السلام عليكم أخى الكريم amro
جزاك الله خيرا على المقال و لى تعقيب إذا تفضلتَ :
هناك العديد من الاسئلة التى تثار بعد هذا المقال :
1- هل الاكتئاب المرضى المزمن هو نفسه الحزن و الضيق الذى يتعرض له الأسوياء كردة فعل للأحداث المحزنة الحاصلة فى حياتهم ؟؟
لا , الحزن و الضيق الذى يتعرض له الاسوياء هو شعور يعتريهم نتيجة احداث محزنة تمر بهم و هذا الحزن يتلاشى بمرور الايام مع الانشغال بالامور الحياتية الاخرى بالاضافة الى التقرب من الله بالعبادات المختلفة فيبعث ذلك نوع من الشعور بالسكينة و الطمأنينة فى نفس الانسان .
أما الاكتئاب المرضى فهو شعور مؤذى يعترى نفس الشخص و غير مرتبط بأحداث محزنة لانه حاصل نتيجة نقص هرمون السيرتونين فى المخ مما يُحدِث خللا فى تواصل الاشارات الصادرة بين الموصلات العصبية بعضها البعض فينتج مثل هذا الشعور بالحزن الشديد الذى يعوق الشخص عن مزاولة حياته بصورة طبيعية .
و للاكتئاب درجات ( البسيط و المتوسط و الشديد ) و الاكتئاب الشديد قد يصل بالمرء الى الانتحار و العياذ بالله .
و هذا الاكتئاب المرضى لا يُعالَج بالقرآن و لا بالأذكار بصفة رئيسية , لكن اساس العلاج هو العلاج الكيميائى الذى يعيد التوازن - بأمر الله - فى افراز هذا الهرمون فى المخ بالاضافة الى العلاج بالقرآن ( كعامل مساعد ) و تصحيح العقيدة فى نفس المريض و فكره فيُشفَى المرض بإذن الله تعالى .
و يترتب على تلك الحقيقة العلمية الطبية المؤكَدة من قِبَل الاطباء النفسيين المسلمين السؤال الثانى :
2- هل المرض النفسى قاصر على الكفار و أمثالهم دون المسلمين ؟؟ و بمعنى أوضح هل الالتزام بالدين يكفى وحده للوقاية الكاملة من أى مرض نفسى او عقلى ؟؟
لا , الدين يقى من الاصابة بالمرض النفسى بنسبة محددة تصل الى 40% فقط , ذلك ان اسباب المرض ليست البعد عن الدين فقط لكن ثمة اسباب اخرى :
* اسباب اجتماعية
* اسباب جينية وراثية
فكيف يقال اذن ان المرض النفسى قاصر على الكفار و ضعيفى الايمان من المسلمين ؟؟
فمعلوم ان معظم الأمراض النفسية تنشأ جذورها من الطفولة نتيجة خبرات أليمة مر بها الطفل و ترسبت فى نفسه عبر السنين , فكيف يُتَهم مَن ابتلاه الله بهذا المرض بضعف الايمان اذا كان قد حصل له هذا ابتداءً قبل ان يجرى عليه القلم ؟؟؟!!!
أضف الى ذلك ان معظم الاسر لا تربى اولادها على الدين ( الذى من الممكن ان يكون سببا فى وقايتهم من تلك الامراض ) أيُلام هذا المريض على عدم تربيته لنفسه من الصغر على الدين ؟؟؟!!!
و قد تقول لى ان الانسان مسئول عن نفسه منذ البلوغ , فأقول نعم لكن هذا يحدث بعد تعمق المشكلة و ترسبها فى اعماق نفسه و تحولها الى مرض لايستطيع هو التحكم به او التخلص منه بالرجوع الى الدين فقط .
أما الاسباب الوراثية الجينية فلا دخل للانسان بها بحال فقد يكون المرض وراثيا و لا علاقة للدين بهذا من قريب او بعيد .
و لهذا اقول ان ارتكاز المقال على فكرة ان البعد عن الدين هو السبب الرئيس و الوحيد للاكتئاب و الامراض النفسية و الانتحار , مسألة فيها نظر .
* فلو تكلمنا عن الامراض النفسية :
- لا شك ان الالتزام بالدين سببا فى الوقاية من الامراض النفسية و لكنه غير مانع لها بإطلاق .
- المسلم المصاب بمرض نفسى نتيجة لاسباب وراثية او اجتماعية لا يحكم عليه بضعف ايمانه فلا ذنب له فى ذلك , بل هو ابتلاء من الله كسائر الامراض و سيوفى الله له حقه فى الأخرة او فى الدنيا و الآخرة معا .
- اذا وصل الاكتئاب لدرجة شديدة جدا ( و أدت الى الانتحار كما يقول الاطباء ) فيستوى فى ذلك المسلم و الكافر إذ ان مضاعفات المرض لا تفرق بين مسلم و كافر .
* و لو تكلمنا عن الازمات و الابتلاءات العادية التى يمر بها البشر ( فشل - وفاة حبيب - افلاس ... الخ ) و التى تؤدى الى الحزن و الضيق فقط ( و ليس المرض ) :
- فلاشك ان الالتزام بالدين هو السبب الوحيد للخروج من تلك الازمات و تحمل هذه الابتلاءات مهما عظُمَت .
- المسلم المؤمن بالله يصبر و يرضى و يتيقن فى حكمة الله و يحتسب الاجر و الثواب و لا ينتحر ابدا مهما عظمت تلك المصائب و مهما كبرت الابتلاءات و المحن .
- الكافر او الملحد عند ابسط مشكلة و اقل خسارة فى هذه الدنيا يلجأ - فى غالب الاحيان - الى الانتحار اذ ليس لديه من الايمانيات و قوة العقيدة و صحتها ما يؤهله لتحمل و لو اقل المصائب و اصغرها .
و أود الاشارة الى ان جل ما ذُكِر فى هذه المداخلة هى حقائق طبية و علمية صحيحة غير انه لا مصادر استطيع احالتكم اليها لانى اعتمدت فى المقالة على معلومات استقيتها من مقالات فى الصحف و المجلات الطبية و من استماعى لكثير من الاطباء النفسيين المسلمين فى لقاءاتهم التليفزيونية .
و حقيقةً فإن ما شدنى الى متابعة موضوع النفس و امراضها شيئان :
# حين حدثت فى مصر فى الآونة الاخيرة سلسلة من الاعتداءات و جرائم القتل و الصاق تلك الجرائم و التهم بالمرضى النفسيين و العقليين حتى اصبحت موضة , و تبعا لذلك فقد تدفقت المقالات و اللقاءات التليفزيونية مع الاطباء و اكتشفتُ ساعتها مدى الجهل المركب و كم المعلومات المغلوطة لدىَ فحاولتُ معرفة المزيد .
# من خلال متابعتى لبرامج التنمية البشرية و برامج تربية الاطفال , عرفتُ مدى اهمية المحافظة على صحة النفس و سلامتها و انها لا تقل شأنا عن الصحة الجسدية بل تزيد .
فإن أخطأتُ فأرجو ممن لديه العلم و المعرفة حول هذا الموضوع ألا يبخل علينا بالتصحيح و الافادة .
التعديل الأخير تم 09-12-2008 الساعة 02:31 AM
إذا اعْتَرَتْكَ بَلِيَّةٌ فاصْبِرْ لهــــا ... صبـرَ الكريــمِ فإنه بكَ أعلــــــمُ
و إذا شكَوْتَ إلى ابْنِ آدمَ إنما ... تشكو الرحيمَ إلى الذى لا يرحمُ
Bookmarks