا الشكل الحادثي للفكرة . أما في نظري فعلى العكس ، ليست حركة الفكر سوى انعكاس الحركة الواقعية ، منقولة إلى دماغ الإنسان و مستقرة فيه"[4] .



    يقول الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه الإسلام حضارة الغد "إذا عجز العلم وعجزت الفلسفة عن إنقاذ الإنسان المعاصر من الدمار المعنوي الذي يهدده صباح مساء ، فلا يُتصور أن تكون الماركسية هي البديل الذي يقدم قارورة الدواء للمريض ، ومضخة الإطفاء للحريق - كما توهم ذلك بعض الناس أيام نفاق سوق الماركسية - وذلك لأمرين:

    الأول : أن الماركسية جزء من الحضارة المادية المعاصرة ، بل هي الجزء الأشد غرقاً وإغراقاً في المادية ، لأن فلسفتها الكلية قائمة على المادية الخالصة ، فلا ترى للكون إلهاً ، ولا للإنسان روحاً ، ولا وراء الدنيا آخرة فكيف تكون البديل لنفسها ؟ وكيف يصلح الداء دواء إلا على طريقة أبي نواس :

    * وداوني بالتي كانت هي الداء ؟!

    وقد قال الشاعر :

    إذا استشفيتَ من داء بداء فأقتل ما أعلَّك ما شفاك !

    والثاني : أن الماركسية عاجزة كل العجز عن تكوين الإنسان المطمئن القلب ، المشرق الروح ، السعيد النفس ، لأن هذا ينبغ من الإيمان بالله وبالخلود في الآخرة ، والماركسي لا يؤمن إلا بالمادة المحسة وبالحياة الحاضرة ، لهذا يقول فلاسفة الأخلاق :

    " الإنسان الماركسي ليس إنساناً حراً""



    أبرز المؤسسين

    · هيجل : " هو –جورج ولهم فريدريك هيجل- فيلسوف ألماني مثالي ، و هو صاحب طالمنطق الجدلي " عاش ما بين 1770-1831 م

    · كارل ماركس : يهودي ألماني عاش ما بين 1818-1883 م و هو حفيد الحاخام اليهودي المعروف مردخاي ماركس، و كارل ماركس شخص قصير النظر متقلب المزاج ، حاقد على المجتمع ، مادي النزعة .

    · فويرباخ : هو "لودفيغ فويرباخ" فيلسوف ألماني مادي ، كان تلميذا للفيلسوف "هيجل"ثم انتقذ فلسفته بقسوة . عاش ما بين 1803-1872 م

    · فريدريك إنجلز 1820-1895 م و هو صديق كارل ماركس و قد ساعده في نشر المذهب كما أنه ظل ينفق على ماركس و عائلته حتى مات.



    -----------------------

    [1] كواشف زيوف – حبنكة الميداني – ص563



    [2] كواشف زيوف – حبنكة الميداني – ص565-566

    [3] المرجع السابق – ص569

    [4] المرجع السابق – ص571

  10. افتراضي

    خامسا الوضعية

    التعريف


    المذهب الوضعي مذهب فلسفي ملحد يرى أن المعرفة اليقينية هي معرفة الظواهر التي تقوم على الوقائع التجريبية ، و لا سيما تلك التي يتيحها العلم التجريبي . و ينطوي المذهب على إنكار وجود معرفة تتجاوز التجربة الحسية ، و لا سيما فيما يتعلق بما وراء المادة و أسباب وجودها [1].

    فالفلسفة الوضعية تُنكر وجود معرفة مطلقة ،و يقول إن التقدم بدأ في العلوم الطبيعية وبدأ ينتقل للعلوم الاجتماعية و أن العقل البشري يتقدم من المرحلة اللاهوتية الدينية إلى المرحلة الميتافيزيقية لكي يصل في النهاية إلى المرحلة الوضعية التي هي قمة التخلي عن كل العقائد الدينية [2].



    أبرز الشخصيات :


    · أوغست كونت عاش ما بين 1797-1857 م و هو الفيلسوف الفرنسي المؤسس للمذهب . أصيب في آخر حياته بمرض عقلي و حاول الانتحار.

    · سان سيمون فيلسوف فرنسي اشتراكي النزعة .

    · ريتشارد كونجريف و هو مفكر أنجليزي ناصر الفلسفة الوضعية .

    · زكي نجيب محمود ، مفكر عربي مصري ، تبع الفلسفة الوضعية الملحدة ، و تبنى أفكارها .



    أهم الأفكار :


    تأسس المذهب الوضعي في فرنسا على يد الفيلسوف كونت ، و معظم من جاء بعده طبَّق منهجه في العلم و المعرفة . و أهم معتقدات هذا المذهب :

    · زرعم كونت أن الدين نتاج بشري خضع للتطور و التقدم كما تخضع له العلم فبدأ من الوثنية إلى التعديية إلى التوحيد ثم إلى الميتافيزيقا ثم إلى المرحلة الوضعية الأخيرة و هو ما أطلق عليه فكرة التقدم الإنساني.

    · تأليه العقل البشري شأنه في ذلك شأن الفلسفة العقلية و المادية . بل و دعى إلى عبادة الإنسان عوض عبادة الله .

    جرت قلم في نقد فلسفة كونت

    · المغالطات التي وقع فيها كونت هو اعتماده على وضع فلسفته دون برهان و لا دليل و إنما هي ادعاءات استقرت في نفسه .

    · عدم تبنيه لمنهج علمي استقرائي لوضع فلسفته.

    · الواقع يخالف ما توصل إليه كونت ، فنلاحظ أن أقد القبائل و هي قبيلة أسترالية كانت عقيدتها التوحيد و ليس كما ادعى كونت في التدرج من الوثنية إلى التوحيد .

    · عبادة الأوثان عارضة و ليست أصلا و الأصل هو عبادة إله واحد

    · مبدأ التقدم الإنساني يدل على انمحاء جميع المراحل السابقة من الميتافيزيقية و الألوهية و بقاء الوضعية لأنها الخاتمة للتقدم الإنساني لكن الواقع يخالف ذلك فنلاحظ في المجتمع بقاء الألوهية و العلوم التجريبية إلى جانب الميتافيزيقية .





    ------------

    [1] الموسوعة الميسرة فى الأديان و المذاهب و الأحزاب المعاصرة - مانع بن حماد الجهنى - ص 811

    [2] المرجع السابق ص 813

  11. افتراضي

    سادسا العدمية
    التعريف :
    العدمية مذهب أدبي وفلسفي ملحد ، اهتم بالعدم باعتباره الوجه الآخر للوجود ، بل هو نهاية الوجود ، وبه نعرف حقيقة الحياة بعيداً عن النظرة المثالية والنظرة الواقعية السطحية .
    إن العدمية مذهب أدبي ملحد يعتبر العدم نهاية الوجود ، ووفقاً لهذا المذهب ينحصر التزام الأديب العدمي في تذكير الإنسان بحدوده حتى يستغل حياته استغلالاً عدمياً ، ينضج مع فكر الإنسان ، حسب زعم هذا المذهب ، نضجاً يرفعه من مرتبة الحيوان الذي لا يدرك معنى العدم إلى مرتبة الأديب المدرك له والذي يلغي الفواصل المصطنعة بين العلم والفن ، فالأديب العدمي هو الذي ينفذ من خلال الموت والبشاعة والعنف والقبح إلى معنى الحياة العدمية ، فالعدم هو الوجه الآخر للوجود . ولا شك أن هذه الأفكار لا تخدم أية فكرة أخلاقية أو دينية ، بل إنها تتنافى كلية معهما .

    التأسيس وأبرز الشخصيات :


    • من أهم الشخصيات العدمية في مجال الأدب ديستوفسكي الروائي الروسي ، وفي مجال الفلسفة نيتشه صاحب مقولة (موت الإله) والعدمية ترى أن الوجود الإلهي وعدمه سواء ولا يحسن أن يجهد الناس أنفسهم في هذا الموضوع . والمؤرخون يفرقون بين الإلحاد والعدمية من حيث أن الملحد يختار الإلحاد الصريح (سارتر مثلاً) أما العدمي فيرى أن المسألة سواء (يستوي الوجود الإلهي وعدمه) وديستوفسكي يرى أنه إذا كان الإله غير موجود فكل شيء مباح ولا معنى للأخلاق .
    • برزت العدمية في الواقعية النقدية لجوستاف فلوبير 1821-1880م وأندريه دي بلزاك 1799-1850م وفي أعمال الطبيعة الانطباعية لأميل زولا 1840-1902م في القرن التاسع عشر . إلا أن الأديب الفرنسي جوستاف فلوبير هو المعبر الأول عن العدمية في رواياته ، ثم أصبحت مذهباً أدبياً لعدد كبير من الأدباء في القرن التاسع عشر .
    • ويعد الشاعر والناقد جوتفريد بن 1886-1956م من أبرز العدميين الذين وضحوا معنى العدمية كمذهب أدبي ، إذ قال بأن العدمية ليست مجرد بث اليأس والخصوع في نفوس الناس بل زعم أن العدمية هي مواجهة شجاعة وصريحة لحقائق الوجود أو بالأحرى خي اعتراض على الحياة بسبب اليأس

  12. افتراضي

    الفصــل الثانــي : مفـاهـيم ديـنــيـــة معاصرة

    أولا التبشير :



    التعريف :

    التبشير "حركة سياسية استعمارية بدأت في الظهور إثر الفشل العسكري في تغيير ديانة المستعمرات ، وهدفها نشر النصرانية بين الأمام المختلفة في دول العالم الثالث عامة و بين المسلمين خاصة بهدف إحكام السيطرة على الشعوب.ويساعدهم في ذلك انتشار الفقر و الجهل و النفود الاقتصادي و السياسي في الكثير من بلدان العالم الثالث "[1].



    أبرز الشخصيات

    · منذ القرن الخامس عشر و أثناء الاكتشافات البرتغالية دخل المبشرون الكاثوليك إلى إفريقيا ، وهذه كانت بداية عمليات التبشير في القرة الإفريقية .

    · صموئيل زويمر رئيس إرسالية التبشير العربية في البحرين و رئيس جمعيات التنصير في الشرق الأوسط .أول من ابتكر فكرة عقد مؤتمر عام يجمع إرساليات التبشير البروتستانتية للتفكير في مسألة التبشير بين المسلمين [2]

    · كنيث كراج : خلف صموئيل زويمر على رئاسة مجلة العالم الإسلامي و قام بالتدريس في جامعة القاهرة لمدة من الوقت .

    · لويس ماسينيون قام على رعاية التبشير و التنصير في مصر

    · الباب شانتور : رأَسَ الكلية اليسوعية في بيروت زمنا طويلا أيام الانتداب الفرنسي .

    · دون هك كري : كان أكبر شخصية في مؤتمر لوزان التبسيري عام 1973 م ، و هو بروتستانتي ، عمل مبشرا في باكستان لمدة عشرين سنة[3] .



    أهم الأفكار

    · محاربة الوحدة الإسلامية : يقول القس سيمون : " إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإٍسلامية و تساعد على التملص من السيطرة الأوربية ، و التبشير عامل مهم في كسر شوكة هذه الحركة ، من أجل ذلك يجب أن نحول بالتبشير اتجاه المسلمين عن الوحدة الإسلامية "

    · قال صموئيل زويمر في مؤتمر القدس التنصيري عام 1935 م " ... لكن مهمة التبشير التي نذبتكم لها الدول المسيحية ،في البلاد الإسلامية ليست في إدخال المسلمين في المسيحية ، فإن في هذا هداية لهم و تكريما ، و إنما مهمتكم هي أن تخرجوا المسلم من الإسلام ، ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله و بالتالي لا صلة له بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها " [4]، و يقول أيضا :"وعند هذا الأمر لا يكون للمسلم من الإسلام إلا الإسم و لا يكون مسيحيا و لا يهوديا ... إما ملحدا لا يؤمن إلا بالمادة أو مضطربا يحتقر الإسلام و المسلمين .. لقد قضينا على برامج التعليم في الأفطار الإسلامية فأخرجنا منها القرآن و تاريخ الإسلام " [5].

    ثانيا التغريب - كحركة موازية للإستشراق-

    التعريف

    التغريب هو تيار فكري كبير ذو أبعاد سياسية و ثقافية و فنية ، يرمي إلى صبغ حياة الأمم بعامة ، و المسلمين خاصة ، بالأسلوب الغربي ،و ذلك بهدف إلغاء شخصيتهم المستقلة و خصائصهم المتفردة و جعلهم أسرى التبعية للحضارة الغربية [6].




    --------------
    [1] الموسوعة الميسرة فى الأديان و المذاهب و الأحزاب المعاصرة - مانع بن حماد الجهنى - ص665 بتصرف

    [2] الإسلام و المسلمون بين أحقاد التبشير و ضلال الاستشراف – عبد الرحمن عميرة -ص 25

    [3] الموسوعة الميسرة فى الأديان و المذاهب و الأحزاب المعاصرة - مانع بن حماد الجهنى - ص665-667 بتصرف

    [4] المرجع السابق

    [5] الإسلام و المسلمون بين أحقاد التبشير و ضلال الاستشراف – عبد الرحمن عميرة -ص 40

    [6] الموسوعة الميسرة فى الأديان و المذاهب و الأحزاب المعاصرة - مانع بن حماد الجهنى - ص698

  13. افتراضي

    الفصل الثالث مفاهيم سياسية و اقتصادية و اجتماعية معاصرة
    أولا الشيوعية communisme :

    التعريف
    "الشيوعية مذهب فكري يقوم على الإلحاد ، و أن المادة هي أساس كل شيء -يُنظر إلى المادية الديالاكتيكية- ويفسر التاريخ بصراع الطبقات ، و بالعامل الاقتصادي . ظهر في ألمانيا ... و تجسد في الثورة البلشفية التي ظهرت في روسيا سنة 1917 م بتخطيط من اليهود ، و توسعت على حساب غيرها بالحديد و النار"
    جاء في مقال للكاتب محمود عوض في منتدى التوحيد أن : "الشيوعية دعوة مادية تنكر الأديان كلها وتهدمها من أصولها وتقتلعها من جذورها ؛ لأنها لا تعترف بغير المادة ، وشعارها " لا إله والحياة مادة "
    والشيوعية هي الجانب الإجتماعي و السياسي للمادية الديالاكتيكية أو قل هي تطبيق المادة الديالاكتيكية على المجتمع .

    أبرز الشخصيات
    • كارل ماركس واضع الأسس الفكرية للنظرية ، يهودي ألماني عاش ما بين 1818-1883 م و هو حفيد الحاخام اليهودي المعروف مردخاي ماركس، و كارل ماركس شخص قصير النظر متقلب المزاج ، حاقد على المجتمع ، مادي النزعة .
    • فريدريك إنجلز 1820-1895 م و هو صديق كارل ماركس و قد ساعده في نشر المذهب كما أنه ظل ينفق على ماركس و عائلته حتى مات .
    • لينين : و اسمه الحقيقي فلاديمير أليتش بوليانوف ، و هو قائد الثورة البلشفية الدامية في روسيا سنة 1917 ، و هو الذي وضع الشيوعية موضع التنفيد .
    • ستالين : و اسمه الحقيقي جوزيف فاديونوفتش زوجا شفلي 1879 1954 م و هو سكرتير الحزب الشيوعي و رئيسه بعد لينين ، اشتعر بالقسوة و الجبروت و الطغيان و الديكتاتورية .
    • تروتسكي : ولد سنة 1879 و اغتيل سنة 1940 م بتدبير من ستالين ، و هو يهودي و اسمه الحقيقي بروشناين .


    أهم المعتقدات

    • إنكار وجود الله تعالى و كل الغيبيات و القول بالمادة هي أساس كل شيء و شعارهم ، نؤمن بثلاثة ك ماركس و لينين و ستالين ، و نكفر بثلاثة : الله ، الدين ، الملكية الخاصة .
    • فسروا تاريخ البشرية بالصراع بين البورجوازية و البروليتاريا.
    • يحاربون الأديان و يعتبرونها وسيلة لتخدير الشعوب.
    • يحاربون الملكية الفردية .
    • يقولون بأن الأخلاق نسبية و هي انعكاس لآلة الانتاج .
    • يزعمون بأسبقية المادة على الفكر .

  14. افتراضي

    ثانيا العلمانية secularism

    التعريف

    العلمانية ليست مذهبا محدد المعالم ، واضح الأركان ، لكنها عنوان لاتجاه هدفه النظر بعين واحدة ، هي عين البحث العلمي بالوسائل الإنسانية ، و طمس عين العلم الأخرى التي تقتبس المعرفة من الدين و الوحي طمسا كليا، و في هذه الحالة تكون العلمانية إلحادا ... أو إهمالا للدين و عدم التفات إليه ، أو طمسا جزئيا ، و أي أن العلمانية إلغاء للدين .[1]



    ولفظ العلمانية ترجمة خاطئة لكلمة secularism في الإنجليزية أو secularite في الفرنسية ، و هي كلمة لا صلة لها بلفظ "العلم" و مشتقاته على الإطلاق [2]



    يقول محمد قطب في كتابه مذاهب فكرية معاصرة :" " العلمانية" هي الترجمة العربية لكلمة Secularism, Secularite في اللغات الأوربية وهي ترجمة مضللة لأنها توحي بأن لها صلة بالعلم ، بينما هي في لغاتها الأصلية لا صلة لها بالعلم ، بل المقصود بها في تلك اللغات هو إقامة الحياة بعيدا عن الدين ، أو الفصل الكامل بين الدين والحياة "[3]



    في دائـرة المعارف البريطانية نجد بخصوص كلمة secularism أنها :" حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها ، ذلك أنه كان لدى الناس في العصور الوسطى رغبة شديدة في العزوف عن الدنيا ، والتأمل في الله [عز وجل ] واليوم الآخر ، وفي مقاومة هذه الرغبة طفقت تعرض نفسها من خلال تنمية النزعة الإنسانية ، حيث بدأ الناس في عصر النهضة يظهرون تعلقهم الشديد بالإنجازات الثقافية والبشرية ، وبإمكانية تحقيق مطامحهم في هذه الدنيا القريبة ، وظل الاتجاه إلى secularism يتطور باستمرار خلال التاريخ الحديث كله ، باعتبارها حركة مضادة للدين ، ومضادة للمسيحية"[4]

    " العلمانية في المنظور الغربي هي: التحرر من الأديان عبر" الصيرورة " التاريخية، واعتبار الأديان مرحلة بدائية لأنها تشتمل على عناصر خرافية كالماورائيات والغيبيات، ولا يتم الخلاص من هذه الأعباء إلا عن طريق تحقيق النضج العقلي الذي تحققه العلمنة عبر آلياتها الثقافية والفكرية والفلسفية. وهذا ما يعبر عنه د.ج.ويل بقوله:" الفكرة العلمانية تنطوي على مفهوم فلسفي يتعلق باستقلال العقل في قدرته "[5].وذلك يعني بنظر كلود جفراي " إلغاء كل مرجع ديني"[6]. وهو نفس ما يريده جول فيري 1832 1893-م ولكن بتعبير أكثر حدة حيث الغرض النهائي من العلمـانية عنـده هو": تنظيم المجتمع بدون الله " [7]





    التأسيس :

    انتشرت الدعوى للعلمانية في أوربا ، وقد أدت ظروف كثيرة قبل الثورة الفرنسية سنة 1789 م و بعدها إلى انتشارها الواسع و تبلور منهجها و أفكارها ، و أكبر سبب لظهور العلمانية هو الصراع بين الكنيسة و العلماء و سيطرة الكنيسة إلى جانب الإقطاعيين على نفوذ الشعب فأدى ذلك إلى ردت فعل الشعب التي تبوثقت في الثورة الفرنسية



    أهم الشخصيات

    · جان جاك روسو ولد سنة عام 1712م من عائلة فرنسية الأصل في مدينة جنيف في سويسرا ، له كتاب العقد الاجتماعي الذي يعد إنجيل الثورة الفرنسية ، ألفه سنة 1778.

    · سبينوزا : ولد سبينورزا في عام 1632م في أمستردام، هولندا، عن عائلة برتغالية من أصل يهودي تنتمي إلى طائفة المارنيين ، يعد رائد العلمانية باعتبارها منهجا للحياة و السلوك و له رسالة اللاهوت و السياسة ، توفّي سبينوزا في 21 أبريل 1677 .

    · نيتشه : فريدريك فيلهيلم نيتشه ) 1844 – 1900 ( فيلسوف ألماني ، عالم نفس،و عالم لغويات. تميز بشخصية عدوانية جداً، و كونه ناقدا حادّا للمبادئ الأخلاقي و الدين ، زعم أن الإله قد مات و أن الإنسان الأعلى السوبرمان ينبغي أن يحل محله ، أصيب بالجنون في آخر حياته.

    · دوركايم : يهودي فرنسي، عاش ما بين (1858 - 1917م) تخصص في علم الاجتماع. و قيا أنه صار رائد علم الاجتماع بعد « كونت » جمع بين الحيوانية الإنسانية و ماديته بنظرية العقل الجمعي.

    · فرويد : سيجموند فرويد، عاش ما بين (1856 - 1939م). يهوديُّ من أبوين يهوديين، نمساوي. هو مؤسس مدرسة التحليل النفسي ، اعتمد الدافع الجنسي مفسرا لكل الظواهر الإنسانية [8].

    و غيرهم كثير ...




    ------------
    [1] كواشف زيوف – حبنكة الميداني – ص162 163 بتصرف

    [2] العلمانية – سفر عبد الرحمان الحوالي ص 21 بتصرف

    [3] مذاهب فكرية معاصرة – محمد قطب – ج 2 ص 20

    [4] دائرة المعارف البريطانية Encyc . B r itanica V.Ixp.19 منقول من مقال الدكتور أحمد إدريس الطعان

    [5] د. فتحي القاسمي " العلمانية وانتشارها شرقاً وغرباً" ص 46 نقلا عن مقال العلمانية في المصادر الغربية

    [6] المرجع السابق ص 45

    [7] مقال العلمانية في المصادر الغربية أحمد إدريس الطعان – منتدى التوحيد

    [8] الموسوعة الميسرة فى الأديان و المذاهب و الأحزاب المعاصرة - مانع بن حماد الجهنى ص 680 681 بتصرف

  15. افتراضي

    ثالثا الليبرالية liberalisme

    التعريف

    الليبرالية (liberalisme)كلمة ليست عربية، وترجمتها الحرية، جاء في الموسوعة الميسرة:

    "الليبرالية: مذهب رأسمالي ينادي بالحرية المطلقة في الميدانين الاقتصادي والسياسي" .

    ولها تعريفات مرتكزها: الاستقلالية؛ ومعناها: التحرر التام من كل أنواع الإكراه الخارجي: دولة،جماعة، فردا؛ ثم التصرف وفق ما يمليه قانون النفس ورغباتها، والانطلاقة والانفلات نحو الحريات بكل صورها:

    مادية، سياسية، نفسية، ميتافيزيقية –عقدية-

    وقد عرفها جان جاك روسو، فقال ": الحرية الحقة ( الحرية الخُلقية كما يسميها) هي أن نطيع القوانين التي اشترعناها نحن لأنفسنا".


    وعرف "هوبز" الحرية بأنها: " غياب العوائق الخارجية التي تحد من قدرة الإنسان على أن يفعل ما يشاء".



    و الحرية في المفهوم الليبرالية تنادي بالحرية المطلقة في المجال الفكري و السياسي و الاقتصادي.[1]

    ويقول الدكتور يوسف القرضاوي :"وأمثال هذه المصطلحات التي تدل على مفاهيم عقائدية ليس لها مدلول واحد محدد عند الأوربيين . لهذا تفسر في بلد بما لاتفسر به في بلد آخر, وتفهم عند فيلسوف بما لاتفهم به عند غيره , وتطبق في مرحلة بما لاتطبق به في أخرى .

    ومن هنا كان اختلاف التعريفات لهذه المفاهيم , وكانت الصعوبة في وضع تعريف منطقي جامع مانع يحدد مدلولها بدقة . حتى اشتقاق كلمة "ليبرالي" نفسها اختلفوا فيه :هل هي مأخوذة من (ليبرتي) التي معناها الحرية كما هو مشهور أم هي مأخوذة من أصل أسباني ؟"[2]



    نشأت الليبرالية في التغيرات الاجتماعية التي عصفت بأوربا منذ بداية القرن السادس عشر الميلادي، وطبيعة التغير الاجتماعي والفكري يأتي بشكل متدرج بطيء.

    وهي لم " تتبلور كنظرية في السياسة والاقتصاد والاجتماع على يد مفكر واحد، بل أسهم عدة مفكرين في إعطائها شكلها الأساسي وطابعها المميز.

    أبرز الشخصيات


    · جون لوك 1632 – 1704 يعتبر جوك لوك من أبرز فلاسفة الليبرالية الكلاسيكية، ونظريته تتعلق بالليبرالية السياسية

    · جان جاك روسو 1712- 1778 فيلسوف و كاتب و محلل سياسي سويسري ، ولد في جنيف وقضى فيها طفولته وشبابه المبكر وذهب إلى باريس وهو في الثلاثين من عمره وبعد عدة رحلات استقر فيها وكتب فيها أهم مؤلفاته "العقد الاجتماعي" الذي يوصف بأنه "إنجيل الثورة"[3]

    · جون ستوارت ملْ 1806-1873 [4]

    رابعا الرأسمالية

    التعريف

    "الرأسمالية نظام اقتصادي ... يقوم على أساس إشباع حاجات الإنسان الضرورية و الكمالية، و تنمية الملكية الفردية و المحافظة عليها ، متوسعا في مفهوم الحرية ، معتمدا على سياسية فصل الدين نهائيا عن الحياة . و لقد ذاق العالم بسببه ويلات كثيرة نتيجة إصرار على كون المنفعة و اللذة هما أقصى ما يمكن تحقيقه من السعادة للإنسان . و لا تزال الرأسمالية تمارس ضغوطها وتدخلها السياسي و الاجتماعي و الثقافي و ترمي بثقلها على مختلف شعوب الأرض."[5]

    جاء في كتاب موسوعة الأديان و المذاهب المعاصرة :"



    أبرز الشخصيات :

    · فرنسوا كُنزني 1694-1778 ولد بفرنسا ، اهتم بالاقتصاد و أسس المذهب الطبيعي ، أصدر كتاب الجدول الاقتصادي سنة 1758 و شبه فيه تداول المادل داخل الجماعة بالدورة الدموية .

    · جون لوك 1632 – 1704 صاغ نظرية الطبيعة الحرة إذ يقول عن الملكية الفردية أنها :"حق من حقوق الطبيعة ، و غريزة تنشأ مع نشوء الإنسان ، فليس لأحد أن يعارض هذه الغريزة".

    · ومن ممثلي هذا الاتجاه أيضاً تورجو وميرابو وجان باتست ساي.

    · آدم سميث 1723-1790م وهو أشهر الكلاسيكيين على الإطلاق ، ولد في مدينة كيركالدي في اسكوتلنده ودرس الفلسفة ، وكان أستاذاً لعلم المنطق في جامعة جلاسجو . سافر إلى فرنسا سنة 1766م والتقى هناك بأصحاب المذهب الحر . وفي سنة 1776م أصدر كتابه بحث في طبيعة وأسباب ثروة الأمم هذا الكتاب الذي قال عنه أحد النقاد وهو أدمون برك : " إنه أعظم مؤلف خطه قلم إنسان ".

    · دافيد ريكاردو 1772-1823م قام بشرح قوانين توزيع الدخل في الاقتصاد الرأسمالي ، وله النظرية المعروفة باسم قانون تناقص الغلة ويقال بأنه كان ذا اتجاه فلسفي ممتزج بالدوافع الأخلاقية لقوله :" إن أي عمل يعتبر منافياً للأخلاق ما لم يصدر عن شعور بالمحبة للآخرين ".

    · جون استيوارت مل 1806-1873م يعد حلقة اتصال بين المذهب حول البطالة والتشغيل وقد تجاوزت غيرها من النظريات إذ يرجع إليه الفضل في تحيق التشغيل الكامل للقوة العاملة في المجتمع الرأسمالي . وقد ذكر نظريته هذه ضمن كتابه النظرية العامة في التشغيل والفائدة والنقود الذي نشره سنة 1936م .

    · دافيد هيوم 1711-1776م صاحب نظرية النفعية التي وضعها بشكل متكامل والتي تقول بأن " الملكية الخاصة تقليد اتبعه الناس وينبغي عليهم أن يتبعوه لأن في ذلك منفعتهم ".





    أهم الأفكار :

    · البحث عن الربح بشتى الطرق .

    · الحياة الاقتصادية تخضع لنظام طبيعي ليس من وضع أحد .

    · عدم تدخل الدولة في الحياة الإقتصادية ، و أن تقتصر مهمتها على حماية الأفراد و الأموال و الحفاظ على أمن البلد.

    · الحرية الاقتصادية لكال فرد . " دعه يعمل دعه يمر ".[6]



    هذه أهم الأفكار التي يؤمن بها المذهب الرأسمالي و نستطيع أن نقول أن الرأسمالية هي الوجه الاقتصادي للبرالية .



    خامسا الديمقراطية

    التعريف

    الديمقراطية Democracy كلمة مشتقة من لفظتين يونانيتين Demos ( الشعب و Kratos ( سلطة ) ومعناها الحكم الذي تكون فيه السلطة للشعب . وتطلق علي نظام الحكم الذي يكون الشعب فيه رقيبا علي أعمال الحكومة بواسطة المجالس النيابية ، ويكون لنواب الأمة سلطة إصدار القوانين .[7]

    "تعرف الديمقراطية في الحكم بأنها حكم الشعب نفسه ، بنفسه ، لنفسه أو حكم الشعب للشعب ومن الشعب .

    وهذا التعريف يفيد أن الشعب هو مصدر كل السلطات و التشريعية ، و التنفيذية و القضائية ...و المراد من حكم الشعب نفسه ، لنفسه ، أن الشعب هو الذي يختار حكامه بإرادته الحرة ، و هو الذي يوافق أو لا يوافق على دستور حكمه ، و القوانين و الشرائع و النظم التي يجب على حكامه المنتخبين أن يلتزموا بها ". [8]



    أبرز الشخصيات و أهم المعتقدات :

    أغلب المنظرين للفكر الليبرالي و الرأسمالي هم من المنظرين للسياسة الديمقراطية لأن الديموقراطية ما هي إلى الجانب السياسي للفكر الليبرالي ، و أهم المعتقدات في الفكر الليبرالي نجدها أيضا في الفكر الديمقراطي فمنعا للإطالة ، يُنظر في مفهوم اللبرالية .



    سادسا الوطنية و القومية

    1 الوطنية

    الوطنية معناها : " أن يشعر جميع أبناء الوطن الواحد بالولاء لذلك الوطن ، والتعصب له، أيا كانت أصولها التي ينتمون إليها ، وأجناسهم التي انحدروا منها . أي أن الولاء فيها للأرض بصرف النظر عن القوم أو اللغة او الجنس"[9] .

    وهي "شعار معاصر ، حاول مروجوه بين المسلمين توجيه ولاء سكان أو أصحاب الوطن الواحد بصفة جماعية مشتركة لأرض وطنهم ذات الحدود المعينة ، و شحنهم بالتعصب لها انتماء ، و الدفاع عنها حتى درجة فدائها بالنفس ، مهما اختلفت عقائدهم ، و لغاتهم ، و أعراقهم ، و قومياتهم... و بمكر مدبر انطلقت عبارة " الدين لله و الوطن للجميع ". و أطلق مروجو شعار الوطنية بين المسلمين حديثا لا أصل له ، نسبوه إلى النبي صلى الله عليه و سلم و هو :"حب الوطن من الإيمان " .[10]



    2 القومية العربية

    "القومية مبدأ سياسي اجتماعي يفضل معه صاحبه كل ما يتعلق بأمته على سواه مما يتعلق بغيرها أو هو:

    عقيدة تصور وعيا جديدا يمجد فيه الإنسان جماعة محدودة من الناس يضمها إطار جغرافي ثابت، ويجمعها تراث مشترك وتنتمي إلى أصول عرقية واحدة".[11]

    يقول محمد قطب :" القومية معناها أن أبناء الأصل الواحد واللغة الواحدة ينبغي أن يكون ولاؤهم واحدات وإن تعددت أرضهم وتفرقت أوطانهم ،وأن كان معناها أيضا السعي في النهاية إلي توحيد الوطن بحيث تجتمع القومية الواحدة في وطن شامل ، فيكون الولاء للقومية مصحوبا بالولاء للأرض .. ولكن الولاء للقومية يظل هو الأصل ولو لم تتحقق وحدة الأرض"[12] .

    هذا تعريف القومية كمفهوم منفرد ، أما تعريف القومية العربية فلا يخلو هو أيضا مما ذكرناه آنفا ، وجاء في كتاب الموسوعة الميسرة فى الأديان و المذاهب و الأحزاب المعاصرة أن القومية العربية :" حركة سياسية فكرية متعصبة ، تدعوا إلى تمجيد العرب ، وإقامة دولة موحدة لهم ، على أساس من رابطة الدم واللغة والتاريخ ، وإحلالها محل رابطة الدين . وهي صدى للفكر القومي الذي سبق أن ظهر في أوربا" .



    و من العجيب أن أئمة دعوة القومية العربية ... لم يكونوا من أصول عربية ، ثم كان الذين حملوا شعاراتها بقوة داخل الشعوب العربية هم من الطوائف غبر المسلمة ، و انساق معهم مفتونون من أبناء المسلمين ".[13]



    أبرز الشخصيات


    · محمد علي باشا : حاكم مصر ، كان يطمع في امبراطورية عربية تنفصل عن الحكم العثماني وقد زين له هذا الأمر الغرب (الفرنسيون بالذات)

    · ابراهيم باشا : ابن محمد علي باشا و حاكم الشام و من أبرز المروجين للفكر القومي

    · رفاعة الطهطاوي الذي أقام في باريس 1826- 1831 فحمل فكرة الثورة الفرنسية القومية.

    · ناصيف اليازجي: (1800- 1871م) لبناني نصراني، عمل مع البعثة الأمريكية. وفي مطبعتها مع سمث وفانديك هو و ابنه ابراهيم

    · ابراهيم اليازجي كان نصرانيا ، ماسونيا عاش ما بين (1847- 1906 ) مات في مصر و نعته المحافل الماسونية فيها وهو صاحب القصيدتين اللتين تناديان بالثورة على الأتراك.

    · جورجي زيدان: صاحب دارالهلال وله مؤلفات كثيرة.

    · روزاليوسف - جاءت من الشام نصرانية ثم تظاهر بالاسلام وسمت نفسها فاطمة اليوسف ولكنها أصدرت المجلة باسمها القديم (روز اليوسف).... [14]

    · المبشرون الذين نادوا بالقومية ، تنحية لأحكام الإسلام.

    · النصارى العرب و خصوصا نصارى الشام .



    أهم الأفكار

    لقد تبلورت معتقداتهم في مؤلفات أدبائهم حتى قال شاعرهم مرسخا للقومية العربية :


    سلامٌ على كفرٍ يوحد بيننا

    وأهلاً وسهلاً بعده بجهنّمِ

    هبوني ديناً يجعل العرب أمةً

    وطوفوا بجثماني على دين برهمِ

    بلادك قدمها على كل ملةٍ

    ومن أجلها أفطر ومن أجلها صُمِ



    والثاني يقول:


    داع من العهد الجديد دعاكِ

    فاستأنفي في الخافقين علاكِ

    يا أمة العرب التي هي أمنا

    أي افتخارٍ نميته ونماكِ



    ولقد كان ميخائيل نعيمة، وجبران خليل جبران، وإيليا أبو ماضي، وإيليا حاوي، وإلياس أبو شبكة ...إلخ، هم الشعراء الذين يتغنى الناس بأفكارهم، بل قال أحمد شوقي:

    بلاد العرب أوطاني من الشام لبغداد فلا دين يفرقنا ولا حد يباعدنا [15]

    يقول محمد قطب :" وقد كانت دعاوى القومية والوطنية المصدرة عن عمد إلى العالم الإسلامى ، من بين وسائل الغزو الفكرى الذى استخدمه الصليبيون المحدثون فى " غزو العالم الإسلامى "



    سابعا الحداثة [16] :

    التعريف

    هي صبيانية المضمون وعبثية في شكلها الفني وتمثل نزعة الشر والفساد في عداء مستمر للماضي والقديم،وهي إفراز طبيعي لعزل الدين عن الدولة في المجتمع الأوروبي ولظهور الشك والقلق في حياة الناس مما جعل للمخدرات والجنس دورهما الكبير.

    بدأ مذهب الحداثة منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي تقريا في باريس على يد كثير من الأدباء السريالين والرمزيين والماركسيين والفوضويين والعبثيين،ولقي استجابة لدى الأدباء الماديين والعلمانين والملحدين في الشرق والغرب.حتى وصل إلى شرقنا الإسلامي والعربي .



    أبرز الشخصيات

    · شارل بودلير 1821-1867م وهو أديب فرنسي أيضا نادى بالفوضى الجنسية والفكرية والأخلاقية ،ووصفها بالسادية أي التلذذ بتعذيب الآخرين .له ديوان شعر مترجم بالعربية من قبل الشاعرإبراهيم ناجي ،ويعد شارل بودلير مؤسس الحداثة في العالم الغربي.

    · الاديب الفرنسي غوستاف فلوبير 1821-1880م.

    · مالارامية 1842-1898م وهو شاعر فرنسي ويعد أيضا من رموز المذهب الرمزي .

    · الأديب الروسي مايكوفوسكي ، الذي نادى بنبذ الماضي والاندفاع نحو المستقبل .

    ومن رموز مذهب الحداثة في البلاد العربية:

    · يوسف الخال- الشاعر النصراني وهو سوري الأصل رئيس تحرير مجلة الحداثية .وقد مات منتحراً أثناء الحرب الأهلية اللبنانية .

    · أدونيس( علي أحمد سعيد )نصراني سوري ويعد المروج الأول لمذهب الحداثة في البلاد العربية ،وقد هاجم التاريخ الإسلامي والدين والأخلاق في رسالتة الجامعية التي قدمها لنيل درجة الدكتوراة في جامعة (القديس يوسف)في لبنان وهي بعنوان الثابت والمتحول ،ودعا بصراحة إلى محاربة الله عز وجل .وسبب شهرتة فساد الإعلام بتسليط الأضواء على كل غريب.

    · د.عبد العزيز المقالح - وهو كاتب وشاعر يماني،وهو الآن مدير لجامعة صنعاء وذو فكر ييساري.

    · عبد الله العروي - ماركسي مغربي.

    · محمد عابد الجابري مغربي.

    · الشاعرالعراقي الماركسي عبد الوهاب البياتي.

    · الشاعر الفلسطيني محمود درويش- عضو الحزب الشيوعي الاسرائيلي أثناء اقامته بفلسطين المحتله , وهو الآن يعيش خارج فلسطين .

    أهم الأفكار

    · رفض الدين رفضا باتا .

    · رفض مصادر الدين الكتاب والسنة والإجماع صراحة أو تلميحا.

    · رفض الشريعة وأحكامها كموجه للحياة البشرية .

    · الدعوة إلى نقد النصوص الشرعية والمناداة بتأويل جديد لها يتناسب والأفكار الحداثية .

    · الدعوة إلى إنشاء فلسفات حديثة على أنقاض الدين .

    · الثورة على الأنظمة السياسية الحاكمة لأنها فى منظورها رجعية متخلفة أي غير حداثية , وربما استثنوا الحكم البعثي .

    · تبني أفكار ماركس المادية الملحدة , ونظريات فرويد في النفس الإنسانية وأوهامه , ونظريات دارون فى أصل الأنواع وأفكار نيتشة ،وهلوسته.

    · الثورة على جميع القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية والإنسانية،وحتى الاقتصادية والسياسية .

    · رفض كل ما يمت الى المنطق والعقل.

    ومن الغريب أن كل حركة جديدة للحداثة تعارض سابقتهافي بعض نواحي شذوذها وتتابع في الوقت نفسه مسيرتها في الخصائص الرئيسية للحداثة.[17]





    الفصل الــرابع : مفـــاهيم عـــلمــية مـــعاصــــرة

    الداروينية


    التعريف


    تنتسب الحركة الفكرية الداروينية إلى الباحث الإنجليزي شارلز داروين الذي نشر كتابه أصل الأنواع سنة 1859 م و طرح فيه نظريته في النشوء و الارتقاء ممت زعزع القيم الدينية ، و ترك آثارا سلبية على الفكر العالمي [18].



    هذه النظرية تشكل القاعدة التي يعتمد عليها كل الفلاسفة الملحدين. فمنذ أن أنكرت الداروينية حقيقة الخلق، وبالتالي حقيقة وجود الله، تخلى الكثيرون عن أديانهم أو وقعوا في التشكيك بوجود الخالق خلال المئة والأربعين سنة الأخيرة[19]



    لقد انطلق داروين في نظريته من مقدمة منطقية أساسية هي: ‘’يعتمد تطور الكائنات الحية على الصراع من أجل البقاء. ويفوز القوي في الصراع، في حين يُحكم على الضعيف بالهزيمة والنسيان’’.
    </SPAN></DIV><DIV class="DIVDefaultParaStyle"><SPAN class="dynamic-style-2">ووفقا لداروين، يوجد صراع قاس من أجل البقاء ونزاع أبدي في الطبيعة. ويتغلب القوي دائما على الضعيف، وهذا ما يؤدي إلى حدوث التطور.... وعلاوة على ذلك، فقد زعم داروين أن "الصراع من أجل البقاء" ينطبق أيضا على الأجناس البشرية. ووفقا لهذا الزعم الخيالي، انتصرت ‘’الأجناس الموهوبة’’ في الصراع. وكانت الأجناس الموهوبة تتمثل، في رأي داروين، في الأوروبيين البيض؛ أما الأجناس الإفريقية أو الآسيوية فقد تخلفت عن الركب أثناء الصراع من أجل البقاء. وقد تمادى داروين في آرائه وألمح إلى أن هذه الأجناس سرعان ما ستخسر ‘’الصراع من أجل البقاء’’ بأكمله، وبالتالي ستنقرض[20].



    أبرز الشخصيات

    · شارلز داروين : صاحب هذه المدرسة ولد في 12 فبراير 1809 م و هو باحث إنجليزي نشر في 1859 م كتابه أصل الأنواع ، و قد ناقش فيه نظريته للنشوء و الارتقاء.

    · آرثر كيت : دارويني متعصب ، يعترف بأن هذه النظرية لا تزال حتى الآن بدون براهين يقول في أحد كتبه :"إن نظرية النشوء و الارتقاء ما زالت حتى الآن بدون براهين ، و ستظل كذلك ، و السبب الوحيد في أننا نؤمن بها هو أن البديل الوحيد الممكن لها هو الإيمان بالخلق المباشر و هذا غير وارد على الإطلاق ".

    · جليان هكسلي : دارويني ملحد ، ظهر في القرن العشرين و له أقوال يبرز فيها حقده على الأديان .

    · ليكونت دي نوى : من أشهر التطوريين المعاصرين .

    · د . هــ . سكوت : دارويني شديد التعصب ، يقول :"إن نظرية النشوء جاءت لتبقى ، و لا يمكن أن نتخلى عنها حتى لو أصبحت عملا من أعمال الاعتقاد".[21]



    أهم الأفكار :


    تفترض نظرية داروين أن الحياة في الكائنات العضوية انتقلت من السهولة إلى التعقيد .

    تتدرج الكائنات من الأحط إلى الأرقى .

    الطبيعة وهبت الأنواع القوية عوامل البقاء و النمو و التكيف مع البيئة.

    الطبيعة تعطي و تمنع بدون خطة مرسومة بل خبط عشاء و خط التطور ذاته متعرج و مضطرب لا يسير على قاعدة مطردة منطقية.

    المخلوقات الحية وُجدت في مراحل متدرجة و لم توجد دفعة واحدة .

    المخلوقات متسلسلة وراثيا ينتج بعضها عن بعض بطريقة التعاقب خلال عملية التطور البطيئة .

    أصل الكائنات هو بكتيرية الأميبية التي تكون في قعر المحيط بسبب عوامل مختلفة.


    تم بحمد الله

    -------------------------------------------

    [1] منـاظرة مع الزميـل ليبـرالي حـول الليبـراليـة – سرداب – منتدى التوحيد

    [2] - الحلول المستوردة ص / 50 - 51

    [3] من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة مادة جون جاك روسو
    [4] موسوعة لا لاند الفلسفية 2/726. منقول من كتاب اللبرالية نشأتها و مجالاتها - عبد الرحيم بن صمايل السلمي

    [5] الموسوعة الميسرة فى الأديان و المذاهب و الأحزاب المعاصرة - مانع بن حماد الجهنى ص 910

    [6] المرجع السابق ص 912 – 913 بتصرف

    [7] مذاهب فكرية معاصرة – محمد قطب – ج 1 ص 201

    [8] كواشف زيوف – حبنكة الميداني – ص 717 - 718

    [9] مذاهب فكرية معاصرة – محمد قطب ج 1 ص 152

    [10] كواشف زيوف – حبنكة الميداني – ص 257 - 258

    [11] الإسلام والحضارة د. محمد محمد حسين صـ 195

    [12] مذاهب فكرية معاصرة – محمد قطب ج 1 ص 152

    [13] كواشف زيوف – حبنكة الميداني – ص 263

    [14] القومية – عبد الله عزام ص 5 – 11 بتصرف

    [15] مقال القومية العربية - الشيخ سفر الحوالي - مكتبة مشكاة الإسلامية

    [16] و ما نقصد به هو الحداثة التي تريد تمييع الهوية الإسلامية داخل القوالب المصدرة من العالم الغربي



    [17] الموسوعة الميسرة فى الأديان و المذاهب و الأحزاب المعاصرة - مانع بن حماد الجهنى – ص 867 – 874 بتصرف

    [18] الموسوعة الميسرة فى الأديان و المذاهب و الأحزاب المعاصرة - مانع بن حماد الجهنى – ص 925

    [19]خديعة التطور – هارون يحيى – ص 6

    [20] المرجع السابق ص 8 – 9 بتصرف

    [21] الموسوعة الميسرة فى الأديان و المذاهب و الأحزاب المعاصرة - مانع بن حماد الجهنى – ص 925 – 926 بتصرف

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إعلان: فرق ومذاهب وأحزاب وأديان معاصرة ...
    بواسطة أبو حب الله في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 11-09-2014, 01:17 AM
  2. مشروع افكار دعوية معاصرة
    بواسطة ابو جواد في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 06-07-2012, 11:42 PM
  3. شرح وتوضيح مفاهيم فكرية تساعدك على المناقشة والحوار.
    بواسطة ناجح سلهب في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-15-2009, 12:52 PM
  4. مذاهب فكرية معاصرة
    بواسطة يحيى في المنتدى المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-27-2007, 07:19 PM
  5. سئمت معاشرة الجبناء
    بواسطة الفرصة الأخيرة في المنتدى قسم اللغة والشعر والأدب
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 04-15-2006, 11:08 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء