السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جزاكم الله خيرًا على فتح هذا الموضوع ..
ولهذا الحديث الشريف تأويلان مقبولان ..
أولهما :
أن يكون طول البشر قد نقص بالتدريج بعد هبوط آدم عليه السلام إلى الأرض ..
وهذا يقتضي أن تكون بداية الخلق سحيقة القدم ..
وهذا في الواقع لا إشكال فيه ..
حيث أننا نعد الحضارة الفرعونية من أقدم الحضارات المعروفة بينما ذكر الله تعالى نبأ فرعون في القرآن بعد أنباء عاد وهود وثمود والمؤتفكات وآصحاب الأيكة وغيرها من الحضارات التي دمرها الله تعالى بذنوب أهلها ..
فلا يبعد أن تكون بداية الخلق سحيقة القدم ..
وثاني التأويلين :
أن يكون طول آدم عليه السلام قد نقص دفعة واحدة عند طرده من الجنة ..
وأنه سيعود لهذا الطول عند عودته إليها مرة أخرى ..
قال العلامة اليماني رحمه الله تعالى :
(( وقد يكون خلق ستين ذراعاً فلما أهبط إلى الأرض نقص من طوله دفعة واحدة ليناسب حال الأرض إلا أنه بقي أطول مما عليه الناس الآن بقليل ثم لم يزل ذلك القليل يتناقص في الجملة . والله أعلم )) عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني ، الأنوار الكاشفة ص187 .
ويؤيد هذا التأويل ما في الحديث من أن كل من يدخل الجنة فهو على صورة آدم ، وطوله ستون ذراعًا ..
فكل إنسان من ذرية آدم عليه السلام سيعود لهذا الطول عند دخوله الجنة ، والله أعلم ..
وفي صحيح البخاري : (( فأتينا على رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولاً، وإنه إبراهيم صلى الله عليه وسلم )) ..
والله سبحانه أعلم وأحكم .
Bookmarks